رسالة دكتوراه

فهد منصور

New member
إنضم
5 مارس 2015
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
35
الإقامة
سوريا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو مساعدتي بارك الله فيكم
أنوي كتابة رسالة الدكتوراه تحت عنوان:الإدماج في القرآن الكريم .
فهل يصلح هذا الموضوع؟
وماذا أستطيع أن أكتب فيه؟
أرجو المساعدة جزاكم الله خيرًا
___
 
بسم1
الإِدماج في الاصطلاح : إدْخال فِكْرةٍ في فكرة، أو غرضٍ بلاغيّ في غرضٍ آخر، أو وَجْهٍ من وُجُوه الْبَدِيع في وجه منه آخر، بأسلوب من الكلام لا يظهرُ منه إلاَّ إحْدَى الفكرتين، أو أَحَدُ الغرضين، أو أَحَدُ الْوَجْهَين، فإذا تأمّل المتفكِّرُ ظهَرَ لَهُ الْمُدْمَجُ وسَرَّهُ هذا الإِدماج.
وعرَفه القزويني بقوله: هُوَ أنْ يُضَمَّنَ كَلامٌ سِيقَ لمعنًى آخر.
كأن يُوجَّه الكلام في القرآن لوعد الرسول والمؤمنين بالنصر والتأييد من الله عزّ وجلّ، ويُدْمَج فيه وَعِيدُ الكافرين بالهزيمةِ والانكار والذّلّة والخذلان من الله عزّ وجلّ.ولدى تحليل كثير من النصوص يظهر بالتأمُّل ما فيها من الإِدماج في الأفكار، والأغراض البلاغية، ووجوه البديع.
كقوله تعالى : (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ)، فان هذه الجملة أدمج فيها المبالغة في الحمد ضمن المطابقة إذ أفرد نفسه ـ سبحانه ـ بالحمد حيث لا يحمد سواه.
طبعًا هناك فارق بين التضمين والإدماج......
 
من إطلاعي المتواضع على موضوع الإدماج أرى أنه سيكون من الصعب أن تضيف على ما قاله المفسرون والبلاغيون في أغراضه، وعليه ستكون دراستك جمع ما قاله المفسرون في الإدماج من مواضعه في كتاب الله، وهذا قد يصلح بحثاً لا رسالة دكتوراه، والله الموفق.
 
هل من ردود أخرى أو إشارات جديدة؟؟؟
وحبذا لو ترشدوني إلى عنوان قريب من هذا العنوان
 
يبدو بأنك تفضل الأبحاث المتعلقة بالبلاغة والبيان،
وهذا جميل ومهم فيما يختص بالدراسات التدبرية

وقد كتبتُ بحثاً أجيز نشره في مجلة جامعة القصيم بعنوان

" العدول بقصد التلطف في سورة يوسف/ دراسة تدبرية"
فوجدت أن الموضوع يستحق البحث
من جهة النكات التدبرية

إن أسلوبية الانزياح = العدول
يتميز البحث فيها بالجمع بين الدراسة النظرية الأكاديمية والدراسة التدبرية
وأظن بأن (التدبر) سيشغل حيزاً مهماً في الدراسات القرآنية القادمة،
من جهة التنظير ومن جهة الاستنباطات البديعة التي ستخدم البناء الحضاري والقيمي للمجتمعات.

لذا فإن من المهم التوسع في كل ما يتعلق بالتدبر، تأصيلاً واستنباطاً
 
صراحةً لم أفهم ما قصدته بالدراسة التدبرية.
فالانزياح أو العدول فقد كتب فيه الكثير الكثير.
لكن دراسة تدبرية فما فهمتها, فهل من توضيح جزاك الله خيرًا
 
جميع الدراسات في العدول نحت المنحى الأكاديمي البحت، المنحى الجامد المقولب المعروف من حيث أغراض العدول ومراتبه.. الخ، ولكن مقصودي هنا التدبر بمعنى استنباط السنن الكونية المستفادة من هذا العدول.
أظن أنه قد حان الوقت للانتقال من التفسير الموضوعي التقليدي أو التحليلي البياني إلى التفسير المقاصدي السنني وهو أهم ما يميز التدبر.

وقد تطورت الدراسات القرآنية في هذا العصر، وخرجت أبحاث تدبرية تحث على التمهُّل في فهم القرآن الكريم، وتكرار دراسة الآية الواحدة أكثر من مرة؛ من أجل استئناف المسيرة الحضارية للأمة الإسلامية. دراسةً تهدف إلى لفت النظر لبديع نظم القرآن الكريم، ولفتاته وأسراره، واستنباط سننه في الأمم والأفراد، مما يسهم في مزيد من العناية بالتطبيق والعمل بمنطوق آيات القرآن الكريم ومفهومها.
والمقصود بتدبر القرآن الكريم: " تفهُّم معاني آيات القرآن الكريم، وإعمال النظر في دقائق وأسرار تعبيراتها المختلفة، وما فيها من الحكم والمعارف؛ ليخشع القلب بذلك ويتأثر، وتنساق الجوارح للعمل والتطبيق ".[SUP]([1])[/SUP]
إن في التدبر معنى زائد عن التفسير والاستنباط، فإنك تتأمل فيه التكلف ببذل الجهد الزائد، والتدرج والتمهل، والتكرار والمبالغة.
لذا فإن على المتدبر لآيات القرآن الكريم أن يبذل جهداً زائداً ويتدرج ويكرر فعل أمورٍ خمسة: يقرأ الآيات الكريمة، ثم يتعرف معانيها وتفسيرها، ثم يتأمل ما فيها من دروس وهدي وقواعد سننية للفرد والمجتمع، ثم يخشع قلبه ويتأثر بتلك الاستنباطات البديعة، ثم ينساق هو ويحث غيره على التطبيق والعمل بمقتضاها.[SUP]([2])[/SUP]
إننا حين نقرأ القرآن بهذا التدبر سنستخلص منه ما نريد، وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي! سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حيَّة تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق؛ وكأنها تقول لنا: هذا فافعلوه وهذا لا تفعلوه. وتقول لنا: هذا عدو لكم وهذا صديق. وتقول لنا: كذا فاتخذوا - من الحيطة - وكذا فاتخذوا - من العدة -. وتقول لنا حديثاً طويلاً مفصلاً دقيقاً في كل ما يعرض لنا من الشؤون. وسنجد عندئذ في القرآن متاعاً وحياة، فهي دعوة للحياة الدائمة المتجددة، لا لحياة تاريخية محدودة في صفحة عابرة من صفحات التاريخ.[SUP]([3])[/SUP]
وهذا ليس بعجيب من كلام عجيب مَثَلُهُ " مَثل التمرة: كلما مضغتها استخرجت حلاوتها "،[SUP]([/SUP][SUP][SUP][4][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP] كلام كلما غُصتَ في غوره ستستخرج مزيداً من بديع كنوزه فـ " كلما شاب الزمان، شبّ القرآن "[SUP]([5])[/SUP] لذا سيكون هدف هذه الدراسة الرئيس: توجيه النظر إلى النواحي التدبرية الجمالية للنظم القرآني البديع، من خلال الفهم والتفكر في ظلال الآيات الكريمة، وما ترشد إليه تصريحاً أو تلميحاً.

أمثلة ذكرتها في البحث على العدول بقصد التلطف في سورة يوسف / دراسة تدبرية

4) " فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) "
عدل عن الإخبار بجواب (لما) وهو: " فعلوا به ما فعلوا من الأذى "[SUP]([6])[/SUP] وهذا الحذف كان " إشعاراً بأن تفصيلَه مما لا يَحويهِ فَلَكُ العِبارة ".[SUP]([7])[/SUP]
أي وكأنه قال: فلما ذهبوا به فعلوا به ما فعلوا مِمَّا لا تحيط به العبارة، مِمَّا لو أخبرناكم به لثقل على السامعين تحمله، واضطربت قلوبهم، ودمعت عيونهم، وأدمت قلوبهم.. فلما كان كل ذلك يسيء للسامع – ومن قبل ذلك لمقام يوسف u – عدل عن الإخبار بجواب لما.[SUP]([8])[/SUP]
وبهذا فإن التلطف بالحذف تلطف بمقام يوسف، وتلطف بالسامع أيضاً، وفي هذا قمة الفصاحة والبلاغة.

تدبر:
من اللطف أن لا تنقل صورة أذى وقع على عزيز عليك أو ذي مكانة عندك، حتى لا يتخيل الطرف لثالث ذاك الإنسان الكريم في صورة تزري به وتحط من مكانته لدى السامع.
فليس من الأدب أن تقول لوالدك أمام أصحابه: هل تذكر يا والدي حين ضربك فلان؟

5) " قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) ":
عدل u عن القول: إنه ربُكِ، أو إنه ربنا؛ ليتلطف في التورية بالمقصود؛ فهو لم يقصد عزيز مصر بل قصد الله سبحانه وتعالى، فإن قوله تعالى: " وألفيا سيدها " أي: وجدا سيدها؛ هذا يدل أن قوله: " إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ " لم يرد به العزيز الذي أشتراه، ولكن العزيز الذي خلقه [جل جلاله]؛ لأنه قال: " سيدها " ، ولم يقل: سيدهما "،[SUP]([9])[/SUP] ولم يقل ربهما.
قال الباحث: وهذا من بديع الاستنباط ودلالة على حسن التخلص بالتورية.

تدبر:
ليس من خلق المسلم استمراء الكذب، فإن كنت تستطيع الاستفادة من المعاريض[SUP]([10])[/SUP] بما يغنيك عن الكذب، فافعل؛ لأن استسهال تكرار الكذب من فعل الأراذل.

10) " إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) "
أ) التلطف في خطاب صاحبي السجن فهو لا يريد أن يحرجهما ولا أن ينفرهما، لذا لم يقل: " ملة قومكما "؛ حتى لا يحزنهما " وهي كياسة وحكمة ولطافة حس وحسن مدخل "،[SUP]([SUP][11][/SUP][/SUP]) فالمهم هو نقد الفكرة وليس شخصنة الخلاف في انتقاد من يحمل الفكرة.
ب) عدل u عن قوله: " إني امتنعت عن ملة قوم " إلى قوله: " " إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ " استكمالاً للكياسة والتلطف في الدعوة وحسن المدخل.
ولا يسوغ الاحتجاج بقوله: " " إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ " على كونه كان كافراً ثم أسلم – وحاشاه u -، فالترك لا يعني أن التارك كان متلبساً بالصفة ثم تركها، بل يفيد أنه مخالف لها ولا يخالطها أبداً، حتى إنه لم يلتفت إليها بوجهه ولا بتفكيره.
إنه لم يقل: " امتنعت "، من باب مخاطبة صاحبي السجن كأنه منهم ومعهم، وهذا يعني طلب مؤانستهم في الكلام ومخالطتهم، فقد " عبَّر بـ" تركت " مع أنه لم يتشبث بتلك الملة قط، إجراءً للترك مجرى التجنُّب من أول حالة، واستجلاباً لهما لأن يتركا تلك الملة التي كانا فيها".[SUP]([12])[/SUP]
فذكر لهم – من باب التورية - كلمة (الترك) المجازية لعلهم يظنون ويتوهمون أنه يقصد بها كلمة (الترك) الحقيقية فيركنون إليها ليتفكروا في حقيقة دعوته لهم بالتوحيد، وفي دعوةٍ لهم ليقتدوا به.

تدبر:
على الداعية أن يراعي التدرج في مخاطبة المدعو والتلطف معه؛ " فالفطام عن المألوف شديد، والنفوس عن الغريب نافرة "،[SUP]([13])[/SUP] و " التدرج في الأمور دأب الحكيم ".[SUP]([14])[/SUP]

13) " يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) "
عدل العزيز عن استخدام " أنبئوني " إلى: " أَفْتُونِي " ، كما كرر الساقي اللفظ ذاته حين سأل يوسف u متلهفاً " يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا " ولم يقل " نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ " كما قال في طلب تأويل رؤياه قبل سنوات عدة، وهذا العدول يفيد التلطف والاستعطاف بأن لا يقصر في إخباره بالجواب؛ لأن الفتوى للأمر الجلل. كما أنه هنا طلب التأويل وزيادة، فالأصل في المفتي أن يُقدم الحلول ولا يقتصر على الوصف وتشخيص الواقع والتكييف الفقهي للمسائل، بدليل قول الساقي ليوسف u: " لعلهم يعلمون " أي: " يعلمون تأويل هذه الرؤيا؛ فيعدون لها أهبتها، ويحذرون الحذر المطلوب ". [SUP]([SUP][15][/SUP][/SUP])

تدبر:
المفتي يتلطف غاية اللطف مع المستفتي فيقدم له الحلول، ولا يقتصر عمله على تشخيص المشكلة والوقوف عند تكييفها الفقهي واستنباط حكمها، إنه كطبيب يشخص سبب المرض، ثم يقترح العلاج له، ويدل على سبل الوقاية منه في المستقبل.
قال ابن تيمية (ت728هـ): " إذا أراد [المفتي] تعريف الطريق الَّتي يُنَالُ بها الحلال، والاحتيال للتخلص من المأثم بطريق مشروع يقصد به ما شرع له، فهذا هو الذي كانوا [أي: السلف] يفتون به، وهو من الدعاء إلى الخير، والدَّلالة عليه ".[SUP]([16])[/SUP]
وقال ابن القيم (ت751هـ): " مِن فِقه المفتي ونصحِهِ: إذا سأله المستفتي عن شيء فمنعه منه - وكانت حاجته تدعوه إليه - أن يدلَّه على ما هو عوض له منه، فيسد عليه باب المحظور، ويفتح له باب المباح، وهذا لا يتأتى إلَّا من عالِمٍ ناصح مشفقٍ قد تاجرَ الله وعامَلَه بعِلمه ".[SUP]([17])[/SUP]



[1]) تدبر القرآن الكريم، المصطلح والوسائل والغاية، د. عبدالله موسى أبو المجد، ص8.

[2]) انظر: المرجع السابق، ص8.

[3]) انظر: في ظلال القرآن، سيد قطب 1 / 243.

[4]) البرهان في علوم القرآن، الزركشي 1 / 471 ونسبه إلى بشر بن السري.

[5]) إشارات الإعجاز، النورسي، ص194.

[6]) مدارك التنزيل، النسفي 2 / 99.

[7]) إرشاد العقل السليم، أبو السعود 4 / 258.

[8]) انظر: مؤتمر تفسير سورة يوسف، عبدالله العلمي 1 / 375.

[9]) تأويلات أهل السنة، الماتريدي 6 / 226.

[10]) قال عمران بن حصين t: " إنَّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب ". انظر: الأدب المفرد، البخاري 1/297. والمعاريض: أن يتكلم الرجل بالكلام الذي إن صرح به كان كذبًا، فيعارضه بكلام آخر يوافق ذلك الكلام في اللفظ، ويخالفه في المعنى، فيتوهم السامع أنَّه أراد ذلك. انظر: غريب الحديث، أبي عبيد 4 /287.
وضابطه ذكره النووي في الأذكار، ص308، قال: " إن دعت إلى ذلك مصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب، أو حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب، فلا بأس بالتعريض، وإن لم يكن شيء من ذلك فهو مكروه وليس بحرام، إلا أن يتوصل به إلى أخذ باطل أو دفع حقٍّ، فيصير حينئذ حرامًا، هذا ضابط الباب ".
انظر تفصيل ذلك والأدلة عليه: فتح الباري، ابن حجر 10/594. ومجموع الفتاوى، ابن تيمية 28/224.

[11]) في ظلال القرآن، سيد قطب 4 / 307.

[12]) البحر المحيط، أبو حيان 6 / 277. وانظر: روح المعاني، الآلوسي 6 / 433

[13]) المستصفى، الغزالي، ص18.

[14]) إرشاد العقل السليم، النيسابوري 2 / 440.

[15]) تفسير سورة يوسف، د. أحمد نوفل، ص407.

[16]) بيان الدليل على بطلان التحليل، ابن تيمية 4 /483.

[17]) إعلام الموقعين، ابن القيم 4/ 122
 
للرفع
هل من مجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
عودة
أعلى