بحث حول (وقف التجاذب (المعانقة) في القرآن الكريم للدكتور عبدالعزيز الحربي

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,299
مستوى التفاعل
115
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
صدر عن مكتبة ودار ابن حزم بالرياض ، بحث قيم للدكتور الكريم عبدالعزيز بن علي الحربي الأستاذ المشاركة بجامعة أم القرى بعنوان :( وقف التجاذب (المعانقة) في القرآن الكريم) . وأظنه في الأصل بحث منشور في إحدى الدوريات العلمية المحكمة . ويقع الكتاب في 74 صفحة من القطع الصغير .

[align=center]
taanog.jpg
[/align]

وقد اشتمل البحث على مقدمة ، وفصلين وخاتمة .
الفصل الأول : في الوقف والابتداء وعناية العلماء به . وتحته أربعة مباحث :
المبحث الأول : تعريف الوقف والابتداء .
المبحث الثاني : مكانة الوقف وعناية العلماء به .
المبحث الثالث : أقسام الوقف والفرق بينه وبين القطع والسكت .
المبحث الرابع : وقف التعانق .
الفصل الثاني : المواضع التي يثبت لها وقف المعانقة في القرآن الكريم .
وقد أورد عشرين موضعاً لهذا النوع من أنواع الوقف ، يبين في كل آية موضع التعانق ، والاختيار والترجيح الذي يراه .
ثم ختم الباحث بتنبيهين قال فيهما :

الأول : جميع ما ورد في هذا الباب من وقف التجاذب يسوغ ترك الوقف عليه في الموضعين ، ومنها ما يستحسن الوصل فيه ويُرجَّح على الوقف على أي منهما كما بين ذلك في موضعه.
الثاني : هناك مواضع لم يترجح لدي إدراجها ضمن موضوع التعانق لبعد التعانق فيه ، أو ضعفه ، أو لأنه لا يصح إلا مع قراءة أخرى . ومن ذلك :

قوله تعالى :{واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا}[البقرة/286].
فإن لفظ :{أنت} يحتمل احتمالاً بعيداً ، أن يكون تابعاً لما قبله ، بأن يكون توكيداً للضمير المحذوف وجوباً تقديره : أنت. وحينئذٍ يجوز الوقف عليه.. ولكن الظاهر الجاري عليه سنن الكلام : أنه مبتدأ... الخ).

شكر الله للدكتور عبدالعزيز الحربي هذا البحث الجيد ، ونفعنا وإياه بعلم كتابه .
 
نسأل الله أن ينفع به وأن يطرح له القبول ... وجزى الله الدكتور خيرا
وجزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل لحرصكم على إفادتنا بكل ما هو جديد ونافع وأسأل الله لكم التوفيق والسداد على جهودكم المبذولة
 
من طرائف وقف المعانقة أن الإشارة إليه في المصحف بثلاث نقاط لأن كلمة (عانق) فيها ثلاث نقاط، فما ادرى هل أشار إليها الدكتور الفاضل في بحثه أم لا.
 
أخي الكريم الشيخ عرفات وفقه الله : فكرة علاقة رمز وقف التعانق بكلمة عانق طريفة حقاً ، ولم يشر لها الباحث في بحثه حسب علمي فقد قرأت البحث ولم أجدها.
 
حدثني الشيخ المقرئ إبراهيم الأخضر بأن الوقف المسمى بالمعانقة لا أصل له وأنه يعتقد أنه من وضع كتاب المصاحف القرآنية..
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
 
وهل ذكر الدكتور تاريخ وقف المعانقة، أقصد أول من ذكره.

وحقيقة أبحاث الدكتور ممتعة واليوم اشتريت كتابه سكتات حفص وقرأته وهو بحث قصير ممتع.
 
أخي الكريم الدكتور المقرئ أنمار حفظه الله
ذكر الدكتور عبدالعزيز قول ابن الجزري : إن أول من نبَّه على وقف التعانق هو المقرئ عبدالرحمن بن أحمد ، أبو الفضل الرازي ، مؤلف كتاب (جامع الوقوف) ، وقال : إنه أخذه من المراقبة في العروض.
انظر : البحث ص 15-16 ، غاية النهاية لابن الجزري 1/361 ، النشر له 1/238

قلتُ : والمراقبة في العروض هي المراقبة بين الحرفين ، فلا يثبتان معاً ، ولا يذهبان معاً ، كأن كل واحدٍ منهما يراقب صاحبه ، وهو من متعلقات الزحاف ، وله تفاصيل محلها كتب العروض ، وانظر منها إن شئت : معجم مصطلحات العروض والقافية للدكتورين : محمد الشوابكة ، وأنور أبو سويلم 259-260 ففيه تفصيل جيد .
 
جزاك الله خيرا وهذه الفائدة ترد على ما نسب الشيخ الأخضر.
فأبو الفضل الرازي لا يوصف بأقل من "الإمام المقرئ شيخ الإسلام الثقة الورع الكامل ..."
قال السمعاني: "مقرئا فاضلا كثير التصانيف، حسن السيرة متعبدا حسن العيش منفردا قانعا باليسير يقرئ أكثر أوقاته ويروي الحديث"
وقال عبد الغفار الفارسي:"ثقة جوالا إماما في القراءات والروايات عالما بالأدب والنحو، أكبر من أن يدل عليه مثلي وهو أشهر من الشمس وأضوء من القمر ذو فنون من العلم."
ولد سنة 371 وتوفي سنة 454 هجرية.
اهـ
غاية النهاية من الموضع الذي أشرتم إليه حفظكم الله.
 
وقف التعانق أو المعانقة يسمى عند علماء الوقف المتقدمين وقف المراقبة، وأول من نبَه عليه الإمام أبو الفضل الرازي.
وسماه ابن الجزري مراقبة التضاد، وعرفه بأنه: إذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر.
وقد أشار إليه السجاوندي عند تعليقه على قوله تعالى: ( فأصبح من النادمين * من أجل ذلك )، حيث قال: ( النادمين ) ج. ( من أجل ذلك ) ج، كذلك؛ أي: هما جائزان على سبيل البدل لا على سبيل الاجتماع؛ لأن تعلق ( من أجل ) يصلح بقوله: ( فأصبح )، ويصلح بقوله: ( كتبنا )، وعلى ( أجل ذلك ) أجوز؛ لأن ندمه من أجل أنه لم يوار أظهر ".
وعرَّفه الهمذاني فقال: المراقبة بين الوقفين ألا يثبتا معاً، ولا يسقطا معاً بل يوقف على أحدهما ".
وعرَّفه صاحب (المستوفى في النحو) فقال: " المراقبة: أن يكون الكلام له مقطعان على البدل كل واحد منهما إذا فُرِضَ فيه الوقف وجب الوصل في الآخر، وإذا فُرِضَ فيه الوصل وجب الوقف في الآخر ".
وفي كنوز ألطاف البرهان( طبع عام 1290 ) : " رموز (مع، ومعانقة) هذه ثلاث رموزات (ه) باتحاد المعنى مع ترادف العلامات، أعني: هذه الرموز الثلاثة علامة للمعانقة، أي إذا تعانق الوقفان، أي إذا اجتمعا في محل واحد فوقف القارئ على أحدهما ولا وقف على الآخر بل وصله فلم يختل المعنى فحينئذ صح له الوقف على أحدهما شاء ... فلا يصح الوقف عليهما من غير وصل أحدهما وكذلك لا يصح الوصل فيهما من غير وقف على أحدهما.
 
جزى الله خيرا شيخنا أبا عبد الملك على ما تفضل به ولكن:
أشكل علي الجمع بين حديث أم سلمة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية"
وبين ما ذهب إليه السجاوندي بقوله:
وعلى"أجل ذلك" أجوز لأن ندمه من أجل أنه لم يوار أظهر"
وقوله "نادمين " رأس آية.
وجزاكم الله خيراً.
 
د. أنمار]جزاك الله خيرا وهذه الفائدة ترد على ما نسب الشيخ الأخضر.

لم أفهم أخي الكريم :د.أنمار قولكم
وهذه الفائدة لما نسب للشيخ الأخضر.
فلا زال الجميع متفقا على أقدم تاريخ لظهور التنبيه على هذا النوع من الوقوف وهو في القرن الرابع.
وقوله "لا أصل له" لا يتضمن استنقاصا لمن استحسن هذا الاجتهاد من علمائنا كالرازي وغيره.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى في النشر عن الوقوف جميعها "وأكثر ما ذكر الناس في أقسامه غير منحصر ولا منضبط"ج:1ص:178
 
محمود الشنقيطي قال:
الوقف المسمى بالمعانقة لا أصل له وأنه يعتقد أنه من وضع كتاب المصاحف القرآنية.

ما نسب للشيخ من قوله كتاب المصاحف، لم يتبين لي وجهه. فهل يقصد العلماء أنفسهم ؟ فإن كانوا كذلك فهم من قعدوا هذا العلم، وما علمنا أن السلف من الصحابة والتابعين ذكروا صلي وقلي وج ووو
فإن قبلنا من العلماء ذلك وقبلنا الوقف الكافي والتام والجائز والحسن فلا حرج في قبول وقف التجاذب، بدون استنكار.

أما إن قصد غير علماء القراءات فيرد عليه بأن ما ظهر بالبحث أن أبا الفضل الرازي هو أول من نسبت إليه.
 
أحسن الله إليك وجزاك خيرا
ما دمت كما قلت (لم يتبين لك وجه ما نسب للشيخ)
إذاً كان الأحسن والأولى بك أن لا تستنكرحتى يتبين لك وجه ما استشكلته.
فأنا لم أستفصل في مقصده وهو لم يبينه وعلى كل حال سأوافيك بالجواب قريبا وشكر الله لك.
 
أرجو من الإخوة الأفاضل ألا يحولوا مسار الموضوع إلى ردود على بعضهم البعض، لأن هذا يذهب ببركة العلم، وجزاكم الله خيرا، والموضوع شيق ومفيد.
 
الدكتور أنمارـ حفظه الله ـ قولك ( ...وما علمنا أن السلف من الصحابة والتابعين ذكروا صلي وقلي وج ووو) هل صلي وقلي وج ...الخ ذكرها السلف من الصحابة والتابعين بهذه الألفاظ أم بمعناها كالجائز أو مجوَز أو الكافي أو ...الخ،لأن الذي أعرفه أن صلي وقلي ذكره المتأخرون بمعنى ما ذكره المتقدمون.بارك الله فيكم وفي علمكم.
 
الأخ الموفق د/أنمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما العلماء رحمنا الله وإياهم الذين تخاف أن قول الشيخ إبراهيم يشملهم وربما ظننتَ أن في ذلك استنقاصا أو حطًّا من أقدارهم العالية - وحاشا -الشيخ إبراهيم أو غيره أن يقصد ذلك.
فالمراد من الكلام أنه لم ينقل أنهم كتبوا المصاحف بأيديهم بطريقة النساخ الذين وضعوا فيها تلك العلامة وغيرها بل كانت كتابة العلماء للمصاحف مجردة مما عدا القرآن ولو كنتَ وقفت على ذلك فنرجو ألا تحرمنا الفائدة.وكون الرازي هو أول من نبه للتعانق لا يعني ذلك سوى استحسانه له واجتهاده في ذلك كما سبق
فالوقف والابتداء وغيره من العلوم وكيفيات الأداء لا يمكن العلم بها بمطالعة المصاحف وهذا غير خافٍ على مثلك.
ووجدتُّ لابن تيمية رحمه الله كلاما فيما يتعلق بكتابة المصاحف فأحببت إحالتكم إليه علكم تجدون فيه جوابا شافياً قال رحمه الله في الفتاوى (ولهذا أمر الصحابة والعلماء بتجريد القرآن وألاَّ يُكتب في المصحف غير القرآن فلا يكتب أسماء السور ولا التخميس والتعشيرولا آمين ولاغير ذلك والمصاحف القديمة كتبها أهل العلم على هذه الصفة.
وفي المصاحف من قد كتب ناسخها أسماء السور والتخميس والتعشير والوقف والابتداء وكتب في آخر المصحف تصديقه ودعا وكتب اسمه ونحو ذلك وليس هذا من القرآن)13/105
وهاك بعض كلام السلف الدالَّ على عنايتهم بتجريد المصاحف مما عدا القرآن وأن ما ورد من غير القرآن ولو كان مستحسنا لديهم فهو من وضع كتاب المصاحف ولو كانوا مستحسنين له أو كارهين.
قال الإمام النسفي رحمه الله في معرض الحديث عن إثبات أن البسملة آية وخلاف الفقهاء في ذلك (وعليه الشافعي وأصحابه رحمهم الله ولذا يجهرون بها في الصلاة وقالوا قد أثبتها السلف في المصاحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه )1/4
ويقول السرخسي رحمه الله في المبسوط وهو يسوق أدلة الشافعية في عد البسملة آية(ولأنها مكتوبة في المصاحف بقلم الوحي لمبدأ الفاتحة وكل سورة وقدأمرنا بتجريد القرآن في المصاحف من النقط والتعاشير...)1/14
وعلامة التعانق ليست إلا النقط المأمور بتجريد المصحف منه.
وجاء في كتاب توجيه النظر لطاهر الجزائري بتحقيق عبد الفتاح أبو غدة (روي عن النخعي أنه أتي بمصحف فيه سورة كذا وهي كذا فقال: امحُ هذا فإن ابن مسعود كان يكرهه, وروي عن ابن سيرين أنه كره النقط والفواتح والخواتم, وروي عنه وعن الحسن أنهما قالا لا بأس بنقط المصاحف)2/854
فالذي يظهر من هذه النصوص وغيرها أن علماء السلف الذين كتبوا المصاحف لم يضيفوا إليها غير القرآن.
وهذا يحتمل أن ابتداء وقف التعانق كان من لدن الكتاب ثم استحسنه ونبه عليه الإمام الرازي وغيره, كما يحتمل غير ذلك...
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
 
أستاذ محمود الشنقيطي حفظه الله ووقاه من كل مكروه:

ما نفتقره هنا هو نص عن أحد المتقدمين أن الكتاب هم من وضع ما زعمه الشيخ الأخضر سدده الله.

فكيف نترك نصا واضحا لاحتمال مظنون لا يستند إلى نص.

بل وما نقلته من الفتاوي يستدل به على عكس ما تظن، فالنساخ حين ينقلون أسماء السور والناسخ والمنسوخ والوقف والابتداء، فالمتبادر أنهم ينقلون ما كتبه العلماء في مؤلفاتهم فينزلونها أماكنها في المصحف الشريف لا انهم يخترعونها، فهم نساخ وحسب، بارك الله فيكم.

فالظاهر أنهم نقلوها من أمثال أبي الفضل الرازي، أما من حيث اختلاف العلماء ومن قبلهم الصحابة في جواز كتابتها في المصحف أو حاشيته فهي قضية أخرى.

وسلمكم الله من كل مكروه.
 
الاخ محمود الشنقيطى لا يشكل عليك لانى والله اعلم اظن الحديث خاص باالفاتحه فلا تعمم الحديث وهذا اصل الخلاف بين من راى تعميم الحديث فقال الوقف على راس الايه سنه ومن خص الحديث باالفاتحه وهو الظاهر من لفظ الحديث فقال الوقف على المعنى والله اعلم.
 
عودة
أعلى