سؤال عن معاني ألفاظ القرآن

Amara

New member
إنضم
3 فبراير 2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

وصف الله تعالى لغة القرآن باللسان فقال تعالى: بلسان عربي مبين، ووصف لغة الطير بالمنطق فقال تعالى: منطق الطير، ووصف لغة النمل بالقول فقال تعالى: فتبسم ضاحكا من قولها، وكذلك لغة السماوات والأرض فقال تعالى: قالتا أتينا طائعين، ووصف لغة الدابة بالكلام فقال تعالى: أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم.

وحقيق أن ننظر في اختلاف هذه الألفاظ الدالة على اختلاف عميق في المعنى وإن تقارب في أذهاننا ذلك.
فما هي المعاني والفروق بين كل تلك الألفاظ ؟

يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول (السنة الثانية من الماستر في العلوم الإسلامية)
 
قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).
البشر تتعدد ألسنتهم، فنزل القرآن بلسان قوم بعينهم.
ويظهر لي أن هذا هو وجه نسبة القرآن إلى اللسان، والله أعلم.
 
أم الطير والحيوان والنمل فموضوعات التخاطب بينها محدودة جدا وتؤدى بأصوات تختلف نغماتها ولا حروف فيها لذا كانت أداة فهمها المنطق، وليس كالإنسان حيث لا حد لموضوعات تخاطبه فاحتاج إلى حروف يعين على التفصيل الكثير.
هذا والله أعلم.
 
أما ذكر الدابة بأنها تكلم الناس فوصف حال مستقبل، لم يعرض للغة خطاب الدابة ولا وصفها، وكذلك يقال في السموات والأرض.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

جزاك الله خيرا أخي محمد عبدالله آل الأشرف، غير أني أود التعقيب على جوابك:
فقولك
البشر تتعدد ألسنتهم، فنزل القرآن بلسان قوم بعينهم.
ويظهر لي أن هذا هو وجه نسبة القرآن إلى اللسان، والله أعلم.
مستشهدا بقوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).

يعارضه قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

وقلت
أما الطير والحيوان والنمل فموضوعات التخاطب بينها محدودة جدا وتؤدى بأصوات تختلف نغماتها ولا حروف فيها لذا كانت أداة فهمها المنطق، وليس كالإنسان حيث لا حد لموضوعات تخاطبه فاحتاج إلى حروف يعين على التفصيل الكثير.

فأما قولك أن موضوعات التخاطب بينها محدودة فهذا ما يظهر لكنه قد لا يكون كذلك. إذ استوجب الأمر تعليمه للانبياء كما في قوله تعالى: علمنا منطق الطير. فلو كان سهلا ومحدودا ما استوجب ذلك أن يكون علما.
أما قولك لا حروف فيها فقول مبني على سماعك وعدم فهمك له.. وربما لو استعمت لصوت صيني لقلت نفس الكلام.. فليس معنى النغم أن لا يكون له حرف.
ثم إن الإنسان لم يكن له لسان مفصل إلا العربي.. أما بقية ما ينسب للبشر من لهجات ولغات فتبقى أعجمية لا تفصيل فيها.

وقلت:
وأما ما جاء في القرآن عن الهدهد والنملة فكان عن طريق الحكاية لا نقل المحكي تماما.... أما ذكر الدابة بأنها تكلم الناس فوصف حال مستقبل، لم يعرض للغة خطاب الدابة ولا وصفها، وكذلك يقال في السموات والأرض.
فالقول في الهدهد والنمل أنه حكاية عنهم، فهذا يفهم بوجهين: أن الحكاية في القرآن لا تقدم تفصيلا، وهذا منكر لا أحد يقول به.. أو أنها تقدم تفصيلا، توقف عليه فهمنا أم لا، فوجب تثويره وتدبره وكشف بعض ما فيه من علم.
وكذلك الأمر بالنسبة للدابة..
فإنك إن قلت أنه مجرد حكاية لا يفيد معنى المحكي تماما.. حكمت بذلك بغلق باب قد فتحه الله تعالى وأمرنا بولوجه حين قال: أفلا يتدبرون القرآن.
والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول (السنة الثانية من الماستر في العلوم الإسلامية)
 
أما شاهد معارضتك لا يسعف في المعارضة شيخنا
حيث مدار كلامنا حول اللسان لا عموم الرسالة للناس كافة .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

أخي الحبيب محمد،
أما كون قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يعارض
استشهادك بقوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )، للحكم بأنه ما دام البشر تعددت ألسنتهم، فقد نزل القرآن بلسان قوم معينين، وأن ذلك مما أبدى عندك أنه وجه نسبة القرآن إلى اللسان والله تعالى أعلم. فلوجوه:
الأول: أن البين من الآية أنه ما من رسول إلا وأرسل بلسان قومه، فهل أمر لسان القوم مرتبط بالرسول أم بالرسالة ؟ فإن كان مرتبطا بالرسالة فما جدوى أن يشدد القرآن على ذكر اللسان الذي به أنزل ؟
الثاني: أنه لما وصف القرآن، قال تعالى: بلسان عربي مبين.. فجعل البيان فيه مخصوصا. فهل تعلق البيان هنا بالرسول، كما في قوله تعالى: ليبين لهم.. حكاية على الرسل.. أم تعلقه بالرسالة التي هي القرآن. والتي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقيت بيانا للناس جميعا.
الثالث: أن البين من الآيتين عموم وخصوص. ففي قوله تعالى:
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.. بيان لعموم عمل الرسل. وفي قوله تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون، بيان لخصوص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وخصوص رسالته.
الرابع: أنه لما كانت الرسالة كافة للناس، استوجب أن يكون بيانها كاف للناس جميعا.
الخامس: أن نسبة لسان القرآن لم تكن نسبة لقوم، إذن لعرف العربي فقال، بلسان العربي مبين. ولكن النسبة كانت على سبيل الإنكار.
السادس: أنه لما عرف العجمة قابها بالتفصيل، فقال تعالى: ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته. بمعنى اقتضاء التفصيل أن يكون عربيا. ولعلك تفهم من قوله تعالى: أأعجمي وعربي ؟ معنى التفصيل في ذلك.. ومع قوة العبارة في قوله تعالى وعربي، بحيث لا نستطيع استبدالها. لكن يمكننا أن نسأل، هل لها وجه أن يكون شيء من معناها: أأعجمي ومفصل ؟

السابع: أن قوله تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون. يبين فيها قول أكثر الناس وربط ذلك بالبيان العربي، وهذا ملاحظ عند الباحثين. بحيث يستغرب أحدنا أن الرسالة كونها كافة للناس، هي رسالة للذين يعلمون أيضا.. ومن خلالها يتبينون ما في هذا القرآن من العلم. والذين يعلمون فقط من يتبينون أن هذا الرسول هو للناس كافة وذلك من خلال تدبرهم واستنطاقهم للقرآن.
هذا والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم
د. عمارة سعد شندول (السنة الثانية من الماستر في العلوم الإسلامية)
 
بسم الله الرحمن الرحبم
الآيات الكريمات أخذت مني وقتا حتى أجد وجه الإعجاز في دقة التعبير القرآني في كل آية و أغلب التفاسير في التوجيه البلاغي لهذه الآيات بل و غيرها -في الأغلب - عبارة عن اجترار لكلام الزمخشري مع زياد أو نقصان فما زلت أبحث حتى وجدت ضالتي عند إمام البلاغة و مؤسس نظرية النظم عبد القاهر الجرجاني في تفسيره دَرْجُ الدُّرر في تَفِسيِر الآيِ والسُّوَر يقول مبينا وجه الفرق بين المنطق - بمعناه اللغوي - و القول و التكلم :-

"مَنْطِقَ الطَّيْرِ: أخص من القول، وأعمّ من التّكلّم لأنّ القول يوصف به الجماد، والنطق لا يوصف به إلا ذوات الأرواح، والتكلّم لا يوصف به إلا القادر على تضمينه مقولة حروف التهجّي".انتهى بتصرفيسير . بل ما أحسن وأدق تعبيره حين قال في تفسير قوله تعالى{ أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم } :-بلسان معهود معروف فيما بين الناس.
هذا هو التوجيه البلاغي من إمام البلاغة العربية و فرق بين صاحب الأصالة و بين غيره
إذا قالت حذامِ فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذامِ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

أخي الحبيب ابراهيم راشد، بورك فيك.
قلت:
بسم الله الرحمن الرحبم
الآيات الكريمات أخذت مني وقتا حتى أجد وجه الإعجاز في دقة التعبير القرآني في كل آية و أغلب التفاسير في التوجيه البلاغي لهذه الآيات بل و غيرها -في الأغلب - عبارة عن اجترار لكلام الزمخشري مع زياد أو نقصان فما زلت أبحث حتى وجدت ضالتي عند إمام البلاغة و مؤسس نظرية النظم عبد القاهر الجرجاني في تفسيره دَرْجُ الدُّرر في تَفِسيِر الآيِ والسُّوَر يقول مبينا وجه الفرق بين المنطق - بمعناه اللغوي - و القول و التكلم :-
"مَنْطِقَ الطَّيْرِ: أخص من القول، وأعمّ من التّكلّم لأنّ القول يوصف به الجماد، والنطق لا يوصف به إلا ذوات الأرواح، والتكلّم لا يوصف به إلا القادر على تضمينه مقولة حروف التهجّي".انتهى بتصرف يسير . بل ما أحسن وأدق تعبيره حين قال في تفسير قوله تعالى{ أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم } :-بلسان معهود معروف فيما بين الناس.
هذا هو التوجيه البلاغي من إمام البلاغة العربية و فرق بين صاحب الأصالة و بين غيره
إذا قالت حذامِ فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذامِ
وما ذكرته مقتبسا من الجرجاني عن منطق الطير جميل ورائع، لولا أن كسر كلامه قول الهدهد، إلا أن لا يكون الهدهد من جملة الطير.
لقد وصف الله تعالى من الطير منطقه، غير أنه لما أراد وصف الهدهد قال تعالى: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ، فوصفه بالقول. فهل الهدهد جمادا حتى يختص القول بالجمادات ؟
ثم ما سر محاكمة الهدهد ؟ وكيف يستحق العقوبة إذا لم يكن منطقهم غزير أمره ؟

يغفر الله لي ولكم

د. عمارة سعد شندول
(السنة الثانية من الماستر في العلوم الإسلامية|جامعة شنقيط العصرية)
 
إذن يكون كلامك في المنطق كمن أعاد اللغة إلى اللغو وكلاهما بعيد.
ولو أمعنت النظر لوجدت أن الآية تخبر أن منطق الطير علم يعلم، قال تعالى: علمنا منطق الطير، والعلم أكبر من أن يختزل في صوت. والله تعالى أعلم
 
عودة
أعلى