الجار وجبارين: لماذا استثنيت من الإمالة؟؟

إنضم
26 مايو 2010
المشاركات
87
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المغرب
السلام عليكم ورحمة الله

أمال أبوعمرو وورش الألفات الواقعة قبل الراء المتطرفة المكسورة، لكنهما اتفقا على استثناءكلمتي (الجار) و(جبارين) بخلف عن ورش.
فهل هناك تأويل لتخصيص هاتين الكلمتين غير اتباع الأثر في القراءة؟؟؟
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الإمام الداني رحمه الله في جامع البيان 2/723 ، 724 بعدما ذكر الخلاف في الجار وجبارين وأنصاري : ((والإمالة في ذلك خارجةٌ من قول أبي عمرو ومذهبه المتعارف؛ لأن كسرة الراء فيه كسرة بناء، وهو لا يُميل من هذا الضرب إلا ما كانت الكسرة فيه كسرة إعراب لا غير)) انتهى.
وهذا يقصد به (جبارين) و(أنصاري) ، أما (الجار) فكسرتها كسرة إعراب .
ومن باب الفائدة: زادت الطيبة وجه الإمالة للدوري عن أبي عمرو. (والجار تلا طب خُلْف)
 
قال المنتوري رحمه الله ((وقال شيخنا الأستاذ أبو عبد الله القيجاطي رضي الله عنه: " والعلة في فتحه [ يعني فتح جبارين لورش] أن الراء ليست بطرف وأنه قليل الدَّور)) شرح الدرر اللوامع 2/483
وهذه العلل ونحوها - كما لا يخفى- يُستأنس بها لبيان وجه الرواية ، ولا تُجعل الأساس لقبول وجه غير ثابت في الرواية ، أو لرد وجه ثابت.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت في كتاب الجامع شرح الدرر اللوامع لعلي بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي (ت سنة 1057 بالجزائر):
قال عن كلمة (الجار):
"... ووجه من أماله(يعني: [الجار)] وهو المشهور من طريق أبي يعقوب الأزرق أن الشروط تكملت فيه وهو القياس بالنظر إلى الرواية، وإن كان الأصل الفتح ولكن صارت الرواية أصلا ثانيا.
ووجه من فتحه إما جمعا بين اللغتين مع سماع الرواية، وإما على الأصل، وإما أن ما بعد الجار نعت له والنعت والمنعوت كالشيء الواحد، فكان الراء فيه وسطا. " اهـ
وقال عن كلمة (جبارين): " وقوله (والخلف بجبارين) أي اختلف القراء عن ورش في إمالته وهو المشهور، وفتحه وهو القياس.
ووجه من أماله أنه أجراه على مفرده كما أجرى مائتين على مائة في الضبط وأولو وأولي.
ووجه من فتحه أن كسرة الراء فيه ليست كسرة إعراب وإنما هو في موضع نصب ففي المائدة نعتا لـ(قوما) منصوب، وفي الشعراء حال. "

والله أعلم
 
قال الخراز في القصد النافع لبغية الناشئ والبارع على الدرر اللوامع ص258 عن كلمة (الجار): وذكرأبو عمرو من قراءته على أبي الحسن الفتح، ومن قراءته على غيره الإمالة اليسيرة، قال: وهو القياس، وكذلك نص عليه محمد بن علي[هو الأدفوي(المحقق)] في كتابه، وبذلك أخذ.
فوجه الإمالة على ما اختاره الإمام حمله على نظائره.
ووجه الفتح فيه أن ذلك لقلة دوره، ذكره أبو العباس [هو المهدوي (المحقق)] عن أبي طاهر [هو ابن غلبون (المحقق)]. قال: وصفة ذلك أن الإمالة إنما هي تخفيف وتقريب، والذي كثر دوره أولى باستعمال التخفيف من الذي قلّ دوره.
وقال ص259 عن كلمة (جبارين): قال أبو عمرو: وقرأته على أبي الحسن بإخلاص الفتح، وعلى غيره بغير إخلاص، ثم قال: والوجهان في ذلك جيدان، وبالثاني آخذ.
قال: وعلة ما رواه أبو الحسن كون الكلمة في موضع نصب، وإنما يمتنع الإخلاص للفتح في مذهب ورش في نحو ذلك إذا كانت الكلمة في موضع خفض.
قال: وعلة ما رواه لي غيره أنه قد أمال الألف إمالة بين بين في قوله (الكافرين) إذا كان منصوبا أو مخفوضا، فوجب أن يجري ذلك مجراه، إذ لا فرق بينهما، بل قد تأكدت الإمالة ها هنا بالإجماع على إخلاص الفتح في الواحد من لفظ الكافرين نحو أول كافر به. قال: وأيضا فإن الجمع أثقل من الواحد، والإمالة باب تخفيف، فاستعمالها في الثقيل أكثر وأولى من استعمالها في الخفيف.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما على تفاعلكما وافادتكما.
وقد وقفت على بعض هذه التأويلات في شروح متن الدرر اللوامع، وهي تأولات وجيهة بالنسبة لكلمة (جبارين)، لكن كلمة (الجار) تبقى مستثناة من باب الرواية فقط أما التأوبل اللغوي فلعله غير كاف.
وقد طرحت السؤال أصلا لعل أحدا من المشايخ والاخوة الفضلاء يكون قد وقف على تعليل لها فهو مفيد في معرفة قواعد الائمة الاعلام في اختيار قراءاتهم.
 
عودة
أعلى