[FONT="]الحلقة 166[/FONT]
[FONT="]ضيف البرنامج في حلقته رقم (166) يوم الأربعاء 13 رمضان 1433هـ هو فضيلة الشيخ [/FONT][FONT="]الأستاذ الدكتور زيد عمر العيص، أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]وموضوع الحلقة هو[/FONT][FONT="] :[/FONT]
[FONT="]علوم سورة الجن[/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]***********************[/FONT]
[FONT="]. . . . . . . .
[/FONT][FONT="]
د. الشهري[/FONT][FONT="]: نكمل في قوله (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا) ما معنى هذه الآية ؟[/FONT]
[FONT="]د. زيد[/FONT][FONT="]: هذه الآيات هنا يبدو أنها ردٌ على ما استمعوا له، وأنت بارك الله فيك يا دكتور عبد الرحمن قبل البث المباشر كان عندك رأي في الذي استمعوا له لا بأس أن نسمعه[/FONT]
[FONT="]د. الشهري[/FONT][FONT="]: أنا أشرت إلى بحث لأحد الزملاء في ملتقى أهل التفسير الأخ العليمي المصري يقول: في أثناء بحثي عن إحالات القرآن الكريم – في القرآن الكريم تأتي إحالات (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ (119) الأنعام)- [/FONT]
[FONT="]د. زيد[/FONT][FONT="]: القرآن فيه إحلات كثيرة جداً[/FONT]
[FONT="]د. الشهري[/FONT][FONT="]: فيقول في قوله تعالى (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) تساءلت ما هو هذا القرآن العجب الذي سمعته الجنّ حتى يقولوا هذا الكلام؟ فيقول من خلال بحثي ترجح لدي بنسبة كبيرة جداً بأن سورة الأنعام هي السورة التي استمع إليها الجن لأن الأشياء التي ذُكرت فيها هي الأشياء التي أشاروا إليها هنا وذكر منها نفي الصاحبة ونفي الولد ونسبة الولد لله سبحانه وتعالى. فأنت تحفظت على هذا الرأي[/FONT]
[FONT="]د. زيد[/FONT][FONT="]: جزاه الله خيراً أنا تحفظت عليه لسبب بسيط جداً. هذا نحتاج إلى أن نتأكد من تاريخ نزول السور فإذا سورة الجن نزلت في السنة العاشرة وأحسب أن سورة الأنعام في السنة الخامسة قد يكون المسافة بينهما ربما طويلة، قد يكون هذا لكنه رأي جميل ويحتاج إلى تأمل [/FONT]
[FONT="]د. الشهري[/FONT][FONT="]: وهو من التدبر الذي أُمرنا به[/FONT]
[FONT="]د. زيد[/FONT][FONT="]: نعم ويُستحق أن يُتأمل إن شاء الله. [/FONT][FONT="].[/FONT]
أشكر فضيلة الأستاذين والأخوين العزيزين الدكتور عبد الرحمن الشهرى والدكتور زيد عمر العيص على إشارتهما لبحث هذا الفقير ، وأحب أن أوضح بعض الأمور التى وردت فى كلام الدكتور زيد حفظه الله ، وتلك هى :
أولاً : إن قول فضيلته : "
هذه الآيات يبدو أنها رد على ما استمعوا له " إنما يؤيد بكل قوة نتيجة بحثى من أن ما استمعوا له هى سورة الأنعام على وجه الخصوص ، لأن هذا القول من فضيلته كان هو أساس الإستنباط الذى خرجت منه بهذه النتيجة ، وأحيى فضيلته على هذا الملحظ الدقيق الذى يدعم بحثى ويقويه
ثانياً : قول فضيلته : "
القرآن فيه إحالات كثيرة " قد يحتاج إلى مراجعة من فضيلته ، لأنى قصدت بالإحالات ما كان مقيداً بعبارة أو قرينة تفيد الإحالة بإسلوب صريح ، وذلك على غرار قوله تعالى مثلاً : "
وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل " ( النحل / 118 )
فهنا نجد أن عبارة "
ما قصصنا عليك من قبل " تفيد الإحالة بإسلوب مباشر وصريح ، فإذا ما التزمنا بهذا القيد فسوف نجد أن الإحالات المماثلة لهذه الإحالة تُعد قليلة جدا فى القرآن ، وليست كثيرة كما ذكر فضيلته ، وأعتقد أن فضيلته قد قال ذلك لأنه لم يضع هذا القيد فى حسبانه
ثالثاً : ترجيح فضيلته أن تكون سورة الجن قد نزلت فى السنة العاشرة وأن سورة الأنعام قد نزلت قبلها بفترة طويلة ، هذا الترجيح لا يقدح فى صحة النتيجة التى انتهى إليها بحثى كما تصور فضيلته ، بل إنه على العكس تماماً يُعد مما يدعم البحث ويقويه ، لأن من المعروف أن الإحالة تكون من اللاحق إلى السابق ، وهو ما ينطبق هنا على سورتى الجن والأنعام ، إذ يكفى جدا ترجيح أسبقية سورة الأنعام على سورة الجن فى النزول ، وهو ما يؤيدنى فيه فضيلة الدكتور زيد حفظه الله
وبوجه عام فإنى أرى أن مجمل كلام فضيلة الدكتور زيد يصب فى صالح نتيجة البحث بأكثر مما يعارضها كما قد يسبق إلى الظن
هذا ما أردت توضيحه ، والموفق هو الله ، وهو أعلى وأعلم
وشكرا مرة أخرى لضيف الحلقة ولمحاوره العزيز وللأخت الفاضلة التى نقلتها لنا كتابة ً الدكتورة سمر بارك الله فيها
وكل رمضان وأنتم بخير