بَلْ يُرِيدُ الإنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ !

إنضم
8 سبتمبر 2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان
بَلْ يُرِيدُ الإنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ !

بسم الله الرحمن الرحيم
فى قراءتى للآية بسورة القيامة (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ،
بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ ، بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ، يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ(

قرأت كل التفسيرات للآية "
بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ" ووجدتها تقول أن الإنسان يريد الفجور لبقية حياته فى الأرض لذا يسأل متى يوم القيامة!
وأرى أنه تفسير بعيد عن المعنى،
ركزت التفسيرات على كلمة فجور، أى معاصى ،
الآيات من بداية السورة تتحدث عن يوم القيامة وإنكار الكافرين له، وفى كل آيات القرآن الكريم نجد أن الإنسان ينكر يوم القيامة لأن له آلهة أخرى ومعتقدات متمسك بها، أو أنه يشكك فى إمكانية بعث الله تعالى للموتى :

وبمراجعة معانى أخرى لكلمة "فجور" بالقاموس نجد أن "فجر" تعنى البزوغ أو الظهور المفاجئ،
ف ج ر : فَجَرَ الماء فانْفَجَرَ أي بجبسه فانبجس وبابه نصر و فَجَّرَهُ تفجيِيراً فَتَفَجَّر شدد للكثرة
و فَجَرَ القَنَاةَ : شَقَّها .
ويقال : فَجَرَ الماءَ : شَقَّ له طريقًا .
وفي التنزيل العزيز : الإسراء آية 60 وَقَالُوا لَنْ نُؤْمَنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا.
و فَجَرَ اللهُ الفَجْرَ : أْظهره .

إذا الآية تعنى أن الإنسان ينكر يوم القيامة ويسأل متى هو؟ يريد ذلك اليوم أن "يفجر" أى يظهر(أمامه) لكى يصدّق عودة الموتى .

وهناك آية مشابهة حين ينكر الناس رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فيقول الله تعالى " بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفًا مُّنَشَّرَةً " أى يريد أى كافر أن يأتيه الله تعالى بكتاب خاص ينزّله له لكى يؤمن !..
 
ياتي الفجور في القران بمعني اتباع الشهوات وهو يقابل التقوي في الاستعمال القراني مثل قوله تعالي " أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ " وقوله تعالي " فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " والاية تقرر ان انكار الاخرة ليس قناعة عقلية بل رغبة في الانغماس في الشهوات فينكر انه هناك حسابا لاجل ان يظل في شهواته وقد لمح الشيخ سيد قطب هذا المعني في تفسيره الظلال والسؤال بأيان - هذا اللفظ المديد الجرس - يوحي باستبعاده لهذا اليوم.. وذلك تمشيا مع رغبته في أن يفجر ويمضي في فجوره، لا يصده شبح البعث وشبح الآخرة.. والآخرة لجام للنفس الراغبة في الشر، ومصد للقلب المحب للفجور. فهو يحاول إزالة هذا المصد، وإزاحة هذا اللجام، لينطلق في الشر والفجور بلا حساب ليوم الحساب.
 
شكرا أخ أبو العزايم،
ارى ان المعنى الثانى هو الأقرب،
هناك من أراد رؤية الله تعالى ليؤمن،
هناك من طلب نزول الملائكة لرؤيتهم ليؤمن،
هناك من طلب أن ينزل الكتاب على كل فرد ليؤمن "إن يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا منشرة"
وبالتالى هناك من يطلب أن (يفجر) أو يظهر الله تعالى يوم القيامة ليؤمن!
ثانيا:
" ماذا تعنى كلمة "أمامه"؟ هل تعنى مستقبل أيامه؟ هل يعقل أو يتناسق هذا المعنى؟!
 
عودة
أعلى