تنبيهات للباحثين عند النقل من كتب التفسير بالمأثور

إنضم
22 مايو 2006
المشاركات
2,550
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
58
الإقامة
الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد، فهذه بعض التنبيهات للباحثين عند النقل من كتب التفسير بالمأثور بطريقة ميسرة تساعده على الانتباه من بعض الروايات التي لم تصح من هذا الطريق ، أسأل الله أن ينفع بها :



المبحث الأول : الانتباه من الأسانيد المنقطعة :

أولا : مرويات قتادة - رحمه الله- :

القاعدة الأولى : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [ ابن مسعود رضي الله عنه ] لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك ابن مسعود رضي الله عنه، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم


مثال ذلك ما رواه الطبري في كتابه :

7289 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، أن عبد الله بن مسعود كان يقول: كنا نَرى ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ من الذنب الذي لا يُغفر: يمين الصَّبر، إذا فجر فيها صاحبها. (1)
(1) الحديث: 7289- يقول المحقق أحمد شاكر : هذا إسناد مرسل. فإن قتادة لم يدرك ابن مسعود. ولد بعد موته بنحو 29 سنة.
والحديث لم أجده إلا عند السيوطي 2: 46 ونسبه لابن جرير فقط.
المرجع : كتاب الطبري ، 6/ 534 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م


القاعدة الثانية : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [ابن عباس رضي الله عنه] لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك ابن عباس رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غير هؤلاء، برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
مثال ذلك : ما رواه الطبري في كتابه :
1924- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا سلم بن قتيبة قال، حدثنا عمر بن نبهان، عن قتادة، عن ابن عباس في قوله:"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال، مناسك الحج. (3)
1925- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال، كان ابن عباس يقول في قوله:"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال، المناسك.
__________
(3) الخبر : 1924- يقول المحقق أحمد شاكر : هذا الإسناد ضعيف من ناحيتين
الوجه الأول: فلأن"عمر بن نبهان الغبري" بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة : ضعيف جدا ، ذمه الإمام أحمد ، وقال ابن معين : ليس بشيء . وهو مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3/1/138 .
والوجه الآخر من الضعف : أنه منقطع ، لأن قتادة لم يدرك ابن عباس.
المرجع : كتاب الطبري ، 2/ 12 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م




وأصل البحث من كتاب / تنبيهات للباحثين عند النقل من كتب التفسير بالمأثور لـ جمال القرش ( لم يطبع)


يتابع بإذن الله .
 
تابع وفقك الله مرويات قتادة - رحمه الله - المنقطعة السند :

القاعدة الثالثة : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن أبي بن كعب رضي الله عنه لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك ابن أبي رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

مثال ذلك : ما رواه الطبري في كتابه :

17517- حدثني أبو كريب قال، حدثنا يونس بن محمد قال، حدثنا أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، عن أبي بن كعب قال: أحدث القرآن عهدًا بالله، الآيتان:(لقد جاءكم رسول من أنفسكم) ، إلى آخر السورة.
* * *


قال العلامة أحمد شاكر الأثر: 17517 مرسل ، قتادة لم يرو عن أبي بن كعب .
المرجع : كتاب الطبري ، 14/ 589 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م
 
تابع وفقك الله :

القاعدة الرابعة : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [أبي بكر الصديق] رضي الله عنه لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فمن ذلك ما أخرجه البيهقي :

عن قتادة قال : ذكر لنا أن أبا بكر رضي الله عنه أوصي بخمس ماله وقال : لا أرضى من مالي بما وصى الله به من غنائم المسلمين ؟ ! وقال قتادة : وكان يقال : الخمس معروف والربع جهد والثلث يجيزه القضاة "
قال الألباني: قلت : وهذا إسناد منقطع لأن قتادة لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه ضعيف . أخرجه البيهقي ( 6 / 270 )
انظر : إرواء الغليل / 6/ 85.
 
تابع وفقك الله :
القاعدة الخامسة: كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [عمر ابن الخطاب ] رضي الله عنه لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

مثال ذلك ما رواه الطبراني :
عن قتادة أن عمر بن الخطاب رفع إليه رجل قتل رجلا فجاء أولياء المقتول وقد عفا أحدهم فقال عمر لابن مسعود : ما تقول ؟ وهو إلى جنبه فقال ابن مسعود : أرى أنه قد أحرز من القتل قال : فضرب على كتفه وقال : كنيف مليء علما ، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك عمر ولا ابن مسعود
انظر : مجمع الزوائد / 6/475

مثال آخر ما رواه أبو داود :
عن محمد بن سليمان الأنباري حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر ]. أورد أبو داود هذا الأثر رقم [3950 ، ورقم ، 3952]عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: [من ملك ذا رحم محرم فهو حر]، وهذا أثر موقوف على عن عمر ، وفيه انقطاع؛ لأن قتادة لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
انظر: شرح سنن أبي داود 23/ 222 د عبد المحسن العباد .
 
ومن الأمور الهامة البحث عن طرق الحديث الأخرى :

لاحظ العبارة المتكررة : [إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ]

تأمل نفس الحديث السابق:

عن محمد بن سليمان الأنباري حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر ]. أورد أبو داود هذا الأثر رقم [3950 ، ورقم ، 3952]عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: [من ملك ذا رحم محرم فهو حر]، وهذا أثر موقوف على عن عمر ، وفيه انقطاع؛ لأن قتادة لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
انظر: شرح سنن أبي داود 23/ 222 د عبد المحسن العباد

وقد ورد ذلك مرفوعا من طريق آخر :

ما رواه ابن ماجه : برقم [ 2046 و 2047] عن عقبة بن مكرم وإسحق بن منصور قالا حدثنا محمد بن بكر البرساني عن حماد بن سلمة عن قتادة وعاصم عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من ملك ذا رحم محرم فهو حر * ( قال الألباني : حديث صحيح انظر : الإرواء 1746
وانظر صحيح أبي داود باختصار السند رقم 3342 – 3949
 
لا تتوقف وتابع بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ورزقك الفردوس الأعلى، فقد استفدت استفادة عظيمة، وأرجو أن تكتب في الطرق عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأن تبين لنا الثابت من السقيم منها.
 
هل هناك كتاب جامع لأسانيد التفسير بالأثر مع بيان الصحيح من الضعيف؟
 
الشيخ الفاضل / شمس الدين حفظه الله

، جزاكم الله خيرا وجمعنا الله وإياكم في أعلى علين من الجنة .

بالنسبة لسؤالك :

عنوان الكتاب: التفسير الصحيح: موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
المؤلف: حكمت بن بشير ياسين
عدد المجلدات: 4

الرابط :
http://www.iu.edu.sa/Magazine/105-106/1.htm

أو
http://catalog.mediu.edu.my/cgi-bin/koha/opac-detailprint.pl?bib=1438

أو
http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=1741

بارك الله فيك ونفع بك
 
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب، وأرجوك ألا تطلق علي "شيخ" مرة أخرى فأنا لا أرقى لمستوى طويلب علم حتى والله المستعان.
 
القاعدة السادسة : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [على بن أبي طالب] رضي الله عنه لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يسمع من علي رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

مثال ذلك :

ماجاء في سنن الدارمي برقم [2957] ، أخبرنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة أخبرنا قتادة ان عليا وبن مسعود قالا : في ولد الملاعنة ترك جدته وإخوته لأمه قال للجدة الثلث وللاخوة الثلثان وقال زيد بن ثابت للجدة السدس وللاخوة للأم الثلث وما بقي فلبيت المال .

قال حسين سليم أسد : رجاله ثقات غير أنه منقطع قتادة لم يسمع من علي ولا من ابن مسعود

انظر : سن الدارمي / 2/ 459 ، ومجمع الزوائد : رقم [7839] ج4/ 645.
 
جزاك الله خيرا فضلية الشيخ جمال على هذه الفوائد العلمية الغالية، ونرجو أن تواصل بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
 
فضيلة الشيخ / محمد فال - حفظه الله- جزاكم الله خيرا ، ونفع الله بكم .

يتابع بإذن الله :

القاعدة السابعة

كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [عائشة] رضي الله عنها لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يسمع من عائشة رضي الله عنها ، ويكون الحديث بذلك منقطعا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

مثال ذلك : ما رواه الترمذي في سننه برقم [915] حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود عن همام عن خلاس نحوه ولم يذكر فيه عن علي قال أبو عيسى حديث علي فيه اضطراب وروي هذا الحديث عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون على المرأة حلقا ويرون أن عليها التقصير، رواه الترمذي في سننه ج 3/ ص 258 حديث رقم: 915

قال العلامة الألباني : والاضطراب المذكور إنما هو من همام ، فكان تارة يجعله من مسند علي ، وتارة من مسند عائشة ....

ثم قال والوجه الثاني فهو منقطع . لأن قتادة لم يسمع من عائشة فهذا الاضطراب يمنع من تقوية الحديث ، ولذلك لم يحسنه الترمذي ، مع ما عرف به من التساهل.

انظر : سلسة الأحاديث الضعيفة / 3/ 124
 
يتابع بإذن الله :

القاعدة الثامنة : غالب الصحابة بل يكاد يكون كلهم سوى عدد قليل جدا إما أن قتادة لم يدركهم أو لم يسمع منهم .

أما من سمع منهم وحدث عنهم قتادة من الصحابة فأبرزهم [أنس بن مالك رضي الله عنه] ، واختلف في الباقي .

قال الحاكم في علوم الحديث : لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس، وقد ذكر ابن أبي حاتم عن احمد بن حنبل مثل ذلك وزاد قيل له فابن سرجس فكأنه لم يره سماعا كتاب تهذيب التهذيب لـ للإمام الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب: / ج/ 8 / 316

مثال ذلك :

ما رواه الترمذي في سننه : برقم [1338] حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أهدي إلي كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت قال وفي الباب عن علي وعائشة والمغيرة بن شعبة وسلمان ومعاوية بن حيدة وعبد الرحمن بن علقمة قال أبو عيسى حديث أنس حديث حسن صحيح ، قال الألباني : صحيح ، صحيح الجامع ( 5257 و 5268 )


وهذه القاعدة هي خلاصة ما سبق ويمكن أن تكون أساسا ، وجميع ما سبق ذكره يكون كأمثلة تطبيقية عليها .
 
تابع وفقك الله

قول الحاكم في علوم الحديث : لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس، وقد ذكر ابن أبي حاتم عن احمد بن حنبل مثل ذلك وزاد قيل له فابن سرجس فكأنه لم يره سماعا كتاب تهذيب التهذيب لـ للإمام الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب: / ج/ 8 / 316


كيف تعرف ذلك ؟

تأمل تاريخ ولادة قتادة : 60 هـ أو 61 هـ ، وتوفي : 100 و بضع عشرة هـ بـ واسط

معنى ذلك إن كل من توفي قبل ذلك الوقت لم يدركه قتادة ، وإليك بيان وفاة من سبق ذكرهم :

أبو بكر الصديق ، توفي: 13 هـ
أبي بن كعب ، توفي: 19 هـ و قيل 32
عمر بن الخطاب، توفي: 23 هـ بـ المدينة
ابن مسعود ، توفي: 32 أو 33 هـ بـ المدينة
عبادة بن الصامت، توفي: 34 هـ بـ الرملة
على بن أبي طالب، توفي: 40 هـ
عائشة ، توفيت : 57 هـ على الصحيح ، و قيل 58 هـ

وقد يكون حضره صغيرا غير مميز : مثل عبد الله ابن عباس : توفي: 68 هـ بـ الطائف

فحسب التاريخ المذكور مات وعمر قتادة كان صغيرا

لاحظ أنه سمع من أنس ابن مالك : أنس بن مالك توفي: 92 هـ و قيل 93 هـ

يراجع في ذلك : تهذيب الكمال للمزي، تهذيب التهذيب لابن حجر ، وتقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني رحمه الله .

اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما
 
نفع الله بما ذكرت ، وأعانك على إتمامه وإتقانه .

أرجو أن تسمح لي أخي جمال بالمشاركة في هاتين الإضافتين:

الأولى:
ما دام الموضوع في (القواعد) فجميل ومهمٌ أن يُحرص على الاختصار والإيجاز ، فهذا أوفق وأقرب إلى معنى التقعيد والتأصيل.

الثانية:
بدلاً من تكثير القواعد وجعلها ثمان ،فيمكن ردها إلى قاعدة واحدة ـ بخصوص ما ذكرتَ من أمثلة تتعلق برواية قتادة ـ فيقال ـ بناء على ما سبق ـ :
كل مرويات قتادة عن الصحابة لا تتصل له إلا ما رواه عن أنس، مع التنبه لتدليسه.
وعليه:
فروايته عن الخلفاء الراشدين، وغيرهم لا تثبت، فهذا أكثر اختصاراً، وأنفع ـ فيما أرى ـ .


الثالثة:

موضوع الاتصال والانقطاع من الموضوعات الدقيقة في علم الرواية ـ كما لا يخفى ـ فمن المهم التثبت والتحرير الدقيق، قبل الجزم بالسماع أو الانقطاع، وتحرير اختلاف أئمة الحديث في هذه المواضع.

وفقك الله وأعانك ..
 
فضيلة الدكتور / عمر المقبل حفظه الله وأعزه .

لك خالص الشكر على هذه الفوائد القيمة ، وأساله سبحانه أن يسدد خطانا وإياكم لما يحبه ويرضاه .
 
يتابع بإن الله : خلاصة ما سبق ذكره

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد، فهذه بعض التنبيهات للباحثين عند النقل من كتب التفسير بالمأثور بطريقة ميسرة تساعده على الانتباه من بعض الروايات التي لم تصح من هذا الطريق ، أسأل الله أن ينفع بها :

المبحث الأول : مرويات قتادة - رحمه الله- : عن الصحابة رضوان الله عليهم .

قاعدة كبرى : غالب الصحابة إما أن قتادة لم يدركهم أو لم يسمع منهم أما من سمع منهم وحدث عنهم قتادة من الصحابة فأبرزهم [أنس بن مالك رضي الله عنه] ،

قال الحاكم في علوم الحديث : لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس، وقد ذكر ابن أبي حاتم عن احمد بن حنبل مثل ذلك وزاد قيل له فابن سرجس فكأنه لم يره سماعا كتاب تهذيب التهذيب لـ للإمام الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب: / ج/ 8 / 316

مثال ما روي بسند قتادة عن أنس :

ما رواه الترمذي في سننه : برقم [1338] حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أهدي إلي كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت قال وفي الباب عن علي وعائشة والمغيرة بن شعبة وسلمان ومعاوية بن حيدة وعبد الرحمن بن علقمة قال أبو عيسى حديث أنس حديث حسن صحيح ، قال الألباني : صحيح ، صحيح الجامع ( 5257 و 5268 )

كيف تعرف ذلك ؟

تأمل تاريخ ولادة قتادة : 60 هـ أو 61 هـ ، وتوفي : 100 و بضع عشرة هـ بـ واسط
معنى ذلك إن كل من توفي قبل ذلك الوقت لم يدركه قتادة ، وإليك بيان وفاة من سبق ذكرهم :
أبو بكر الصديق ، توفي: 13 هـ
أبي بن كعب ، توفي: 19 هـ و قيل 32
عمر بن الخطاب، توفي: 23 هـ بـ المدينة
ابن مسعود ، توفي: 32 أو 33 هـ بـ المدينة
عبادة بن الصامت، توفي: 34 هـ بـ الرملة
على بن أبي طالب، توفي: 40 هـ
عائشة ، توفيت : 57 هـ على الصحيح ، و قيل 58 هـ
وقد يكون حضره صغيرا غير مميز : مثل عبد الله ابن عباس : توفي: 68 هـ بـ الطائف
فحسب التاريخ المذكور مات وعمر قتادة كان صغيرا
لاحظ أنه سمع من أنس ابن مالك : أنس بن مالك توفي: 92 هـ و قيل 93 هـ
يراجع في ذلك : تهذيب الكمال للمزي، تهذيب التهذيب لابن حجر ، وتقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني رحمه الله .

تطبيقات على القاعدة الكبرى :

بناء على ما سبق يمكن أن نأتي ببعض القواعد الصغرى :
القاعدة الأولى : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [ ابن مسعود رضي الله عنه ] لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك ابن مسعود رضي الله عنه، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
مثال ذلك ما رواه الطبري في كتابه :

7289 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، أن عبد الله بن مسعود كان يقول: كنا نَرى ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ من الذنب الذي لا يُغفر: يمين الصَّبر، إذا فجر فيها صاحبها. (1)
(1) الحديث: 7289- يقول المحقق أحمد شاكر : هذا إسناد مرسل. فإن قتادة لم يدرك ابن مسعود. ولد بعد موته بنحو 29 سنة.
والحديث لم أجده إلا عند السيوطي 2: 46 ونسبه لابن جرير فقط.
المرجع : كتاب الطبري ، 6/ 534 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م

القاعدة الثانية : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [ابن عباس رضي الله عنه] لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك ابن عباس رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غير هؤلاء، برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
مثال ذلك : ما رواه الطبري في كتابه :
1924- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا سلم بن قتيبة قال، حدثنا عمر بن نبهان، عن قتادة، عن ابن عباس في قوله:"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال، مناسك الحج. (3)
1925- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال، كان ابن عباس يقول في قوله:"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال، المناسك.
__________
الخبر : 1924- يقول المحقق أحمد شاكر : هذا الإسناد ضعيف من ناحيتين
الوجه الأول: فلأن"عمر بن نبهان الغبري" بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة : ضعيف جدا ، ذمه الإمام أحمد ، وقال ابن معين : ليس بشيء . وهو مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3/1/138 .
والوجه الآخر من الضعف : أنه منقطع ، لأن قتادة لم يدرك ابن عباس.
المرجع : كتاب الطبري ، 2/ 12 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م

يتابع بإذن الله .
القاعدة الثالثة : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن أبي بن كعب رضي الله عنه لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك ابن أبي رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

مثال ذلك : ما رواه الطبري في كتابه :

17517- حدثني أبو كريب قال، حدثنا يونس بن محمد قال، حدثنا أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، عن أبي بن كعب قال: أحدث القرآن عهدًا بالله، الآيتان لقد جاءكم رسول من أنفسكم) ، إلى آخر السورة.
* * *
قال العلامة أحمد شاكر الأثر: 17517 مرسل ، قتادة لم يرو عن أبي بن كعب
المرجع : كتاب الطبري ، 14/ 589 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م

القاعدة الرابعة : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [أبي بكر الصديق] رضي الله عنه لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فمن ذلك ما أخرجه البيهقي :
عن قتادة قال : ذكر لنا أن أبا بكر رضي الله عنه أوصي بخمس ماله وقال : لا أرضى من مالي بما وصى الله به من غنائم المسلمين ؟ ! وقال قتادة : وكان يقال : الخمس معروف والربع جهد والثلث يجيزه القضاة "
قال الألباني: قلت : وهذا إسناد منقطع لأن قتادة لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه ضعيف . أخرجه البيهقي ( 6 / 270 )
انظر : إرواء الغليل / 6/ 85.

تابع وفقك الله :
القاعدة الخامسة: كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [عمر ابن الخطاب ] رضي الله عنه لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
مثال ذلك ما رواه الطبراني :
عن قتادة أن عمر بن الخطاب رفع إليه رجل قتل رجلا فجاء أولياء المقتول وقد عفا أحدهم فقال عمر لابن مسعود : ما تقول ؟ وهو إلى جنبه فقال ابن مسعود : أرى أنه قد أحرز من القتل قال : فضرب على كتفه وقال : كنيف مليء علما ، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك عمر ولا ابن مسعود ، انظر : مجمع الزوائد / 6/475

مثال آخر ما رواه أبو داود :
عن محمد بن سليمان الأنباري حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر ]. أورد أبو داود هذا الأثر رقم [3950 ، ورقم ، 3952]عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: [من ملك ذا رحم محرم فهو حر]، وهذا أثر موقوف على عن عمر ، وفيه انقطاع؛ لأن قتادة لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
انظر: شرح سنن أبي داود 23/ 222 د عبد المحسن العباد

ومن الأمور الهامة البحث عن طرق الحديث الأخرى :
لاحظ العبارة المتكررة : [إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ]

تأمل نفس الحديث السابق:
عن محمد بن سليمان الأنباري حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر ]. أورد أبو داود هذا الأثر رقم [3950 ، ورقم ، 3952]عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: [من ملك ذا رحم محرم فهو حر]، وهذا أثر موقوف على عن عمر ، وفيه انقطاع؛ لأن قتادة لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
انظر: شرح سنن أبي داود 23/ 222 د عبد المحسن العباد
وقد ورد ذلك مرفوعا من طريق آخر :
ما رواه ابن ماجه : برقم [ 2046 و 2047] عن عقبة بن مكرم وإسحق بن منصور قالا حدثنا محمد بن بكر البرساني عن حماد بن سلمة عن قتادة وعاصم عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من ملك ذا رحم محرم فهو حر * ( قال الألباني : حديث صحيح انظر : الإرواء 1746
وانظر صحيح أبي داود باختصار السند رقم 3342 – 3949
القاعدة السادسة : كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [على بن أبي طالب] رضي الله عنه لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يسمع من علي رضي الله عنه ، ويكون الحديث بذلك منقطعا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

مثال ذلك :
ماجاء في سنن الدارمي برقم [2957] ، أخبرنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة أخبرنا قتادة ان عليا وبن مسعود قالا : في ولد الملاعنة ترك جدته وإخوته لأمه قال للجدة الثلث وللاخوة الثلثان وقال زيد بن ثابت للجدة السدس وللاخوة للأم الثلث وما بقي فلبيت المال .
قال حسين سليم أسد : رجاله ثقات غير أنه منقطع قتادة لم يسمع من علي ولا من ابن مسعود

انظر : سن الدارمي / 2/ 459 ، ومجمع الزوائد : رقم [7839] ج4/ 645.
القاعدة السابعة
كل ما روي بسند قتادة رحمه الله عن [عائشة] رضي الله عنها لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يسمع من عائشة رضي الله عنها ، ويكون الحديث بذلك منقطعا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
مثال ذلك : ما رواه الترمذي في سننه برقم [915] حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود عن همام عن خلاس نحوه ولم يذكر فيه عن علي قال أبو عيسى حديث علي فيه اضطراب وروي هذا الحديث عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون على المرأة حلقا ويرون أن عليها التقصير، رواه الترمذي في سننه ج 3/ ص 258 حديث رقم: 915
قال العلامة الألباني : والاضطراب المذكور إنما هو من همام ، فكان تارة يجعله من مسند علي ، وتارة من مسند عائشة ....
ثم قال والوجه الثاني فهو منقطع . لأن قتادة لم يسمع من عائشة فهذا الاضطراب يمنع من تقوية الحديث ، ولذلك لم يحسنه الترمذي ، مع ما عرف به من التساهل.
انظر : سلسة الأحاديث الضعيفة / 3/ 124
أسأل الله أن بنفعنا بالقرآن العظيم ويجعله لنا شفيعا بوم الدين
 
المبحث الثاني : الكلام عن قتادة رحمه الله من حيث [ مكانته، بدعة القدر ، تدليسه]

وفي ذلك عدة مباحث

المسألة الأولى : بنبغي أن نفرق بين [ أبي قتادة الأنصاري ، وعبد الله بن أبى قتادة، وقتادة بن دعامة ].

فالأول: أبو قتادة الأنصارى، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم و فارسه قيل اسمه الحارث بن ربعى بن بلدمة ، و قيل عمرو وقيل النعمان ، السلمى، المدنى، توفي 54 هـ توفي بـ المدينة ، و قيل : الكوفة . انظر: تهذيب الكمال [12/183] للعلامة يوسف المزي.

والثاني: عبد الله بن أبى قتادة الأنصارى السلمى ، أبو إبراهيم ، و يقال أبو يحيى ، المدنى ، من الطبقة : الثالثة: من الوسطى من التابعين ، توفي : 95 هـ ، وروى له : في الكتب الستة ، رتبته عند ابن حجر: ثقة ، انظر: تهذيب الكمال [15/ 441] .
الثالث : قتادة بن دعامة بن قتادة ، و يقال قتادة بن دعامة بن عكابة أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه المفسر ، رأس الطبقة الرابعة [تلى الوسطى من التابعين ، ولد: 60 هـ أو 61 هـ توفي : 100 و بضع عشرة هـ بـ واسط ، روى له الكتب الستة، رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت ، وعند الذهبي : الحافظ ، انظر : تهذيب الكمال [23/498، 499].

والأخير كما هو معلوم مسار البحث.

وقبل الحديث عن مسألة تدليس من الإنصاف أن نعطي هذا العالم الجليل حقه بالتعريف به قتادة حافظ العصر ، قدوة المفسرين والمحدثين ، أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه


المسألة الثانية : مكانته عند العلماء

قال علي بن المديني عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن أبي مسلمة سمعت أبا قلابة وسأله رجل عن شيء فلم يقل فيه شيئا فقال له من أسأل أسأل فلانا قال لا قال أسأل قتادة قال نعم سل قتادة
وقال عبد الرزاق عن معمر قلت للزهري أقتادة أعلم عندك أو مكحول قال لا بل قتادة وما كان عند مكحول إلا شيء يسير
وقال عبد الرزاق عن معمر سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها شيئا
وقال سفيان بن عيينة عن معمر لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة
وقال أبو حاتم سمعت أحمد بن حنبل وذكر قتادة فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك وجعل يقول: عالم بتفسير القرآن وباختلاف العلماء وصفه بالحفظ والفقه فقال قل ما تجد من يتقدمه
وقال محمد بن سواء عن شعبة حدثت سفيان بحديث قتادة عن أبي حسان عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قلد الهدي وأشعره قال فقال لي سفيان وكان في الدنيا مثل قتادة
قال سلام بن أبي مطيع : كان قتادة يختم القرآن في سبع ، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة
قال أبو هلال عن مطر الوراق ما زال قتادة متعلما حتى مات
انظر : تهذيب الكمال :[ 23/ 516، 518 ] ، و تسهيل الوصول /: [ 1/ 8 ]


المسالة الثالثة : ملكة الحفظ عند قتادة - رحمه الله- :


قال الصعق بن حزن حدثنا زيد أبو عبد الواحد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة
وقال غالب القطان عن بكر بن عبد الله المزني من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا في زمانه وأجدر أن يؤدي الحديث كما سمعه فلينظر إلى قتادة ما رأيت الذي هو أحفظ منه ولا أجدر أن يؤدي الحديث كما سمعه
وقال عبد الرزاق عن معمر جاء رجل إلى بن سيرين فقال رأيت حمامة التقمت لؤلؤة فخرجت منها أعظم مما دخلت ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت أصغر مما دخلت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت كما دخلت سواء فقال له بن سيرين أما التي خرجت أعظم مما دخلت فذاك الحسن يسمع الحديث فيجوده بمنطقه ثم يصل فيه من مواعظه وأما التي خرجت أصغر مما دخلت فذاك محمد بن سيرين يتنقص منه ويشك فيه وأما التي خرجت كما دخلت فهو قتادة وهو أحفظ الناس
وقال روح بن القاسم عن مطر الوراق كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا وكان إذا سمع الحديث يأخذه العويل والزويل حتى يحفظه
وقال عبد الرزاق عن معمر قال قتادة لسعيد بن أبي عروبة يا أبا النضر خذ المصحف قال فعرض عليه سورة البقرة فلم يخط فيها حرفا واحدا قال يا أبا النضر أحكمت قال نعم قال لأنا لصحيفة جابر بن عبد الله أحفظ مني لسورة البقرة قال وكانت قرئت عليه
وقال علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال سليمان التيمي ذهبوا بصحيفة جابر إلى قتادة فرواها أو قال فأخذها.
وقال عبد الرحمن بن يونس عن سفيان بن عيينة كان قتادة يقص بصحيفة جابر وكان كتبها عن سليمان اليشكري
وقال هشيم عن أبي بشر قلت لأبي سفيان ما لي لا أراك تحدث عن جابر كما يحدث سليمان اليشكري فقال أبو سفيان إن سليمان كان يكتب وإني لم أكن أكتب
وقال أبو هلال قيل لقتادة نكتب ما نسمع منك قال وما يمنعك أن تكتب وقد أخبرك اللطيف الخبير أنه قد كتب وقرأ في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى
وقال أبو حاتم عن عمرو بن علي قلت لعبد الرحمن بن مهدي حميد الطويل في حديث فقال قتادة أحفظ من خمسين مثل حميد قال أبو حاتم صدق بن مهدي ٍ
وقال أبو حاتم سمعت أحمد ابن حنبل وذكر قتادة فاطنب ..ووصفه بالحفظ والفقه وقال قلما تجد من يتقدمه.

وقال الاثرم سمعت احمد يقول: كان قتادة احفظ من أهل البصرة لم يسمع شيئا إلا حفظه وقرئ عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها وكان سليمان التيمي وأيوب يحتاجون إلى حفظه ويسألونه وكان له خمس وخمسون سنة يوم مات.

وعن قتادة قال إعادة الحديث في المجلس يذهب بنوره وما قلت لمحدث قط أعد علي وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي
وعن قتادة قال إعادة الحديث أشد من ثقل الصخر

انظر: تهذيب الكمال [ 23/ 517، 518] ، وتهذيب التهذيب [ ج/ 8 / 315 : 317 ] .

يتابع بإذن الله .
 
يتابع بإذن الله :

إضافة لما سبق من الأسماء التي تتوهم مع قتادة رضي الله عنه :

الرابع : قتادة بن النعمان بن زيد صحابي أبو عبد الله الأوسي الأنصاري شهد بدرا والمشاهد كلها وهو الذي رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم عينه بعد أن سقطت يوم بدر أو أحد ، بلد الإقامة المدينة ، توفي 23 هجرية ، تهذيب الكمال [23/ 521] ، و [تهذيب التهذيب 8/ 220 ]

الخامس : قتادة بن ملحان القيسي البصري الجريري والد عبد الملك بن قتادة من بني جرير بن عباد بن حنيفة بن قيس بن ثعلبة له صحبة عدادة في أهل البصرة ، ويقال قدامة بدل قتادة ويقال عبد الملك بن المنهال ويقال ابن أبي المنهال. ، تهذيب الكمال [23/ 520] ، [تهذيب التهذيب 6/ 267 ]

ويكون بذلك ذكرنا خمسة [ قتادة بن النعمان ، و قتادة بن ملحان القيسي ، وأيي قتادة الأنصاري ، وعبد الله بن أبى قتادة، قتادة بن دعامة].

ثلاثة منهم صحابة واثنان تابعيان ، والأخير هو موضوع البحث



من اقوله رحمه الله :

وعن قتادة :[ إنما يخشى الله من عباده العلماء ] قال : كفى بالرهبة علما ، اجتنبوا نقض الميثاق ، فإن الله قدم فيه و أوعده ، وذكره في آي من القرآن تقدمة ونصيحة وحجة ، إياكم والتكلف والتنطع والغلو والإعجاب بالأنفس ، تواضعوا لله لعل الله يرفعكم .
قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة من طلب العلم جملة ذهب منه جملة إنما كنا نطلب العلم حديثا وحديثين
انظر : تهذيب الكمال ، 23/ 518 ،و تسهيل الوصول [ 1/ 8 ]

ورعه رحمه الله في الفتوى :

قال سعيد بن عامر عن همام سمعت قتادة يقول: ما أفتيت بشيء من رأيي منذ عشرين سنة ، وقال أبو عوانة سمعت قتادة يقول: ماأفتيت برأيي منذ ثلاثين سنة، وقال عبد الصمد عن أبي هلال سألت قتادة عن مسألة فقال لا أدري فقلت قل برأيك قال ماأفتيت برأيي منذ أربعين سنة قلت بن كم هو يومئذ قال بن خمسين سنة ،وقال عنبسة بن عبد الواحد عن حنظلة بن أبي سفيان كنت أرى طاووسا إذا أتاه قتادة يسأله يفر منه انظر :

تهذيب الكمال : [ 23/ 516 ]
 
بتابع بإذن الله :

السألة الرابعة : بدعة القدر عند قتادة رحمه الله

ا/ وقت ظهور هذه البدعة :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : واعلم أن عامة البدع المتعلقة بالعلوم والعبادات إنما وقع في الأمة في أواخر عهد الخلفاء الراشدين، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( من يعش منكم، فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ) [ رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح ] وأول بدعة ظهرت : بدعةُ القدر، وبدعة الإرجاء، وبدعة التشيع والخوارج، ولما حدثت الفرقة بعد مقتل عثمان ظهرت بدعة الحرورية، ثم في أواخر عصر الصحابة، حدثت القدرية في آخر عصر ابن عمر وابن عباس وجابر وأمثالهم من الصحابة - رضي الله عنهم - وحدثت المرجئة قريبًا من ذلك، وأما الجهمية فإنما حدثوا في أواخر عصر التابعين بعد موت عمر بن عبد العزيز، وقد روي أنه أنذر بهم، وكان ظهور جهم بخُراسان في خلافة هشام بن عبد الملك .
مجموع الفتاوى ( 10 / 354 ) ، و\مؤلفات الفوزان / 19/114

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "بدعة القدر أدركت آخر عصر الصحابة، فأنكرها من كان منهم حياً كعبد الله بن عمر وابن عباس وأمثالهما - رضي الله عنهم - ثم حدثت بدعة الإرجاء بعد انقراض عصر الصحابة، فتكلم فيها كبار التابعين الذين أدركوها، ثم حدثت بدعة التجهم بعد انقراض عصر التابعين واستفحل أمرها واستطار شرها في زمن الأئمة كالإمام أحمد وذويه، ثم حدثت بعد ذلك بدعة الحلول وظهر أمرها في زمن الحسين الحلاج، وكلما أظهر الشيطان بدعة من هذه البدع وغيرها أقام الله لها من حزبه وجنده من يردها، ويحذر المسلمين منها نصيحة لله، ولكتابه، ولرسوله ولأهل الإسلام"أهـ(4). انظر :تقريب التدمرية / 1/5

ب/ بدعة القدر عند قتادة :

في تسهيل الوصول 1/ 30 قتادة ابن دعامة بن قتادة بن عزيز ، وقيل قتادة بن دعامة بن عكابة حافظ العصر ، قدوة المفسرين والمحدثين ، أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه ، وكان يرى القدر - نسأل الله العفو - ومع هذا فما توقف أحد في صدقه وعدالته وحفظه ، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة ، يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه ، وبذل وسعه والله حكم عدل لطيف بعباده ، ولا يسأل عما يفعل ، ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه ، وعلم تحريه للحق ، واتسع علمه ، وظهر ذكاؤه ، وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زللة ، ولا نضلله ونطرحه ، وننسى محاسنه ، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجوا له التوبة من ذلك . قال أبو هلال : سألت قتادة عن مسألة فقال : لا أدري . فقلت : قل فيها برأي ، قال : ما قلت برأي منذ أربعين سنة - وكان يومئذ له نحو من خمسين سنة - قلت : فدل على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه . قال : قتادة باب من العلم يحفظه الرجل ، لصلاح نفسه وصلاح من بعده ، أفضل من عبادة حول \5 الكتاب : تسهيل الوصول 1/ 30

وفي مجموعة مؤلفات عقائد الرافضة / 21 / 214 ، لما سُئل الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه وأرضاه عن القدرية ، كما قال شيخ الإسلام : "لما سُئل عن القدرية وعن الحديث عنهم قال: لو تركنا الحديث عن القدرية لتركنا عامة حديث أهل البصرة ". يعني أن بدعة القدر انتشرت فيهم، فإن كان كل من تلبَّس ببدعة القدر ترك حديثه ترك عامة حديث أهل البصرة ؛ لأن البصرة فشا فيها القدر والتصوف؛ والغلو في العبادة والزهد، والكوفة فشا فيها الإرجاء، ولو قلنا: لا نروي عن القدرية ، لتركنا عامة رواية أهل البصرة ، وإن قلنا: لا يروى عن من تلبس ببدعة المرجئة ، فإننا لن نروي عن عامة أهل الكوفة ، ولذلك وضع علماء الحديث معياراً منضبطاً لقبول الرواية، وهو الصدق، لذلك روي عن الخوارج ، وكان من رواة البخاري وغيره بعض الخوارج كعمران بن حطان وغيره؛ لأن الخوارج لا يكذبون، والكذب عندهم كفر، وليس مجرد معصية، وبالعكس تُركت الرواية عن الروافض ، فلا تجد على الإطلاق رافضياً داعيةً من رواة الصحيح، لا من قيل عنه: فيه تشيُّع، والروافض لا تجد أحداً زكَّاهم أو وثَّقهم أو روى عنهم أحد ممن يشترط الصحة في كتابه؛ لأنهم يستحلون الكذب.
مجموعة مؤلفات عقائد الرافضة / 21 / 214.
 
سؤال يا شيخ جمال : ما علاقة بدعة القدر في القواعد؟!

أرى أن هذا التفصيل في حق قتادة وسيرته سيقلل الفائدة من هذا البحث؛ لأنه سيشتت القارئ ، فلو اقتصرتم على ما أنتم بصدده ،وما ذكرتم يمكن إثباته في هامش في سطرين أو ثلاثة.
 
الأخ الفاضل / عمر - حفظه الله -

المسألة الأول : فيما يخص اصل البحث هو[ تنبيهات] ـ فقد يكون الطرح من خلال قواعد وقد يكون غيره.

المسألة الثانية : بالنسبة لمسألة القدر عن قتادة رحمه الله قد يشكل على الباحث عند النقل عنه التعامل معها ، فمن وجهة نظري أن توضيح رؤية العلماء في هذه المسألة مهم ، وأقدر رأيكم في عدم الإسهاب في هذه المسألة .

لك خالص التقدير
 
المسألة الخامسة : رتبته قتادة رحمه الله- : [ ثقة ، مأمون ، حجة ، حافظ ، أثبت أصحاب أنس]

في تهذيب الكمال :

قال محمد بن سعد : ثقة مأمون حجة في الحديث.
وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة .
وقال أبو زرعة قتادة من أعلم أصحاب الحسن ثم يونس بن عبيد .
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول: أكبر أصحاب الحسن قتادة وأثبت أصحاب أنس الزهري ثم قتادة .
وقال أيضا سألت أبي قلت قتادة عن معاذة أحب إليك أو أيوب عن معاذة فقال قتادة إذا ذكر الخبر وقتادة أحب إلي من يزيد الرشك . تهذيب الكمال . 23/ 518 ،

وفي تقريب التهذيب :

قال أبو حاتم اثبت اصحاب انس الزهري ثم قتادة قال وهو أحب إلي من أيوب ويزيد الرشك إذا ذكر الخبر يعني إذا صرح بالسماع.
تهذيب التهذيب / ج/ 8 / 315 : 317

يتابع بإذن الله
 
المسألة السادسة: تدليس قتادة رحمه الله .

وفيها مطلبان :

المطلب الأول : مراتب التدليس عند الإمام ابن حجر:

الأولى: من لم يوصف بذلك الا نادرا كيحيى بن سعيد الأنصاري
الثانية : من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لامامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري أو كان لا يدلس الا عن ثقة كإبن عيينة
الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي
الرابعة : من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد
الخامسة : من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع الا أن يوثق من كان ضعفه يسيرا كابن لهيعة اهـ طبقات المدلسين / لابن حجر / 1/ 13

المطلب الثاني: رأي العلماء في تدليس قتادة :

قتادة عند ابن حبان - رحمه الله -: توفي 354 هـ

قال ابن حبان في الثقات : كان مدلسا على قدر فيه، يقول شعبة : « كنت أتفقّد فم قتادة ، فإذا قال : حدثنا ، وسمعت ، حفظته ، وإذا قال : حَدَّث فلان ، تركته »
وقال أيضاً : « كفيتكم تدليس ثلاثة : الأعمش ، وأبي إسحاق ، وقتادة»
انظر مقدمة "الجرح والتعديل" (ص 161 و 169)، و"المعرفة" للبيهقي (1/151 ـ 152) ، شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد1 / 76

قتادة عند أبي حاتم - رحمه الله - : ولد / 643

قال أبو حاتم في أول كتابه المراسيل ثنا أحمد بن سنان قال كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتاده شيئا ويقول هو بمنزلة الريح ويقول هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه اهـ. جامع التحصيل ص 37 لأبي حاتم

قتادة عند الحافظ العلائي - رحمه الله - : المتوفى / 761 هـ

ذكره العلائي في المرتبة الأولى من المدلسين فقال : (هم التابعون الذين لا يدلسون إلا عن ثقة مثلهم أو أكبر ، كأبي سفيان طلحة بن نافع وقتادة ) انظر : [جامع التحصيل ص 99 ] لأبي سعيد بن خليل العلائي

قتادة عند ابن حجر - رحمه الله - : ، ( 773 -852)

ذكره في المرتبة الثالثة من المدلسين في كتابه طبقات المدلسين ص 43، ولكنه ذكره في تقريب التهذيب فقال: ( ثقة ثبت ) ص 798 ، ولم يشر إلى تدليسه ، ومن المعروف أن كتاب التقريب متأخر عن كتاب الطبقات ، خاصة وأنه استمر في تنقيح التقريب إلى أواخر حياته .

قتادة عند الألباني - رحمه الله -:

قال الشيخ الألبانيي ص/109 -110 إن عنعنة قتادة مغتفرة لقلتها بالنسبة لحفظه وكثرة حديثه ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ في ترجمته من (مقدمة الفتح) بقوله: ربما دلس، وكأنه لذلك لم يذكره هو في التقريب بتدليس وكذلك الذهبي في الكاشف ونجد في ((الصحيحين))-وغيرها_ أحاديث كثيرة جداً لقتادة بالعنعنة، حتى ابن حبان الذي وصفه بالتدليس، قد أكثر عنه بها، ويحتمل أن ذلك كان منهم لأنه كان-كما قال الحاكم- لا يدلس إلا عن ثقة كما نقله العلائي في كتابه القيم ((جامع التحصيل )) (ص112 ) اهـ


ويمكن استخلاص عدة فوائد :

الأولى : ليس كل تدليس يرد الرواية .

الثانية : شعبة لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما صرحوا فيه بالسماع، وهو بذلك يوثق جميع الأحاديث التي رواها عن قتادة.

الثالثة : أن تدليس قتادة مما يحتمل لدى كثير من العلماء كما هو واضح .
 

موضوع التدليس شائك ودقيق جداً ، وقد أعيى بعض العلماء الكبار ، بسبب تفاوت أئمة النقد في التعامل مع المدلسين،وليس بالصورة المبسطة التي طرحها بعض المعاصرين ! خاصةً إذا كان البحث في حق إمامٍ الأئمة ،ومن رجال الشيخين مكثرٍ كقتادة رحمه الله !

حقيقة ... لا أدري كيف اخْتُصِرَ تدليس إمام كقتادة بهذه الصورة؟!

ثم إن الاعتماد على كتاب ابن حجر (تعريف أهل التقديس) المعروف اختصاراً بـ(طبقات المدلسين) فيه إشكالات معروفة عند أهل العلم ، وليس هذا محل ذكرها.

وليعلم أن هذا التقسيم الذي فعله الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بقدر ما ساعد بعض الباحثين على سهولة التصور والحكم البسيط ـ كعادة المتأخرين في تقريب االعلوم ـ إلا أنه أحدث إشكالات كبيرة لدى العلماء في هذه التقسيمات من بعد ابن حجر، حتى إن الحافظ نفسه له أقوال في كتبه الأخرى تخالف ما قرره في كتابه هذا.
موضوع مفيد في تدليس قتادة يكشف شيئاً من دقة البحث في هذه الموضوعات
 
فضيلة الدكتور عمر - وفقه الله - بارك الله فيكم ، ونفع بكم ، وزادكم حرصا على الإتقان ، وأجرى الله الخير على أيدكم ، والنفع لأمة الإسلام، وأنا أؤيد ما ذركرتم ، وأن المسالة تحتاج إلى تحرير يناسب قدر المتحدث عنه ومكانته ، نسأل الله أن يعيننا على ما يحبه ويرضاه .
 
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ جمال على هذا الطرح الطيب، وحقيقة استفدت منه كثيرا.
فأسأل الله تعالى أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه، وأن ييسر لكم طباعة هذا البحث القيم.
 
بصراحة أعجبني الطرح هنا لأن المقصد منه تنبيه الباحثين أثناء النقل من التفسير بالمأثور ألا ينقلوا دون تثبت و وعي سواء في المتن أو الإسناد , لذا كان لزاما _على الباحث الفاضل الذي اختصر لنا القواعد_ الكلام عن العقيدة التي سادت المكان الذي عاش فيه قتادة رحمه الله التابعي الذي ملأت مروياته كتب التفسير بالمأثور و كما يقال في الأصول :" ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" و الكلام عن العقائد ليس عيبا و لا ينقص من قيمة الطرح هاهنا بل يزيد من قيمته العلمية في نظري
بارك الله فيكم يا شيخ جمال القرش وزادكم من فضله..تابعوا بوركتم فنحن بإنتظار المزيد
 
أحسن الله اليكم .
تنبيه أيها الافاضل كثير منا يستعمل كلمة طرح وهذا خطأ الان الطرح هو في مقابل الرفض أم الصحيح العرض تقول عرضا جيد أو أعجبني هذا العرض والله أعلم
 
الإخوة الكرام شكر الله لكم هذا الجهد الطيب ، ولكن إخوتي الكرام هل تعامل الروايات التفسيرية معاملة الروايات الحديثية ؟
وهل إذا صح المعني مع انقطاع السند نعمل بالمعني أم نضعفه ، في الوقت الذي يهمنا فيه صحة المعنى لا صحة السند ؟
فكثير جدا من المعاني تصلنيا ربما من طرق بها تدلس أو انقطاع ولا نستطيع أن نرد المعني لأسباب منها موافقته اللسان العربي الذي نزل به القرآن الكريم .
فلقد رأيت تحقيقا لاحد الإخوة الكرام لأحد أمهات كتب التفسير ومعاملته للروايات التفسيرية معاملة الروايات الحديثية ، حتى جعلني لكثرة تضعيفه الآثار الواردة في الكتاب أقول إنما الحبر الذي أجمعت الأمة على إمامته في علم التفسير ما انتقى كتابه إلا من الضعيف وزينه ببعض الروايات الحسنة والصحيحة من باب الزينة ، ومعاذ الله أن يكون الإمام الحبر قد فعل هذا ، فالعيب كان من الأخ الكريم أن تعامل في تحقيق الكتاب نفس التعامل مع تحقيق الأجزاء الحديثية .
ولقد رأيت جهدا مبذولا في رسائل جامعية في موضوعات هامة جدا قد تعاملت نفس التعامل مع الروايات والنسخ التفسيرية حتى جعلت من يعتمد عليها يضيع عليه كثير من الخير الذي تركه سلفنا الصالح علما يبين به كتاب الله تعالى ، فياليت نعيد تحقيق كثير من كتب التفسير والرسائل العلمية واضعين نصب أعييننا الفرق بين الروايات التفسيرية والروايات الحديثية ، ولقد كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى الذين وضعوا هذه الأسفار الخالدة لتكون مفاتيح نلج منها إلى جنات كتاب الله يعلمون جيدا الفرق بين النوعين من الروايات التفسيرية والحديثية وتعاملوا في نقل معاني كتاب الله في ضوء ذلك .
وأسأل الله أن يردنا إلى طريق في العلم والعمل ، اللهم آمين
 
بارك الله فيكم كما هو معلوم عند علماء الحديث ربما يصح الحديث سندا ولا يصح متنا
فصحة السند ليست موجبا لصحة المتن وهذا له العديد من العلل
قال [COLOR=800000]السخاوي في فتح المغيث: [COLOR=6600cc]قد يصح السند أو يحسن لاستجماع شروطه من الاتصال، والعدالة، والضبط دون المتن لشذوذ أو علة[/COLOR].... اهـ[/COLOR]
وقال [COLOR=800000]ابن القيم كما في الفروسية: [COLOR=6600cc]وقد عُلِم أن صحة الإسناد شرط من شروط صحة الحديث وليست موجبة لصحة الحديث، فإن الحديث الصحيح إنما يصح بمجموع أمور منها: صحة سنده، وانتفاء علته، وعدم شذوذه ونكارته، وألاَّ يكون راويه قد خالف الثقات أو شذ عنهم[/COLOR]. اهـ[/COLOR]
وفقكم الله وسدد خطاكم
 
عودة
أعلى