من ذخائرِ الإجازاتِ القرآنيَّةِ: إجازةُ كتَبَها شيخُِ الإسلامِ زكريَّا الأنصاريِّ

إنضم
30 ديسمبر 2011
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المدينة المنورة
من ذخائرِ الإجازاتِ القرآنيَّةِ
إجازةُ شيخِ الإسلامِ زكريَّا الأنصاريِّ لشمسِ الدينِ ابنِ قاسمٍ الغزيِّ بالقراءاتِ العشرِ​
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهُ، وبعدُ:
فمِمَّا يُسعِدُ المرءَ أن يقِفَ على وثيقةٍ مهمَّةٍ تتعلَّقُ بأسانيدِ روايةِ القراءاتِ يعودُ زمنُ كتابتِها إلى ما يزيدُ على خمسةِ قرونٍ، وتكونُ بخطِّ عالمٍ جليلٍ كالشيخِ زكريَّا الأنصاريِّ الشافعيِّ الذي تكادُ لا تخلو إجازةٌ بالقراءاتِ السبعِ أو العشرِ أو الرواياتِ من الروايةِ عنه.
وهذه الوثيقةُ هي إجازةٌ بالقراءاتِ العشرِ كتَبَها الشيخُ زكريَّا لتلميذِه شمسِ الدِّينِ أبي عبدِ اللهِ محمدِ بنِ قاسمٍ الغَزِّيِّ الشافعيِّ (ت 904 هـ) صاحبِ كتابِ فتحِ القريبِ المجيبِ في شرحِ ألفاظِ التقريبِ وغيرِه، وكانَ ابنُ قاسمٍ الغزِّيِّ قد قرأَ على الشيخِ زكريَّا ختمةً كاملةً بالقراءاتِ السبعِ، ومن أوَّلِ القرآنِ إلى الحزبِ الثالثِ من سورةِ البقرةِ بالقراءاتِ العشرِ، وأجازَه الشيخُ بذلك.
وتكمُنُ أهميَّةُ هذه الإجازةِ أيضًا في كونِها أعلى ما يُعتمَدُ عليه في تصحيحِ ما قد يقعُ ببعضِ الإجازاتِ التي من طريقِ الشيخِ زكريَّا الأنصاريِّ-إذ هي بخطِّ صاحبِ هذا الطريقِ نفسِه-وذلك كما جاءَ في بعضِ الإجازاتِ من أنَّ الشيخَ زكريَّا قرأَ على أبي القاسمِ النُّوَيريِّ شارحِ الطيِّبةِ (ت 857 هـ) بينَما الصوابُ أنه قرأَ على طاهرٍ النُّوَيريِّ (ت 856 هـ) كما بهذه الإجازةِ.
ومما وردَ بهذه الإجازةِ أنَّ بعضَ مشايخِ الشيخِ زكريَّا -مِمَّن أجازُوه- لم يقرأْ عليهم ختمةً كاملةً بالقراءاتِ؛ وذلك لضيقِ الوقتِ، ومثلُ ذلك لا يضرُّ؛ فقد قرأَ على غيرِهم ختمةً كاملةً بالقراءاتِ السبعِ وبالثلاثِ الـمُتِمِّمة لها أيضًا، فتحقَّقَتْ له أهليَّةُ الإجازةِ.
ومن لطائفِ هذه الإجازةِ هو الإشارةُ إلى ما اعتادَه المشايخُ في ذاك الزمانِ من التلفُّظِ بالإجازةِ بجانبِ الكتابةِ، وذلك ما جاءَ في آخرِها من قولِ الشيخِ زكريَّا في آخِرِها: «وقد تلَّفَظْتُ له بالإجازةِ كما تلفَّظَ لي بها مشايخي رحمَهم اللهُ».
قالَ ابنُ الصَّلاحِ في مقدِّمتِه في علومِ الحديثِ (ص 185) بقولِه: «ينبغي للمُجيزِ إذا كتبَ إجازتَه أن يتلفَّظَ بها، فإن اقتصَرَ على الكتابةِ كانَ ذلك إجازةً جائزة إذا اقترَنَ بقصدِ الإجازةِ» اهـ.
ومصدرُ هذه الإجازةِ النفيسةِ مكتبةُ دارِ الكُتبِ المصريَّةِ، وهي بها ضِمنَ مجموعٍ رقمُه (196 مجاميع) وتقعُ في (3) ورقاتٍ منه.
نفعَ اللهُ بهذه الإجازةِ أهلَ القرآنِ، ورَحِمَ الشيخَ زكريَّا وجزاه خيرَ الجزاءِ، آمين.
كتَبَه
أحمد محمد فريد
باحثٌ بمرحلةِ الدكتوراه بقسمِ القراءاتِ
كليَّة القرآنِ الكريمِ بالجامعةِ الإسلاميَّةِ
رابط تحميل الإجازة:
https://www.mediafire.com/?ceqs1mz3le4d496
 
عودة
أعلى