تعليم القرآن وأخذ الأجر عليه.

إنضم
23 سبتمبر 2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
بسم الله الرحمن الرحيم

هناك اختلاف في جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن للناس فهناك من أجازه و هناك من رأى أن الأصل هو أن لا يأخذ عليه أجرة، و لا يخفي على أحد أن في عصرنا هذا كثير من الائمة يتقاضون أجورا و كذلك هناك من يتسابق لكي ينال شهادات علمية لم يسمع بها السلف من قبل(إجازة، ماستر. دكتوراه ...و و .
و لكن بعيد عن جواز أخذ الأجرة عليه أو لا، فإن هناك من يظن أنه إذا أخذ الأجرة على تعليم القرآن فإنه سيكون كذلك له أجر و ثواب في الآخرة، يعني يأخذ أجرا في الدنيا و في الآخرة و بذلك يكون له أجران. فكيف من أخذ الأجرة على تعليم القرآن يكون له أجران بينما الذي علم القرآن بدون أجرة له أجر واحد.
فالذي تعلم القرآن ليقول له عالم حرم من الأجر في الآخرة لأنه أخذ أجرته في الدنيا في قول الناس عنه أنه عالم.
في حديث عن الرسول صلى الله عليه و سلم
{ ورجل تعلم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار
 
بارك الله فيكم أختي الكريمة .
من تصدى لتعليم القرآن الكريم بأجرة أو بغير أجرة فهو مأجور عند الله سبحانه وتعالى، وأخذ الأجرة هو مقابل التفرغ للتعليم مثله مثل تعليم أي علم من العلوم، فإن تنازل المعلم عن أجرته لاستغنائه عن المال فله أجره عند الله، وليس معنى ذلك إثم من أخذ الأجرة على تعليم القرآن.
وكلام العلماء في ذلك طويل وهذه خلاصته، حيث قالوا: إذا وجد من يعلم القرآن حسبة لوجه الله وحصل به الكفاية فالحمد لله،وإن لم يوجد من يتفرغ لتعليم القرآن إلا بمقابل فيجب تكليف من يعلم القرآن ودفع المال له من بيت المال أو من المحسنين بحيث لا ينتشر الجهل بالقرآن في الناس.
وأما الحديث الذي أوردتم فلا مكان له هنا، وإنما هو في حق المرائي الذي يعمل العمل لغير وجه الله مشركا فيه غير الله من أهل الدنيا، وتصدى لتعليم القرآن رئاء الناس وطلباً للدنيا، سواء علّم القرآن بأجرة أو بدون أجرة. ولذلك قيل له يوم القيامة توبيخاً: ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم. وهذا هو سبب دخوله للنار، فهو عمل لغير الله ودخل الشرك في عمله، وأحبط اللهُ علمه وأدخله النار.
 
شكرا الأخ الكريم على مشاركتك و جزاك خيرا .

نعم الحديث هو يقصد به المرائي و كانت له نية واحدة وهو قول الناس أنه عالم و كانت تلك هي غايته.
و هناك فرق بين الغاية و الوسيلة، فمن كان يأخذ الأجرة على تعليم القرآن كوسيلة فقط أي أنه إذا لم يحصل على المال و الأجرة لن يكن قادر على تعليم الناس و يكون بذلك فساد في الأرض، فهذا يجوز له أخذه و له أجران.

أما الذي أخذ الاجرة على تعليم القرآن و كانت تلك هي غايته فقط فإن أجره سيأخذه فقط في الدنيا.
و الله أعلم
 
عودة
أعلى