موضوع عن أداة المدحاة وعلاقتها بدحي الأرض في القرآن الكريم

أحمد طاهري

Active member
إنضم
5 أبريل 2021
المشاركات
295
مستوى التفاعل
40
النقاط
28
العمر
38
الإقامة
الجزائر
قال الله تعالى في الآية 30 من سورة النازعات ( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )
من المتفق لدى الكثيرين من أهل اللغة أن دحاها تعني إما بسطها أو جعلها على شكل الدحية ، ومن هذا المقام أحببت التركيز على جانب البسط فقط وما علاقته بأداة المدحاة .
لا إدري إن كان معروفاً لدى الكثير أم لدى القليل أنه توجد أداة يطلق عليها المدحاة وهي أداة تستعمل لبسط سطح الأرض المبذورة والبعض يستعملها لتسوية الأسقف وضغط تربتها وايضاً تستعمل لترصيص التربة لتمهيد الطرق وغيرها الكثير من الإستعمالات ، غير أن إسم المدحاة هو إسمها القديم وهي تسمى اليوم بالمدحلة أو المحدلة أو الماعوس أو الماعوص أو المعرجلينة وغيرها الكثير من الأسماء المستعملة اليوم .
لذالك أحببت طرح موضوع أداة المدحاة وعلاقتها بدحي الأرض في القرآن الكريم في محور الأسئلة التالية :
1/ هل أداة المدحاة هي نفسها ما يسمى اليوم بالمدحلة أم هي أداة مختلفة عنها .
2 / ماهو شكل المدحاة قديماً وإلى أي مدى يرجع تاريخها وماهي المواد التي تصنع منها .
3/ ماهي إستخدامات المدحاة قديماً سواءاً للزراعة أم لتمهيد الطرق أم غيرها من الإستخدامات وماهي الأدوات التي لها نفس الشكل ولكنها بإسم مختلف .
4/ هل دحي الأرض المقصود في القرآن الكريم يمكن أن يقصد به التشبيه بالدحي الناتج عن أداة المدحاة أم لا علاقة بينهما ( حسب تاريخ المدحاة ومتى تم إستخدامها أول مرة ) .
 
حبذا توثيق هذه الدلالات التي ذكرتم أخي أحمد من كتب اللغة والمصادر العلمية أولاً.

الأدلة التي إستخدمتها هي مجرد فاتحة للموضوع ومساعدة للبحث والكثير من التسميات العامية التي قدمتها هي غير موثقة في كتب اللغة بسبب حداثة إستخدامها وهي ليست للإثبات أو النفي بل الموضوع هو هل يمكننا إثبات علاقتها مع المدحاة وموضوع الدحي أم لا ، وإذا كان هناك وصف دقيق للمدحاة في كتب التاريخ والتراث أم لا .
أما من أين جئت بمصطلح المدحاة في المقام الأول فهو في بعض الكتب والمعاجم بشكل متفرق وليس هناك وصف دقيق لها .
بعض الأمثلة المتفرقة لها :
  1. مِدحاة: (اسم)
    • الجمع : مداحٍ
    • اسم آلة من دحا، خشبة تُستخدَم في بسط الأرض المبذورة وتمليسها
    • مِدْحاة يدويَّة: أسطوانة لمدّ الحبر أو نشره بشكل دقيق ومتساوٍ على صفحة الطِّباعة.
وجاء في اللسان :
والمدحاة: خشبة يدحى بها الصي ، فتمرّ على وجه الأرض ، لا تأتي على شىء إلا اجيتحفته اه واجتحفته : جرفته .

ومن الأدلة على الإستخدامات في عصرنا الحديث لمصطلح المدحاة :
جاء في معجم اللغة العامية البغدادية :
  • ( رولة ) : عجلة ضخمة عريضة أسطوانية الشكل من الحديد يسار بها على الأرض الخشنة قصد تعديلها وتسويتها . جمعها « رولات » واللام في مفرد الكلمة وفي جمعها مفخمة . وهي من الكلمات الإفرنجية ويقابلها بالعربية المدحاة .
وجاء في موسوعة العامية السورية :
محدلة : كقطعة عمود صغیر ، مسلفة ، مدحاة . وبعضهم يقول " مدحلة " على القلب . وهي الآلة التي تسوي الأرض وتدکها . وقد اطلق عليها مجمع القاهرة اسم : المرداس او المردس.

وجاء في كتاب نيران على قمم :
(( أم أذكر فندي الصغير الذي نقلوا عنه أنه ظل يقاتل اثنتي عشرة ساعة كاملة ، أفرغ خلالها صندوقين من الفشك ( الذخيرة ) من وراء مدحلة ( مدحاة ) فوق أحد السطوح وحينما غابت الشمس وقف ، وقال بأعلى صوته ....))
والمدحلة التي تستخدم فوق السطوح لها أسماء عامية كثيرة منها الماعوس والمعرجلينة وغيرها الكثير .

هذه الأوصاف المتفرقة للمدحاة موجودة في الكثير من الكتب والمعاجم لكن الوصف الدقيق لها للمدحاة قديماً وعلاقة المدحاة بالدحي المذكور في القرآن الكريم هذا ما أبحث عنه وأريد الأدلة عليه في هذا النقاش .
 
للجواب على السؤال الأول :
بعد البحث عثرت على الكثير من الأدلة التي تؤكد أن مايعرف بالمدحلة اليوم هي نفسها المدحاة ولكني سأكتفي بذكر فقط إثنين من المراجع التي لديها أفضل وصف وتأكيد :
* جاء في محضر الجلسات المجلد رقم 17 لمجمع اللغة العربية بالقاهرة (1950) : ((( ومن أمثلة هذا النحت في الألفاظ العربية المولدة ما يقولونه في بلاد الشام وهو : دحل الأرض بالمدحلة أي رصها وسواها ، وأصله دحا الأرض يدحوها بالمدحاة ، فنحتو من دحا الأرض فعل دحل . )))

* جاء في كتاب معجم الأخطاء الشائعة (تأليف محمد العدناني عضو شرف في مجمع اللغة العربية الأردني ) :
((( (192) مردس أو مرداس أو ميطدة أو مدحاة لا مدحلة أو محدلة
ويسمون الأسطوانة الحجرية التي توطد بها الأرض : محدلة أو مدحلة وليس في الفصحى ( حدل أو دحل ) بهذا المعنى . والصواب : مردس ، من الفعل : ردس الأرض : دكها .
وقد أطلق مجمع مصر في الجدول 194 كلمتي مردس أو مرداس على الآلة التي تدك بها الطرق المرصوفة بالحجارة ، وهي المعروفة في بلاد الشام بالمحدلة ، وفي جمهورية مصر العربية بوابور الزلط )))
 
للجواب على السؤال الثاني :

المدحلة والمحدلة والمدحلينة والمعرجلينة وباكردين كلها أسماء عامية للمدحاة التي تستعمل فوق سطوح المنازل حيث من الشائع إستعمالها لدى عرب شمال الجزيرة العربية وما جاورهم من المناطق .
جاء في كتاب "قصة مدينة صفد" صفحة 109 (تأليف ياسر العسكري ) :
((( وكان الإستعداد لإتقاء المطر يتم برص أسطحة المنازل الترابية بعد أن ينزع العشب منها ( التعشيب ) فعلى كل سطح مدحلة حجرية تُمسك من الجانبين بقوس خشبي أو حديدي وهي من الواجبات التي كان يكرهها الأطفال )))
ولأن هذه العملية مملة بالنسبة إلى الصغار يقوم الأهل بتشجيع الأطفال بطرق مختلفة للقيام بهذه المهمة .
جاء في كتاب "ملامح من التراث الشعبي في محافظة الكرك" صفحة 11 ( تأليف قسوس ، نجيب سليمان ) :
((( ويسمى هذا الحجر ( مدحلة ) وفائدته أنه يطمس الشقوق الصغيرة التي قد تكون حدثت بفعل حرارة الشمس كما يغلق جميع المسام الموجودة فيه . وإنني أتذكر عندما كنا صغاراً كيف كنا نتشاجر ونتزاحم وكل منا يريد أن يكون السابق في دفع هذه المدحلة وتحريكها بزعم أنها تقوي العضلات ولكن هذا الزعم في الحقيقة ان هو إلا كذبة بيضاء يطلقها ذوونا )))
كما أنه كان يشيع إستخدامها في المنافسات بين الشباب
جاء في كتاب "رحلة في البحار الأربعة من الدربكيش إلى مانغاليا " صفحة 102 ( تأليف ملحم ، جمال ) :
((( وكانت "القيمة" -بفتح القاف - من الأفعال التي يتبارى بها الشبان أو الرجال الأقوياء ، وتعتبر معياراً مشهوداً من معايير القوة البطولية في تلك الأيام ، و"القيمة" هي عبارة عن حجر ضخم مميز أو جرن صخري أو حجر طاحونة يدوية أو مدحلة يدوية يرصعون بها أسطح البيوت الطينية واسمها الدارج "المعرجلينة" وهي أسطوانية الشكل ملساء ناعمة ...)))
وتوجد أيضاً بعض الألعاب القديمة المشتقة من المدحاة تسمى المداحي وهي حجارة مدورة كالقرصة يتم رميها بهدف جعلها تسقط في حفرة وهي من الألعاب التي كان يلعب بها أطفال مكة ، كما أن البعض يقول أن المداحي تستخدم فيها خشبة لتحريكها أو تصنع من الخشب بدلاً من الحجر لكن لم أتأكد من صحة تلك الأحاديث والأخبار ولكن مما لا شك فيه أن لعبة المداحي مذكورة في الكثير من الكتب والآثار .
جاء في كتاب البخلاء للجاحظ :
((( وإذا كثر الصبيان ، وتضاعف البوش نزعت مسامير الأبواب وقلعت كل ضبة ونزعت كل رزة وكسرت كل حوزة حفر فيها آبار الزدو وهشموا بلاطها بالمداحي ... )))
وجاء في ديوان أوس بن حجر
((( يَنزَعُ جِلدَ الحَصى أَجَشُّ مُبتَرِكٌ -----كَأَنَّهُ فاحِصٌ أَو لاعِبٌ داحي )))
ومن أقدم الآثار التي تشير إلى قدم إستخدام المدحلة الحجرية :
** تم العثور على مدحلة حجرية في أثار وادي الزرقاء بالأردن يقدر أنها تعود إلى ماقبل الفترة المملوكية العثمانية ( قبل 1200 م ) ( راجع كتاب إكتشاف حضارات وادي الزرقاء صفحة 136 - تأليف محمد وهيب )
** وتشير الآثار التاريخية إلى أنه قد تم إستخدام المدحلة الحجرية في عصر مملكة أوغاريت وهي مملكة قديمة في سوريا ( 7500 ق م - 1212 ق م ) (راجع كتاب سورية القديمة صفحة 197 - تاليف محمد الخطيب )
 
في الزراعة تستخدم المدحاة لغايتين :
الأولى : لسحق ماقد يبقى بعد الحرث والسلف من التلع القاسية .
الثانية : لضغط سطح التراب بعد زرع البذور ، وإزالة التجاويف الحاصلة بين أجزائه ، وجعل البذور تلتصق بالتراب تماماً فيتيقن الزراع من إنباتها وهذه العملية تسمى التمليس لذالك المدحاة الزراعية تسمى أيضاً الملاسة .
جاء في كتاب زراعة المحاصيل الحقلية -الجزء الأول- صفحة 19 -تأليف وصفي زكريا - :
"وهذه العملية تسمى في الشام ( الحدل والدحل أو التشويف ) في مصر ( الترحيف ) . والآلات التي تستعمل لهذه الغاية في أوروبا تسمى Rouleru وفي بلاد الشام ملاسة من التمليس ، ومدحلة من الدحل ، وفي مصر زحافة وميطدة ..."
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
filedata/fetch?id=516659&d=1671897825
ومع أنها تصنع في عصرنا الحاضر من الحديد إلا أنها كانت تصنع قديماً من الخشب أو الصخر لكن في الغالب يفضل الفلاحين إستخدام المدحلة الخشبية لأنها لا تغرز في الأرض وتوافر مواد صنعها لدى الفلاحين .


في تمهيد الطرق تستعمل المدحاة من أجل رص وتمليس الطريق وجعلها مبسوطة ومستوية بأكبر قدر ممكن لتسهيل السير عليها للراكبين والراجلين ، لكن هل إستخدم العرب المدحاة لتمهيد الطرق قديماً فهذا قد أخذ من وقت طويل من البحث لكن لم يسعفني الحظ لأعثر على أثر يبين إستخدامها لدى العرب وماجاورهم ، مع أن الآثار لدى الحضارات القديمة الصينية والرومانية تدل على قدم إستخدام المدحاة المصنوعة من الصخر في تسوية الطرق وتمهيدها .
 
توجد أيضاً إستخدامات أخرى كثيرة للمدحاة حيث كانت تستخدم في عملية صناعة ورق البردي لدى المصريين و أيضاً تستعمل المدحاة بغرض مد الحبر في الطباعة وغيرها الكثير من الإستخدامات ، لكن لفهم معنى دحا الأرض بشكل صحيح علينا أن نفهم العمليات التي تتعلق بالأرض والتربة والتي نلخصها في العمليات التالية :
1 / سحق وتفتيت الأجزاء القاسية المتبقية بعد الحرث .
2 / بسط سطح التربة الغير مستوية وتمليس سطحها .
3 / ضغط التربة بهدف إزالة الفراغات الهوائية فيها وجعلها كتلة متماسكة .
ونتيجة الدحو للأرض هي دائماً متشابهة فالأرض المدحوة مستوية ومبسوطة ومضغوطة وكلما زادت عمليات الدحو للأرض زادت من إنضغاطها وإستوائها ، وحسب الغرض من الدحو يتحكم الداحي في عدد مرات التسوية التي تمارسها المدحاة على الأرض ، فالفلاح يدحو الأرض ويكفيه أن يعلم أن التجاويف قد أزيلت من التربة وأن البذور جاهزة للإنبات ، أما من يدحو سقف البيت فهو يريد من التربة أن تكون أكثر إنضغاطاً وتماسكاً مما يفعله الفلاح لذالك يحرص على تكرار الدحو عدة مرات وبإتجاهات مختلفة ليتأكد من أن التربة ستصبح عازلة للماء أثناء موسم المطر ، ومن يستخدم المدحاة لتمهيد الطريق يستعمل مدحاة أثقل عدة مرات ليصبح الضغط الممارس على الأرض شديد وهو ما يجعل الأرض مستوية ومتماسكة بأكبر قدر ممكن .
 
الداحي الدحوا المدحوا
والسماء بنيناها
السموات والارض كانتا رتق ففتقناهما
مهادا ميسرة متقاربه فراشا بالرمال والنبات مثلا بساطا قل سيروا متجاهلين التضاريس او معتبرينها

وقطع متجاورات مخزن في اماكن منها ماء يصب عيونا في اماكان اخرى وهذ دحو وهناك مصب
مدحوه كما عجلت المدحاه يمر بها عمود ومقبض للدفع او السحب
وقد يكون مثل الاناء مدحو وهذ دحوا
وقد يكون دحاها ليس من مكان وطريقه واحده والكلمة تحتمل الجمع وكل ذلك دحوا

الشاهد
افلا ينظرون الى قوله والارض كيف سطحت؟معك العمر تفكر
وقوله جل وعلا في ظاهر اية ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا

(التوقيع)
هو الاول لاياتيه الباطل من بين يديه في خلقه ونحن خلقه يصلي على المؤمنين ويهمل الجاحدين
ولا من خلفه وهو الاخر ليس بعده شيء يهتم له غيرنا
وهو العلي القدير
فلا نغتال من تحت ارجلنا
 
من فوائد الدحو أنه مهد لنا الأرض فأصبحت سهولاً صالحة للتنقل والعيش ولكن ليس هذا فحسب فهناك أكثر من ذالك لأن من فوائد الدحو للأرض أنه " أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا " فالأرض قبل الدحو كانت مثل الإسفنجة تحتوي على تجاويف وهذا يجعل الماء يتسرب الى باطنها ولا يستقر على سطحها والدحو ضغطها فأخرج منها الماء الى سطحها وأيضاً جعل الماء مستقراً على السطح مثلما دحو سطح المنزل يمنع الماء من التسرب الى داخل البيت فدحو الأرض يمنع الماء من التسرب الى مركز الأرض هذا من جهة "أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا" أما من جهة "وَمَرْعَاهَا" فكما أخرج الماء من باطن الأرض فقد أخرج أيضاً المرعى من باطن الأرض ، وهذا المرعى يتمثل في الحمم البركانية والتي تجعل الأراضي خصبة وغنية بالمواد المغذية للنباتات والأشجار حيث تستطيع أن تلاحظ على كل الجزر البركانية مدى خصوبة أراضيها وغنى مراعيها ، وأيضاً من فوائد الدحو أنه رص الطبقات السفلى من الأرض فإلتحمت تربتها وصخورها في طبقة شديدة الإنضغاط والتماسك وهذه الطبقات هي التي شكلت الجبال بعدها وهذا ماتشير إليه الآية التالية "وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا" ، ولهذا فوائد الدحو للأرض عديدة ولا تقتصر على جانب بسط سطح الأرض فقط بل تتعداها الى نعم كثيرة وهذا معنى "مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ" .
 
بين نقاش للخروج بالفائده وبين تعالي وتطاول
انا كالاسفنجه حتى الناقد اسوؤهم من يلتصق بي

وهذه منصة للناس


ليم يخرج لنا دارون نظريته من فراغ

هناك حشرات وحيوانات مع الفتق نبتت بلاروح من روح الله كادم وعيسى عليهم السلام
وجد منها دارون ما ينبت من الجثث وداخل الاشجار المهترئة العفنه

الشاهد
ففتقناهما وجعلنا من الماء ........
ثم دحاها ليخرج الماء النافع هذ عذب وهذ ملح وهذ مرج بحرين بينهما برزخ

فالدحو ليس له علاقة بقيمة الكلمة فقط لاخراج الماء فتكون المراعي لتعيش عليها واناسي كثير
 
بين نقاش للخروج بالفائده وبين تعالي وتطاول
انا كالاسفنجه حتى الناقد اسوؤهم من يلتصق بي
وهذه منصة للناس
العفو منك يا أستاذ إذا ساءك مني شيئ فأرجو المعذرة فأنا لا أقصد أن أتجاهل مداخلتك ولكن فقط أحببت أن أكمل البحث الذي أقوم به ، فمن قال أن دحا الأرض تعني بسطها كان يقصد البسط الناتج عن فعل المدحاة وما أرمي إليه هو أن دحاها لا تعني فقط بسطها فدحو الأرض يشتمل على أكثر من معنى البسط لأنه يعني بسطها ورصها وسواها وهذا المعنى أدق وأقرب للمعنى فبسطها معنى صحيح لكنه يعطي فقط جزء من المعنى الكامل للدحو ، ومعنى الدحو يحتمل العديد من المعاني اللغوية لكن أهل الإختصاص أي الذين يتعاملون مع الأرض والتربة سواءاً كانو مزارعين أو ممن يقومون بتمهيد الطرق لديهم المعنى الأقرب وهم يستعملون المدحاة للدحو وهذا مثال عملي عن دحا الأرض وهو الراجح عندي من معنى الدحو .
وأنا لا أمانع النقاش معك في الموضوع بل بل العكس أنا أريد المزيد من إثراء الموضوع من خلال المزيد من وجهات النظر .
 
فمن يقول أن الأرض مسطحة يأخذ من دحاها فقط معنى البسط مع أن دحاها لديها معنى أعمق من بسطها ، أما كيف دحاها فهذا لديه العديد من الإحتمالات ، فقد يكون عن طريق ضرب سطح الأرض بمئات الآلاف من النيازك والشهب التي دكت الأرض وفتت سطحها ، وقد يكون عن طريق كثرة الزلازل التي ترج الأرض وتسويها مثلما يحدث عند رج صندوق الرمل فيستوي سطحه ، أو قد يكون بطريقة أخرى لا علم ولا طاقة لنا بفهمها ، ولكن النتيجة هي نفسها والتي تشبه نتيجة دحو الأرض بالمدحاة ، فالأرض بعد الدحي تصبح مبسوطة ومضغوطة ومستوية وهذا هو فعل المدحاة .
 
عودة
أعلى