تحفة الزمن في تراجم قراء اليمن (7) المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي (ت1319هـ)

جمال ياسين

New member
إنضم
31 يوليو 2010
المشاركات
174
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
42
الإقامة
اليمن
الموقع الالكتروني
scholar.google.com


تحفة الزمن في تراجم قراء اليمن (7)
د. جمال نعمان ياسين



المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي (ت1319هـ)
- من قراء مدينة صنعاء -



اسمه ونسبه


المقرئ العلامة عليّ بن أحمد بن عليّ بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد، المعروف بالشَّرَفي، الحسني، الروضي، الصنعاني.

ومحمد بن عبد الرحمن الشَّرَفي الزبيدي هو الجامع لنسب السادة بيت الشَّرَفي الذين بصنعاء، وفي هجرة (القويعة) من بلاد الشرف الأسفل، وفي مدينة زبيد، والسادة بيت العابد وبيت السوسوة بذمار وغيرها.



ولادته ونشأته


ولد المقرئ العلامة عليّ بن أحمد الشَّرَفي بصنعاء سنة 1244هـ. وحفظ القرآن وجوده على السيد المقرئ الضرير الحسين بن يحيى بن عبد الله زبارة الحسني الصنعاني.

وتنقل في مراحل القراءة والقراءات حتى أَتَمَّ القراءات السبع ثمَّ العشر، وأُجِيز بها من كبار القراء في عصره، وتلقى مع القراءات كثيرًا من العلوم الشرعية على أيدي كبار العلماء والفقهاء في صنعاء، منها علم التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والفروع، والنحو، والصرف، والمنطق، حتى صار إمامًا كبيرًا يُشارُ إليه بالبنان، ويقصده طلبة العلم من كل مكان.


وكان مستوطنًا للروضة دهرًا، يُقرِئُ ويُدَرِّسُ، ويُفتي، وكان إمامًا لصلاة الجمعة بجامع الروضة. فلمَّا وقع غزو الروضة، وكَثُرَ فيها الهتك والنَّهب انتقل منها إلى صنعاء في سنة 1316هـ ، وبقي فيها يُقْرِئُ القرآن والقراءات وبعض كتب الحديث حتى توفي.



سنده في القراءات العشر


قرأ المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي القراءات العشر على شيخ الشيوخ المقرئ الضرير الشهير بالملك يحيى بن هادي الشَّرَفي الآنسي الصنعاني، وهو على المقرئ یاقوت بن عبد الله الحبشي، وهو على المقرئ هادي بن الحسين القارني، وهو على المقرئ علي بن عثمان العجمي، وهو على المقرئ عبد الله بن محمد بن يوسف، وهو على المقرئ محمد المسمى أفندي، وهو على المقرئ أحمد المسيري المصري، وهو على المقرئ ناصر الدين بن عبد الله الطبلاوي، وهو على المقرئ القاضي زکریا بن محمد الأنصاري، وهو على المقرئ صفي الدين أبي العباس أحمد بن أبي بكر بن يوسف الشهاب، وهو على شيخ القراء وحجة الإقراء الإمام محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، وهو بأسانيده المعروفة للقراء العشرة رحمـهم الله جميعًا.



شيوخه وتلامذته


أولًا: شيوخه في القراءات:

قرأ المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي القراءات السبع، ثم القراءات العشر، على عدد من كبار قراء صنعاء، وهم:

1. الشيخ المقرئ يحيى بن هادي الشَّرَفي الآنسي الصنعاني.
2. الفقيه المقرئ محمد بن إسماعيل بن محمد بن علي العمري الصنعاني.
3. الفقيه المقرئ الضرير علي بن سعيد عمر الصنعاني.
4. الفقيه المقرئ محمد بن علي الآنسي.
5. الفقيه المقرئ لطف الله الثور الصنعاني.
6. الشيخ المقرئ حسين بن انصر مخارش.


ثانيًا: شيوخه في العلوم الأخرى:

أخذ العلامة المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي علومًا أخرى على عدد من الفقهاء والعلماء في صنعاء، منهم:

1. القاضي أحمد بن عبد الرحمن المجاهد. أخذ عليه صحيح الإمام البخاري.
2. القاضي أحمد بن محمد الشوكاني. أخذ عليه نيل الأوطار، وفتح القدير في التفسير.
3. السيد محمد بن محمد الظفري، أخذ عليه ضوء النهار للحسن الجلال.
4. السيد حسين بن أحمد الظفري، أخذ عليه سنن الترمذي، الكشاف للزمخشري.
5. القاضي الحسين بن عبد الرحمن الأكوع.
6. القاضي محمد بن أحمد العراسي، أخذ عليه في الفرائض.
7. القاضي محمد بن محمد العمراني، أخذ عليه جميع الموطأ للإمام مالك، والمعجم الصغير للطبراني، وأوائل الأمهات الست، وبعض كتب الآلة، وأجازه إجازة عامة في شعبان سنة 1293هـ في جميع ما حواه إتحاف الأكابر للشوكاني، والمنهل الروي للسيد سليمان بن يحيى بن عمر الأهدل الزبيدي.

8. القاضي حسن بن حسن الأكوع الصنعاني، أخذ عليه في صحيح مسلم وشرحه للنووي، وصحيح البخاري، والترغيب والترهيب للمنذري، والفرائض، والدراري والسموط. وأجازه بتاريخ 10 ذي القعدة سنة 1300هـ إجازة عامة فيما اشتمل عليه إتحاف الأكابر وجميع طرق السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل.

9. السيد عبد الكريم بن عبد الله أبو طالب الروضي، أخذ عليه صحيح البخاري ومجموع الإمام زيد بن علي، وشفاء الأمير الحسين، وأصول الأحكام للإمام أحمد بن سليمان، وشرح الغاية للحسين بن القاسم، وشرح الناظري، والخالدي، والمناهل، ومغني اللبيب، وشرح مجموع زيد بن علي للسياغي، وأحكام الإمام الهادي، والاعتصام للإمام القاسم، والشرح الكبير على الأساس، وضوء النهار، ومنحة الغفار، والبحر الزخار، وشرح الأزهار، وفي الشافي للإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، ورسالة الوضع للسمرقندي. وله من شيخه هذا إجازة عامة.


ثالثًا: تلامذته:
أخذ عنه وانتفع به جمع عظيم من قراء الزمان وعلماء الأمصار، وقصده الطلبة من الأقطار، من أبرزهم:

1. السيد الحافظ المقرئ عليّ بن أحمد السُّدُمي.
2. القاضي الحافظ محمد بن عبد الملك الآنسي.
3. العلامة المؤرخ محمد بن محمد زبارة.
4. محمد بن أحمد بن زايد الصنعاني.
5. العلامة الحسن بن علي العريض الروضي الأهنومي.
6. العلامة عبد الله بن حسين بن حسن دلال.
7. العلامة محمد بن علي بن يوسف الأمير.
8. أحمد بن عبد الله الجنداري.
9. نجله العلامة علي بن علي الشَّرَفي.
10. الفقيه المقرئ أحمد بن ناصر الخولاني.



مكانته العلمية وثناء العلماء عليه


وصفه تلميذه أحمد الجنداري، فقال:

"شيخنا السيد الإمام، والعلامة الهمام، شيخ القراءات والعلم. كان في علم القراءات فريد عصره، مشاركًا في غيرها. وله عناية بكتب السنة والحديث. يعظم السَّلف ويَصُولُ على من انتقصهم، ويميل إلى السُّنَّة. وكان كثير الصوم والعبادة، ليس له اشتغال بغير إسماع القرآن، واستفاد عليه الجم الغفير".


ووصفه العلامة المؤرخ محمد زبارة بقوله:

"وكان رحمه الله ورعًا، تقيًا، ناسكًا، زاهدًا، عفيفًا، كثير الطاعات، وملازمة صيام شهر رجب وشعبان ورمضان في كثير من الأعوام. يقوم بما يعنيه من أمور الدنيا مع ضيق الحال".

وقال عنه أيضًا:

"وكان شيخ مشايخ القراء بعصره".


ووصفه في نزهة النظر بقوله:

"السيد، العلامة، المقرئ، الزاهد، الورع، التقي".


وقال فيه الوجيه في أعلامه:

"وكان عالـمًا، عاملًا، زاهدًا، يلازم صوم رجب وشعبان، ويبذل نفسه لسماع القرآن في كل وقت".


ونظم العلامة المقرئ محمد بن أحمد زايد الصنعاني سنده في القراءات العشر في قصيدة - وكان قد قرأ القراءات العشر على المقرئ علي بن أحمد السدمي، وهو عن المقرئ علي بن أحمد الشَّرَفِي - فقال أثناء ذكر المقرئ علي بن أحمد الشَّرَفِي:

عنِ الحافظِ المشهورِ بالفضلِ والتقى ... رئيس المشايخِ في القراءةِ في عصري

أميرُ سرايا العلمِ والفاضل الذي ... غدا راويًا للسبعِ بل راوي العشرِ

عليُّ بنُ أحمدَ شَرَّفَ الله ذاتهُ ... وجازاهُ عَنَّا بالأَدَا أفضل الأجرِ

فوائدهُ في وقفِ حمزةَ قد جَلَتْ ... فمنْ روضِها فاجْنِ الثمارِ معَ الزَّهرِ

ومنْ بحرهِ فانهلْ فَيَا لكَ مَوردًا ... يفوقُ على قَطْرِ الغمامةِ والنهرِ


مؤلفاته وآثاره العلمية


ألَّفَ العلامة المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي عدة مؤلفات في القراءات، أشار إليها المؤرخ العلامة محمد زبارة عند ترجمته له، فقال:

"وله مؤلفات في القراءات مفيدة".


وما وقفت عليه من مؤلفاته هما كتابان:

الأول: الفوائد اللطيفة في تركيب بعض الآي على القواعد المنيفة، والتنبيه اللطيف في وقف حمزة وهشام على وجه التخفيف.

الثاني: التهذيب لقواعد حمزة وهشام في الوقف على التوفيق والترتيب.


وقد أشار إلى هذه المؤلفات العلامة المقرئ محمد بن أحمد زايد الصنعاني في قصيدة الآنفة الذكر، حينما قال:

فوائدهُ في وقفِ حمزةَ قد جَلَتْ ... فمنْ روضِها فاجْنِ الثمارِ معَ الزَّهرِ


وقد نسخ المقرئ علي بن أحمد الشَّرَفي بخطه عددًا من الكتب. ثم أصابه الضرر في الأعوام الأخيرة من عمره.



وفاته ورثاؤه – رحمـه الله –


توفي العلامة المقرئ عليّ بن أحمد الشَّرَفي بصنعاء ليلة الخميس عاشر شعبان سنة 1319هـ. عن أربع وسبعين سنة. وقبره بمقبرة خزيمة بصنعاء. رحمه الله رحمة واسعة.

وقد ذكره القاضي علي بن عبد الله الإرياني في إحدى القصائد، فقال:

وكذلك الشَّرَفي شيخُ مَشَايخِ القُرَّا ... لهُ القرآنُ حقًا يَشْفَعُ

أَعْنِي عليًا نَجل أحمدَ يَا لهُ ... من حَادثٍ منه المحاجِر تَدْمَعُ



وممن رثاه من تلامذته القاضي الحسن بن علي العريض الروضي الأهنومي بقصيدة منها:

تَغَيَّرتِ البلادُ ومَنْ عليهَا ... وعُطِّلَتِ المدارسُ مِنْ ذَوِيهَا

وأرضُ العِلمِ أَضْحَتْ وَهْيَ قِفْرًا ... مَنازلها خَلَتْ عن ساكِنيهَا

وَجَوُّ الدِّينِ أَظلمَ حين غابت ... شُموسُ الاهتِدَا عن طالبيهَا

وهذا الجهلُ أَشْرَفَ بِافتِخَارٍ ... وَزَهْوٍ يملأُ الآفاقَ تِيهَا

يقول لمن لهُ عِلْمٌ ودِينٌ ... تَوَطَّ لدولتي لِتعِيش فِيهَا

وعَامِل أَهلَ أَيامِي بِجَهْلٍ ... وَسُبلَ الغَيِّ فَاتْبَع سَالِكِيهَا

فكيف يطيبُ عَيْشٌ أو قَرَارٌ ... يَلَذُّ لمؤمنٍ أَضحَى فَقِيهَا

وَقَد أَفَلَتْ نُجُومٌ زَاهِراتٌ ... مُبَيِّنَاتُ الـمَسَالكِ مُوضِحِيهَا

هُدَاةُ النَّاسِ في عِلمٍ ودِينٍ ... وَفَخْرُ مُنقِذِينَ لقَاطِنِيهَا

حُماةُ شَريعَةِ المختَارِ حَقًّا ... بـُحُورٌ في العُلومِ لغَائِصِيهَا

بهمْ أَحْيَا الإِلَهُ لنَا الـمَعَالِي ... وَعَرَّفْنَا العُلومَ بِعَارِفِيهَا

غَدَوا تَحتَ الثَّرى لَـهَفِي عَلَيهِم ... وَلَـهَفِي حِينَ أَذْكُرُ قَاطِنِيهَا

فَمِنْهُمْ سَيِّدٌ بَرٌّ تَقِيٌّ ... إِمَامٌ كَانَ في القُرَّا نَبِيهَا

أَجَلُّ العَارفينَ وَخَيرُ حَبْرٍ ... وكَانَ مُكَرَّمًا بَرًّا نَزِيهَا

جَمالُ الدِّينِ أَفْضَلُ مَنْ عَرَفنَا ... وَأَعْدَلُ مَنْ عَلِمْنَا مِنْ بَنِيهَا

سُلالَةُ أَحمَدَ أَعْنِي عَليًا ... هُوَ الشَّرَفيُّ أَشْرفُ مَنْ وَطِيهَا

فَكَمْ أَسْدَى إِلينَا مِنْ أَيَادٍ ... عِظَامٍ مَا بَرِحْنَا شَاكِرِيهَا

فَنَدعُو الله يُسْكِنَهُ جِنَانًا ... ويُولِيهِ الرِّضَى مَوْلَايَ فِيهَا

ويُخْلِفهُ عَلى أَهْلِيهِ خَيرًا ... ويجعل نَسْلَهُ مِنْ صَالِحِيهَا



من مصادر الترجمة



1. أئمة اليمن، زبارة (ص 346- 349).
2. نزهة النظر، زبارة (ص455).
3. أعلام المؤلفين الزيدية، الوجيه (ص656)،



معجم قراء اليمن
من عصر صدر الإسلام إلى القرن الرابع عشر
د. جمال نعمان ياسين
 
عودة
أعلى