النوال... (237) (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ)

إنضم
15 أبريل 2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (237)

اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النور": (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ)
ذكر بعض المفسرين أنه يستحب لمن دخل بيتاً ليس فيه أحد أن يسلم على نفسه فيقول: السلام علينا من ربنا، أو: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
لوروده عن بعض السلف أخذاً بظاهر الآية.
(ذكره الماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*) (وضعفه ابن عاشور* كما سياتي)

وقيل: المراد بقوله: (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ) أي: ليسلم بعضكم على بعض، كقوله: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ).
(رجحه ابن جرير*, وابن عاشور*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)
وهو الراجح.

قال القرطبي: "قال ابن العربي: والذي أختاره إذا كان البيت فارغاً ألا يلزم السلام، فإنه إن كان المقصود الملائكة فالملائكة لا تفارق العبد بحال، أما إنه إذا دخلت بيتك يستحب لك ذكر الله بأن تقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله".

وقال ابن عاشور: "ذكرهم بأدب الدخول المتقدم في قوله: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) لئلا يجعلوا القرابة والصداقة والمخالطة مبيحة لإسقاط الآداب.
ومعنى (فسلموا على أنفسكم) فليسلم بعضكم على بعض، كقوله: (ولا تقتلوا أنفسكم).
ولقد عكف قوم على ظاهر هذا اللفظ وأهملوا دقيقته فظنوا أن الداخل يسلم على نفسه إذا لم يجد أحداً وهذا بعيد من أغراض التكليف والآداب.
وأما ما ورد في التشهد من قول: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)، فذلك سلام بمعنى الدعاء بالسلامة جعله النبي صلى الله عليه وسلم لهم عوضاً عما كانوا يقولون: السلام على الله، السلام على النبي، السلام على جبريل ومكائيل، السلام على فلان وفلان.
فقال لهم رسول الله: (إن الله هو السلام)، إبطالاً لقولهم السلام على الله. ثم قال لهم: (قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء وفي الأرض).
وأما السلام في هذه الآية فهو التحية كما فسره بقوله: (تحية من عند الله مباركة طيبة) ولا يؤمر أحد بأن يسلم على نفسه".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
عودة
أعلى