ضيف الحلقة (149) يوم الخميس 25 رمضان 1432هـ

إنضم
25 سبتمبر 2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (149) يوم الخميس 25 رمضان 1432هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن سريع السريع أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ورئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) .

وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة الرحمن .

tafsir250811.gif


روابط التحميل

جودة عالية
http://www.archive.org/download/thexinxyway_214/tafsir250811.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/thexinxyway_214/tafsir250811.rmvb

جودة صوت
http://www.archive.org/download/thexinxyway_214/tafsir250811_MP3_.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=bbh951KV5CY

- الإجابة عن أسئلة المشاهدين ..
 
جزاكم الله خيراً على هذه الحلقة التي ملأت قلوبنا وأنفسنا حباً لله تعالى وهذه بلا شك بركات اسم الرحمن سبحانه. فقّهنا الله جميعاً باسمائه الحسنى وصفاته العليا حتى نعرف قدر هذا الرب العظيم الرحمن الرحيم فنزداد له حباً ومهابة وتعظيماً وتقديساً وانقياداً وطاعة
لا تقلق دكتور عبد الرحمن إن لم تمروا على آيات السورة بالتفصيل كما جرت العادة فقد أغنانا الحديث عن الرحمن جل جلاله عن كل تفصيل لآية أو معنى للفظة هنا أو هناك في السورة.
كتب الله أجركم دكتور محمد ودكتور عبد الرحمن ونفعنا بعلمكم وزادكم من فضله
 
[FONT=&quot]الحلقة 149 – سورة الرحمن[/FONT]
[FONT=&quot]ضيف البرنامج في حلقته رقم (149) يوم الخميس 25 رمضان 1432هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن سريع السريع أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ورئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) .[/FONT]

[FONT=&quot]وموضوع الحلقة هو: [/FONT]
[FONT=&quot]- علوم سورة الرحمن.[/FONT]
[FONT=&quot]- الإجابة عن أسئلة المشاهدين[/FONT]
[FONT=&quot]************************************[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلًا وسهلًا بكم في برنامجكم اليومي التفسير المباشر. اليوم بإذن الله تعالى سوف يكون حديثنا حول سورة الرحمن. وباسمكم جميعاً أرحب بضيفي في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن سريّع السريّع الأستاذ المشارك بجامعة الإمام بمحمد بن سعود الإسلامية ورئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان). [/FONT]
[FONT=&quot]نبدأ بمقدمة حول اسم السورة ودلالة اسم السورة وهل لها أسماء أخرى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. اللهم اجعل اجتماعنا مرحوماً وتفرقنا بعده معصوماً. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.. سورة الرحمن هكذا جاء في الآثار والأحاديث تسميتها، قد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن كما جاء عند الترمذي وغيره. وسورة الرحمن سميت بهذا الاسم بسبب افتتاحها بقول الله جل وعلا (الرحمن). لها اسم آخر أشبه ما يكون بالصفة يقال لها عروس القرآن لكن هذا اسم غير منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضي الله عنهم بطريق يوثَق به لكن الاسم المعروف والمشهور والمثبت في المصاحف والمنقول عن السلف هو سورة الرحمن. وسورة الرحمن تسميتها بهذا الاسم لورود اسم الرحمن في أولها ومناسبة هذا الاسم لموضوع السورة ومضمونها ظاهر كما سيأتينا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إذا لم يكن للسورة إلا اسم واحد فإن المناسبة بينها وبين موضوعها يكون أكثر ظهوراً مما لو تعددت أسماء السورة. متى نزلت سورة الرحمن هل هي من السور المتقدمة في النزول أو المتأخرة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] سورة الرحمن من السور المكية وعند كثير من أهل التفسير أنها سورة نزلت تقريباً في أواسط العهد المكي على اختلاف بينهم في تحديدها على وجه الدقة ولكنه نزلت في العهد المكي وقد قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على مؤمني الجن كما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً على صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم. ومن يقرأ آيات السورة ينظر في دلالاتها وموضوعاتها يدرك أنها سورة مكية كما ذكرنا في حلقة سابقة أن المكي والمدني يُدرك بأحد طريقين إما سماعي أو قياسي[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأظن قصة عبد الله ابن مسعود في تلاوته على المشركين والجهر بها أظنها متقدمة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] هي قصة مكية. جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه أنه أخذ على نفسه أنه ليسمعنّ الكفار القرآن، ليصدعنّ به بين أظهرهم خشي عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم لأن المشركين كانوا قد استأسدوا على المسلمين من جهة ولأنه كان رجلاً ضعيفاً مستضعفاً ليس له عشيرة يحمونه فخرج رضي الله تعالى عنه وأرضاه بين أظهرهم فصدع بسورة الرحمن فما كان منهم إلا أن قاموا أوسعوه ضرباً حتى نُقِل وهو لا يكاد يعي شيئاً رضي الله عنه وأرضاه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يدل على أنهم لم يكونوا يستمعون بشكل ظاهر للقرآن في المجامع قبل هذه الحادثة [/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح لم يكونوا كذلك لبعدهم ونأيهم عن القرآن ولأن المشركين خصوصاً الملأ والأكابر كانوا حريصين على محاصرة الهدى لئلا يصل إلى الناس لئلا يصل إلى القوم لئلا يصل إلى المستضعفين لأنهم يعلمون أن هذا القرآن فيه إن صحت العبارة من النفاذ ما لا يقاوم كل من سمعه وهو خالي القلب من الموانع والصوارف فإنه لا بد أن يؤمن به. ولذلك في صلح الحديبية كما جاء عن الزهري وغيره آمن في مدة الصلح (مع أنه أقل من سنيتن) يكاد يكون أكثر من الذين آمنوا طوال الفترة السابقة، يقول حتى أنه لم يكد يسمع القرآن أحد يعقل شيئاً إلا آمن به. أي واحد عنده مسلك عقل إلا آمن به لأن الناس أمن بعضهم بعضاً تداخلوا سمعوا القرآن دون توتر دون حروب فلا يكاد أحد يعقل شيئاً إلا آمن بالاسلام. وفي عصرنا الحاضر الآن نحن في الحقيقة كمسلمين لا نحتاج أكثر من أن نعرض الإسلام كما هو. أكبر مشكلة تواجه المسلمين في العصر الحاضر أن حقائق الدين مشوهة عند غير المسلمين مشوهة من أحد طرفين: إما من الكفار والإعلام الفاجر الذي يحاول أن يمارس الحرب الاعلامية لتشويه الاسلام وتشويه حقائقه وتشويه المسلمين أو للأسف الشديد من بعض أبناء المسلمين الذين يقومون ببعض الأعمال أو التصرفات التي تشوه صورة الإسلام وتجعل الناس ينأون عنه في أحد طرفين: إما في طرف التشدد والغلو الذي ينسب إلى الإسلام وهو منه براء أو في الطرف الآخر طرف التمييع وارتكاب الفواحش والموبقات بحيث يصبح الانسان لا فرق بينه وبين الكافر فعند ذلك الناس تلتبس عليهم الحقائق ولذلك عن قول الله جل وعلا (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا (5) الممتحنة) من الأوجه يا رب لا تجعلنا نضل فنكون فنمة لهؤلاء الكفار فيقولون لو كانوا على شيء ما كانوا على هذا الحال فيعرضون عن الدين فنكون نحن السبب في اعراضهم عن الدين. للأسف الشديد بعض المسلمين كانوا فتنة للكفار مثلاً رب العمل الذي يفتن عماله بخلقه السيء وتأخير أجورهم وتعامله الرديء معهم هذا فتنة، المرأة التي يكون عندها مستخدمة في المنزل فلا تعاملها معاملة حسنة لا تعاملها كما أمر الله جل وعلا، بعض أبناء المسلمين الذين يكونون مغتربين في بلاد الكفار لدراسة أو عمل أو تجارة ثم لا يتعاملون بأخلاق الاسلام، لا يتعاملون بأخلاق الاسلام ليس من باب الرياء حتى يظهروا هذا الدين وإنما لأن الله أمر بذلك هؤلاء فتنة للكفار لأن الكافر والكتابي يشاهد مئات وألوف من المسلمين لكنه لا يرى فيهم أيّ تميز لا يرى فيهم ما يغري بالإنتساب لهذا الدين وإنما يرى أن هؤلاء قوم مستضعفون قوم جهلة قوم يرتكبون الحماقات قوم يقاتلون النظام ليتجاوزوه فأي إسلام هذا؟! في المشرق إنما انتشر الاسلام في جنوب شرق آسيا بأخلاق التجار المسلمين وفي جهات من أفريقيا إنما انتشر بأخلاق المسلمين والاسلام والهدى مثل الشمس على الأرض مثل البركة مثل النور التي تسري في العروق إذا اتيح لها المناخ المناسب. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول لقريش خلوا بيني وبين الناس إن أظهر أنتم تستفيدون وإن أُخذت سلمتم. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعود لموضوع سورة الرحمن والمقصد الأساسي لسورة الرحمن.[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] مقاصد السورة الموضوعات تؤخذ من عدة طرق من أبرز الطرق التي يتعرف بها على مقاصد السور اسم السورة. واسم السورة سورة الرحمن منبئ عن مقصودها لذلك أستطيع أن أقول أن موضوع السورة الرئيس هو رحمة الله بخلقه، رحمة الله بعباده وتصدير السورة بداية السورة بقوله جل وعلا (الرَّحْمَنُ) وهي عند أصحاب العدّ آية كاملة والوقف عليها هذا منبئ عن موضوع السورة ومقصدها الأصلي. فمقصد السورة الأصلي "رحمة الله بخلقه في الدنيا والآخرة، رحمة الدين ورحمة الدنيا. ثم بعد ذلك في أثناء السورة تضاعيف وتعداد لهذه النعم التي هي مظاهر لرحمة الله جل وعلا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هل يمكن أن ندلل على هذا المقصد من خلال السورة ولو بشكل سريع ثم نتوقف معها بعد ذلك. عندما نقول موضوع السورة رحمة الله بخلقه، اسمها واضح الرحمن ومطلعها واضح الرحمن[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] بعد ذلك قول الله جل وعلا في أول السورة (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)) هذه من أجلّ النعم، هذه أعظم رحمة من أعظم رحمة الله جل وعلا على عباده إذا كانت رحمته جل وعلا بنا رحمة دينية ورحمة دنيوية فإنه باجماع العقلاء الرحمة الدينية هي أعظم الرحمات ورحمته الدينية مظهرها الأعظم هو إنزال القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هدى ونورا وشفاء ورحمة نقل الناس في الدنيا من الجحيم إلى النعيم وينقلهم في الآخرة من السعير إلى جنات النعيم بإذن الله تعالى [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً في تكراره للآية (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) 31 مرة هل يعتبر هذا من دلالات المعنى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] الآلاء هي النعم على قول ربما جماهير وربما إجماع المفسرين أنها النعم، فالله جل وعلا يخاطب عباده بأي آلآء باي نعم ربكما والخطاب موجه للإنس والجن -على الصحيح من أقوال أهل العلم- تكذبان؟ أيّ نعم؟ والنهم كما قلنا من مظاهر رحمته جل وعلا بعباده. هذه الآية التي تكررت وهذه بالمناسبة هذا أكثر تكرار ورد في القرآن في 31 موضع لم يرد هذا التكرار في شيء من القرآن [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في سورة القمر تكرر فيها قوله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) تكررت ثلاث أو أربع مرات بينما (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) تكرر 31 مرة فلعلك تتوقف معها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] وتكرر على نحو متلاحق أحياناً يفصل بينهما آية واحدة، هذا التكرار هو لتأكيد هذا المعنى لترسيخه والتكرار للتأكيد وللزجر وإحياء المعنى في القلب والتذكير به هو أسلوب من أساليب العرب التي نزل القرآن على نحو لغة العرب. الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين ولذلك أحياناً بعض الاستفهامات أو بعض الاعتراضات التي قد ترد من المستشرقين ترد لأنهم قوم عجم لا يعرفون لغة العرب ولذلك يعترضون على هذه اللغة والقرآن جاء على وفق لغة العرب [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) الشعراء) (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا (2) يوسف)[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] بعض المفسرين يضيف معنى آخر ويقول ليس كل موضع تكرر فيها (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) هو نفس الموضع الآخر وإنما هي للتأسيس أيضاً فكل مرة هو خطاب جديد إثر نعمة جديدة يقول الله عز وجل لهم فيها (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) مثل ما تقول للإنسان: ألم أكرمك أتنكر هذا؟ ألم أحملك أتنكر هذا؟ ألم أطعمك أتنكر هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ما معنى الآية؟ من هو المخاطَب في الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] المخاطَب على قول جماهير المفسرين أنهم الجن والإنس ويشهد لذلك ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حين قرأها على الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، فقال ألا تقولون كما قالت الجنّ قرأت عليهم السورة فكانوا أحسن مردوداً منكم فكانوا يقولون بعد كل آية من هذه الآيات يقولون "ولا بشيء من آلآئك ربنا نكذب فلك الحمد" فهذا مما يدل على أن المخاطَب بذلك هم الجن والإنس. بعض أهل العلم ومنهم الطاهر ابن عاشورة قال المخاطَب بذلك هم فريق المؤمنين وفريق الكفار ولكن الأظهر ما قدّمت.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والسورة فيها (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ) ما يدل على أن المخاطَب هما الانس والجن. (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) لماذا تقديم هذه النعمة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] هل سنعود إلى اسم الرحمن؟ هذا الاسم العظيم الكريم طبعاً هذه بالمناسبة هذه هي السورة الوحيدة التي افتتحت باسم من أسماء الله جل وعلا لا توجد سورة من السور افتتحت باسم مجرد إلا هذه السورة الكريمة وافتتحت باسم الرحمن وأسماء الله جل وعلا لا يكاد يوجد منها ما هو اسم علم تضاف إليه الأسماء أو تضاف إليه الأفعال إلا لفظ الجلالة الله والرحمن ولذلك انظر إلى قوله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) طه) لا يأتي العليم على العرش استوى أو القدير وإنما تأتي هذه الأسماء مضافة لاسم العلم جل وعلا (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) وهكذا. ولذلك ابن القيم عليه رحمة الله يقول في الفرق بينه وبين الرحيم يقول هذا الاسم الرحمن أكثر دلالة على الذات الموصوفة بهذه الصفة والرحيم على تعلقه بالفعل الذي هو رحمته بخلقه ولذلك يأتي وكان بالمؤمنين رحيماً ولا يأتي كان بالمؤمنين رحمانا. وهذا من الفروق الدقيقة التي ذكرها ابن القيم وذكرها قبله بعض الباحثين يظن أن هذا مما ابتدعه ابن القيم أو سبق إليه وفي الحقيقة أنه في إشارات كثير من المفسرين حتى من المتقدمين ما ينبئ عن هذا المعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كنت تتحد عن الرحمن وخصائص هذا الاسم من أسماء الله سبحانه وتعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] هذا الاسم الكريم ورد في القرآن في 57 موضعاً غالب ورود هذا الاسم إنما كان في السور المكية وليس في السور المدنية. ولذلك قد تستغرب في سورة مثل مريم ورد فيها 16 موضعاً بينما في سورة البقرة لم يرد إلا في موضع واحد بينما في سورة آل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأنفال إلى يسوف لم يرد ولا مرة واحدة. هذا الاسم الكريم ورد في أثناء الآيات لم يرد في خاتمها إلا في ست مواضع كان مقروناً بالرحيم مثل قوله تعالى (الرحمن الرحيم) على عدّ الفاتحة. ومنه الموطن السابع هذا الموطن (الرحمن) عند من يعده من علماء العدّ[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الكوفيون يعدونه آية[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] وكذلك هو عندنا في مصاحفنا. هذا الاسم الكريم العلماء تعرّضوا للفرق بينه وبين الرحيم منهم من قال الرحمن رحمن الدنيا والآخرة والرحيم رحيم الآخرة، منهم من قال للمؤمنين والكفار، ومنهم ما ذكرت أن هذا الاسم تعلقه بالذات أقرب والرحيم تعلقه بفعل الرحمة وإنزالها بالمرحومين أقرب. الأسماء التي وردت فيها صفة الرحمة في القرآن الأسماء المتفق عليها بين أهل العلم ثلاثة: الرحمن والرحيم والرؤوف. أما الرحمن فقد ورد في 57 موضعاً والرحيم في حوالي 114 موضعاً وبالمناسبة غالب ما جاء إن لم يكن كل المواضع كان في ختم الآيات وغالبها في السور المدنية لا في السور المكية. الاسم الثالث هو اسم الرؤوف وقد ورد في القرآن في عشرة مواضع. هناك أسماء مختلف فيها مثل ذو الرحمة الواسعة، خير الراحمين، أرحم الراحمين، والملاحظ –وهذا مناسب لنا ونحن في شهر رمضان شهر الدعاء أن- هذه الأسماء ذو الرحمة الواسعة وخير الراحمين وأرحم الراحمين وردت في سياقات الدعاء إما أدعية مأثورة عن الأنبياء وإما في سياق تعليم الله تعالى لعباده كيف يدعونه. ولذلك من المناسب أن يلحّ العبد على ربه جل وعلا بمثل هذه الأسماء عند من يقول بها أو أنها صفات، هذه الثلاثة أرحم الراحمين وخير الراحمين وذو الرحمة الواسعة منهم من عدها من الأسماء الحسنى ومنهم من قال أنها صفات وليست من الأسماء الحسنى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ويحسن بالمسلم أن يدعو بها[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] لا شك، كما جاء في القرآن الكريم. هذا الاسم الكريم الذي صُدرت به السورة كل ما في السورة فهو من آثار رحمة الله جل وعلا الذي كما قلنا نقلاً عن ابن القيم في حلقة ماضية أنه "من تأمل هذا الوجود علم أنه ممتلئ بالرحمة امتلاء الجو بهوائه ومتلاء البحر بمائه (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ (53) النحل). حتى الكافر والمؤمن والجامد والمتحرك والانسان والحيوان لو خلا بينهم وبين أنفسهم طرفة عين لهلكوا ولكن الله جل وعلا يرحمهم واعتبر هذا إن شئت بالمؤمنين الذين خلقهم ورزقهم وينعم عليهم خلق كل شيء ويسّر له السبل التي بها تمام معاشه وتمام استقامته على هذه الحياة، الكفار الذين لم يعاجلهم بالعقوبة ولم ينزل عليهم بأسه جل وعلا وإنما أمهلهم (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) الأنفال) وهم مع ذلك لا زالوا يكفرون[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعود إلى مقاطع السورة، (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) ذكرت أن كل ما ورد في السورة من آثار الرحمة التي وردت في أولها.([/FONT] [FONT=&quot]عَلَّمَ الْقُرْآنَ) بدأ بهذه النعمة ذكرت أنها سورة قديمة النزول وابن مسعود عندما أراد أن يصدح بالقرآن اختار هذه السورة بالذات ففي تقديم (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) كأول نعمة من هذه النعم ما دلالته؟ وخاصة أنه ورد في السورة السابقة (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) هل هذا يعتبر من المناسبات بين السورتين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] قد يقال هذا، والأجلى والأظهر أن الكفار كانوا ينكرون اسم الرحمن يقولون ما الرحمن؟ حتى في صلح الحديبية وكانت متأخرة لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب "بسم الله الرحمن الرحيم" قالوا لا نعرف إلا رحمن اليمامة إنكاراً لهذا الاسم لكنهم لا ينكرون وجود الله ولا ربوبيته وإنما ينكرون هذا الاسم. فجاء بهذا الاسم وقرنه بهذه الصفات. الأمر الثاني أنه فيه إثبات لنزول القرآن المعركة الآن في إثبات الرسالة وإثبات الوحي فلا بد من الإشارة إليه في البداية. الأمر الثالث أجل نعمة على عباده هي النعمة الدينية، النعم الدنيوية إذا الإنسان لم يطعم أو لم يشرب أو لم يتنفس يموت لكنه إذا كان مؤمناً يذهب إلى الجنة لكنه إذا حرم الهداية فلو عاش ما عاش فإنه يذهب إلى النار بعد ذلك مثل ما يقول الله تبارك وتعالى عن الكفار (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12) محمد) ولذلك جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار، أنعم أهل الدنيا لا أنا ولا أنت، أنعم شخص مرّ على البسيطة لكنه من أهل النار فيُصبغ في النار صبغة واحدة غمسة واحدة كما تضيغ اصبعك في الماء ثم تخرجه ثم يقال له يا فلان هل رأيت نعيماً قط هل مرّ بك نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب! نسي كل من كان فيه من النعيم فإذن من حرم لذة العبادة ومن حرم لذة الهداية لا ينفعه شيء ومن رزقه الله تبارك وتعالى هذا النعيم لا يضره من فقد ولا يضره ما فقد بعد ذلك. ولذلك ونحن نتحدث هذا الحديث أعظم المنعمين فرعون الآن يعرضون على النار غدوا وعشيا، وأعظم الناس الذين عذبوا في ذات الله بلال وسمية وغيرهم ومؤمن آل فرعون وصاحب الذي ورد في قصة يس هؤلاء كلهم يتنعمون بإذن الله جل وعلا كما نطق بذلك الوحي: يا بلال إني لأسمع دفّ نعليك بين يدي في الجنة، انتهى العذاب وانتهت المشاق وانتهت الآلآم وما بقي إلا لذة الثمرة بعد ذلك، ولذلك المؤمن سواء في عبادته سواء كان في صبره عن المعاصي التي قد تعترضه في طريقه أو صبره على الآلآم والمشاق التي تعترضه في حياته يرجو موعود الله جل وعلا ويرجو ثواب الله جل وعلا، إنما هو صبر ساعة بعدها ينتقل إلى النعيم الأبدي [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تقديمه للقرآن من باب أن النعمة الدينية هي أعظم النعم وكأنك تقول أن القرآن الكريم هو أعظم هذه النعم[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] هي أعظم النعم وهي أساسها، الذي يرزق هذه النعمة يرزق الايمان بها ينال تمام النعم من جهتين نعمة الدنيا ونعمة الآخرة، نعمة الآخرة واضحة لأنه لا ينال نعمة الآخرة إلا من آمن بهذا القرآن ونعمة الدني تمامها وحقيقتها وكمالها لمن آمن بالله جل وعلا لأنه في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة. نعم الكفار قد يتمتعون بألوان المراكب والمشارب والمناكح والملابس لكنها تظل نعم هي لذة ونعيم لكنه نعيم محصور في جهة من الجهات وإلا لو كان هذا غاية النعيم لماذا نشاهد نِسَب الانتحار عندهم؟ ينتحر عندهم من ليسوا بفقراء أحياناً. إذن هناك تمام لهذه النعمة لا تحصّل إلا بالاقبال على الله ولذلك ابن القيم رحمه الله يقول "في القلب شعث لا يلمه إلا الاقبال على الله جل وعلا" ومن لم يدخل جنة الايمان فإنه في جهنم دنيوية ونار حاضرة ولذلك قال من قال من السلف رضي الله عنهم وأرضاهم: نحن في نعمة لو يعلمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف. يقصدون نعمة الطاعة والايمان والأنس بالله. إذا كان ابن القيم في مرة من المرات يقول "هذا ليس لنا منه إلا مجرد الذكر" هذا يقوله ابن القيم فنحن من باب أولى، لكن تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم لذلك تجد بعض الأخيار والصالحين في مثل هذه الليالي المباركة يجد من الأنس بقيام الليل والدعاء وقرآءة القرآن والانظراح بين يدي الله وسكب العبرات بين يديه جل وعلا يجد فيها من اللذة والنعيم والأنس شيء لا يدانيه. الإنسان الذي يجلس ليلة كاملة على معصية الله وعلى المنكرات ،انتهت الليلة، أين يذهب؟ ما الذي بقي في قلبه؟ حسرته![/FONT]
[FONT=&quot]يا ذلّة كُتبت في غفلة ذهبت يا حسرة بقيت في القلب تحرقني [/FONT]
[FONT=&quot]لكن المؤمن الذي صف قدميه بين يدي الله جل وعلا، أمضى سحابة نهاره صائماً ثم جزءاً من ليله قائماً بين يدي الله جل وعلا بخضوع وخشوع وإقبال وإنابة، إذا جاء السحر ما هي نفسيته؟ ما هي روحه؟ كيف تجد السعادة التي في قلبه؟ لا أحد يستطيع أن يقدر هذا النعيم إلا من وجده ولمسه. تشاهد هذا على صفحات وجوه المؤمنين في هذه الليالي والله تقرأ هذا في وجوهم وهم ينفتلون من صلاة التراويح وصلاة القيام يجد بركة الاقبال على الله جل وعلا، لذلك لما قال بعض الناس للحسن ما بال أهل الليل أحسن الناس وجوهاً؟ قال إنهم قوم خلوا بالله جل وعلا فأكسبهم نوراً من نوره. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نسأل الله من فضله.[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال:[/FONT][FONT=&quot] لماذا تكرر ذكر (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)؟ وقد أجبتم عليه[/FONT]
[FONT=&quot]لطيفة:[/FONT][FONT=&quot] لم يذكر في سورة الرحمن لفظ الجلالة (الله) وهذه لفتة جميلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سؤال قال تعالى (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ) ذكره بعدها (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) فما هو السر في ذلك بمعنى ما هي النعمة التي يريد الإشارة إليها فيقول العبد بعدها ولا بشيء من آلآئك ربنا نكذب فلك الحمد؟ ولعل هذا يلفت ما ذكرته لك قبل الحلقة أن الشيخ عبد الحميد الفراهي له رأي مخالف في المقصود بالآلآء في السورة وقال إن الآلآء أجمع المفسرون أن المقصود بها النِعم ولكنه يرى أن المقصود بها الفعال العجيبة وليس النعم فما تعليقك حول هذه النقطة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] سأتحدث عن المسألة الأصولية: إذا أجمع المفسرين على شيء ف‘نه لا يجوز مخالفته بمعنى استحداث قول يخالف ما أجمعوا عليه أو يقصي على أقوالهم السابقة بالتخطئة لكن إذا كان معنى زائداً يضاف إلى الآية لا يتضمن تخطئة الأقوال السابقة فهذا لا بأس والقرآن ثري ولم يزل الآخِر يستحدث إضافة على ما ذكره الأول. ما ذكره الشيخ عبد الحميد الفراهي لا أرى أنه وجيه ولا أرى أنه صحيح وإنما الصحيح ما ذكره المفسرون وقد أجمعوا عليه أن الآلآء هي النعم وقد يوجد للعالِم أحياناً مخالفة في مسألة أو مسألتين لكنها لا تكون كالمنهج هذا لا بأس به، المنهج كما قررناه أنه لا يجوز مخالفة الاجماع لكن إذا وُجِد في المسألة أو المسألتين عن واحد من العلماء فهذا يوجد عن عدد من المفسرين فهذا لا بأس به. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ويمكن الجواب عن توجيه استدراك الأخ ما هي النعمة في (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ) أن في تنبيه المسلم بعاقبة هؤلاء المكذبين نعمة عليه أن يخاف من هذا المصير ويجتنبه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح وقد أشار إلى ذلك المفسرون وهي مسألة ناقشوها أنه كيف قال (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ما الحكمة بعد آيات الوعيد وذكروا مثل ما تفضلت[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) ما المقصود بتعليم الإنسان البيان؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] البيان هو النطق ويدخل فيه كل ما يُبين به الإنسان عما في نفسه يدخل في ذلك الإشارة ويدخل في ذلك الكتابة و لكن أصله وأُسّه هو تعليمه النطق. والنطق هذه خصيصة للإنسان امتاز بها عن غيره من سائر المخلوقات وأيضاً من جهة أخرى كثير من حياة الانسان وحضارته إنما قامت بعد تعليمه البيان لأنه استطاع أن يتواصل واستطاع أن يتقدم واستطاع أن يهتدي إلى ما أراد الله جل وعلا له وأن يبلغ رسالة الله للناس.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نتوقف على مثل قوله تعالى (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) في قوله يا معشر الجن والإنس يؤيد ما ذهبتم إليه أن الخطاب للجن والإنس بخلاف ما ذكره ابن عاشور أن المقصود المؤمنون والكفار. وهذه الآية عادة ما تذكر في الاعجاز العلمي أن نفوذ الانسان من السماء أو صعوده للقمر هل يتعارض مع هذه الآية؟ بمعنى الذين وصلوا إلى القمر ونفذوا هل خالفوا هذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] لا تعارض، ما وجه المخالفة؟ كثير من المفسرين يقولون أن هذه الآية المقصود بها يوم القيامة أن الله جل وعلا إذا حشرهم إن استطعتم أن تهربوا وأن تفروا في أقطار السموات والأرض فافعلوا، لا تستطيعوا. ثم بعد ذلك حتى لو قيل أنها في الدنيا فهي لا تتعارض هذا من الشيء الذي مكّن الله جل وعلا الإنسان منه أن يصعد إلى القمر أو يصعد إلى المريخ أو يصعد إلى شيء من الكواكب أن يصعد إلى الفضاء، هناك أناس صعدوا إلى أطباق عليا واحد كلم وأو اثنان، هذا صعد ما هو أبعد من ذلك لكنه بأمر الله وتيسير الله، وأنت ما مشكلتك إلا من الجهل وإلا الناس الذين عاينوا حقائق الكون انكشف لهم بعد أن كانوا ملاحدة أنه لا بد لهذا الكون من خالق وهذا الخالق هو الذي أنزل هذا الكتاب جل وعلا بهذا الإحكام.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ) ما معنى شواظ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] الشواظ هو اللهب الخالص، يرسل عليكم لهب خالص من نار ويرسل عليكم أيضاً نحاس يصب على رؤوسهم نعوذ بالله من ذلك لاحراقهم وتعذيبهم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ما المقصود بهذه الآية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] المراد بهذه الآية أن ربنا جل وعلا يسأله كل من في السموات والأرض، يسألون الرب جل وعلا يتضرعون إليه يطلبون حوائجهم وهذا المؤمن وحتى الكافر يطلبون من الله جل وعلا ويرفعون إليه حوائجهم ثم قال (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) يفقر غنياً ويغني فقيراً يحيي ويميت ويمرض ويصح ويقدم ويؤخر كل يوم هو في شأن جل وعلا لا تشغله حاجات أقوام عن حاجات أقوم آخرين ولا مضائب أقوام عن مصائب اقوام آخرين. يسأله جل وعلا كل من في السموات والأرض يرفعون الحوائج إليه فكن يا عبد الله منهم، بنيّ آدم حينما يُسأل يغضب ولكن الله جل وعلا حين يترك العبد سؤاله يغضب لأنه ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ومما ينبغي للمؤمن في مثل هذه الأيام أن يحرص على الاكثار من الدعاء وأن يحرص على الإستيقان بالإجابة "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" لأنك يا عبد الله أنت تدعو ربا كريماً قديراً رحيماً، الله جل وعلا أجل وأكرم وأرحم من أن يرفع عبده يديه إلى السماء ويقول يا رب ثم يردّه جل وعلا إلا أن يكون العبد هو الذي يجني على نفسه: أن يدعو العبد بقلب غافل أو لاه أو يأكل الحرام أو متشكك في الاجابة إذا كنت متشككاً في الإجابة لا تسال الله جل وعلا إبحث عن البشر فسلهم، إذا كنت واثقاً بجود الله ورحمته وقدرته وعلمه فسل الله وأنت موقن لذلك لا ينبغي للمؤمن أن يقول في دعائه إن شاء الله، ليعِزم المسالة فإن الله لا مُكرِه له كما جاء في الحديث. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا تلخيص لهذا المعنى العظيم في سؤال الله تعالى. كثير من الناس يقولون نحن نكثر الدعاء ولكن لا نرى الاجابة فلو تبين حالات الدعاء هل بالضرورة أن يستجاب لك مباشرة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] ليعلم العبد المؤمن أن الله جل وعلا لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، وأنه في عبادة مجرد الدعاء عبادة كالصلاة وقرآءة القرآن يؤجر الانسان عليها هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالعبد إذا سال الله جل وعلا فإما أن يعطيه سؤله وإما أن يدفع عنه من الشر بقدر مسالته وإما أن يدّخرها له أحوج ما يكون إليها أما أن يُهمَل الدعاء فهذا لا يمكن بحال من الأحوال. ثم تذكر يا عبد الله أن الله تبارك وتعالى قد يؤخر الاجابة لخير يدّخره لك لأن الله تعالى يحب أن يسمع صوتك ولذلك جاء عن بعض أهل العلم أنه يقول كنت أدعو الله في حاجة لي مدة من الزمن ففتح الله تبارك وتعالى لي من أبواب الايمان والقرب من الله وانشراح الصدر شيء تمنيت معه أن يؤخر الله تعالى إجابة دعائي، مما وجد من أثر الإيمان في قلبه وهو يدعو. من الأشياء التي ينبغي أن ندركها أن الإنسان لا يدري ما هي المصلحة؟ وربما يدعو بشيء قد تكون عاقبته وخيمة عليه، يقول يا رب أغنني وربما يكون حتفه في غناه وهو لا يشعر ولذلك هذا يذكرنا أن العبد إذا دعا عليه أن يدعو بالأدعية النبوية، النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بجوامع الكلم ويدع ما عدا ذلك. حين يقول الإنسان ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، حين يقول الإنسان اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة أسألك من الخي ركله وأعوذ بك من الشر كله، أُترك التفاصيل أنت لا تعرف التفاصيل، الانسان الذي لم يتزوج يسال الله جل وعلا أن يرزقه زوجة صالحة، اترك التفاصيل بعد ذلك لله جل وعلا فهو يعلم ولا تعلم يقدر ولا تقدر وهو أرحم بك من أمك وأبيك. الإنسان الذي يسال الله تبارك وتعالى شيئاً معيناً بحد ذاته، يريد صفقة معينة فيلح بالدعاء لهذه الصفقة، ربما كان فيها عطبك هذه الصفقة، هذه السيارة ربما كان فيها حتفك سل الله الخير ودع ما عدا ذلك. وهذا يذكرني بالإخوة الأئمة في التراويح ينبغي أن يبحثوا عن جوامع الدعاء الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنا استغرب بعض الإئمة يقول ربنا تقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا ويعدد عشرات الأعمال وباقي الأعمال التي لم تذكرها؟! يكفي عنها الدعاء ربنا تقبل منا يغني عن هذا كله، حينما يقول اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا همّا إلا فرجته ولا كرباً ولا مريضاً ولا ضالاً وفي كل سنة تزيد القائمة يكفي عنها: اللهم إني اسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جزاك الله خيراً على هذا التوضيح. لعلنا نختم بهذا السؤال: قوله تعالى (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) هل يمكن أن يؤخذ منها مدح البيان والقدرةعلى الإبانة عن ما في الصدور بأحسن الألفاظ وكيف يمكن الجميع بينها وبين الحديث "إن من البيان لسحرا" الحديث جاء لذم البيان ووصفه بالحسر المحرّم؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. السريع:[/FONT][FONT=&quot] "إن من البيان لسحرا" ليس على سبيل الذم على الصحيح وإنما هو على سبيل البيان. ما كان في الحق فهو ممدوح وما كان في الباطل فهو مذموم. وتعليم البيان لو لم يكن على سبيل المدح لما جيء به في سياق الامتنان ولذلك من القواعد المقررة أن مما يدلّ على الحلّية أن يُذكر الشيء في معرض الامتنان وهذا منه. ولذلك كون الانسان يكون عنده منطق حسن إن استعمله في الشر فهو مذموم وإن استعمله في الخير فهو ممدوح ومأجور عليه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وإلا فالأصل أنها نعمة امتنّ الله بها على الإنسان. أسأل الله أن يتقبل منك. كان ودي أن نتوقف عند الآيات لأن عندك الكثير لكن انقضى الوقت. [/FONT]
[FONT=&quot]***********************[/FONT]
[FONT=&quot]الفائز بحلقة الأمس:[/FONT][FONT=&quot] ولاء محمد هزّاع[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الحلقة:[/FONT][FONT=&quot] بين الله وصيته لنبيه ولأولي العزم من الرسل وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام في آية من آيات الجزء الخامس والعشرين فما تلك الآية؟[/FONT]
 
وقفة مع تقديم (علم القرآن) في بداية السورة والله أعلم أن الله تعالى قبل أن يخلق الإنسان كان لا بد من أن يضع له منهجاً يمشي عليه في حياته فكان القرآن قبل خلق الإنسان تمهيد لهذا المخلوق الذي سيعمر الأرض كما جاء في سورة البقرة قوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)) قبل الإشارة إلى خلق آدم ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً(30)) فكأنه تمهيد للبشر خلق تعالى لنا الأرض والسموات وكل ما نحتاجه للحياة على الأرض وكذلك علم القرآن الذي به نصلح لأن نكون خلفاء في الأرض فسبحانه تعالى لا يخلق الخلق ويتركهم هملاً ضائعين لا سبيل واضح لهم ولا منهج.
ثم بعد أن علّم القرآن وخلق الإنسان علمه البيان ليبين هذا القرآن وهذا المنهج لغيره من الخلق بل وسائل البيان الممكنة لفظاً وإشارة فسبحان من علّم القرآن وخلق الإنسان وعلّمه البيان. فالترتيب في الآيات مقصود لذاته سبحان الله.
هذا والله أعلم وأرجو تصويبي إن كنت أخطأت أو تجاوزت.
 
عودة
أعلى