مسألة حول ضابط القراءة المتواترة

محمد رشيد

New member
إنضم
4 أبريل 2003
المشاركات
308
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته ، أما بعد فهذه المسالة كادت تصيبني بالدوار ، و ما كنت أحسب أن علوم القرءان فيها من التعقيد ما بلغ هذا الحد ، فأنا دارس لأصول الفقه و فروع المدرسة الشافعية ، فكنت أرى أن ما في علم الأصول و الفروع يكفيني ، و كنت أظن أن علوم القرءان ـ لا أقول هينة ـ و لكن لم تبلغ من التعقيد و الصعوبة هذه المنزلة ، و إذا الأمر على خلاف ما أظن ، و لكني أجد ذلك يثير فضولي جدا ، و أراه ممتعا للغاية .....
يقول الخطيب الشربيني في ( مغني المحتاج إلى حل ألفاظ المنهاج ) حول قراءة القرءان : [ و تحرم بالشاذ في الصلاة و خارجها ، و هو ما نقل آحادا قرآنا كأيمانهما في قوله تعالى < و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما > و هو عند جماعة منهم المصنف ـ يريد النووي مصنف المنهاج ـ ما وراء السبعة : أبي عمرو و نافع وابن كثير و عامر و عاصم و حمزة و الكسائي . و عند آخرين : منهم البغوي ما وراء العشرة : السبعة السابقة و أبي جعفر و يعقوب و خلف . ]

فإني أرى العلماء في ذلك مختلفين على قولين في الشاذ ، ثم رأيت أصحاب القول الثاني ـ القائلين بأن الشاذ هو ما دون العشرة ـ قد احتجوا لمذهبهم بأن القرءان إنما هو في الجملة متواتر ، أي أن المصحف متواتر برسمه ، فإن وجدنا قراءة وافقت وجه في اللغة ، و وافقت الرسم العثماني ، و صح سندها ـ و لو آحادا ـ فهي قراءة متواترة ، لأننا لا نشترط التواتر في سندها بعينها ، بل نقول بأن القرءان و رسمه متواتر في الجملة ، فإن صحت نسبة القراءة إلى الرسم ـ و لو كان طريق الصحة آحادا ـ فإن القراءة تدخل في جملة تواتر القرءان ، لأننا نشترط التواتر في القرءان لا في سند القراءة ، و هذا واضح و الحمد لله .
و لكني بدأت أنظر في القول الآخر ـ القول بأن الشاذ ما دون السبعة ـ فسألت نفسي / هل هم يختلفون مع أصحاب القول الأول في صحة سند كل من قراءة ( أبي جعفر و يعقوب و خلف ) ؟
الإجابة / لا
هل يختلفون معهم في موافقتها للرسم العثماني ؟
الإجابة / لا
هل يختلفون معهم في موافقتها للغة ؟
الإجابة / لا
إذا لا يبقى إلا أنهم يختلفون معهم في ضابط تواتر القراءات ، و إذا كان الأمر كذلك فجعلت أفكر / ماذا يكون الضابط لديهم ؟
هل هو تواتر القراءة بالتلقي و إن لم توافق الرسم ؟
أم هو تواترها بالتلقي مع موافقتها للرسم ؟
و لكن يرد على ذلك ما لو أخبرنا المتخصصون في القراءات بأن هناك قراءات متواترة مخالفة للرسم و طريقها التلقي المحض .

و هنا توقفت و تذكرت قوله تعالى [ فاسألوا أهل الذكر إن كنت لا تعلمون ]
و حمدت الله تعالى و جل ثناؤه ، على وجود مثل هذا الملتقى الذي حوى هذه النخبة الطيبة من المتخصصين في دراسة علوم كتاب الله تعالى ، فأرجو أن يفيدونا ، في مسألة ضابط قبول تواتر القراءة عند كل من الفريقين و الفرق بين الضابطين

بارك الله تعالى في الشيخ الشهري و الشيخ الطيار
 
عودة
أعلى