ضيف الحلقة (160) يوم الخميس 7 رمضان 1433هـ

إنضم
25 سبتمبر 2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (160) يوم الخميس 7 رمضان 1433هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم الخبير بمركز تفسير للدراسات القرآنية وأستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الشارقة سابقاً.
وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة التحريم .

وسوف يبدأ البرنامج الساعة الرابعة عصراً بتوقيت مكة المكرمة إن شاء الله .

روابط التحميل للحلقة

رابط فيديو جودة عالية
http://archive.org/download/thexinxyway_328/tafsir7.AVI

رابط فيديو جودة متوسطة

http://archive.org/download/thexinxyway_328/tafsir7.WMV

رابط صوت
http://archive.org/download/thexinxyway_328/tafsir7_MP3_.mp3

مشاهدة مباشرة من موقع الملتقي علي اليويتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=RmAVdPkx91E
 
بارك الله فيكم ، ماشاء الله حلقة قرآنية تربوية ماتعة !
لم يكدرها سوى انتهاء وقت البرنامج ..
عشنا اليوم معكم في بيت النبوة ...
هل للدكتور مصطفى حلقات مسجلة في تفسير القرآن غير برنامج التفسير المباشر ؟
ليتكم في مركز تفسير تعملون على تسجيل تفسير القرآن كاملًا للدكتور مصطفى ـ حفظه الله ـ فنستفيد من علمه وتجاربه وأسلوبه الذي لايمل منه السامع ... متعه الله بالصحة والعافية وزاده من واسع فضله ...
 
يعجز اللسان عن شكركم على هذه الحلقة الرائعة القيمة المليئة التي نقلتنا بكل مشاعرنا إلى بيت النبي صلى الله عليه سلم فكأننا نرى المشاهد تمر أمام أعيننا صوراً حية لمست قلوبنا وأطلقت ألسنتنا بالدعاء لكم شيخنا الفاضل د. مصطفى أثلج الله قلبكم وقلوبنا بنصر المجاهدين في سوريا وأسأل الله تعالى أن يستمعوا لنصائحكم الغالية الحقّة جزاكم الله عنا خيراً وزادكم من لدنه علماً يبدد لنا ظلمات الجهل
والشكر الجزيل موصول لمشرفنا الفاضل على حسن انتقاء الضيوف وهذه ليست أولى بركاته وهذا البرنامج بلا منازع أفضل ما قُدم في البرامج القرآنية كتب الله لكم الأجر العظيم إلى يوم الدين.
طلب: ذكر الدكتور مسلم في الحلقة أنه كان يود الحديث عن الآية الثامنة من سورة التحريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فرجائي له أن يكتب لنا ما لديه حولها هنا في الملتقى مع هذه الحلقة حتى يتم توثيقها وتعم المنفعة.
 
ولمن أراد المزيد مع هذه السورة الكريمة سورة التحريم فللدكتور الفاضل مصطفى مسلم كتاب بعنوان
[FONT=&quot]تربية الأسرة المسلمة في ضوء سورة التحريم .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 160[/FONT]
[FONT=&quot]ضيف البرنامج في حلقته رقم (160) يوم الخميس 7 رمضان 1433هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم الخبير بمركز تفسير للدراسات القرآنية وأستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الشارقة سابقاً[/FONT]
[FONT=&quot]وموضوع الحلقة هو:[/FONT]
[FONT=&quot]علوم سورة التحريم[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]---------------[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. حيّاكم الله أيها الإخوة المشاهدون الكرام في كل مكان في برنامجكم التفسير المباشر ومع هذه الحلقة التي تأتيكم عن سورة التحريم التي سوف يكون حديثنا بإذن الله تعالى حولها. باسمكم جميعاً في بداية هذه الحلقة أرحب بضيفي وشيخي فضيلة الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الشارقة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً والخبير في مركز تفسير للدراسات القرآنية بالرياض حالياً فحياكم الله شيخنا وأهلاً وسهلاً بك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سورة التحريم هي آخر سورة في الجزء الثامن والعشرين ولعلنا نبدأ إن شاء الله بسم سورة التحريم، هل هذا هو اسم توقيفي؟ هل لها أسماء أخرى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. حسب اطلاعي ليس لها اسم توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المفسرون يذكرون لها عدة أسماء: سورة التحريم وسورة النبي صلى الله عليه وسلم وسورة لِمَ تُحَرِّم، فهذه كلها كانت متداولة بين الصحابة والتابعين يعرّفون بها بهذا الشكل حسب علمي لم يثبت اسم توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لكن يبدو أن اسم التحريم هو أشهر الأسماء[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: اشتُهر وكتب في المصاحف[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وقت نزول السورة متى كان بالتحديد؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: سورة التحريم من السور المدنية المتأخرة في النزول وهي وبعض السور الأخرى اهتمت بالجانب التربوي للأسرة المسلمة. نحن قلنا مراراً ونكرر للفائدة المرحلة المكية اهتمت بأسس العقيدة وأمهات الأخلاق الألوهية والنبوة واليوم الآخر وأمهات الأخلاق والشرائع هذه في المرحلة المكية أضيف لها ثلاثة أمور أخرى أهداف في السور المدنية في المرحلة المدنية وهو البناء بناء المجتمع الاسلامي أفراد ومجموعات وأسرة ودولة وصيانة ما كان يرتكبه بعض المسلمين كأخطاء معاصي تأتي حدود وأحكام لها وما كان يفسده المنافقون واليهود وهم من الداخل فكانت عملية الصيانة مستمرة في المرحلة المدنية وقضية الدفاع وهي الحماية الخارجية من الأعداء، هذه ثلاثة أهداف أضيفت إلى الأهداف الأربعة. فسورة التحريم تهتم بجانب الأسرة الإسلامية ولذلك محورها قضية تربية الأسرة الاسلامية من خلال أحداث وقعت في بيت النبوة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: هذا هو محورها: تربية الأسرة المسلمة من خلال أحداق وقعت في بيت النبوة[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: في بيت النبي صلى الله عليه وسلم [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: إذن نقول هي من المتأخر من السور المدنية وأذكر أنك قسّمت في بداية كتابك عن سورة التحريم مراحل النزول المكي والمدني [/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: بعد السنة الخامسة أو السنة السادسة هذه المرحلة يعني ورد في أسباب النزول اسم زينب بنت جحش كما سيأتي في أسباب النزول وجاء ذكر بعض زوجات النبي ماريا القبطية، أمهات المؤمنين كان زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بهنّ في وقت متأخر فما دام في ورد في أسباب النزول فإذن هي نزلت بعد هذه الأحداث فهي على الغالب بعد السنة الخامسة، السادسة، السابعة في مرحلة متأخرة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ما هو سبب النزول المباشر لهذه السورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: ذُكرت عدة أسباب ولكن السبب الذي رجّحه كثير من المفسرين وورد في الصحيحين رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من عادته يمر على بيوت أمهات المؤمنين يسألهن: ألك حاجة؟ ألك حاجة؟ يقف على باب البيت يسأل صاحبة البيت ثم يذهب إلى التي عندها الدور فيبيت عندها. فلاحظت السيدة عائشة رضي الله عنها – طبيعة الغيرة، فضول النساء وغيرتهنّ - رأت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يأتي بيت زينب بنت جحش يقف عند بابها يتأخر قليلاً مثلاً الأمر يستغرق دقيقتين وقد يستغرق عند بيت زينب خمس دقائق فما السر في هذا؟ هل هناك كلام يجري أو أمر يحدث؟ فحاولت أن تستفهم من هنا وهنا عرفت – على فكرة بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متقاربة وكان عنده تسعة من الناس كانت تترأس السيدة عائشة مجموعة وتترأس أم سلمة مجموعة أخرى فإذا كان هناك شيء يتحققوا منه يوظفوا المجموعة التي تتعاطف معهم - فعندما سألت عرفت أن زينب بنت جحش لها أقرباء في البادية قد أهدوا لها عُكّة عسل فعندما يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم يمر عليها تذوب شيئاً من العسل في الماء فعندما يقف على بابها يسالها ألك حاجة تناوله هذا القدح من العسل فيشرب رسول صلى الله عليه وسلم ثم يكمل جولته. هذه ميزة إذن ستكون هذه القضية تكون سبباً لأن تتقرب من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستشارت حفصة ومن معها سودة بنت زمعة كيف نعمل؟ فأشاروا عليها أن يجب أن نجد طريقة نحرمه من هذا الأمر. كان الرسول يكره الرائحة الكريهة الثوم والبصل والكراث والمغافير هذه الأشياء التي لها رائحة كريهة جداً يجتنبها يقول "يغشاني الملك". فقالوا نقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل أكلت مغافير؟ نبتة لها رائحة كريهة فيها صبر يأتي إليها النحل فسيقول لا ما أكلت مغافير، فنقول ماذا عملت؟ سيقول شربت عسلاً فنقول إذن نحله وقع على هذا المغافير فأخذ منه فخرجت رائحة المغافير في العسل. وشددوا على ذلك حتى تقول سودة بنت زمعة قبل ما يقرب من بيتي رسول الله كدت أقول له أشم منك رائحة المغافير من شدة ترتيبهم للموضوع وشددت عائشة عليها. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت حفصة قالت ذلك، كل مرة يقول ما أكلت مغافير وإنما شربت عسلاً عند زينب، إذن رعت نحلُهُ المغافير فطلعت هذه الرائحة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات قال فأقسم ألا يشرب عسلاً بعد ذلك عند زينب وبعضهم قال لن أتناول بدون قَسَم ولكن ظاهر الآيات (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) معناها حصل قسم بذلك. هذا الأمر عندما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه أن يشرب العسل مثل هذه القضايا الصغيرة قد تصير في الأمة، في بني إسرائيل وقع قريب من هذا سيدنا يعقوب عليه السلام امتنع عن أكل لحم الجمل لعرق النساء فيه والأطباء قالوا له فامتنع عن ذلك تطبيباً ولكن بني إسرائيل حرّموا أكل لحوم الإبل ديانة [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: وهذا الذي يقصده الله في (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ (93) آل عمران)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: كان تطبيباً حرّمها على نفسه فصارت شريعة عند بني إسرائيل. ولذلك مثل هذه القضايا القرآن الكريم - نقف عندها بعض الشيء فيما بعد- لو لم يعدل القرآن الكريم النظرة ويصحح هذا الأمر قد يكون تشريعًا بعد ذلك للأمة لأن أفعال رسول الله وأقواله وتقريراته كلها تشريع للأمة. فجاء الخطاب الكريم ليبين (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ) ليس هناك مصلحة للأمة وإنما فقط لارضاء بعض الزوجات حتى يمتنع من العسل عند زينب. فجاءت هذه وكانت سبب النزول في ذلك، قد نقف عند بعض النقاط فيما بعد. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: قلت أن محور سورة التحريم هو تربية الأسرة المسلمة من خلال أحداث وقعت في بيت النبي صلى الله عليه وسلم. دعنا نتوقف عند مقاطع السورة يا دكتور هل يمكن تقسيم السورة إلى مقاطع؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: نعم، المقطع الأول هو قضية التحريم وعتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ (3)) أولاً في عتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك أكثر من عشر مواضع في القرآن الكريم فيها عتاب لرسول الله عليه الصلاة والسلام ولكن لو نظرنا في هذه العتابات نجد عتاباً لطيفاً خفيفاً من أرق العتابات وهذا يدل على مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه. القضية قضية تشريع، تحريم وامتناع، تشريع للأمة، لو عاتبه مفاجأة: كيف تحلل؟ وكيف تحرّم؟ سينفطر قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخافة أن تزول النبوة، تُسحب عنه ولذلك بدأ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) ليؤكد أنت باقٍ على نبوتك في مقامك لكن هذه القضية كذا وكذا فخاطبه. في كثير من الأحيان مثلاً قدّم العفو على العتاب (عفا الله عنك )، أحياناً بعد أن يحلّ المشكلة ويجيب عن القضية في نهاية الأمر (ولا تقولن الله) هذه في قصة أصحاب الكهف عندما جاؤوا يسالوه قال ائتوني غداً أخبركم وتأخر الوحي عدة أيام خمسة عشر يوماً[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ولم يقل إن شاء الله[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: لأنه ما قال إن شاء الله، ليعلم الأمة من خلال هذه الحادثة ويبين لرسوله أن كل شيء مستقبل تربطه بمشيئة الله سبحانه وتعالى، جاء بأصحاب الكهف وقصتهم وفي النهاية، لو قال له من البداية لِمَ لم تقل إن شاء الله؟ لكان وقع صدمة. فأجاب عن السؤال وفسّر القضية وفي نهايتها قال (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ (24) الكهف). كثيراً من المواطن يأتي بصيغة الغائب (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ (67) الأنفال) (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى (2 عبس) صيغة الماضي، من الذي عبس؟ إلى أن جاء الخطاب لرسول الله (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)) ولذلك عتابات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه العتابات اللطيفة الخفيفة لتطمين قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم . النقطة الثانية نقول هذا الأمر أمر عادي يحدث في كل البيوت التي فيها ضرائر فيها نساء كل واحدة تريد أن تكسب قلب زوجها إلى نفسها بطريقة ما فهل يقتضي هذا الأمر أن يكون تدخل رباني أن يأمر رسول الله بالكفارة عن يمينه ثم يعود لهذا الأمر ثم يهدد الزوجات اللواتي تظاهرن على رسول الله - بتخفيف العبارة أنه هناك نوع من التآمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم - هل يقتضي الأمر هذا التدخل؟ وهذا يحدث في كل بيت؟! الحقيقة، نعم القضية من الخطورة بحيث أنه ينزل تشريع رباني وقرآن كريم يتلى إلى يوم القيامة في قضية التنبيه على هذا الأمر. وقاعدة شبه عامة تقريباً: متى يتدخل القرآن الكريم في حياة النبي أو الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ باستقراء أسباب النزول وأحداث السيرة في كل موطن يكون هنالك تأثير على النبوة، على مقام النبوة يتدخل القرآن الكريم. في حادثة الإفك السيدة عائشة تقول ما كنت أظن أن ينزل آيات من القرآن تتلى إلى يوم القيامة في تبرئتي، في شأني ولكن القضية ليست قضية دفاع عنها وتبرئة ساحتها القضية قضية نبوة القضية المنافقون تآمروا ليطعنوا في عرض رسول الله ضلهم وإذا سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر تزعزعت ثقة المسلمين بنبيهم. وهنا لو أن وقع في نفوس المسلمين أن بيت النبوة قضية مؤامرات نساء، مرة أحلل ومرة أُحرّم، هذا بيت النبوة بيت التشريع ولذلك أن يكون بيت النبوة يليق بمقام النبوة وعصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد يأخذ فكرة أنها قضية حرّم وحلّل بناء على قضية نساء وكذا، لا، ينبغي أن يكون في الذروة من ثقة المسلمين وإذا تزعزعت ثقة المسلمين واحد من مليار فسد دينه فسد إيمانه ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على هذا، لما كان في الاعتكاف وكان يوصل صفية إلى البيت في الليل رأى اثنان من الأنصار رسول الله معه امرأة فأسرعا، فقال صلى الله عليه وسلم على رِسلكما، قِفا، إنها صفية زوجتي قالوا يا رسول اله فيك نشك؟ قال إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم، لو وسوس في قلوبهما شك أن رسول الله مع امرأة في الليل ذهب دينه ولذلك أن تبقى ثقة المسلمين في نبي الله وفي بيت النبوة في أعلى درجات الثقة هذا القرآن يحرص عليه، كل مكان كل موقع له أثر على النبوة يتدخل القرآن. طبعاً في حادثة الإفك لو رسول الله دافع عن نفسه وبرّأ عائشة سيقول الناس من الطبيعي أن يدافع الواحد عن عرضه، ما يلقى هذا المكان من الأهمية. في مواطن أخرى لا يليق بمروءة المرء أن يقول هذا الشيء ولكن القرآن أدّب المسلمين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ (53) الأحزاب) كانوا يدخلوا بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فمنعهم. الكريم ما يستطيع أن يقول لا تأتوا إلى بيتي، وبعد الطعام (فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) الرسول يُحرج في هذا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ (2) الحجرات) الإنسان صاحب المروءة لا يستطيع أن يقول لا ترفع صوتك أمامي، تأدّب معي، لا يستطيع أن يقول هذا، القرآن نزل ليؤدب المسلمين. في كل المواطن التي فيها المروءة تستقضي شيئاً وأدب الرسول يقتضي شيئاً نزل القرآن يؤدب المسلمين في هذا الشيء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: هذا حديثنا كله في المحور الأول في عتاب النبي صلى الله عليه وسلم. المقطع الثاني[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: المقطع الثاني قضية إفشاء سر الزوجية [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: نعم، القرآن الكريم من عادته أن يركز على مواطن الأهمية التي فيها عبر ودروس وتربية أما القضايا الجانبية الأخرى القرآن ما ذكر لنا مثلاً ما الذي حرّمه رسول الله، ما يتعلق به كثير لكن قضية التحريم بذاتها هي المهمة. القرآن الكريم ما بيّن لنا السر الذي أسره لبعض أزواجه ما قال ما هو السر ولكن إفشاء السر هو المهم فوقف عنده. عندما عرّف عن بعضه وأعرض عن بعض، ما هو الشيء الذي عرّفه وما الشيء الذي أعرض عنه؟ لم يذكره أنه غير مهم. المهم أن الرسول عندما عاتب وبين وقال (نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) العليم الخبير لم يستقصي رسول الله وهذا أدب من الآداب العظيمة "ما استقصى كريمٌ قطّ" إذا أردت أن تعتب على إنسان لا تستقصي لا تضيايقه تحشره في الزاوية بحيث يطلع منه أشياء. مثلاً تسأل الناس النفقة أو الصدقة لو ألحفت في الانكار في النهاية سيقول "بلا هذه الصدقة، ليس هناك غيرك أتصدق عليه؟!" كل إلحاف وتشديد في قضايا "ما استقصى كريمٌ قطّ" في العتاب، في البيان، لا تحرج صاحبك بحيث تحشره في الزاوية تضايقه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: لعلنا نكمل الحديث عن المحور الثاني بعد الفاصل. فاصل نشاهد فيه سؤال الحلقة ثم نعود لنكمل الحديث عن سورة التحريم[/FONT]
[FONT=&quot]----------[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل - سؤال المسابقة: [/FONT]
[FONT=&quot]قوله تعالى (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) التحريم) ما هو تفسير (سائحات)؟[/FONT]
1. [FONT=&quot]صائمات[/FONT]
2. [FONT=&quot]مزكّيات[/FONT]
3. [FONT=&quot]مصليات[/FONT]
[FONT=&quot]--------------[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: حياكم الله أيها الأخوة المشاهدون مرة أخرى ولا زال حديثنا مع ضيفنا وشيخي الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم حول سورة التحريم وقد وقفنا عند المحور الثاني إفشاء سر الزوجية وهذه مسالة خطيرة في المجتمع أن النساء تكاد لا تحتفظ المرأة بسر من أسرار الزوجية وتوزعه على أخواتها وعلى صديقاتها وخاصة الآن مع الكمبيوتر والانترنت والجروبات والوتس أب لم يعد هناك أسرار في البيوت.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: أولاً قضية تفظيع إفشاء سر الزوجية - هذا تكملة للكلام السابق – هل يحتاج قضية اثنتين تظاهرتا على زوجهما حتى يمنعاه من شرب العسل تجييش هذه الجيوش (إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)) أمامكم أنتم الاثنتين إذا استمريتم على هذا الأمر. هل القضية في مواجهتكم أنتم تحاربون الله وتحاربون جبريل والملائكة وصالح المؤمنين الذين هم آباؤكم أيضاً في صفّ وأنتم في صفّ، كما قلنا لأن القضية تتعلق ببيت النبوة وثقة المسلمين ببيت النبوة الذي هو مصدر التشريع. نعود إلى قضية إفشاء سر الزوجية الحقيقة هذا ليس فقط في بيت النبوة لكن لأنه مصدر التشريع فكانت هذا التفظيع لهذه العملية. أسرار الزوجية كثير من قضايا الحروب وقضايا المعارك الفاصلة كان سببها والقضاء على سير المعركة أو إخفاق طرف منها سببه إفشاء سر الزوجية. ولذلك إلى الآن في كثير من الدول يمنعون قادة الجيش من التزوج بامرأة أجنبية كثير من الوزراء من قادة الدولة وخاصة في السلك الدبلوماسي يُمنعون من التزوج بزوجات من غير مواطنات السبب في ذلك التفتوا إلى قضية إفشاء سر الزوجية، الزوج مكمن سره سواء سر العمل أو جاءه شيء يسره أو يحزنه أقرب الناس هي زوجته فلا يستطيع أن يكتم كل شيء عنها فإذا أفشى لها بهذا السر وهي بعد ذلك من باب الدردشة أو من باب أنها مطلعة على سر أو غير ذلك أو من باب التقرب أو إسداء خدمة لجهة أخرى فهذا في غاية الخطورة. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: تقصد المجتمعات بهذا[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: نعم، ولذلك هذا الشيء عظيم جداً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: أخشى أن يدركنا الوقت لأني أعرف أن محاورك غنية ما شاء الله. هذا المحور الثاني قضية إفشاء سر الزوجية. وقبل أن ننتقل منه، هذا سؤال من هما الزوجتان؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: هذا من جملة ما أغفله القرآن الكريم ومن التفاسير النبوية أنهما عائشة وحفصة بنت عمر [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر رضي الله عنهما[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: ابن عباس عندما سأل عمر يقول بقي في نفسي أن أسأل عمر فبقيت إلى خلافة عمر فكانوا في طريقهم إلى الحج كما هو في صحيح البخاري فيقول فعندما جئت يقدّم له ماء الوضوء فسأله: من هما المتظاهرتان؟ فقال إنهما عائشة وحفصة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: رضي الله عنهما. هذا المحور الثاني إفشاء سر الزوجية، الثالث؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: الثالث هو قضية التوبة والتربية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)) الرجل هو الراعي هو القدوة لبيته كما بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته" تشبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هناك أدق منه وأروع من ذلك، تشبيهه بالراعي. الراعي عندما يرعى الغنم ماذا يعمل؟ أولاً يطلب لها المكان الخصب ويجنبها المأسدة والمسبعة مكان الذئاب والسباع يجنبها، يحميها من أي شيء، يدافع عنها، يداوي مرضاها ويعتني بضعافها ويدهن جرباها كما في الحديث الجرباء الأزرق كانوا يضعوا له قطران، هذه مسؤولية الرجل أولاً يهيء لهم بالنفقة بالكسب الحلال ينفق عليهم، أي مكان فيه سوء يجنبهم ذلك، يدفعهم، يبين لهم طريق الصواب، الصغير يتعب عليه، المريض يخدمه، هذه مهمة الراعي مهمة الرجل في بيته ولذلك يسلّمون القيادة له لثقتهم بهذا الراعي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا (6)) هؤلاء أنت مسؤول عنهم أمام الله سبحانه وتعالى. [/FONT]
[FONT=&quot]النقطة الثانية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (7)) الذي يكفر بالله كفراً يُخرج من الملة أو يكفر بنعمة الله سبحانه وتعالى فيصرف هذه القيادة وهذه الرعاية إلى غير ما هي له فإنه سيحاسب عليه. [/FONT]
[FONT=&quot]النقطة الثالثة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) هذه الآية تحتاج إلى وقفات[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: تفضل[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: أولاً بالنسة للتائبين[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: وهذه تدخل ضمن المحور الثالث وهو محور التربية[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: المحور الثالث التربية والتوبة. أولاً عظمة الإسلام في بيان قضية التوبة آيات كثيرة دعت إلى التوبة وسنة رسول الله بيّنت: لله أشد فرحاً بتوبة عبده ممن أضاع راحلته عليها طعامه وشرابه ثم نام ينتظر الموت فقام من نومه وإذ به يرى راحلته فوق رأسه عليها طعامه وشرابه فمن شدة الفرح قال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح. الله أشد فرحاً بتوبة عبده ولذلك يغفر الذنوب جميعاً لا تياسوا من رحمة الله، هذا مبدأ عظيم في الإسلام.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: فتح الباب على مصراعيه[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: في كل شيء، كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، فتح لك، يمد يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويمد يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ما في ذنب عظيم تقول هذا الذنب عظيم كيف يغفره ربي، لا تيأس من رحمة الله [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: لا يتعاظمه ذنب ولا يُحدد بوقت[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: وهذا ما يدفعنا، بعض الدول مثل أميركا وأوروبا غفلوا عن هذا المبدأ ولذلك وقعوا في طعماه[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: كيف ذلك نعرفه بعد أن نأخذ اتصالا[/FONT]
[FONT=&quot]اتصال من الأخ أحمد من الرياض:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عندي سؤالان في قوله تعالى في هذه السورة (نُورُهُمْ يَسْعَى) وفي الحديد (يَسْعَى نُورُهُم (12)) وكذلك في آخر السورة (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا (12)) وفي الأنبياء (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا (91) الأنبياء). أخيراً هل الآية (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)) هل هي من قول عمر فوافقه القرآن؟ أريد أن أتأكد من هذه المعلومة وجزاكم الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: نعود للخطأ الذي وقعت فيه التنظيمات الوضعية وقلت الولايات المتحدة الأميركية ضربت فيها مثالاً [/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: عندما أغلقوا باب التوبة أن واحد ارتكب جرماً أو ذنباً أو جريمة لا يُغتفر له. الآن تلك الدول إذا أحدهم ارتكب جريمة قتل أو سرقة أو رشوة سُجل في بطاقته في الأحوال الشخصية في سيرته أنه ارتكب سابقة، هذا عوقب على هذا الجرم، سُجن أو غُرّم بعد ذلك رجع إلى المجتمع ليعيد سيرته وحالته الطبيعية يقولون ائت لنا بورقة من الجهة المختصة أنك لست صاحب سوابق عندما يضربون على الكمبيوتر فيطلع صاحب سابقة فترفضه الشركة وترفضه الدائرة. هذا يعيش فترة ينفق مما ادّخره يبيع السيارة ياكل، يبيع البيت يأكل، بعد ذلك يصبح [/FONT][FONT=&quot]homeless [/FONT][FONT=&quot] لا مأوى بدون بيت فيكون من المشردين، هؤلاء المشردين يشكلون حوالي عشرة بالمائة من سكان أميركا والمفاسد والعصابا ت والمخدرات تصدر من هؤلاء! افتحوا لهم باب التوبة، لو أنكم وضعتوهم تحت التجربة مدة سنة سنتين ثلاثة استقام حاله، ندم على فعلته الأولى، لماذا لا تعيدون عنصراً فعالاً مفيداً إيجابياً في المجتمع؟! غفلوا عن هذا الأمر. الإسلام ليس فيه هذا، التائب من الذنب كمن لا ذنب له صدقت توبته ليس فقط يُعفى من ديوان الذنوب، لا، حتى في المجتمع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال عمر أتصلي على هذه الزانية بعد أن رُجمت، أتصلي عليها وقد زنت؟ قال لقد تابت توبة لو وزعت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم. قضية أنه مرة ارتكب خطيئة، غلب علي الضعف البشري محى كل حياتي وكل مستقبلي! هذا لا ينبغي أن يكون. عظمة الإسلام في قضية التوبة شيء لا يضاهى. هذه ناحية، النقطة الثانية التائبون أحوال وأشكال عندنا ارتكب ذنباً بينه وبين ربه سبحانه وتعالى استغفر وإن شاء الله قبل توبته. إنسان اعتدى، أكل، غصب مال شخص بالإضافة إلى شروط التوبة المعروفة الإقلاع، الندم على ما فات، العزم على عدم العودة يضاف شرط رابع وهو إعادة الحق إما مساولكن محة وإما تعويضاً. عندنا طبقة يشترط فيها غير هذه الشروط بالإضافة إلى هذه الشروط جاء في قوله تعالى في سورة البقرة (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ (160) البقرة) يقلعوا عن الذنب ويتوبوا ويظهر الصلاح على حالهم نضعهم تحت التجربة فترة معينة ويبينوا ما كانوا يتآمرون به على المسلمين، هناك بعض الكتاب بعدما كفر بالإسلام وعمل كذا وكذا كتبه إلى الآن منشورة وهو في آخر حياته تاب، ما هذه التوبة وكتبه تُفسد العقول إلى الآن؟! وبهذه المناسب أوجه النصيحة لإخواننا في بلاد الشام في سوريا يعني عندما يكون خمسين سنة إنسان يدمر ويقتل ويبطش بالناس ويكون اليد اليمنى للحاكم في الطغيان والبطش بعد ذلك عندما رأى السفينة تغرق يقول أنا تبت وانشققت وانضممت للثوار! وإذا ببعض العقول ترشحه لمنصب رئاسة الوزراء ووزير الدفاع، إياكم يا إخواننا أيها المجاهدون إياكم والاغترار بهذا اِرجعوا إلى قواعد دينكم إلى مبادئ القرآن الكريم لكي تعرفواهذه الأمور ما ينبغي تغشكم هذه المظاهر، لا بد من وقفة إيمانية وحكم شرعي على أمثال هؤلاء. أحياناً يأتي إنسان مفاوض هو قائد صواريخ وقائد كتيبة ومستعد ينضم للثوار لكن بشرط يسلموه قيادة المنطقة الفلانية هؤلاء لا يؤتمن لهم، الذي لم يعايش الثورة منذ بدايتها وأحداثها واكتوى بويلاتها لا يمكن، هذه صفقة ثانية ويبيعكم ويبيع الثورة والعباد والبلاد كلهم وذلك الرسول عليه الصلاة والسلام جاء التنبيه الرباني له (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ (29) الكهف) هؤلاء الذين ينضمون للثورة ويعيشون خدّام لها هؤلاء ينقذون أنفسهم من غضب الله ومن ناره، هؤلاء أنتم تنتشلونهم ليس لهم فضل عليكم، ولذلك لا بد من وقفات ومعايير قرآنية نطبقها في حياتنا في كل هذه الأمور. الذي يعايش الدعوة ويعيش لها ويعيش بها هو الذي ينبغي أن يتولى قيادة الدعوة وقيادة الثورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ولا يعني هذا أنه لا تقبل توبته لكن لا يؤتمن على القيادة. أستأذنك بفاصل آخر نواصل حديثنا فانتظرونا.[/FONT]
[FONT=&quot]--------------[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل: تعريف بمركز تفسير – مطبوعات مركز تفسير[/FONT]
[FONT=&quot]------------[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: حياكم الله أيها الأخوة المشاهدون مرة أخرى ولا زال حديثنا متصلاً مع فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى مسلم. قبل أن نأخذ الترشيح للفائز في مسابقة الأمس نأخذ الأخ صالح[/FONT]
[FONT=&quot]صالح من الدوادمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالنسبة للإسرائليات هل كتب التفسير موجود فيها اسرائيليات أو أن هناك تفسير خالي منها على الاطلاق. ثانياً بالنسبة للتغريدات التي ذكرتها يا دكتور في التويتر عن غريب القرآن والكتب ليتك تجمعها في ملتقى أهل التفسير[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: أنا جمعتها اليوم صباحاً ونشرتها في ملتقى أهل التفسير[/FONT]
[FONT=&quot]الفائز في حلقة الأمس:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على حسن موسى محمد من جدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: نعود ونكمل حوارنا حول المحور الرابع، ما هو المحور الرابع؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: المحور الرابع العبرة من سير الأقدمين طبعاً له صلة بمحور السورة وله صلة بافتتاحية السورة [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ما هي الصلة بالافتتاحية أولاً؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: الصلة بالافتتاحية عندما قيل للمتظاهرتين الحثّ على التوبة والحرب الهائلة ضدهن هنّ يقابلن الله وجبريل والملائكة وصالح المؤمنين كأنه جاء التنبيه في الخاتمة لا يغرنّكن أنكن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاتين امرأيتن فهاتين امرأتان (اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)) انتبهوا لا تغتروا بمكانتكم وقربكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسأتم التصرف لن ينفعكم هذا القرب من الصالحين كما هي امرأة نوح وامرأة لوط[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: هذه مناسبتها لأول السورة[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: إشارة للافتتاحية[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ومناسبتها لمحور السورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: أيضاً محور السورة قضية تربوية، قضية الأسرة. طبعاً هنا نبين قضية (فخانتاهما) الخيانة في العقيدة ولم تزني امرأة نبي قطّ نساء الأنبياء معصومات من قضية الزنا والفاجشة، السبب في ذلك أنها تؤثر على عصمة النبي عليه الصلاة والسلام كما يقول ابن عباس: ما زنت امرأة نبي قط، قد يقول قائل كيف نبي متزوج واحدة كافرة؟! نحن في عقيدتنا إلى الآن المسلم يتزوج النصرانية ويباح له اليهودية وهي إذا ماتت على نصرانيتها أو يهوديتها من أهل النار (ادخلوا النار مع الداخلين) فما يقال كيف نبي يتزوج كافرة ويكون موطن سرها، بعض الشرائع أباحت هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: إذن هذا المحور الرابع هو قضية تربية الأرسة المسلمة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: التربية من خلال سِيَر الأقدمين. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: من خلال زوجة نوح وزوجة لوط عليهما الصلاة والسلام.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: وأيضاً لفتة ذكرها بعض المفسرين، جاء في الحديث عند الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آىسيا بنت مزاحم ومريم بنت عمران زوجات رسول الله في الآخرة. يزوج الرسول ثيبات وأبكاراً عندما تابوا ورجعوا ما زوّجه غيرهن ثيبات وأبكار لكن واحدة ثيبة في الجنة واحدة بكر التي هي مريم في الجنة من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه لفتة أن الله عوّض هذا الشيء لأن هاتان المرأتان من النساء الكاملتان.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: نعم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كَمُلَ من الرجال كثير ولم يكمُل من النساء إلا آسيا امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد" هؤلاء كاملات وكلهن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة. فهي أيضاً إشارة إلى هذا الأمر تتعلق بقضة المتظاهرتين أنه انتبهوا الله عوضه بالجنة بذلك ولو أنكن أصررتن لأبدله خيراً منكن. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: نجيب على سؤال الأخ أحمد من الرياض يقول (نُورُهُمْ يَسْعَى) وفي الحديد (يسعى نورهم) هل هناك فرق؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: تقديم النور يعني التركيز على أهميته، نورهم يسعى عندما هؤلاء تابوا توبة نصوحاً فصار لهم نور هائل يؤتم به أما في الأحاديث العادية يسعى نورهم ليس أمراً لافتاً لابراز النور، فهنا ابراز للسعي وهناك ابراز للنور[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: أيضاً سأل سؤالاً (فنفخنا فيه) و(نفخنا فيها) وهو سؤال موجود على التويتر أيضاً[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: إذا كان السياق ذكر مريم في السياق (ونفخنا فيها) لأنها مؤنثة وأما إذا كان السياق ذكر الفرج فهو (نفخنا فيه) فالضمير يعود على الفرج[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: صالح يسأل عن الاسرائليات أولاً ما معنى الاسرائيليات؟ وهل خلا منها كتاب من كتب التفسير؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: الإسرائيليات هي رواية مصدرها مأخوذة كتب بني إسرائيل أو علماؤهم ليس كل حديث عن بني إسرائيل اسرائيليات لا، القرآن ذكر كثير، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: حدِّثوا عن بني اسرائيل وذكر قصصاً قصة الذي قتل تسعاً وتسعين وأكمل بالمائة ثم تاب الله عليه، هذه كلها قصص وردت في الأحاديث الصحيحة، هذه لا تسمى إسرائيليات لأن مصدرها الرسول صلى الله عليه وسلم أو القرآن الكريم ولو كان الحديث عن بني إسرائيل، بعض الناس يقول كل الحديث عن بني إسرائيل إسرائيليات، لا، الرواية التي مصدرها كتب بني إسرائيل أو علماؤهم هذه تسمى إسرائيليات. بكل أسف بعض المفسرين أخذوا من قول رسول الله حديث "حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فجابوا القصص التي مصدرها كتب بني إسرائيل ووضعوها في تفسير الآيات يعني غالباً قصص القرآن ذكر أموراً كثيرة مجملة فهؤلاء جاؤوا وجعلوها تفصيلاً لهذا المجمل وهذا خطأ كبير ما كان ينبغي أن يقع فيه علماء التفسير ولذلك كتب التفسير لا تكاد تخلو من الاسرائيليات ولك تفسير ابن كثير نبه على كثير منها وإن وُجِد فيه بعضها ولكنه نبّه على كثير منها. الكتب المعاصرة كثير منها تجتنب الاسرائيليات لا تذكره، كتب تفاسير المعاصرين بشكل عام أضواء البيان والمشايخ الكبار كتاب الشيخ السعدي وابن عثيمين تجنبوا الاسرائيليات لأنهم شعروا بخطورتها على الأمة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: هل بقي هناك لفتة في الثواني القليلة الباقي من البرنامج؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot]: الذي أريد أن أعلق عليه قضية موقع الكلمة في الاسلام، لا مجال للثرثرة في الاسلام، كل كلمة تتفوه بها أنت محاسب عليها ولطلك السلف الصالح كثيراً ما يروى عن أبي بكر أنه كان يضع حصاة تحت لسانه حتى إذا سُئل أو طُلب منه الكلام على أن يُخرج الحصاة حتى يتكلم يفكر في الأمر وهذه الكلمة هل هي له أو عليه ولذلك عندما الرسول صلى الله عليه وسلم قال كلمة عوتب عليها وأُمر بقضية كفارة اليمين والتوبة. حركة في النساء وهذه عادة النساء وإذا به جيشت الجيوش ما في طاقة لأحد أن يقابل هذا الأمر ولذلك وزن الكلمة مكان الكلمة في الاسلام مكان دقيق على كل إنسان قبل أن يتفوه بالكلمة أن يرى هل هي له أو عليه وما مكانها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: أسأل الله أن يكفينا شر حصائد ألسنتنا. شكر الله لك يا دكتور مصطفى، حلقة ماتعة وثرية أضافت لي أنا شخصياً الكثير وأنا متأكد أنها أضافت للمشاهدين. نشكرك على حضورك يا دكتور وباسمكم جميعاً أشكر ضيفنا الدكتور مصطفى مسلم على ما تفضل به كما أشكركم جميعاً على متابعتكم وأراكم غداً إن شاء الله وأنتم على خير في أمان الله.[/FONT]
 
حول السؤال الذي طرحه أحد الإخوة خلال الحلقة عن الفرق بين (نفخنا فيه) (نفخنا فيها) أنقل إجابة الدكتور فاضل السامرائي للفائدة
[FONT=&quot]*ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (فنفخنا فيها) وقوله (فنفخنا فيه) في قصة مريم عليها السلام؟ (د.فاضل السامرائى)[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]قال تعالى في سورة الأنبياء (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ {91}) وقال في سورة التحريم (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12}) [/FONT]
[FONT=&quot]بين هاتين الآيتين أكثر من نقطة يجب الإلتفات إليها وهي كما يلي:[/FONT]
[FONT=&quot]1.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في سورة الأنبياء لم يذكر اسم مريم عليها السلام بينما ذكره في سورة التحريم[/FONT][FONT=&quot]. والسبب في ذلك هو أنه أولاً في سورة الأنبياء كان السياق في ذكر الأنبياء (ابراهيم، لوط، موسى، وزكريا ويحيى) ثم قال (والتي أحصنت فرجها) ولم يُصرّح القرآن باسمها في سورة الأنبياء لأن السياق في ذكر الأنبياء وهي ليست نبيّة أما في سورة التحريم فذكر اسمها لأن السياق كان في ذكر النساء ومنهم (امرأة فرعون، امرأة لوط وامرأة نوح) فناسب ذكر اسمها حيث ذكر النساء. والتصريح بالإسم يكون أمدح إذا كان في المدح وأذمّ إذا كان في الذّم. ونلاحظ في سورة التحريم أنها من أعلى المذكورات في سياق النساء ولهذا ذكر اسمها من باب المدح. أما في سورة الأنبياء فهي أقلّ المذكورين في السورة منزلة أي الأنبياء فلم يذكر اسمها وهذا من باب المدح أيضاً. [/FONT]
[FONT=&quot]2.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذكر ابنها في سورة الأنبياء ولم يذكره في سورة التحريم[/FONT][FONT=&quot]. وهذا لأن سياق سورة الأنبياء في ذكر الأنبياء وابنها (عيسى [/FONT][FONT=&quot]عليه السلام[/FONT][FONT=&quot]) نبيّ أيضاً فناسب ذكره في السورة وكذلك لأن سورة الأنبياء ورد فيها ذكر ابني ابراهيم وويحيى ابن زكريا فناسب ذكر ابنها أيضاً في الآية ولم يذكره في التحريم لأن السياق في ذكر النساء ولا يناسب أن يذكر اسم ابنها مع ذكر النساء.[/FONT]
[FONT=&quot]3.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لم يذكر أنها من القانتين في الأنبياء وذكرها من القانتين في سورة التحريم[/FONT][FONT=&quot]. ونسأل لماذا لم تأتي (القانتات) القانتات بدل القانتين؟ لأنه في القاعدة العامة عند العرب أنهم يغلّبون الذكور على الإناث وكذلك في القرآن الكريم عندما يذكر المؤمنون والمسلمون يغلّب الذكور إلا إذا احتاج السياق ذكر النساء ومخاطبتهن. وكذلك عندما يذكر جماعة الذكور يقصد بها العموم. وإضافة إلى التغليب وجماعة الذكور فهناك سبب آخر أنه ذكرها من القانتين وهو أن آباءها كانوا قانتين فهي إذن تنحدر من سلالة قانتين فكان هذا أمدح لها وكذلك أن الذين كملوا من الرجال كثير وأعلى أي هي مع الجماعة الذين هم أعلى فمدحها أيضاً بأنها من القانتين ومدحها بآبائها وجماعة الذكور والتغليب أيضاً.[/FONT]
[FONT=&quot]ونعود إلى الآيتين ونقول لماذا جاء لفظ (فيه) مرة و(فيها) مرة أخرى؟ فنقول أن الآية في سورة الأنبياء (فنفخنا فيها من روحنا) أعمّ وأمدح:[/FONT]
[FONT=&quot]دليل أنها أعمّ: ونسأل أيهما أخصّ في التعبير (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) سورة التحريم أو (والتي أحصنت فرجها) سورة الأنبياء؟[/FONT]
[FONT=&quot]فنقول أن الأخصّ مريم ابنت عمران وقوله تعالى (ونفخنا فيها من روحنا) أعمّ من (نفخنا فيه) وأمدح. إذن مريم ابنت عمران أخصّ من التي أحصنت فرجها فذكر الأخصّ مع الأخصّ (فنفخنا فيه) وجعل العام مع العام (ونفخنا فيها) . وكذلك في قوله تعالى (وجعلناها وابنها) في سورة الأنبياء أعمّ فجاء بـ (فيها) ليجعل الأعمّ مع الأعمّ. وسياق الآيات في سورة الأنبياء تدل على الأعمّ. [/FONT]
[FONT=&quot]عرفنا الآن لماذا هي أعم ويبقى أن نعرف لماذا هي أمدح؟ أيهما أمدح الآية (وجعلناها وابنها آية) أو(صدّقت يكلمات ربها)؟ الآية الأولى أمدح لأن أي كان ممكن أن يصدق بكلمات ربها لكن لا يكون أي كان آية، والأمر الثاني أن ذكرها مع الأنبياء في سورة الأنبياء لا شك أنه أمدح من ذكرها مع النساء في سورة التحريم فالآية في سورة الأنبياء إذن هي أمدح لها.[/FONT]
[FONT=&quot]و[/FONT][FONT=&quot]من الملاحظ في قصة مريم عليها السلام وعيسى [/FONT][FONT=&quot]عليه السلام[/FONT][FONT=&quot] أن الله تعالى جاء بضمير التعظيم في قوله تعالى (فنفخنا فيها) أي عن طريق جبريل [/FONT][FONT=&quot]عليه السلام[/FONT][FONT=&quot] وهذا الضمير للتعظيم يأتي دائماً مع ذكر قصة مريم وعيسى عليهما السلام أما في قصة آدم [/FONT][FONT=&quot]عليه السلام[/FONT][FONT=&quot] يأتي الخطاب (فنفخت فيه من روحي) لأن الله تعالى قد نفخ في آدم الروح بعد خلقه مباشرة أما في مريم فالنفخ عن عن طريق جبريل [/FONT][FONT=&quot]عليه السلام[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت اضافة الروابط الي المشاركة الاولي
بارك الله فيكم

 
عودة
أعلى