تخريج أثر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معنى الترتيل

إنضم
7 مايو 2003
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الإخوة الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وبعد :

فإن غالب كتب التجويد أوردت أثر علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنه سئل عن معنى قوله تعالى : ( ورتل القرآن ترتيلا ) فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة ‏الوقوف .
وقد بحثت كثيراً عن تخريج هذا الأثر ، فلم أجد أي إسناد له ، فكل الكتب ـ حسب ما اطلعت عليه ـ أوردت الأثر بلا إسناد ، وفي بعض المصادر التصريح بصحة الأثر فنجد مثلاً في بعض المصادر قوله : وصح عن علي بن أبي طالب .. فيذكر الأثر .
وفي بعضها يرد الأثر بصيغة التمريض ، فيقول مثلاً : وروي عن علي .. وهكذا .

فهل أجد عند أحد الكرام روّاد هذا المنتدى العلمي مرجعا يدلني عليه يورد إسنادا لهذا الأثر المهم في علم التجويد .

بارك الله فيكم جميعاً ،،،،،،،،،،
 
أما أثر علي كرم الله تعالى وجهه فلم أقف عليه مسندا مع شدة التتبع في مظانه في كتب الآثار المسندة عند السنة والشيعة على حد سواء بل رأيت متأخري الشيعة ينقلونه عن أهل السنة.
وأقدم من رأيته ذكر الأثر الإمام الأستاذ يوسف بن علي بن جبار الهذلي المغربي المتوفى سنة 465 هـ في كامله (مخطوط) وأظن ابن الجزري إنما نقله عنه في نشره (1/225) فهو أحد أصول كتاب النشر كما في الجزء الأول صفحة 91 ثم انتشر الأثر نقلا عن ابن الجزري كما تجده في معظم كتب التجويد التي ألفت بعده
ولعل الهذلي نقله عن بعض كتب الآثار المسندة في المغرب الإسلامي أو الأندلس والتي لم تصلنا هذه العصور كمسند بقي بن مخلد أو غيره

وكنت أشرت إلى شيء من ذلك قديما
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1793
 
ملاحظة:
زعم الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه الدراسات الصوتية ص 14 * أن لفظ الأثر المتداول مرجوح وأن الصواب (الترتيل حفظ الوقوف وبيان الحروف) معتمدا لفظ السمرقندي في روح المريد (137 و).


أقول وفيما ذكره نظر.

فالسمرقندي أورده عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرفوعا
وهو أشد استبعادا فالاهتمام بالأحاديث المرفوعة أعظم من الآثار الموقوفة وعدم وجوده في دواوين السنة المتداولة يباعده عن الصحة بنسبة أكبر.
ثانيا السمرقندي هو محمد بن محمود بن أحمد الشريف الهمداني الشيرازي المتوفى سنة 780 هـ فيكون متأخرا جدا عن الهذلي المتوفى سنة 465 هـ
ويغلب على الظن أن السمرقندي نقله عنه أو عن غيره من حفظه فوهم في رفعه وولفظه.
فالأشهر كونه موقوفا باللفظ المزبور.
وهو عند الهذلي في الكامل: لوحة: 19/ب، وابن الجزري في النشر: ج1 ص 209و ص 225 والتمهيد ص 48 والسيوطي في الاتقان النوع 28

هذا كله إن أورده السمرقندي معلقا وإلا فيرجح إن أسنده.
ولا أعرف كتابه هذا إلا مخطوطا كما أشار إلى ذلك في بشرى السعيد ص 26 .
وله نسخ عديدة كما في ص 101 في الفهرس الشامل للتراث الإسلامي فقد ذكروا 11 نسخة له. فمن وقف عليه فليفدنا إن كان الأثر مسندا فيه.

------------------------------------------
* نقلا عن هامش 2 ص 18 من الحواشي المفهمة فليس لدي كتاب الدكتور المذكور لكن عندي له "أبحاث في علم التجويد" ولم أره تعرض إلى هذا الأثر فلعله رجع عن كلامه هذا.
 
د. أنمار
بارك فيك على مرورك واستجابتك وأحسن الله إليك ، وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك يوم القيامة .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
توضيح
لفت نظري الموضوع الذي أثاره الأستاذ أبو محمد المدني - وفقه الله - حول تخريج الأثر المذكور ، واستوقفني تعليق الدكتور أنمار - وفقه الله- عليه ، ووجدت من المفيد للقراء تبيين بعض الجوانب المتعلقة بالموضوع ، من ناحيتين : الأولى المصادر التي خَرَّجَتِ الأثر ، والثانية دلالة الأثر وما يمكن أن يستنبط منه .
أولاً : تخريج الأثر
ليس للأثر إسناد معروف في الكتب التي ورد فيها ، كما ذكر الأستاذ المدني ، وأقدم من ذكره في المصادر المعروفة أبو القاسم الهذلي في كتابه الكامل ، كما ذكر الدكتور أنمار . ويمكن الإشارة إلى مصادر أخرى أوردت الأثر ، وملاحظة وجود اختلاف في نصه في المصدر الواحد ، كما يبدو في النصوص الآتية :
(1) ذكره الهذلي (ت465هت) في موضعين في الكامل (طبعة مؤسسة سما ) :
الموضع الأول : في مطلع كتاب التجويد (ص39 من المطبوع ) ، وهو قوله :"اعلم أن التجويد مَبْنِيٌّ على ما رُوِيَ عن علي أمير المؤمنين – رضي الله عنه – لمَّا سُئِلَ عن قوله:وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً ، قال : الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف ".
الموضع الثاني: في كتاب الوقف (ص132) : وهو قوله :" قال أبو حاتم : من لم يعرف الوقف لم يعلم ما يقرأ ، قال علي – رضي الله عنه: التنزيل [ الصواب الترتيل] معرفة الوقوف وتحقيق الحروف ، وهذا القرآن نزل باللغة العربية...".
(2) ذكره السمرقندي (ت780هـ) في موضعين أيضاً في كتابه رَوْحُ المريد في شرح العقد الفريد(تحقيق إبراهيم عواد : الجامعة الإسلامية ، بغداد 1420ه =1999م) وهما :
الموضع الأول: في مقدمة الكتاب (ص60) ، وهو قوله :" ورُوِيَ عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :" الترتيل حفظ الوقوف ، وبيان الحروف" ، وفي رواية ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :" الترتيل حفظ الوقوف ، وأداء الحروف".
الموضع الثاني : في أول باب الوقف (ص212)، وهو قوله :ثم اعلم أن الأصل في الوقف ما سأل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- عن الترتيل فقال – صلى الله عليه وسلم:" الترتيل حفظ الوقوف وأداء الحروف "، وقد ذُكِرَ في أول الكتاب".
(3) ذكره ابن الجزري (ت833هـ) في التمهيد عند بيان معنى الترتيل (ص 60) وهو قوله : سُئِلَ علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –عن هذه الآية ، فقال : الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ".
وذكره في كتابه النشر في موضعين :
الموضع الأول : في بيان معنى الترتيل (1/209) ، وهو قوله :" وجاء عن علي – رضي الله عنه – أنه سُئِلَ عن قوله تعالى : (ورتل القرآن ترتيلاً) ، فقال : الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ".
الموضع الثاني : في أول باب الوقف (1/225) ، وهو قوله :" ولذلك حض الأئمة على تعلمه ومعرفته ، كما قدمنا عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قوله : الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف".
ونَقَلَ هذا الأثر شُرَّاح المقدمة الجزرية وغيرهم من المتأخرين الذين كتبوا في علم التجويد ، أو في علم الوقف والابتداء ، ولا أجد ضرورة لنقل جميع ذلك في هذه العجالة ، لكن قبل الانتقال إلى الجانب الثاني من الموضوع ألفت نظر القارئ الكريم إلى ثلاثة أمور في هذه النصوص : الأمر الأول اختلاف المصادر في رفع الأثر أو وقفه، والثاني اختلاف المصادر في نص الأثر ، فمرة ترد فيه كلمة التجويد ، وأخرى ترد كلمة أخرى مكانها ، والأمر الثالث : ما ورد في قول الهذلي في الموضع الثاني قد يشير إلى احتمال أن يكون أبو حاتم السجستاني (ت255هـ) قد أورد الأثر في كتابه في الوقف والابتداء.
ثانياً : دلالة الأثر وما يمكن أن يستنبط منه
استدل علماء التجويد والوقف والابتداء بهذا الأثر على بيان معنى الترتيل ، وبيان أهمية معرفة موضوع الوقف والابتداء ، كما يتضح من النصوص السابقة .
وكان هذا الأثر قد استوقفني حين كنت أبحث عن تاريخٍ لظهور مصطلح التجويد بالمعنى الاصطلاحي ، ولم أكن وقفتُ عليه حين كتبتُ بحثي ( علم التجويد : نشأته ومعالمه الأولى ) سنة 1400هـ=1980م، والذي رجحت فيه أن أول استعمال لكلمة التجويد بالمعنى الاصطلاحي كان في القرن الرابع الهجري ( تنظر ص60 من كتاب : أبحاث في علم التجويد) .
ووقفت على هذا الأثر حين كتبت أطروحتي للدكتوراه سنة 1405هـ = 1985م ، وأثار لدي إشكالاً حول صحة الاستنتاج السابق بشأن تاريخ استعمال مصطلح التجويد ، ولمَّا كانت الشواهد التاريخية تدل على تأخر ظهور مصطلح التجويد حتى القرن الرابع الهجري ، فإني رجحت أن يكون النص الأصلي للأثر المذكور هو (الترتيل حفظ الوقوف ، وبيان[أو تحقيق ، أو أداء] الحروف) سواء كان مرفوعاً أو موقوفاً ، وقلت : "وهذه الرواية أقرب إلى واقع الاستخدام الاصطلاحي لكلمة التجويد" (ينظر ص16 هامش 1، من كتاب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ).
هذه خلاصة ما عرفته عن هذا الأثر ، وما كتبته حوله من قبل ، وأرجو أن يكون في هذا توضيح لما ورد في كلام الدكتور أنمار ، وعسى أن يكون فيه ما يجعله يراجع بعض عباراته التي استعملها ، من مثل قوله (زعم) التي قالوا عنها قديماً بأنها مطية الكذب ، وآمل أيضاً أن يكون قد وَضَحَ أني لم أرجع عن كلامي السابق ، لأني لم أجد إلى الآن ما يحملني على تعديل تصوري الذي استخلصته من قبل عن تاريخ استعمال مصطلح التجويد ، وإذا ظهر ما يقتضي مراجعة موقفي هذا فإني سوف أسارع إلى ذلك ، والله تعالى أعلم .
 
حاشاك من امتطائه بل أنت فوق الثقة فيما تنقل لكن الكلام في الاستنباط ولا مجال للكذب في الاجتهاد فتعين معنى آخر يراد به المشكوك فيه.

وللفائدة:
الزعم يطلق على ثلاثة معان ذكرها ملا علي القاري فقال ما نصه:
"والزعم قد يطلق ويراد به:
1- القول المحقق
وإن كان أكثر استعماله في:
2- المشكوك فيه
3- أو في الظن الباطل "
اهـ http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=2&Rec=2905

وحديث الباب رواه أبو داود وفي اتصال سنده كلام
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=4&Rec=6188
 
غفر الله لك يادكتور أنمار
الجميع يعلم أنك لا تقصد إلا خيرا ، ولكن بعض العبارات ينبغي تجنبها خصوصا في مقام التعقب والنقد ، وكذلك ينبغي التلطف والتأني في نقد الأكابر والأجلاء.
وأول من توجه إليه هذه النصيحة (الزاعم الكبير) كاتب هذه السطور.
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى.
 
أشكر أخي الدكتور أنمار على حسن ظنه بي ، كما أشكره على الفائدة التي ذكرها ، وأشكر أخي الأستاذ ضيف الله العامري على تعقيبه ، وأقول له : ليتك عممت الدعاء بالمغفرة ، فنحن جميعاً بحاجة إلى ذلك .
 
المعذرة، مع العلم أن هذا الموضوع قد تكلم فيه قديما، وإنما أحببت أن أثري هذا البحث بقولي، أني قد وقفت على مخطوط، وهو مخطوط
احققه في رسالة الماجستير بالجامعة الإسلامية، وفيه :
وقد روي عن ابن عباسٍ[SUP]([1])[/SUP] – رضي الله عنهُ - قال: سألت رسُول الله صلى الله عليه وآله سلم عن قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، فقال: "حفظُ الْوُقُوف، وأداءُ الحرُوف"[SUP]([2])[/SUP]، وفي رواية عليٍّ [SUP]([3])[/SUP]- عليه السَّلام[SUP]([4])[/SUP] -: "حفظ الوقوف، وبيانُ الحرُوف"[SUP]([5])[/SUP].
فالناظر في هذا النص، يجد التوافق بينه وبين كلام الدكتور غانم قدوري الحمد، مع العلم أن صاحب المخطوط التبريزي فقد كتب هذا الكتاب بخط يده في عام (711هـ) فهو متقدم على السمرقندي، ولا نعلم من أين نقل هذا النقل!!!

 
عودة
أعلى