الفرق بين السنة والعام والحول

عمر احمد

New member
إنضم
20 فبراير 2013
المشاركات
707
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
58
الإقامة
الامارات

بسم1


أولا : لافرق بين السنة والعام والحول فكلها أشهر قمرية عدتها ١٢ شهر ،(فالسنة والعام والحول ) في القران تقابل ١٢شهر قمري لقول تعالى ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ (5) } (سورة يونس).وقوله تعالى ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } (سورة التوبة 37)، وقوله تعالى ( مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ ) (سورة البقرة 240) وقوله تعالى ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ) (سورة البقرة 233)


ثانيا : هل يعني ذلك أن هذه المفردات مترادفة ، طبعا لا ، فهناك فروقات بينها
السنة : هي حساب واكتمال ال١٢ شهر القمرى ولكنها قيمة عددية للدلالة المباشرة والدقيقة على الزمن ، وبغير تضمن أو اشارة للاحكام الشرعية الدينية .
العام : هو حساب واكتمال ال١٢ شهر القمرى وقيمته العددية تدل على الزمن بدقة (كالسنة)، ولكنه يملك قيمة إضافية يفارق بها السنة والحول وهي القيمة الشرعية الدينية الثابتة، فالعام، يتضمن تمايز شرعي ديني للشهور، وما يصاحب ذلك من احكام ، كالصوم (رمضان) ، والحج (والاشهر الحرم ) والمواقيت .
الحول : هو حساب واكتمال ال١٢ شهر القمرى ولكنه لايدل على إكتمالها على وجه الثبوت ، بسبب نوعية الاحكام المتعلقة بالحول فأحكامه الشرعية ، مبنية على السعة والتجوز فلايشترط فيها إكمال ١٢ شهر .


ختاما اترك لكم إخوتي تطبيق هذه الفروقات على الايات واتمنى بإذن الله تعالى أن تجدونها كذلك ، وسوف نتدارس سويا اذا كانت هناك مشاركات حول الموضوع أعلاه .


والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
والله أعلم
 
بسم1​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك أخي عمر ووفقني وإياك لكل خير

أولاً : فقد وددت لو برهنت على ما تفضلت به فلم أتبين معنىً وجيهاً لما أوردت من تفصيل.
ثانياً : لا أعلم إن كان ما سأورده ينفي ما تفضلت به أو يعارضه ولكنه معنى مثبت أعتقد أن كثير من الباحثين والعلماء قد استنبطه كله أو بعضه بصورته هذه ، فأقول وبالله التوفيق:

الحول : هو الأشهر القمرية الاثني عشر مبتدئة بوقت الحدث وليس منذ أول اشهر السنة ، فالرضاعة يجب أن تتم حولين كاملين أي أربعة وعشرون شهراً تبدأ من حين ولادة المولود ولا يشترط ان تبدأ من محرم ، { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [البقرة:233]، وكذلك الزكاة فإذا حال الحول : أي دارت على تجمع النصاب اثني عشر شهراً فقد وجبت الزكاة ، فلا يشترط أن يكون البدء منذ أول أشهر السنة.
يقول تعالى :{ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [البقرة:240] فالوفاة تقع في أي وقت من أوقات السنة فإن مضى على وقوع الوفاة اثني عشر شهراً فقد تم الحول.
وهكذا تكون الرضاعة والزكاة وكل حدث يتكرر بعد مضي 12 شهر يقال حول ، والحول من التحول والدوران فيتحول الزمن ليعود لموضعه الزمني الذي بدأ منه.

العام : هي السنة المخصبة الوفيرة الرزق ، وترتبط بالفصول الأربعة فإذا كان ربيعها مثمر وأمطارها مغدقة هنيئة مستمرة سميت عاماً ، وهي كناية عن سهولة الرزق ووفرته ، وعندما أمات الله نبيه مائة عام (فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)أسميت فترة موته أعواماً لأنه كان يرزق فيها ولا يفرغ طاقة في ذلك لأن الله كان يرزقه ويغذيه بلا جهد منه ، وكذلك عندما نهى جل وعلا أن يقرب أهل الشرك المسجد الحرام بعد عامهم هذا { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة:28]، فكان العام آخر عهدهم بالمسجد وكان عهدهم بالمسجد عاما لما كانوا يتحصلون فيه من الرزق والتجارة والبيع والشراء ولما كان يتحقق لهم من الأمن وكل خير ببركة قربهم من البيت الحرام وببركة دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام.

السنة : تعبير عام يطلق على عموم الفترة القمرية من محرم إلى نهاية ذي الحجة ، وتطلق على الفترة المجدبة التي يغلب فيها الأذى والنصب والفاقة على الخير والرزق والرخاء يقول تعالى : { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } [الأعراف:130] وعندما أراد الله أن يعصم عبده يوسف فدخل السجن حكى عن بقاءه في السجن فعبر عن تلك الفترة بالسنين يقول تعالى : { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } [يوسف:42] ونعلم أن البقاء في السجن هو بقاء في القيد وفترة شضف ووهن وحزن فلم يعبر عنها إلا بما يتفق مع حقيقتها وحالها ، ولكن ليس ذلك في كل مواضع المفردة ، فقد وردت بدلالات أخرى ولكن الأصل أنها تطلق على عموم الفترة سواء كانت خيراً ورزقاً أو شراً وضيقاً بينما لا تطلق مفردة العام الا على أزمان الخير والوفرة ولا يطلق حول إلا على الفترة التي مبتدأها ومنتهاها لا يرتبط بأول أشهر السنة ولكن بوقوع حدث ومضي 12 شهراً على وقوعه.

الحجة : وهي الفترة الزمنية التي تبدأ من بداية موسم الحج وحتى بداية الموسم التالي حيث تكتمل 12 شهراً ، وكان أهل مدين يوقتون بالحجة لأنها فترة موسم التجارة لمرور قوافل الحجيج متجهة للبيت الحرام لذلك يقول تعالى : { قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } [القصص:27] ولما كان الأساس الذي بني عليه الاتفاق بين شعيب و موسى عليها السلام أساس اقتصادي كانت الاجارة مرتبطة بموسم الكسب عند أهل مدين حتى يتحقق النفع المرجو للشعيب عليه السلام ويتحقق الاحصان لابنته ولنبي الله موسى عليه السلام.

هذا والله أعلى وأعلم وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم​
 
تابع ...
طيب ..لو سأل سائل اليست الشده والجدب ضابط لمفهوم مفردة (السنة)؟ ، ...ليس تماما .. لان المضمن لمعنى (الجدب والقحط ) في مفردة (السنة ) عامل خارجي وهو السياق ، فالقيمه مكتسبه ولذلك لاتجد الإطراد في جميع الايات ، بعكس العام والحول فقيمتها الدينية الشرعيه مطردة في جميع الايات والسياق يساعد على توصيف وفهم الحكم الشرعي للعام والحول ، وسوف اناقش ذلك لاحقا ..

آيات تدل على الشدة والجدب
-{ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ } (سورة الأَعراف 130)
-{ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ } (سورة المائدة 26)

آيات لاتدل على الجدب والشده

-{ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) } (سورة الشعراء 205)
فالتمتع الإمهال وفيه معنى الرزق والنعم .

-{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً } (سورة الأَحقاف 15)
سنين لبيان العدد ، وليست للجدب والقحط

-{ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ } (سورة الإسراء 12)
فلايوجد هنا ، شدة

-{ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } (سورة الكهف 11)
إخباربعدد السنين وليست للدلالة على الشدة والجدب.

-{ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ } (سورة طه 40)
ولاتدل الاية أنه لبثه في مدين صاحبته الشدة والجدب.

-{ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (سورة السجدة 5)
الف سنة مما نعد ولاتعني هنا الجدب والقحط.

والله اعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز عمر

ساقتبس مما كتبتهُ أنا وربما لم تقرأه بارك الله فيك:
الأصل أنها تطلق على عموم الفترة سواء كانت خيراً ورزقاً أو شراً وضيقاً بينما لا تطلق مفردة العام الا على أزمان الخير والوفرة ولا يطلق حول إلا على الفترة التي مبتدأها ومنتهاها
فالسنة اسم شامل جامع لا يختص بالجدب فقط ولكن ما سواه خاص وهو عام لأنه شمل كل الأحوال فاستخدمت على سبيل التوقيت المجرد واستخدت المفردة على سبيل تبيان وقت الجدب والفاقة فالمفردة أشمل وأعم المفردات التي تعبر عن الفترة الزمنية ، وبالتالي فإن الجدب والشدة ليست ضابط لمفهوم مفردة السنة ولكن لا يمكن أن يطلق على فترة الجدب والشدة (حول) ولا يمكن أن يطلق عليها (حجة) ولا يمكن أن يطلق عليها (عام) ولكن الأشمل أنها تدخل ضمن ما يعبر عنه (بالسنة).
وأضيف أنك لو لاحظت فستجد أن السنة إذا استعملت في سياق بيان المدة مجردة من الحال فترتبط بمفردة (عدد) ليتبين بأن المراد السنة كفترة زمنية منذ بدايتها لحين نهايتها بدون النظر في حال تلك السنة فيقول تعالى:
وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ (سورة الإسراء 12)
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (سورة الكهف 11)
ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (سورة السجدة 5)
فكانت الإشارة لقيمة السنة عدديا وليس إشارة للحال لذلك كان التمييز بإضافة مفردة (عددا ، تعدون) ليتبين القارئ أنما أريد بالسنين التعداد والمعنى الأشمل للسنة وليس الأخص وهو الجدب.
 
اخي عدنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الذي اقوله أخي عدنان ..أنه لايصح أن نجعل القله والشده ضابط للسنة ، لان هذه الامور قد تندرج في التكليف الشرعي الديني فتشمل المؤمن ، وتجد آيات كثيره فيها التشديد على المؤمنين (للاختبار والابتلاء) ، وحتى مفرده (العام) قد لايصاحبها رخاء بل يداخلها الشدة والتهديد والوعيد فقوله تعالى ({ أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ } (سورة التوبة 126)

ثانيا : لا أعلم ، لماذا اختار والد الفتاتين (الشيخ) توقيت الحج وقال ثمان حجج ولم يقل ثمان أعوام ، لبعض المفسرين كلام يدل على أن الشيخ هو شعيب عليه السلام وبعضهم على أنه رجل صالح فلا أستبعد أن تكون الإجارة التي طلبها من موسى عليه السلام لها علاقة بمرافقته في رحلته كل عام الي الحج والبيت الحرام .

والله اعلم
 
(العام ) 12 شهر قمرى وهي الدين القيم وقوله تعالى ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) (سورة التوبة 36)
تدبر للايات التي وردت فيها مفرده (العام ) وبضابط الاية السابقة


( قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ) (سورة البقرة 259)
العام او السنة كلاهما ١٢ شهرا ، ولكن ذكر العام هنا يشير الي دين الاسلام ، والدين يشمل العبادات (الصوم الزكاة الحج الجهاد) فدلت الاية مباشرة وبمجرد ذكر العام ، أن (المار بالقرية ) اما نبي أو صالح من الصالحين وكان من المسلمين .


( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125) أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) (سورة التوبة )
المنافقون ومايتعلق بهم من احكام شرعية فجاء (العام وليس السنة) فالدين القيم يظهر نفاقهم وما فيه من عبادات كالحج والصوم والجهاد والزكاة والصلاة .


( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) (سورة يوسف 49)
ذكر يوسف عليه السلام ١٤ سنه ، وفي السنة الخامسة عشر قال (عام) يدلنا العام على دين الله والاسلام ، هل أوحي إليه وارسل في هذا العام جائز هل حج يوسف عليه السلام في هذا العام أيضا وارد لدلالة العام على الاشهر الحرم .


( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37) ) (سورة التوبة 37)
يحرموا ويحلوا ويتلاعبوا بامور ليست بالهينة لانها تتعلق بشرع الله سبحانه وتعالى واحكامه الشرعية فجاء ذكر (العام وليس السنة)


( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) (سورة العنْكبوت)
لبث صفة مشبهة تدل على الثبوت ولكن نوح عليه السلام ، لم يلبث معهم لمدة خمسين عاما ، أين كان نوح عليه السلام طوال هذه الاعوام ، تدل كلمة العام على جميع شعب الايمان والاسلام وعلى الاشهر الحرم والبيت الحرام ، فالخمسين عاما (المستثنى) هي مدة مكثه بمكه والبيت الحرام .لماذا لان كل تكاليف الدين والاسلام يمكن تأديتها وهو بين قومه إلا هذه ، ووجه أخر أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ لمدة خمسين عاما ويضعف ذلك عندي لمجيء كلمة (لبث).


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ) (سورة التوبة 28)
بعد عامهم هذا ، لبيان الحكم الشرعي وتبقى لاكتمال العام شوال ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ففتح مكه كان في رمضان وامهل الكفار حتى نهاية العام .


( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)(سورة لقمان )
فجاء (العام) ودلالته على الاحكام الشرعية كطاعة الوالدين والصوم والحج والصلاة واحكام الرضاعة .


والله اعلم
 
وقال شيخنا الفيومى ان استخدام كل لفظ فى موضعه لعلة معنوية فمثلا فى قول الله عز وجل ثمانى حجج لم لم يقل سنين او اعوام ولم عبر فى شان الرضاع والفصام بحولين دون السنتين او العامين ؟!! فأجاب الشيخ حفظه الله وأرجو أن أنقل كلامه بدقة أجاب شيخنا استخدام حولين فى شان الفطام لان الطفل يتحول ويتحور من شأن لاخر فلذا جاءت اللفظة معبرة عن هذا الامر ولذا تستخدم ايضا فى شان الزكاة ان يحول عليه الحول . وفى شأن قصة موسى عليه السلام فى سورة القصص فان لفظ حجج لما كان الامر يحتاج الى عقد وتوثيق بشأن عمل موسى واستئجار الرجل الصالح او النبى له كانت اللفظة الدالة على هذا المعنى حجج فهى ليست مجرد مرور العشر ولكن لن يتخلف او يتاخر او يتقاعس عليه السلام عن عمله او ياخذ فترة انقطاع سيكون الامر حجة اى ميثاق وعقد موثق بيننا والله تعالى اعلى واعلم وجزيتم خيرا
 
عودة
أعلى