ضيف الحلقة (118) يوم الجمعة 24 رمضان 1431هـ

إنضم
25 سبتمبر 2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (118) يوم الجمعة 24 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن صالح الحميد، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم .
وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة النور .
- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول الجزء الرابع والعشرين من القرآن الكريم .


نسأل الله التوفيق والسداد ،،




b.gif


الحلقة الرابعة و العشرون
سورة النور
***********
tafsir24.gif




b.gif

رابط جودة عالية​
b.gif


b.gif


رابط للجوال
http://ia360707.us.archive.org/10/items/thexinxway_00024/tafsir23_512kb.mp4http://ia360708.us.archive.org/18/items/thexinxyway_00026/tafsir24_512kb.mp4

b.gif





b.gif


الروابط علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=W0YYBRrtO1U

http://www.youtube.com/watch?v=457xDpDilqc

http://www.youtube.com/watch?v=k2mPV-ox3OU


b.gif



روابط الحلقة كاملة علي موقع مشاهد

http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=a5edafa32b832117a5bd

b.gif



Do3ae.gif


 
جزاكم الله خيرًا على هذه الحلقة القيمة وأسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتكم.
رضي الله عن أم المؤمنين عائشة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرة الشريفة العفيفة وأخرس الله كل لسان يتهمها بسوء وعليهم من الله ما يستحقون.
 
جزاكم الله خيرًا ...
حلقة ماتعة ...مؤثرة في النفس خاصة حين كان الكلام عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها المبرأة من فوق سبع سموات ...
وأسأل الله أن يبيض وجوهكم ..ويرفع ذكركم ...ويجمعكم بنبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه وآل بيته الأطهار في دار كرامته ...
قلتم ..فوفقتم ..وسددتم ...
تقبل الله منكم ...
ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت إضافة روابط الحلقة المميزة للذب عن عرض الصديقة عائشة رضي الله عنها
اللهم عليك بكل من أذي رسولك في عرضه وأرنا فيهم عجائب قدرتك واحبسهم في أبدانهم
فإنهم لا يعجزونك
بارك الله فيكم

 
وهذا نص الحلقة بفضل الله تعالى
[FONT=&quot]سورة النور[/FONT]
[FONT=&quot]إسم السورة ووقت نزولها[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] سورة النور هي من السور المدنية وهي سورة تطاول نزولها بحيث تكاد تكون اشتملت الفترة المدنية كلها فنزلت فيها آيات في أول العهد المدني ونزلت فيها آيات في آخر العهد المدني بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك في السنة التاسعة وما بين ذلك وهي سورة مدنية بلا خلاف وبلا استثناء وإسمها سورة النور ويكاد يكون هذا الإسم هو الإسم الوحيد لهذه السورة وربما كان هذا الإسم اللامع العظيم سورة النور المأخوذ من قوله تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (35)) كان حقيقًا أن يكون إسمًا وحيدًا لهذه السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن: وما اشتملت عليه كله يؤيد هذا للتسمية. أشرت إلى تسميتها أنها وحيدة وهذا يدل على أنه إسم توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم وأشرت أنها نزلت في المدينة. نأتي إلى الموضوع الثالث وهو محور السورة، موضوعها الأساسي عن ماذا تتحدث؟[/FONT]
[FONT=&quot]محور السورة[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] سورة النور تكاد تجسد حقيقة السور المدنية بالمعنى الاجتماعي للمجتمع المسلم فهذه السورة تكاد تمتاز بأنها سورة العلاقات الاجتماعية أو كما قال القرطبي رحمه الله هي سورة سيقت لبيان أحكام العفاف والستر وهذه الأحكام أحكام العفاف والستر بكل تفاصيلها بدءًا بالحديث عن الزنا والقذف وما تلا ذلك من الاستئذان بأحكامه وتفصيلاته والحديث عن التزويج والحديث عن المنافقين والحديث عن الاستئذان مرة أخرى بصيغة أخرى والأكل والمعاشرة وغض البصر هي وحدة موضوعية قوية جدًا حتى بالمعنى العصري الدقيق للموحدة الموضوعية للقضايا. وفيها قضية توسطت السورة تقريبًا وهي الحديث عن نور الله عز وجل الذي ملأ السموات والأرض نوره في ذاته ونوره في دينه وشرعه وهديه وكيف وقف الناس منه مواقف ذكرها الله بصورة عجيبة تبين أن الأمر كما قال سبحانه (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء (35)) [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] قرأت أن عمر رضي الله عنه كان يحث على تعليم هذه السورة للنساء خاصة ما دلالة هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] عمر رضي الله عنه كان فقيها كان يكتب إلى المسلمين في الكوفة وغيرها أن علّموا أو حفّظوا نساءكم سورة النور وفي لفظ آخر أشار إلى سورة النساء وسورة النور. وذلك إذا تأملت القرآن الكريم وجدت سورًا بعينها فيها غناء وثراء في القضية الاجتماعية سورة النور سورة الأحزاب سورة الحجرات سورة النساء لكن سورة النور بالذات هي سورة تتعلق بالقضية الاجتماعية بالصميم العفاف والستر الذي هو أهم قضية وعلاجها يحتاج إلى ثقافة مشتركة بين الرجل والمرأة بل حتى الطفل وللأطفال لهم حديث ولهم آداب في العلاقة الاجتماعية في بيوتهم وأهاليهم شيء لا يكاد يتخيله من لم يقرأ ويتأمل ولا يظن أحد أن القرآن فيه مثل هذا التوجيه الاجتماعي[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] دعنا ندخل في التفاصيل الآن، في أول السورة بدء سورة النور قوله سبحانه وتعالى (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)) لا توجد سورة في القرآن بدأت بمثل هذا البيان يعني مدح السورة والنص أنها سورة بينة أنزلها الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] هذا من عجيب مطالع السور أن يبدأ بإسم السورة ويمدحها ويثني عليها أن فيها آيات بينات وأن الله سبحانه وتعالى فصلها وبينها ثم بعد ذلك شرع في الأحكام مباشرة، بعد ذلك قال (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ (2)) ثم انتقل إلى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ (4)) (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ (6)) (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ (11)) وتسلسلت القضايا حتى نهاية السورة فقط هناك التعليقات والتعقيبات على هذه القضايا الاجتماعية بالتأكيد المرة بعد المرة (أنزلناها وفرضناها) بحيث يؤخذ الأمر بجد وليس الأمر على التراخي (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) حتى لا يظن أحد أن الأمر ملتبس أو أنه يحتاج إلى تفسير صعب أو أنه من المتشابه (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) للعلّة (لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ثم يتكرر هذا التوجيه (وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34))[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ما هو سر تكرار صفة البيان بينات ومبينات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] السر لأنها قضية كما قال عمر علّموها نساءكم حفظوها نساءكم وعادة أطياف المجتمع أولو العلم وأولو الفقه هم أقل الناس لكن مثل هذه الأحكام تولى الله تعالى بيانها وتكفل بها بحيث لا يحتاج الناس إلى متخصص في السؤال، الله عز وجل يقول (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ (30)) (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ (31)) الأمر يسير وسهل وواضح أحكام تتعلق بذوات الأشخاص لا تتعلق بالحكومة أو تتعلق بالمؤسسة السياسية العامة بحيث لا يكون أفراد الناس مخاطب بل الكل مخاطب ولذلك جاءت (بينات) بخلاف أو على عكس بعض الأحكام التي يحتاج إليها فئة ولا يحتاج إليها المجتمع إلا في القليل النادر[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] والعجيب أنه بالرغم من التأكيد على صفة البيان التي جاءت في هذه السورة في قضايا الحجاب وقضايا الاستئذان وقضايا النظر وقضايا الحدودو فيما يتعلق بحدود القذف والزنا وما يتعلق بها إلا أن أصحاب الأهواء يثيرون الشبهات حولها ويتعاملون مع الموضوع وكأنه ملتبس ويثيرون الخلاف فيه مع أنها آيات واضحة ليس فيها لبس[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] بل إنهم سبحان الله يأتون إلى أوضح الواضحات فيردونه جملة وهذا من أخطر الأمور، عندما يكون الأمر ملتبسًا يكون هناك باب لأهل الأهواء (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ (7) آل عمران) لكن ما بالك بالأمر الواضح البين؟ وخاصة في مسألة الإفك؟ في مسألة الإفك الأمر واضح وبيّن وفي مسألة الحجاب أيضًا الأمر واضح بيّن من حيث النظر إلى المقاصد العظيمة للدين والمبينة بالتفصيل في هذه السورة أن القصد هو العفاف والستر وكل شيء يفضي إلى ذلك فهو من مقاصد السورة وهو من الواضحات البينات وكل أمر إذا آل اجتماعيًا إلى ضد ذلك كرفع الحجاب أو التخفف منه، المبالغة في الزينة، إخراج بعض ما هو من الزينة منها والإذن للمرأة أن تكون فيه بين الأجانب كل ذلك إذا تأملنا مقاصد السورة نقول إنه من الأمور المنهي عنها لأن هذه السورة جاءت للعفاف والستر، غض البصر من الطرفين (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ) هذه كلها لها معاني وإذا كنا لا نتعامل مع المآلات وننظر إلى المآلات فمعنى هذا أننا نبحث عن المتشابه لكن في مسألة الإفك الأمر مختلف تمامًا ولذلك لم يقع في الإفك الذي حمل كِبره هو رأس المنافقين[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] لعلنا نخص قصة الإفك إن شاء الله بوقفة. لكن لفت نظري فعلًا كثرة الإثارة الآن لأمور في قضايا تبرج المرأة أو جواز خروجها كاشفة الوجه ومتجملة وأن هذا ليس فيه حرج مع وضوح هذه المعاني في هذه السورة وأن القرآن واضح بمنعها وقطع الأمر في شأنها ورفع الخلاف فيها وأنه يجب على المرأة أن لا ترى الرجال ويجب على الرجل أن لا يرى المرأة وأن هذا هو الأسلم لقلوبهم كما قال في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53) الأحزاب) فكيف بغيرهم؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ (30)) لماذا يغضوا من أبصارهم؟ المقصود أن يغضوا أبصارهم عن المحارم وإلا لو كان الأمر لقال الله عز وجل يغمضوا أعينهم لكن تُرِك للإنسان ما لا بد منه في حياته لكن إذا كان في مقابل الطرف الآخر غضوا من أبصاركم والنساء (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (31)) يحفظن فروجهن في الطرفين، وحفظ الفروج هو حفظ لما قد يفضي إلى الوقيعة من هذا الطرف لذاك والله تعالى قد فطر كل طرف على الميل للطرف الآخر لتستقيم الحياة وهذا الميل الفطري جعل الله تعالى له مسارات ومسالك وجعل حدود وحواجز بين الطرفين ولذلك لو تأملنا في الآيات الأخرى في السور الأخرى وضممناها إلى هذه لوجدنا أن الأمر بالحجاب الذي هو تغطية الوجه وتغطية الرأس والستر وعدم الخروج بالزينة ولذلك الفقهاء كانوا مجمعين على أن ستر الوجه سُنّة حتى الذين يقولون بجوازه أنه ليس محرّمًا يقولون إن ستره أولى بالمرأة وقول الله عز وجل في هذه السورة (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ (60)) ما دام رفع الجناح عن القواعد من النساء فغيرهنّ عليه جناح وححتى لو وضعن ثيابهن وهن كبيرات قد يئسن وأصبحن لا يلتفت إليهن (غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) لأنه صيانه المجتمع والمصلحة العامة مقدمة على مزاج امرأة أو مزاج رجل، هوى شاب أو هوى فتاة، مصلحة المجتمع مقدّمة على هؤلاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] في أول السورة في قوله تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ (2)) هذه الآيات تتحدث عن حد الزنى في جانب البكر لو تحدثنا عن هذا وأين ورد الحديث عن الرجم؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] حد الزنا كان أمره عامًا في أول الإسلام كما جاء في آية النساء ثم بعد ذلك جاء حكمه واضحًا في هذه السورة وهذا في الزانيين إذا كانا غير محصنين يعني بِكر مائة جلدة والتغريب الذي جاء في السُنة ثم حكم الزانية والزاني المحصنين إذا كانا محصنيين هو الرجم حتى الموت وقد ثبت ذلك بالسُنّة القولية والفعلية ورجم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه أن يرجموا من وقعوا في ذلك وثبت ذلك بالقرآن بالقرآءة المنسوخة الثابتة كما قال عمر رضي الله تعالى عنه في ذلك ومن الألفاظ التي وردت في هذه القرآءة (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة) وكان إجماع بين المسلمين لا خلاف بينهم أن هذا حدّ الزاني غير المحصن وذاك حد الزاني المحصّن. [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] كان عمر يقول لولا أن يقول الناس زاد عمر في القرآن لأثبت الآية في سورة الأحزاب (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالًا من الله والله عزيز حكيم) هذا من القرآن الذي نسخ لفظه وبقي حكمه[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] وإذا تأملنا الآيات من أول السورة حتى الآيات السادسة والعشرين هي في الحقيقة كلها حديث عن حادثة الإفك الكبيرة مقدماتها وما جرى بعدها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] تحدثت السورة عن الزنا ثم تحدثت عن القذف ثم عن الإفك ما الرابط بين هذه الحوادث؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] الرابط بينها هو أن بعضها آخذ برقاب بعض وبعضها سبب لبعض. فالقذف هو إتهام طرف لطرف أنه وقع في هذه الفاحشة والقذف لفظ عام لكن في هذه السورة يتجه إلى الزنا وحتى القذف قذف عام وقذف وهو اللعان بين الزوج وزوجته ولذلك أغلق هذا الباب حماية لكل طرف من الطرف الآخر. الزنا هو الفعلة المنكرة والقذف هو رمي بها والإفك هو قذف بها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] نعود لسورة النور، في قصة الإفك التي وقعت لأمنا عائشة رضي الله عنها الكثير من الناس يقرأوا هذه القصة ويظن أنها تاريخ مضى وانقضى ولا يعلم أن هناك أناس يجددونها إلى اليوم وقبل أربع أو خمس أيام عقد مؤتمر للإحتفال بموت عائشة رضي الله عنها ويقول الذين يقومون بهذا أن هذا عيد منسي ينبغي أن نحتفل بموت عائشة رضي الله عنها من قِبَل هؤلاء الرافضة قبّحهم الله. فأريد أن تتوقف عند هذا الموضوع (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ (11))[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] وهذا في حقيقة الأمر أقل ما يجب علينا نحو أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق أبيها الصديق ورسول هذه الأمة زوج الصديقة وحبيب الله عز وجل وأعظم رسله هذه الحادثة هي في الواقع جاءت في هذه السورة مفصّلة وهي تاج على رأس عائشة رضي الله عنها وهي ملحمة من المحنة التي كان يمر بها المجتمع المسلم في ذلك الوقت.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] ليتك توضح لنا باختصار شديد ما هي القصة بالضبط.[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] في غزوة بني المصطلق في أواخر السنة الثالثة أو أوائل السنة الرابعة كان النبي صلى الله عليه وسلم قافلًا وراجعًا من غزوة بني الصمطلق وفي أثناء الطريق باتوا في مكان معين فعائشة رضي الله عنها بعد أن أُذِّن برحيل الجيش خرجت كما تخرد النساء والرجال لقضاء شؤونهم بعيدًا عن المعسكر فذهبت فلما رجعت افتقدت عِقدها فرجعت تطلبه رجعت على خطاها تطلب عقدها فطال بها الأمر وجدت عقدها بعد بحث احتبست عليه فلما رجعت وإذا بالمعسكر والناس قد رحلوا والصحابة رضي الله تعالى عنهم المكلفون بحمل هودجها وكانت خفيفة فحملوا هودجها ولم يشعروا أنها غير موجودة فيه وشد على بعيرها ومضى الركب وكان النبي صلى الله عليه وسلم عادة ما يجعل خلف المعسكر بعيدًا من يرقب العدو لئلا يغير أحد على المعسكر وكان صفوان بن المعطل رضي الله عنه كان هو ذلك الرجل وكان من خيار الصحابة وكان من خيار الرجال ولذلك اختاره النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أمينه على مؤخرة الجيش فلما ذهبوا شيئًا جاء صفوان ليلحق بهم وركب ناقته فلما مر من مكان الجيش لمح سوادًا فإذا هي عائشة وكان يعرفها قبل أن يفرض الحجاب فاسترجع وقال إنا لله وإنا إليه راجعون! عائشة أم المؤمنين؟! فنزل عن راحلته وأناخ ناقته وأركبها وصار يقود الراحلة هو يمشي وهي راكبة حتى لحق بالجيش بعدما تعالى النهار من الغد فلما جاء إليهم كان الناس على ما عهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنين مصدّقين إلا المنافقون عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين قال كلمة خبيثة قبيحة -لا أريد أن أقولها – لكنه اتهام لهما أن بعضهما وقع في بعض وسار هذا الكلام ووقع فيه بعض ضعاف النفوس من المسلمين لأمر يريده الله عز وجل، سرى هذا الأمر ولم يبلغ الأمر عائشة إلا بعد فترة، الله تبارك وتعالى أنزل هذه الآيات لبيان هذه الحادثة الشنيعة[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن:[/FONT][FONT=&quot] أظن بعد شهر من وقوعها نزلت الآيات[/FONT]
[FONT=&quot]د. حسن:[/FONT][FONT=&quot] بعدما جلجل الأمر ووقع في نفس أبي بكر رضي الله عنه وحزن وهجر عائشة وعائشة أصابها ما أصابها من الهمّ كيف وقد قيل؟! بعد ذلك أنزل الله تعالى هذه الآيات والعجيب أن هذه الايات في موضوعها من أوضح الآيات لم يترك الله عز وجل شاردة ولا واردة في هذا الأمر إلا بيّنها (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ (11)) سماه إفك والإفك هو أشد الكذب، مقلوب عندما تقول هذه طاولة مأفوكة يعني مقلوبة (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) النجم) المؤتفكة مقلوبة لأنه قلب عاليها سافلها. (عُصْبَةٌ مِّنكُمْ) يعني شرذمة قِلّة لا تأبهوا بهم، (منكم) وإن كان من المنافقين لأن المنافقين كانوا محسوبين على المجتمع ولذلك عبد الله بن أبي كان من ضمن الجيش الذي يمشي وشأنه يتتبع الأثرات والبحث عن الزلات. (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) ولذلك الله سبحانه وتعالى بدأ هذا القول قبل أن يفصل الحكم فيه لتطمين النفوس ابتداء هذا الأمر وقع لكن لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم، ولم يكتف بالنفي بل جاء بالإثبات، لماذا؟ عائشة رضي الله عنها بعد الإفك أعظم وأشرف منها قبل الإفك كما كان يوسف عليه الصلاة والسلام بعد ذلك التلبيس أعظم منه ومريم عليها السلام كانت بعد أن امتحنها الله تعالى بتلك الولادة وذلك الوليد غير الطبيعي وما جرى في ظن الناس كانت أعظم مكانة منها قبل أن يكون لها ما كان. ولذلك الله تبارك وتعالى أراد أن يرفع مقام عائشة في ذلك ومقام أبيها وهو أيضًا رفعة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا اتهام في عرضه فأنزل الله تبارك وتعالى هذه البراءة بهضا التفصيل (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)) ففضح المنافقين ورفع شأن المؤمنين وتاب على الذين وقع منهم ذلك من المؤمنين كمسطح وحسان رضي الله عنهم وكان حسان يدخل على عائشة بعد ذلك ويعتذر، وأنزل فيهم أحكامًا، التوبة تجبّ ما قبلها والرفق بين المنافق والمؤمن أن المؤمن يتوب فيتوب الله عليه وأنزل الله فيها آيات حتى قال ابن عباس ما هذه بأولى بركاتكم يا آل أبي بكر، يحدث لكم شيء فينزل الله أحكامًا تنفعنا وتبين أمور ديننا. (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) إنتهى فُرِغ منه الذي هو عبد الله بن أبي الذي عاتب الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم أن صلّى عليه. بعد ذلك جاءت الآيات بالتفصيل وهو خطاب للمجتمع المسلم خاصة في ذلك الوقت (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ (12)) ظن المؤمنين والمؤمنات بأنفسهم خيراً، عائشة من المؤمنين بل هي أشرف المؤمنين، (بأنفسهم) ببعضهم، (خيرًا) ولذلك الإنسان إذا كان غالبه الخير وغالبه الصلاح الأصل فيه السلامة فالواجب هو ظن الخير به حتى يثبت العكس والدفاع عن عرضه وليس العكس، الله عز وجل وهو العالم قال (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) يقول بعضهم لبعض هذا لا يكون هذا إفك مبين. (لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء (13)) هلا للتحضيض، (فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13)) وإذا وصف الله أحد بالكذب انتهى، الله عز وجل هو الذي مدحه زين وذمّه شين، لما قال عز وجل (نعم العبد) فعلًا نعم العبد ولما قال (فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) هم الكاذبون. (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) وهذا شأن الخبر أحيانًا يتشوفه اللسان (وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ) والقول بالأفواه عادة هو القول غير المدروس القول الذي لا أساس له الذي جاء مباشرة ودون روية (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)) وهذه كلها دروس، كل واحدة منها درس لي ولك وللمجتمع، الكلام ظاهره سهل لكن حقيقته يورد الإنسان النار وجرح اللسان كجرح اليد بل هو أعظم (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ). ويأتي بعد ذلك التعقيب العجيب (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)) اختيار هذا التعبير (مَّا يَكُونُ لَنَا) الله عز وجل قال مثل هذا السياق في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ (116) المائدة) في الأمر العظيم قال (ما يكون لي أن) وهاهنا (قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ) يعني هذا مستهجن مستفظع كما لو رأى الإنسان ريبة عظيمة فيقال يا فلان تعالى شوف فيقول لا، هذا القرب منه وباء والقرب منه تهمة (قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) وهذه الأوصاف كلها التي اجتمعت بهتان، إفك، إفك مبين وهذه صادرة من الله، هذا ليس رأي المؤمنين، وليس رأي أبو بكر ولا عائشة ولا النبي صلى الله عليه وسلم وإنما قول الله عز وجل للمؤمنين ثم بعد ذلك يأتي الأمر الرهيب (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (17)) (أبدا) هذه لنفي المستقبل لا تعودوا لهذا الأمر لا في شأن عائشة تعيدونه وتكررونه وتحيونه وتبعثونه ولا في شأن أحد من المؤمنين بغير بيّنة وحجّة ظاهرة (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) والإمام مالك رحمه الله قال كلمة عجيبة "من سب أبا بكر وعمر فإنه يؤدّب ومن سبّ عائشة يقتل" لأنه كذّب بالقرآن صراحة، الله عز وجل أثنى على الصحابة عمومًا والنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على أصحابه وقال عن أبي بكر وعمر أنهما في الجنة لكن عائشة جاء الأمر ببراءتها صراحة جاء الأمر بحفظ عرضها ولم يترك ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمن قذفها فهو كافر ولذلك الله عز وجل عاد إلى الموضوع مرة أخرى، طبعًا تكلم عن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا وذمهم لمجرد الحب فكيف بالممارسة والدعوة والإسناد؟!. بعد ذلك قال الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)) وعائشة هذه كلها فيها خصال غافلة محصنة زوج نبي الله صلى الله عليه وسلم غافلة لا يخطر ببالها ما اتهمت به (أوتزني الحرة؟) فكيف بعائشة رضي الله عنها؟! وهي الصديقة بنت الصديق. (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)) وبعد ذلك تأتي تزكية ليس فقط لعائشة وإنما لأمهات المؤمنين كلهن وهي قاعدة (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ) هذا فريق وهذه مجموعة وهذا مجتمع، نزلنا منزلًا بليل فنزل الأخيار على الأخيار والأشرار على الأشرار، (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ). بعد ذلك قال (أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) هذا التبرئة لو لم تكن بهذه الفصاحة والصراحة والتفصيل كان الحق أن تبرّأ عائشة لأنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم هناك أمور أخرى ينبغي أن نتذكرها، الله عز وجل قال في أول السورة (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ) وإن كانت عائشة رضي الله عنها وحاشاها زنت على قول المتقديمن والمتأخرين من الأفّاكين فلماذا لم يحدّها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! هل كان خائفًا؟ هل كان راجيًا؟ وهو الذي كان يقيم العدل! وإذا كانت زانية على قول الأفّاكين وحاشاها فهل يبقيها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجة له ويموت وهو بين سحرها ونحرها وتكون زوجته في الجنة؟! ويقول له الله تعالى في سورة الأحزاب (وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ (52)) أمر إلهي بتثبيت هؤلاء الزوجات لا يزاد منهن ولا ينقص. ولو كانت رضي الله تعالى عنها زانية فكيف يُقِرّ الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر، كيف يقرّه على الزنا وكيف يقره على عدم إقامة الحد ولذلك من وقع فيها فواضح أن بينه وبين الإيمان كما بين عائشة رضي الله عنها وبين الإفك.[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]جاء حَبْر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم آية من القرآن. فما هي هذه الآية ؟[/FONT]​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
لا أزكيه على الله تعالى فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن صالح الحميد ، أسأل الله تعالى أن يحفظة ويثبته على الحق ، ويحفظ عرضه إلى يوم الدين فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ، يا بشراك أكرمك الله تعالى بالذب عن عرض الرسول صلى الله عليه وسلم .

وقد ذببت أيضا عن أعراض المؤمنات بعلمك ، أسأل الله تعالى أن يفتح لك خزائن العلم والمعرفة ، ويسعدك بعفوه وعافيته ما حييت.
يا اخوة
ذكر فضيلة الشيخ الدكتور حسن بن صالح الحميد
" سورة النور تكاد تجسد حقيقة السور المدنية بالمعنى الاجتماعي للمجتمع المسلم فهذه السورة تكاد تمتاز بأنها سورة العلاقا الاجتماعية أو كما قال القرطبي رحمه الله :
هي سورة سيقت لبيان آداب أو أحكام العفاف والستر ، وهذه الأحكام أحكام العفاف والستر بكل تفاصيلها ....
·وعلق على ما أثر عن أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه من أنه حث على تعليم النساء سورة النور لسؤال طرح عليه م قبل فضيلة الدكتور عبدالرحمن الشهري فذكر ما يلي :
أن سورة النور من السور التي فيها ثراء من الناحية الاجتماعية ، لكن سورة النور بالذات سورة تتعلق بالقضية الاجتماعية بالصميم العفاف والستر والذي هو أهم قضية علاجها يحتاج إلى ثقافة مشتركة بين الرجل والمرأة بل حتى الطفل ...
إلى أن ذكر التالي :
أحكام تتعلق بذوات الأشخاص ، وليست أحكام تتعلق بالحكومة ،.. الكل مخاطب لحاجة كل المجتمع لها " أهـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 
بسم الله الرحمن الرحيم
رفع الله أجركم وميزانكم بكل حرف قيل وكتب ونقل الينا

ثبتكم الله وحفظكم وأكرمكم ونوركم
 
عودة
أعلى