مناقشة رسالة:فونولوجيا القرآن: "دراسة لأحكام التجويد في ضوء علم الأصوات الحديث".

أحمد حسنين

New member
إنضم
22 نوفمبر 2004
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
في خطوة متطورة لدراسة علم الأصوات والدراسات اللغوية بإخضاعها للمعمليات ودراستها بوساطة الحاسوب؛ وصولاً لنتائج يقينية، نوقشت بكلية الآداب جامعة عين شمس في مصر رسالة ماجستير بعنوان "فونولوجيا القرآن: دراسة لأحكام التجويد في ضوء علم الأصوات الحديث" للباحث المصري: أحمد راغب أحمد، وحصل عليها بتقدير ممتاز. وقد أخذ عيِّنة من صوت الشيخ محمود خليل الحصري، وقاسها بأدوات معملية حاسوبية، وبالإحصاءات تبين له صدق القدماء في وصفهم للأصوات، ونتائج أخرى خالف فيها القدماء طبقًا للأدوات الحاسوبية التي تناولها. وقد توصل الباحث إلى عدة نتائج قيمة منها على سبيل المثال أن المدى الزمني للغنة، لا يقاس بحركتين فقط كما يقول أصحاب علم التجويد، وإنما يزيد أحيانا كثيرة عن هذه المدة، كما أنه متوقف على سرعة أداء القارئ التي يسير عليها، وأن هناك فروقا فردية لها عامل كبير في اختلاف المدى الزمني للغنة.
أسباب
وعن أسباب اختيار الموضوع قال الباحث: إن من أهم أسباب اختيار الموضوع كسر الحاجز المفتعل بين الدراسات النظرية والتطبيقية، وافتقار البحث العلمي إلى دراسة تجمع بين الإحصاء والوصف الحاسوبي والفيزيائي في هذا الموضوع، ومساعدة الباحثين في علم اللسانيات الحاسوبية. وقد جاءت الدراسة في قسمين: الأول: الجانب التنظيري للدراسات الأَكُوستِيَّة (السمعية)، الذي تناوله من خلال بابين: الأول: أَكُوستِيَّة (الجانب السمعي) اللغة، والثاني: الدراسات الصوتية عند علماء العربية. أما القسم الثاني: أحكام التجويد دراسة تطبيقية، فقد تناوله من خلال بابين: الأول: الأحكام المفردة، والثاني: الأحكام التركيبية. وبرغم أن الدراسة ركزت على صوت قارئ واحد وهو الحصري، وأيضًا لم تتعمق في كثير من الجوانب إلا أن الباحث أضاف إضافة ذات قيمة، وأوضح لنا جوانب يمكن أن يشارك فيها العلم المعملي بإسهامات طيبة في هذا المجال. وقد رأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور: سعيد حسن بحيري، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الألسن ـ جامعة عين شمس، والسيدة الدكتورة سلوى حماده أستاذة الاتصالات والإلكترونيات بالمركز القومي للبحوث. وقد تناول الإشراف على الرسالة الأستاذ الدكتور محمد الدسوقي الزغبي أستاذ الدراسات اللغوية بآداب عين شمس، والأستاذ الدكتور محسن عبد الرازق رشوان أستاذ الاتصالات والإلكترونيات بهندسة القاهرة. وقال د. الزغبي ـ معلقًا على الرسالة وفي إشارة إلى محاولات استخدام الحاسوب في دراسة علم اللغة ـ: "أنا أحلم أن يكون هناك أطلس لهجي لجمهورية مصر العربية، فألمانيا فعلت ذلك، وأخضعوا ذلك لعلم الهندسة، فهل يمكن أن نحلم بأن يكون هناك أطلس لغوي، أظن أن هذا سوف يكون فيه فائدة عظيمة، وآمل أن يسلك الكثير من الباحثين في اللغة سبيل هذا الطالب، هذا منهج أجدى من كثير من المناهج الأخرى". وقد حضر هذه المناقشة الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين أستاذ علم اللغة بدار العلوم الذي أشاد بهذه الرسالة، وحضرت أيضًا الدكتورة وفاء كامل أستاذة علم اللغة بآداب القاهرة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أولاً : أهلاً بك أخي أحمد في هذا الملتقى .
ثانيًا : إن مثل هذه الدراسة التجديدية في علم التجويد المرتبط ارتباطًا وثيقًا بعلم الأصوات من الدراسات الماتعة التي لابدَّ أن تُخرج شيئًا جديدًا يرتبط بالصوتيات كما كتبها علماؤنا الأقدمون .
ومن المهم النظر في هذا الموضوع إلى أمور :
الأول : هل النتائج التي يتوصل إليها الباحثون في مجال إخضاع قراءة القراء أو وصف العلماء لقضايا التجويد = يكون فيها تأثير جوهريٌّ على الأداء ، أم إن المسألة ترجع إلى مجرد الاصطلاح ؟
الثاني : إن مما لا يخفى أن العلماء الأقدمون لم يكن عندهم من أدوات العصر الحديث ما يمكنهم من تحديد المخرج والصفة والمقدار الزمني لأداء الحروف المتحركة والساكنة والمشددة ، ومع ذلك ، فقد أظهر الباحثون المعاصرون الذين أجروا دراسات على علم التجويد من خلال علم الأصوات الحديث دقَّة ما توصل إليه علماؤنا بطريقتهم الحدسية في معرفة هذه القضايا .
الثالث : إن الباحث الذي يسلك هذا الطريق المعاصر عليه أن يتوخَّى الحذر ، وأن لا يستعجل في نقض أمر من الأمور التي نصَّ عليها علماء التجويد أو اتفقوا عليها ، خصوصًا إذا لم يكن للاختلاف معهم ثمرة تذكر .
الرابع : إنَّ تقدير الحركات أمر اجتهاديٌّ ، وقد سبق بيان ذلك عبر بحث في هذا الملتقى ، لذا فالاختلاف في هذا الموضوع ضمن الحركات التي نصَّ عليها علماء التجويد لا ضير فيه ، لكنه لا يكون ملزمًا ، ويُبطل ما سواه .
وأخيرًا ، فإن الملاحظ على بعض من كتب في علم التجويد ووازنه بعلم الأصوات الحديث = أنه يُخضِع علم التجويد لهذا العلم بمصطلحات الغربية ، وبطريقة دراستهم للأصوات ، وتراه يتجرَّأ على تخطئة علمائنا ، بل قد ترى من بعضهم اعتزازًا بما أوتوا من العلم ، فيتبجَّح به في ردِّه على أسلافنا ، وذلك ليس من أسلوب طلبة العلم الذين دأبهم الأدب مع أسلافهم ، واحترام علمهم ، ولو خالفوهم في مسألة من المسائل .
وإني لأرجو أن تخرج دراسات مؤصَّلة لهذا العلم تكشف شيئًا من خباياه ، وتُظهر مدى أهميته ، فلا زلت ـ إلى اليوم ـ أرى إعراضًا عن تحصيل علم التجويد ، كما أرى نوعًا من الجمود في طريقة تدريسه ، حتى صار ـ برتابته ـ مملاًّ .
ومن العجيب أن بعض الدارسين لغير لغة العرب حينما يدرسونها يتعلمون كيفية نطق حُروفها ، والفرق بين الحرف وشبيهه ، ويُعدُّ هذا أصلاً في تعلم نطق تلك اللغة .
أما نحن ، فنرى بعض قومنا يُعدُّ تدريس المخارج والصفات تكلُّفًا ، وتشدُّقًا ، وذلك أمرٌ عجيب ، فهل ياترى يحسب هؤلاء أن السليقة العربية لا زالت باقية في المنطق ، ولم يصبها الخلل ؟!
إن الدعوة إلى تحسين النطق ليست من التكلف في شيء ، وإن كانت بعض الممارسات عند بعض المعلِّمين تكلُّف ، فإنها لا تقضي على أصل المسألة ، والله الموفق .
 
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا الخبر ، وبارك الله فيك يا أبا عبدالملك على هذا التعقيب .
وإني لأستغرب من أساتذة التجويد الذين عرفتهم ، فلم أر واحداً منهم يأخذ طلابه إلى معامل الصوتيات فيطبق معهم عملياً اختبارات مخارج الحروف ، وصفاتها ، وموازنة ذلك بما سطره علماء التجويد ، في حين يُجلبُ لطلاب مادة الصوتيات في معاهد اللغات المعامل والأجهزة ، وكأن أخذ اللغة الانجليزية بتجويد حروفها فرض لازم لا ينجح من لا يجيده ويفهمه من الطلاب ، وأما مخارج الحروف العربية ولا سيما في القرآن الكريم فهي من التنطع والتكلف ، بل وحتى أساتذة مادة فقه اللغة في كلية اللغة العربية لا أعرف من يطبق مع طلابه صوتيات العربية أسوة بالانجليزية مع أن المعمل الخاص بالصوتيات في الكلية نفسها ، مما يدل على أن هذه الفكرة مستبعدة تماماً عند أساتذة التجويد وفقه اللغة العربية ، ورحم الله حافظ عندما قال:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً = وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ ![/poem]
وإني لأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على هذا الأمر بأن ينظروا للأمر بجد ، وأن يسيروا فيه على هدى ، فقد رأيت جرأة في الكليات على ساعات القرآن حيث انتقصت من مناهجها بحجة عدم جدواها ، وما ذلك إلا لتقصير أساتذة القرآن في إثبات أهميتها ، وإظهار فائدتها ، بدل هذا الواقع المؤلم الذي نلمسه في مستوى طلاب الكليات المتخصصة ، فلا تكاد تجد من يجيد التلاوة إلا الواحد بعد الواحد ، ويستغربون ممن ينكر عليهم ذلك ، والوقت الضئيل لهذه المادة لا يكفي لتدريب الطلاب على إتقان التجويد ، فضاع الأمر ، وتخرج الطلبة كمدرسين للقرآن وهم لا يحسنون التجويد ، وهكذا يسري الخلل حتى يعم ، ويدرس علم التجويد ، في وقت لا تنقصنا فيه القدرة على نشره وغرسه في أفواه الطلاب كما يحاول الآخرون تلقينهم اللغة الانجليزية ولمَّا يجيدوا العربية.
 
عودة
أعلى