نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة

إنضم
24 مارس 2004
المشاركات
109
مستوى التفاعل
1
النقاط
16
[align=justify]نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة

كيف نشأ علم التجويد ؟
وكيف حال مصنفاته الأولى ؟

بالجواب عن هذا السؤال سوف يكشف لنا الغطاء عن كثير من القضايا التي ظهرت بعد عصر الاحتجاج , والتي أسسها بعض العلماء المتأخرين , وهناك قواعد دخلت على أبحاث التجويد قد عرفت في إعمال علماء التجويد المتأخرين فحسب , وهذه الأفكار لم تكن تعرف في إعمال علماء التجويد منذ مراحله الأولى .وبالسباحة في تاريخ علم التجويد سوف نتعرف على كثير من القضايا التي يحتاج معرفتها الباحثون في علوم القرآن , ومن افضل المصنفات التي بين يدي التي بحث نشأة وتاريخ هذا العلم ما كتبه شيخ المحققين في عصرنا الدكتور غانم قدروي الحمد , فهو في رأي منفرد بالتصنيف في هذا الموضوع .

أما نشأة علم التجويد فلا بد للباحث قبل الخوض في الحديث عنها أن يعلم , إن كتب علم التجويد القديمة تكاد تكون مجهولة لدى معظم المشتغلين بالدراسات الصوتية العربية في الوقت المحاضر . وهي تكاد تكون مجهولة أيضا لدى معظم المشتغلين بدراسة علوم القرآن عامة وعلم التجويد خاصة .

ولا يزال معظم تلك الكتب مخطوطا بعيدا عن متناول أيدي الباحثين , ولعل ذلك هو أحد الأسباب التي حال بين الباحثين المعاصرين والاستفادة من المادة الصوتية التي تضمنتها تلك الكتب . ويبدو أن الرسائل المتأخرة الموجزة التي كتبها المتأخرون وبعض المعاصرين في علم التجويد كانت من بين الأسباب التي صرفت الدارسين عن تتبع كتب علم التجويد القديمة ودراستها والاعتماد عليها , وذلك لما يغلب على تلك الرسائل من الإيجاز الذي أدى إلى غموض العبارات في كثير من الأحيان .

لم يُعْرفْ مصطلح ( التجويد ) بمعنى العلم الذي يُعْنى بدراسة مخارج الحروف وصفاتها وما ينشأ لها من أحكام عند تركيبها في الكلام المنطوق إلا في حدود القرن الرابع الهجري, كذلك لم يعرف كتاب أُلِّفَ في هذا العلم قبل ذلك القرن , ومعنى هذا أن علم التجويد تأخر في الظهور علما مستقلا بالنسبة إلى كثير من علوم القرآن وعلوم العربية أكثر من قرنين من الزمان .

وقد جاء في بعض المصادر المتأخرة أن الصحابي عبد الله بن مسعود – رضى الله عنه – قال : " جوِّدُوا القرآن ... " واستند بعض المُحْدثِين إلى هذه الراوية في القول بأن نشأة علم التجويد ترجع إلى عصر الصحابة , وقال : " ولسنا نملك لهذا النوع من الدراسة مادة كافية تسمح بتتبع تطوه ووصف المراحل التي قطعها حتى صار علما مستقلا هو ( علم التجويد ) , وكل الذي يعرف عن مراحله الأولى أن أول من استخدم هذه الكلمة في معنى قريب من معناها هو ابن مسعود الصحابي الذي كان ينصح المسلمين بقوله : ( جوّدوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات ) ... ويبدو أن نشأة علم التجويد جاءت استجابة لدعوة ابن مسعود , ومحاولة لتقنين قواعد القراءة اقتفاء لأثره ... " .

وحين تتبعت هذه الرواية في المصادر القديمة وجدت أنها تنقل الرواية على نحو آخر لا تصلح معه للاستشهاد في ما نحن بصدده , فقد جاء فيها ( جَرِّدُوا ) بالراء بعد الجيم مكان ( جوّدوا ) بالواو بعد الجيم , ويترجح لديَّ أن الرواية تصحفت في المصادر المتأخرة , لأنها تنقل النص بإسناد ينتهي إلى أسانيد المصادر القديمة , ثم يختلف النص بعد ذلك في حرف واحد وهذه الرواية تتعلق في الأصل بموضوع تجريد القرآن من الزيادات المتمثلة بالخموس والعشور وأسماء السور ونحو ذلك .

ومن المعلوم أنه لم يرد في القرآن الكريم من مادة ( ج و د ) شئ في وصف القراءة , كذلك لم يرد في ( المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) الذي يعتمد على تسعة من أشهر كتب الحديث , شيئا من ذلك . وهذا أمر يمكن يستدل به على أن كلمة ( التجويد ) لم تكن مستعملة في عصر النبوة بالمدلول الذي صارت تدل عليه فيما بعد .

وكانت هناك كلمات أخرى تستخدم في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في معنى كلمة التجويد . مثل : الترتيل , والتحسين , والتزيين , والتحبير , وهي تستخدم في وصف القراءة حين تكون مستوفية لصفات النطق العربي الفصيح , جامعة إلى ذلك حسن الصوت والعناية بالأداء ولم يرد من هذه الكلمات الأربع في القرآن الكريم سوى كلمة الترتيل .

ولا يعني أن مفردات مادة ( ج و د ) لم تكن مستخدمة في اللغة العربية , فنجد عددا من الكلمات المشتقة من تلك المادة مثل : الجَيِّد نقيض الردئ , وجاد الشئ جُودة وجَوْدة , أي صار جيِّدا . وأجاد أتي بالجيد من القول والفعل . ورجل جواد سخي , وجاد الفرس فهو جواد ... الخ والتجويد مصدر جَودت الشئ . قال الداني : ومعناه انتهاء الغاية في إتقانه , وبلوغ النهاية في تحسينه .

وأقدم نص وردت فيه كلمة ( التجويد ) مستعملة بمعنى يقرب من معناها الاصطلاحي , في المصادر القديمة , هو قول بن مجاهد ( ت 324 هـ ) مؤلف كتاب ( السبعة في القراءات ) , فقد قال الداني ( ت 444 هـ ) : " حدثني الحسين بن شاكر السمسار , قال : حدثنا أحمد بن نصر , قال : سمعت ابن مجاهد يقول : اللحْنُ في القرآن لُحْنان : جَلِيٌّ وخفيٌّ . فالجلي ُّ لحنُ الأعراب ِ , والخفيُّ ترْكُ إعطاء الحرفِ حقُّه من تجويدِ لفظه " ونقل أحمد بن أبي عمر ( ت بعد 500 هـ ) الرواية على هذا النحو : " ... والخفي ترك إعطاء الحروف حقها من تجويد لفظها , بلا زيادة فيها ولا نقصان " .

إن الوقت الذي ظهرت فيه كلمة التجويد بمعناها الاصطلاحي هو الوقت الذي ظهر فيه أول مصنف مستقل في علم التجويد , فقد قال ابن الجزري , وهو يترجم لأبي مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى الخاقاني البغدادي ( ت 325 هـ ) " هو أول من صنَّفَ في التجويد فيما أعلم , وقصيدته الرائية مشهورة وشرحها الحافظ أبو عمرو ... " .

والمصنَّف الذي أشار إليه ابن الجزري هنا على أنه أول مصنف في التجويد هو قصيدة أبي مزاحم الخاقاني الرائية المشهورة بالقصيدة الخاقانية , التي يقول في مطلعها :

أقُولُ مَقَالًا مُعْجَباُ ِلُأولِي الحِجْرِ *** ولا فَخْرَ إنَّ الفَخْرَ يَدْعُو إلى الكِبْرِ

ويقول :

فَمَا كُلُّ مَنْ يَتْلُو الكِتَابَ يُقِيمُهُ *** وما كُلُّ مَنْ في الناسِ يُقْرِئُهُمْ مُقْرِي

ويقول :

زِنِ الحرفَ لا تُخْرِجْهُ عنْ حدِّ وَزْنِهِ *** فَوَزْنُ حُروفِ الِّذْكِر مِنْ أفْضَلِ البِرَّ

وعدد أبياتها واحد وخمسون بيتا , ذكر فيها أو مزاحم بعض الموضوعات التي صارت فيما بعد جزءا من علم التجويد , وكان لهذه القصيدة أثر واضح في جهود اللاحقين في علم التجويد , فهم بين مقتبس منها مستشهد بأبياتها , وبين معارض لها , أو شارح موضح لمعانيها .

ومع أن القصيدة الخاقانية هي أول مصنف مستقل ظهر في علم التجويد إلا أن أبا مزاحم لم يستخدم فيها كلمة ( التجويد ) ولا أيا من الألفاظ الأخرى التي تشاركها في المادة اللغوية , واستخدم كلمة ( الحُسْن ) وما اشْتُقَّ من مادتها . فقد قال في صدر البيت الخامس :

أيا قارِئَ القرآنِ أحْسِنْ أداءَهُ

وقال في صدر البيت السابع عشر :

فقد قلتُ في حُسْنِ الأداءِ قَصيدةً

وعدم استخدام أبي مزاحم لكلمة ( التجويد ) في قصيدته يدل على أن هذا المصطلح لم يكن مشهورا حينذاك , على الرغم من ظهوره في ذلك الوقت ,فقد استخدمه معاصره ابن مجاهد , كما مرَّ في النص الذي نقلناه أنفا .

وأول من استخدم مصطلح ( التجويد ) بعد ابن مجاهد هو أبو الحسن علي بن جعفر السعيدي ( ت 410 هـ ) تقريبا . فقد قال في أول كتابه ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) : " ... سألتني ... أن أُصنِّفَ لك نُبَذَا ً من تجويد اللفظ بالقرآن " . وقال في موضع آخر : " ويؤمر القارئ بتجويد الضاد من ( الضالين ) وغيرها " وشاع استخدام مصطلح ( التجويد ) بعد عصر السعيدي على نطاقٍ واسعٍ .

وإذا وافقنا ابن الجزري في قوله إن القصيدتة الخاقانية هي أول مصنف كتب في علم التجويد فإن هناك قريبا من قرن من السنين بين تاريخ ظهورها وتاريخ ظهور كتاب السعيد ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) الذي يتميز بأنه أقدم كتاب معروف لدينا اليوم في علم التجويد بعد القصيدة الخاقانية , وهو يمثل بدء التأليف المستقل في علم التجويد .

وحين رجعت إلى كتاب ( الفهرست ) لابن النديم ( ت 385 هـ ) على الأرجح , لم أجده يذكر أيَّ كتاب يحمل اسم التجويد أو يمكن أن يكون موضوعه في هذا العلم , على الرغم من أنه ذكر في هذا الفن الثالث من المقالة الأولى من كتابه مئات الكتب المؤلفة في علوم القرآن .وهذا الأمر يدل على أن علم التجويد لم يزل في القرن الرابع الهجري يخطو خطواته الأولى ولم تشتهر كتبه حين ألف ابن النديم كتابه سنة ( 377 هـ ) ولا يزال تاريخ علم التجويد في القرن الرابع بحاجة إلى نصوص جديدة تلقى مزيدا من البيان على نشأته .

وحين نتقدم خطوة إلى الأمام وندخل في القرن الخامس الهجري نجد أن المؤلفات في علم التجويد يتتابع ظهورها حتى إننا لنجد أن معظم مؤلفات علم التجويد قد ظهرت في هذا القرن , فبعد كتاب ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) للسعيدي الذي ظهر في نهاية القرن الرابع أو السنين الأولى من القرن الخامس يظهر في الأندلس كتابان كبيران في علم التجويد , هما ( الرعاية ) لمكي بن أبي طالب القيسي ( ت 437 هـ ) و ( التحديد) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني ( ت 444 هـ ) . وظهر بعدهما في نفس القرن كتاب ( الموضح ) لعبد الوهاب القرطبي ( ت 461 هـ ) وهو من المعاصرين لمكي والداني .

ونجد في مقدمة كتاب ( الرعاية ) لمكي ما يشير إلى أن القرن الخامس هو التاريخ الحقيقي لظهور المؤلفات في علم التجويد , قال مكي : " وما علمت أن أحدا من المتقدمين سبقني إلى تأليف مثل هذا الكتاب ولا جمع مثل ما جمعت فيه من صفات الحروف وألقابها , ولا ما أتبعت فيه كل حرف منها من ألفاظ كتاب الله تعالى , والتنبيه على تجويد لفظه , والتحفظ به عند تلاوته . ولقد تصور في نفسي تأليف هذا الكتاب وترتيبه من سنة تسعين وثلاثمائة , وأخذت نفسي بتعليق ما يخطر ببالي منه في ذلك الوقت , ثم تركته إذ لم أجد مُعينا فيه من مُؤَلَّفٍ سبقني بمثله قبلي ثم قَوَّى الله النية وحدَّد البصيرة في إتمامه بعد نحو من ثلاثين سنة , فسهَّل الله تعالى أمره , ويسَّرَ جمعه , وأعان على تأليفه " .

وجاء في مقدمة كتاب ( التحديد ) للداني ما يشير إلى المعنى الذي يفهم من قول مكي السابق من انعدام المؤلفات في علم التجويد في وقتهما , فقال الداني : " وأما بعد فقد حداني ما رأيته من إهمال قراء عصرنا ومقرئي دهرنا من تجويد التلاوة وتحقيق القراءة , وتركهم استعمال ما ندب الله تعالى إليه , وحث نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته عليه , من تلاوة التنزيل بالترسل والترتيل – أن أعْملْتُ نفسي في رسم كتاب خفيف الحمل , قريب المأخذ في وصف علم الإتقان والتجويد , وكيفية الترتيل والتحقيق, على السبيل التي أدَّاها المشيخة من الخلف عن الأئمة من السلف , واجتهدت في بيان ذلك , وبذلت طاقتي , وبالغت في لإيضاحه عنايتي , وأفصحت عن جليِّه وظاهره , ودللت على خفيِّهِ وداثره , وأودعته الوارد من السنن والأخبار في معناه على حسب ما إلينا أدَّاه من لقيناهُ من العلماء , وشاهدناه من الفهماء , عن الأئمة الماضين والقراء السالفين , لتتوفر بذلك فائدته ... "

وإذا كان بإمكاننا أن نقول إن مكيا ألف كتاب ( الرعاية ) سنة ( 420 هـ ) اعتمادا على النص الذي سبق نقلناه من الكتاب , فإننا لا نعلم يقينا السنة التي ألف فيها الداني كتاب ( التحديد ) , ولا نعلم هل ألفه قبل أن يظهر كتاب ( الرعاية ) أو بعد ظهوره ؟

ومهما يكن من أمر فإن نشأة علم التجويد ترتبط بقصيدة أبي مزاحم الخاقاني , وإن مؤلفاته الأولى تتمثل لمكي , وكتاب ( التحديد ) للداني وكذلك كتاب ( الموضح ) لعبد الوهاب القرطبي , ثم تتوالى المؤلفات بعد ذلك متواصلة حتى عصرنا الحاضر .

وارتباط نشأة علم التجويد بالمؤلفات المذكورة هنا يعنى أن علم التجويد قد تأخر ظهوره بشكله المتميز المستقل أكثر من قرنين م الزمن عن ظهور كثير من علوم القرآن والعربية , ويبدو أن جهود علماء العربية من النحويين واللغويين وجهود علماء القراءة كانت تقوم بالمهمة التي قام بها علم التجويد بعد ظهوره , في تعليم الناطقين أصول النطق الصحيح , وتحذيرهم من الانحراف في نطق الأصوات العربية .

وتكاد تتلخص جهود اللغويين والنحاة في دراسة الأصوات العربية حتى أواخر القرن الرابع الهجري بما كتبه الخليل بن أحمد ( ت 170 هـ ) في مقدمة كتاب العين عن مخارج الحروف وصفاتها .
وسيبويه ( أبو بشر عمرو بن عثمان ( ت 180 هـ ) في ( الكتاب ) في باب الإدغام خاصة .
والمبرد 0 أبو العباس محمد بن يزيد ( ت 285 هـ ) في كتاب ( المقتضب ) في أبواب الإدغام .
وابن دريد ( أبو بكر بن محمد بن الحسن ( ت 321 هـ ) في مقدمة ( جمهرة اللغة ) .
والزجاجي ( أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق ( ت 337 هـ ) في آخر كتاب الجمل في باب الإدغام.
والأزهري ( أبو منصور محمد بن أحمد ( 370 هـ ) في مقدمة ( تهذيب اللغة ) .
وأخيرا ابن جنى ( أبو الفتح عثمان ( ت 392 هـ ) في ( سر صناعة الإعراب ) .

أما كتب القراءات القديمة التي ترجع إلى القرنين الثاني والثالث فإنه لم يصل إلينا منها شئ يذكر, واقدم كتاب وصل إلينا من كتب القراءات هو كتاب ( السبعة في القراءات ) لأبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي ( ت 324 هـ ) والذي حققه الدكتور شوقي ضيف , وقد سبق ابن مجاهد في التأليف كما ذكر الدكتور شوقي ضيف , أبو عبيد القاسم ابن سلاّم ( ت 224 هـ ) صنف كتبه في خمسة وعشرين قراءة , وشيخ ابن مجاهد ألَّف كتابا فيه عشرون واسمه ( أبو عبيد القاضي إسماعيل بن إسحاق البغدادي ( 283 هـ ) وابن جرير الطبري ( ت 310 هـ ) ألف كتابا فيه زيادة عن عشرين قراءة ولو نظرنا في كتاب السبعة لابن مجاهد المطبوع لا نجد أبوابا مستقلة تعالج موضوع الأصوات العربية , وإنما جاءت الملاحظات متناثرة في ثناياه .وقد قام علماء التجويد باستخلاص المادة الصوتية من مؤلفات النحويين واللغويين وعلماء القراءة وصاغوا منها هذا العلم الجديد الذي اختاروا له اسم ( علم التجويد ) , وواصلوا أبحاثهم الصوتية مستندين إلى تلك المادة , وأضافوا إليها خلاصة جهدهم حتى بلغ علم التجويد منزلة عالية من التقدم في دراسة الأصوات اللغوية .

وبالرغم من استناد علماء التجويد على جهود سابقيهم من علماء العربية وعلماء القراءة فقد جاء عملهم متميزا , ولا يمكن أن نعده جزءا من تلك الجهود , وإنما جاء عملا شاملا للدرس الصوتي , أما علماء العربية ف‘نهم عالجوا الموضوع في إطار الدرس الصرفي وهو أمر تجاوزه علماء التجويد وذلك بالنظر إلى أصوات اللغة نظرة أشمل من ذلك .

أما علماء القراءة فإنهم كانوا مشتغلين برواية النص القرآني الكريم وضبط حروفه كما نقلتها طبقات علماء القراءة طبقة عن طبقة حتى تنتهي إلى طبقة الصحابة رضوان الله عليهم , الذين تلقوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم .

ولا يمكن أن تُعدَّ الكتب التي ألفها القراء في وصف القراءات القرآنية بدءا للتأليف في علم التجويد , لأن علم القراءة وعلم التجويد , وإن كان كل منهما يرتبط بألفاظ القرآن , يختلفان في الموضوع كما يختلفان في المنهج , أما الموضوع فإن علم التجويد لا يعنى باختلاف الرواة بقدر عنايته بتحقيق اللفظ وتجويد , مما لا اختلاف في أكثره بين القراء الرواة , وأما المنهج فإن كتب القراءات كتب رواية , وكتب التجويد جزء من علم الرواية لأنها تقعيد لكيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم , ويطلق عليها البعض كتب دراية . ويجوز إطلاقها من باب التوسع في الألفاظ . وإلا فواعده من مدوده وقلقلته وغناته وأداه الأصل فيها أن رب العالمين أنزله بالتجويد كما ذكر الحافظ ابن الجرزي ( لأنه به الإله أنزلا ) .

ولا يعني تأخر ظهور التأليف في علم التجويد أن القراء كانوا ينطقون القرآن قبل ذلك على غير أصل واضح , كما لا يعنى أن علماء التجويد اختلقوا هذه الأصولا أو ابتدعوها , فالواقع هو أن قراء القرآن كانوا يعتنون غاية الاعتناء بتجويد الألفاظ وإعطاء الحروف حقها منذ عصر الصحابة وهلم جرا حتى عصر ظهور المؤلفات في علم التجويد , وكانوا يستندون في ذلك إلى الرواية الأكيدة والأصول المرعية عند العرب في نطق لغتهم بشرط أن يكون جاءت الرواية بها عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا .

فأصول علم التجويد وقواعده إذن كانت موجودة في الكلام العربي , يحرص عليها القراء ويعتمدون عليها في قراءتهم وإقرائهم , وإن لم تكن مدونة , شأنها في ذلك شأن قواعد النحو والصرف التي استنبطها علماء العربية في وقت لاحق , فعلم التجويد الذي يدرس النظام الصوتي للغة كان موضوعه تحليل ذلك النظام واستخلاص ظواهره ووضعها في قواعد تساعد المتعلم على ضبطها وإتقانها حين يستخدم اللغة , وهم في ذلك يسيرون على خطى علماء العربية الذين سبقوهم في هذا الميدان .

ثم يتابع الدكتور غانم حديثه عن التعريف بأشهر كتب علم التجويد فيقول :

التأليف في علم التجويد لم ينقطع منذ ظهور مؤلفاته الأولى في القرن الرابع الهجري , حتى وقتنا المعاصر , وهذه ظاهرة توضح مقدار ارتباط المسلمين بالقرآن العظيم وحرصهم على تجويد حروفه وإتقان النطق بألفاظه . وقد أنتجت تلك الحركة التأليفية عشرات الكتب على مدى القرون المتتابعة , ويبدو أن تقديم قائمة كاملة بأسماء تلك الكتب أمر غير متيسر للدارسين اليوم , فالمراجع القديمة المتخصصة بالحديث عن العلوم والكتب المؤلفة فيها لا تقدم لنا إلا عددا محدودا من أسماء تلك الكتب , فلم يتجاوز ما ذكره السيوطي عن هذا الجانب في كتابه ( الإتقان في علوم القرآن ) السطر الواحد حيث قال : " من المهمات تجويد القرآن , وقد أفرده جماعة كثيرون بالتصنيف , ومنهم الداني وغيره " .

وما ذكره حاجي خليفة في ( كشف الظنون ) وهو يتحدث عن علم التجويد , يعد شيئا يسيرا جدا إلى ما هو معروف من كتب هذا العلم , قال : " وأول من صنف في التجويد موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخاقاني البغدادي المقرئ المتوفى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة , ذكره ابن الجزري . ومن المصنفات فيه الدرر اليتيم وشرحه , والرعاية , وغاية المراد , والمقدمة الجزرية , وشرحها , والواضحة " .

والمشكلة الأساسية التي تعترض الدارس وهو يحاول استقصاء كتب علم التجويد هي أن ما سلم منها من التلف والضياع لا يزال معظمه مخطوطا , ولا شك في أن معرفة أسماء تلك المخطوطات وتحديد أماكن وجودها أمر غير متيسر دائما, لندرة فهارس المخطوطات , وهي إن توفرت في بلد فلا تتوفر في بلد آخر . وإن توفر بعضها فقد لا يتوفر بعضها الآخر . أما الحصول على نسخ مصورة من تلك المخطوطات فذلك أمر دونه خَرْطُ القَتَاد .

وما سنذكره من أسماء كتب علم التجويد هو المحاولة الأولى في هذا السبيل , على ما أعلم , ومن ثمَّ تظل هذه القائمة مظنة النقص والقصور , على أمل أن يكملها النظر المستمر والجهد المتواصل من المهتمين بهذا العلم الذي لم يحظ بما يستحقه من درس إلى اليوم .

وقد استخلصت هذه القائمة من فهارس المخطوطات التي تيسر لي الاطلاع عليها , ومن فهارس الكتب مثل ( كشف الظنون ) ومن كتب التراجم , مثل ( غاية النهاية في طبقات القراء ) لابن الجزري 0 ت 833 هـ) , الذي استخلصت منه أسماء جميع الكتب التي تتصل بعلم التجويد , ورتبت هذه الكتب القائمة على أساس تاريخي تبعا لوفاة المؤلفين , موردا اسم المؤلف وتاريخ وفاته واسم الكتاب , مشيرا إلى ما هو مخطوط منها أو مطبوع , من غير أن استقصي أما كن وجود المخطوط , فإن لذلك مظانه الخاصة , من بدء التأليف في هذا العلم , حتى أواخر القرن الثالث عشر الهجري .

1 - أبو مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني البغدادي ( 325 هـ )
صنَّف :
أ- القصيدة الخاقانية التي قالها في حسن الأداء , مطبوع .
ب- الشرح , مثل شرح أبي عمرو الداني , مخطوط.
ت- الاقتباس , حيث لا يكاد يخلو كتاب من كتب علم التجويد القديمة من بعض أبيات قصيدة أبي مزاحم .

2 – أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد السعيدي , نزيل شيراز ( ت في حدود 410 هـ ) .
صنَّف :
أ- التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .
ب- اختلاف القراء في اللام والنون , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .

3 – أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني ثم القرطبي ( ت 437 هـ ) .
صنَّف :
أ- الرعاية في تجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة , مطبوع , تحقيق د / احمد حسن فرحات .



4 – أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ( ت 444 هـ ) .
صنَّف :

أ- التحديد في الإتقان والتجويد , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .
ب- شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني , مخطوط .
ت- كتاب الإدغام الكبير , مطبوع , بتحقيق د / زهير غازي زاهد .
ث- المنبهة في الحذق والإتقان وصفة التجويد للقرآن , مطبوع , بتحقيق : محمد بن مجقان الجزائري .
ج- كتاب البيان والإدغام .
ح- رسالة في مخارج الحروف , مخطوط .

5 – أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن بندار العجلي الرازي ( ت 454 هـ )
صنَّف :

أ- كتاب في التجويد .



6 – أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب القرطبي ( ت 462 هـ )
صنَّف :

ب- الموضح في التجويد , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .

7 – أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري ( ت 463 هـ )
صنَّف :

التجويد والمدخل إلى العلم بالتحديد .
البيان عن تلاوة القرآن .

8 – أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن البنَّاء البغدادي ( ت 471 هـ )
صنَّف :

كتب بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء , وإيضاح الأدوات التي بنى عليها الإقراء , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .
التجريد في التجويد .

9 – أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني الأشبيلي ( ت 539 هـ )
صنَّف :
نهاية الإتقان في تجويد القرآن , مخطوط .

10 – أبو علي سهل بن أحمد الأصبهاني الحاجي ( ت 543 هـ )
صنَّف :
التجريد في التجويد , مخطوط .

11 – أبو حميد ( وأبو الأصبع ) عبد العزيز بن علي بن محمد الأندلسي المعروف بابن الطحان ( ت 561 هـ )
صنَّف :

الأنباء في تجويد القرآن , مخطوط .
مقدمة في التجويد , محطوط .
رسالة في مخارج الحروف , محطوط .
مرشد القارئ إلى تحقيق معالم المقارئ , محطوط .

12 - أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني العطار ( ت 569 هـ )
صنَّف :

التمهيد في التجويد , مطبوع , بتحقيق د / غانم قدوري الحمد .

13 – أبو بكر محمد بن حامد بن محمد الأصفهاني ( من علماء القرن السادس )
صنَّف :

التبيين في شرح النون والتنوين
الإدغام الكبير بعلله .

14 – أبو المعالي محمد بن أبي الفرج بن بركه فخر الدين الموصلي ثم البغدادي ( ت 621 هـ )
صنَّف :

نبذة المريد في علم التجويد
الدرر الموصوف ( أو المرصوف ) في وصف مخارج الحروف , مخطوط .

15 – أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد علم الدين السخاوي ( ت 643 هـ )
صنَّف :

منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق – وهو باب في كتاب ( جمال القراء ) للمؤلف .
عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة لفظ التجويد . قصيدة مطلعها :

يَا مَنْ يرومُ تلاوةََ القرآنِ * و يرودُ شَأْوَ أئمةَ الإتقانِ
لا تحسبِ التجويدَ مَدًّا مُفرٍطا * أوْ مدَّ مالا مدََّ فيه لَوَانِ
أو أنْ تُشدِّدَ بعد مدٍّ همزةً * أوْ أنْ تَلُوكَ الحرفَ كالسّكْرانِ
أو أن تَفُوهَ بهمزةِ مُتَهوِّعاً * فَيَفِرَّ سامعُها من الغَثيانِ
للحرفِ ميزانٌ فلا تكُ طاغياً * فيه ولا تكُ مُخْسِرَ الميزانِ

وقد ضمنها علم الدين السخاوي إلى كتابه ( جمال القراء ) وقد تنسخ مفردة وعليها عدة شروح .

16 – أبو عبد الله محمد بن عتيق بن علي التجيبي الغرناطي ( ت 646 هـ )
صنَّف :

الدرر المكللة في الفرق بين الحروف المشكلة .

17 – أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن وثيق الإشبيلي ( ت 654 هـ)
صنَّف :

كتاب في تجويد القراءة ومخارج الحروف , مخطوط .

18 – أبو علي الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي الأحوص الأندلسي , المعروف بابن الناظر ( ت 679 هـ )
صنَّف :
الترشيد في علم التجويد .

19 – أبو الحسن علي بن يعقوب بن شجاع , عماد الدين الموصلي المعروف بابن أبي زهران ( ت 682 هـ)
صنَّف :

التجريد في التجويد .

20 – أو العباس أحمد بن عبد الله بن الزبير الخابوري الحلبي ( ت 690 هـ )
صنَّف :

الدرر النضيد في التجويد .

21 – أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن سعيد المعروف بالديريني ( ت 697 هـ )
صنَّف :

ميزان الوفي في معرفة اللحن الخفي .
منظومة في التجويد , مخطوط .

22 – أبو محمد عبد الكريم بن عبد الباري بن عبد الرحمن الصعيدي ( لا تعرف تاريخ وفاته ولكن اباه ت 650 )
صنَّف :

بغية المريد في معرفة التجويد .
البلغة الراجحة في تقويم الفاتحة .
جزء في مخارج الحروف .

23 – أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الشريشي الخراز ( ت 718 هـ )
صنَّف :

المقصد شرح نظم ابن بَرِّي في أصوات القرآن , مخطوط .

24 – محمد بن قيصر بن عبد الله , البغدادي الأصل , الشهير بالمارديني النحوي ( ت 721 هـ )
صنَّف :

الدر النضيد في معرفة التجويد , مخطوط , وهو قصيدة لامية في ( 271 ) بيتا .

25 – إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري ( ت 732 هـ )
صنَّف :

عقود الجمان في تجويد القرآن , مطبوع .
حدود الإتقان في تجويد القرآن .
القيود الواضحة في تجويد الفاتحة , مطبوع .
المرصاد الفارق بين الظاء والضاد .
تحقيق التعليم في الترقيق والتفخيم .
المؤلفات المنثورة فهي :
المنة في تحقيق الغنة .
إتمام التبيين في أحكام النون الساكنة والتنوين .

26 – أبو عبد الله محمد بن بضحان الدمشقي ( ت 743 هـ )
صنَّف :

التذكرة والتبصرة لمن نسي تفخيم الألف أو أنكره .

27 – أبو محمد الحسن بن قاسم بن عبد الله , بدر الدين المرادي , المعروف بابن أم قاسم ( ت 749 هـ)
صنَّف :

المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد , مطبوع .
شرح الواضحة في تجويد الفاتحة , مطبوع .
أرجوزة في مخارج الحروف وصفاتها وشرحها.

28 – أبو بكر عبد الله بن أيدغدي بن عبد الله الشهير بابن الجندي ( ت 769 هـ )
صنَّف :

التسديد في علم التجويد.

29 – محمد بن محمود بن محمد بن أحمد السمرقندي الأصل , الهمذاني المولد البغدادي الدار ( ت 780 هـ )
صنَّف :

التجريد في التجويد .
العقد الفريد في نظم التجويد .
روح المريد في شرح العقد الفريد , مخطوط .
القصيدة الفائحة في تجويد الفاتحة , وشرحها , مخطوط .

30 – موسى بن أحمد بن إسحاق الشهبي ( ت 784 هـ )
صنَّف :

قال ابن الجزري : " صاحبي الشاب الخير .. مات شهيدا بالطاعون ... وألف في التجويد ... ولو عاش لكان آية في هذا الفن " ولم أقف له على أي كتاب .

31 – علي بن عثمان بن محمد , الشهير بابن القاصح ( ت 801 هـ )
صنَّف :

نزهة المشتغلين في أحكام النون الساكنة والتنوين , مطبوع .

32 – خليل بن عثمان بن عبد الرحمن القرافي , المعروف بابن المشبب ( ت 801 هـ )
صنَّف :

قال بن الجزري : " وألف كراسا في التجويد " . ولعله ( تحفة الإخوان فيما تصح به تلاوة القرآن ) وقد ساه جعفر بن إبراهيم السنهوري ( تحفة الإخوان في تجويد القرآن ) .

33 – أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف , المشهور بابن الجزري ( ت 833 هـ )
صنَّف :

التمهيد في علم التجويد , مطبوع .
المقدمة الجزرية . مطبوع . وهي من أشهر كتب التجويد في العصور المـاخرة , وأكثرها تداو , وقد شرحت شروحا عدة , وطبعت مفردة أو مشروحة طبعات كثيرة , كما أنها ترجمت إلى بعض لغات المسلمين الأخرى .

قلت والناظر في هذه الكتب المطبوعة لا يجد فيها , أن القلقلة تتبع ما قبلها من الحركة , ولا أنها مائلة ناحية الفتح مطلقا , ولا يوجد أدنى إشارة لترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة والمقلوبة , وغيرها من الآراء الاجتهادية التي ظهرت في مصنفات التجويد الحديثة .

وقد أدرك علماء التجويد انهم نَقَلَةٌ للرواية فحسب , ولا مجال للرأي مع كتاب الله , وقد صرح الداني أكثر من مرة حول التنبيه على هذه القضية وكان قد سبقه إليها الحافظ أبو بكر بن مجاهد في مقدمة كتابه السبعة في القراءات , وهو إمام مجمع على إمامته بين أهل القراءات والأداء , بل هم يعدونه شيخ الصنعة , مع اقتناعي بأنه لابد من تقييد أي تلقي اليوم في القراءات أو التجويد بما سطره علماء هذا الفن المعول على علمهم , وليس كل تلقٍ يمثل – بالضرورة حجة علمية يلزم الاقتداء بها ولا تجوز مخالفتها , لأن بعض المتلقين قد ينقصهم الخبرة والحساسة البالغة , ولا يتفطنون لدقائق ما يتلقَّون , ويقلدون تقليدا لا دليل عليه من كتب ومصنفات هذا العلم , ثم يتمسكون بتقليدهم زاعمين أنهم هكذا تلقَّوا. ومعلوم أن التلقي المحتج به له شروط إن خلا منها سقطت حجيته , وليس من حق أي قارئ اليوم أو مقرئ أن ينأى بأدائه عما كتبه الأوائل , وإلا وقع في معضلات , وخلل في الأداء .
______________________
المرجع :
الدراسات الصوتية عند علماء التجويد للدكتور / غانم قدوري الحمد , بتصرف .




راجعه وكتبه بيمينه :
الباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم صوتيات التجويد
http://www.ammar-ca.com/fargali/[/align]
 
بارك الله فيك أخي الكريم فرغلي على هذا التلخيص. وهذا التلخيص يحتاج إلى مراجعة مرة أخرى أخي العزيز لما به من الأخطاء في الطباعة ، والحاجة إلى إعادة الصياغة ، والتدقيق اللغوي . وقد كتب الدكتور غانم هذا في رسالته قبل أن يطبع أكثر الكتب المتقدمة في التجويد التي ذكرها وحققها هو بعد ذلك. وبالمناسبة فقد أفاض الدكتور غانم الحمد في موضوع التجويد بين الدرس القديم والدرس الحديث في أحد محاور اللقاء العلمي مع شبكة التفسير والدراسات القرآنية وتجده على هذا الرابط وفقكم الله ونفع بكم.
[align=center]علم التجويد بين الدرس القديم والدرس الحديث[/align]
 
عودة
أعلى