حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا

إنضم
23 سبتمبر 2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

قوله تعالى في سورة يوسف، الآية 68.{وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون}.



فدخول من باب واحد أو من أبواب متفرقة لن يضر و لن ينفع فاعلها إن قضى الله أمرا و لكنها حاجة قضاها يعقوب فهي رسالة أرسلها لأبنائه (حين كان سيذهب معهم أخ يوسف عليه السلام من أبيه و أمه)، استقبلها القلب و تقبلها و الرسالة هي أني لا أفرق بينكم في حبي لكم و لا في خوفي عليكم سواء كنتم أخ يوسف (من أمه و أبيه) أو لم تكن و لا أريد فقدانكم و دخولكم من باب واحد يزيد احتمال فقداني لكم كلكم إن حصل به مكروه، أما من أبواب متفرقة قد يزيد احتمال ضمان أكبر عدد منكم و لا يهم من يكن و لكن يهم هو أنه ابني، و حرية الاختيار من منكم يدخل من أي باب هو كذلك تصديق لقولي.

وفي هذا القول إطفاء نار الحقد و الحسد بين الإخوة بصفة عامة و على أخ يوسف عليه السلام بصفة خاصة، و بالتالي يكون علم تعلمه يعقوب عليه السلام بعدما تيقن من خطورة الغلو في إظهار الحب لأحد دون الآخر، فما كان إظهار حبه و خوفه الشديد من قبل لبنيه يوسف عليه السلام، و الله خير الحافظين إلا بإلقاء أبناءه له في غيابت الجب.
قوله تعالى:{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾[يوسف:8]

و الله أعلم و أحكم
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
السلام عليكم ورحمة الله
إخوة يوسف عليه السلام يرون أن أباهم المنفرد في ضلال وأنهم على حق لأنهم عصبة ، أي أنهم يرون أن الخير في إتفاقهم على رأي واحد ولو كان يخالف أمر أبيهم ولا يرون أي خير في التفرق والإختلاف ، لكن أباهم أراد أن يعطيهم مثالاً عن كيف يمكن أن يكون إختلافهم فيه خير ورحمة وهذا من علم الله الذي علمه لنبيه يعقوب عليه السلام ،
 
جزاكم الله خيرا ، ويمكن اضافة معاني أخرى للمتدبر في الآية " إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا " :
قال ابن جرير الطبري (وكثير من المفسرين) : أنّه قال ذلك لهم، لأنّهم كانوا رجالاً لهم جمالٌ وهيئةٌ، فخاف عليهم العين إذا دخلوا جماعةً من طريقٍ واحدٍ وهم ولد رجلٍ واحدٍ، فأمرهم أن يفترقوا في الدّخول إليها.

وقال الرازي في التفسير الكبير: في تفسير تلك الحاجة وجوهاً: أحدها: خوفه عليهم من إصابة العين، وثانيها: خوفه عليهم من حسد أهل مصر، وثالثها:خوفه عليهم من أن يقصدهم ملك مصر بشر، ورابعها: خوفه عليهم من أن لا يرجعوا إليه، وكل هذه الوجوه متقاربة.

وقيل : إن دخول أبناء يعقوب عليه السلام لمصرفي المرة الأولى كان من اجل الكيل ، ودخلواغيرمتفرقين أي كلهم من باب واحد ، وعندما اجتمعوا مع أخوهم يوسف وعرفهم ، طلب منهم بان يأتوا بأخيهم الأصغر في المرة المقبلة وإلا فلا كيل لهم .. فماحدث بين الإخوة والعزيز من حديث بخصوص الأخ الأصغراخبروا به النبي يعقوب عليه السلام فخاف عليه من أن يحدث له شيئا من قبل العزيز ، وذلك عندما قص عليه الأبناء أن لا كيل لهم إلا إذا أتوا بأخيهم الأصغر ، وذلك الإصرار من قبل العزيز بإحضار ابنه إليه أثار الشك في نفس يعقوب .. فماذا عليه إن يفعل حتى يكتالوا ويرجع ابنه إليه دون أن يمسهم سوء ، فتحدث اليهم بأن يدخلوا من أبواب متفرقة ليكتالوا دون أن يشعر بهم احد مثلهم مثل الغرباء الآخرين الذين جاءوا للكيل . فتلك الخطة كانت هي الحاجة التي قضاها يعقوب في نفسه وتُؤَمِن رجعوهم بإخيهم الاصغر، ولكن لم تغني عنه من أمر الله شيئا ، فهو قضاها وأمر أبنائه بتنفيذها ولكن الله تعالى أراد امرا أخر كان مقضيا .

قولُه: "وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ" : ولم يقل متعددة ، إيماءً إلى عِلَّةِ الأمْرِ؛ وهي إخفاءُ كونِهم جماعة واحدة.
 
و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته

الله سبحانه تعالى علم يعقوب شيئين كانا ينقصه لكي يرفع درجاته و ابنه يوسف يعرف ما ينقص أباه و قد ساعده على إصلاحه بفضل الله.
الدرس الاول: هو عندما طلب أن يأتي أخاه.
الدرس الثاني: هو عندما أراد أن يبقى اخوه معه.

فالحاجة لا علاقة لها بالعين و لا كونهم عصبة، فقط أن تأويل انها العين تلتقي بالحاجة في نفس يعقوب هو أن كلاهما لهم نفس التأثير على الإخوة و هو أنه يخاف عليهم و يحبهم كلهم، و لا يفرق بينهم.
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى