الرابطة المحمدية للعلماء تناقش "التأويل" في ندوة دولية بالرباط

إنضم
27 يونيو 2011
المشاركات
108
مستوى التفاعل
1
النقاط
16
الإقامة
المغرب
الموقع الالكتروني
www.arrabita.ma
الرابطة المحمدية للعلماء تناقش "التأويل" في ندوة دولية بالرباط

5832alsh3er.jpg

هسبريس - محمد الراجي
الخميس 27 يونيو 2013 - 19:15


[align=justify]نظمت الرابطة المحمدية للعلماء ندوة دولية تحت عنوان "سؤال المرجعية ومقتضيات السياق"، حضرها عدد من الباحثين من العالم الإسلامي.
في الجلسة الأولى لليوم الثاني من الندوة، تطرقت مداخلة الدكتور محمد خليل جيجك، عميد كلية إلاهيات بينكول بتركيا، إلى "التأويل المقاصدي وعالمية القرآن"، حيث قال إنّ الأمة الاسلامية تمرّ اليوم بظرف عصيب، من أكثر مراحل تاريخها شدة، حيث استشرى نهْب ثرواتها واستنفاد خيراتها، وسفك دمائها، وفساد أخلاقها، بسبب بُعدها عن كتابها وهدْي نبيّها، وبسب إهمالها لشريعة ربّها، ولذلك أسباب متشابكة، منها ما هو تاريخي، ومنها ما هو داخلي وخارجي، ما يستدعي انتفاضة تفكيرية وعلمية قبل أن تكون انتفاضة سياسية واجتماعية.
واستطرد أنّ أوّل شرارة للنهضة الإسلامية يجب أن تبدأ بالعقل المسلم، عبر تربيته تربية صالحة رشيدة، ويوجّه في إطار الكتاب والسنّة النوبية، كما أنّ على العقل المسلم أن يقرأ كتاب الله قراءة واعية وبصيرة، لاستنباط ما ينسجم مع روح العصر في مجال الحرية والعدل والحق والمساواة والكرامة.
الدكتور جيجك ركّز في مداخلته على إعمال العقل في التأويل، قائلا إنّه يتوجّب قراءة مستجدّات العصر إيجابا وسلبا، بحثا عن حلول لمشاكل المجتمعات، كما على العقل المسلم أن يكون واعيا بأسباب نهوض المجتمعات الحاضرة والغابرة، وسبل تقدّمها ورفاهيتها ورقيّها، وهو ما سيفضي إلى تقدم المجتمعات الإسلامية عندما يتحلى العقل المسلم بقراءة رشيدة للنصوص الشرعية.
واضاف أنّ العصر الحالي له إيجابياته وسلبياته، فمن ناحية التطور الاجتماعي، والتطور التكنولوجي، فالعالم يتطور، لكن من الناحية الاعتقادية والأخلاقية والقيَمية والسلوكية فيعيش العصر إفلاسا عاما، لأنّ لتخلّي الناس عن التطبيق العملي لما جاءت به الشرائع السماوية، "إذ أن العالم بشرقه وغربه، متقدّمه ومتخلفه، متديّنه وملحده، ينتظر بشوق ولهف من يمدّ له اليد ليخرجه في ما آل إليه من خطْب.
وعمّا يتوجّب على المسلمين فعله قال الدكتور جيجك، إنّ على المسلمين أن يتداركوا أمر الأمة، ويجدّوا ويجتهدوا، ويقدموا الحلول الملائمة للعصر، ويبيّنوا للعالم ما يعطيه القرآن للإنسان من قيمة رفيعة، ومكانة سامية.
الدكتورعبد الجليل هنوش، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، قال إنّ تأويل نصوص القرآن يرتبط ارتباط وثيقا ببُعد الإيمان، إذ أنّ النصّ القرآني نصّ خاص في مقام خاص ببيان خاصّ، يحتاج تأويله إلى أن يكون المؤوّل تقيّا وذاكرا لربّه.
وأضاف أنّ التأويل هو غوْص في الأسرار، لا يمكن لشخص لا يؤمن أصلا بالنص أن يدركها، كما أنّ النصّ القرآني هو بحر عميق ذو فهم دقيق، لا يصل إلى مفهومه العميق إلا من تبحّر في علوم الدين، وكل يدرك من الدين حسب درجته من التقوى والإيمان، فيما قد يؤوّله غير المؤمن، ولكنه لا يصل إلى بُعْد عميق في التأويل.
في الجلسة الثانية من الندوة، التي ترأسها مفتي مصر، الدكتور علي جمعة، قال وزير الأوقاف والارشاد السوداني، محمد مصطفى الفكي محمد، الذي تناول في مداخلته "أثر السياقات المقالية والحالية على تأويل النصّ الشرعي"، (قال) إنه لا يجب قراءة النصوص الشرعية قراءة معزولة عن الواقع المعاش، إذ أنّ الاستنجاد بالتأويل لا ينافي الدين، وإنما يدلّ على كمالية الدين، لأنّ الإسلام مخصوص بكونه صالحا لكل الأزمنة وكل الأمكنة.
وأضاف أنّ التباين الحاصل بين واقع وآخر يقتضي ضرورة استمرار الاجتهاد، لاستنباط الأحكام الفقهية الملائمة لكل واقع، وتحدّث عن الاجتهاد في عصر الصحابة، اجتهادات الصحابة، ضاربا المثل بوقف الخليفة عمر بن الخطاب لسهم المؤلفة قلوبهم، وقال، "إذا اقدم شخص اليوم على فعل ما فعله عمر سيوصف بأنه متلاعب".
[/align]

المصدر: http://hespress.com/orbites/82677.html
 
عودة
أعلى