ضيف الحلقة (152) يوم الأحد 28 رمضان 1432هـ

إنضم
25 سبتمبر 2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (152) يوم الأحد 28 رمضان 1432هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن يحي صواب أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة صنعاء .
وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة المجادلة .

tafsir280811.gif


روابط التحميل

جودة عالية
http://www.archive.org/download/thexinxyway_217_249/tafsir280811.AVI

جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/thexinxyway_217_249/tafsir280811.rmvb

جودة صوت
http://www.archive.org/download/thexinxyway_217_249/tafsir280811.mp3

موقع الملتقي علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=7HYBQ1XErtc

- الإجابة عن أسئلة المشاهدين ،،
نسأل الله التوفيق والسداد ،،
 
جزاكم الله خيراً على هذه الحلقة النافعة فقد شرحتم وأفدتم، أسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتكم وأن يبارك لكم ويزيدكم علماً ويفتح لكم فتوح العارفين ويعلمكم من علمه اللدني ويرفع درجاتكم في عليين ويحشرنا في زمرتكم يا أهل القرآن.
وكل عام وأنتم بخير تقبل الله منكم وزادكم من فضله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روابط التحميل في المشاركة الاولي

بارك الله فيكم
 
[FONT=&quot]الحلقة 152 – سورة المجادلة[/FONT]
[FONT=&quot]ضيف البرنامج في حلقته رقم (152) يوم الأحد 28 رمضان 1432هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن يحي صواب أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة صنعاء .[/FONT]
[FONT=&quot]وموضوع الحلقة هو : [/FONT]
[FONT=&quot]- علوم سورة المجادلة .[/FONT]
[FONT=&quot]- الإجابة عن أسئلة المشاهدين[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أيها الإخوة المشاهدون في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً وسهلاً بكم في برنامجكم اليومي التفسير المباشر. اليوم وصلنا إلى اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان من عام 1432 للهجرة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا ولكم بخير. سوف يكون حديثنا بإذن الله تعالى في هذا اللقاء عن سورة المجادلة. وباسمكم أرحب بضيفي فضيلة الأستاذ الدكتور صالح بن يحي صواب أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة صنعاء باليمن. [/FONT]
[FONT=&quot]قبل أن ندخل في إسم سورة المجادلة، هل هي المجادَلة بفتح الدال أو المجادِلة بكسر الدال؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. عندما يتحدث العلماء عن اسم هذه السورة فإنهم يذكرون الصيغتين اللتين ذكرتهما المجادِلة والمجادَلة وإن كان معظم الكتب لم تضبطها بالشكل فلا تعلم إن كانت المجادِلة أو المجادَلة لكن نقول أن كليهما جائز كما ذكر أهل العلم. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وإهمالها عند الخطاطين تدل على أنها تحتمل الوجهين[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] المجادِلة هي نسبة إلى المرأة إسم فاعل من جادلت فهي تجادل وهي مجادِلة وهو اسم تلك المرأة التي جاءت تشكي للنبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي معنا فهي المجادِلة، إسن فاعل. والحوار والجدال بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم كان مجادلة فكانت تجادله وتحدثه وتحاوره كما قال عز وجل (الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سورة المجادلة هل لها أسماء أخرى غير هذا الاسم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] هذا هو الاسم المشهور ولكن سماها بعض العلماء بسورة "قد سمع" وهذا لكونها افتتحت بهذا الاسم وهذا كثير في معظم السورة أنها تسمى بشيء بارز فيها أو بمفتتحها كما يقال "الم تنزيل" في ألم تنزيل السجدة على سبيل المثال أو "أتى أمر الله" في سورة النحل. وبعض العلماء سماها سورة الظِهار لكن الأشهر هو سورة المجادلة وهذا هو المشهور عند العلماء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نزول سورة المجادلة في أي وقت؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] هذه السورة هي من السور المدنية بدون خلاف وإن كان في بعض آياتها خلاف، بعض العلماء يرى أن العشر الآيات الأولى كانت في المدينة لكن الذي يظهر أنها كلها في المدينة، ذلك أنها تحدثت في البداية عن هذه القصة وهي حاصلة في المدينة ثم تحدثت بعد ذلك عن المنافقين والحديث عن النفاق لم يكن إلا في المدينة فالسورة كما عليه جمهور العلماء أنها كلها مدنية[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هل ظهر لك بالضبط في أي سنة من السنوات المدنية؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] لم يظهر حقيقة ولكن هي من السور المدنية التي جاءت بعد تشريعات الأحكام.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هي نزلت في بيت عائشة رضي الله عنها [/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] نعم، صدر هذه السورة [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] دعنا نتحدث عن موضوع سورة المجادلة الرئيس ثم نتوق بعد ذلك مع أبرز موضوعاتها الفرعية.[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة حاولت أن ابحث في موضوع هذه السورة فوجدت أن أبرز موضوع يمكن أن يكون جامعاً لعلوم هذه السورة هو الحديث عن علم الله عز وجل ابتداء من قول الله عز وجل (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) ثم جاء في ثنايا الحكم الشرعي للظهار (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى) (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ) فكلها تتحدث عن هذا وكأنها سورة لبيان علم الله ولفت النظر إلى مراقبة الله سبحانه وتعالى ولهذا يمكن أيضاً أن نجد رابطاً قوياً بينها وبين سورة الحديد التي قبلها، تحدثت سورة الحديد في بدايتها عن علم الله عز وجل [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لفتة في سورة المجادلة لفتت نظري وهي أن كل آية من آيات السورة فيها لفظ الجلالة [/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] هذه هي السورة الوحيدة التي يذكر فيها لفظ الجلالة في كل آية وهذا السؤال يكثر في المسابقات ما السورة التي اشتملت جميع آياتها على لفظ الجلالة؟ والذي يظهر والله أعلم أن هذا مرتبط بموضوعها التي ذكرناه فهي تصل الانسان وتبقيه مرتبطاً بالله عز وجل مراقباً لله عز وجل عالماً أن الله عز وجل موجود وأنه مطلعٌ على كل شيء فهؤلاء البشرية وهؤلاء الناس لا ينفصلون في حال من الأحوال عن علم الله عز وجل أينما كانوا وفي أي حال كانوا[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إذن موضوع السورة هو الإشارة إلى علم الله سبحانه وتعالى وسعته[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] هذا ما ظهر لي[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أنا أؤيدك وهذا الموضوع كان في ذهني وكنت أنتظر ماذا ستقول وفعلاً هذا الموضوع ظاهر في السورة ولعله يأتي أثناء الحوار الحديث حوله. الآن موضوع مجادلة النبي صلى الله عليه وسلم لخولة لعلك تذكر لنا سبب القصة لأن بعض الناس قد لا يعرفها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] هذه القصة المشهورة عند المفسرين أنها نزلت في خولة بنت ثعلبة وفي بعض الروايات خولة بنت خويلد وبعضهم يجمعون بين القولين أنها خولة بنت ثعلبة بنت خويلد منهم من نسبها إلى أبيها ومنهم من نسبها إلى جدّها وهناك أقوال أخرى في اسمها لكن لا يهمنا اسم المرأة بقدر ما يهمنا الحاصل من القصة. خولة بنت ثعلبة أو خولة بنت خويلد جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها أوس بن الصامت كان قد ظاهر منها ثم خرج إلى قومه وبقي فيهم ساعة ثم عاد إليها وكان به لمم هو طرف من الجنون ربما يحمق بسرعة أو يغضب بسرعة فلما عاد قالت لا والله حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرداها على نفسها فامتنعت وفي بعض الروايات أنه وثب عليها فدفعته كما يدفع الرجل الكبير السن لأنه كان كبيراً ثم خرجت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت إليه وأخبرته بالقصة وكان الظهار محرِّماً في الجاهلية ما كان معلوماً في الجاهلية وفي بداية الإسلام أن الرجل إذا قال لامرأته أنت عليّ كظهر أمي فإنها تحرم عليه ولا يجوز الرجوع إليها بحال من الأحوال إما أن تبقى معلّقة وحراماً على زوجها أو يطلقها فتتزوج برجل آخر، قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما أراك إلا قد حرمت عليه، أخذت تجادل النبي صلى الله عليه وسلم وهي تحاوره وتجادله وتقول يا رسول الله والله ما ذكر طلاقاً فيقول ما أراك إلا قد حرمت عليه وهي تحاوره وتجادله وتشتكي، كان من ضمن شكواها أنها قالت يا رسول الله إن لي صبية صغاراً إن ضممتهم إليّ جاعوا وإن ضممتهم إليه ضاعوا بمعنى أن هؤلاء الأطفال لا يستغنون عن أبيهم ولا عن أمهم فإن بقوا عند أمهم جاعوا وإن ذهبوا عند أبيهم ضاعوا من الرعاية التي ترعاهم الأم وتقول أيضاً: يا رسول الله أبلى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني اشكو إليك، فنزلت الآيات مع ما في هذه الكفارة من غِلظ إلا أنها رحمة بالأمة لأن الأسوا هو أن تبقى هذه المرأة محرّمة على زوجها إلى الأبد. وبعض العلماء يربط بين هذه السورة وبين سورة الحديد بأن سورة الحديد أشارت في نهايتها (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)) فكأن هذا الحكم هو من فضل الله على الأمة والحقيقة كل الأحكام والتشريعات هي فضل على الأمة حتى الأحكام التي فيها شدة وفيها تعب ابتلاء هي من فضل الله عليك، عندما تصوم هذا فضل الله عليك عندما يأمرك بالصيام هذا من فضل الله عليك لأن هذا الصيام يرفعك درجات وعندما يأمرك بالصلاة وعندما يأمرك بالجهاد وإن تعبت فهذا رحمة من الله عز وجل بعباده لأنه لولا هذه التكاليف لما وفقنا بهذه الدرجات فيرى بعض العلماء أن هذه علاقة بينها وبين سورة الحديد وأن هذا نوع من فضل الله عز وجل فلما جاءت في آخر سورة الحديد (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) جاءت هذه (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ) ليبين فضل الله عز وجل ولطفه بعباده. هذه هي سبب النزول وهو ما جرى من هذا الظهار. من الأشياء الجميلة في هذا ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تعجب وتقول "تبارك الذي وسع سمعه كل شيء" وفي بعض الروايات "تبارك الذي وسع سمعه الأصوات" إني في جانب البيت وخولة في جانبه تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم أسمع بعض حديثها ويخفى عليّ بعضه، لا إله إلا الله! عائشة في جانب البيت والبيت صغير ولكن لأن الحديث كان مسارّ’ يخفى ومع ذلك ينزل الوحي من فوق سبع سموات (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا) ثم انظر إلى تذييل الآية (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) فهو سبحانه وتعالى يسمعكم وهو يبصر سبحانه وتعالى وهذه من الآيات المهمة في أولاً مراقبة الإنسان لربه وثانياً وهو الذي يغفل عنه أناس كثيرون وهو لطف الله واطّلاعه على حاجة عبده، الله عز وجل مطلع على حاجتك إلجأ إلى الله وتوكل على الله واعلم أن الله عز وجل هو عليمٌ بحالك وهو سبحانه وتعالى لطيف بك وسيسمع شكواك إن اشتكيت إلى الله عز وجل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولفتة مهمة جداً وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرحيم بأمته ما استطاع أن يفتيها إلا بالتحريم حسب علمه عليه الصلاة والسلام وما كان في استطاعته أن ييسر عليها أكثر من ذلك لكن الله سبحانه وتعالى لطفاً بها وتوسيعاً عليها وعلى الأمة نزلت هذه الآية وأتصور أنها نزلت في نفس المجلس. [/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] وانظر إلى مسألة -ونحن الحقيقة بحاجتها في هذه الحادثة- جلوس النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه المرأة الكبيرة في السن واستماعه إلى شكواها وحواره لم ينهرها ولم ينفرها ولم يطردها مع الأسف بعض العلماء اليوم يكون شديداً ويكون قاسياً ويكون متعنتاً ويرمي بالفتوى كأنه يصفع بها المستفتي، النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما أراك إلا قد حرمت عليه، وحتى في البداية نصحها وقال إرفقي بزوجك إنه كبير السن إرفقي به فأخبرته القصة وبقيت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستمع إلى هذه الشكوى. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] زوجها هو أوس بن الصامت صحابي ومن رواة الحديث[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] وهذه الشكوى لم تكن من جمعية ولم تكن عبر مجالس نيابية أو مجالس شعبية ولم تكن شعبية لكن شكوى امرأة في المجتمع المسلم لكن القرآن لا يهمل وإن كانت حادثة في بيت صغير مع رجل كبير في السن مع امرأة طاعنة في السن إلا أن القرآن لا يهمل مثل هذه القضايا وهذه من الأشياء التي ينبغي أن نقف عندها في نظرتنا إلى كتاب الله عز وجل[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ورضي الله عن خولة فقد كانت سبباً في مثل هذا التشريع الذي كان فيه تخفيف على الأمة. نعود إلى أول السورة في قضية الظِهار (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم) لو توضحها مع شرح الآيات التي وردت في كفارة الظهار، وهل ما زال موجوداً اليوم أم له ألفاظ أخرى غير؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] يمكن أن يكون موجوداً في أي وقت لأنه لفظ. أصل الظهار عند العرب أن يقول الرجل لامرأته أنت عليّ كظهر أمي (في التحريم) يريد بذلك تحريمها ثم اختلف الفقهاء بعد ذلك فيما إذا شبهها بإحدى محارمه فيما إذا قال أنت عليّ كوجه أمي، كيد أمي أو كجزء من أجزائها ولعل معظم أو أبرز الأقوال في ذلك أن الظهار تشبيه الرجل امرأته أو جزء شائع منها بإحدى محارمه ونحن هنا عندما نتحدث عن هذا التشبيه وهو التشبيه الذي يعني أن الاستمتاع بهذه المرأة هو في مقام الاستمتاع بهذا المحرَم لكن إذا أراد أن يشبه زوجته في المعزّة بأخته أو في أنه يقدّم ويعطيها فليس هذا من الظهار إنما المراد أن يشبهها أي أن استمتاعي بهذه المرأة حرام عليّ كاستمتاعي بإحدى هذه المحارم وهناك مسائل كثيرة في هذا الباب[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يؤكد القاعدة المعروفة عندنا في الفقه أن العبرة بالمعاني وليست العبرة بالألفاظ في مثل هذه العقود فالرجل عندما يقول لزوجته أنت عليّ كظهر أمي يقصد التحريم وفي العادة أنه لا يقول هذا إلا في حالة الغضب أو حالة المفارقة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] والذي ينبغي الإشارة إليه أن الظهار لا ينبغي إيقاعه بل لا يجوز لماذا؟ لأن الله عز وجل قال (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم) أولاً قال (مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ) فهؤلاء النسوة لا يمكن أن تكون بحال من الأحوال أماً وإن قلت أنها كأمك أو جعلتها أماً لك، ثم (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا) فكون هذا الأمر وهو الظهار وصفه الله عز وجل بأنه منكر وزور يدل على أن من ارتكبه أو فعله فهو آثم ولا يجوز. لهذا نقول ينبغي أن يفقه الرجل وينبغي أيضاً أن تفقه المرأة إن حصل من زوجها شيء من هذا أنه لا يجوز أصلاً لا ينبغي للرجل أن يقول هذا الكلام وإن أراد أن يحرر امرأته أو اختلف معها فهناك أساليب كثيرة ولكن لا يصل إلى هذا لأنه محرّم هذا بالنسبة للظهار.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تحدثنا عن الظهار ووصفت الظهار وهو أن يقول الرجل لزوجته أنت عليّ كظهر أمي إشارة إلى تحريمها عليه، ما كفارته؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] كفارته كما ذكرها الله سبحانه وتعالى إذا وقع الظهار من الرجل فإن الكفارة:[/FONT]
[FONT=&quot]أولاً[/FONT][FONT=&quot] أن يعتق رقبة إن كانت موجودة وكان قادراً (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا) قبل أن يمسها فإن مسّها قبل الكفارة فهو آثِم يتحمل الإثم، لا يجوز له ذلك. وكثير من العلماء اليوم ونحن نتحدث عن الواقع ربما يتجاوز الرقبة لأنها لم تعد موجودة وهناك صعوبة، ربما هناك بعض الرقّ في بعض البلاد لكن من الصعوبة أن تصل إليها وأن تعتق ومن ثمّ ينتقل إذا تعذر بعدم وجود الرق أو كونه غير قادر على الشراء فينتقل إلى المرحلة الثانية[/FONT]
[FONT=&quot]ثانياً: [/FONT][FONT=&quot](فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا) وهذا الصيام يجب أن يكون شهرين كاملين وأن لا يكون هناك انقطاع لو أفطر يوماً واحداً بلا عذر فإنه يستأنف من جديد ويبدأ من جديد ولا يحتسب له ما مضى. بل عند بعض العلماء كما هو الحال عند أبي حنيفة لو أفطر بعذر فإنه يعيد من جديد لكن الصحيح إن شاء الله تعالى بعذر لأنه أحياناً قد يصيبه مرض أو نحوه بل حتى المرأة في غير كفارة الظهار في كفارة القتل الخطأ إذا لم تجد رقبة فإنها تصوم شهرين متتابعين ومعلوم أن المرأة الطبيعية لا تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين فإن شاء الله تعالى إن أفطر بعذر فلا بأس. [/FONT]
[FONT=&quot]ثالثاً:[/FONT][FONT=&quot] ثم إن لم يستطع الصيام وكان ممن لا يستطيع الصيام فقد جعل الله عز وجل له إطعام ستين مسكيناً (فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا) ونشير إلى أن هذه الكفارة هي على الترتيب وليست على التخيير أي أن الأصل عتق رقبة إن وُجدت فإن لم توجد فالأصل الصيام إلا لمن كان عاجزاً عن الصيام فإن كان ممن لا يستطيع الصيام فإنه بعد ذلك يأتي الإطعام إطعام ستين مسكيناً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كنا نتحدث عن كفارة الظهار ولفت نظري عند الحديث عن آيات الظهار أن الله سبحانه وتعالى بعد أن ذكر الكفارة الأولى قال (ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وبعد الخيار الثاني والثالث قال (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ) ما تعليقك على ختام الايتين؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] الذي يظهر والله أعلم أن الأول ذكر (ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ) بعد الكفارة الأولى وهي الأعلى في التغليظ فهو يقول أن هذا هذا زجر ووعظ لكم حتى ترتدعوا وبعد أن ذكر سائر الأحكام المتعلقة بيّن أن الالتزام بهذه الحدود هو سبب للإيمان بالله عز وجل ورسوله (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ) جاء تعليقاً على الحكم عموماً وذاك جاء تعليقاً على العتق.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] خطر على بالي إضافة إلى ما ذكرتم أن كثير من أبناء المسلمين للأسف أصبحوا يشككون ويهونون من الأحكام الشرعية ويرون أن قطع يد السارق أو جلد الزاني أو مثل هذا الحد الذي ذكره الله سبحانه وتعالى أنه نوع من التخلف وأنه يتعارض مع حقوق الإنسان ولعل التنصيص هنا (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ) إشارة إلى أن التسليم والانقياد لأوامر الله في مثل هذه الحدود[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] الحديث مع هؤلاء يكون من جانبين الجانب الأول الجانب الديني الشرعي فالمسلم يجب عليه أن يسلّم بأمر الله عز وجل أياً كان، هذه واحدة وهذا لمن كان مسلماً معترفاً بالاسلام. لكن هناك جانب آخر وهو جانب واسع للذين لا يريدون أن يلتزموا بالنصوص وهو أننا حقيقة لا نجد تشريعاً كالتشريع الاسلامي يعالج القضايا كالتشريع الإسلامي. اليوم على سبيل المثال تعال إلى البلدان الإسلامية التي تطبق القصاص وإن كان لا يطبق أحياناً ولكن هذا هو الأصل ثم تعال إلى الدول التي لا تطبق القصاص وانظر إلى معدلات الجرائم في هذه البلدان وفي تلك البلدان وهكذا قس على ذلك سائر الأحكام فأقول تعالوا لا يمكن لهذه العقول البشرية مهما اجتهدت ومهما توسعت لا يمكن أن تصل إلى التشريع الإسلامي[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بعد أن ذكر الله تعالى حد الظهار والكفارة ذكر الله سبحانه وتعالى بعدها (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ) ما مناسبة هذه الآية بعد قصة الظهار؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] أجد في هذه السورة تسلسلاً عجيباً هذه السورة تتحدث عن قضايا متعددة ابتداء من قصة حصلت وهي قصة خولة مع زوجها وبيان أحكام الظهار ثم تحدثت عن الكفار في هذه الآية تحدثت عن المنافقين تحدثت عما يكون من نجوى بين المنافقين أو بين المنافقين واليهود كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء تحدثت عن الأدب في المجالس تحدثت عن علاقة اليهود بالمنافقين جوانب مختلفة والشيء الجميل جداً في هذه السورة والتي ينبغي أن تتأمله أنك لا تجد فاصلاً بين موضوع وموضوع هناك رابط عجيب وغريب وهذا سر من اسرار القرآن بين كل موضوع لا تشعرعند الانتقال من موضوع إلى موضوع لا تشعر أن هناك حد فاصل. هنا مثلاً حكم من أحكام الظهار خولة جاءت تشتكي قال الله عز وجل (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الذين لا ينفذون حدود الله. ثم جاء الحديث بعد ذلك عن الذين يحادون الله وهم الكفار ما شأنهم؟ (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ (6)) هذه الجملة (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ) جاء هذا الرابط الحديث عن الكفار وبعثهم ليربطك أيضاً بالآية التي بعدها وهي (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) ضرب المثل في علم الله عز وجل هنا بالنجوى لمناسبة الحديث عن النجوى بعد ذلك فجاء هنا (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً فيه إظهار للمقصود الذي ذكرته في قوله هنا (أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ) وهذا المقطع مخيف جداً للمسلم عندما يتأمل في هذه الدقة المتناهية في إحصاء الأعمال.[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] أريد أن ألفت نظر المشاهد إلى الروابط بين الآيات وبين الموضوعات المتعددة (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ) جاء بعدها (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا) – (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) ذلك الذي ينبئ هو الذي يعلم ما في السموات والأرض بما في ذلك النجوى، ثم جاء الحديث عن النجوى ثم جاء بعدها (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى) ثم جاء توجيه المؤمنين وأنهم لا ينبغي أن يتناجوا بالاثم والعدوان وكيف يتناجوا؟ ثم ماذا عن النجوى مع الرسول صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً)؟ ماذا عن سائر الآداب؟ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ) من هم هؤلاء الذين يتناجون؟ المنافقين (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم) تناسب واضح وقوي وهو إعجاز من اعجاز القرآن[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وموضوعه الذي ذكرته وهو بيان علم الله سبحانه وتعالى واضح في كل هذه القصص. نرجع إلى قضية النجوى، ما المقصود بالنجوى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] النجوى أصلها المسارّة الحديث الجانبي المسارّة أن يتسارّ إثنان أو أكثر وقد جاء الحديث هنا ليس عن عموم النجوى ولكن عن النجوى التي نهي عنها هؤلاء المنافقون الذين كانوا إذا مرّ بهم المسلمون فإنهم ينفردون ويتحدثون فيظن هذا المسلم أنهم أرادوا به سوءاً. في بعض الروايات أن الآية تتحدث عن اليهود أو اليهود مع المنافقين يتناجون فيقول المؤمن ماذا أراد هؤلاء بي؟ ماذا حصل للمسلمين؟ ربما هزموا، أصاب إخواننا هزيمة أو غير ذلك، فنهوا عن النجوى. ومن المناسب أن نذكر هنا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم -انظر كيف معاملة النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه لنا في الأدب مع بعضنا حتى المناجاة والحديث سراً لا ينبغي أن يكون لأنه يؤذي الآخرين- فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون ثالثهم فإن ذلك يحزنه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا فعلاً هو يحزن[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] يعني عندما أكون معك ومعنا شخص آخر ثم آخذه -والذي يظهر والله أعلم أنه حتى الاستئذان هنا أنه لا ينبغي - لكن إذا كان هناك أكثر من واحد فلا بأس بذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]أبو عبد الرحمن من البرازيل:[/FONT][FONT=&quot] سئلت بالأمس أن سورة (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) أحد الإخوة الذين اسلموا سألني كيف لو أسلم أبو لهب لكان بطلت حجج القرآن؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] سؤال جميل وجميل أيضاً أنه جاء من هؤلاء حديثي الدعوة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ابو عبد الرحمن مهتم بالدعوة وله جهود مشكورة اسأل الله أن يوفقه[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] وأنا أقول له هذا دليل قاطع على اعجاز القرآن لأنه لو أسلم أبو لهب لكان موقف النبي صلى الله عليه وسلم موقفاً محرجاً وهذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى علِم أن أبا لهب وهذه الآيات نزلت وهو على قيد الحياة فعلم أن أبا لهب لا يمكن أن يسلم وأنه سيموت كافراً وهذا من إعجاز القرآن. ومثله وإن لم يصرح بالاسم ما جاء في قصة الوليد بن المغيرة (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) المدثر) إلى أن قال تعالى (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)) هذا وعيد وهو على قيد الحياة فهذا من اعجاز القرآن لكن ينبغي أن يُعلم لأن بعض الناس يخلط بين قدر الله عز وجل وعلمه وبين عمل العبد، لا، لم يُحل بين العبد والعمل ولكنه علم الله عز وجل السابق والشامل وهو نوع من إعجاز القرآن وهو الاعجاز الغيبي المستقبلي[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تأكيداً لكلامك وهذه فائدة مهمة للمشاهدين يقول الكاتب مصطفى صادق الرافعي رحمة الله عليه أن القرآن الكريم فيه آيات في القرآن لا يمكن أن يجازف أن يقولها عاقل لو كان القائل بشر مثل قوله (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) المسد) ومثل قوله تعالى (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ (88) الإسراء) لو كان بشر هو الذي يقول هذا الكلام لشُك في عقله لأنه من يضمن؟ إفرض أنك ضمنت كل الذين ذهبوا أن لا ياتوا بمثل هذا القرآن هل تضمن الذين ياتون لكن دليل على أنه لا يقوله إلا خالق البشر الذي يعلم الغيب سبحانه وتعالى وهذا من كمال إعجاز القرآن الكريم. نعود إلى حديثنا عن قضية النجوى وذكرت أن الذين يتناجون حتى في مجالسنا الخاصة عندما تجلس في مجلس وترى اثنين أو ثلاثة بجانبك يتحدثون حديثاً لا تسمعه أنت ويضحكون أنا عن نفسي أنا أتضايق من هذا المجلس[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ألا يتناجى اثنان دون الثالث لأن ذلك يحزنه، ويبقى أدباً عاماً إلا إن كان هناك حاجة فلا بأس.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله سبحانه وتعالى هنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا) بعد أن تحدث عن النجوى وهو مما يحدث في المجالس انتقل للحديث عن أدب المجالس[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] أدب المجلس أدب آخر وهذه كما ذكر العلماء جاء مجموعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم البدريين فجاؤوا وسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم وبقوا واقفين وكان المجلس مليئاً وسلموا على الناس فردوا عليهم السلام فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض من حوله بالقيام لهؤلاء وهذا من الأدب أن نحترم الإنسان القادم، بعض الناس ربما يشكل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهى فيه أن يقيم الرجل الرجل من مجلسه ونحن نقول نعم أنت لا ينبغي لك أن تقيم إنساناً لكن أنا كصاحب بيت أقول لابني أو أخي أو من يعزّ عليه أقول له قم لهذا الضيف، النهي موجه لك أيها الإنسان أن لا تقيم الرجل من مجلسه والأصل هو التفسح فإن عجز ولذلك بدأت الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ) لكن بعدها (وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا) والنشوز هو الارتفاع والمراد هنا القيام، فإذا طلب منكم القيام فقوموا. وهذا فيه تأدب مع الآخرين وفيه تربية للنفس أن لا ينبغي أن يكون هدفي أناني، ما المشكلة لو قمت من أجل فلان أو فلان؟ هذا فيه تربية للنفس فيه إيثار وفيه اشياء كثيرة. والحقيقة ومن الأشياء الملفتة هنا أن الله عز وجل رتب على الاستجابة لهذا الأمر (وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) هذا جواب الطلب، جواب الأمر لم يقل يرفع الله الذين آمنوا ليست جملة مستأنفة، انشزوا حتى يتحقق لكم الرفعة فإذا التزمت بهذه الأوامر تحققت الرفعة (وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] توقفنا عند المناجاة وقضية القيام من المجلس وآدابه وما فيه من تأديب المسلمين واحترام وتوقير القادم. جاءت الآية التي بعدها في قضية المناجاة الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم معنا في سورة الحجرات الحديث حول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (1)) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ (2)) ما العلاقة بينها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] جاء الحديث عنها من جوانب متعددة أولاً أولئك الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى ولكنهم لم ينتهوا وهم المنافقون ثم جاء بعد ذلك تأديب المؤمنين في ما هو موضوع النجوى إن كانت هناك نجوى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى) فهو توجيه لموضوع النجوى بصرف النظر عن الأدب الذي يكون، هذا شيء لكن موضوع النجوى يجب أن يكون كذلك. ثم جاء بعد ذلك الحديث عن النجوى مع النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم هو قائد الأمة وهو شخص ليس له مثيل وليس هناك من يقوم مقامه وحاجات الناس المختلفة قد تثقل على النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينبغي أن يكون هناك إثقال على النبي صلى الله عليه وسلم فأمر الله عز وجل المؤمنين أن من أراد أن يناجي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقدم صدقة عندما يناجي النبي صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) فأُمروا بذلك ولكن كان هناك ثقل على الناس فيقال أنه لم يعمل بهذه الآية إلا عليّ رضي الله عنه ناجى النبي صلى الله عليه وسلم وقدّم صدقة وما لبثت أن نسخت الآية بعد عشرة أيام جاءت الآية التي بعدها تخفيفاً على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) بمعنى اكتفوا بهذا وعفى الله سبحانه وتعالى عنكم. علماً أن إيجاب هذه الصدقة ليست إلا على من يجدها لأن الآية الأولى (فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) فمن يجد الصدقة فليقدمها ومن لم يجد الصدقة فلا شيء عليه فإن الله غفور رحيم. ثم خفف الله عز وجل عن الجميع عن من يجد ومن لم يجد فنسخت الآية وهذه من الآيات المنسوخة. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كان الهدف منها هو توقير النبي صلى الله عليه وسلم [/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] توقير النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار مكانته وبيان رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الآية التي بعدها (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً (16)) لعل يكون في هذا جواب لسؤال أحد الإخوة على الفايسبوك: لماذا يكثر المنافقون من الحلف للناس وحتى يوم القيامة يحلفون بالله؟ وهل كثرة الحلف دليل على النفاق؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] أولاً هذه الآية تتحدث عن المنافقون في القول الظاهر والله أعلم وهو الراجح لأن هناك من يقول أنها تتحدث عن اليهود. (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم) لكن القوم الذين غضب الله عليهم هم اليهود ومن ثمّ فإن الأولى أن نقول أن الآية تتحدث عن المنافقين الذين تولوا اليهود وقوله (مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ) أن هؤلاء المنافقين ليسوا من المسلمين ولا من اليهود كما قال عز وجل (مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء (143) النساء) هكذا طبيعة النفاق النفاق كما قال الله عز وجل وهي إجابة صريحة على هذا السؤال لماذا يكثر المنافقون من الحلف؟ (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً) وقاية سترة يستترون بها لأن هذا الحلف هو الذي يقيهم العقوبة ولذلك إقرأ في سورة التوبة (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ (74)) (سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ (95)) لأنه مفضوح وكذلك في سورة المنافقون (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ) لا يستطيع أن يقي نفسه إلا بالحلف وهذا شان المناقين لأن الأفعال تناقض الأقوال فى يجد طريقة إلا الحلف من أجل إقناع الآخرين بأن هذه الأفعال هي أفعال صحيحة فيلجأ إلى الحلف. هل الحلف هو من علامة النفاق؟ نقول الحلف الكذب هو من علامات النفاق لكن في الجانب الآخر لا ينبغي للمؤمن أن يعود نفسه الحلف حتى وإن كان صادقاً الإنسان الواثق من نفسه لا ينبغي أن يكثر من الحلف لأن هذا يدل على أنني عديم الثقة بالعكس الذي يجب على الإنسان الحازم أن يقول كلمته وبدون يمين ويقول أنا سأنفذ فإذا قلت وصدقت ولم تحلف هذا أقوى أما أن ألزم نفسي أنني سأفعل أو قد حصل كذا وكذا[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نختم بالحديث عن حزب الشيطان وحزب الله سبحانه وتعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] الحديث جاء عن هؤلاء المنافقين وقد بيّن الله سبحانه وتعالى بقوله (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ) استحوذ بمعنى استولى عليهم وهو بمعنى السيطرة فغلب عليهم الشيطان وتعجب فعلاً من هؤلاء المنافقين لا يسمعون ولا يبصرون ولا يعقلون وتعجب من هؤلاء الكفار فلا تجد تفسيراً لذلك إلا أن الشيطان غلب عليهم واستولى فهو يوجههم إلى كل ما فيه سوء ويقودهم إلى كل شرّ لو كان عندهم أدنى عقل منطقياً لا تمشي لكن إذا عميت القلوب فانتهى الأمر (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ) ثم وصفهم الله عز وجل بأن هؤلاء الذين انقادوا للشيطان هم حزب الشيطان. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ووصف المقابلين من المجاهدين بانهم حزب الله. في قوله عز وجل هنا (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) قاعدة من قواعد القرآن المضطردة[/FONT]
[FONT=&quot]د. صواب:[/FONT][FONT=&quot] لا نريد أن نفصلها عن بداية الآية (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ) فهم في جملة الأذلين. إذن قاعدة: كل من حادّ الله وهي قاعدة كل ما حاد الله كل من شاق الله ورسوله فهو ذليل وإن بدا أنه منتصر لأنه كتب الله لأغلبن أنا ورسلي فالغلبة هي لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وأتباعه[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فتح الله عليك وشكر الله لك انتهى وقت الحلقة وكان عندي بعض الأسئلة لعلك تجيب عنها في ملتقى أهل التفسير إن شاء الله. انتهى وقت اللقاء أسأل الله تعالى أن يكون نافعاً مفيداً لنا جميعاً وأن يكون عوناً لنا على فهم القرآن وتدبره. أشكر الدكتور يحيى بن صواب على ما تفضل به كما أشكركم على حسن المتابعة وألقاكم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
[FONT=&quot]*************[/FONT]
[FONT=&quot]الفائز بحلقة الأمس:[/FONT][FONT=&quot] مريم أحمد السعيد[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الحلقة:[/FONT][FONT=&quot] علّم الله المؤمنين آداب المناجاة فيما بينهم في آيات الجزء الثامن والعشرين فما تلك الآيات؟[/FONT]
 
عودة
أعلى