﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة آية:٣٤]
من لطائف اللغة العربية: أن مادة الاتصاف بالكبر لم تجيء منها إلا بصيغة (الاستفعال) أو (التفعل)؛ إشارة إلى أن صاحب صفة الكبر لا يكون إلا متطلبًا الكبر، أو...
﴿بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِینَ﴾ العلاقة بين صدق التعبد والشكر وثيقة جدا، فإنه لا يُحسن العبادة ويتلذذ بها إلا من تذكّر نعم الله العظيمة عليه.
ومن فقه هذا المعنى العظيم عَلِمَ جمالَ جواب سيد العابدين -صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن سبب اجتهاده في العبادة: "أفلا أكون عبدا شكورا"!
{ {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين}}
في هذه الآية المخيفة تحذير من الكذب على الله، وبيان لسبب هذا الكذب، وهو التكبر!
فالمتكبر يمنعه الكبر أن يتعلم، وإذا سئل منعه تكبره أن يقول: لا أعلم؛ فيكذب على الله، فيخزى ويفضح يوم القيامة بسواد الوجه في جهنم.
ما أحسن قول مجاهد في بيان المراد بـ ﴿والذي جاء بالصدق وصدق به﴾ قال: أصحاب القرآن المؤمنون يجيئون يوم القيامة، فيقولون: هذا ما أعطيتمونا، فعملنا فيه بما أمرتمونا. انتهى
فالصدق هو القرآن، وتصديقه: العمل به. وأهل الصدق هم أهل القرآن العاملون به.
﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ﴾ رسالة ربانية للداعية المصلح بأن يشتغل بما أمره الله به من تذكير الناس ودعوتهم، ولا يلتفت لما يرمى به من الاتهامات والافتراءات.
وفيها إشارة إلى أن من قام بأمر الله تولى الله الدفاع عنه.
لن تجد شيئا في تفسير اللباب غير الموجود في الكتابين الذين نقل منها تفسيره، وهما التفسير الكبير للرازي، والدر المصون للحلبي؛ فإن وجدت فيه شيئا ليس فيهما فأخبرنا مشكورا.
بسم الله الرحمن الرحيم
تنظم كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد في أبها - السعودية - مؤتمرا بعنوان:
توظيف الدراسات القرآنية في علاج المشكلات المعاصرة ، وذلك في شهر الله المحرم من عام 1438 هـ.
والتفاصيل في الملف المرفق
نرجو نشر هذا الإعلان
42-
قال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن (4/ 248) [ط العلمية ] في بيانه لأحكام آيات سورة الجمعة تعليقا على قراءة "فَامْضُوا إلَى ذِكْرِ اللَّهِ":
( وَهُوَ كُلُّهُ تَفْسِيرٌ مِنْهُمْ، لَا قِرَاءَةٌ قُرْآنٍ مُنَزَّلٍ، وَجَائِزٌ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّفْسِيرِ فِي مَعْرِضِ التَّفْسِيرِ.).