بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الواوالعربية الشفوية

إنضم
24 مارس 2004
المشاركات
109
مستوى التفاعل
1
النقاط
16
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الواوالعربية الشفوية

*************************************


تخرج الواو العربية من المخرج الثاني عشر من مخارج الفم إذا لم تكن حرف مد وإلا فتخرج من الجوف , وهي حرف مجهور رخو مستفل منفتح مصمت مرقق ذو مد إذا سكن وانضم ما قبله ولين إذا سكن وانفتح ما قبله ولا تكون ساكنة وقبلها حرف مكسور البتة وفيها خفاء إذا سكنت وفيها ثقل إذا تحركت ويقع الخطأ فيها من أوجه :

*************************************


1) تفخيمها ولاسيما لو وقع بعدها حرف استعلاء نحو )ِ وَاللَّهُ)(البقرة: من الآية19) – )وَقَالُوا)(البقرة: من الآية80) – ) وَرَضُوا عَنْهُ )(المائدة: من الآية119) – ) وَرَزَقَكُمْ)(غافر: من الآية64) – ) وَاخْشَوْا )(لقمان: من الآية33) – ) وَصَدَّقَتْ )(التحريم: من الآية12) – ) وَظَلَمُوا )(سـبأ: من الآية19) – ) وَضَاقَ )(العنكبوت: من الآية33) – ) وَاطْمَأَنُّوا)(يونس: من الآية7) , فترقيق الواو في ذلك كله لازم وآكد .

*************************************

2) ومن الأخطاء في نطقها إبدالها همزة إذا كانت مضمومة لثقل الواو وثقل الضمة فالإتيان بالهمزة طلبا للخفة وذلك لحن لا تحل به القراءة نحو )لَتَرَوُنَّ )(التكاثر: من الآية6) – فينطقونها خطأ هكذا ( لترؤن ) .

*************************************

3) لما كانت الواو ثقيلة إذا تحركت فإنها إذا كانت الحركة التي عليها ضمة ازدادت ثقلا , فإن كانت الحركة التي عليها كسرة فذلك أثقل عليها من الضمة فإذا وقعت الواو مضمومة أو مكسورة وجب بيانها وحركتها لأنها إذا أثقلت الحركة عليها سارعت إلى أن تبدل همزة , وقد يفعله كثير من العرب لكن القراءة سنة توقيفية في كيفيتها , فيجب بيان الواو وحركتها لئلا يخالطها لفظ غيرها نحو )يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ)(آل عمران: من الآية106) – ) فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ )(المائدة: من الآية6) – ) بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى )(لقمان: من الآية22) – ) التَّنَاوُش)(سـبأ: من الآية52) – ) مِنْ وُجْدِكُم)(الطلاق: من الآية6) – )وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ)(القيامة: من الآية24) – )وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ)(البقرة: من الآية148).

*************************************

4) والبعض يهمل ضم الواو فيما لو وقع بعدها واو أخرى فيجب بيان الصلة الصغرى نحو ) مَا وُورِيَ عَنْهُمَا)(لأعراف: من الآية20) - ) يَلْوُونَ)(آل عمران: من الآية78) – ) يَسْتَوُونَ)(السجدة: من الآية18) – , وكذلك إذا انضمت الواو وقبلها واو ساكنة فيجب بيان ذلك كله نحو ) لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )(الاسراء: من الآية7), كل ذلك يجب التحفظ ببيانه لثقله .

*************************************

5) ومنهم من لا يأتي بالإدغام فيما لو وقعت الواو ساكنة وانفتح ما قبلها وأتى بعدها واو أخرى فهنا الإدغام واجب وبيان التشديد أيضا لاجتماع المثلين والأول منهما ساكن نحو ) عَصَوْا وَكَانُوا )(المائدة: من الآية78) –– ) تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ )(التوبة: من الآية92), وكذلك لو اجتمع ثلاث واوات والوسط ساكن نحو )َ آوَوْا وَنَصَرُوا )(لأنفال: من الآية74), فقد اجتمع هنا الأمثال والثقال .

*************************************

6) والبعض يدغمها خطأ فيما لو كان الأول حرف مد ولين وبعده واو مفتوحة نحو ) وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا)(آل عمران: من الآية195) – )ا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّه)(آل عمران: من الآية200) , وتخرج من هذا المحذور بإعطاء الواو الأولى حقها من المد واللين ومن لم يفعل ذلك أدغم وهو لا يشعر .

*************************************


7) يجب على القارئ أن يهتم بالواو من عدة وجوه : إذا جاءت مضمومة فينبغي تخليص ضمّها , وذلك في مثل قوله تعالى : ( تَفَاوُتٍ ) , و ( وَوُجُوهٌ ) , و ( وَلاَ تَنسَوُ الْفَضْلُ بَيْنَكُمْ ) , وكذلك الأمر إذا كسرت ينبغي إجادة إخراج الشفتين حتى تخرج رقيقة مشبعة الكسر مثل : ( وَلِكُلٍ وِجْهَةٌ ) , واحذر من إخراجها مشُوبَةً بغنّة من الأنف في كل أحوالها.

*************************************


8) إذا تكررت الواو وجب بيان تفكيكها نحو ) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ )(آل عمران: من الآية25) – ) وَوُضِعَ الْكِتَابُ)(الزمر: من الآية69) – ) وَوَرِثَهُ أَبَوَاه)(النساء: من الآية11) – )وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى)(الضحى:8) – )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ)(لأعراف: من الآية199) - وينبغي الاهتمام بها بشكل خاص فيما لو كانت مشددة مفردة مكسورة لثقل التشديد وثقل الكسرة وعلى القارئ أن يحترز من مضغها مثل : ) وَأُفَوِّضُ )(غافر: من الآية44)) () وَيُخَوِّفُونَكَ)(الزمر: من الآية36)) و ( لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ ) , وقد تم ذكر الملاحظات في الياء المشددة , وهي تشترك مع الواو في ضرورة نبْر التشديد فيهما نَبْراً , لأن اللسان يضعُفُ قليلاً عندهما. قال الإمام الجزري : (( فكثيراً ما يتواهن في تشديدها ( أي الياء ) وتشديد الواو أختها , فيلفظ بهما لينتين ممضوغتين , فيجب أن ينبوَ اللسان بهما نَبْوَةً واحدةً وحركةً واحدة , وبعض القراء يبالغ في تشديدها فيُحَصْرِمُها , وليْته لو يُخَضْرِمُها )).

*************************************


9) على القارئ أن ينتبه إذا شُدِّدتْ الواو ثم جاء بعدها تنوين وبعد التنوين واو , مثل : ( عَدُوّاً وَحَزَنا)(القصص: من الآية8)) , و ( غُدُوّاً وَعَشِيّاً )(غافر: من الآية46) ) , فينبغي أن تنتبه إلى ملاحظة نطق الواو المشددة الأولى وإخراجها من الشفتين بدون غنّة , ثم ادْخُلْ على التنوين المدغم فأخرج الغنة من الأنف , ثم انطق بواو مفتوحة صافية من الغنة , وهذه دقيقة من الدقائق يغفل عنها الكثيرون . واحذر أشد الحذر –هنا- أن تولِّد من الفتحات ألفاتٍ , كما يفعله بعض القراء المشهورين , حتى لا تقع فيما يسمى بالإدخال.

*************************************


10) ومنهم من يرققها مبالغا في ذلك فيصير صوتها كالممالة بل عليه أن يفتح فمه فتحا وسطا غير مبالغا فيه , قال بن الجزري في النشر : ينقسم الفتح الذي هو ضد الإمالة إلى شديد ومتوسط فالشديد هو نهاية فتح الشخص فمه بذلك الحرف ولا يجوز في القرآن بل هو معدوم في لغة العرب وإنما يوجد في لغة عجم الفرس ولاسيما أهل خراسان .... لما جرت طباعهم عليه في لغتهم استعملوه في اللغة العربية وجروا عليه القراءة ووافقهم على ذلك غيرهم حتى تفشى في أكثر البلاد وهو ممنوع منه في القراءة , والفتح المتوسط هو بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة وهذا الذي يستعمله أصحاب الفتح من القراء .


*************************************


11) على القارئ أن يحذر من الاختلاس في صوت الواو أو إدخال حرف بعدها نحو ) وَوُضِعَ )(الزمر: من الآية69) – )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ)(لأعراف: من الآية199).

*************************************


12) والبعض يميل الواو لو وقع بعدها حرف مستعلٍ نحو ) وَاللَّهُ )(القصص: من الآية28) – ) وَرَزَقَكُمْ)(النحل: من الآية72) – ) وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا)(التحريم: من الآية12).

*************************************
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .


للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
 
عودة
أعلى