قصة حفظ شيخنا محمد نبهان - رحمه الله - للقرآن

إنضم
17 أكتوبر 2010
المشاركات
170
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم

كنت في زيارة الشيخ المقرئ: محمد نبهان بن حسين مصري الحموي، ثم المكي (ت: عصر الجمعة: ٩/ ٩/ ١٤٣٦ هجرية) رحمه الله تعالى، بمنزله، ببطحاء قريش، بمكة، ليلة الجمعة: ٩/ ٩/ ١٤٣٦ هجرية.

وحدثني في تلك الليلة بقصة حفظه القرآن؛ فرأيت أنها عجب؛ فأحببت أن أدونها بعيد وفاته؛ خشية أن يطالها النسيان؛ إذا طال عليها الزمان، وسأسوقها على وجه الاختصار:

أخبرني الشيخ أن بصره بدأ في الضعف وهو في الثانية عشرة من عمره، وذهب تماما وهو في السادسة عشرة منه.
وقد أمره أبوه حينها أن يحفظ القرآن؛ فنفر الشيخ من هذا؛ معتقدا أن كل مكفوف يحفظ القرآن؛ فلا بد له من التكسّب به في المآتم، وعند القبور.
فوعده والده أن يقيه هذا السبيل؛ فلم يقنع بذلك؛ فهجره والده.
فأخذ الشيخ يبتهل إلى الله في آناء الليالي: إن كان حفظه للقرآن سيؤدي به إلى هذا المسلك أن يقبضه الله إليه.
فلما رأى الشيخ تصميم أبيه؛ ضاقت عليه نفسه، وضاقت عليه الأرض بما رحبت؛ فسوّل له الشيطان أن ينتحر! ففكر في حرق نفسه! ثم قال في نفسه: هب أني لم أمت؛ فأكون قد جمعت على عَمَاي تشويه جلدي، ثم فكر في رمي نفسه من سطح الدار؛ فعرض له الهاجس الماضي، وهكذا الأمر في طعن نفسه بسكين.
ثم استقر رأيه على أن يبتلع عددا كبيرا من الحبوب المنوّمة، فإذا لم يمت فلن يتشوّه، فعزم على أن يذهب لإحضار تلك الحبوب.

وبينما هو مستلق على السرير في اليقظة إذا به يرتفع عن السرير شيئا فشيئا! حتى اقترب من سقف الغرفة؛ فانفرج السقف! كأنه باب قد فتح! حتى جازه.
قال الشيخ: فانعقل لساني، وأخذت أستغفر في نفسي من سوء ما هممت به من قتل نفسي.
قال: فبدأت أهبط شيئا فشيئا، حتى جاوزت سقف الغرفة؛ فالتئم السقف، وعدت إلى سريري، وانطلق لساني.
ثم قمت مذعورا، مصفرّا وجهي، وقلت لأهلي: هاتوا لي شيخا لأحفظ عليه القرآن؛ ففرح أهلي، واستبشروا.
ثم ذكر الشيخ أنه حفظ القرآن على شيوخ أربعة.
ثم جوده على الشيخ سعيد العبد الله، وقرّبه الشيخ سعيد، وجعله وكيلا له على معهد دار الحفاظ والدراسات الإسلامية في حماة.
قال الشيخ: فتغيرت حياتي، وشعرت بالعزة.

يقول الشيخ: كان أبي يملك الملايين، وبعد أن حفظت القرآن أصيب في ماله؛ فأصبح مدينا بالملايين؛ فأخذ الناس يواسونه؛ فجعل يقول:
أنا لست خسران؛ ما دام نبهان قد حفظ القرآن.
قلت: لما قال الشيخ هذه العبارة بكى.

رحم الله الشيخ محمد نبهان، وجزاه خيرا على ما بذله في سبيل تعليم القرآن.

وكتب: علي بن سعد الغامدي المكي.
ليلة السبت: ١٠/ ٩/ ١٤٣٦
بمنزلي، بعوالي مكة.
 
وكان شيخنا محمد نبهان نَهِماً في طلب العلم حريصا على نشره على كبر سنه .

فقد توفي أمس في الثالثة والسبعين (٧٣) من عمره .

وكان أول أمس يتلقى نظم الفوائد المعتبرة على محققها شيخنا علي الغامدي - وفقه الله - ، ومعلوم أن الشيخ عليّاً أصغر من الشيخ نبهان سِناً ، وهذا مما يدل على نُبْله وسلامة صدره ، ووصل إلى أثناء سورة البقرة ، وكان قد تلقى الأسبوع الماضي الأصول ، ثم توفي رحمه الله رحمة واسعة .

وكان قد بلغ في كتابه (منارات البشر؛ في القراءات العشر) : (فلما أضاءت ...) من صدر البقرة ؛ كما أخبره قبل وفاته بيوم .

وكان من إكرام الله له التحاقه بجامعة أم القرى ، ولم يدر ذلك بخلده ، وكان ذلك بعد خروجه من سوريا - بعد موقعة حماة - ووصوله مكة بثلاثة أيام فقط !

وقد أقرأ خلقا كثيرين ، جاوزوا الألف .

وقد توفي في عصر الجمعة ، وفي شهر رمضان ، بعد أن أفنى عمره في خدمة كلام الله عز وجل .

رحمه الله ، ورضي عنه وأرضاه ، وجزاه خير الحزاء رأوفاه ، ورفع درجته في الجنان ، وشفَّع فيه القرآن ، ونفع بكُتبه ، وجعل ثوابها جاريا عليه بعد موته .

ونسأل الله لنا ولكم صلاح الحال والمآل ، وأن يحسن خاتمتنا بعد طول العُمْر وحسن الأعمال .
 
أسأل الله سبحانه أن يغفر للشيخ ويسكنه فسيح جناته على ما قدَّم للإسلام والمسلمين.
وعندي ملاحظة أخي الحبيب أطرحها في هذا الملتقى المبارك بين أيدي المتخصصين لانتشار هذه القصة عبر وسائل التواصل....
قوله: ((وبينما هو مستلق على السرير في اليقظة إذا به يرتفع عن السرير شيئا فشيئا! حتى اقترب من سقف الغرفة؛ فانفرج السقف! كأنه باب قد فتح! حتى جازه. قال الشيخ: فانعقل لساني، وأخذت أستغفر في نفسي من سوء ما هممت به من قتل نفسي. قال: فبدأت أهبط شيئا فشيئا، حتى جاوزت سقف الغرفة؛ فالتئم السقف، وعدت إلى سريري، وانطلق لساني)).
هل هذه القصة تُعقَل؟!
وهل يليق ذكرها مع سيرة الشيخ -وإن حُكيت-
 
أستاذ عبدالرحمن إن ناقل هذه القصة هو سمعها بنفسه من الشيخ،والشيخ مثله لايسأل عنه.
وبذلك ترى أن القصة نقلت هنا بسند عالي جدا.
وهي من باب الكرامات التي قد أثبتها أهل السنة.
لذلك من الخطأ أن تسأل في مثل هذا بهل هذا يعقل؟!.
 
يمكن أن يقال في القصة المذكورة :

١- بأن الشيخ لم يفقد بصره تماما في هذا السن ؛ لأن هناك رواية - كما في بعض كتبه - تخبر بأنه لم يفقده تماما إلا في السابعة عشرة من عمره .

٢- أن الأعمى قد يدرك ذلك بالإحساس النفسي مع اللمس ، وهذا أمر معهود .

وعلى أي حال ، التنقيب في هذه القضية (أي : خرق العادات أو الكرامات) المشهورة في الكتاب (كقصة أصحاب الكهف) والسنةِ (في أخبار كثيرة) والآثارِ (في وقائع متكاثرة) وكتبِ السير والتراجم (في قصص غفيرة) = ليس من الأمور المطلوبة .

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى

(منقول بتصرف يسير من شيخنا راوي القصة)
 
عودة
أعلى