ملتقى في الجزائر

إنضم
28 مارس 2011
المشاركات
604
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[FONT=&quot]فهم القرآن والسنة[/FONT]


[FONT=&quot]على ضوء علوم العصر ومعارفه[/FONT]




[FONT=&quot]وذلك [/FONT][FONT=&quot]أيام 28 - 29 - 30 نوفمبر 2011[/FONT]
22-23-24/12/1432هــ

تنظم كلية أصول الدين بجامعة الأمير عبد القادر بالجزائر ملتقى علميا بالعنوان المنوه به سابقا...لمزيد من المعلومات ينظر موقع الجامعة على النت
 
جزاكم الله خيراً على هذا الإعلان ونسأل الله أن ينفع به وأن يوفق القائمين عليه والمشاركين به ..
نفع الله به الإسلام والمسلمين..
وهذا رابط جامعة الأمير عبدالقادر بالجزائر لمن يريد التفاصيل عنه..
وقت عامر بالعلم النافع والعمل الصالح الخالص لوجهه الكريم نرجوه لكم
http://www.univ-emir.dz/
 
تنظم كلية أصول الدين بجامعة الأمير عبد القادر بالجزائر الملتقى الدولي حول:



فهم القرآن والسنة


على ضوء علوم العصر ومعارفه



وذلك أيام 28 - 29 - 30 نوفمبر 2011​


22-23-24/12/1432هــ


استمارة المشاركة في الملتقى الدولي​


القرآن والسنة هما مصدرا التشريع الإسلامي، منهما تستنبط الأحكام الشرعية في كل عصر وزمان، وإذا كان الأولون قد فهموا الكتاب والسنة بما يتناسب مع عصرهم وبيئتهم واستطاعوا أن يحلوا قضاياهم آنذاك، فإنه علينا اليوم أن نفهم نصوص الكتاب والسنة في ضوء مستجدات العصر وعلومه و في ضوء ما تضمنته أحكامهما من أصول وقواعد عامة. وأهل الاختصاص في كل العلوم والمعارف الإنسانية والعلمية،وبخاصة المختصين في الدراسات الشرعية عليهم أن يفهموا القضايا المطروحة في الكتاب والسنة النبوية فهما سليما، ويحسنوا التعامل معها، كما ينبغي عليهم توظيف علوم العصر المختلفة في استخلاص المعاني والحكم التي تضمنتها نصوص الوحي المختلفة، فالكتاب والسنة ليسا فقط مصدرا لأحكام العقيدة والعبادات بل هما مصدرانمفتوحان للمعرفة الإنسانية العامة.
ومع اختلاف الزمان وتغير الحياة وتطورها قدتتبدل الفهوم، وتتغير البيئات، وما كان صالحا بالأمس قد لا يعد صالحا اليوم، وما يكون صالحا اليوم قد لا يصلح غدا، وأمام هذا كله قد تنحرف التفسيرات في فهم نصوص الوحي بسبب عدم مراعاة الواقع، أو عدمالاحتكام إلى القواعد،أو عدم استصحاب الثوابت،والتمييز بينها، وبين المتغيرات.
وتقتضي خدمة الكتاب والسنة دائماً تصحيح الفهم، وتسديد النظر وفقالضوابط والقواعد الشرعية العامة في ظل المعرفة العلمية النافعة التي ينتجها العقل الإنساني لاستلهام التوجيه والإرشاد منهما حتى يواكب المسلمون حياة العصر ويقدموا الحلول لقضاياهم المختلفة ويواجهوا التحديات المحيطة بهم.

أهـداف الملتقى:

يسعى الملتقى إلى تحقيق الأهداف الآتيـة:

1- تحديد الضوابط الشرعية في فهم القرآن والسنة.

2- معرفة كيفية توظيف منجزات العلوم العصرية المختلفة في فهم القرآن والسنة.

3- إبراز أهمية التجديد في فهم القرآن والسنة النبوية بما يواكب مستجدات العصر
وتطور علومه ومعارفه.

4 - التمييز بين الثابت والمتغير في فهم القرآن والسنة.

5 - تقويم الدراسات الحداثية للوحي.

محاور الملتقى وموضوعاته:


يتناول الملتقى المحاور والموضوعات الآتية:

المحور الأول: المناهج المتبعة في دراسة القرآن والسنة

- الضوابط الكلية والعامة لفهم القرآن والسنة.

- مراعاة الثوابت والمتغيرات في فهم القرآن والسنة.

- مناهج المحدثين والمفسرين المعاصرين في فهم القرآن والسنة.


- المناهج الحديثة في فهم القرآن والسنة.

المحور الثانـي: دور العلوم المعاصرة في فهم القرآن والسنة

- دور العلوم الإنسانية والاجتماعية.

- دور العلوم اللسانية واللغوية.

- دور علوم الكون والحياة.

المحور الثالث : أثر الفهم السليم للقرآن والسنة في تطور علوم العصر وحل مشاكله


1 ـ أثره في العلوم الإنسانية و العلوم الاجتماعية.

2 ـ أثره في العلوم الكونية.

3 ـ أثره في علوم اللغة العربية.

4 ـ أثره في إبراز القيم الإنسانية العامة والتعايش الثقافي والحضاري.

5 ـ أثره في حل مشاكل العصر.

6 ـ أثره في تحسين صورة الإسلام.

مديـر الملتقى : أ.د عبد الله بوجلال عميد الكلية

رئيس اللجنة المنظمة: أ.د. كمال لدرع.

أعضـاء اللجنـة: أ.د. السعيد عليوان
د. مختار نصيرة

د. صونيا وافق

د. عبد اللي احمد




ملاحظــــــــة :
ـ ترسل استمارة المشاركة مرفقة بملخص البحث قبل 10 سبتمبر 2011م، 12/10/1432 هـ ويتم التبليغ عن الملخصات المقبولة مبدئيا قبل 20 سبتمبر 2011م عن طريق البريد الإلكتروني.
ـ وترسل نسخة من البحث على قرص مضغوط أو البريد الإلكتروني :[email protected] قبل 25 أكتوبر 2011م، ويتم التبليغ عن البحوث المقبولة قبل 05 نوفمبر 2011م.
ـ تكتب البحوث بخط تقليدي عربي بحجم 16، و المراجع في الهامش في كل صفحة بطريقة آلية بحجم 14 على نظام وورد 97 – 2003م، ثم قائمة عامة للمصادر والمراجع في آخر البحث.
ـ ألا يكون البحث قد سبق نشره أو المشاركة به في الملتقيات.
ـ إرفاق ملخص البحث بسيرة ذاتية للمشارك.
المـــــــراسلات:
ترسل استمارات المشاركة والملخصات والبحوث عن طريق
البريد الإلكتروني [email protected] .
هاتف. فاكس: 031.93.33.01
 
حياك الله فضيلة الدكتور/:زين العابدين رستم وتقبل الله صيامك وقيامك وأثابك الجزاء الحسن على مسعاك الدءوب المثمر
وبارك لك في كل مجهوداتك العلمية والمعرفية ودمتم في خدمةالاسلام والمسلمين بلاحدود.آمين
 
شكر الله لك وبارك فيك ولقد سعدت بصحبتكم في الرحلة الشنقيطية إلى الديار الموريتانية...أعاد الله علينا من بركاتها ونفحاتها وعلمها وأدبها وأعاجيب أخبارها...
 
اليوم قبل قليل ألقيت عصا التسيار من رحلة دامت أياما في مشرق العالم الإسلامي و مغربه في زمن قصير...مع تعب شديد...ومشقة ظاهرة...حضرت فيها يومين من أيام هذا الملتقى...وسأنفض ما في عيبتي مما علق في ذهني من ذكريات بعد أن أنال قسطا من الرَّوح عساه يلم شعثي...ويقر به عيني..ويثلج به صدري..
 
كانت الرحلة إلى قسنطينة في الجزائر عن طريق اسطانبول...حيث جئتها قادما من الرياض..وقد عيِيَ مني كلُّ عظم..وتعب مني كل عصب...وأدركني من النصب والمشقة ما لست أستطيع وصفه..ولقد أورثني ذلك ثقلا في أذني...أسأل الله جل وعلا المعافاة والشفاء منه...ومع ما أنا فيه من النصب والتعب...فوالله إني لأجد من اللذة بالعلم...والأنس بأهله ما لا أدرك وصفه...كما أني واجدٌ من السعادة بالسفر والتجوال قدرا عظيما وحظا كبيرا...
 
لقد كنت حريصا أشد ما يكون الحرص على حضور هذا الملتقى...وآية ذلك عندي وتصديقه من حالي أني لم أنتهز فرصة كوني في أرض الحرمين في رياض الخير والعطاء...وأعتمر..لأني لم أجد لذلك فسحة من زمن...ولا معينا عليه...وكنت مخيرا بين أمرين إما أن أحضر ملتقى الجزائر أو أن أعتمر...فخار الله لي في الحضور...عساه يجود عليَّ بما يُذهب حسرة فؤاد ملتاع لم يلق السرور...بعمرة تمحق السيئات والذنوب...وإنما شدني إلى ملتقى الجزائر ورغبني في حضوره...اهتبالي بموضوعه...وعنايتي بمحاوره...إذ كان كل لقاء فيه فرصة لفضح الإتجاه الحداثي العربي المعاصر في فهم الكتاب والسنة أثيرا وعزيزا عندي ولديَّ....
 
كانت الجلسة الإفتتاحية لملتقى الجزائر حافلة ...إذ كان نجماها مدير جامعة الأمير عبد القادر وعميد كلية أصول الدين ...ذكَّر المتحدثان الكريمان الحضور بأهمية موضوع الملتقى...وفخما من أمره...وأبديا شكرهما للمشاركين عامة وللقادمين منهم من خارج الجزائر خاصة...وفي الحق فلقد كان الحضور من خارج الجزائر ملفتا للنظر...إذ شارك في الملتقى أساتذة كرام من الإمارات والأردن والسعودية وتونس والمغرب وماليزيا ومصر...
 
كانت الجلسة الأولى تحت رئاسة الأستاذ رابح دوب مدير جامعة الأمير عبد القادر الأسبق...ولقد ظهر لي الرجلَ قبل معرفتي به عن قرب علامة مطلعا...مفيدا في تعليقاته على مشاركات السادة الأساتذة المتدخلين...وسألمُّ بالفوائد التي ذكرها في هذه الجلسة أو التي أتحفني بها خاصة بعدُ...كانت أول مشاركة في هذه الجلسة للأستاذ الدكتور عبد المجيد السوسوة اليمني من جامعة الشارقة عن:" الضوابط العامة لفهم القرآن والسنة"...تلتها مداخلة الأستاذ الدكتور الشيخ جبر محمد الفضيلات من الأردن من جامعة جرش عن:" الضوابط الكلية والعامة لفهم القرآن والسنة"...ولقد تكاملت المداخلتان وانسجمتا...وأبدع فيهما الرجلان وأوفيا على المقصود وزيادة...بارك الله في جهودهما وأثابهما ...بيْد أنه لم يعجبني طرحهما وعرضهما...فقمتُ عقب نهاية الجلسة متعقبا قائلا:" إن ما تفضل به الباحثان جهد مشكور...وعمل مبرور...بيد أنهما عرض الموضوع عرضا مدرسيا..وكأن الحاضرين لاإلمام لهما بما قد تكلما فيه وحاضرا...والحال أن ذلك معروف متداول بين طلبة العلم والمعتنين به...فأي شيء زاد في علمنا...وقلت: إن المنهاج المرضي في عرض الضوابط والكليات في هذا العصر في اللقاءات العلمية..أن تذكر طامات الإتجاه العلماني والحداثي التي ترد هذه الضوابط..وتناقش ..لكي نصل إلى تصحيح ما عندنا منها...وتأصيلها وتقعيدها وهي مؤصلة مقعدة بحمد الله.."...
 
من مشاركات الجلسة الأولى التي حرَّكت فيَّ ساكني...ـ وشرِقْتُ بها وأثارت كثيرا من اعتراضات الحضور...ولم تلق من السامعين تأييدا ولا مناصرا...وبان بها أن للإتجاه المعاكس أثرا في الملتقى...وإن بدا لأول الرأي أن الملتقى شرعي في كلية شرعية في جامعة للعلوم الإسلامية...ـ المشاركة الموسومة بـ:" جدلية النص والواقع"...التي طفحت بما أنا ذاكره بعدُ...
 
أثارني هذا العنوان الذي وسم به صاحبُ " جدلية النص والواقع" مشاركتَه...إنه من جنس ما يستعمله الإتجاه العلماني من الحداثيين العرب المعاصرين عندما يكتبون عن القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة...وظننت لأول وهلة أن المشارك سينقض على ذاك الإتجاه نظريته في الجدل الذي افتعله بين النص (القرآن) وبين الواقع (التاريخ)...لكن لما مضى صاحب المشاركة في مداخلته...أمكن الوصول إلى اليقين الجازم أن ما ذكره لا يكاد يختلف عن الطرح العلماني الحداثي المتناول للقرآن والحديث تناولا جديدا!!
وآية ذلك من كلامه قوله إن النص قد دخله التغيير في زمن الوحي...وأنه غير ثابت...وأن حركة الواقع تحكم النص...ولقد خيل إلي أثناء إلقاء هذه المداخلة أن د/ نصر حامد أبو زيد يتحدث على لسان المشارك...فما كاد المُداخل ينتهي حتى طلبت الإذن في التعليق في ورقة أرسلتها إلى رئاسة الجلسة في وقت مبكر حزَّرتُ أنها ستكون أول تعليق وتعقب ....لكن اتضح بعدُ أن الأوراق خُلطت على نحو ما فغدا تعقبي الثالث أو الرابع...
 
قلت لصاحب:" جدلية النص والواقع" ولم أكن أعرفه...وظننت أنه واهلٌ واهمٌ...وأنه مغرر به...:" لا شك أننا في ندوة علمية شرعية بين أساتذة شرعيين..يحضرها قوم لهم عناية بالشريعة وعلومها...فلا جرم من استعمال المعجم الشرعي في التعبير عن الأفكار والمعاني...وهذا العنوان الذي اختاره الباحث هو من جنس ما يستعمله الحداثيون عندما يكتبون عن القرآن الكريم والحديث الشريف...فاستعماله هنا في هذا المقام وتوظيفه على نحو حداثي...فيه ما فيه ...ودونك أيها الباحث ما قد كتبه حمادي ذويب وهو الحداثي المعروف بتلمذته لعبد المجيد الشرفي ـ في كتابه " جدل الأصول والواقع" تجدْ أن عنوان مشاركتك وعنوان كتابه قد خرجا من قوس واحدة...إن للخطاب الإسلامي المعاصر معجمه المتميز به...وللخطاب الحداثي العلماني معجمه الخاص به...وتوظيف المتشرع ـ وكان صاحبنا متشرعا ـ لمعجم دعي مستعار يُربك السامع فيتساءل: هل هو سامع مصغٍ لحداثي أم لإسلامي!!!
 
كان جواب صاحب جدلية النص والواقع جواب من يريد أن يُفهم غيره أنه مجددٌ للنظر في الأصلين الكريمين قرآنا وسنة...وكان مما ذكر:" وماذا في الأخذ بهذا النوع من المعجم الحداثي...ومن اعترض مصنِّفا الباحث إلى .... نماذج فهو النموذج..." كذا قال..
 
وفي الحق لقد استأثرت المداخلة الموسومة بـ:" جدلية النص والواقع" بعناية من قبل المتعقبين الذين وقفوا عند عنوانها محللين مفككين...مثبتين أن العنوان في نفسه لا يصح ...مع ظهور عُواره وبعده عن العلمية والموضوعية...وذلك دعا صاحب المداخلة إلى أن يقول أثناء الرد: إن الهجمة كانت قوية...وأنه سليم النية...صحيح الطوية...وأن غايته الإجتهاد والإستفادة من علوم العصر ومعارفه في فهم الكتاب والسنة!!!
ولقد امتدت مناقشة الأستاذ صاحب المداخلة لجلسات تالية...فما من متدخل جاء عقبه إلا ذكره...وذلك دعا الأستاذ إلى إعلان براءته من أن يكون حداثيا أو داعية إلى حداثة أوإلى ...أو إلى ...في مشهدٍ أضحك منا السِّن...وأثبت الظِّنَّة....
 
لم يدع صاحب جدلية النص والواقع فرصة إلا عبر عن وجهة نظره الداعية إلى التوظيف الحداثي لمعارف العصر وعلومه في فهم القرآن والسنة...واقتضى ذلك منه إبراز حسنات بعض المشاركات على أنها سيئات...فمن ذلك تعليقه على مشاركة الدكتور يوسي الهواري من جامعة وهران الموسومة بـ:" أصالة المنهج الأصولي في تحليل النص، نظرية المقام نموذجا"...وأساس بناء هذه المشاركة يقوم على بيان أن نظرية المقام أو السياق التي تعد من مكتشفات الدرس اللغوي الغربي الحديث مع مالينوفسكي وفيرث ـ والتي تعني مجموع العناصر الخارجية المصاحبة للخطاب عند صدوره ـ موجودة عندنا في استعمالات الأصوليين قديما...علق الأستاذ المذكور قائلا:" عندما يخترع الناس (الغرب) أمرا أو نظرية ....لماذا نحاول دائما المسارعة إلى تراثنا الفكري مستنجدين به لإثبات أن ذاك الأمر أو تلك النظرية عندنا مؤصلة موجودة قبل الإختراع الغربي بآلاف السنين؟؟"....
 
انبرى صاحب جدلية النص والواقع لتشويه محاسن مشاركة ـ الأستاذ احسن خشنة المتخصص في الإعلام من جامعة قالمة بالجزائر الموسومة بـ:" التواصل غير اللفظي في السنة النبوية"...والتي ألقاها الأستاذ إلقاءً حسنا أشعرَ أن صاحبها متمكن من ضروب الإلقاء وأساليبه المستفادة من الإعلام وفنونه...فقال ذاك الأستاذ متعقبا:" إن كل ما أورده الأستاذ في مشاركته مقتبس من نظريات التواصل النابتة في الغرب...مع أسلمتها؟؟!!"...وكأني به يربأ بالمسلم أن يستفيد من كل ما هو نافع مقبول ولو كان غربيا...أو كأني به لا يرى توظيف النافع من العلم ولو كان من بيئة غربية في فهم الكتاب والسنة...
 
حفلت اللقاءات الجانبية التي شهدتها موائد الطعام في ملتقى جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة بكثير من الفوائد المستفادة التي لو رحل فيها الراحلُ من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق لكان ذلك قليلا...فمن ذلك ما استفدته من إفادات الأستاذ الدكتور رابح دوب الذي تقدم ذكره آنفا...فهو سلمه لله أكمل دراسته العليا في مصر...وأدرك بسنِّه مشايخ فضلاء في العلم...ودرس مع أساتذة فضلاء نعرفهم عندنا في هذا الأفق الغربي من العالم الإسلامي....وهو أيضا مؤلف كتاب الدرس البلاغي عند المفسرين حتى نهاية القرن الرابع الهجري...وتلك هي رسالته للدكتوراه وهي مطبوعة متداولة....أضف إلى ذلك أنه عارف متقن للغة الإنجليزية والفرنسية...وأستاذ الترجمة في جامعة المنتوري في قسنطينة....
 
بارك الله فيكم يا دكتور وتقبل الله منكم ، فقد أفدتنا وأمتعتنا بهذه الفوائد من مؤتمر الجزائر .
وقد كنتُ أرغب في لقائكم في مؤتمر الرياض وإكرامكم ، ولكنني لم أعلم إلا بعد سفركم، وأرجو أن يكون لنا في المستقبل القريب لقاء بكم .
 
شكر الله لكم يادكتور عنايتكم ...ولقد لقيت في تلك الساعات القليلة التي قضيتها في الرياض الشيخ مساعدا الطيار...والأخ الفاضل الشتوي...فبالغا في الحفاوة والإكرام...جزاهما الله خيرا...وكأنهما ذكرا لي ـ ولست ضابطا لهذا ـ أنه كان لكم حينئذ تسجيل في قناة دليل..ولعل الله ييسر لنا اللقاء قريبا..
 
من فوائد الأستاذ الدكتور رابح دوب التي ذكرها لمناسبة حديثي معه عن الترجمة...قوله حكاية عن نفسه...عندما أكون في درس الترجمة في الجامعة أقول للطلبة:" إنكم خونة...وأنا كبير الخونة"....يريد الدكتور حفظه الله...أن المترجم مهما حاول أن تكون ترجمته للمعاني أمينة...فإنه لابد أن يقع له ما هو مدعى غير ثابت ولا مَقولٍ على لسان من يُراد نقل كلامه وترجمته....
 
ومن فوائد الأستاذ الدكتور رابح دوب نقله لكلام علَميْن في التفسير عند مناسبة تعليقه على مشاركات بعض الأساتذة المتدخلين...فأما الأول: فالرازي الذي نقل عنه قوله:" لقد خطر لي أن أستنبط من سورة الفاتحة عشرة آلاف خاطرة"...وأما الثاني فالشعرواي الذي نقل عنه:" عطاءات القرآن الكريم متجددة...
 
ومن فوائد الأستاذ الدكتور رابح دوب نقله كلمة عن الشيخ محمد البشير الإبراهيمي العالم المصلح الجزائري المعروف عندما قيل له في الشريعة وأنه لا يمكن تنزيلها في واقع الناس اليوم...لأن الناس غير الناس...والزمان غير الزمان ...والمكان غير المكان ـ في كلمة طويلة لم أحضر الأستاذ الدكتورَ في أولها...وأُنسيت آخرها...واستعدته ذكرَها...فذكرها لي ...ولطولها وتعبي الشديد من طول الغيبة...ومشقة السفر...ذهلت عنها...وكتبت إلى الدكتور سلمه الله فيها...وأنا منتظرٌ جوابه...لعلي ألحقها هنا على وجهها متى ما جاءني الجواب...وإذا سمت بي همة استخرجت الكلمة من آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي المطبوعة....
 
جزاكم الله خيرا على نقلكم لهذا الملتقى العلمي المبارك وقد سعدنا جدا بحضوركم سيدي وحضرنا مداخلتكم الطيبة
وهناك ملتقى ثاني سيُعقد بالجامعة نفسها
وهو الملتقى الدولي الرابع للقرآن الكريم الذي سيكون بعنوان:
التعليم القرآني للمرأة ودوره في النهوض بالأمة.
 
من المشاركات العلمية الجادة التي تزيَّنَ بها هذا الملتقى العلمي المبارك...مشاركة الدكتور العمري مرزوق من جامعة باتنة بالجزائر...الموسومة بـ:" قراءة النص الإسلامي والمقاربات المنهجية الجديدة"...والدكتور حفظه الله من خيرة شباب هذا العلم وفرسانه...كنت لقيته قبلُ في الملتقى المغاربي في باتنة...فألفيته يتوقد ذكاءً وفطنةً وألمعيةً...مع غيرة إسلامية ظاهرة...وإلمام واسع بثقافة العصر وعلومه...ومن فرط إعجابي بمشاركة الدكتور الفاضل رغبت إليه أن يتحفني بها...فأرسلها إليَّ مشكورا ...فاستأذنته في نشرها...فأذِن مثابا مأجورا..فنشرتها في موقعي...فيجدها من طلبها ههنا
دخول
 
تحلى هذا الملتقى العلمي المبارك أيضا بمشاركة الأستاذ الدكتور مجاهد مصطفى بهجت..الأديب الناقد البحاثة المحقق المدقق المعروف والأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية معارف الوحي بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا...الذي كنت أعرفه من خلال الدواوين الشعرية التي اهتبل بجمع مادتها وتحقيقها ونشرها....وربما جمعتنا مواد عدد من أعداد مجلة تراثية نشر هو فيها ونشرتُ...وهو حفظه الله وإن كان في درجة الأستاذية فهو جم التواضع...خافض للجناح...ذو أدب ظاهروخلق رفيع...مع خشية وزهد...سمعته يترنم بشعر لأبي العتاهية ونحن في مطار الجزائر في الزهد والرقائق فكاد قلبي يطير... ولقد رافقني في رحلتي بالطائرة من اسطانبول إلى الجزائر..ولم أره في الطائرة....وإنما رأيته وما عرفت أنه الدكتور بهجت ـ منتظرا للحقائب السفر عقِب وصولنا إلى الجزائر العاصمة....ثم رأيته بعدُ في مسجد مطار الجزائر ...بيْد أنني قدَّرتُ أنه مشارك معنا في ملتقى جامعة الأمير...ولما ألقيت عرضي...وركب معنا الحافلة بعدُ...سلم عليَّ مقبلا ...وقال:" يارستمُ ما بالك وأهل الحداثة..."..فالتفتُّ إليه مرحبا به...مفخما أمره...مظهرا حفاوتي به...شاكرا له عنايته وإكرامه...وفي الحق فالرجلُ سِجلٌّ حافل بالعطاءات العلمية...ومن نوادره ومحبته للعلم وملتقياته مجيئه من ماليزيا ـ من أقصى الشرق إلى الجزائر في ساعات طوال متقلبا بين طائرات كثيرة...سلَّمه الله في حله وترحاله...
 
من المشاركات المتميزة في هذا الملتقى مداخلة الأستاذ الدكتور خالد محمد اسطنبولي من جامعة أدرار بالجزائر الموسومة بـ:" انفتاح العلوم الشرعية على علوم العصر بين الضرورة والتقوقع"....إذ ألقاها الدكتور في حماسة زائدة...جامعا بين قراءة المكتوب والإستمداد بما يفتح به علام الغيوب سبحانه سبحانه...وكان من جملة ما نبه عليه الدكتور حفظه الله...عتابه على من أفنى عمره من أهل الشرع في هذا العصر في تحقيق كتاب عدة تحقيقيات...أو بحثَ في موضوع قُتل بحثا من السابقين واللاحقين...وضيع فرصة الإقبال على علوم العصر للإنتصار لعلوم الشرع...وبالغ الدكتور الفاضل في العتاب والملام حتى أربى...وخشيت أن يحمل كلامه على غير محمل راشد حسن...فهممتُ أن أعلق ثم تركت ذلك لضيق الوقت....ثم لقيت الدكتور حفظه الله بعدُ...فقلت له:" لقد خشيت أن يفرح بكلامك العلمانيون...ويحمل ما تفضلتَ به على غير مقصودك ...إنها حماسة الإلقاء...والغيرة على هذا الدين...كل ذلك أفْهَم من كلامك ما لم ترده ولا قصدته ألبتة".
 
من مشاركات هذا الملتقى التي لفتت انتباهي...وودت أن صاحبها تعجل في إلقائها...فبلغ الغاية في تلخيصها...مشاركة الدكتور حمادي نور الدين من جامعة جلفة بالجزائر الموسومة بـ:" دور العلوم الإجتماعية في استنباط النوازل المعاصرة من الكتاب والسنة"...فلقد فصل الدكتور الفاضل القول في أول مداخلته في حقيقة العلوم الإجتماعية...ثم لما وصل إلى بيان دورها في الإستنباط أوقفه رئيس الجلسة معتذرا بأن الوقت قد ضاق...وأن الدقائق الممنوحة قد تصرمت...
 
من مشاركات هذا الملتقى التي أعجبت بها مداخلة الدكتور يوسف الكلام من دار الحديث الحسنية بالمغرب الموسومة بـ:" القراءات الحداثية للقرآن الكريم ومناهج نقد الكتاب المقدس دراسة تحليلية نقدية" التي أثبت فيها تأثر الإتجاه العلماني العربي المعاصر بنظريات نقد الكتاب المقدس الحديثة في الغرب...في قراءة الكتاب العزيز قراءة جديدة...ولقد كانت مشاركة الدكتور الفاضل عقب مشاركتي فتكاملت المشاركتان وأتم بعضٌ بعضا...وكانت أغلب المناقشات والتعقبات موجهة إليَّ ثم إلى الدكتور سلمه الله...
 
سرني التعرف في هذا الملتقى على الدكتور عبد القادر النفاتي من جامعة الزيتونة بتونس الخضراء..الفيحاء بأهلها وثورتها...الذي كانت مشاركته عن:" الصوفية والقرآن ...جدلية الذوق والتأويل"..ولقد قلت للدكتور حفظه الله في تعقبي:" كأني بالدكتور الفاضل مع الصوفية في تفسيرهم العجيب للقرآن الكريم...إذ لم نشمَّ من عرضه نقدا ولا عتابا ولا ملاما... والحال أن الصوفية قد أخطأوا في الذي اعتقدوه من معاني ـ زعموا يدل عليها الكتاب على ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته في مقدمة في أصول التفسير"...وأجابني الدكتور بجواب أنسيته...لكنه ما شفا ما في صدري.... وكان تعقبي للدكتور فاتحة صداقة وأخوة أرجو خيرها...وعائدتها وبركتها على العلم وأهله...
 
لفتت انتباهي مداخلة الدكتور عزوزي عبد الملك من جامعة قالمة بالجزائر التي عنونها بـ:" الفهم الصحيح لآيات القتال في الإسلام على ضوء قواعد القانون الدولي الإنساني ودورها في تحسين صورة الإسلام في الخارج"..وكان أعجب شيء فيها قوله الفهم الصحيح وقوله القانون الدولي الإنساني...فقلت للدكتور الفاضل وقد جاءني مسلِّما:" وهل القانون الدولي اليوم إنساني؟؟"....ولقد حرصت على حضور هذه المداخلة والإستماع إليها...إذ ألقاها صاحبها بصرامة القانوني ـ وهو كذلك ـ المتمكن من المادة العلمية...وواصلت الإستماع برغبة المستفيد إلى أن شارف الدكتور على الفهم الصحيح لآيات القتال....إلا أن اللجنة المنظمة للملتقى رغبت إليَّ أثناء مداخلة الدكتور الإنتقال إلى القاعة الشرفية لصياغة التوصيات مع مجموعة فاضلة من الأساتذة....ففاتني الفهم الجيد لهذه المشاركة...وعسى أن تطبع أعمال الملتقى فنقف على فوائدها...
 
أهدى المشرفون على هذا الملتقى إلى كل مشارك عددين من مجلة المعيار التي تصدرها كلية أصول الدين والشريعة والحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، وهي دورية علمية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية والإنسانية، ومما ورد في العددين المشار إليهما من دراسات في الكتاب والسنة خاصة:
ففي العدد 25 من المجلة الصادر في 1431هـ، وهو عدد خاص عن الملتقى الوطني الذي أفرد في:" ظاهرة الفساد المالي والإداري في الجزائر وسبل مكافحتها ومعالجتها" يطالعنا هذا البحث:
ـ ظاهرة الفساد من خلال نصوص القرآن الكريم للأستاذ الدكتور بقاسم شتوان.
ومن موضوعات العدد 26 الصادر في رجب 1432هـ نقرأ ما يلي:
ـ اتجاهات التفسير ومدارسه في الجزائر للأستاذ محمد لمين بوروبة.
ـ أثر أسباب ورود الحديث في فهم السنة للدكتور بقاسم حديد.
ـ إشكال العدد في السنة النبوية للأستاذ إبراهيم بن مهية.
ـ زيادة الثقة عند ابن القطان الفاسي وابن حزم الأندلسي دراسة تحليلية مقارنة مع آراء المحدثين للأستاذ إحسان ركابة.
 
وممن لقيت في هذا الملتقى وسعدت بلقائه الأستاذ الدكتور الشيخ جبر محمد الفضيلات من جامعة جرش من الأردن...وهو فلسطيني الجنسية متخصص في الفقه الإسلامي...ألف في ذلك كتبا معروفة منها:" سقوط العقوبات في الفقه الإسلامي"، و"أحكام المرتد في الشريعة الإسلامية"، و "ظاهرة المخدرات والحل الإسلامي" وغير ذلك...وكان الشيخ الفاضل حفظه الله قد ابتدأ حياته التعليمية في جامعة الأمير مدرسا مفيدا من دهر طويل...ولذلك ما رأيتُ الشيخَ في الملتقى إلا وأحد تلامذته القدامى من أساتذة اليوم يسلم عليه...ويرحب بمقدمه...وكان الشيخ مع جلالة منزلته، قد رُزق وقارا، مع ما خالط ذلك من انبساط لأهل دِخلته ومخالطته...ولقد شهدت الشيخَ غير مرة في الملتقى مبتسما مرحا...ذا بِشر ظاهر، وصدر منشرح...ولقد أنِستُ به غاية الأنس رئيسا في لجنة التوصيات التي شرُفت بعضويتها...أو مرافقا في مطار الجزائر العاصمة حيث ودعته على أمل لقاء قريب...
 
لا يعرف المرءُ قدرَ نعمة رُزقها حتى يوقف على فضلها ممن حُرمها أو عرف عائدتها وفضلها....ولقد عرف المغرب في تاريخه العلمي العريق ظاهرة الكراسي العلمية التي كانت مبثوثة في مساجده العتيقة في مراكش وفاس والرباط وغيرها...مما كانت توقف عليه الأوقاف السخية...والعقارات والأحباس السنية...فنفقت سوق العلم، وساهم ذلك في نهضة علمية رائدة...ولقد أحيا الله في هذا العصر هذه الكراسي العلمية...وردَّ عليها بهاءها...وصارتْ تدخل كل بيت بفضل الفضائيات...مشرِّقة مغربة...حتى وصل خبرها إلى الآفاق...وعلِم أمرها الخاص والعام...ذكرتُ هذا لأن الدكتور العمري مرزوق من الجزائر كان حدثني في هذا الملتقى أنه من المتابعين لما يدور في هذه الكراسي ...مشدود إلى موضوعاتها وعلمائها...وأنه بفضل قنوات البث الفضائي واقفٌ على دروسها العلمية...مهتبل بمادتها...
الشذرة القادمة هي الأخيرة..
 
1
كانت التعقبات الموجهة إليَّ إثر مشاركتي الموسومة بـ:" الفهم الحداثي للنص الديني بين دعاوى الإجتهاد المنضبط والتجديد المتفلت" المنشورة هنا ـ متأرجحة بين الشفقة على الحداثيين، والخوف منهم...ومن تمام بيان الأمر الأول، أن نعرض ما ذكره أحد طلبة الماستر في ورقة أرسلها إليَّ قائلا:" لماذا دائما في صدد حديثنا عن الحداثيين نركز على سلبياتهم وإغفال إيجابياتهم في المعارف الأخرى، كذلك لدينا مشكلة وهي تكفير البعض لهؤلاء وعدم الترحم عليهم ..وهذا في رأيي خطأٌ ولا يجوز، لأنهم لم يصرحوا بخروجهم عن الملة" انتهى بحروفه، ومن تمام بيان الأمر الثاني أن نعرض ما ذكره أحد الأساتذة الفضلاء من جامعة مسيلة بالجزائر في ورقة أرسلها إليَّ يقول فيها:" جاء في توصيات الورقة التي قدمتموها: عرض مشاريع التيار الحداثي للطلبة، أليس هذا دعاية مجانية لأفكارهم؟؟".
 
2
كنت ذكرت للمشفق على أهل الحداثة لمناسبة اعتراضه وتعقبه، أن المنهج الذي أرتضيه عند إيراد أقوال المخالف وحكاية مذهبه، عدم المبادرة إلى التكفير أو التبديع أو التفسيق...وإنما قصارى ما أنا فاعلٌ أن أذكر قوله ذكرا مجوَّدا..على جهة النقل المأمون الذي لا تزيد فيه ولا تقوُّلٍ...وأستوعب في ذلك...وربما ذكرت ما يوجب الكفر أوالتبديع أو التفسيق من قوله ورأيه ومذهبه...من غير رمي أو قذف أو لمزٍ...وأدع القارئ الفطن الأريب يحكم...وأما ذكر السلبيات فذلك الذي نصبنا أنفسنا للتنبيه عليه انتصارا للحق الذي ندين الله به...ونحب أن نلقاه عليه...وأما محاسن هذا الضرب من المفكرين فليس لها هنا محلٌّ للإيراد والذكر....ومن حاول أن يورد محاسن من هو قائل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شرب الخمر قبل وقوع تحريمها ألبتة....فلقد أراد أن يخفف من حكمه على القائل...ليُظهر أنه وإن أساء فلقد أحسن...ولئن غلط فلقد أصاب...فيقبل صحيحُ قوله في فنه..وتغتفر له الغلطة والغلطتان... وبالجملة فكأنه يقول:ومنْ ذا الذي سلِم؟؟!!
 
3
لم يكن المعترض على اقتراحي عرض مشاريع الحداثيين على الطلبة، وتعريفهم بها، واحدا بل كانوا كثيرين...وأنا مُوقفكَ أيها القارئ على رأيي في هذه المسألة...فإذا كان الوسط الثقافي والعلمي سالما من مشاريع الحداثيين ونظرياتهم بحيث لا أثر لها ولا دعاية ولا منابر...فلا أرى لتعريف الطلبة من المتخصصين وغيرهم بنظريات الآخر المخالف وجها...إلا من جهة عرفتُ الشر لا للشر...لكن مخافة أن أقع فيه...وإذا كان الوسط العلمي غير سالم من تلك النظريات..لانتشارها فيه ترويجا وترغيبا فيها..كما هو الحال عندنا في أُفقنا...وبين أهل بلدنا..فلا مفر من تعريف الطلبة من المتخصصين وغير المتخصصين بهذه المشاريع الفكرية التي وصلت إلى أيدي من يعرف هذا الشأن ومن لا يعرف...وأُخبر عن نفسي أني كنت في أوليتي لا أعرف عن هذه المشاريع شيئا...وأحرم على نفسي النظر فيها والإلتفات إلى أصحابها...ولبثت على ذلك دهرا..حتى فجأني طلبتي بالسؤال عنها...وبعضهم تبناها وطرحها بديلا عن أصولنا وقواعدنا التي تعلمناها من هذا العلم الشريف...فرأيت بعدُ أنَّ السبيلَ الأقوم - في مناقشة الطلبة الذين تبنوا تلك النظريات أو ألقى أصجابها في قلوبهم شُبهًا وأراجيف عما بأيدينا من ضوابط وكليات وقواعد مؤصلة - دراسةُ تلك المشاريع وعرضها على الطلبة والحكم عليها...ولأَنْ يكون الأستاذ سباقا إلى عرض الشبهة وتفنيد قول مدَّعيها انتصارا للكتاب والسنة، خيرٌ من أن يسكت ويبادر إلى القول بتحريم الخوض في مثل هذه الشبهات بدعوى أن أصحابها جهلة وأقزام ....وأن أقوالهم لا تستحق أن يلتفت إليها...
 
يلاحظ أن الإخوة في الجزائر نشيطون في إقامة الملتقيات العلمية وهي سنة حميدة في اللقاء وتلاقح الأفكار ، وقد حضرت في مدينة غرداية ملتقى بتاريخ 11_12/12/2011 حول تعليمية اللغات والآداب وحوار الثقافات وهو مؤتمر دولي ناجح، ولكن المشاركات الخارجية كانت قليلة ولعل ذلك يعود إلى عدم الإعلان عنه بنحو كاف.
 
خرجنا قبل الفجر من الفندق مع أساتذة من الأردن والجزائر وماليزيا ...كان الجمع الكريم سيغادر قسنطينة عبر المطار...صلينا الفجر في المطار...ثم طارت الطائرة بنا إلى الجزائر العاصمة...حيث ودعنا الأساتذة الجزائريون...وانتقلنا من المطار الداخلي إلى المطار الدولي...بقي معنا من الأساتذة د/ فضيلات ود/ بهجت ..كان موعد سفرنا أنا و د/ يوسف الكلام إلى الدار البيضاء الثانية زوالا...بينما كان موعد طائرة د/ فضيلات إلى عمان الرابعة عصرا...وأما د/ بهجت فغادر إلى اسطانبول بعد الظهر....ودع بعضنا بعضا في القاعة الداخلية للمطار...على أمل لقاء قريب في مؤتمر علمي قادم بإذن الله تعالى..
انتهت ذكرياتي عن ملتقى الجزائر والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
 
حلقات ممتعة كعادتكم، اسأل الله أن يبارك لكم حلكم وترحالكم، وأن يوفقكم لنشر بحوثكم في هذه الملتقيات، لنستفيد منها.
 
عودة
أعلى