الإمام أحمد الشقانصي (ت 1228-1235) وكتابه الأجوبة المدققة، على الأسئلة المحققة

إنضم
17 أبريل 2013
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
طنجة
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام أحمد الشقانصي (ت 1228-1235)

وكتابه الأجوبة المدققة، على الأسئلة المحققة

إعداد: د. محمد أبو يحيى - ذ. محمد المحروشي
تقديم:
الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، أنزل كتابه القرآن الكريم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم دليل صدق على كونه نبيا مرسلا من الله تعالى إلى البشرية كلها، لتتخذه منهاجا لحياتها.
وبذلك كان أحق ما يشتغل به الباحثون، وأفضل ما يتسابق فيه المتسابقون هو مدارسة كتاب الله والبحث عن عجائبه، والكشف عن علومه وحقائقه، وتجلية محاسنه وإعجازه، والرد عن الشبهات المثارة حوله قال تعالى : (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 41-42].
وقد حظي القرآن الكريم بعناية كبيرة من المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم، اجتهد بعض الصحابة في حفظ القرآن الكريم وتدوينه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فكان هذا التدوين درعًا لكتاب الله وحافظًا له من الضياع والتحريف، وسبيلا معينا على جمعه بين دفتين الجمع الأول في عهد أبي بكر رضي الله عنه والجمع الثاني في عهد عثمان رضي الله عنه...
ثم قيّض الله له في كل عصر من عصور الإسلام من يخدم علومه من أبناء هذه الأمة المباركة، ومن بين من سعدوا بهذه الخدمة الجليلة الإمام أحمد الشقانصي رحمه الله تعالى، والذي وهب حياته لكتاب الله مدافعا عنه من تحريف المحرفين وتأويل المتأولين، مبينا إعجازه وحقائقه، رادا للشبهات المثارة حوله، يظهر ذلك واضحا جليا لمن طلع كتبه عموما وكتاب "الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة" بشكل خاص.
وسأعمل -إن شاء الله تعالى- على التعريف بهذا العالم الجليل (المبحث الأول) ومنهجه في كتابه: "الأجوبة المدققة" (المبحث الثاني).

المبحث الأول: ترجمة الإمام أحمد الشقانصي[1]
أول ما يعترض الباحث في ترجمة الإمام أحمد الشقانصي هو قلّة المصادر التي ترجمت له مع شُحِّ المعلومات بها، إذ لا تتجاوز بضعة أسطر في كل كتاب، ويظل محمد محفوظ أكثر من توسّع في ترجمته للشقانصي في كتابه تراجم المؤلفين التونسيين، إذ ترجم له في ثلاث صفحات، غير أنه اقتصر فيها على التعريف بكتبه ووصفها، ، فلم يبقى أمامنا إلا مطالعة كتبه في محاولة لاستشفاف نتف وشذرات من حياته سواء العلمية أو الشخصية.

أولا: اسمه ونسبه وولادته
أحمد بن أحمد بن أبي بكر الشقانصي، القرشي، القيرواني، المالكي. المعروف بأبي العباس. والشقانصي نسبة إلى "شقانص" وهي قرية من قرى المنستير بتونس[2].
ولم تذكر المصادر تاريخا لولادته، كما لا توجد إشارات في كتبه لتاريخ ولادته، وقد قدّرها محقق "عمدة القارئين والمقرئين" في (1152هـ) على وجه التقريب[3].
ثانيا: شيوخه وتلامذته
بقراءة مؤلفات الشيخ الشقانصي خاصة كتابيه "الشهب الثواقب" والأجوبة المدققة" نجد أنه ذكر بعضا من شيوخه أثناء كلامه، وذلك بألفاظ من قبيل "شيخنا"، "أستاذنا"، "مجيزنا"، "قرأنا عليه"، كما ظهرت إشارات إلى تلامذته خاصة في تقريظاتهم لكتابه "الشهب الثواقب، حيث نصَّ غير واحد منهم على ذلك بقولهم "شيخنا"، "تلميذه الشيخ"، كما أن الشقانصي نصّ هو أيضا على "سألني بعض إخواننا ممن كان يقرأ عل العبد الفقير" يقصد بالعبد الفقير نفسه، وهذا ذكر لبعضهم.

شيوخه:

  • أبو عبد الله حمودة إدريس:
وذكره في "الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة"[4]، فقال: "اعلم يا أخي ألهمني الله وغياك الصواب ... أن شيخنا الشيخ الفاضل، والحبر الهمام، الكامل القارئ المقرئ المجود، الفقيه اللغوي النحوي المحدث، الراوي المدر، النبيه الواعظ، الخطيب والنحرير المدقق الأرب، الإمام أبو عبد الله محمد شهر حمودة إدريس التونسي أبقى الله وجوده نفعا للعباد..."
  • أبو عبد الله محمد الثقاقلي البكري القيرواني.
وذكره في "الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة"[5]. حيث قال: "ثم إن شيخنا، الشيخ الأمجد، القارئ المقرئ المجودُ الأنجد، الفقيه المسن، الخيّرُ البركة، أبو عبد الله محمد الثقاقلي البكري القيرواني، بلّغني الله وإياه الأماني.."
  • أبو البركات، مسعود الشيبوني:
ذكره في "الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة"[6]، فقال: " نصَّ على ذلك شيخنا وأستاذنا؛ الشيخ الأجل، الهمام الأجمل، الفقيه الأعدل، المحدث الأكمل، أبو البركات مسعود الشيبوني".
  • أبو شيبة، هاشم المغربي المالكي
ذكره في "الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة"[7]، فقال: " شيخنا الإمام المحدّث الورع الصّالح الرحلة المُزار البركة، صاحب التصانيف المفيدة، أبي شيبة سيدي هاشم المغربي المالكي حفظه الله، حيث إقامته بمحروسة تونس...".

تلامذته:

  • علي ربّان الحنفي:
ذكره في "الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة"[8]، فقال: "وقد سألني بعض إخواننا ممن كان يقرأ على العبد الفقير حين إقامة كلٍّ منا بمحروسة تونس، وأظنّه والله أعلم سنة واحد وثمانين ومائة وألف ... وهو الشيخ الأجل، والهمام الأكمل، العلم الأشمل، الفقيه النبيه المدرس الأعدل.، الواعظ الخطيب النحرير المدقق، أبو الحسن علي ربّان الحنفي، عاملي الله وإياه بلطفه الخفي...".
  • محمد قلالة[9]:
ذكره قاسم بن حمد الدهماني أثناء تقريضه لكتاب شيخه "الشهب الثواقب"، فقال ذاكرا لقصيدة مدح فيها قلالة شيخه الشقانصي: " ولله در تلميذه المكرم الأجل الوجيه القارئ المقرئ المدرس الفقيه أبي عبد الله محمد قلالة القيرواني...".
ومحمد قلالة نشا بالقيروان، وأخذ عن علمائها، ومنهم الشقانصي، ثم طلب العلم بجامع الزيتونة، ليعود بعدها إلى القيروان مشتغلا بالتدريس والتوثيق، كما قرّظ الشعر[10].
استقدمه الأمير حمودة باشا من القيروان إلى حاضرة تونس، وكلّفه بالكتابة في قلم الإنشاء، وهي خطة مرموقة في ذلك العهد، فاشتهر وأصبح من نبهاء الكتاب والشعراء، فقرّبه الأمير"[11].

  • قاسم بن محمد الدهماني[12]:
يظهر ذلك من خلال تقريظه لكتاب شيخه الشقانصي المسمى "الشهب الثواقب والسيوف الهندية في كفر من تعمّد وقصد بغير نقل وعجز تحريف كلام خالق البرية"، حيث قال: "وبالجملة فشيخنا الشيخ الفقيه أحمد الشقانصي القرشي المؤلف المذكور، خاتمة المقرئين والمحققين بقطرنا إفريقية، لا يضاهيه أحد في حفظه وإتقانه واطلاعه وتمسّكه بالنقل والأثر، فيما يتعلق بالآيات القرآنية".

ثالثا: مؤلفاته ووفاته.

مؤلفاته
يظهر من قراءة مصادر ترجمة الشيخ الشقانصي أن أغلب مؤلفاته في علوم القرآن والقراءات، إذ اقتصر عليها الفنِّ الذي برَع فيه، ولم يجاوزه إلى غيره، وهذا بيان لتآليفه التي ذكرتها المصادر التي ترجمت له.

  • الشهب الثواقب والسيوف الهندية في كفر من تعمّد وقصد بغير نقل وعجز تحريف كلام خالق البرية[13].
وهو ردٌّ من الشيخ أحمد الشقانصي، على أحد علماء أهل عصره وهو عمر الحمّامي، الذي أشاع أن من تعمّد اللحن في كلام الله وقصده ليس بكافر، ولا يكفر إلا إذا كان اللحن يغيِّرُ المعنى. وقد أغلظ فيه القول للحمامي المذكور. والكتاب كما يظهر من عنوانه كأنه إعلان للحرب وإشهار للسيوف على من تجرأ على كتاب الله تعالى.
  • عمدة القارئين والمقرئين في الردّ على من أنكر مشروعية الجمع بين السادة القراء في ختمة واحدة في القرآن المبين[14]:
وقد كان موضوع أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، من إعداد الأستاذ: عبد الرزاق بسرور، بإشراف الدكتورة: هند شلبي، وهي محفوظة بمكتبة المعهد العالي لأصول الدين برقم (ح492). وقد نوقشت يوم: 13/02/2004م. وطبعت مؤخرا عن دار ابن حزم.
  • نصرة أهل الإسلام والايمان في تنزيه القرآن[15]:
  • الحجة الباهرة في القراءات في الردِّ على من أنكر رواية أوجه الوقف المتواترة[16]:
وقد كان موضوع رسالة علمية لنيل شهادة الماجستير، بجامعة الزيتونة، في إطار الموسم الجامعي: 2005م[17].
  • الحجج القطعية في الردّ الدجاجلة البدعية[18].
وهذا التأليف من ما أغلفته جميع الكتب التي ترجمة للإمام الشقانصي، وقد ذكره في كتابه الأجوبة المدققة[19]، فقال: "...وبقية التأويلات ذكرناها في تأليفنا المسمى بالحجج القطعية الردِّ على الدجاجلة البدعية، فراجعه تفد بحول الله وقوته".

وفاته:
لم تتفق المصادر على تاريخ وفاة أحمد الشقانصي رحمه الله، وقد ذكر محقق عمدة القارئين والمقرئين سبعة أقوال في وفاته رحمه الله ما بين 1228هـ و1235هـ[20].

المبحث الثاني: منهج الشقانصي في كتاب الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة ومصادره فيه.

أولا: منهج الشقانصي في ترتيب كتابه
تضمن كتاب "الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة" كما يضظهر من عنوان على مجموعة من الأسئلة، والجواب عنها، وقد جاءت أغلب هذه الأسئلة في علم القراءات بالخصوص، وعلوم القرآن عموما، كما لم تخلو من أسئلة في بعض مسائل الاعتقاد.
كما تضمنت أجوبة الإمام الشقانصي إضافة إلى علوم القرآن، والقراءات، والتجويد، والاعتقاد، تراجم لبعض العلماء، كالإمام أبي عمرو الداني، وأبي عبيد القاسم ابن سلام. بالإضافة إلى ذكر لبعض شيوخه وتلامذته.
انتهج الشقانصي في كتابه "الأجوبة المدققة" نهج إيراد الأسئلة ثم الجواب عنها. مع تقسيم هذه الأسئلة حسب موضوعها؛
فحينا يسأل سؤالا واحدا أو سؤالين، ثم يُجيب عنهما، من ذلك قوله: " السؤال الأول والثاني هل يدغم حرف المدّ في مثله أولا، وإذا أدغم هل يدغم سكونه الميت أو لا يدغم به، وإنما يسكن سكونا حيا لأجل الإدغام".
وحينا يجمع الأسئلة ويجيب عنها، ومن ذلك قوله: " وما قولكم في حروف التهجي المذكورة، هل هي من المتشابه مما يمكن الاطلاع على علمه أو لا يعلمه إلا الله ؟ وعلى الأول فما المراد بها ؟ ....
-وما قولكم في حروف التهجي المذكورة هل كتبت على المعنى أو على وجه الاختصار ؟ وعلى الأول فما وجهه وحجته وعلى الثاني فما وجهه وحجته أيضا ؟ وهل الخلاف المذكور بين الفريقين معنوي أو لفظي أولا
-وما قولكم في ثواب القارئ للقرآن هل هو مرتب على الحروف الملفوظ بها رسمت في الخط أو لم ترسم أو هو مرتب على الحروف المرسومة بها باعتبار أن المراد بالحرف فيها حرف المعنى والكلمة لا حرف الهجاء وما حجة كل واحد منهما على ما قاله وما الجواب عن الحديث الذي تمسك به القائل الثاني على قوله ؟....".
كما يُشير إلى ترقيم الأسئلة وترتيببها، من ذلك قوله[21]: "السؤال الثالث والثلاثون إلى الأربعين بعد المائة الواحدة".
أما طريقته في الإجابة فيبدأ رحمه الله بعد سرد الأسئلة، بقوله: "الجواب عن ذلك". كما يفصل بين كل إجابة وإجابة بقوله: "والله أعلم" كما قد يفصل بينها بقوله "والله ولي التوفيق".
والشقانصي رحمه الله يميل إلى الإطالة في الجواب، وأحيانا قد يتوسع فيخرج عن السؤال إلى استطرادات يراها مهمة. وهذه الإطالة تسمح له بإيراد أقوال العلماء في المسألة المراد الجواب عنها بتفصيل، ثم يأتي برأيه الموافق أو المخالف في الأخير. من ذلك قوله رحمه الله: "والذي يظهر لي أن الحدّ الأول صحيح"[22].
وإذا ما ظهر له أنه اقتنص فائدة بفهمه ودقة نظره، لم يتوانى عن مدح نفسه والاعتزاز بها، كما قال: "استخرجته بالنظر الصحيح، والتفتيش القوي في تآليفهم، واستفدته بالقريحة التامة التي تفضّل الله بها عليَّ، حتى صرت أرعى في جداول بساتين أزهارهم، وأكرع من سلسبيل حياضهم وأنهارهم"[23].
وقد يغلظ القول في كثير من المرات على المخالفين وهذا دأبه في أغلب تصانيف، التي معتمدها الجدل والمناقشة والردّ على المخالفين، منها قوله: " ونُقل عن الخوارج أذلّهم الله "[24]. وقوله: "نقل عن المعتزلة أهلكهم الله تعالى"[25]. وقوله: " اخترعتها المعتزلة قبحهم الله تعالى من تلقاء أنفسهم"[26].

  • ذكره للفوائد والقواعد.
وهذا من مميزات الكتاب، إذ كثيرا ما يختم قوله بفائدة أو قاعدة، يقررها، من ذلك قوله:
" فائدة عظيمة فيها تقاسيم جليلة: قال الإمام الحجَّة العَلامة الجامع بين الطريقة والحقيقة سيدي الغزالي رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا ببركاته وأفاض علينا من سحائب خيراته – آمين – ما نصه: "الإنسان على قسمين: مؤمن وكافر، فالكافر من النار بإجماع العلماء، والمؤمن على قسمين: عاصي ومطيع؛ فالمطيع من الجنة بإجماع العلماء، والعاصي على قسمين: عاصي بالكبائر وعاصي بالصغائر؛ فالعاصي بالصغائر يُحاسب ولا يعاقب بإجماع العلماء، والعاصي بالكبائر على قسمين: مستحل وغير مستحل؛ فالمستحل من النار بإجماع العلماء، وأمَّا غير المستحل فعلى قسمين: تائب وغير تائب؛ فالتائب من الجنة بإجماع العلماء، وأمَّ غير التائب فيبقى في مشيئة الله تعالى"[27].
وقوله: "قاعدة: لام التعريف وإن اشتدّ اتصالها بمدخولها حتى رسمت معه كجزء الكلمة الواحدة فهي في حكم المنفصل لأنها لو سقطت لم يختل معنى الكلمة، فلذا ذكرت مع المنفصل الذي ينقل إليه، والذي يسكت عليه".

ثانيا: مصادر الشقانصي في كتابه
يصعب ذكر المصادر التي أوردها الشقانصي في كتابه، لسببين:
أولهما كثرت المصادر التي أوردها المؤلف في تأليفه، مما يخرج بهذا المقال عن الاختصار المراد منه.
وثانيها: إن كثير من المصادر التي نقل عنها الشقانصي أهمل ذكر صاحبها، إذ قد ينقل عن الكتاب دون بيان لصاحبه أو اسمه -أي اسم الكتاب-، فتزدادُ بسبب ذلك صعوبة إحصاءها إحصاء دقيقا.
لهذا اكتفينا بذكر أهم المصادر التي اعتمدها الشقانصي في مؤلفه، وهي -إضافة على مؤلفاته الخاصة- كالتالي:
-أسباب النزول، للواحدي
-الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي
-البرهان في علوم القرآن، للزركشي
-التبصرة في القراءات، لأبي محمد مكي القيسي
-التيسير، لأبي عمرو الداني
-الدر النثير والعذب النمير في شرح مشكلات وحل مقفلات اشتمل عليها كتاب التيسير (لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني لعبد الواحد بن محمد بن علي ابن أبي السداد الأموي المالقي.
-المحكم في نقط المصاحف، لأبي عمرو الداني.
-النشر في القراءات العشر، لابن الجزري
-تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين، لأبي الحسن النوري الصفاقسي.
-شرح طيبة النشر في القراءات العشر، لمحب الدين النُّوَيْري
-طيبة النشر، لابن الجزري
-غيث النفع في القراءات السبع، لأبي الحسن النوري الصفاقسي.

خاتمة
لقد عرفت حركة التأليف فغي علوم القرآن بعد الإمام السيوطي فتورا وركودا، دام زهاء ثلاثة قرون من الزمن، لم يظهر خلالها إلى كتابا واحد فقط له أهمية في مجال علوم القرآن وكان معتمده إتقان الإمام السيوطي، وهو: "الزيادة والإحسان في علوم القرآن" لأبي عقيلة المكي، غير أن حركة التأليف في علوم القرآن عرفت انطلاقتها مجددا مع بدايات القرن الثالث عشر، وكان من أبرز من أحيا هذه العلوم وبثَّ فيها الروح من جديد الإمام أحمد بن أحمد الشقانصي، الذي دارت مؤلفاته في فلك علوم القرآن والقراءات، خاصة أنه اعتمد في تآليفه أسلوب الجدل والمناقشة، فكان بذلك مواكبا لنوازل عصره ومستجداته، ما ساعد على إعادة الحياة لهذا العلم وإن جزئيا. فانطلقت بعده التآليف في هذا المجال، مناهل الزرقاني وغيرها.
وقد حاولت في هذا البحث الموجز التعريف بالإمام أحمد الشقانصي وكتابه الأجوبة المدققة، على أمل التوسّع فيه أكثر في رسائل وبحوث أخرى بإذن الله تعالى.

لائحة المصادر والمراجع
-إسهامات علماء الإسلام في علوم القرآن منذ القرن الثالث عشر الهجري، الشقانصي أنموذجا، مقال للأستاذ لمحمد يوسف الشُّربجي، مجلة التنوير.
-الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، أحمد الشقانصي، مخطوط بالمكتبة الوطنية التونسية.
-الشهب الثواقب والسيوف الهندية في كفر من تعمّد وقصد بغير نقل وعجز تحريف كلام خالق البرية، أحمد بن أحمد الشقانصي، مخطوط محفوظ ضمن بالمكتبة الوطنية التونسية.
-إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، المؤلف: إسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي (المتوفى: 1399هـ)، عنى بتصحيحه وطبعه على نسخة المؤلف: محمد شرف الدين بالتقايا رئيس أمور الدين، والمعلم رفعت بيلكه الكليسى، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان.
-برنامج المكتبة العبدلية
-تراجم المؤلفين التونسيين، المؤلف: محمد محفوظ (المتوفى: 1408 هـ)، الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية، 1994م.
-عمدة القارئين والمقرئين، أحمد الشقانصي، دراسة وتحقيق: عبد الرزاق بسرور، دار ابن حزم، الطبعة الأولى، 1439هـ/2018م.
-كتاب العمر، لحسن حسني عبد الوهاب، دار الغرب الإسلامي، طبعة: 1990م.



[1] مصادر ترجمة المؤلف: تراجم المؤلفين التونسيين، لمحمد محفوظ، برنامج المكتبة العبدلية، 1/132-136. كتاب العمر، لحسن حسني عبد الوهاب، إيضاح المكنون، للبغدادي، هدية العارفين، للبغدادي، إضافة على كتب المؤلفين، وهي المصدر الأساس لترجمته، خاصة: الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة. ، و"الشهب الثواقب"، طعمدة القارئين والمقرئين".

[2] تراجم المؤلفين التونسيين، لمحمد محفوظ، 3/201.

[3] عمدة القارئين والمقرئين، للشقانصي، دراسة وتحقيق: عبد الرزاق بسرور، ص40

[4] ينظر اللوحة 21 من الجزء الأول.

[5] ينظر اللوحة 21 من الجزء الأول.

[6] ينظر اللوحة 12 من الجزء الأول.

[7] ينظر اللوحة 3 من الجزء الأول.

[8] ينظر اللوحة 33 من الجزء الأول.

[9] ينظر: الشهب الثواقب، الشقانصي، لوحة 19. والأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، المجلد الأول، قسم الدراسة، 1/10.

[10] انظر بعضا منه في: الشهب الثواقب، (تقريظ الدهماني، لكتاب شيخه الشقانصي، حيث ذكره قصيدة لمحمد قلالة، لوحة 19).

[11] ينظر: عمد القارئين والمقرئين، ص55.

[12] ينظر: الشهب الثواقب، للشقانصي، اللوحة 19.

[13] ينظر: تراجم المؤلفين التونسيين، لمحمد محفوظ، 3/202. إيضاح المكنون، للبغدادي، 4/61.

[14] ينظر: تراجم المؤلفين التونسيين، لمحمد محفوظ، 3/202. وسماه "عمدة القارئ والمقرئ". إيضاح المكنون، للبغدادي، 4/61.

[15] ينظر: تراجم المؤلفين التونسيين، لمحمد محفوظ، 3/202. إيضاح المكنون، للبغدادي، 4/651. وقال يوسف الشربجي: "هو و(الحجة الباهرة) ضمن مجموع في المكتبة الوطنية التونسية، رقم (10201)". إسهامات علماء الإسلام في علوم القرآن منذ القرن الثالث عشر الهجري، الشقانصي أنموذجا، لمحمد يوسف الشُّربجي، ص189. الهامش 118.

[16] تراجم المؤلفين التونسيين، لمحمد محفوظ، 3/203. إيضاح المكنون، للبغدادي، 3/392.

[17] وتوجد نسخة خطية منه ضمن مجموع يضم أيضا كتابه "الحجة الباهرة" بالمكتبة الوطنية التونسية، برقم: (10201).

[18] الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، ينظر: ينظر: الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، المجلد الأول، 1/433.

[19] ينظر اللوحة 120 من الجزء الأول.

[20] عمدة القارئين والمقرئين، ص72.

[21] ينظر: الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، لوحة 1 الجزء الثاني.

[22] ينظر: الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، لوحة 6، الجزء الأول.

[23] ينظر: الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، لوحة 12، الجزء الأول.

[24] ينظر: الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، الجزء الثاني.

[25] ينظر: الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، الجزء الثاني.

[26] ينظر: الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، الجزء الثاني.

[27] ينظر: الأجوبة المدققة على الأسئلة المحققة، الجزء الثاني.
 
رحم الله الشيخ أحمد الشقانصي وغفر له

وجهودكم يا دكتور يونس تذكر فتشكر في التعريف بهؤلاء الأعلام
وهذا أقل حقوقهم علينا
 
عودة
أعلى