لماذا جاءت الهاء مضمومة في قوله تعالى :( ومن أوفى بما عاهد عليه الله)

إنضم
6 مارس 2006
المشاركات
101
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
لماذا جاءت الهاء مضمومة في قوله ومن اوفى بما عاهد عليه الله ؟؟؟؟
وهل هذه خلاف الاصل في اللغة العربية اي اننا نقول دائما عليه بكسر الهاء ارجو التوضيح ولكم جزيل الشكر
 
إن كان ضم فقراءة من القراءات......
لا يحضرني الآن إلا رواية خلف عن حمزة لكنه قرأ (عليه الله) بالفتح لا بالضم....
ومن أصول خلف أنه يضم الهاء الواقعة قبل ميم الجمع بشرطين:
-أن يكون بعد الميم ساكن.
-ان يكون قبل الهاء كسر أو ياء ساكنة....
مثل : بهم الأسباب.......الهاء مضمومة لتحقق الشرطين كسر الباء وسكون اللام.

كما قرأ (عليهم)( إليهم)( لديهم) مطلقا بالضم.

هذا ماعندي وبضاعتي في هذا العلم مزجاة.......فلعل عند غيري ما يشفي.
 
السلام عليكم

كما تعلم هي قراءة حفص عن عاصم--

وقد وجدت عند الألوسي في روح المعاني تعليلا للضم

قال رحمه الله : وقرأ الجمهور { عَلَيْهِ } بكسر الهاء كما هو الشائع وضمها حفص هنا، قيل: وجه الضم أنها هاء هو وهي مضمومة فاستصحب ذلك كما في له وضربه، ووجه الكسر رعاية الياء وكذا في إليه وفيه وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة نحو به ومررت بغلامه لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم، وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتخفيم أمر العهد المشعر به الكلام، وأيضاً إبقاء ما كان على ما كان ملائم للوفاء بالعهد وإبقائه وعدم نقضه، وقد سألت كثيراً من الأجلة وأنا قريب عهد بفتح فمي للتكلم عن وجه هذا الضم هنا فلم أجب بما يسكن إليه قلبـي ثم ظفرت بما سمعت .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد فقد أجاد الأخ الشرباتي وفقه الله فيما نقل عنه الآلوسي .

أما ما قاله :
أبو عبد المعز قال:
إن كان ضم فقراءة من القراءات......
لا يحضرني الآن إلا رواية خلف عن حمزة لكنه قرأ (عليه الله) بالفتح لا بالضم....
... هذا ماعندي وبضاعتي في هذا العلم مزجاة.......!!!.

فليس للفتح هنا سبيل لا في السبع ولا العشر بل ولا الخمسين !!

=====

فبالنسبة لقراءة (عليه الله) بالضم، هي رواية حفص عن عاصم ، وعلى الأصل من اللغة لا خلاف الأصل كما تبادر إلي ذهن الأخ نضال.
وزيادة في التفصيل أقول وبالله التوفيق:
الضم انفرد به حفص عن القراء العشرة ورواتهم من جميع طرقهم المقروء بها اليوم سواء من طريق العشر الصغرى أقصد الشاطبية والدرة أو العشر الكبرى أي النشر وطيبته.
وهذا التفرد ليس تفردا مطلقا بل هو بالنسبة لما سبق لأن هناك من قرأ بالضم قبل وبعد حفص الكوفي عمن لم يتواتر سنده خاصة بعد نشر العشر لابن الجزري.
فوصلنا في الأربع الشواذ الزائدة على العشر قراءة ابن محيصن المكي [1] بالضم بل هي قاعدته في كل هاء ضمير يكسرها غيره إن كان قبلها كسرة أو ياء إن وقع بعدها ساكن نحو (به انظر) (عليه الذكر) و(عليه الله) [2] [3] فيضم كل ذلك قاعدة له.
فوافقه في الأخيرة فقط حفص عن عاصم من العشرة.[4]
أما فيما فوق الأربعة عشر فهي قراءة سلام الطويل البصري الكوفي [ 5] ووافقه ابن مقسم البغدادي [6 ] فيما ذكره أبو القاسم الهذلي [7 ] في كامله [ 8]
أما سبب الضم فقد عده مكي بن أبي طالب القيسي آت على الأصل، بصلة الهاء بواو ثم حذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها فبقيت الضمة وقرأ الباقون بالكسر لأنهم أبدلوا من ضمة الهاء كسرة للياء التي قبلها لأن الكسرة بالياء أشبه وهي أخف بعد الياء فانقلبت الواو ياء وحذفت لكسونها وسكون اللام بعدها [9 ]
وكذا في الموضح [10 ] أنها ضمت على الأصل .
وأرادوا بالأصل أنك حين تلفظ الهاء من أنه ومثله وما شابه، فإن الأصل في هاء ضمير المفرد الغائب الضم، أما الكسر فإنما لفظ به عند بعض العرب لعارض الكسر أو الياء بغية تسهيل النطق بالحرف وعليه جمهور قراء العشر. والبعض الآخر بالضم كما سبق ووافقهم حفص من العشر وغيره كما مر. فجاز عند العرب الوجهان.
ومن لا تتوفر له المراجع القديمة فسيجد مثل ذلك في كتب المتأخرين كالدكتور محمد سالم محيسن جزاه الله في الآخرة خير الجزاء في كتابه الهادي[11] وغيره
وإنما شرح الشراح وعللوا بمثل ذلك ومرادهم لسان العرب وتعليله عندهم أما القرآن فهو كلام الله القديم المنزه عن الحوادث. والعبرة ثبوت السند، فنحن نتيقن تواتر اللفظين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل عن رب العزة جل وعلا.
والله أعلم

------------
الهوامش:
1- محمد بن عبد الرحمن بن محيصن ت 123هـ المكي مقرئ مكة مع ابن كثير ولولا ما في قراءته من مخالفة للرسم لألحقت قراءته بالعشر (غاية النهاية 2/167 ومعرفة القراء للذهبي 1/98)
2- إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز في القراءات الأربع عشرة لشمس الدين محمد بن خليل القباقبي ص 358
3- اتحاف فضلاء البشر في القراءات الاربعة عشر للبنا 1/532
4- النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/305
5- سلام بن سليمان الطويل البصري ثم الكوفي تابعي ثقة جليل ومقرئ كبير مات سنة 171 هجرية (غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/309)
6- محمد بن الحسن بن يعقوب البغدادي العطار الإمام المقرئ النحوي، 265-354 هـ أثنى عليه الداني والذهبي لكن كان له مذهب في القراءة امتحن بسببه في قصة مشهورة (غاية النهاية 2/124)
7- يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل الهذلي المغربي ت 465هـ
8- لوحة 152 من الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة. مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية.
9- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها ص 281 ج 2 وص 66
10- الموضح في وجوه القراءات وعللها 1/239 لابن أبي مريم نصر بن علي الفارسي الفسوي النحوي ت بعد 565 هـ
11- الهادي شرح الطيبة والكشف عن علل القراءات وتوجيهها 1/ 159
 
عودة
أعلى