مسألة تتعلق بأسانيد القراءات/ تحتاج إلى إجابة

إنضم
3 يوليو 2010
المشاركات
606
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
...
ذكرَ الشيخ المقرئ/ محمد تميم الزعبي حفظه الله تعالى أسانيده في القراءات في مقدمته على الدرة إلى أن قال:
"وهذا سند عال لا يوجد أعلى منه، حيث إنه بيني وبين الناظم ثلاثة عشر رجلاً، خال من القدح والعلة، كل منهم مشهود له بالتحقق والإتقان، وبعضهم شيخ قراء زمانه، ويمكن أعلى منه وهو قراءة الشيخ عبد الرحمن اليمني على الشيخ علي بن محمد بن غانم المقدسي (920-1004)، وهو على الشيخ محمد بن إبراهيم السمديسي (853-932)، وهو على الشيخ أحمد بن أسد الأميوطي على ابن الجزري -رحمه الله- (اثنا عشر رجلاً)، إلا أن السمديسي توفي وعمر ابن غانم المقدسي اثنتا عشر سنة" اهـ.
وذكر في مقدمته على الطيبة كلاماً نحواً من ذلك وزاد في آخره:
"وقرأ الشيخ عبد الرحمن اليمني على الشيخ المقدسي السبعة فقط" اهـ.
وكأن الشيخ حفظه الله يستبعد قراءة الشيخ ابن غانم المقدسي على الشيخ السمديسي بسبب صغر سنِّ المقدسي حين وفاة شيخه السمديسي، حيث إن عمره كان (12) سنة.
السؤال الأول:
لماذا لم يُذكَر هذا التوضيح أو الاستبعاد أيضاً عند ذكر قراءة الشيخ عبد الرحمن اليمني على والده الشيخ شحاذة اليمني، حيث إن شحاذة توفي وعمر ابنه عبد الرحمن اليمني (12) سنة أيضاً، وذلك أن عبد الرحمن اليمني ولد سنة (975) وتوفي والده شحاذة اليمني سنة (987).
السؤال الثاني:
القول بأن عبد الرحمن اليمني لم يقرأ على المقدسي إلا السبعة فقط يكفي في استبعاد صحة إسناد القراءات الثلاث، أو العشر الكبرى من هذه الطريق، ولكن:
أ. من أين مصدر هذا القول؟
ب. ذُكرَ في بعض الإجازات أن عبد الرحمن اليمني قرأ على والده شحاذة إلى قوله تعالى: ((فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ)) بالنساء، ثم توفي والده، فاستأنف ختمة على تلميذ والده السنباطي، فهل قراءته على والده كانت للقراءات السبع؟ أم العشر الصغرى؟ أم العشر الكبرى؟
ولا يخفى الإشكال الواقع في إجازات القراءات الثلاث والعشر الكبرى إذا كانت قراءته على والده إنما هي للقراءت السبع فقط.
فأرجو ممن عنده توضيح من الشيوخ الأفاضل أن يتكرم به علينا، ولكم جزيل الشكر.
 
بعد أن كتبت الموضوع بحثت في بعض المراجع فوجدت في (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر) للمحبي ما نصُّه:
"عبد الرحمن بن شحاذة المعروف باليمنى الشافعي شيخ القراء وإمام المجودين في زمانه وفقيه عصره وشهرته تغنى عن الاطناب في وصفه ولد بمصر وبها نشأ وقرأ بالروايات السبع على والده من أول القرآن إلى قوله تعالى " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد " إلى آخر الآية ثم توفى والده فاستأنف القراءة جمعا للسبعة ثم للعشرة على تلميذ والده الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي" اهـ.
فهذا الكلام يفيد بأن الشيخ عبد الرحمن اليمني لم يقرأ على والده القراءات الثلاث المتممة للعشر الصغرى فضلاً عن العشر الكبرى، وما زال الموضوع بحاجة إلى مزيد من البحث.
 
(خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر) للمحبي ...
المحبي هو: محمد أمين بن فضل الله بن محب الله بن محمد المحبي، الحموي الاصل، الدمشقي (1061 - 1111 ه = 1651 - 1699 م)، مؤرخ، باحث، أديب. [الأعلام للزركلي].
فهو من أوائل من ترجم للشيخ عبد الرحمن اليمني لقربه من زمانه.
 
لعل هنا ما يفيد
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
نعم اطلعت على الرابط، وأجد الآن التعارض الشديد بين ما ذكره البنا الدمياطي من إسناد القراءات العشر من طرق الطيبة عن شيخه، عن عبد الرحمن اليمني، عن والده شحاذة، وبين ما ذكره المحبي من أن عبد الرحمن اليمني لم يكمل على والده قراءة السبع، ولعل ما ذكره المحبي هو الأصح لأمور، منها:
الأول: أن المحبي أقدم وفاة من البنا الدمياطي ـ وإن كان الفارق بينهما يسيراً ـ فيحتمل اطلاعه على ما لم يطلع عليه الدمياطي.
الثاني: أن المحبي جزم بأن الختمة التي توفي والده وهو فيها كانت بالقراءات السبع، بينما الدمياطي ذكر الإسناد مقروناً بقراءته على تلميذ والده، وهو وإن كان يفهم منه إسناد الطيبة، إلا أنه يمكن أن يحمل بأن قراءته على والده كانت للسبع، وهي جزء من طرق الطيبة، فذكره في الإسناد دون تنبيه اعتماداً على أنه قد ذكر إسناده الآخر عن شيخه السنباطي.
الثالث: يُحتمل أن الدمياطي لم يكن يعرف بأن عبد الرحمن اليمني لم يقرأ الطيبة على والده فساق إسناده بذلك بدون توضيح.
الرابع: أن كتاب المحبي متخصص في التراجم، فالدقة فيه أوثق، وقد حدد الموضع الذي وصل إليه في القراءة، وهي أكثر دقة وتوضيحاً.
الخامس: أن سن عبد الرحمن اليمني عند وفاة والده كان صغيراً، يندر أن يقرأ فيه القارئ العشر الكبرى، فمن أجل ذلك يرجح القول بأنه لم يقرأ العشر الكبرى على والده، والله تعالى أعلم.
وما زلنا بانتظار من عنده زيادة توضيح من الشيوخ الأفاضل.
 
الإجازات التي بين أيدينا فيها إجمال شديد في هذا الباب،وحسبك ما قاله الشيخ زكريا الأنصاري في ثبته أثناء سياقه لأسانيد شيوخه في القراءات ،حيث قال-وهويحكي ألفاظهم في كيفية تلقيهم لقراءات السبع والعشر والأربعة عشر- قال:(.. وفي إيراد أسانيد هؤلاء طول خصوصا،وفيها من الخلط ما يحتاج لتحربر كبير)، وقد تعرض لمسألة الإجمال الواقع في أسانيد عبد الرحمن اليمني،الشيخ المحقق:صالح بن عبد الله العصيمي في كتابه المشرق بتصحيح سند الاقراء في المشرق،فكان مما قال((.. ومحمد البقري-كما سف-أخذ القراءات عن عبد الرحمن بن شحاذة اليمني،واليمني قرأ على أربعة شيوخ:الأول:والده شحاذة،قرأ عليه القرآن بالقراءات السبع من طريق الشاطبية إلى أواسط سورة النساء،عند قوله تعلى(فكيف إذا جئنا من كل إمة بشهيد..)،واخترمته المنية.الثاني:أحمد بن شهاب الدين بن عبد الحق السنباطي،قرأ عليه القراءات من طريق الشاطبية،أخذ ذلك عنه من أول القرآن إلى آخره،ثم قرأ عليه من طريق الدرة،الثالث علي بن غانم المقدسي،قرأعليه القرآن من طريق الطيبة،الرابع:محمد بن أبي الحرم المدني،قرأ عليه القرآن من طريق الطيبة كذلك،)،ثم قال ما معناه: "وأعلى أسانيد عبد الرحمن اليمني هو ماكان فيه بينه وبين ابن الجزري ثلاثة: ويقع ذلك من وجهين:الأول قراءته على ابن غانم المقدسي عن السنباطي عن الأميوطي عن ابن الجزري،والثاني:قراءته على محمد بن أبي الحرم المدني عن السمديسي عن الأميوطي عن ابن الجزري،وهذا الاسناد العالي غلطت فيه طائفتان:
الأولى:طائفة ركبت له إسنادا آخر بالتلفيق،فجعلوا اليمني آخذا عن ابن غانم عن السمديسي عن الأميوطي عن ابن الجزري،وهوإسناد ملفق من إسنادين ،قرأ بهما اليمني، فقد قرأ على ابن غانم ،لكن شيخ ابن غانم في هذا الاسناد هو السنباطي، وليس السمديسي،نعم يقع لليمني الاتصال بالسمديسي، لكن عن ابن أبي الحرم،لاعن ابن غانم، والسنباطي والسمديسي أخذا عن الأميوطي عن ابن الجزري، والطائفة الثانية أنكرت ذلك ،فزعمت أن اليمني لايقع له هذا العلو،لأن ابن غانم لم يقرأ على السمديسي،لصغر سنه عند وفاة السمديسي،إذ كان عمره يومئذ اثنتا عشرة سنة،وما ذكروه مبني على السند الملفق ،إذ ليس هذا سند قراءة ابن غانم،لأن اتصال ابن غانم بالأميوطي إنما هو عن طريق السنباطي، وهذا عال العلو الذي انكروه"،انتهى ملخصا من المشرق ،ص: 38- 43
 
الشيخ الفاضل أحمد بن محمد فال جزاكم الله خيراً على هذه النقل المفيد، والذي هو في صلب الموضوع.
ويلاحظ أن مما ذكره الشيخ العصيمي حفظه الله نقلاً عن إجازة الشبراملسي – وهو تلميذ عبد الرحمن اليمني – لتلميذه ابن العجمي أن عبد الرحمن اليمني لم يقرأ العشر من طرق الطيبة على أحمد السنباطي، وإنما قرأ عليه العشر الصغرى من طريقي الشاطبية والدرة، وهذا يختلف عن ما ذكره أحمد البنا الدمياطي – وهو أيضاً تلميذ الشبراملسي - في كتابه (إتحاف فضلاء البشر، 1/45ـ46) حيث يقول:
"فلنذكر اتصال سندنا به لكونه الركن الأعظم فأقول قرأت القرآن العظيم من أوله إلى آخره بالقراءات العشر بمضمون طيبة النشر المذكور بعد حفظها على علامة العصر والأوان الذي لم يسمح بنظيره ما تقدم من الدهور والأزمان أبي الضياء النور على الشبراملسي بمصر المحروسة، وقرأ شيخنا المذكور على شيخ القراء بزمانه الشيخ عبد الرحمن اليمني، وقرأ اليمني على والده الشيخ شحاذة اليمني وعلى الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي، وقرأ السنباطي على الشيخ شحاذة المذكور، وقرأ الشيخ شحاذة على الشيخ أبي النصر الطبلاوي، وقرأ الطبلاوي على شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وقرأ شيخ الإسلام على الشيخين البرهان القلقيلي والرضوان أبي النعيم العقبي، وقرأ كل منهما على إمام القراء والمحدثين محرر الروايات والطرق أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن يوسف الجزري بأسانيده المذكورة في نشره" اهـ.

فظاهر هذا الكلام أن عبد الرحمن اليمني تلقى عن شيخه أحمد السنباطي القراءات العشر الكبرى، وإلا لما كان هناك فائدة من ذكر هذا الإسناد، والله أعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
لا زلت أجد الإشكال في قراءة ابن غانم المقدسي على السنباطي على الأميوطي
فإن كان هو السنباطي الجد (842-931 هـ)
فهذا يرجعنا إلى نفس الإشكال في قراءة المقدسي على السمديسي، فالسمديسي توفي وعمر المقدسي 12 سنة
والسنباطي الجد توفي وعمر المقدسي 11 سنة
وإن كان هو السنباطي الأب (توفي 950 هـ)
ولا أعلم تاريخ ولادته، فإن افترضنا أنه ولد سنة 860 فيكون بينه وبين أبيه 18 سنة.
وعليه فعندما توفي الأميوطي (808-872 هـ) يكون عمر السنباطي الأب هو 12 سنة.
فهل من مجيب على هذه الإشكالات بارك الله فيكم
 
قرأ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِحَاذَةَ اليَمَنِيِّ عَلَى الشَّيْخِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَانِمٍ المَقْدِسِيِّ، وَهُوَ عَلَى الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الحَقِّ السُّنْبَاطِيِّ (الأَبِ)، وَهُوَ عَلَى الشَّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ الأُمْيُوطِيِّ، وَهُوَ عَلَى إِمَامِ القُرَّاءِ وَالمحَدِّثِينَ أَبِي الخَيْرِ مُحَمَّدٍ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الجَزَرِيِّ.
(ح) وَقَرَأَ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ اليَمَنِيِّ أَيْضًا عَلَى وَالِدِهِ الشَّيْخِ شِـحَـاذَةَ الـيَمَـنِيِّ، وَهُوَ عَـلَى الشَّيْخِ نَـاصِرِ الدِّينِ الـطَّبْلَاوِيِّ، وَهُوَ عَـلَى الشَّـيْخِ أَبِي يَحْيَى زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ الدَّقَائِقِ المحْكَمَةِ في شَرْحِ المقَدِّمَةِ، وَهُوَ عَلَى شَيْخِ الإِسْلَامِ أَبِي النَّعِيمِ رُضْوَانَ العُـقْبِـيِّ، وَهُوَ عَـلَى الإِمَامِ ابْنِ الجَزَرِيِّ تَغَمَّدَ اللهُ الجَمِيعَ بِرَحْمَتِهِ وَأَسْكَنَهُمْ فَسِيحَ جَنَّتِهِ.
(ح) وَقَرَأَ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ اليَمَنِيِّ أَيْضًا عَلَى ابْنِ أَبِي الحَرَمِ العَدَنِيِّ المَدَنِيِّ، وَهُوَ عَلَى مُحَمَّدٍ السَّمْدِيسِيِّ، وَهُوَ عَلَى أَحْمَدَ الأَمْيُوطِيِّ، وَهُوَ عَلَى النَّاظِمِ.
(ح) وَقَرَأَ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ اليَمَنِيِّ كَذَلِكَ عَلَى مُلَّا عَلِي قَارِي صَاحِبِ المِنَحِ الفِكْرِيَّةِ فِي شَرْحِ المُقَدِّمَةِ الجَزَرِيَّةِ، وَهُوَ عَلَى عُمَرٍ اليَمَنِيِّ الشَّوَافِيِّ، وَهُوَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ النَّاشِرِيِّ شَارِحِ الدُّرَّةِ المضِيّةِ، وَهُوَ عَلَى ابن الجزري.
(ح) وَقَرَأَ زَكَرِيَّا الأَنْصَارِيُّ كَذَلِكَ عَلَى طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ النُّوَيْرِيِّ المَالِكِيِّ، وَالشِّهَابِ أَحْمَدَ القَلْقِيلِيِّ، وَنُورِ الدِّينِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ المَخْزُومِيِّ البَلْبِــيــسِـيِّ، وَالشِّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ الأَمْيُوطِيِّ وَهُمْ جَمِيعاً عَلَى ابن الجزري، رَحِمَهُمْ اللهُ.
 
موضوع مهم جدا جدا بارك الله في كاتبه د. أنمار:
الإمام السنباطي الذي لا ينبغي أن يهمل ذكره في أسانيد القراء

http://vb.tafsir.net/tafsir2102/#.VaiqTK4aJV4

وفيه:

السنباطيون ثلاثة أجيال كل واحد منهم يعرف بابن عبد الحق السنباطي
والذي يهمنا أمره هنا هو أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي
وأطلقت عليه السناطي الابن تمييزا له عن أبيه أحمد بن عبد الحق السنباطي.‏
والسنباطي نسبة إلى سنباط قرية من قرى محافظة الدقهلية بمصر.‏



فالجد: عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي 842 – 931 هـ
والأب: أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي المتوفى سنة 950 هـ
والابن: أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي المتوفى سنة 999 هـ على الراجح كما سترى.‏
فلابد من التأكيد على أن شيخنا في السند هو الآخير وليس الأب بدليل أن عبد الرحمن اليمني أكمل عليه ختم القراءات العشر وتأمل تاريخ ولادته 975 هـ فلابد أنه قرأ على ‏الحفيد أحمد بن أحمد بن عبد الحق لأن الأب أحمد بن عبد الحق مات سنة 950 هـ
وبهذا جزم الشيخ المرصفي وغيره.
 
عودة
أعلى