شيخنا المرصفي وكلمة " يحيي" وقفاً

الجكني

مشارك نشيط
إنضم
2 أبريل 2006
المشاركات
1,286
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
استمعت لفيديو الدكتور أيمن سويد حفظه الله ، يتكلم فيه عن الراءات ، ومسألة الوقف على " ونذر" و " يسر "؛ ثم استطرد وذكر مسألة الوقف على نحو " يستحيي" و " يحيي" ، ونقل عن شيخنا الشيخ المتقن عبد الفتاح المرصفي ، رحمه الله ، كلاماً اختصره الدكتور حفظه الله اختصاراً مخلاً ، أدى السامع له قبل إلمامه بكلام شيخنا أن يفهم عنه غير ما أراد ، وأنقل أولاً نص كلام الدكتور أيمن سلمه الله ، كما سمعته من الفيديو ، ثم أعلق عليه بما أراه صواباً .
قال الدكتور أيمن سويد استطراداً :
" ... يحيي و يستحيي : هل يوقف عليها بياء واحدة أو بياءين ؟ قال: الشيخ المرصفي رحمه الله ورضي عنه : لم أجد من نص عليها إلا أني أرى أنه يوقف عليها بياء واحدة... وعلل ذلك بالرسم ... لكننا وجدنا نصاً وقرأنا به .." اهـ المطلوب منه .
وأقول والله الموفق :
هذا تصوير غير تامّ لمذهب شيخنا المرصفي رحمه الله ، فهو هنا تصوير أن شيخنا المرصفي رحمه الله يقطع بشيئين:
الأول: الوقوف على يستحيي و يحيي بياء واحدة ، اجتهاداً منه.
الثاني: أن شيخنا لم يجد نصاً على ما ذهب إليه ، مع أن النص موجود في التنبيه الخامس من كتاب النشر!
وهذا عندي غير سليم ، وأعذر الدكتور حفظه الله ؛ لأنه تكلم على المسألة استطراداً ، واعتمد على ذاكرته في المسألة ، وهذا لا غضاضة فيه عند المنصفين .
وأما الجواب على المسالتين:
أولاً : شيخنا المرصفي رحمه الله لم يقل إنه لم يجد نصاً في الوقف بياء على يستحيي ويحيي ، بالصورة التي عرضها الدكتور أيمن ؛ بل الذي لم يجد شيخنا النص عليه هو الوقف على يحيي ويستحيي باعتبار ان الياء الأولى هي المحذوفة ، أما الوقف عليها باعتبار أن الياء الثانية هي المحذوفة فشيخنا رحمه الله نص على الوقوف عليها بإثبات الياء الثانية ؛ وهذا نص كلامه رحمه الله :
" الحرف المحذوف لاجتماع صورتين متماثلتين كالياء المتطرفة في " يستحيي و يحيي" في قوله تعالى " والله لا يستحيي من الحق" وقوله جلت قدرته " والله يحيي ويميت " فإذا وقف على هذين اللفظين ونحوهما في التنزيل ، وقف بإثبات الياء الثانية المحذوفة من الرسم حرف مد ولين ، وهذا على القول بأنها هي المحذوفة لا الأولى .
قال رحمه الله : هذا ما عليه أئمتنا في هذه المسألة ، ولم يتكلموا على كيفية الوقف ( فيما وقفت عليه ) فيما إذا كانت الياء المحذوفة هي الأولى لا الثانية، والمفهوم من كلامهم وهو الظاهر أن الوقف حينئذ يكون بسكون الياء الموجودة سكوناً لسكون الحاء قبلها فيقال " يستحى ويحى " هذا ما ظهر لي في هذه المسألة والله تعالى أعلم .اهـ
قال رحمه الله : " وأما الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين كالياء الثانية في لفظ " يحي الله الموتى " و" نحي الموتى " فالوقف يكون بحذف الياء الثانية المحذوفة للساكن وسكون الأولى سكوناً صحيحاً فيقال:" نحي , تحي " وذلك للاتفاق على عدم إلحاق الياء الياء الثانية في الرسم إذا وقع لفظ " نحي " ونحوه قبل الساكن كما في الأمثلة " اهـ كلامه رحمه الله بنصه من هداية القارئ.
فظهر أن سيخنا رحمه الله :
1- لم يقل شيئاً باجتهاده أو برأيه ، بل ما اختاره هو ما يدل عليه كلام العلماء قبله ، فإذا كانوا نصوا على الوقف بالياء في يستحيي ، باتبار أن المحذوفة من الرسم هي الثانية ، ولم ينصوا على اعتبار أنها الأولى صحّ الفهم والقول بأنها يوقف عليها بياء واحدة باعتبار الأولى هي المحذوفة ، وهذا فهم صحيح ومبني على الأصول ، ولا يحتاج إلى الاجتهاد فيه ، لأنه بدليل فحوى الخطاب ، أو ما يسمى مفهوم المخالفة ، وهو موجود في القراءات ، كقولهم في نحو " جاء أحد " على قراءة من حذف إحدى الهمزتين له القصر والتوسط ؛ أما القصر فباعتبار أن المحذوفة الهمزة الأولى ، والتوسط باعتبار حذف الثانية ، وغير ذلك .
2- شيخنا رحمه الله يفرق بين ما بعده حرف متحرك ، وما بعده ساكن ، ونقل كلامه دون بيان مذهبه لا أرى أنه مناسب ، والله أعلم .
الثاني : قول الدكتور أيمن حفظه الله ، في آخر كلامه :" الوقف بياءين كما نص ابن الجزري" : قول غير سليم عندي ، فابن الجزري لم يذكر إلا " يحيي و يستحيي " وواضح أنه لا يقصد التي بعدها ساكن ، فالاطلاق يفهم منه تنصيص ابن الجزري على الفرعين ، وهذا غير صحيح ، إذ كلمة " يحيي ويميت " وكلمة " يستحيي " ليس حكمهما حكم " يحي الموتى " لاختلاف علة حذف الياءات فيها ، فالتي قبل متحرك علتها اكتفاء بإحداهما ، مع وجوب النطق بالياءين وصلاً ، والتي قبل ساكن علتها التقاء الساكنين مع عدم النطق بها وصلاً ، والله أعلم .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل .. حيَّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم ..
دائمًا أجد في صدري انشراحًا حين أجد لفضيلتكم منشورًا جديدًا, فهو حتمًا يجب أن يكون قيما مفيدًا.
كان لي استفسار بسيط بخصوص:

قال رحمه الله : " وأما الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين كالياء الثانية في لفظ " يحي الله الموتى " و" نحي الموتى " فالوقف يكون بحذف الياء الثانية المحذوفة للساكن وسكون الأولى سكوناً صحيحاً فيقال:" نحي , تحي " وذلك للاتفاق على عدم إلحاق الياء الياء الثانية في الرسم إذا وقع لفظ " نحي " ونحوه قبل الساكن كما في الأمثلة " اهـ كلامه رحمه الله بنصه من هداية القارئ.

لم أجد هذا النص في الطبعة الثانية من الكتاب.
فإن لم يكن ذلك قصورًا مني في البحث أو سهوًا مني أثناء تصفح الكتاب, فهل يُفهم من ذلك أن هذا كان رأي الشيخ - رحمه الله - ثم رجع عنه في الطبعة الثانية ؟
وجزاكم الله خيرا ...
 
عودة
أعلى