ضيف الحلقة (135) يوم الخميس 11 رمضان 1432هـ

إنضم
25 سبتمبر 2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (135) يوم الخميس 11 رمضان 1432هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم الخبير بمركز تفسير للدراسات القرآنية وأستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الشارقة سابقاً.
وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة فصلت .

1859alsh3er.gif


روابط التحميل للحلقة

جودة عالية
http://ia700701.us.archive.org/10/items/thexinxyway_187/tafsir110811.AVI

جودة متوسطة
http://ia700701.us.archive.org/10/items/thexinxyway_187/tafsir110811.rmvb

جودة صوت
http://ia700701.us.archive.org/10/items/thexinxyway_187/tafsir110811_MP3_.mp3

موقعا الملتقي علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=jcpqX-S0qSs

- الإجابة عن أسئلة المشاهدين .​
 
حياكم الله دكتور مصطفى مرة ثانية ضيفاً كريماً عزيزاً على هذا البرنامج القيم نفعنا الله بعلمكم وبالتأكيد ستكون حلقة مميزة بوجودكم زادكم الله من فضله ووفقكم لخدمة هذا الدين.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم إضافة روابط التحيمل للمشاركة الاولي
بارك الله في جهودكم
 
حلقة رائعة قيمة نافعة ولعل ما ذكره الدكتور مسلم حفظه الله عن موضوع الإعجاز في القرآن الكريم يفرد بمشاركة خاصة تكون ضابطاً لكل من يكتب في الإعجاز. شكر الله للدكتور مصطفى مسلم وللدكتور عبد الرحمن الشهري على هذه الحلقة. وهذا نصها بفضل الله تعالى:
[FONT=&quot]الحلقة 135 – سورة فصلت[/FONT]
[FONT=&quot]ضيف البرنامج في حلقته رقم (135) يوم الخميس 11 رمضان 1432هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم الخبير بمركز تفسير للدراسات القرآنية وأستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الشارقة سابقاً.[/FONT]
[FONT=&quot]وموضوع الحلقة هو : [/FONT]
[FONT=&quot]- علوم سورة فصلت .[/FONT]
[FONT=&quot]- الإجابة عن أسئلة المشاهدين .[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً. حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون في كل مكان وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام وأن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين يتدبرونه ويعملون به على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى عنا أجمعين. اليوم هو اليوم الحادي عشر من هذا الشهر المبارك وحديثنا في هذه الحلقة المباركة من هذا البرنامج سوف تكون عن سورة فصلت. وباسمكم جميعاً أرحب بضيفنا العزيز في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى مسلم الخبير في مركز تفسير للدراسات القرآنية وأستاذ بجامعة الشارقة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً فحياكم الله يا شيخنا. [/FONT]
[FONT=&quot]حديثنا اليوم عن سورة فصلت. وقد ابتدأنا بالأمس الحديث عن سور الحواميم. ليتك قبل أن نبدأ الحديث عن سورة فصلت بالذات أن تعطينا لمحة عن مجموعة السور التي تبدأ بـ(حم)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. سور حواميم وتسمى آل حم أو الحواميم هي السور السبع التي بدئت بـ (حم) وكلها سور مكية وكلها نزلت متقاربة وموضوعاتها متشابهة باعتبار أنها سور مكية فهي تتحدث عن أسس العقيدة، الألوهية، وعن اليوم الآخر وعن النبوة أو الرسالة وأمهات الأخلاق وأصول الشرائع. فسورة فصلت هي السورة الثانية في ترتيب هذه السور وهي سور آل حم أو الحواميم هي كلها متسلسلة وهذا ما استدل به القائلين بأن ترتيب سور القرآن توقيفي لأن الحواميم كلها جاءت متتابعة بينما السور المبدوءة بالتسبيح (سبحان، سبح اسم ربك الأعلى، يسبح لله) جاءت متفرقة فلو كان من ترتيب البشر ليس توقيفياً لوضعوها إما كلها متسلسلة مثل الحواميم أو كلها متفرقة مثل المسبِّحات فهذا من جملة الاستدلال أن الترتيب توقيفي فتكون السور السبع المبدوءة بـ(حم) كلها متسلسة بهذا الشكل فمعنى ذلك أن الأمر توقيفي. توقيف كون السور ترتيبها توقيفي في المصحف هذا هو الرأي الراجح والله أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ندخل في سورة فصلت هل هناك مناسبة بين هذه السورة وسورة غافر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] سورة غافر موضوعها أيضاً من موضوعات السور المكية وهي قضية التوحيد، الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وموقف المعاندين والمشركين والكفار لهذه الدعوة أما سورة فصلت فمحورها الأساس هو القرآن الكريم ولذلك بدئت السورة بالحديث عن الرآن وذكرت في افتتاحية السورة عشرة أوصاف للقرآن الكريم وختمت بالدعوة إلى القرآن الكريم (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) أن القرآن حقٌ منزل من عند الله لذلك افتتاحية السورة وخاتمة السورة وفي أربع خمس مواضع في وسط السورة موقف المشركين منه واعتراضهم (لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ) واللغو في القرآن حتى لا يستمعوا له كلها تصب على محور إبراز أن القرآن الكريم منزّل من عند الله حقاً وصدقاً فكل سورة فصلت هذا محورها أما موضوعاتها فهي كل الموضوعات التي في المرحلة المكية فهي موجودة في هذه السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أسماء سورة فصلت هل لها أسماء أخرى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هناك عدة أسماء ذكرها المفسرون ولكن لم أقف على اسم نقل عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، سماها المفسرون نقلاً عن بعض الصحابة والتابعين تسمى فصلت وتسمى حم السجدة سور الحواميم السبع ليس فيها سجدة إلا هذه السورة فميزوها عن غيرها بـ (حم السجدة) وبعضهم قال تسمى سورة المصابيح لقوله تعالى (وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) وبعضهم سماها سورة الأقوات (وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) دائماً يميزون السورة بكلمة ما وردت في غيرها أو بكلمة بارزة فيها فهذه كلها ما رفع شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي من أقوال بعض الصحابة وبعض التابعين الذين كانوا ميزون السور بهذه الأشياء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هل ثبت في فضلها أي حديث أو رواية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] فضلها كنصّ عليه ما ورد شيئاً حسب علمي لكن اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة فصلت عندما جاءه عتبة بن ربيعة يعرض عليه ويساومه ماذا تريد مالاً؟ هل تريد جاهاً؟ هل تريد نساءً؟ فبعدما انتهى من العروض تلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة فصلت فاختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبرها بعض المفسرين ميزة لسورة فصلت. وكذلك مصعب بن عمير في إحدى الورايات عندما جاءه سعد بن معاذ وهو يريد إبعاده عن ديارهم فقال هلا جلست فتلوت عليك شيئاً من القرآن إن أعجبك كان بها وإن لم يعجبك رحلت عنك، قال أنصفت فتلا عليه سورة فصلت. إختيار سورة فصلت في التلاوة في مجالات الدعوة في مجلات الإقناع في مجالات بيان مكانة القرآن الكريم وتأثيره هذا يعتبر ميزة لسورة فصلت.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا يدعونا للحديث عن وقت نزول السورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] الحواميم كلها تأتي في قضية الإقناع كما قلت في مناسبات أخرى قريش في البداية أهملت الدعوة بعد ذلك عندما وجدوا الدعوة تنتشر بدأوا يستفسرون، ما الذي يريد؟ المرحلة الثالثة جاءت مرحلة العروض والمساومات إما تتركنا أو نتركك ما تريد بهذه الدعوة؟ فهي كانت في بداية مرحلة هذه المساومات على الدعوة ولذلك لما جاء عتبة بن ربيعة يعرض على رسول الله هذه المساومة كانت هذه السورة كانت موجودة فتلا عليه هذه السورة فهي في المرحلة الثالثة والله أعلم من قضية القناعات والأدلة والبراهين على كون القرآن حق والنبي حق.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عندما ذكرت موضوع السورة الرئيسي وقلت أن موضوعها الرئيسي هو القرآن العظيم والدفاع عنه وذكرت أنه ذكر عشرة أوصاف هل يمكن أن نستعرضها ولو بشكل سريع؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] أولاً (تَنزِيلٌ)، كونه من الرحمن الرحيم، وصف أنه كتاب، فصلت آياته، قرآناً، عربياً، لقوم يعلمون، بشيراً، نذيراً، وكونهم أعرضوا عنه، هذه عشر صفات في افتتاحية السورة كلها تتعلق بالقرآن الكريم [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مما يؤكد أنه هو المحور الرئيسي[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] المناسبات تعين على تحديد محور السورة كون اسمها فصّلت وكون الافتتاحية تتحدث عن القرآن الكريم وكون الخاتمة تتحدث عن القرآن الكريم وفي وسط السورة يأتي الحديث عن موقع المشركين والمعاندين فهذا كله يرجح لنا أن يكون محور السورة القرآن الكريم والأدلة والبراهين على كونه من عند الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] رائع جداً. تأتينا قضية في الآية التاسعة من السورة (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)) جاء ذكر خلق الأرض والسماء في أيام وكأن الظاهر خلق الأرض قبل السماء هنا والقضية الثانية أن عدد أيام الخلق ثمانية في حين أننا نعرف أنها ستة أيام فكيف نزيل هذا الإشكال؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] الإشكال الأول عُرِض على ابن عباس رضي الله عنهما جاء أحدهم يسأل ابن عباس أن في سورة قصلت (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (ثم) تفيد الترتيب مع التراجي معنى ذلك خلقت الأرض قبل السماء ثم استوى إلى السماء بينما في سورة النازعات (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) بعد خلق السماء دحاها فقال ابن عباس وهو ترجمان القرآن خلقت الأرض غير مدحوة مادة الأرض خلقت ووضعت فيها الأقوات والتقدير وكل شيء ولكن لم تدحى بقيت في مكانها الدحو بمعنى الإزالة والدوران خلقت غير مدحوة ثم خلقت السموات سبع سموات ثم دحيت الأرض ودحوها هيأها لإخراج الماء والمرعى يعني جعلت قابلة للحياة قبل دحوها تقدير الله سبحانه وتعالى قدر فيها أقواتها وأرزاقها والجبال الرواسي وفيها كل شيء لكن غير مدحوة. الدحو في اللغ العربية في حديث أبي رافع قال كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي المداحي هي أحجار مثل الكرة تحفر حفرة من بعيد ثم يلقى بالحجر على الأرض فتدور هذه الحجرة إلى أن تصل إلى الحفرة فإذا دخل فيها غلب، لعبة. واقع الأرض كرة مدحوة في الفضاء (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) النازعات) جعل لها مساراً مثل الحجرة تدور حول نفسها تتجه إلى مكان معين كذلك الأرض كرة مدحوة في الفضاء تدور حول نفسها فيتولد الليل والنهار وهي متجهة في مسار حول الشمس فأخرج منها الماء والمرعى بعد الدحو عندما دحيت هُيأت للسكنى وقبل ذلك لم تكن مهيأة للسكنى[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهل يمكن أن يقال هذا من معاني قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا (30) الأنبياء) الفتق له معنى قريب من الدحو؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هذه تتعلق بقضية الدخان. العلماء يقولون أصل الكون كله سُدُم غازية السدم الغازية قريبة إلى الدخان، هذه كلها الحقائق القرآنية في كثير منها لم يتوصل العلم الحديث إلى واقعها إلى دقائق فيها يشبهون السدم الغازية أما الدخان هذه حقيقة علمية قرآنية كون السموات والأرض كانت دخاناً (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) هذه حقيقة علمية لذلك يقول تعالى (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) الكهف) نظرياتهم قد تقرب وتبعد ولكن الحقائق القرآنية ثابتة.[/FONT]
[FONT=&quot]نأتي للشق الثاني من السؤال وهي قضية عدد الأيام، خلق الأرض في يومين وقدر فيها أقواتها وأرسى الجبال في تتمة أربعة أيام وليس أربع أيام جديدة بدأ بها فمع اليومين الأولين وتقدير الأقوات فيها تتمة أربعة أيام ثم استوى إلى السماء في يومين خلق السموات صارت ستة. لا نبدأ الأربعة من البداية وإنما تتمة اليومين الأولين فلا تناقض في هذه الآية [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية في قوله سبحانه وتعالى (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ) كثير من التقارير التي تصدر الآن عن حماية البيئة وطبقة الأوزون وأن التكاثر السكاني في العالم يهدد بمجاعة شديدة لأن الأقوات والأرزاق لا تكفي لهؤلاء السكان وكأنهم يخوفون الناس من مجاعة ومن عدم كفاية القدرة على الإطعام مع أن الله يقول (وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) فما ردك عليهم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هذه نظرية يقول بها الملاحدة والذين يتظاهرون بالعلم ولكن لهم مقصد في هذا القول. هم يقولون أن النمو الزراعي والأقوات تنمو في الأرض بنسبة حسابية أما نسبة تكاثر السكان في الأرض فيتكاثرون بنسبة هندسية. ما الفرق بين النسبة الهندسية والحسابية؟ النسبة الحسابية 2+2=4، 4+4=8، 8+8=16، 16+16=32 إذا مشينا بالمضاعفات الحسابية عشر عمليات مضاعفات من هذا الحساب نصل إلى 2048 هذه الحسابية فهم يقولون نمو الأقوات والزراعة هذه الأمور تنمو بشكل حسابي أما نسبة السكان تنمو بنسبة هندسية يعني 2×2=4، 4×4=16، 16×16=256، إذا مشينا خمس مراحل حسابية نحصل على أعداد هائلة العلماء يضربون مثالاً صغيراً لتقريب النسبة الهندسية يقول عندما اكتشف أحد علماء الهند الشطرنج فأهداه لملك الهند وعلّمه فقال أنا أريد أن أكافئك أُطلب ما تشاء فأرد أن يمزح معه فقال ما أريد هذه مربعات الشطرنج 64 مربع ضع لي في المربع الأول حبتين من القمح بُرّ واجعلها مضاعفات هندسية في بقية المربعات إلى أن تنتهي الـ 64 مربع فضحك الملك وقال أعطوه كم كيس قمح وانتهى الأمر فعندما حسبوا وإذ بغلّة الهند لكذا سنة لا تكفي. فهم يقولون سكان الأرض ينمون بتناسب هندسي ولذلك سيأتي يوم، هذه فكرة إلحادية يخوفون الناس حتى يسيطروا على مرة يقولون للعالم الثالث والعالم الاسلامي حددوا النسل يعني يخافون من الانفجار السكاني، سكان بريطانيا وألمانيا وفرنسا من أربعين سنة ما يتجاوزون ستين أو سبعين مليون أحياناً يكون عدد الوفيات أكثر من عدد الولادات بينما النسبة السكانية في العالم الإسلامي نسبة المواليد تتجاوز هذه الأمور كثيراً. ولذلك عالم كندي يقول أي دولة أي شعب أو أي أمة يريد الحفاظ على هويته ومقومات حياته ينبغي أن تكون نسبة التكاثر السكاني أو المواليد فيه لا يقل عن 3 بالمائة والعالم الأوروبي والغربي كله دون 2% فسينقرضون يوماً ما ويأتي الانفجار السكاني من العالم الثالث فيغطي عليهم. هؤلاء عندما يخوفون فلأن الواقع السكاني عندهم في تناقص بينما العالم الإسلامي في نمو فهم يخشون من هذا يخوفون العالم الثالث والعالم الاسلامي خاصة بهذه النظرية لو نظرنا إلى قضية سكان الأرض والزراعة والمواد الغذائية كم من الأرض تستثمر؟ كم من المساحات الصالحة للزراعة تزرع؟ عندنا قضية البحار وما يمكن أن يُخرج من البحار للأمور الغذائية لا يكاد يستثمر شيء ولا واحد بالمائة. الفييلسوف البريطاني برنارد شو له نكتة يقول اقتصاد العالم مثل شعر رأسي كثرة في الانتاج وسوء في التوزيع هو كان أصلعاً ولحيته كثّة طويلة. كثير من الدول يحرقون بعض المواد الغذائية ويرمونها في البحر حتى يحافظوا على الأسعار العالمية هؤلاء لو هناك توزيع عادل لأطعموا الجائعين في كل مناطق العالم وزاد عنهم. فالله سبحانه وتعالى وعد كما أنه أخرجنا من الأرض ونعيش فيها وندفن فيها جاء أقوات هذه الأرض تكفي لسكان الأرض إلى يوم القيامة ولا يحتاجون إلى شيء آخر وهذا معنى قوله (وَبَارَكَ فِيهَا) قدّر فيها أقواتها كل ما نحتاجه من الأمور الأقوات الغذاء الاستخدامات الشخصية الطاقات الكهربائية وغير ذلك كلها مقدرة في الأرض يوم خلقت الأرض وبارك فيها فهي في نمو ولكن ترك للجهد البشري للاكتشاف كلما تقدم العلم اكتشفوا جانباً من هذه الجوانب.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كنا تحدثنا عن قضية مباركة الله سبحانه وتعالى لأرزاق هذه الأرض وأن فيها كفاية لكل سكانها مهما تضاعفوا ومهما كان عددهم. هنا مسألة ظهرت لي وهي قضية التصور الخاطئ للمشركين في معنى الألوهية وتصورهم الخاطئ لمعنى النبوة في قوله سبحانه وتعالى (وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هذه في سبب نزولها قيل يقول ابن مسعود رضي الله عنه كنت داخلاً تحت أستار الكعبة وإذ جاء قرشي وثقفيان فصار أحدهما يقول شيئاً ويقول الآخر لا ترفع صوتك إنك إن رفعت صوتك علم الله بما تقول وإن أخفضته لا يعلم هذا تصور خاطئ عن الإله الحق سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى خلجات القلب خلجات النفس ما يقوله الإنسان ما يسرّه كله فهو مكشوف لله تعالى والله مطلع عليه. كأنه قياس على المخلوقات إذا بعد عنك وما سمع صوتك لا يعلم وإذا كان قريباً وسمع صوتك يعلم فهذا تصور خاطئ حتى في عصرنا الحاضر الغربيون أو الرأسماليون يقولون للكون خالق لا بد أن يكون لهذا النظام في الكون خالق ولكن هذا الخالق خلق الكون ثم تركه وقال تصرفوا في الكون فلا علاقة له يما يجري في الكون! هذا تصور خاطئ عن الألوهية أيضاً، الله الذي خلق هو الذي يدبر هذا الكون هو الذي يرفع ويخفض ويميت ويحيي كل ما يدور في هذا الكون من صغيرة وكبيرة فالله سبحانه وتعالى محيط بها. ولذلك بعض الناس يقول ما دخل الله في التشريع لنا؟ نحن أعرف بأمورنا الاقتصادية من الله! حاشا لله، الله سبحانه وتعالى وضع أسس الاقتصاد وأسس الاجتماع وأسس تنظيم الحياة كلها بينها في القرآن الكريم نحن نستنبط الفرعيات ونطبقها تطبيقاً أما أن يكون الله لا علم له أو نحن أعلم حاشا لله! هذا تصور خاطئ. ولذلك جاء الاسلام في القرآن الكريم وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعاد الأمور إلى نصابها ليعطي ما ينبغي اعتقاده في الله من صفات الكمال وما ينبغي اعتقاده وتنزيهه من صفات النقص. في قضية النبوة دائماً كان المشركون يقولون لماذا لا يرسل ملائكة؟ لماذا اختار الأنبياء من البشر؟ (قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فصلت) هم لا يدركون قيمة البشر حقيقة البشر الإنسان أولاً إذا اتصف بهذه الكمالات البشرية الموجودة في البشر يكون أرقى من الملائكة لأنه عندما يضبط شهواته ويهذب غرائزه ويسيرها في طريق يوظفها فيما خلقت له يتسامى هذا الإنسان فيكون في مكان عالٍ جداً. الأمر الثاني الله سبحانه وتعالى لو كما يقترحون اختار الرسل من الملائكة كيف يلتقي بالبشر؟ كيف يبلغون؟ كيف يعملون؟ ويكون حجة للبشر يقولون أنتم ملائكة ونحن بشر لنا شهواتنا لا نستطيع أن نفعل مثلكم. والأمر الثالث قضية القدوة في التربية والتعليم لا يمكن أن تكون الملائكة قدوة لنا في تطبيق شرائعنا على الأرض ولذلك الله بين سنته في الرسالة (قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً (95) الإسراء) المرسَل يكون من جنس المرسَل إليه حتى يستطيع أن يطبق شرائع الله ويكون قدوة لهؤلاء فتصورهم أيضاً عن الرسالة عن النبوة تصور خاطئ.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] آية تؤيد المقصد الذي ذكرته في قوله (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) ماذا يمكن أن نستنبط من هذه الآية ونربطها بمقصد السورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هذا حديث عن تأثير القرآن الكريم هم يعترفون ضمناً أن تأثير القرآن الكريم تأثير هائل على نفوسهم لذلك يريدون الحيلولة بين القرآن الكريم وبين سماع الناس له ولذلك ينبهون في مواسم الحج يرسلون الناس إلى أطراف مكة يستقبلون القادمين إلى مكة على الطرقات فيقولون خرج عندنا شاعر ظهر عندنا ساحر فلا يسحركم حتى بعض الصحابة قبل إسلامه قال قدمت إلى مكة فمن كثرة ما ألحوا عليّ وخوفوني فوضعت قرصفاً (قطناً) في أذني حتى لا أسمع ثم قال إني رجل حصيف شاعر أفرق بين الحق والباطل فرفع القرصف فما إن سمع القرآن الكريم وإلا وآمن برسول الله عليه الصلاة والسلام. هم يدركون مدى تأثير القرآن الكريم ولذلك أحدثوا لغطاً لغواً صياحاً أصواتاً أي شيء حتى تمنعوا الناس من سماع القرآن الكريم. والحادثة الطريفة التي وقعت بين أبو جهل وعتبة بن الربيعة والأخنس كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل عندما نزل عليه القرآن كما في سورة المزمل (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)) صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم الرائع الجميل وتلاوة القرآن وهدأة الليل فكان كل واحد من هؤلاء يأتي ويجلس في زاوية ما يراه أحد إلى أن ينتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم من قيام الليل فينصرفون فعندما يلتقون يقول أحدهم للآخر أين كنت؟ العربي كان يجد الكذب مذلة لا يكذب، قال كنت أستمع لمحمد، وأنت؟ كنت أستمع لمحمد، وأنت؟ كنت استمع لمحمد، فيقولوا لو رآكم سفهاؤكم لدخلوا دين محمد تعاهدوا ألا يعودوا، في الليلة الثانية لم يتمالكوا أنفسهم إلا أن يعود كل واحد إلى مكانه جمعهم الطريق مرة ثانية تواعدوا ألا يرجعوا، وفي الليلة الثالثة أيضاً وآخر الأمر يقول الأخنس بن شريف حملت عصاي وذهبت إلى أبي جهل أبو الحكم قلت يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت؟ قال سمعت أشياء أعرفها وأشياء لا أعرفها لكن نحن وبنو هاشم أطعموا فأطعمنا سقوا فسقينا حتى كنا كفرسي رهان فقالوا منا نبي ومن أين نأتي بنبي؟ فلا نؤمن به أبداً. الشاهد هنا استماعهم للقرآن الكريم تأثرهم به كان لا يوصف ولذلك يحاولون إحداث أي شيء حتى يحولوا بين الناس وبين سماع القرآن وهذا يصب أيضاً في أهمية القرآن الكريم وكونه من عند الله وكونه ذو أثر على نفوس الناس فجاء هذا المقطع في السورة تبين هذا الشيء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه السورة عندما جاءه عتبة ألا يمكن أن نأخذ منها منهج ظهر في السورة هو منهج التعامل مع الناس في الدعوة إلى الله بالذات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] الله عز وجل جعل سلاح القرآن (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)) كما في سورة الفرقان، جاهد الناس بالقرآن والحقيقة عندما ننطلق من القرآن الكريم نجد فيه البراهين العقلية للمناقشات وإقناع العقل، الأمور العاطفية، أي شريحة من المجتمع تريد أن تقنعها بالإسلام بكون القرآن من عند الله تستطيع أن تختار إذا كنت حكيماً عالماً تستطيع أن تجد البراهين العقلية والنفسية الملائمة لهذا الشخص المدعو فتجاهده بالقرآن (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) فالقرآن هو سلاحنا. الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال لعتبة شيء، قرأ عليه سورة فصلت فعندما استمع ووصل إلى قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) وضع يده على فم رسول الله وقال ناشدتك الله والرحم هلا كففت، ثم رجع بوجه غير الوجه الذي ذهب إليه به، قال يا معشر قريش إجعلوها فيّ، اتركوا بين الناس وبين الرجل، اتركوه فيما هو فيه إن انتصر على العرب فنصره نصركم ملكه ملككم وإن انتصروا عليه كفيتموه بغيركم، قالوا لقد سحرك يا أبا الوليد أنت ذهبت بوجه ورجعت بوجه آخر من شدة تأثير القرآن الكريم عليه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يبدو نفس الحجة التي ذكرها الوليد ذكرها مؤمن آل فرعون عندما قال (وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ (28) غافر) [/FONT]
[FONT=&quot]سؤال:[/FONT][FONT=&quot] تتجلى ملامح إثبات أصول العقيدة في السورة لكن هنا آية شهيرة في الأخلاق (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) كيف نربطها بمقصد السورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] موضوعات السور المكية الألوهية اليوم الآخر النبوة أمهات الأخلاق وأصول الشرائع وهذا يدخل في أمهات الأخلاق كيفية التعامل مع الناس (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ) بعدها بآية (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) إذا عاملت هذا العدو الخصم اللدود عتبة بن ربيعة عندما جاء إلى الرسول وهو في ذهنه أشياء وأشياء إنسان دخل على النبي يقول يا محمد فرّقت جماعتنا جاء مخاصماً لكن عندما قابله رسول الله قال هل انتهيت يا أبا الوليد؟ قال نعم، فقرأ عليه القرآن، وإذ به انقلب رأساً على عقب. الخصم الذي يعاند إذا عاملته باللطف وبالتواضع وبينت حرصك على هدايته وحرصك على راحته وانتشاله مما هو فيه من الجهالة (كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال:[/FONT][FONT=&quot] قوله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) هنا الاستفهام ما هو؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هذا يسمى استفهام تقريري يعني يستفهم ليُقرّ هل يوجد أحسن من هذا؟ فالمنصف يقول لا يوجد فهو استفهام تقريري يقرر هذا الشيء فيحمل المخاطَب على الإقرار بهذا الشيء لا يوجد أحسن ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين، ثلاث نقاط[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما الحكمة في الجمع بينها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] بعضهم يقول هذه أصول الدعوة آمن واستقام على هذا الأمر وعمل صالحاً طبق مضمون ما يدعو إليه من التوحيد ومستلزمات الشهادتين وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين منهج حياتي هو الاسلام فهي ثلاث أمور الإيمان، العمل الصالح الأمور التطبيقية، إتخذا منهج في الحياة وهو الإسلام فهي أصول الدعوة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ألاحظ في سورة فصلت كما تفضلت عن القرآن العظيم ولكن فيها تفصيل كثير من آيات الله تعالى لخلقه فقال (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ) أيضاً في قوله في الايات التي بعدها (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) هل يمكن أن نتوقف مع هذه الآيات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] دائماً في القرآن الكريم تأتي الأدلة والبراهين على القضية المقترحة من الأمور المحسوسة التي يحس بها الإنسان فعندما يأتي الحديث عن القرآن الكريم وكونه منزّل من الله سبحانه وتعالى أيّ عاقل يفكر في واقع رسول الله صلى الله عليه وسلم كونه نشأ أمياً ما اطلع على فلسفات أو غير ذلك ثم تأتي هذه الحقائق وطبعاً القرآن ليس لجيل واحد إنما للأجيال إلى يوم القيامة فعندما يشاهد قضية مثل قضية الدخان (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) الآن النظريات تحاول أن تصل إلى أصل الكون والأجرام السماوية كلها عبارة عن سُدُم غازية بطريقة ما هذه الحقيقة الضخمة إذا توصلوا إليها أن السدم الغازية مثل الدخان الذي ذكر في القرآن الكريم من أين أدرك محمد صلى الله عليه وسلم وهو في بيئة قريش في بيئة مكة ولم يطلع على فلسفات ولا على نظريات وغير ذلك؟!. شيء آخر مثلاً قضية الجبال (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا) يعرفون أن الجبال نتوءات فوق الأرض أما دور دور الجبال في تثبيت الكرة الأرضية وغير ذلك ما أدرك دور الجبال في تثبيت الكرة الأرضية إلا في العصور المتأخرة وتسميته بالرواسي ترسو مثل سفينة تكون في خضم البحر تتقاذفها الأمواج فتأتي الرواسي –أحمال معينة- تربط السفينة بقعر البحر فترسو السفينة فلا تتزحزح عن مكانها، هنا دور الجبال في تثبيت الكرة الأرضية وفي آيات أخرى (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا (27) المرسلات) إضافة إلى كونها ترسو الأرض نسقيكم ماء فراتاً، أعذب المياه وأغزرها ما يكون من قمم الجبال أو سفوح الجبال أو من أسفل الجبال تعتبر مستودعات هائلة للمياه العذبة (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا (27) المرسلات) جاء بعد ذكر الجبال. مثل هذه الحقائق عندما تذكر في القرآن كلها تدل على أن القرآن من عند الله تنزيل من حكيم حميد وليس من صنع البشر ولا من قول البشر. مثلاً الفترات الزمنية (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ (59) الفرقان) ستة أيام المفسرون قالوا أنها تقدر من طلوع الشمس إلى غروبها ولكن العلماء يقولون الأيام ذكرت في القرآن (وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج) هناك يوم كألف سنة و(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج) إذن الأيام سميت في خمسين ألف سنة وسميت ألف سنة وهناك الأيام العادية (فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ (196) البقرة) من طلوع الشمس إلى غروبها، إذن اليوم مدة زمنية فترة زمنية العلم الحديث يتوصل أن أن هذه الفترات الذي خلقت فيها السموات والأرض ووضع نظام الكون ستة فترات الله أعلم بها هل هي بالملايين بمليارات السنوات الله أعلم بها ودائماً مثل هذه الأمور الكونية تأتي بصيغ عامة تحتمل عدة أقوال وتحتمل عدة ثقافات ولذلك بعض العلماء قال: خير مفسّر للقرآن هو الزمن. التقدم العلمي التطور الحضاري يفسر لنا كثيراً من الأمور. فهذه الحقائق التي جاءت في قضايا الفلك في قضايا الجبال والبحار وغيره كلها تدل على أن القرآن من عند الله لأنه لا يمكن لبشر في ذاك الوقت في وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحيط بهذه المعلومات.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هنا سؤال يسأله أحياناً بعض المسلمين الله سبحانه وتعالى يقول (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40) النحل) فلماذا ستة أيام؟ لماذا لم يكن خلق السموات والأرض في لحظة والله على كل شيء قدير؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هناك تعليلات ليعلمنا التؤدة ولكن لله سنن في كونه فسنن الله سبحانه وتعالى في أن يكون وضع لتطور المادة، لانتقال المادة من شيء إلى شيء، الآن بعض الناس يحاول تقدير بعض الصخور أو أعمار بعض أنواع الحديد بانقلاب اليورانيوم إلى رصاص فيقدره بمئات الملايين، يعني لله سنن في خلقه فاقتضت سنة الله في الخلق أن يكون في ست فترات زمنية. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تماماً كحمل البشر لا يمكن أن يقل عن فترته[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هذه كلها سنن، سنن في النبات، سنن في الانسان، سنن في الطبيعة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في خاتمة السورة ذكرت في بداية حديثك أن الحديث عن القرآن في قوله سبحانه وتعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) ذكرت أن الضمير في (أنه) يعود إلى القرآن، فما تعليقك على هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة عندي عدة نقاط هنا: [/FONT]
[FONT=&quot]*- أولاً الربط بين أمور ثلاثة وكلها إذا تمعّنا فيها نصل إلى الحق، إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وإلى أن القرآن التي تعرض لهذه الأمور الثلاثة حقٌ من عند الله. [/FONT]
1.[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أولاً الكون من حولنا الآفاق مهما تمعّنا سنصل بنتجية دراستنا للكون وتعمقنا في أحوال الكون كله بابعاده المختلفة والكون يقصد به كل شيء خارج الإنسان من المخلوقات نصل إلى أن لهذا الكون خالقاً واحداً هو الذي أنزل القرآن وذكر فيه هذه الحقائق.[/FONT]
2.[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأمر الثاني: النفس البشرية الإنسان مهما تمعن في دراسة النفس البشرية جسماً مادة روحاً مهما تعمق في دراستها سيصل في النهاية أن هذا الإنسان مخلوق لخالق واحد [/FONT]
3.[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأمر الثالث القرآن الكريم مهما تبحرنا في دراسة القرآن الكريم وأمعنا النظر فيه نصل إلى أنه من عند الله سبحانه وتعالى ولذلك الربط بين هذه الأمور الثلاثة (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) هذه أمور ثلاثة، هذه نقطة.[/FONT]
[FONT=&quot]*- النقطة الثانية في تقديم الآفاق على الأنفس (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا) سنريهم (الضمير (هم)) لللكفار وليس للمسلمين سنري الكفار والمشركين آياتنا في الآفاق وهذه حكمة الله سبحانه وتعالى هم يتقدمون علينا في دراسة الآفاق والأنفس أكثر من المسلمين ونحن نأخذ منهم العلوم في الفلك وغير ذلك [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لكن هل هذا على مدار التاريخ أنهم يسبقونا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] ليس بالضرورة، ليس هناك حاجز أمام المسلمين أن يتقدموا لكن هذه حقيقة واقعة. تقديم الآفاق على الأنفس كأنها إشارة أن تقدمك في دراسة الآفاق واطلاعكم على آيات الله في الآفاق سيكون أكثر من معرفتكم للآيات في الأنفس، الآن خرجوا من الجاذبية الأرضية وحاولوا الوصول إلى الكواكب الأخرى ويدرسوا طبيعتها وفي الأعماق البحار والمحيطات وطبيعتها والتيارات والأرصاد الجوية، توصلوا إلى آفاق هائلة ومعلومات هائلة في الآفاق. تعالى إلى النفس الإنسانية ما الذي وصلوا إليه؟ وصلوا إلى بعض وظائف الأعضاء في جسم الإنسان ولا زالت قضية النفس الانسانية لغزاً محيراً مغلقاً أمامهم ما دخلوا النفس الإنسانية، كل ما يقولونه عن النفس الإنسانية غرائزها وطبائعها[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أنت تتحدث عن النفس الإنسانية وليس عن الجسد[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هم تقدموا في معرفة وظائف أعضاء الجسم أما النفس الإنسانية وقضية الروح وقضية النفس هذه لم يستطيعوا إليها مطلقاً. تقدمهم في الآفاق بشكل هائل تقدمهم في النفس الإنسانية واقفين على عتبات النفس، فقط وظائف الأعضاء. والسبب في ذلك عندهم قناعات أن النفس الانسانية مقدسة فلا يجوز أن يجروا تجارب عليها فصاروا يجرون التجارب على القرود وعلى الفئران ثم يسقطوها على النفس الإنسانية لكن النفس الإنسانية غير نفس القرود وهذه الأشياء ولذلك وأنا أقول لن يستطيعوا الدخول إلى النفس الانسانية وإدراك خضائصها وأمورها وأسرارها لأنهم لم يستعملوا المفتاح للدخول إلى نفس الإنسانية (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الإسراء) كل ما يتعلق بغير ظاهر الفس الإنسانية الروح والنفس ما استطاعوا الدخول إليها لأنهم لم يدخلوا الباب الصحيح وهو الوحي، قضية الروح من أمر الله. ولذلك علماؤنا كابن القيم والإمام الغزالي عندما يتحدثون عن النفس الإنسانية سبقوا الغربيين في ذلك لأنهم دخلوا عن طريق القرآن وعن طريق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث عن النفس الإنسانية أما أولئك لا زالوا على عتبة النفس الإنسانية ولم يدخلوها. تقدمهم في الآفاق هائل وتقدمهم في النفس الانسانية دون ذلك بكثير وهذه حكمة من قضية تقديم (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هنا مقطع من مقاطع السورة وهو من المؤكدات للموضع الذي ذكرته وهو قوله سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) ليتنا نتوقف مع هذا المقطع.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] من عادة القرآن الكريم هناك مراحل الإقناع أن يسوق الخبر أول شيء لخالي الذهن فإن كان يبحث عن الحقيقة وما عنده عناد يقبل هذا الخبر لأنه من صادق ما جرّب عليه الكذب يصدّق رسول الله هكذا قال لي ربي ويبلّغه. إذا كان متردداً وشاكّاً يؤكد هذا الخير بمؤكِّد، إذا كان الشك عنده أكبر وأقوى يُقسِم على هذا يعني بعد إقامة الأدلة والبراهين ما اقتنع يؤكد، بهذه البراهين ما تأكدت لديه يُقسِم، ثم بعد ذلك يُهدّد فيأتي التهديد هؤلاء الذين كفروا بآيات الله ويلحدون فيها ولا يعتبرون بها لهم نار جهنم وكذا وكذا. وأحياناً قد يصل لدرجة المباهلة، الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نزلت الآيات في سورة آل عمران لاقناع النصارى وفد نجران الذين جاؤه آخر شيء قال (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)) يصل إلى درجة المباهلة، أمر رسوله بالمباهلة فهذه كلها طرق أحياناً تسوق الأدلة لشخص والبراهين وعقليات لا يقتنع فتقسم أن هذا حق فإذا به يفعل فعله في النفوس ولذلك هذه كلها أساليب قرآنية في الاقناع. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعود إلى الحديث عن الآية التي توقفنا عندها (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) وهذه الآية تكاد تدور عليها معظم كتابات الذين يكتبون في الاعجاز العلمي للاستدلال بها على ما سوف يفتح على الناس من مكتشفات ويكون أصلها مذكور في القرآن الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هناك نقطتان لغويتان أولاً السين تدل على التسويف المستقبل (سنريهم) و(نريهم) فعل مضارع يدل على التجدد يعني في المستقبل سنري هؤلاء الكفار المعاندين الذين لا يؤمنون بالقرآن آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يقرّوا أنه الحق. ولذلك نحن نقول وجوه إعجاز القرآن متجددة لا نهاية لها. في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كانت قضية الإعجاز البياني اللغوي الأساليب القرآنية طبعاً ما أحد بحث ما وجه اعجاز القرآن لأن القناعة الذاتية والإدراك والتذوق البياني كان في أرقى درجاته فما بحثوا هذا الشيء. لكن عندما جاءت الفلسفات وخرج المعتزلة – وربّ ضارة نافعة كما يقولون- لماذا يكون القرآن معجزاً؟ ما وجه الإعجاز في القرآن؟ فعندما قالوا قضية الصَرْفَة وإذ انبرى العلماء لبيان ذلك لأن الصرفة تقول أنهم صُرِفوا ولو توجهوا لجاؤوا بمثل القرآن أو بمثل سورة منه. توجه العلماء لإبراز قضية بيانة في القرآن الكريم وكانت نواة علم البلاغة وعلم الاعجاز البياني في ذاك الوقت. بعد ذلك عندما جاءت الفسلفات والمدارس الفلسفية وترجمت كتب اليونان وغير ذلك لفت النظر لقضايا التشريع وإذ بالعلماء يبحثون الاعجاز التشريعي. بعد ذاك في العصر الحديث منذ مائتي سنة قضية التقدم العلمي في الغرب وجعجع المصانع توجه الناس إلى قضية الاعجاز العلمي. الإعجاز الغيبي تناولوه من قديم، الاعجاز البياني والاعجاز التشريعي والإعجاز الغيبي والإعجاز العلمي. والآن عصر الكمبيوتر خرجت قضية الإعجاز العددي أن القرآن الكريم كلماته ىياته سوره بهذا الترتيب وبهذه الدقه تكرار كلمات معينة بإحصائيات معينة ما كان أحد يستطيع أن يحيط بها إلا عندما خرج الحاسوب ولقموا الحاسوب القرآن الكريم وخرجوا بأعداد، طبعاً هناك أناس أساؤوا استخدام هذا الأمر ولكن هناك حقائق كثيرة جداً عندما نقف عندها يذهل الإنسان بهذه الحقائق والإحصائيات الدقيقة التي وردت، ولكن هل هذه النهاية؟لا، سنريهم. قد يتقدم العلم ويخرج عصر جديد لشيء جديد غير الكمبيوتر وإذ نجد إشارات القرآن الكريم في هذا الجانب. ولذلك نقول وجوه إعجاز القرآن متجددة لا تنتهي وهذه السين والفعل المضارع (سَنُرِيهِمْ) يدل على هذا التجديد في المستقبل كلما تقدم علم وساد عصراً من العصور سيأتي من جنس هذا العلم إشارات في القرآن يستدل بها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هل يمكن أن توجه رسالة وأنت كتبت في إعجاز القرآن قديماً ولك فيه جهود مشكورة والآن مع طفرة البحوث التي تكتب في اعجاز القرآن العلمي بالذات دخل في هذا الميدان من لا يحسنه وأساؤوا إلى هذا العلم الذي ذكرتم أصوله هنا فهل يمكن توجيه رسالة إلى هؤلاء بأن تكون هذه الكتابة مستندة إلى أدلة يرجعون فيها إلى أهل العلم بالتفسير والقرآن وأن تكون هذه الأشياء منطلقة من مجامع علمية وليست دراسات فردية [/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] أنا وضعت بعض الضوابط العلمية للبحث في الاعجاز العلمي والعددي. من أهم هذه الضوابط أن لا نلغي فهم السلف للآيات القرآنية فنرجع إلى قضية اللغة وإلى فهم السلف للآيات الفهم الأول. الأمر الثاني أن لا نخرج القرآن الكريم من هدفه الأساس وهو كتاب هداية لا تتوقع من القرآن أنه كل ما جاءت فرضية أو حقيقة علمية اكتشفت نجدها في القرآن ليس بالضرورة ذلك. لكن مع ذلك لا ينبغي إذا وردت حقيقة علمية في القرآن الكريم أن نغفل عنها، الآن كثير من الحقائق عندما نخاطب أهل الاختصاص بذلك تنشرح صدورهم. هو بالنسبة للمسلمين تقوية يقين أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى وأيضاً إقامة حجة على المعاند على الكافر أن هذا جاء على لسان رسول الله في القرآن الكريم جاء وما كان أحد يطلع على هذا الحقائق التي في البحار والجبال والرياح والسحب وغير ذلك حقائق هائلة فلا نغض النظر عنها. الضابط الآخر لا ينبغي أن يخطر على بالنا التعارض بين حقيقة علمية مسلّم بها وبين حقيقة قرآنية كلاهما من مشكاة واحدة. الحقيقة العلمية خلقها الله سبحانه وتعالى وجعلها في الكون والحقيقة القرآنية إخبارٌ عن هذه الحقيقة العلمية فلايمكن أن يكون هناك تناقض أن تكون الحقيقة العلمية في شيء ويخبر القرآن عنها بشيء آخر. ولكن إذا وقع في الظاهر عند بعض الناس يكون إما فهمه للقرآن بشكل غير دقيق أو أن هذه الحقيقة ليست إلا نظرية انتشرت ولم تصل لدرجة الحقيقة العلمية ولا ينبغي أن نقف إلا للحقائق العلمية ونتجنب النظريات والفرضيات وغير ذلك. فأنا وضعت ست سبع ضوابط في هذا الشيء. والاعجاز العددي كتبت مقالة فيه وألحقته بكتاب "مباحث إعجاز القرآن" وضعت له أيضاً ضوابط وقلنا الاعجاز العددي أن نسخره لقضية قيام الساعة وأحداث المستقبل هذا لا يصح ولكن يعيننا الاعجاز العددي في أربعة أمور أولاً أن هذه الأعداد بهذه الإحصائيات الدقيقة خارجة من طور البشر فهي إذن من الله سبحانه وتعالى نستدل منها أن القرآن منزل من عند الله سبحانه وتعال. هذه الحقائق العلمي الأعداد والإحصائيات الدقيقة إذا جاءت ما تأتي عبثاً إذن الله سبحانه وتعالى وضعها بهذا الشكل بهذه الإحصائيات الدقيقة لبيان شيء ما على أن القرآن الكريم لا يمكن أن يتلاعب به لو حذفت منه كلمة اختل نظام الإحصاء لو زيد عليه إذن نقل القرآن الكريم إلينا محفوظاً كما أنزل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر). إذن الحقيقة الأولى التي نستفيد منها أن هذه الإحصائيات خارجة عن طور البشر فالقرآن من عند الله، الأمر الثانية القرآن نقل إلينا كما نز على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقص. أمران تبعيان أن ترتيب المصحف بسوره وآياته من عند الله سبحانه وتعالى وليس من اجتهاد الصحابة عندما جمعوا القرآن. الأمر الرابع أن الرسم العثماني توقيفي لأن الرسم العثماني إذا اختل اختلت الاحصائيات كثيراً. تكفينا هذه الأمور الأربعة لخدمة القرآن الكريم أما نجعل الاعجاز العددي لأحداث ستقع أو لتحديد يوم القيامة ليس من شأننا هذا الشيء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] البحث في الاعجاز العددي -كما يسميه من يكتب فيه- فيه فيما يبدو لي أنا كمتابع أنهم ليس عندهم ضوابط يقول أنا سأعدّ على رواية حفص مصحف المدينة مثلاً ما القول في رواية قارون أو شعبة؟ يختل النظام. هذه موضوعات واسعة لعل الحديث فيها يكون إن شاء الله في حلقات أوسع بإذن الله معك ومع الزملاء. أسأل الله تعالى أن يتقبل منك شيخنا وأن يجزيك خير الجزاء وباسمكم أشكر الدكتور مصطفى مسلم الخبير بمركز تفسير للدراسات القرآنية وأستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الشارقة وجامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً على ما تفضل به وفي الحلقة الماضية وسيكون ضيفنا إن شاء الله في حلقة قادمة بإذن الله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]الفائز بحلقة الأمس:[/FONT][FONT=&quot] عايض بن حسن المازني[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الحلقة:[/FONT][FONT=&quot] حثّ الله على طلب العلم والفقه في الدين وشبهه في النفير إلى الجهاد في سبيل الله فما الآية التي تدل على ذلك في الجزء الحادي عشر؟[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
شكر للأختين الكريمتين أم الحارث وسمر الأرناؤوط على هذه الجهود الرائعة المتقنة التي تقومان بها بهدوء وصمت وإيجابية . زادكما الله من فضله ، ونور بصائركما ، ورزقكما من حيث لا تحتسبان إنه جواد كريم .
 
((وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا (27)) المرسلات . إضافة إلى كونها ترسو الأرض نسقيكم ماء فراتاً، أعذب المياه وأغزرها ما يكون من قمم الجبال أو سفوح الجبال أو من أسفل الجبال تعتبر مستودعات هائلة للمياه العذبة (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا (27)) المرسلات . جاء بعد ذكر الجبال.
جزاكم الله خيراً .
 
عودة
أعلى