سؤال حول الميم المخفاة

محمد رشيد

New member
إنضم
4 أبريل 2003
المشاركات
308
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،،
ففي بعض صفحات ملتقى أهل الحديث المبارك قال الأخ ( أبو تيمية إبراهيم ) ما يلي :
[[علم التجويد : احكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية ( المستوى الثاني )

تأليف : يحيى عبدالرزاق الغوثاني

نبذة عن الكتاب : هذا كتاب في قواعد علم التجويد ، ركز فيه المؤلف على الملاحظات والتنبيهات التي تتعلق بكيفية النطق ، كما نبه على أخطاء يقع فيها كثير من الناس أثناء القراءة والأداء وهي خلاصة تجربة طويلة من خلال الأخذ عن المشايخ المتقنين ، وهذا مما يمتاز به هذا الكتاب حيث لم يشأ كاتبه أن يكون كتابه نسخة مكررة عن غيره . كما يمتاز الكتاب بالضبط وحسن الإخراج .
الملاحظات : 1- قدم للكتاب الشيخان المقرءان بكري الطرابيشي وعبد الغفار الدروبي

2- ختم المؤلف كتابه بذكر سنده في القراءات العشر المتواترة ( وهذا مما يحمد للمؤلف ليظهر للقارئ أن المؤلف من أهل الأداء لا من الدخلاء على هذا الفن الشريف ) ثم ألحق بذلك صورة إجازتيه من الشيخ سعيد العبد الله و الشيخ عبد الغفار الدروبي يلي ذلك جواب للشيخ كريم راجح عن حكم الترجيع في القراءة وكيفية أداء الإخفاء الشفوي والحقيقي ، وآخر ما أورده المؤلف من ملاحق ملخص لمجلس شيوخ القراء بدمشق الشام عن مسألة الإخفاء المتقدمة

3- مما جاء في جواب الشيخ كريم قوله ( والمؤسف أن أكثر القراء اليوم مغنون ، ثم هم يجعلون التجويد تابعاً للنغمة فالنغمة هي الأصل والتجويد هو الفرع ، وذلك لا شك من أشد ما دخل على القرآن في أدائه ، فليحذر القراء من مثل ذلك ، ومهما قرأ القارئ بالنغمات المعروفة دون أن يخل بأحكام التجويد فهو حسن ) .

4- وجاء في نص قرار مجلس شيوخ القراء في دمشق حول النطق بالإخفاء ( ولقد اجتمعت ببعض علماء الأزهر الطاعنين في السن في مكة المكرمة وهو من العلماء الأفاضل وممن أجمع العلماء على فضله في هذا الفن ، فأخبرني بأن علماء الأزهر كانوا ينطقون بهذه الغنن إن بالإخفاء الشفوي أو بالإدغام الشفوي أو بالإخفاء الآخر لبقية حروف الإحفاء ما عدا الإظهار والإدغام وكذلكم كانوا ينطقون بالإدغام على هذه السبيل ، وكذلكم تلقوا هذه الإخفاءات دونما تغيير ولا تبديل ، وكانت النصوص بكل ما فيها تحمل على هذا التلقي ، لأن التلقي هو الذي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية في كتب التجويد هي التي تفسر التلقي ، إلى أن جاء أحد القراء وكانت له مشيخة القراء وهو الشيخ عامر عثمان فجاء بهذا النطق الجديد الذي ما كان يعرفه القراء ولا علماء القراءة ولا علماء الأزهر وأيضاً هو ما كان يعرفه من قبل وما تلقاه عن مشايخه فكان يقول { ترميهم بحجارة } ، { من بعد } ، { يعتصم بالله } ، وهكذا كان ينطق [ أي بفرجة بين الشفتين ] ، وأنكروا عليه ولكنه بقي آخذاً برأيه وحمل الكثيرين من الناس - باعتباره كان شيخ القراء - على ما أراد أن ينطق ، أيها الأخوة الذين تستمعونني : النطق الذي نطقت به أمامكم بحضور شيخ القراء وهؤلاء العلماء الأفاضل هو النطق الذي أجمع عليه العلماء [ وهو إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي ] .

أما أن اللسان يرتفع أو ينخفض فهذا لا علاقة له بالغنة ، وإنما هو تابع للحرف الذي ينطق به ، فشتان بين قولنا { أن سلام عليكم } وبين قولنا { عن صلاتهم } فإن الصاد حرف مفخم فيرتفع اللسان عنده وعند النطق بغنته ، والسين حرف مستفل مرقق فينخفض اللسان عنده وعند النطق بغنته ، لأن الغنة تابعة للحرف من حيث تفخيمه ومن حيث ترقيقه ، فإذا كان مفخماً ارتفع اللسان عنده ، وإذا كان مرققاً انخفض اللسان عنده .

وعلى كل حال هذا موضوع مرجعه التلقي ، فإنك لا تستطيع أن تفهم كيفية النطق بمجرد العبارة ولكن إذا نطق بالكلمة أمامك فإنك تستطيع أن تقلدها ، فمهما أردت أن أعبر لكم عن حرف ( B ) باللغة الأجنبية لا أستطيع أن أعرف لك النطق حق التعريف حتى أنطق أمامك ، وهكذا الحروف العربية والحروف القرآنية لابد أن ينطق الإنسان بها .

وهكذا تلقى القرآن الكريم العلماء كابراً عن كابر ، ولا يعقل أبداً أن يكون جميع العلماء في العالم الإسلامي ينطقون بشيء خطأ وقد أجمعوا على خطئه ، فإن القرآن الكريم منزه عن ذلك ولا شك ، ومن عاد إلى تساجيل الشيخ العظيم على محمود أو محمود هاشم أو الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي ، أو الشيخ محمد رفعت ، وما شاكل هؤلاء من الذين لا تزال تساجيلهم محفوظة فإنه لا يجدهم ينطقون بهذه الغنن إلا كما نطقنا نحن الان ، وقراءة القرآن الكريم في سورية وفي الأزهر أو في غيرها من البلاد العربية من قبل القراء المتقنين على وتيرة واحدة حرف واحد . ) ]] انتهى

السؤال / واضح أنه يتكلم في الميم الساكنة ( سواء المنقلبة عن نون ساكنة أو تنوين أو المخفاة لوقوعها قبل الباء ،،، و في الحقيقية أن الذي درسته هو عدم إطباق الشفتين ، و إلا فكيف تكون الميم مخفاة ، ثم طار إلى أذني أن فيها خلافا ، ثم أفاجأ الآن بأن ما أنا عليه مخالف للقراء و لما تلقوه .... أرجو التوضيح في هذا المسألة فأنا عندي ظن أنني فهمت خطأ ... و إن لم أفهم خطأ فأرجو مناقشة المسألة ، و أنا من جانبي سأبحث فيها و أضع ما رأيته في الموضوع ...

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
 
وعلى غرار النقل السابق وقفت على ما قد يفيد في توضيح المسألة، فمن أشكل عليه تسميته إخفاء ثم حاول أن يطبق التسمية عليه فقد سمى بعض العلماء ما هو على غراره بالإدغام، علما أن الاصطلاح إنما يراد منه تسهيل عملية التلقي الذي هو الأصل، فسمه ما شئت طالما أن صفة التلقي واحدة. وهنا ظهر إشكال فبعض الباحثين، لما قرؤوا هذه الاصطلاحات بدؤوا يفسرونها بما يظهر لهم لا بما تلقوه، فتفاقم الأمر.

علما أنك كإدغام كامل لن تستطيع أن تلفظ غنة مع الباء، لكن حقيقة الأمر هنا بقاء غنة الميم ثم يتبعها الباء كما هو حال الإدغام الناقص في بسطت مثلا أو أحطت.


===========

ففي باب إدغام الحروف المتقاربة عند أبي عمرو وهو يسكن الحرف المتحرك ثم يدغمه فيما بعده بما يسمى بالإدغام الكبير

قال الإمام الشاطبي

وتسكن عنه الميم من قبل بائها *** على إثر تحريك فتخفى تنزلا

قال الإمام أبو شامة في إبراز المعاني

وقوله على إثر تحريك
أي تكون الميم بعد محرك نحو:

آدم بالحق، أعلم بالشاكرين، علم بالقلم، حكم بين العباد

والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالإدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الإطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالإخفاء لوجود الغنة وهي صفة لازمة للميم فلم يكن إدغاما محضا.


اهـ

فأنت ترى أن العبرة ليست بالمصطلح بل بما تلقاه المئات عن المئات جيلا عن جيل.
 
قول الإمام أبي ابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ في النشر في الجزء الأول عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي
قال بعد (ذكر المتقاربين) تحت عنوان (فصل) اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه:

ثم إن الآخذين بالإشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء وعلى الستثناء الباء عند مثلها وعند الميم
قالوا: لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين


اهـ

- ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي -

وقد صرح بذلك في أول باب ذكر المتقاربين بقوله:

فكان يدغم هذه الستة عشر فيما جانسها أو قاربها إلا الميم إذا تقدمت الباء فإنه يحذف حركتها فقط ويخفيها

قلت وقد قدمت لك كلام أبي شامة رحمهم الله تعالى
 
ومما يفيد في هذا الباب نقولاتهم في الإقلاب (الأصح لغة القلب)

قال العلامة محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس المتوفى سنة 1314 في كتابه شرح الجزرية الذي فرغ منه عام 1301 هـ

أما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو (انبعث) (أن بورك) (صم بكم)

فينقلبان ميما خالصة مع الغنة

وهذا معنى قوله (والقلب عند الباء بغنة) لكن في الحقيقة هو إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء

قال في النشر فلا فرق حينئذ بين (أن بورك) و(من يعتصم)

اهـ

وهكذا لم يجد أحد من البحاثين فيما اطلعت عليه من يصرح فترك الفرجة بين الشفتين قبل الشيخ السيد عامر عثمان رحمه الله تعالى
 
وقال الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالى عند شرح لحكم إقلاب النون الساكنة والتنوين ص 16 من الإضاءة:

وهو أبدالهما عند ملاقاتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا.
 
وتأمل كلام ابن الجزري في التمهيد، ولا توجد أدنى إشارة لترك الفرجة بين الشفتين

قال:
الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو:

أن بورك ،
أنبئهم ،
جددٌ بيض

والغنة ظاهرة في هذا القسم.
وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغمة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء.
 
وعبارة الداني أصرح شيء في هذا الباب ولا مجال لتأويلها بأي حال،

وهو يحكي المذهبين الإظهار، ولا قائل به اليوم لانقطاع سنده، والإخفاء وقد وصفه ووصف أطباق الشفتين فيه كما ترى

وهذه صورة الصفحة من كتاب التمهيد لابن الجزري بتحقيق علي البواب

ونص الداني تجده منقول في الهامش رقم 5 من كتابه التحديد وقد طبع مؤخرا طبعة جيدة.

144.jpg
 
فضيلة الشيخ راجي رحمة ربه وفقه الله
أسأل الله أن يوفقك وأن يزيدك عملاً وبصيرة على هذه الفوائد النفيسة ، والنقول الموثقة السديدة ، وإنا لأمثالها لمشتاقون !
 
وإياكم يا شيخ عبد الرحمن

وهنا أيضا كلام للشيخ ملا علي القاري المتوفى سنة 1014 هـ في المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية قال ص 48:‏

وقلب النونين (يقصد النون والتنوين) ميما عند ملاقاتهما الباء كما قال الشاطبي وقلبهما ميما لدى الباء ‏
حال كونها مقرونة بغنة كما هو شأن الميم الساكنة عند الباء من إخفائها لديها مع الغنة كما سبق عن أجلاء أرباب القراءة في نحو ‏قوله:‏
وهم بربهم ‏
وأنبئهم
وأن بورك
وعليم بذات الصدور

ووجه القلب عسر الإتيان بالغنة في النون والتنوين مع إظهارهما ثم إطباق الشفتين لأجل الباء، ولم يدغم لاختلاف نوع المخرج وقلة ‏التناسب، فتعين الإخفاء.‏
ويتوصل إليه بالقلب ميما لتشاركه الباء مخرجا والنون غنة.‏

اهـ
والشاهد نجده في العبارة الأولى والأخيرة، وهما واضحتان في المراد، كما أنك لا ترى أدنى إشارة لترك الفرجة التي ينادي بها أصحاب ذلك القول.‏

وقال الشيخ علي النوري الصفاقسي صاحب غيث النفع المتوفى سنة 1053 هـ في كتابه الرائع تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين ص 101
وأما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو
انبعث، أن بورك، صم بكم
فيقلبان ميما خالصة مع الغنة فهو في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء
قال في النشر فلا فرق حينئذ في اللفظ بين أن بورك وبين يعتصم بالله.

اهـ

ونحو قال الشيخ سيدي إبراهيم المارغيني مفتي المالكية في النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع والذي انهاه سنة 1320 هـ - وأظنه حفيد يالوشة السالف الذكرـ
ص 87 :
فتقلب النون الساكنة والتنوين عند الباء ميما خالصة كما أشار إليه بقوله وقلبوهما لحرف الباء ميما
(أي ابن البري صاحب النظم)
أي قلب القراء نافع وغيره النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء وحينئذ تخفي عند الباء بغنة من غير إدغام كما تخفى الميم الأصلينة عند الباء في نحو ومن يعتصم بالله فلا فرق في اللفظ بين أن بورك مثلا وبين ومن يعتصم بالله ،وأما الإخفاء فمعناه لغة الستر واصطلاحا النطق بحرف ساكن عار أي خال عن التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة.

وبقي نص أخير أظنه سبب ظهور القول بالفرجة سأناقشه في القريب إن شاء الله تعالى.
 
السلام عليكم ورحمة الله

أود التنبيه إلى أنه ورد نص أيضا عن الإمام طاهر بن غلبون ( ت 399 ) وهو قوله: (وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة ، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما) التذكرة بتحقيق الشيخ أيمن سويد
وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق.
وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ عبدالرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية ، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات ، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة ، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي : بالإطباق ، فسألته : وكيف تلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق ، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".
كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الإخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه ؟ فأجاب رحمه الله: لا
ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبدالعزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبدالعزيز يقريء بالإطباق أول أمره – حسب ماتلقى من شيخه الضباع- ، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات ، والشيخ/ عامر السيد عثمان ، والشيخ السمنودي ، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم ، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله
وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالاطباق لم يجاوزوه إلى غيره
وبعض تلامذتهم الذين قرؤا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء
فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلقي، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء
 
إضافة

إضافة

من الأخطاء التي شاعت بين الناس في الآونة الأخيرة التغير الصوتي للميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء , حيث أن البعض يجعل فرجة عند تلفظها ولو سئل القارئ لماذا هذه الفرجة عند صوت الميم ؟ لقال لك من أجل غنة الإخفاء . قال العلماء لا علاقة للشفتين بصوت الغنة , الغنة مخرجها الخيشوم فحسب , ولا يتحقق صوت الميم إلا بإطباق الشفتين بها , ومن المشهور بين العلماء عند ذكر أحكام القلب أو الإخفاء الشفوي قولهم : بإطباق الشفتين من غير كز فيهما , والشيخ عبد العزيز الزيات من أكبر علماء القراءات والتجويد, ويوجد حاليا في الحرم النبوي , وهو أعلى القراء سندا في الوقت المعاصر حيث أن الواسطة التي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم سبعة وعشرون رجلا, قاال : يجب على القارئ أن يطبق الشفتين بلطف من غير فرجة أو كز زائد ,و الشيخ أحمد مصطفى وهو من أكابر تلامذة الشيخ الزيات قال : أن كل من تلقى عن الشيخ الزيات يقرأ بالإطباق الكامل , والعلماء قديما صرحوا بإطباق الشفتين مثل أبو عمرو الداني في كتابه التيسير وكتاب التحديد وصرح بذلك بن الجزري في النشر والتمهيد وطاهر بن غلبون والضباع وغيرهم فمثلا لو قرأ القارئ قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ)(الفيل: من الآية4) بجعل فرجة بين الشفتين في صوت الميم فهو في الحقيقة لم ينطق ميما أبدا بل نطق بهاء ممطوطة , وقد روى لنا بعض العلماء أن هذه الفرجة القائل الوحيد بها فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو الذي تولى مراجعة المصاحف الصوتية التي سجلت لإذاعة القران المصرية وكان أحد المراقبين في لجة المصاحف الصوتية في عصر ترتيل المصاحف الصوتية للمنشاوي والحصري والبنا وعبد الباسط ومصطفى إسماعيل فكان القارئ منهم الذي يطبق الشفتين عند النطق بالميم لا يقبلها منه ويأمره بإعادة تسجيلها مرة أخرى مع جعل فرجة ,وصرح بذلك الشيخ عبد الباسط بنفسه , فجميع المصاحف الصوتية لقرائنا سجلت بتغيير الصوت القرآني في الميم وهناك مصحفين التزما قارئهما بالأداء الصوتي للميم المخفاة بإطباق الشفتين وهما الشيخ : عبد الله الخياط والشيخ عبد الله يوسف من قراء المملكة السعودية . والعجب العجاب أني سمعت من البعض نقلا عن شيخه المصحفي أن النطق الصحيح في القلب والإخفاء الشفوي أن تقرع الثنايا العليا ظاهر الشفة السفلى وقد رأيت شابا في مسابقة القرآن بإمارة دبي يقرأ الميم الساكنة بنفس هذه الكيفية , والأعجب من هذا كله قول بعض المشايخ المعاصرين من قولهم : الغنة في الإخفاء الشفوي حركتين الحركة الأولى بجعل فرجة مع الميم والحركة الثانية بإطباق الشفتين على الميم ثم بعدها ننطق بالباء , فبالله عليكم هل هذا كلام يعقل . والبعض الآخر المتساهل يقول يجوز الكل , وأقول له: الحق واحد ولا يتعدد , بمعنى أن الأصل في صوت الميم إطباق الشفتين ومن يخالف الأصل عليه بالدليل , ويوجد لدي بحث تفصيلي حول القلب والإخفاء الشفوي وما أحدثه القراء فيه من تغيير للصوت القرآني ولمن أراد الإطلاع عليه فلا بأس . والله من وراء القصد .
 
ملاحظة:

الشيخ الزيات قد انتقل إلى رحمة الله قبل عدة أشهر رزقه الله الفردوس الأعلى


وسؤال للأخ فرغلي:

هل كاتب هذه السطور هو أنتم أم هي منقولة من كتاب؟

جزاك الله خيرا
 
تعقيب

تعقيب

بعض هذه السطور كتبت في حياة الشيخ رحمه الله والبعض الآخر نقلا عن شيوخي
وجزاكم الله خير ورزقني وإياكم كمال الإخلاص
 
أعتذر عن التأخر بسبب بعض الانشغالات

النص الأخير الذي وعدتكم به هو من كلام الشيخ محمد بن أبي بكر المرعشي المتوفى سنة 1150 هـ والمشهور بساجقلي زاده

يقول ما نصه:

والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة، بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه
وهذا كإخفاء الحركة في قوله : "لا تأمنا" إذ ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها وسيأتي.
وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين والباء أدخل وأقوى انطباقا كما سبق بيان المخارج.
فتلفظ بالباء في نحو:" أن بورك " بغنة ظاهرة وبتقليل انطباق الشفتين جدا ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين بتقوية انطباقهما وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم، فزمان انطباقهما في أن بورك أطول من زمان انطباقهما في الباء، لأجل الغنة الظاهرة حينئذ في الميم، إذ الغنة الظاهرة يتوقف تلفظها على امتدادٍ.

ولو تلفظت بإظهار الميم هنا لكان زمان انطباقهما فيه كزمان انطباقهما في الباء لإخفاء الغنة حينئذ، ويقوى انطباقهما في إظهار الميم فوق انطباقهما في إخفائه لكن دون قوة انطباقهما في الباء إذ لا غنة في الباء أصلا بخلاف الميم الظاهرة فإنها لا تخلو عن أصل الغنة وإن كانت خفية، والغنة تورث الاعتماد ضعفا.

اهـ شرح التحفة للميهي*

فهذا نص عمره قرابة 300 عام صريح في بابه أنه إطباق لا غير، ولا يوجد أي شك في كونه بدون فرجة

ومع أني أرى أن الاحتجاج يكون بكلام أمثال الداني، لكني أحببت أن أدلل على أنه حتى القرون الأخيرة ما كان أحد يذكر الفرجة هذه بتاتا ولا ينبه عليها نفيا أو إثباتا، لأنه كما هو واضح، لا يوجد من يقول بها أصلا.

وقولي العبرة بكلام الداني وابن غلبون وابن الجزري، لئلا يجيئ معترض ويستغل كلمة "تقليل إنطباق الشفتين جدا"

إذ كان يكفيه أن يقول بتقليل انطباق الشفتين
مثلا

أقول هذا لعدة أمور:
الأول : واضح مما بعده أنه انطباق لآخر لحظة ولكنه انطباق دون انطباق وهو مما يعبر عنه كثير من مشايخ القراءات اليوم : بترك الكز أي الضغط الزائد على الشفتين،
والثاني: أن القدامي الأوائل صرحوا بالإطباق فلا وجه لترك الفرجة مهما كان فهمهم واستنباطهم من عموميات لا تفيدهم من اليقين الثابت كما هو أعلاه.
الثالث: وهو أن المرعشي رحمه الله كان سهلا في إعمال الفكر والتنظير العقلي، وله مسائل، لا يوافق عليه كمسألة نطق الضاد التي شوشت على كثير من الناس وأخذ بها قلة من المتأخرين في مصر لكن فتنتها خمدت في كل بلاد المسلمين إلا تركيا.

والنقطة الأخيرة، دليل قوي للقائلين بالإطباق لأنه لو قال بالفرجة أحد لسبق بها المرعشي لتوسعه في هذا الباب فلما لم يفعل كانت دليلا أكبر على أن انطباق الشفتين هو التلقي وهو النص لا ما سواه.

والله أعلم

------------------

* نقلا ص 122من نهاية القول المفيد والذي انتهى من كتابته الشيخ محمد مكي نصر عام 1305 هـ بتحقيق الشيخ الضباع رحمه الله وطبع عام 1349 طبعة مصطفى البابي الحلبي.
 
جزى الله الأخ راجي رحمة ربه على ما أوضح وبين
وأود أن أزيد على ما ذكر أن الشيخ محمد نصر ذكر في أول كلامه أن (الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين وأن الباء أدخل وأقوى انطباقا) وهذا في المظهرتين

أي أن الميم المظهرة تخرج بانطباق أقل من الباء المظهرة

ثم لا يختلف الحال عند الإخفاء فالميم تخرج بانطباق أقل من الباء ، كما هو الحال في المظهرتين
لا أن الاطباق عند الميم المخفاة يقل حتى يؤدي إلى الفرجة

وقوله (بتقليل انطباقهما ) لا يدل على الفرجة ، لأن الفرجة -وان كانت بسيطة - لا يبقى معها انطباق حتى يقلل،
بل يدل على الاطباق، لكن من غير كزّ

ونقل هدا النص الشيخ محمد مكي نصر في نهاية القول المفيد لمحمد مكي نصر : ص124، طبعة البابي الحلبي
ونجد الشيخ الضباع رحمه الله لا يذكر تقليل اتطباق الشفتين ولكن يحذر من الكز، انظرمنحة ذي الجلال للشيخ علي الضباع : ص 54،
وكأنه يراهما بمعنى واحد
والكزّ هو الضغط على الشفتين بعد اطباقهما
والتحذير من الكز فيه دليل على الإطباق
حيث أن الكز هو الضغط بقوة على الشفتين ، وهذا لا يتأتى إلا بعد الاطباق
فحذروا من الأعلى الذي هو الكز ، وتركوا الأدنى وهو الإطباق
ولو كانت القراءة الصحيحة بالفرجة لحذر العلماء من الاطباق الذي هو المرحلة الأولى قبل الكز
فتحذيرهم من الكز دل على أن القراءة كانت بالاطباق، وكان يبالغ فيه البعض فيوصله إلى الكز، فحذروا منه.
وهذا يتبين بالممارسة والإقراء
فقد أقرأنا بالفرجة دهرا، ولم نر أحدا قرأ بالكز
وجينما عدنا إلى الإقراء بالإطباق وجدنا البعض يضغط على شفتيه ضغطا عنيفا لا نجد تعبيرا عنه أوضح من (الكز) فحذروا منه لأجل ذلك ولأجل أنهم كانوا يقرئون بالإطباق فيظهر هذا المحظور لدى البعض
ونعود إلى كلام الشيخ زاده ونترك للقارئ التأمل في هذه النصوص ألا تدل على الإطباق؟
(ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين)
(وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم)
(فزمان انطباقهما في أن بورك أطول من زمان انطباقهما في الباء)
وقد نقل الأخ راجي رحمة ربه من كلام الأئمة ما لا يدع مجالا للشك
ولكننا أحببنا التفصيل في هذا النص خاصة لأنه المرتكز الأقوى والنص الوحيد الذي يعتمد عليه القائلون بالفرجة
فاذا أضيف الى نصوص الائمة التلقي المجمع عليه
وأضيفت فتوى علماء دمشق الذين هم أبرز علماء هذا العصر في هذا الفن علما واعلاهم إسنادا-كان الأمر واضحا غاية الوضوح
نسأل الله تعالى العصمة من الزلل والتوفيق في القول والعمل
 
الشيخ مهيب جزاك الله خيرا على هذا التفاعل البناء

وشكرا على هذه الدرر النفيسة،

لكن زيادة في التحرير يا ليت تذكر لنا نص كلام الضباع وابن غلبون بين معكوفتين ليكمل الموضوع.
 
قال ابن غلبون في فصل: الاشمام عند الإدغام الكبير لأبي عمرو
وبعد ذكره لاختلاف الطرق عن أبي عمرو في جواز الاشمام وامتناعه عند ادغام الباء في الباء، والميم في الميم ، والميم في الباء:
(وبما رواه اليزيدي آخذ لصحته، وذلك أنه إنما يعني بالاشمام هاهنا أنه يشير إلى حركة الرفع والخفض في حال الادغام، ليدل على أن الحرف المدغم يستحق هذه الحركة في حال الإظهارحرصا عل البيان، وذلك متعذر في الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الميم فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما)
التذكرة:1/92
وقال الشيخ الضباع في نهاية حديثه عن الإقلاب:
(وليحترز القارئ عند النطق به من كز الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ، لئلا يتولد من كزهما غنة من الخيشوم ممطة، فليسكن الميم بتلطف من غير ثقل ولا تعسف)
منحة ذي الجلال بتحقيق اشرف عبدالمقصود:54
وقد نقل الشيخ المرصفي هذا النص حرفيا في هداية القاري: ص169، طبعة بن لادن
وقد تقدم أن الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله وهو من تلامذة الضباع كان يقرئ بالإطباق –حسب ما تلقى عن شيخه-إلى أن وصله اجتهاد الشيخ عامر، فاجتهد هو اجتهادا آخر في الستينات الميلادية وهو النطق بالنون المخفاة والميم المخفاة بغنة خالصة مع عدم إعمال عضو النطق –لسانا أو شفة- بتاتا ، اعتمادا على ظاهر كلام ابن الجزري ومكي في الرعاية.
فكلام الضباع يدل على الإطباق من عدة وجوه ، وإن وجد أدنى لبس فإنه يزال بتلقي الشيخ عيون السود عنه ، وإقرائه بالإطباق قبل ظهور الفرجة.
وأود التنبيه هنا إلى أن القائلين بالفرجة يختلفون في مقدارها فبعضهم يقول بانها بمقدار ورقة ، أو رأس قلم ، أو حتى يرى بياض الأسنان ، أو إطباق الشفين من طرفيهما وفتحهما من الأمام ، أو فتحهما بمقدار حركة ثم اطباقهما بمقدار حركة وهناك تسجيل كامل على هذا النحو الأخير!!
ونقول : لافرق بين كل تلك الأقوال حيث لم يثبت منها شيء علميا ولا تلقيا مسندا متصلا.
بل إن في تضارب هذه الأقوال دليل على الإطباق، من حيث أن الفرجة حيث وجدت- وجد الاختلاف في مقدارها، وما كان للعلماء أن يدعوا مثل هذا الاختلاف دهورا طويلة دون بيان.
هذا.. والله تعالى أعلم
 
هناك خطأ في نسخ ابن غلبون والصواب:
( وذلك متعذر في الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما)
 
هناك خطأ عند نسخ كلام ابن غلبون والصواب:
( وذلك متعذر في الميم مع الميم ، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما)
 
الأخ الفاضل/ د.أنمار
جزاك الله خيرا على نشر العلم ولك الشكر على ما قمت به من تلخيص لهذا الموضوع، وحبذا لو أشرت هناك إلى هذا الموقع تيسيرا على الراغبين في الاستزادة.
أما الخطا في كلام ابن غلبون فهو مني أنا عند نسخي لعبارته وليس من النساخ
 
إخواني الأحباب جمعت ما نشر في هذا الموقع وغيره فيما يتعلق بهذه المسألة وأضفت عليها ما كنت أبحثه من فترة وذلك تكملة لجهودكم
ملحوظة : إذا وافق كلام أحدكم رأيي أنقله مع التعديل فيه
وأرجو رأيكم بعد الإطلاع
وأسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه



بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين
على هذا الرابط


http://www.quranway.net/dboard/showthread.asp?Lang=&forumid=26&threadid=2193
 
مشايخنا الأفاضل_ وفقكم الله _
جزاكم الله خيرا ، وهذا رابط لمشاركات في ملتقى أهل الحديث تؤيد ما ذكرتم من أن الصواب هو إطباق الشفتين إطباقا تاما بلا أي فرجة عند النطق بالميم المخفاة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...805&highlight=%C5%D8%C8%C7%DE+%C7%E1%E3%ED%E3
__________________
 
عودة
أعلى