سؤال عن قائل : لولا ان ابن مجاهد سبقني الى حمزة لجعلت يعقوب الحضرمي

إنضم
13 أبريل 2004
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
من القائل المقصود بكلام شيخ الإسلام أبن تيمية :ولهذا قال من قال من أئمة القراء لولا ان ابن مجاهد سبقني الى حمزة لجعلت يعقوب الحضرمي امام جامع البصرة وامام قراء البصرة في زمانه في راس المائتين .مجموع الفتاوى 13/390
 
أخي الكريم
بحث في بعض الكتب التي ترجمة ليعقوب ، كما بحث في رسالة ماجستير للأخ أحمد المطيري ( كتاب السبعة لابن مجاهد عرضًا ودراسة ) ولم أجد شيئًا يخص هذه العبارة .
ومن باب الفائدة عثرت على شيء يتعلق بالتسبيع ، ومن هو الأحق بأن يكون السابع ، وإليك هذان النقلان :
الأول : قال مكي بن أبي طالب في كتاب الإبانة ( 27 ـ 28 ) : (( ... فكيف يجوز أن يظن ظان أن ه8ؤلاء السبعة المتأخرين قراءة كل واخحد منهم أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا خطأ عظيم .
أكان ذلك بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أم كيف ذلك ؟
وكيف يكون ذلك والكسائي إنما أُلحق بالسبعة بالأمس في أيام المأمون .
وغيرُه كان السابع ، وهو يعقوب الحضرمي ، فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاثمائة أو نحوها الكسائيَّ في موضع يعقوب ...)) .
الثاني : في المرشد الوجيز لأبي شامة ( ص : 162 ) ، قال : (( ... قال : ولولا أن أبا بكر شيخنا جعله سابعًا لأئمة القراء ـ يعني : ابن عامر ـ فاقتدينا بفعله ؛ لنه لم يزل موفقا ، فاتبعنا أثره ، واهتدينا بهديه ؛ لما كان إسناد قراءته مرضيًا = لكان أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش أولَى بذلك منه ؛ إذ كانت قراءته منقولة عن الأئمة المرضيين ، وموافقة للمصحف المأثور باتباع ما فيه ، ولكننا لا نعدل عما مضى عليه أئمتنا ، ولا نتجاوز ما رسمه اولونا ؛ إذ كان ذلك بنا أولى ، وكنا إلى التمسك بفعلهم أحرى )) .
والقائل لهذا النص هو أبو طاهر بن أبي هاشم تلميذ ابن مجاهد .
والله الموفق .
 
العبارة نقلها عنه الإمام ابن الجزري في النشر كما هي وزاد عليها ما يلي:

ولهذا قال بعض من قال من أئمة القراء لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع ‏البصرة وإمام قراء البصرة في زمانه وفي رأس المائتين، ثم قال أعني ابن تيمية: ولذلك لم يتنازع علماء الإسلام المتبعون من ‏السلف والآئمة في أنه لا يتعين أن يقرأ بهذه القراآت المعينة في جميع أمصار المسلمين بل من ثبتت عنده قراءة الأعمش ‏شيخ حمزة أو قراءة يعقوب الحضرمي ونحوهما كما ثبتت عنده قراءة حمزة والكسائي فله أن يقرأ بها بلا نزاع بين العلماء ‏المعتبرين من أهل الإجماع والخلاف، بل أكثر العلماء الأئمة الذين أدركوا قراءة حمزة كسفيان بن عينية وأحمد بن حنبل ‏وبشر بن الحارث وغيرهم يختارون قراءة أبي جعفر بن القعقاع، وشيبة بن نصاح المدنيين، وقراءة البصريين كشيوخ ‏يعقوب وغيرهم على قراءة حمزة والكسائي، وللعلماء الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف عند العلماء، ولهذا كان ‏أئمة أهل العراق الذين ثبتت عندهم قراءات العشر والأحد عشر كثبوت هذه السبعة يجمعون في ذلك الكتب ويقرأونه ‏في الصلاة وخارج الصلاة وذلك متفق عليه بين العلماء لم ينكره أحد منهم.‏

اهـ بنصه

وأظنك ستجد العبارة في منجد المقرئين لابن الجزري إن لم تخني الذاكرة، وليس بين يدي الآن
 
نظرت في منجد المقرئين فوجدته نقل نفس العبارة أعلاه بدون إيضاح للقائل ص 110

وذكر في طبقة ابن مجاهد إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي قرأ برواية يعقوب وأقرأ بها، وألف كتابا في القراءات الثمان
فمثله ينظر في كتابه إن تيسر

وترجمته في معرفة القراء 1/ 368
والغاية 2/ 119

وكذا ينظر في كتب القراءات الثمان ممن أضاف يعقوب ثامنا.




وفي ص 218 ذكر ابن الجزري كلاما نفيسا للإمام العلامة عبد الرحمن بن الحسن بن بندار أبو الفضل العجلي الرازي ت 454 هـ في كتابه الذي ألفه في معاني حديث الأحرف السبعة ومنه نسخة خطية بمكتبة الأحمدية بحلب وهي الآن بمكتبة الأسد.

فذكر له كلاما نفيسا وفيه كيف أنهم أجمعوا على القراء الخمسة، ثم كيف أنهم بعد ذلك صاروا يقدمون في التأليف ما فوق الخمسة ما شاؤوا حسب ما تيسر لهم
إلى أن جاء ابن مجاهد وكيف أنه تربص مدة يترجح فيها بين تقديم علي بن حمزة وبين يعقوب إلى أن ترجح له تقديم علي وحمزة في تسبيعه المشهور
ثم العلماء بعده لدفع هذه الشبهة لم يرجعوا إلى الخمسة بل زادوا ما تجده في الثمانية فصاعدا

ثم قال:" وهذا الذي ذكرته عمن زاد من الأئمة على السبعة مع العلة التي ذكرتها الموجبة لذلك على التخمين قلته لا عن سماع سمعته لكني لم أقتف أثرهم تثمينا في التصنيف أو تعشيرا أو تفريدا إلا لإزالة ما ذكرته من الشبهة."

ثم لما ساق بقية كلامه قال ابن الجزري: "اهـ كلام الإمام الرازي وهو كما ترى في غاية الإنصاف والمتانة."

ملحوظة:
للإمام أبي عمرو الداني كتاب مفردة يعقوب رحمه الله تعالى.
 
الدكتور الفاضل أنمار
بورك فيك على هذه الفوائد النفيسة ، وكأنك تفتح بابًا لبحث علمي دقيق عن هذه المسألة ، وكم أتمنى ممن له عناية بالقراءات من المشاركين في هذا الملتقى أو غيرهم أن يبحثوا مثل هذه المسائل الجزئية .
وكم في تراجم القراء في (غاية النهاية ، لابن الجزري ) من نفائس ودرر تتعلق بتاريخ القراءات والإقراء ، فلو جُمعت وأفردت مع تعليقات مناسبة لكان فيها فائدة عظيمة ، والله الموفق .
 
عودة
أعلى