مناقشة رسالة ماجستير (الجزاء في القرآن الكريم دراسة موضوعية)

إنضم
7 أغسطس 2008
المشاركات
131
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
السعودية-جدة
الحمد لله، وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد منَّ الله علي بإتمام رسالة الماجستير المقدمة إلى كلية الدراسات العليا بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بجمهورية السودان، وهي بعنوان:
(الجزاء في القرآن الكريم دراسة موضوعية)..
ونوقِشتُ فيها صباح يوم الخميس 21 ذي القعدة 1442هــ الموافق 1/7/2021م.
وكانت لجنة المناقشة مكونة من:
أ.د. فيصل محمود آدم (مشرفًا).
أ.د. قاسم بشر حميدان (مناقشًا داخليًا).
أ.د. حسن قرشي طه (مناقشا خارجيًا).
وأجيزت الرسالة بامتياز -ولله الحمد-.
وسأعرض مقدمة البحث، والنتائج التي توصلت إليها، (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
الدراسات السابقة:
من خلال الاطلاع على مؤلفات العلماء، وجدت اهتمامًا جليًا بهذا الموضوع، غير أنه منثور ويحتاج إلى جمع وترتيب وتهذيب.
ومن المؤلفات أيضًا:
-الجزاء من جنس العمل، للدكتور سيد حسين عفاني، وتوسع فيه المؤلف فلم يقتصر على ما في القرآن فقط.
-بلوغ الأمل في تقرير قاعدة الجزاء من جنس العمل، محمد شومان.
-قاعدة الجزاء من جنس العمل وتطبيقاتها في القرآن الكريم، د. خالد السَّبت، وهو مختصر لم يُحط بالموضوع.
ولم أجد مؤلَّفًا اختصَّ بهذا الموضوع في القرآن فقط، مما شجعني على الكتابة فيه، ولا أزعم أنني سأُلِـمُّ، ولكن النِّيَّة معقودةٌ على البحث والجمع فيه.
خطة البحث:
يتكون هيكل الخطة من مقدمة وفصلين تحتهما مباحث ومطالب، ثم خاتمة على النحو التالي:
الفصل الأول: الجزاء والعمل وتعريفهما وأنواعهما، وفيه خمسة مباحث:المبحث الأول: الجزاء والعمل، تعريفهما وصيغهما وخصائص الجزاء، وفيه مطلبان:
• المطلب الأول: تعريف الجزاء، وتعريف العمل، وصيغهما.
• المطلب الثاني: خصائص الجزاء في القرآن الكريم.
المبحث الثاني: الجزاء في الاعتقاد، وفيه خمسة مطالب:
• المطلب الأول: الإسلام.
• المطلب الثاني: الإيمان.
• المطلب الثالث: الإحسان.
• المطلب الرابع: الكفر والردة.
• المطلب الخامس: النفاق.
المبحث الثالث: جزاء الأنبياء وأقوامهم، وفيه خمسة مطالب:
• المطلب الأول: جزاء أولي العزم من الرسل وأقوامهم.
• المطلب الثاني: هود وقومه عاد.
• المطلب الثالث: صالح وقومه ثمود.
• المطلب الرابع: لوط المؤتفكة.
• المطلب الخامس: يونس وقومه.
المبحث الرابع: الجزاء في الأعمال والأخلاق الحسنة، وفيه ستة مطالب:
• المطلب الأول: العفو والصفح.
• المطلب الثاني: فسح المجالس.
• المطلب الثالث: الصدق.
• المطلب الرابع: الإحسان.
• المطلب الخامس: الإطعام.
• المطلب السادس: الإنفاق.
المبحث الخامس: الجزاء في الأعمال والأخلاق السيئة، وفيه ستة مطالب:
• المطلب الأول: الهمز واللمز.
• المطلب الثالث: الظلم.
• المطلب الثالث: السخرية.
• المطلب الرابع: الكذب.
• المطلب الخامس: البخل والشح.
• المطلب السادس: الغيبة.
الفصل الثاني: الجزاء في الأحكام الفقهية، وفيه ستة مباحث:
• المبحث الأول: العبادات، وفيه أربعة مطالب:

• المطلب الأول: الصلاة.
• المطلب الثاني: الزكاة.
• المطلب الثالث: الصيام.
• المطلب الرابع: الحج.
المبحث الثاني: الجهاد، وفيه أربعة مطالب:
• المطلب الأول: القتال في سبيل الله.
• المطلب الثاني: ترك الجهاد.
• المطلب الثالث: الغل.
• المطلب الرابع: الجزية.
المبحث الثالث: البيوع، وفيه أربعة مطالب:
• المطلب الأول: الربا.
• المطلب الثاني: السلم.
• المطلب الثالث: القرض.
• المطلب الرابع: الصلح.
المبحث الرابع: الأيمان، وفيه ثلاثة مطالب:
• المطلب الأول: كفارة اليمين
• المطلب الثاني: الظهار
• المطلب الثالث: اللعان
المبحث الخامس: الجنايات، وفيه ثلاثة مطالب:
• المطلب الأول: قتل النفس المعصومة
• المطلب الثاني: دية القتل الخطأ
• المطلب الثالث: دية القتل العمد
المبحث السادس: الحدود، وفيه ثلاثة مطالب:
• المطلب الأول: القذف
• المطلب الثاني: اللواط
• المطلب الثالث: الحرابة
الخاتمة
وقد توصَّلت إلى نتائج؛ بها ينتظم عِقدُها، ويفوح مِسكُها، رتبتها حسب الفصول والمطالب والمباحث، وهي على النحو التالي:
- الجزاء حَسَنٌ، وسيِّئٌ، ودنيويٌّ وأُخرويٌّ، وهو شاملٌ للأقوال، والأعمال، والأخلاق.
- الجزاء الربانيُّ قائم على العدل والرحمة.
- مَن أسلم نال الخير كلَّه، ومَن كفر باء بالإثم، والشرِّ كلِّه.
- أركان الإيمان لا تنفكُّ عن بعضها، فمن آمن بها اتَّصف بالصفات الحُسنى، وكسب الثواب العظيم، ومن كفر بها أو ببعضها خاب وخسر.
- الإيمان باليوم الآخر يدفع الإنسان إلى تقوى الله، وأن يقدم لنفسه العمل الصالح، ثم يتنعَّم برؤية الله في الجنة. والكفر باليوم الآخر يُغوي صاحبه، ويميل به إلى اجتراح السيئات، والغفلةِ عن الحساب، والحجبِ عن رؤية الله.
- الإيمان بالقضاء والقدر، يُخفَّف من ثِقَل المصيبة على المؤمن، ويزيده يقينًا، وطُمأنينةً، وحُسن ظنٍّ بالله. وعدم الإيمان بالقضاء والقدر يحمل الإنسان على الحسرة، والسُّخط، وسوء الظنِّ بالله.
- الإحسان أعلى مراتب الدين؛ ولذا وعد الله المحسنين بالعطاء، وصرف عنهم البلاء. وأوعد المسيئين بسوء الجزاء.
- وصف الله المنافقين بأقبح الصفات، وأدخلهم النار في أسفل الدركات.
- لمَّا صبر أولو العزم من الرسل على الأذى والابتلاء؛ أكرمهم الله برفعة الدرجات، وخلَّد ذكرهم في العالمين.
- سُنَّة الله في إرسال المرسلين؛ نجاةُ المؤمنين، وهلاكُ المكذبين.
- فضَّل الله نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والرسل، وقدَّم محبته، وخصَّه وأكرمه ورفع شأنه، وحماه، وشرَّفه بالشفاعة والكوثر.
- رتَّب الله لمن أطاع نبيه صلى الله عليه وسلم مضاعفة الأجر، والمدح، والمغفرة، والنصر، ومرافقته في أعلى الدرجات. وعاقب الله من خالف نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالتوبيخ ونفي الإيمان عنه، واللعن، وعدم قَبول العمل، ودخول النار.
- نجَّى الله أنبياءه عليهم السلام، هودًا، وصالحًا، ولوطًا، ويونس، ومَنْ آمن من أقوامهم. ولعن المكذبين، وأنزل عليهم صنوف العذاب من جنس أعمالهم.
- العفو والصفح من أجلِّ الأعمال، ولذا نال من اتصف بهما العزَّة، وتحقُّقَ التقوى، والمغفرة، والأجر العظيم، ودخول الجنة.
- من وسَّع على عباد الله في المجالس وغيرها، وسَّع الله عليه في الدنيا والآخرة.
- الصِّدق منجاة. وقد حلَّ رضوان الله على الصادقين، وبوَّأهم جنته.
- إطعام الطعام من أعمال البِرِّ، وقد أثنى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على من أطعم الطعام، وكما أن الجوع شدَّة، والمُطعِم فرَّج عن الجائع هذه الشدَّ؛ فإن الله ينجِّيه من الشدائد.
- الإنفاق سبيل لتطهير المال وتنميته والإخلاف بخير لصاحبه، ودخول الجنة.
- الهمزة اللُّمزة منبوذٌ، ذليلٌ، مهانٌ، فاسقٌ؛ لأنه طعن في أعراض الناس.
- يسلِّط اللهُ على الظالم من هو أقوى منه. والظلم مؤذنٌ بخراب الديار والهلاك.
- يأبى الله إلا أن يُذلَّ الساخرين المستهزئين، بالندم والحسرة، ولات ساعة مندم!
- الكذب من صفات المنافقين، وهو علامة سوء، وعقابه الطرد من رحمة الله.
- شبَّه الله المُغتاب بآكل لحم أخيه الميِّت، وهذا من أقبح ما يكون عياذًا بالله؛ لأن الغيبة تفكِّك أواصر الأخوة، ولا يكون صاحبها إلا دنيئًا.
- أثنى الله تعالى على عباده المحافظين على الصلاة، ومنحهم من الخيرات والبركات في الدنيا كالرزق والأمن والمعيَّة، ورفعهم في الدرجات يوم القيامة.
وفتح على من تركها أو تكاسل عنها أو كفر بها أبواب الشَّرِّ، ومن ذلك حرمانه يوم القيامة من السجود لامتناعه عن السجود في الدنيا.
- أداء الزكاة على وجهها الشرعي يدل على فلاح الإنسان واستجابته لأمر ربه، وسيعيش حياة سعيدة يحفُّها الأمان والهداية والسعادة والإعانة. وأما مانع الزكاة فإنه في خوف، ووراءه عذاب أليم جزاء امتناعه.
- شُرع الصيام تحقيقًا للتقوى، وقد تكفَّل الله بجزاء الصائمين؛ لأن الصيام عبادة خفيَّة أساسُها مراقبة الله تعالى.
- جمع الحج من الفضائل والمصالح للعباد شيئًا كثيرًا؛ فمن حجَّ لله، وعلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم غَفَر الله له، ومن كفر بهذه الشعيرة؛ فلا يضرُّ إلا نفسه، والله غني عنه وعن عمله، فلا تنفعه –سبحانه- طاعة المطيع، ولا تضرُّه معصية العاصي.
- الجهاد في سبيل الله رفعةٌ للدين، وأمان للمؤمنين، إذ به يُقام شرع الله، ولتكون كلمة الكافرين هي السفلى، وكلمة الله هي العليا. ولمَّا قدَّم المؤمنون أنفسهم رخيصةً في سبيل الله كان الثمن عاليًا. وأخزى الله المتخلفين عن الجهاد بلا عذر، وخذلهم، وأعد لهم في الآخرة عذابًا أليمًا.
- يفضح الله الغالَّ يوم القيامة جزاء أخذه من الغنيمة خُفية، ثم يصليه نار جهنم.
- شرع الله الجزية إذلالًا للمشركين؛ لمَّا قويت شوكة المسلمين. فمن أعطاها أَمِن وسَلِم، ومن امتنع نُقض عهدُه، وحلَّ ماله ودمُه.
- السَّلَم صورة من صور الإحسان، والتعاون على البر والتقوى، وفيه مصلحة للعباد، ومن أسلفَ ونوى الأداء؛ أدى الله عنه، ومن نوى المضارَّة؛ أتلفه الله.
- الإقراض عمل جليل، ويجزي اللهُ بالكثير على القليل.
- الصلح خير، والسعي إليه يدل على التقوى وحسن النيَّة، ولذا يُوفِّق الله بين أطراف الصلح، ويخذل من أحجم عنه وظلم وتعدَّى.
- شرع الله تعالى كفَّارة اليمين حفظًا لليمين، وتعظيمًا لأنه يتعلق به ، وتخفيفًا على العباد وتوسعةً لهم إذا رأو خيرًا منها؛ لأن العبد لا يعلم ما في الغيب من خير قَصُر عنه علمه وإدراكه.
- الظِّهار من كبائر الذنوب، وقد فرض الله كفَّارة مغلظةً على من ظاهر مِن زوجته.
- يُضطرُّ الأزواج إلى اللِّعان وقاية من المسبَّة والعار، فإذا قذف الزوج زوجته كاذبًا؛ استوجب لعنة الله، وإذا أنكرت الزوجة كاذبةً؛ استوجبت غضب الله.
- قتل النفس المعصومة من كبائر الذنوب، وبها يخسر المرء دنياه، وأخراه.
- القتل الخطأ؛ يرفع الإثم عن صاحبه، ويوجب عليه الكفارة المقرَّرة شرعًا.
- القتل العمد، من كبائر الذنوب، ويأثم صاحبه، ويُحرم من الميراث إن كان وارثًا، وعليه القصاص إن لم يعفُ ولي الدم، أو الدَّية دون القصاص، أو العفو مجانًا.
واستوجب غضب الله ولعنته، والخلود في نار جهنم.
- اللواط جريمة شنيعةٌ؛ نكَّست الفطرة. وقرَّر الشرع فيها قتل الفاعل والمفعول به.
- حدُّ الحرابة: القتل أو الصلب أو النفي؛ لأنها من الإفساد في الأرض.
التوصيات:
- أوصي الباحثين في كتاب الله بتثوير القرآن، فهو بحرٌ ممتدّ، ومَنْجمٌ لا ينفد، وبقدر ما يتعاهد الإنسان القرآن، ويعمل به؛ تُساق إليه المعارف، وتفتحُ له المقفلات.
- موضوع الجزاء في القرآن بحاجة ماسَّة إلى التوسع فيه، وثمَّت عنوانات بحاجة إلى إفراد، مثل: الجزاء في الاعتقاد، أو العبادات، أو المعاملات، أو الأخلاق، والجزاء الحسِّي، والمعنوي، والجزاء الدنيوي، والأخروي.
هذه أهمُّ النتائج والتوصيات، ولن يُعدم القارئ والمطالع لهذا البحث –إن شاء الله- الوقوف على نتائج أخرى، يطول ذكرها، ويصعب حصرها في هذا المقام.
وفي الختام: أسأل الله أن ينفع بهذا الجهد كاتبه، وقارئه، وأن يجعله بحثًا مباركًا، خالصًا لوجهه الكريم، وأن يعفو عن كل خطأ وسهو وتقصير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
عودة
أعلى