بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت القاف العربية اللسانية

إنضم
24 مارس 2004
المشاركات
109
مستوى التفاعل
1
النقاط
16
1. التعريف بمخرج صوت القاف العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت القاف العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت القاف اللسانية

التعريف بمخرج صوت القاف العربية اللسانية
*****************
صوت القاف العربية اللسانية يتولد عندما يقرع أقصى اللسان ما يحاذيه من الحنك الأعلى اللحمي , فعندما يصطدم أقصى اللسان بالحنك الأعلى الرخو يغلق المخرج تماما ولا يجري مع القاف ذرة صوت بسبب أن القاف العربية اللسانية شديدة بحبس الصوت معها والعرب في وقت نزول القرآن كانوا ينطقون بالقاف مجهورة بحبس هواء النفس معها وقد أخطأ من قرأ القرآن في وقتنا المعاصر بجريان هواء الزفير مع القاف وأخص بذلك أهل مصر لأن علماء الأصوات المعاصرين أثبتوا أن المصريين ينطقون بالقاف مهموسة والقاف حرف لهوي نسبة إلى اللهاة التي تقع بين اللوزتين , وإني لأرجو من جميع العرب المعاصرين أن يحذروا من قراءة القرآن باللهجة العامية الدارجة عندهم وعليهم بالتلقي من الشيوخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك عليهم من تحذير غيرهم في ذلك مع مطالبة أنفسهم بدقائق الإخلاص لله تعالى .

التعريف بصفات صوت القاف العربية اللسانية
*********************
ينشأ صوت القاف العربية اللسانية من المخرج الأول من مخارج اللسان وهو أقصاه بعد اللهاة وهو حرف مجهور بحبس جريان هواء النفس معه , وحرف شديد بحبس الصوت معه وحرف مستعل ترتفع مؤخرة اللسان به إلى قبة الحنك الأعلى وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند النُّطْقِ به وحرف مقلقل يهتز ويضطرب عضو المخرج عند النطق به وهو ساكن وقد أخطأ من قال بأن المتحرك فيه أصل القلقلة وحرف مفخم أي سِمَنٌ يدخل على صوت الحرف فيمتلئ الفمُ بصداه وحرف قوي لأن أغلب صفاته قوية ما عدا صفة الانفتاح .

ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت القاف اللسانية
********************
صوت القاف العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ الناس في النطق به عند تلاوتهم لكتاب ربهم من عدة وجوه :

1. ترقيقه حتى يذهب ما فيه من الجهر والشدة والاستعلاء نحو ) قَلِيلاً)(النساء: من الآية46) )وَقَدِمْنَا )(الفرقان: من الآية23) ) وَقُولُوا)(العنكبوت: من الآية46) ) قِيلاً )(الواقعة: من الآية26), فاحذر أخي القارئ من ذلك وفخم القاف مبينا ما فيها من الاستعلاء والشدة والجهر وإياك أن تخرجها قريبة من الكاف بسبب قرب المخرجين ويفعله الكثيرين جهلا منهم أو تهاونا ولو حذرت أحدهم لقال لك لا داعي للتعسف والتكلف في القراءة فأتركهم وأقول لهم سلاما . قال بن الجزري رحمه الله في التمهيد : فخمهما تفخيما مبالغا فيه ولا سيما إن أتى بعدها ألف نحو )قَالَ )(الشعراء: من الآية75) )ْ قَامُوا)(الكهف: من الآية14).
****************************

2. وإذا وقعت الكاف اللسانية بعدها احترز أن يشوب صوت القاف شيئا من صوت الكاف لقرب الكاف اللسانية منها أو يشوب الكاف اللسانية شئ من لفظ صوت القاف نحو ) خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ )(الزمر: من الآية62) ) كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ )(الشعراء: من الآية63) ) خَلَقَكُمْ)(لأعراف: من الآية189) ) رَزَقَكُمُ )(يّـس: من الآية47) ) صَدَقَكُمُ)(آل عمران: من الآية152) ) وَتَرَكُوكَ قَائِماً )(الجمعة: من الآية11) )ْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً)(الزمر: من الآية8) فعليك يا أيها القارئ أن تحترز من هذا وذاك وعليك كذلك أن تنبه عليه غيرك مع مطالبة نفسك بتقوى الله تعالى .
*****************************
3. قال ابن الجزري رحمه الله في التمهيد : إذا سكنت – أي القاف – وكان سكونها لازما أو عارضا فلا بد من بيان قلقلتها وإظهار شدتها وإلا مازجت الكاف نحو ) يَقْتُلُونِ)(القصص: من الآية33) )وَأَقْسَمُوا)(النور: من الآية53) )لا تَقْنَطُوا)(الزمر: من الآية53) )وَاقْصِدْ )(لقمان: من الآية19) ونحو ذلك ألا ترى أنه لو لم تبين قلقلتها في مثل ) يُقْتَلُ )(البقرة: من الآية154) صارة مثل ( يكتل ) وكذا ) تَقْفُ)(الاسراء: من الآية36) مثل ( تكف ) ....اهــ إذاً قرر ابن الجزري رحمه الله تعالى أن القلقلة في القاف حال سكونها سواء كان السكون لازما أو عارضا بسبب عروض الوقف وقد أخطأ من صنف في التجويد من بعض المعاصرين من قوله أن حروف القلقلة المتحركة فيها أصل القلقلة فلا أدري من أين جاءوا بهذه الإضافة ولكن هذه عادة بعض المصنفين المعاصرين ينقل بعضهم من بعض من غير تدقيق اوتذوق للتجويد وقواعده ولو عدنا لعصر الاحتجاج ونسأل أهل هذا العصر متى تقلقل حروف القلقلة لأجابوك بالآتي : (( وَبَـيِّـنَـنْ مُـقَـلْـقَلاً إِنْ سَـكَنَا*******وَإِنْ يَكُنْ فِى الْوَقْـفِ كـَانَ أَبْـيَـنَا )) هذا جوابهم ثتبت القلقلة حال سكون الحرف لا حال حركته وأسأل علماء التجويد المعاصرين وأخص منهم من قال أن حروف القلقلة المتحركة فيها أصل القلقلة هل عندكم من علم فتخرجوه لنا في ذلك من كلام المتقدمين أمثال الداني وبن الجزري ومكي و جيلهم ؟ فإلم يكن عندكم جواب فأنصحهم لوجه الله أن يتعلموا من هؤلاء المتقدمين أولا ثم بعد ذلك يتكلموا في علوم التجويد .
***************************
4. على القارئ أن يحذر من إدغام القاف إذا تكررت لسهولة الإدغام على اللسان من التحقيق والواجب على القارئ أن يخرجها من مخرجها ويوفها حقها من جميع الصفات وأن يعتن ببيانها إذا تكررت ويبالغ في تفخيمها نحو ) حَقَّ قَدْرِهِ )(الحج: من الآية74) ) أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ)(لأعراف: من الآية143) ) الْحَقُّ قَالُوا هَذَا)(الزخرف: من الآية30) )وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ)(النساء: من الآية115) ) وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَه)(لأنفال: من الآية13) )وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ)(الفرقان: من الآية25) ) كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً)(الجـن: من الآية11) .
****************************
5. وهذا الحرف يقع عليه الظلم في وقتنا المعاصر من بعض القراء وينادي ويستغيث هل من متقن يتلفظ بي ؟ ولكن قليل ماهم وقليل من يجيب حيث أن البعض يقلبونه كافا ولا سيما إذّا جاء مكسورا نحو ) الْمُسْتَقِيمَ)(الفاتحة: من الآية6) ) الْمُتَّقِينَ)(المائدة: من الآية27) ) قِيلاً)(المزمل: من الآية6) ) مُشْرِقِينَ)(الحجر: من الآية73) ) قِدَداً)(الجـن: من الآية11) )ً مُسْتَقِيماً)(الفتح: من الآية2) ) مُقِيتاً)(النساء: من الآية85) وآخرون بنقيض ذلك يبالغون في تفخيم صوت القاف المكسورة فيخرج صوتها بكيفية شاذة تمجها الأسماع لأن الأذن تحب الأصوات المعتدلة الموزونة نحو ) قِيلَ)(البقرة: من الآية11) ) وَأَقِيمُوا )(لأعراف: من الآية29) ولكي تعرف أخي القارئ هل أنت تقرأ بكسرة صحيحة للقاف أم لا ؟ أطل صوت القاف المكسورة فإن تولد منها ياء عربية فصيحة فأنت تنطق بقاف مكسورة صحيحة وإن أطلت صوت القاف المكسورة فتولد منها ياء وفي صوتها إمالة فأنت تلفظ بكسرة غير صحيحة فما عليك إلا التلقي من الشيوخ المتصل سندهم بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وحسبك ذلك .
***********************
6. ذكر علماء الأصوات أن بعض مناطق الجزيرة العربية واليمن وأغلب صعيد مصر يبدلون صوت القاف العربية بصوت الجيم القاهرية نحو ( قال يقول ) فيقولون ( جال يجول ) فهؤلاء العرب ومن على شاكلتهم من المعاصرين يخشى عليهم أن يقرءوا القرآن بهذا الصوت العامي ولو وقع منهم ذلك لحذف حرف وأبدل بآخر وذلك عين اللحن الجلي المنهي عنه لتغييره الصوت القرآني المنقول إلينا بالتواتر نحو ) الْمُسْتَقِيمَ)(الفاتحة: من الآية6) فالبعض يقلبها خطأ وجهلا منه هكذا ( المستجيم ) وقد سمعت ذلك من بعض البدو في بعض مساجد المملكة أثناء تدريسي للقرآن بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فاحذر من هذا الخلط أخي القارئ وأخرج القاف بصوت عربي فصيح هداني الله وإياك لما يحب ويرضى .
************************
7. عند دراستي لعلم الأصوات الحديثة الذي يدرس حاليا بكليات اللغة العربية في جميع جامعات العالم ذكر علماء الأصوات أن حروف الهمس عندهم 12 حرفا وأضافوا حرفا القاف والطاء ولو طبقنا هذا الكلام على القرآن لتحول صوت القاف من صفة الجهر القوية إلى صفة الهمس الضعيفة والحق أن علماء الأصوات صنفوا القاف من الأصوات المهموسة حسب نطق بعض العرب المعاصرين لهذا الحرف مهموسا وخاصا عند أهل مصر المحروسة فالقاف عندهم في لهجتهم العامية يلفظون بها بجريان النفس معها ومنهم من يقرأ القرآن بقاف مهموسة يجري معها هواء النفس ولا يسلم من ذلك إلا ما رحم ربك من المتقنين جدا وقد حذرت كثيرا من القراء في ذلك ولكن اللهجة الدارجة غلبت عليهم ولكن علماء اللغة والتجويد في عصر الاحتجاج أثبتوا أن العرب في وقت نزول القرآن كانوا ينطقوا بالقاف والطاء مجهورتين ولا نفس معهما البتة لأن العبرة عندنا في الدراسات القرآنية كيف كانت تنطق العرب بالحروف وقت نزول القرآن أما بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخاصة في عصر الخلفاء فقد اختلط العرب بغيرهم فبدأ الصوت العربي يتغير واللحن يدب على اللسان العربي ففزع أبو الأسود الدؤلي وقعّد علم النحو والصرف خدمة لكلام رب العالمين .
***********************
8. يوجد من البعض أهملا فادحا لهيئة الشفتين عند تلفظهم بالأحرف المضمومة فتجد القارئ من هؤلاء شفتاه على هيئة واحد عند الحروف المتباينة من فتح وكسر وضم وسكون والواجب أن يمط القارئ شفتاه للأمام مع الحرف المضموم والبعض من جهلة القراء المتساهلين يضم الشفتين عند القاف الساكنة تباعا لضم الحرف الذي قبلها نحو ) مُتَفَرِّقُونَ )(يوسف: من الآية39) ومط الشفتين للأمام عند التلفظ بالحروف المضمومة هذا الأمر يجد القارئ المعاصر فيه كلفة ويثقل عليه ولكن أنصحه أن يتدرب على يد شيخ متقن مجاز متصل السند بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في كيفية تعويد الشفتين على هيئة أشكال الحروف من ضم وكسر وفتح فإلم تجد فارجع لبحثي ( أصوات الشفتين ) لعله يفيدك فقد فصلت فيه القول في ذلك وهو موجود حاليا على أغلب المواقع القرآنية وأخص منهم موقع البحوث والدراسات القرآنية .
***********************
9. هناك بعض القراء ممن يدعون الإتقان في تجويدهم للحروف القرآنية يقعون في خطأ فادح حيث أنهم عند تلفظهم للقاف المفتوحة أو المفتوحة بعدها ألف يمطون شفتهم للأمام وهذا المط للشفتين فيه إشارة للضم فيخرج صوت القاف مشوب مخلوط بصوت الضم نحو )قَالَ)(طـه: من الآية71) ) قَامُوا)(الكهف: من الآية14) ) الْقَانِتِينَ)(التحريم: من الآية12) ) الْقَادِرُ)(الأنعام: من الآية65) ) الْقَهَّارُ)(صّ: من الآية65) ولكن الصواب أن يفتح القارئ شفتيه عند التلفظ بالمفتوح ليسلم من هذا الخلط في صوت القاف وغيرها من الحروف المفتوحة , رزقني الله وإياكم التلفظ بالقاف وغيرها من حروف لفظ التلاوة على النحو على يرضيه عنا .

************************
10. في القاف المشددة وصلا لا يوجد قلقلة في صوت القاف بسبب الإدغام أما وقفا فالقلقلة للحرف الثاني الموقوف عليه من المشدد نحو ) يُشَاقّ)(الحشر: من الآية4) ) الْحَقُّ )(البقرة: من الآية26) .
***********************

11. في القاف إن سكنت قبل الكاف مذهبان : الأول الإدغام الناقص مع إظهار صوت القاف من تفخيم واستعلاء والثاني : الإدغام الكامل فتصير كافا واحدة مشددة قال ابن الجزري وكلاهما حسن واختيار الثاني .
*************************

ملحوظة : لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز الصواب من الخطأ
و انتظر قريبا : على نفس الموقع ( بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية )
لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
 
شكر الله لكم فضيلة الشيخ فرغلي هذه البحوث والتنقيحات التي انتفعنا ولازلنا منها ، فبارك الله فيكم وفي علمكم.
 
السلام عليكم
والشكر الجزيل لهذه المعلومات الجيدة
و هذا من قولك الذي ذكرت:
"والبعض من جهلة القراء المتساهلين يضم الشفتين عند القاف الساكنة تباعا لضم الحرف الذي قبلها نحو ) مُتَفَرِّقُونَ )(يوسف: من الآية39)"
فبظني أنك قصدت في المثال نحو(لا اُقْسم)[البلد:من الآية 1]
وفقكم الله في إخلاصكم
 
عودة
أعلى