بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية

إنضم
24 مارس 2004
المشاركات
109
مستوى التفاعل
1
النقاط
16
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية

1. التعريف بمخرج صوت الكاف العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت الكاف العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف اللسانية


التعريف بمخرج صوت الكاف العربية اللسانية

صوت الكاف العربية اللسانية يتولد عندما يقرع أقصى اللسان ما يحاذيه من مكان التقاء الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معا , فعندما يصطدم أقصى اللسان بمكان التقاء الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معا يتولد صوت الكاف اللسانية وهي تقع أسفل مخرج صوت القاف قليلا , وتسمى الكاف عند علماء اللغة والتجويد بالحرف اللهوي نسبة لقربه من اللهاة التي تقع بين اللوزتين ويسميها علماء الأصوات صوت لساني حنكي نسبة لمكان أقصى اللسان ومحاذيه من الحنك الأعلى وهذا الحرف الناس فيه على ضربين ضرب أهمل حبس الصوت معه بالكلية والضرب الآخر أهمل همسه بالكلية وحذر العلامة بن الجزري في مقدمته الجزرية من الوقوع في الضرب الأول فقال ( وراع شدة بكاف .... ) أهــ فلا بد من بيان شدة الكاف والضرب الثاني يتواجدون في باكستان والهند فعند وقفهم على الكاف يأتون بالشدة ولا يتبعون ذلك بالهمس وللأسف يتعصبون لذلك جدا ويجادلون ويكثرون الجدال في ذلك , وللجواب عليهم أقول : أن التاء كما هي شديدة بحبس الصوت معها وهي ساكنة فكذلك من صفاتها أنها مهموسة بجريان النفس معها ويلاحظ على كلامي فيه تناقض فيكف ينحبس الصوت ويجري النفس في زمن واحد وللجواب على ذلك أقول الشدة والهمس ليسا في زمن واحد بل الشدة أولا ثم يليها الهمس ثانيا وهكذا كانت العرب في وقت نزول القرآن تلفظ بالكاف .

التعريف بصفات صوت الكاف العربية اللسانية


ينشأ صوت الكاف العربية اللسانية من المخرج الثاني من مخارج اللسان وهو من أقصاه أسفل مخرج صوت القاف قليلا , وهو حرف مهموس بجريان هواء النفس معه , وحرف شديد بحبس الصوت معه , وحرف مستفل تنخفض مؤخرة اللسان به إلى قاع الفم , وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند النُّطْقِ به , وحرف مرقق أي نحولٌ يدخُلُ على صوت الحرفِ فلا يملتىء الفمُ بصداه. وهو حرف جميع صفاته ضعيفة ما عدا صفة الشدة .

ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف اللسانية


صوت الكاف العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ الناس في النطق به عند تلاوتهم لكتاب ربهم من عدة وجوه :

1. إدغامها إذا تكررت والواجب أن يبين القارئ الكاف الأولى والثانية لئلا يقرب اللفظ من الإدغام لتكلف وصعوبة اللسان عند التلفظ بالمكرر نحو ) مَنَاسِكَكُمْ )(البقرة: من الآية200) ) بِشِرْكِكُمْ)(فاطر: من الآية14) )مَا سَلَكَكُمْ)(المدثر: من الآية42) وكذلك وجب على القارئ أن يحذر الدمج بين الكافين لو تكرر صوتها من كلمتين نحو ( كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً)(طـه:33) ( وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً)(طـه:34) ( إِنَّكَ كُنْتَ)(طـه: من الآية35) ( إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ)(يوسف: من الآية29) ( إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ )(الانشقاق: من الآية6) وشبهه .


2. بعض المتساهلين يفخم الكاف تباعا لتفخيم الحرف الذي بعدها وخاصة لو كان ذلك من الحروف المستعلية نحو ) كَطَيِّ السِّجِلِّ )(الانبياء: من الآية104) ) كَالطَّوْدِ )(الشعراء: من الآية63) فبين صوت الكاف صافيا واحذر أن يشوبها صوت القاف لأن اللسان يميل إلى قلب الكاف إلى قاف لما بين الطاء والقاف من الاستعلاء و التفخيم .


3. ومن الأخطاء في التلفظ بها المبالغة في ترقيقها حتى يصير صوتها كالممال إمالة صغرى وينتشر ذلك بين المغاربة وضواحيها نحو ) الْكَافِرِينَ)(البقرة: من الآية34) ) كَانُوا)(الأنعام: من الآية159) وشبهه .


4. ذكر علامة القراءات بن الجزري رحمه الله تعالى في كتابه النشر ( أن بعض القبط والأعاجم يجري الصوت معها .. أهـ ) فاجتنب ذلك الفعل أخي القارئ وامنع الصوت أن يجري معها بل أثبته في محله وعليك بالتلقي من شيوخ الأداء المتصل سندهم بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وحسبك ذلك الأمثلة )َ مَعَكَ )(هود: من الآية1121) ) وَأُولَئِكَ )(البقرة: من الآية5) .


5. ومن الأخطاء الدارجة بين العامة تحويل صوت الكاف إلى قاف فيما لو لوقع بعد الكاف حرف القاف المستعلية والسبب في هذا التغيير الصوتي للكاف أن القاف قريبة المخرج من الكاف فهاهنا يجب البيان لئلا يدغم الأول في الثاني أو يصير الأول قافا نحو ) عَرْشُكِ قَالَتْ )(النمل: من الآية42) ) وَتَرَكُوكَ قَائِماً)(الجمعة: من الآية11) ) وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً)(الفرقان: من الآية10) ) مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّه)(النساء: من الآية78) .
6. في بعض العاميات المعاصرة يبدلون صوت الكاف العربية بصوت الجيم فبدل من أن يقولوا ) أَكْبَرُ )(آل عمران: من الآية118) ) أَكْبَرُ )(البقرة: من الآية217) ) هَذَا أَكْبَرُ)(الأنعام: من الآية78) فيقولون ( أجبر ) بجيم عامية وذاك لحن فاحش يغير لفظ التلاوة ولا تجوز القراءة به والأمر نفسه نسمعه من بعض المؤذنين وأنصح إخواني الأحباب بنصيحة موجزة ( قراءة القرآن كيفيتها الصوتية توقيفية يأخذها الآخر عن الأول من غير زيادة ولا نقصان ) فالخير كله في الاتباع .


7. والبعض الآخر من المتساهلين ينطقون بالكاف وهي ساكنة بصوت فيه قلقلة مشوبة بصوت الكسر ولم يثبت علماء اللغة والتجويد أن الكاف من حروف القلقلة بل حروف القلقلة ( قطب جد ) لا غير وهناك من أدخل الهمزة على حروف القلقلة والجمهور على خلاف ذلك الأمثلة ) الْأَكْبَرِ )(التوبة: من الآية3) ) الْأَكْبَرِ)(السجدة: من الآية21) ) مُسْتَكْبِرُونَ)(المنافقون: من الآية5) ) مُسْتَكْبِراً )(الجاثـية: من الآية8) وشبهه .


8. نسمع من بعض القراء المشاهير عند إتيانهم لصفة الشدة للكاف يقفون عليها بشبه سكتة لطيفة خفيفة ثم يتبعون ذلك بالهمس وأقول لهم لا سكت هنا البتة والواجب الإتيان بصفة الشدة أولا من غير سكت أو فصل بين الشدة وهمس الكاف الأمثلة ) فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً)(الكهف: من الآية87) )فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ)(الغاشية:24) .


9. وهناك من يترك همس الكاف بالكلية وصلا ووقفا وينتشر هذا الأمر بين إخواننا من باكستان والهند ويجادلون في ذلك مجادلة عنيفة والحق الذي لا مراء فيه أن الكاف كما أثبت علماء اللغة والتجويد لها الشدة فكذلك أثبتوا لها الهمس نحو ) عَرْشُكِ)(النمل: من الآية42) ) مَعَكَ)(النمل: من الآية47) ) لَكَ )(الفتح: من الآية1) .


10. على القارئ أن يحذر من تطويل حركة الكاف المتحركة بأي حركة كانت فإن تطويل زمن حركة الكاف يولد حرف من جنس حركة ما قبله فمثلا لو قرأ القارئ قوله تعالى ) بِشِرْكِكُمْ )(فاطر: من الآية14) بتطويل كسرة الكاف لتولد من إشباع هذه الكسرة ياء وذلك لحن فاحش ويسمى بالإدخال لأن القارئ أدخل حرفا في التلاوة لم يكن موجودا فاحذر من ذلك أخي الحبيب وحذر منه غيرك مع مطالبة نفسك بفعل ما يحبه الله ويرضاه .


11. وهناك خطأ لا يسلم منه العوام إلا من رحم ربك حيث أنهم يهملون هيئة الشفتين عند التلفظ بالكاف المضمومة وسبب ذلك الإهمال الناشئ من التعليم أو الحفظ المنفرد لكتاب الله والأصل في القراءة أنها سنة متبعة فعلى القارئ مثلا أن ينطق لفظ ) لَكُمْ )(الجـن: من الآية21) أن يفتح ويباعد بين الفكين عند التلفظ باللام ثم يتبع ذلك ضم ومط الشفتين للأمام عند التلفظ بالكاف ليتحقق صوت الضم وإذا لم يضم القارئ شفتيه عند الكاف فقد انتقص من صوت الضم فضمته للكاف ناقصة ثم تبع ذلك إطباق الشفتين عند التلفظ بالميم من غير غنة وهذه ملاحظة عامة مع جميع الحروف المضمومة .


12. وآخرون يضمون الشفتين عند الكاف الساكنة تباعا لضم الحرف الذي قبلها وعلى القارئ أن يعلم أن ضم الشفتين عند الحروف الساكنة فيه إشارة لإشمام هذا الحرف فاحذر من ذلك وتدرب على يد شيخ مسند في كيفية أن تنطق الحروف المتباينة وغيرها الأمثلة ) مُكْرِمٍ)(الحج: من الآية18) ففي هذا المثال على القارئ أن يضم الشفتين بالميم فإذا وصل إلى الكاف الساكنة أعاد الشفتين إلى وضعهما الطبيعي فيما لو نطقنا بالكاف ساكنة مفردة ثم يتبع ذلك براء مكسورة بعدها ميم مظهرة .

ملحوظة : لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز كلا منهما
و انتظر قريبا : على نفس الموقع ( بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم العربية اللسانية )
لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .

للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
 
عودة
أعلى