أركان القرآءة المقبولة (3) :موافقة خط المصحف

إنضم
2 أبريل 2003
المشاركات
1,318
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
تقدمت الحلقتان الأولى والثانية على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=224

وإليك الحلقة الثالثة :

المبحث الثاني :موافقة الرسم ولو احتمالاً وقال بعضهم : أو تقديراً.
وإليه أشار الشاطبي بقول : أوكان للرسم احتمالاً يحوي .
المطلب الأول :أهمية هذا الركن :
قال مكي وسقط العمل بما يخالف خط المصحف من الأحرف السبعة التي نزل بها القران بالإجماع على خط المصحف (1).
وقال ابن الجزري : أجمعت الأمة المعصومة من الخطأ على ما تضمنته هذه المصاحف وترك ما خالفها من زيادة أو نقص أو ابدال كلمة بأخرى مما كان مأذونا فيه توسعة عليهم ولم يثبت عندهم ثبوتاً مستفيضاً أنه من القران(2) .
وقال ايضاً : كتبت المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صرح به غير واحد من السلف (3) .
وقال مكي : مصحف عثمان الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه واطرح ما سواه مما يخالف خطه فقرئ بذلك لموافقة الخط لا يخرج شئ منها عن خط المصاحف التي نسخها عثمان رضي الله عنه وبعث بها إلى الأمصار وجمع المسلمين عليها ومنع من القراء ة بما خالف خطها وساعده على ذلك زهاء اثني عشر ا لفاً من الصحابة و التابعين واتبعه على ذلك جماعة المسلمين بعده وصارت القراءة عند جميع العلماء بما يخالفه بدعة وخطأ وإن صحت ورويت (4) .
المطلب الثاني : المراد بهذا الركن .
قال ابن الجزري : نعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتاً في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر " قالوا أتخذ الله ولداً " في البقرة بغير واو "وبالزبر وبالكتاب المنير " بزيادة الباء في الاسمين ثم قال فلو لم يكن ذلك كذلك في شئ من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم .
وقولنا "ولو احتمالاً" نعني به ما يوافق الرسم ولو تقديراً إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقاً وهو الموافقة الصريحة وقد تكون تقديراً وهو الموافقة احتمالاً فإنه خولف صريح الرسم في مواضع إجماعاً نحو "السماوات والصالحات " .
وقد توافق بعض القراءات الرسم تحقيقاً ويوافق بعضها تقديراً نحو "مالك يوم الدين "فإنه كتب بغير ألف في جميع المصاحف فقراءة الحذف تحتمله تحقيقاً كما كتب "ملك الناس" وقراءة الألف محتمله تقديراً كما كتب"مالك الملك " فتكون الألف حذفت اختصاراً .... وقد توافق اختلافات القراءات الرسم تحقيقاً نحو "أنصار الله ، ونادته الملائكة ،ويغفر لكم ،ويعلمون ،وهيت لك " ونحو ذلك مما يدل تجرده عن النقط والشكل وحذفه وإثباته على فضل عظيم للصحابة رضي الله عنهم في علم الهجاء خاصة وفهم ثاقب في تحقيق كل علم فسبحان من أعطاهم وفضلهم على سائر هذه الأمة(1) .
المطلب الثالث : أقسام الرسم
قال الزرقاني : "اعلم أن الرسم هو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها والعثماني هو الذي رسم في المصاحف العثمانية وينقسم إلى قياسي وهو ما وافق اللفظ وهو معنى قولهم : تحقيقاً. و إلى سماعي وهو ما خالف اللفظ وهو معنى قولهم :تقديراً. وإلى احتمالي وسيأتي.
ومخالفة الرسم اللفظ محصورة في خمسة أقسام وهي :
1- الدلالة على البدل نحو "الصراط"
2- الزيادة نحو "مالك "
3- الحذف نحو "لكنا هو "
4- الفصل نحو "فمال هؤلاء "
5- الأصل الوصل نحو "ألا يسجدوا "
فقراءة الصاد والحذف والإثبات والفصل والوصل خمستها وافقها الرسم تحقيقاً وغيرها تقديراً لأن السين تبدل صاداً قبل أربعة أحرف منها الطاء كما سيأتي وألف مالك عند المثبت زائدة وأصل " لكنا " الإثبات وأصل " فمال " الفصل وأصل " ألا يسجدوا " الوصل فا البدل في حكم المبدل منه وكذا الباقي وذلك ليتحقق الوفاق التقديري لأن اختلاف القراءتين إذا كان يتغاير دون تضاد ولا تناقض فهو في حكم الموافق وإذا كان بتضاد أو تناقض ففي حكم المخالف والواقع الأول فقط وهو الذي لا يلزم من صحة أحد الوجهين فيه بطلان الآخر .
تحقيقه : أن اللفظ تارةً يكون له جهة واحدة فيرسم على وفقها فالرسم هنا حصر جهة اللفظ فمخالفه مناقض وتارة يكون له جهات فيرسم على إحداها فلا يحصر جهة اللفظ فاللافظ به موافق تحقيقاً وبغيره تقديراً لأن البدل في حكم المبدل منه وكذا بقية الخمسة . القسم الثالث : ما وافق الرسم احتمالاً . ويندرج فيه ما وقع الاختلاف فيه بالحركه والسكون نحو "القُدْس " وبالتخفيف والتشديد نحو "ينشركم " بيونس ، وبالقطع والوصل المعبر عنه بالشكل نحو " ادخلوا " بغافر ، وباختلاف الإعجام نحو "يعلمون " و"يفتح " وبالإعجام والإهمال نحو " ننشزها " وكذا المختلف في كيفية لفظها كالمدغم والمسّهل والممال والمرقق والمدور فإن المصاحف العثمانية هكذا كلها لتجردها عن أوصافها(1) .
المطلب الرابع : تنبيهات تتعلق بهذا الركن :
1- قال أبو شامة : ولعل مرادهم بموفقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلمة أو نقصانها .فإنه فيما يروى من ذلك عن أبي بن كعب وابن مسعود رضي الله عنهما من هذا النوع شيئاً كثيراً فكتبت المصاحف على اللفظ الذي استقرا عليه في العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما سبق تفسيره .
أما ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف فلا اعتبار بذلك في الرسم فإنه مظنة الإختلاف وأكثره اصطلاح وقد خولف الرسم بالإجماع في مواضع من ذلك كالصلاة والزكاة والحياة فهي مرسومات بالواو ولم يقرأها أحد على لفظ الواو فليكتف في مثل ذلك بالأمرين الآخرين وهما :
صحة النقل والفصاحة في لغة العرب
2- قال ابن الجزري :على أن مخالفة صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة ألا ترى أنهم لم يعدو إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء " تسئلن" في الكهف وقراءة " وأكون من الصالحين " والظاء من "بضنين " ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلا ف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشدتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى لو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة أتباع الرسم ومخالفته (3).
ويتبع ان شاء الله بقية البحث
 
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا خالد على هذا البحث وغيره ، وأعتذر عن عدم المشاركة في مناقشة ما تطرحونه كثيراً ، لرغبتي في كتابة تليق بكم ، ثم كثرت علينا البحوث ، فأصبحنا نكتفي بالقراءة. فسامحنا وليس عدم المشاركة إلا لهذا السبب ، وليس لعدم علمنا بها أو عدم استفادتنا منها.

أخي الكريم : بالنسبة لموضوع رسم المصحف ، فقد كُتبتْ فيه - كما تعلم - كتب كثيرة قديماً وحديثاً. ولم أر أجمع من كتاب الدكتور غانم قدوري الحمد الذي طبع عام 1400هـ بعنوان (رسم المصحف - دراسة لغوية تأريخية). حيث استوعب الموضوع ، وفصل القول فيه تفصيلاً يشفي الغليل. فما أدري ما رأيكم يا أبا خالد في هذا الكتاب ؟ وفقكم الله.
 
للأسف ابا عبد الله لم أطلع على الكتاب فلعلك تكتب لنا ما يخص موضوعنا بارك الله فيك .
 
عودة
أعلى