الجكني
مشارك نشيط
بسم الله الرحمن الرحيم
استمعت لفيديو الدكتور أيمن سويد حفظه الله ، يتكلم فيه عن الراءات ، ومسألة الوقف على " ونذر" و " يسر "؛ ثم استطرد وذكر مسألة الوقف على نحو " يستحيي" و " يحيي" ، ونقل عن شيخنا الشيخ المتقن عبد الفتاح المرصفي ، رحمه الله ، كلاماً اختصره الدكتور حفظه الله اختصاراً مخلاً ، أدى السامع له قبل إلمامه بكلام شيخنا أن يفهم عنه غير ما أراد ، وأنقل أولاً نص كلام الدكتور أيمن سلمه الله ، كما سمعته من الفيديو ، ثم أعلق عليه بما أراه صواباً .
قال الدكتور أيمن سويد استطراداً :
" ... يحيي و يستحيي : هل يوقف عليها بياء واحدة أو بياءين ؟ قال: الشيخ المرصفي رحمه الله ورضي عنه : لم أجد من نص عليها إلا أني أرى أنه يوقف عليها بياء واحدة... وعلل ذلك بالرسم ... لكننا وجدنا نصاً وقرأنا به .." اهـ المطلوب منه .
وأقول والله الموفق :
هذا تصوير غير تامّ لمذهب شيخنا المرصفي رحمه الله ، فهو هنا تصوير أن شيخنا المرصفي رحمه الله يقطع بشيئين:
الأول: الوقوف على يستحيي و يحيي بياء واحدة ، اجتهاداً منه.
الثاني: أن شيخنا لم يجد نصاً على ما ذهب إليه ، مع أن النص موجود في التنبيه الخامس من كتاب النشر!
وهذا عندي غير سليم ، وأعذر الدكتور حفظه الله ؛ لأنه تكلم على المسألة استطراداً ، واعتمد على ذاكرته في المسألة ، وهذا لا غضاضة فيه عند المنصفين .
وأما الجواب على المسالتين:
أولاً : شيخنا المرصفي رحمه الله لم يقل إنه لم يجد نصاً في الوقف بياء على يستحيي ويحيي ، بالصورة التي عرضها الدكتور أيمن ؛ بل الذي لم يجد شيخنا النص عليه هو الوقف على يحيي ويستحيي باعتبار ان الياء الأولى هي المحذوفة ، أما الوقف عليها باعتبار أن الياء الثانية هي المحذوفة فشيخنا رحمه الله نص على الوقوف عليها بإثبات الياء الثانية ؛ وهذا نص كلامه رحمه الله :
" الحرف المحذوف لاجتماع صورتين متماثلتين كالياء المتطرفة في " يستحيي و يحيي" في قوله تعالى " والله لا يستحيي من الحق" وقوله جلت قدرته " والله يحيي ويميت " فإذا وقف على هذين اللفظين ونحوهما في التنزيل ، وقف بإثبات الياء الثانية المحذوفة من الرسم حرف مد ولين ، وهذا على القول بأنها هي المحذوفة لا الأولى .
قال رحمه الله : هذا ما عليه أئمتنا في هذه المسألة ، ولم يتكلموا على كيفية الوقف ( فيما وقفت عليه ) فيما إذا كانت الياء المحذوفة هي الأولى لا الثانية، والمفهوم من كلامهم وهو الظاهر أن الوقف حينئذ يكون بسكون الياء الموجودة سكوناً لسكون الحاء قبلها فيقال " يستحى ويحى " هذا ما ظهر لي في هذه المسألة والله تعالى أعلم .اهـ
قال رحمه الله : " وأما الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين كالياء الثانية في لفظ " يحي الله الموتى " و" نحي الموتى " فالوقف يكون بحذف الياء الثانية المحذوفة للساكن وسكون الأولى سكوناً صحيحاً فيقال:" نحي , تحي " وذلك للاتفاق على عدم إلحاق الياء الياء الثانية في الرسم إذا وقع لفظ " نحي " ونحوه قبل الساكن كما في الأمثلة " اهـ كلامه رحمه الله بنصه من هداية القارئ.
فظهر أن سيخنا رحمه الله :
1- لم يقل شيئاً باجتهاده أو برأيه ، بل ما اختاره هو ما يدل عليه كلام العلماء قبله ، فإذا كانوا نصوا على الوقف بالياء في يستحيي ، باتبار أن المحذوفة من الرسم هي الثانية ، ولم ينصوا على اعتبار أنها الأولى صحّ الفهم والقول بأنها يوقف عليها بياء واحدة باعتبار الأولى هي المحذوفة ، وهذا فهم صحيح ومبني على الأصول ، ولا يحتاج إلى الاجتهاد فيه ، لأنه بدليل فحوى الخطاب ، أو ما يسمى مفهوم المخالفة ، وهو موجود في القراءات ، كقولهم في نحو " جاء أحد " على قراءة من حذف إحدى الهمزتين له القصر والتوسط ؛ أما القصر فباعتبار أن المحذوفة الهمزة الأولى ، والتوسط باعتبار حذف الثانية ، وغير ذلك .
2- شيخنا رحمه الله يفرق بين ما بعده حرف متحرك ، وما بعده ساكن ، ونقل كلامه دون بيان مذهبه لا أرى أنه مناسب ، والله أعلم .
الثاني : قول الدكتور أيمن حفظه الله ، في آخر كلامه :" الوقف بياءين كما نص ابن الجزري" : قول غير سليم عندي ، فابن الجزري لم يذكر إلا " يحيي و يستحيي " وواضح أنه لا يقصد التي بعدها ساكن ، فالاطلاق يفهم منه تنصيص ابن الجزري على الفرعين ، وهذا غير صحيح ، إذ كلمة " يحيي ويميت " وكلمة " يستحيي " ليس حكمهما حكم " يحي الموتى " لاختلاف علة حذف الياءات فيها ، فالتي قبل متحرك علتها اكتفاء بإحداهما ، مع وجوب النطق بالياءين وصلاً ، والتي قبل ساكن علتها التقاء الساكنين مع عدم النطق بها وصلاً ، والله أعلم .
استمعت لفيديو الدكتور أيمن سويد حفظه الله ، يتكلم فيه عن الراءات ، ومسألة الوقف على " ونذر" و " يسر "؛ ثم استطرد وذكر مسألة الوقف على نحو " يستحيي" و " يحيي" ، ونقل عن شيخنا الشيخ المتقن عبد الفتاح المرصفي ، رحمه الله ، كلاماً اختصره الدكتور حفظه الله اختصاراً مخلاً ، أدى السامع له قبل إلمامه بكلام شيخنا أن يفهم عنه غير ما أراد ، وأنقل أولاً نص كلام الدكتور أيمن سلمه الله ، كما سمعته من الفيديو ، ثم أعلق عليه بما أراه صواباً .
قال الدكتور أيمن سويد استطراداً :
" ... يحيي و يستحيي : هل يوقف عليها بياء واحدة أو بياءين ؟ قال: الشيخ المرصفي رحمه الله ورضي عنه : لم أجد من نص عليها إلا أني أرى أنه يوقف عليها بياء واحدة... وعلل ذلك بالرسم ... لكننا وجدنا نصاً وقرأنا به .." اهـ المطلوب منه .
وأقول والله الموفق :
هذا تصوير غير تامّ لمذهب شيخنا المرصفي رحمه الله ، فهو هنا تصوير أن شيخنا المرصفي رحمه الله يقطع بشيئين:
الأول: الوقوف على يستحيي و يحيي بياء واحدة ، اجتهاداً منه.
الثاني: أن شيخنا لم يجد نصاً على ما ذهب إليه ، مع أن النص موجود في التنبيه الخامس من كتاب النشر!
وهذا عندي غير سليم ، وأعذر الدكتور حفظه الله ؛ لأنه تكلم على المسألة استطراداً ، واعتمد على ذاكرته في المسألة ، وهذا لا غضاضة فيه عند المنصفين .
وأما الجواب على المسالتين:
أولاً : شيخنا المرصفي رحمه الله لم يقل إنه لم يجد نصاً في الوقف بياء على يستحيي ويحيي ، بالصورة التي عرضها الدكتور أيمن ؛ بل الذي لم يجد شيخنا النص عليه هو الوقف على يحيي ويستحيي باعتبار ان الياء الأولى هي المحذوفة ، أما الوقف عليها باعتبار أن الياء الثانية هي المحذوفة فشيخنا رحمه الله نص على الوقوف عليها بإثبات الياء الثانية ؛ وهذا نص كلامه رحمه الله :
" الحرف المحذوف لاجتماع صورتين متماثلتين كالياء المتطرفة في " يستحيي و يحيي" في قوله تعالى " والله لا يستحيي من الحق" وقوله جلت قدرته " والله يحيي ويميت " فإذا وقف على هذين اللفظين ونحوهما في التنزيل ، وقف بإثبات الياء الثانية المحذوفة من الرسم حرف مد ولين ، وهذا على القول بأنها هي المحذوفة لا الأولى .
قال رحمه الله : هذا ما عليه أئمتنا في هذه المسألة ، ولم يتكلموا على كيفية الوقف ( فيما وقفت عليه ) فيما إذا كانت الياء المحذوفة هي الأولى لا الثانية، والمفهوم من كلامهم وهو الظاهر أن الوقف حينئذ يكون بسكون الياء الموجودة سكوناً لسكون الحاء قبلها فيقال " يستحى ويحى " هذا ما ظهر لي في هذه المسألة والله تعالى أعلم .اهـ
قال رحمه الله : " وأما الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين كالياء الثانية في لفظ " يحي الله الموتى " و" نحي الموتى " فالوقف يكون بحذف الياء الثانية المحذوفة للساكن وسكون الأولى سكوناً صحيحاً فيقال:" نحي , تحي " وذلك للاتفاق على عدم إلحاق الياء الياء الثانية في الرسم إذا وقع لفظ " نحي " ونحوه قبل الساكن كما في الأمثلة " اهـ كلامه رحمه الله بنصه من هداية القارئ.
فظهر أن سيخنا رحمه الله :
1- لم يقل شيئاً باجتهاده أو برأيه ، بل ما اختاره هو ما يدل عليه كلام العلماء قبله ، فإذا كانوا نصوا على الوقف بالياء في يستحيي ، باتبار أن المحذوفة من الرسم هي الثانية ، ولم ينصوا على اعتبار أنها الأولى صحّ الفهم والقول بأنها يوقف عليها بياء واحدة باعتبار الأولى هي المحذوفة ، وهذا فهم صحيح ومبني على الأصول ، ولا يحتاج إلى الاجتهاد فيه ، لأنه بدليل فحوى الخطاب ، أو ما يسمى مفهوم المخالفة ، وهو موجود في القراءات ، كقولهم في نحو " جاء أحد " على قراءة من حذف إحدى الهمزتين له القصر والتوسط ؛ أما القصر فباعتبار أن المحذوفة الهمزة الأولى ، والتوسط باعتبار حذف الثانية ، وغير ذلك .
2- شيخنا رحمه الله يفرق بين ما بعده حرف متحرك ، وما بعده ساكن ، ونقل كلامه دون بيان مذهبه لا أرى أنه مناسب ، والله أعلم .
الثاني : قول الدكتور أيمن حفظه الله ، في آخر كلامه :" الوقف بياءين كما نص ابن الجزري" : قول غير سليم عندي ، فابن الجزري لم يذكر إلا " يحيي و يستحيي " وواضح أنه لا يقصد التي بعدها ساكن ، فالاطلاق يفهم منه تنصيص ابن الجزري على الفرعين ، وهذا غير صحيح ، إذ كلمة " يحيي ويميت " وكلمة " يستحيي " ليس حكمهما حكم " يحي الموتى " لاختلاف علة حذف الياءات فيها ، فالتي قبل متحرك علتها اكتفاء بإحداهما ، مع وجوب النطق بالياءين وصلاً ، والتي قبل ساكن علتها التقاء الساكنين مع عدم النطق بها وصلاً ، والله أعلم .