ضيف الحلقة (119) يوم السبت 25 رمضان 1431هـ

إنضم
25 سبتمبر 2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (119) يوم السبت 25 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم، الأستاذ بجامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة سابقاً .

وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة الفرقان .
- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول السورة وحول الجزء الخامس والعشرين من القرآن الكريم .

نسأل الله التوفيق والسداد ،،

وللضيف مؤلفات عديدة منها :
المعجزة والرسول من خلال سورة الفرقان
64aa0499db7fb7.jpg




b.gif


الحلقة الخامسة و العشرون
سورة الفرقان
***********
tafsir25.gif





 
جزاكم الله خيرا
وددت إن تمكنتم أن تسألوا الدكتور مصطفى هذا السؤال :
يقول الله تعالى في سورة يونس :
[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P210]ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ[/FONT][FONT=QCF_P210]ﮰ[/FONT][FONT=QCF_P210] ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ[/FONT][FONT=QCF_P210]ﯝ[/FONT][FONT=QCF_P210] ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]يونس:
وفي وسورة الفرقان يقول تعالى :
[FONT=QCF_BSML]ﭽ [FONT=QCF_P364]ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ[/FONT][FONT=QCF_P364][/FONT][FONT=QCF_P364] ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT][/FONT]

[FONT=QCF_BSML]فما مناسبة تقديم نفي الضر على النفع في يونس وتأخير ذلك في الفرقان والعكس ؟[/FONT]
[FONT=QCF_BSML]بورك فيكم [/FONT]
 
وفي نفس موضوع سؤال الأخ أبو عاتكة أضيف الآية التالية في سورة الفرقان التي قدمت النفع على الضر وهي قوله تعالى
(وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3))

وسؤال آخر:
وردت كلمة (تبارك) في سورة الفرقان ثلاث مرات فهل لهذا دلالة معينة وارتباط بموضوع السورة؟
(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1))
( تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا (10))
( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61))

وكذلك ما هي دلالة تكرار كلمة (الرحمن) أربع مرات في السورة دون غيرها من أسماء الله الحسنى وصفاته ؟
سؤال ثالث:
ورود صفات عباد الرحمن في آخر السورة هل له ارتباط بموضوع السورة وهو الفرقان؟ هل لأن هذه الصفات لا تتحقق إلا إذا جعل الإنسان هذا القرآن فرقانًا في حياته يفرق به بين الحق والباطل في كل المسائل صغيرها وكبيرها؟
 
ما شاء الله لا قوة إلا بالله! بارك الله فيك دكتور مصطفى وزادك علمًا وتدبرًا وفهمًا لكتاب الله العزيز ولا أملك أمام هذا العلم الرباني إلا أن أحمد الله على ذلك وأدعوه تعالى أن يبارك لك في علمكم وينفعنا بما علمكم ويطيل عمركم في طاعته وخدمة كتابه.
ليت الحلقة كانت سهرة قرآنية مع سورة الفرقان فهي تستحق أن تخصص لها الساعات الطوال ولعل في الأيام المقبلة إن شاء الله تخصص حلقات لتناول هذه السورة ويكون فيها الدكتور مصطفى الضيف الكريم ليفيض علينا مما علمه الله تعالى.
حفظكم ربي ورعاكم والشكر موصول للدكتور عبد الرحمن على حسن إدارة الحلقة جعلها تعالى في ميزان حسناتكم وتقبلها القبول الحسن.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت إضافة الروابط للحلقة المميزة في المشاركة الاولي
الدكتور مصطفي مسلم أمة وحده في التفسير
زادكم الله علما
بارك الله فيكم
 
صدقت أم الحارث فيما قلت أسأل الله تعالى أن يبارك في عمر الدكتور مصطفى ويعيد هذه اللقاءات القرآنية معه في القريب العاجل ولا أدري كيف تغفل القنوات الفضائية عن أمثال الدكتور فلا يخصصون له برنامجًا في التفسير؟
 
وهذا نص الحلقة بفضل الله تعالى
سورة الفرقان
إسم السورة
د. مصطفى: تسمى السورة سورة الفرقان والفرقان إسم أو وصف من أوصاف القرآن الكريم. البعض يسمي هذه الأسماء كلها أسماء للقرآن القرآن والفرقان والكتاب والتنزيل بعضهم يقول الإسم العلم هو القرآن والباقي أوصاف له. على كل حال الفرقان سواء كان إسما من أسماء القرآن أو صفة من صفات القرآن الكريم فإسم السورة "الفرقان". وهو الإسم الوحيد لها. وهي سورة مكية نزلت في المرحلة الثالثة كما قسّمنا مراحل القرآن المكي إلى أربعة مراحل فهي في المرحلة الثالثة مرحلة إثارة الشبهات ومحاولة إبطال الحجة بالحجة، محاولة بيان أن هذا القرآن الكريم ليس من عند الله يلقون الشبهات ويثيرون الشبهات حول هذا الأمر لكي يبطلوا أمر القرآن وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك محور السورة كله يدور على قضية أن القرآن منزّل من عند الله سبحانه وتعالى سواء عن طريق رد شبهاتهم أو بيان مزايا القرآن الكريم ولذلك أنا عندما سميت الكتاب "المعجزة والرسول" لأن المعجزة التي هي معجزة القرآن الكريم أثبتت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمعجزة كانت طريقًا إلى إثبات صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام
د. عبد الرحمن: وإلا فموضوعها الأصلي هو عن القرآن
د. مصطفى: عن القرآن أنه منزّل من عند الله. من باب اللازم يلزم من هذا الأمر إذا كان القرآن من عند الله منزّل على من؟ على رسول الله فالرسول رسول صدق من عند الله سبحانه وتعالى فالأمران المعجزة والرسول مترابطان. كون القرآن من عند الله وكونه معجزة يثبت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مرسلٌ من عند الله. ولذلك في هذه السورة ما اجتمعت أمور كثيرة من وجوه إعجاز القرآن كما اجتمعت في سورة الفرقان فيها الإعجاز البياني وفيها الاعجاز العلمي وفي هذه السورة الإعجاز التشريعي وفيها الاعجاز الغيبي، أنواع الإعجاز الأربعة كلها مذكورة في هذه السورة.
د. عبد الرحمن: إذن موضوعها هو عنوانها
د. مصطفى: لذلك قضية المناسبة بين الإسم والمحور واضحة جدًا وبين المقاطع والمحور واضحة جدًا.
د. عبد الرحمن: لنأخذ المناسبة ما بين سورة الفرقان والسورة التي سبقتها سورة النور
د. مصطفى: مناسبات عظيمة جدًا. في آخر سورة النور جاء توقير وتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (62)) هذا نوع من التكريم عندما ينصرف الإنسان عن المجلس أن يستأذن من ريس الجلسة توقير للمجلس ولرئيس الجلسة. (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)) لا تنادوه باسمه المجرّد ولا تنادوه نسبة إلى أبيه محمد بن عبد الله، أبو القاسم ولكن بلقب الرسالة ولذلك أعتب على بعض الإخوة الدعاة عندما يتكلمون في كلامهم قال محمد بن عبد الله، رسول الله ما تشرّف بنسبته إلى عبد الله وإنما شرفه في الرسالة ولذلك الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقولون فداك أبي وأمي يا رسول الله، فديتك يا رسول الله، تعظيم رسول الله بلقب الرسالة، بلقب النبوة أما إسمه وإسم أبيه كأي شخص أو اي عظيم لا يستساغ هذا، (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا). هذه في تعظيم رسول الله في سورة النور وفي افتتاحية سورة الفرقان نأخذها من (عبده) (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ (1)) كل مقام أضيفت العبودية إلى الله أو إلى الضمير العائد إلى الله فهي إضافة تشريف وتكريم ولذلك كل الأنبياء ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مقام التشريف نودي بالعبد: في ليلة الاسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ (1)) في مقام المعراج جبريل تخلى عنه قال لو تجاوزت هذا لأحرقت سبحات وجهي وأحرقتني وقف عندها، خوطب بلقب العبودية الرسول صلى الله عليه وسلم (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) النجم)، (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا (23) البقرة) مقام العبودية مقام تشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم والحكمة في ذلك أن الشيء إذا صُنِع لأمر ما فتحقيق هذه الغاية هو اشرف شيء لهذا الشيء. ربنا سبحانه وتعالى يقول (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات) إذا كانت الحكمة من خلق البشر هي العبودية فإذن صفة العبودية أشرف الصفات للبشر ولذلك في تشريف وتعظيم لرسول الله في نهاية سورة النور وفي أول سورة الفرقان.
د. عبد الرحمن: هل هناك تناسب بين أول الفرقان وآخرها؟
د. مصطفى: نعم، ذُكِر في أول الفرقان (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ (1)) والكتاب الذي نزل وهو الفرقان والعبد الذي نزل ومهمة العبد الذي نزل عليه القرآن كلها تكررت في آخر السورة: الله المنزِل الرسول المنزل عليه والكتاب المنزل ومهمة الرسول عليه الصلاة والسلام وهي الإنذار.
د. عبد الرحمن: ندخل في التفاصيل حتى لا يدركنا الوقت لأن سورة الفرقان مليئة. من الأشياء التي تلفت النظر فيها الحديث عن أميّة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه السورة وكان يتهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه يختلق القرآن وهذه التهمة حتى اليوم تكررفي بعض كتابات الذين يطعنون في القرآن من المستشرقين وبعض الذين يقلّدون المستشرقين بإتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يقرأ وكان يكتب
د. مصطفى: أمية الرسول صلى الله عليه وسلم هي مسلّمة عند المشركين ولذلك كان المشركون من العرب من قريش أكثر إنصافًا من المستشرقين الآن، هم سلّموا أن محمدًا أميّ. وقبل أن نسترسل في الأمر الأميّة صفة نقص في كل البشر إلا في رسول الله فهي صفة كمال لأنها أبرز لمعجزة القرآن الكريم. لو كان غير أميّ لو كان كاتبًا قارئًا يحاول اختلاقه المستشرقون الآن يقولون اطلع على كتب السابقين وجمع من هنا وهنا أشياء فألّف هذا القرآن نسبه إلى الله تعالى، فلما كان مسلمًا عن العرب أنه أميّ ما خطً خطًا في كتاب ولا قرأ في كتاب ولا تعلم على يد بشر ثم جاء بهذه المعجزة العظيمة تحدّى الإنس والجن (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء) أبرز شيء أنه جاء على لسان أمّيّ، فيكم القارئ يا مشركون وفيكم الكاتب والشاعر والخطيب أنتم تقولون محمد اختلق، إختلقوا، إئتوا بعشر سور مثله مفتريات افتروا من عند أنفسكم ثم إلى سورة واحدة. فما دام عندما جاء من أميّ فكانت أبرز مكانة للقرآن الكريم. هم قالوا (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)) ما قالوا هو كتبها لأنه أمي ولكن طلب من غيره يكتبها له وهي تُملى عليه، من فطنتهم المشركون كانوا أذكياء عندما يتهمون ما نسبوا وقالوا محمد تلقى أو أعانه أو أعطاه المعلومات واحد كبار قريش لأن كبار قريش واحدهم منهم يعرف الآخر ويعرفون قدراتهم ويعرفون الوليد بن المغيرة شيء وأبو جهل كلهم يعرفون بعضهم لكنهم نسبوا من الذي يملي على محمد هذه الأساطير؟ قوم آخرون، صهيب الرومي، يسار، فلان، من الموالي الأعاجم حتى يوهموا الناس بأن هؤلاء الأعاجم عندهم ثقافة، عندهم معلومات ما هي معروفة في أهل مكة حتى تلقى الشبهة رواجًا لدى الآخرين.
د. عبد الرحمن: فقولهم (فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) وقولهم (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا) فيها تبرئة له أنه لا يكتبها
د. مصطفى: ما نقلها من كتاب، ما أخذها من كتاب. أما المستشرقون يحاولون بذل الجهود وجاؤوا بروايات قد تكون هنالك رويات أن الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية مسح كلمة "رسول الله" ترضية لهم لأنه يريد أن يصل معهم إلى حلّ واقعي فهم اتخذوا هذه وبنوا عليها أنه كيف عرف صلى الله عليه وسلم كلمة "رسول الله" فمسحها حينما أبى عليّ أن يمسحها؟! العلماء المسلمون كتاب السيرة بينوا أن هذه آخر كلمة نطقها وكتبها عليّ فمد إصبعه ومسحها، حتى لو لم يكن كذلك يعتبروها معجزة لرسول الله إذا كتب شيئًا أو مسح شيئًا معينًا يعتبرونها خارقة ومعجزة لرسول الله لكن أميته معلومة للناس جميعًا
د. عبد الرحمن: وأثبتها الله تعالى في قوله (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) العنكبوت)
د. مصطفى: (النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ (157) الأعراف) مكتوب في كتبهم ولكنهم يتجاوزون كل ذلك أن محمد كان قارئًا
د. عبد الرحمن: لأن هذا يعينهم على ترويج تهمة اختلاقه، حتى الذين يقولون أنه أخذها من التوراة والإنجيل أتحداهم أن يأتوا بالتوراة الانجيل ويستخرجوا منها مثل القرآن
د. مصطفى: كثير من الأمور التي حرفوها أو كتبوها ذكرها القرآن الكريم وما استطاعوا أن يعملوا شيئًا حيال ذلك.
د. عبد الرحمن: لفت نظري في أول سورة الفرقان أن الله سبحانه وتعالى ذكر تكذيب المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم واتهامه بأنه يكتتب هذه الأساطير ويأتي بهذا القرآن من هنا وهناك ثم قال سبحانه وتعالى في الرد عليهم (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)) فهل سبب تكذيب هؤلاء الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم وطعنهم في القرآن هو تكذيب بالساعة فقط؟
د. مصطفى: ينبغي أن نقدم لنقطتين قبل أن ننتقل لهذه. هم أخفوا هذا الدافع ما قالوه مثلًا في بعض السور يأتي (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) يس) ولذلك جاء الرد عليهم في تلك المواطن استدلال برهاني (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) يس) ثم قدرة الله العظيمة المحيطة بكل شيء، فصّل, هنا الدافع الحقيقي لهم تكذيب الساعة ولم يبينوا هذا الدافع الله سبحانه وتعالى رد عليهم بذكر مشاهد الساعة كأنها واقعة ويتحدث عن مشاهدها فعلًا هؤلاء هذا الدافع لهم ما يريدون أن يؤمنوا بالساعة لماذا؟ كل الكفار وإلى يومنا هذا لا يريدون أن تذكرهم بالموت ولا بقيام الساعة. ولذلك صاحب الجنتين في سورة الكهف قال (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36)) ليس هناك ساعة وإن كانت هناك ساعة فكما أُوثرت في الدنيا بالمال والحسب والرجال سيكون لي مقام هناك أيضًا مفاهيم مختلة!. ما الدافع لتكذيبهم بالساعة؟ لا يريدون التكذير بالموت ولا قضية أن هناك قيام الساعة. الدافع للكفار بشكل عام في إنكار الساعة أنهم سيزولون عن هذا النعيم أو هذه المكانة والجاه والغنى الذي هم فيه فإما يزولوا عنها أو تزول عنهم لأن بالموت إذا بقوا في النعيم جاءهم الموت فزالوا
د. عبد الرحمن: إما يزال هو أو يزولون هم
د. مصطفى: هذه نقطة ضعف الإنسان، الإنسان لا يريد الزوال عن الشيء أو زوال الشيء عنه إذا كان في متعة أو شهوة أو غير ذلك هذه نقطة ضعف الإنسان قضية حب الخلود يريد أن يبقى خالدًا ولذلك الله سبحانه وتعالى لما رد عليهم (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)) هؤلاء الدافع الحقيقي لإنكارهم للرسالة للقرآن الكريم وإثارة الشهبات وإنكارهم لصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وإثارة الشبهات حوله أيضًا كلها لأنه جاء في القرآن ورسول الله يؤكد على قيام الساعة، ومعنى قيام الساعة زوال النعمة عنهم بل ومحاسبتهم على كل صغيرة وكبيرة عملوها في الدنيا والأمر الثالث أنهم كانوا على باطل وهؤلاء المستضعفون وهؤلاء الخصوم انتصروا عليهم وهم لا يريدون هذا الشيء لا يعترفون بالساعة لأن في ذلك زوال هذه النعم عنهم ومحاسبتهم على هذه النعم التي هم فيها وانتصارهم على
د. عبد الرحمن: وهذه نقطة الضعف التي دخل بها إبليس على آدم
د. مصطفى: نعم، قال تعالى (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120) طه) ولذلك في سورة الفرقان أكد الله سبحانه وتعالى الناحيتين أن النعيم مخلّد وأنتم مخلدون في النعيم (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا (15)) فهي جنة ونعيم لا يزول عنكم. (لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولًا) لهم فيها ما يشاؤون خالدين، أنتم خالدون أيضًا لا الجنة تزول عنكم ولا أنتم تزولون عنها فأكّد على هاتين النقطتين اللتان هما دائمًأ مثار تخوّف الناس أن هذا النعيم الذي أنا فيه سيزول عني أو أنا سأزول بالموت، في الجنة النعيم مخلد وأنتم مخلدون فهنالك حياة
د. عبد الرحمن: هل يمكن ربطها بالسنة التي كان يسنها صلى الله عليه وسلم وهي زيارة المقابر، ذكر هادم اللذات؟
د. مصطفى: تذكير، أكثروا من ذكر هادم اللذات لأنها تبين لكم أن هذه ليست دار خلود وأنتم ستحاسبون ستزولون إحسبوا حساب لدار الخلد التي هي الحياة الحقيقية هناك الرسول صلى الله عليه وسلم كان يذكر بالموت ويأمر بزيارة القبور لأنها تذكر بالموات. دائمًا عندما يكون الموت أمام ناظري أحد منا لا يتمادى في الباطل لا يريد أن يكثر من الأمور التي سيحاسب عليها. ولذلك كثير من السلف كان لا يتكلم بالكلمة يقول حتى أعرف مكانها هل هي لي أو علي؟ ما دام سأحاسب عليها إذن لا أُكثر من الكلام، لا أكثر من هذه الأمور التي ستثقل ميزان سيئاتي أو على الأقل التي سأحاسب واسأل عنها.
د. عبد الرحمن: مسألة أخرى في السورة في قوله سبحانه وتعالى (وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ (20))
د. مصطفى: هذا رد على قولهم (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)) وهذا موجود إلى يومنا هذا مع الدعاة عندما يعجزون عن الرد بالدليل والحجة على الدعوة يحاولون إثارة الشبهات على الداعية على صاحب الدعوة، في زماننا الحاضر بعض الدعاة اتهموه وقالوا أنتم تدعون إلى الحجاب والستر والعفة بنت فلان من الناس الذي تقولون أنه داعية تعمل كذا وكذا ثم تبين أنه ليس له بنات أصلًا، يحاولون إثارة الشبهات على الداعية نفسه فلما قالوا (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا) عندما استبعدوا أن يكون من البشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق وتعتوره الأمور الطارئة مرض وغيره هم لا يدركون حكمة الله سبحانه وتعالى في إرسال الرسل، سنة الله في الرسالات أن يكون الرسول من جنس المرسَل إليهم وهذه سنة إلهية، والحكمة في ذلك لأنه لو كان من غير البشر كيف يتفاهمون معه؟! لو كان الرسول من غير البشر لقالوا هذا عنده إمكانات وقدرات للتطبيق ليست عندنا فعندما يأتي الرسول منهم وهو قدوة لهم في كل أوامر الشرع سيكون التطبيق ممكنًا. العلماء يقولون هناك ثلاث احتمالات للتكليف، الله سبحانه وتعالى خلق الناس لعبادته فكيف يكلّفهم بالمطلوب منهم في هذه العبادة واستخلافهم في الأرض كيف يبلّغهم؟ إما بالوحي المباشر وهذا لا يحقق الحكمة لأن قضية الاختيار وأن يكون له إرادة واختيار هذا أمر مهم في التكليف، إذا أوحى إلى كل واحد من البشر أنت كطلف بهذا زالت قضية الاختيار، إذن هذه الطريقة لا تحقق الحكمة من التكليف. لو كان من غير البشر كيف يتفاهمون معه؟! لو كان من الملائكة؟ لو كان من الجن؟ من غير جنس البشر؟ إذن لا يمكن إلا أن يكون ممن اصطفاهم الله من البشر ليكون قدوة في التطبيق فكان حكمة الله في هذا.
د. عبد الرحمن: والله ذكر (قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً)
د. مصطفى: (قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً (95) الإسراء) الرسول من جنس المرسل إليهم هذا يحقق الحكمة الإلهية في ذلك.
د. عبد الرحمن: نأتي إلى مسألة أخرى في قوله سبحانه وتعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)) هذه مسألة أريدك أن تنبه إليها الآن ونحن في رمضان والناس ولله الحمد يقبلون كثيرًا على القرآن والكل يلاحظون ذلك أن الناس في رمضان يقبلون على القرآن وعلى القرآءة والحفظ والمراجعة لكن في شوال يرفعون المصاحف بعض الناس عنده مصحف يحفظه في البيت فإذا جاء رمضان أخرجه وقرأ فيه فإذا انتهى رمضان أعاده
د. مصطفى: هذا لون من ألوان هجر القرآن واللون الأهم الأخطر من الهجر أن لا يتدبروا القرآن ويطلعوا من خلاله على الآيات والبراهين الدالة على أنه منزّل من الله وأن الرسول الذي جاء به رسول صدق. الله سبحانه وتعالى ربط بين ثلاثة أشياء وأمرنا بتدبرها أولا الكون الذي يحيط بنا أمرنا أن نسير في الأرض وننظر كيف بدأ الخلق وفي آيات كثيرة جدًا ولا نهاية لها مهما تقدمت البشرية في دراسة الكون ومعرفة أسرار الكون لا نهاية لها إلا أن تنتهي البشرية. الأمر الثاني القرآن الكريم (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد) تدبر القرآن الكريم عندما يتخدوه مهجورًا لا ينظرون إلى هذه الآيات، الرسول صلى الله عليه وسلم لما قرأ آيات آخر سورة آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190)) قال "ويل لمن قرأها ولم يتدبرها" هذا نوع من الهجر أن لا نتدبر الآيات، بعض الناس قد يقرأ ويختم لكن وقفات التدبر قليلة. الأمر الثالث التي ربط القرآن الكريم بها قضية النفس البشرية، النفس البشرية مهما تعمق الإنسان في دراسة النفس (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات) لن يصل إلا إلى أجزاء صغيرة، ولذلك ربنا ربط بين الأمور الثلاثة (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ) الذي هو الكون (وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) فصلت) أن القرآن حقٌ منزّل من عند الله. إذا تدبر في الكون وفي النفس البشرية سيصل بعد ذلك إلى أن القرآن الذي ذكر هذه الأشياء في الكون كلها حقائق ولذلك في الآية الكريمة (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (6))
د. عبد الرحمن: ولذلك تدبره يدلك على الخالق
د. مصطفى: لو تدبرت القرآن ما اتخذته مهجورًا وتدبرته قرأته قرآءة واعية لوصلت أن هذا القرآن منزّل من عند الله والنفس البشرية التي جاء بمفاتيحها وأسرارها، ولذلك أقول أنه مهما تقدمت البشرية ستبقى واقفة على أعتاب النفس البشرية كل ما هنالك درسوا وظائف الأعضاء أما النفس البشرية لأنهم ما أخذوا المفتاح الذي يفتح النفس البشرية الجانب المعنوي في الإنسان فلن يبقوا إلا خارج النفس البشرية. وهم يجرون تجارب على القرود والفئران ثم يطبقوها على البشر هذا ما يعطي! النفس البشرية العاقلة عالم آخر ومفتاحها في القرآن الكريم وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دام ما يأخذون هذا المفتاح يفتحون به النفس البشرية سيكونون على أعتاب النفس البشرية
د. عبد الرحمن: من اللفتات أيضًا الآيات التي تتحدث عن القرآن الكريم وتنزيله (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) ) ما الحكمة من تنجيمه التي نص عليها في هذه الآية؟
د. مصطفى: قبل أن أدخل هذه النقطة أنا أريد جانب آخر في آيات كثيرة في الاعجاز العلمي (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (53)) جاء قبلها آية أنا إلى الآن أقول لم يعط العلم الحديث تفسيرًا مقبولًا لها ولم يصل العلماء إلى قضية مقنعة فيها تطمئن لها النفوس وأنا أعتبرها سرٌ من أسرار القرآن لم يصل إليه العلم (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)) قضية الظل، مدّه، قبضه، هذا سرّ من الأسرار، العلماء المفسرون قالوا قضية الظل ومده بعد الفجر إلى طلوع الشمس ليس هناك شمس لكن تبقى قضية (ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) بعض المعاصرين قالوا هذا يدل على دوران الأرض حول نفسها لأن القبض قبض الظل المحور الذي تدور حوله الكرة الأرضية يقابله الشمس ثم يقبض فتنتج الليل والنهار من دوران الأرض والفصول الأربعة من الدوران حول الشمس ولكن أنا اقول كلها ليس مقنعة قناعة تامة وهنا سر إلهي في هذا الظل لم يصل إليه العلم الحديث وحبذا على موقعكم ملتقى أهل التفسير إذا كان عند أحد من القراء تفسير مقنع لهذا الشيء دل عليه العلم الحديث نكون له من الشاكرين.
د. عبد الرحمن: أحيلكم إلى كتاب الدكتور مصطفى "المعجزة والرسول في سورة الفرقان" ففيه تفاصيل كثيرة حول سورة الفرقان.
سؤال الحلقة
في الجزء الخامس والعشرين آية قدّم الله فيها ذكر الإناث على الذكور فما هي؟
 
بارك الله فيكم جميعاً على هذه الجهود والمتابعات .
وأنا أسعى منذ مدة لأن يكون للدكتور مصطفى برنامج خاص في التفسير الموضوعي للقرآن في قناة دليل أو المجد، ولعله بعد استقراره الآن في الرياض يتيسر ذلك إن شاء الله .
 
إن شاء الله دكتور بشّرك الله بالجنة وأسأله تعالى أن ييسر أمر هذا البرنامج فمن المجحف في حق علمائنا وفي حق أنفسنا أن نغيّب مثل هذه العقول عن مخاطبة العقل المسلم ليعي القرآن بتدبر وفهم فيكون فعلًا منههج حياتنا نسعد به في الدارين.
بالتوفيق دكتور في هذا المسعى وإن كان هناك ما يمكنني المساعدة به فأنا في خدمة العلماء الربانيين.
 
جزاكم الله خيرا ..
تكلم الدكتور زغلول النجار في كتابه تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم عن الآيات ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ..) الآيات
وتكلم على القبص اليسير فقال :وتشير الآية الكريمة إلى استطالة الظل , من وقت تعامد الشمس في الظهيرة تلك الاستطالة التدريجية إلى اتجاه الشرق حتى يصل الظل إلى أقصى طول له قبل الغروب مباشرة ثم يختفي بغروب الشمس ودخول الليل وهذه الحركة التي تستغرق نصف النهار تقريبا وصفتها الآية الكريمة - التي نحن بصددها - بالقبض اليسير أي المتدرج )ا.هـ
أما السلف فقد قال ابن جرير رحمه الله تعالى في معنى هذه الآية :
يقول تعالى ذكره : ثم قبضنا ذلك الدليل من الشمس على الظل إلينا خفيا سريعا بالفيء الذي نأتي به بالعشي .اه
ثم قال : ( وقيل إن الهاء التي في قوله ( ثم قبضناه إلينا ) عائد على " الظل " وإن معنى الكلام : ثم قبضنا الظل إلينا بعد غروب الشمس وذلك أن الشمس إذا قربت غاب الظل الممدود , قالوا : وذلك وقت قبضه . ا.ه
ثم ذكر اختلاف أهل التأويل في معنى ( يسيرا) وذكر منها أي سريعا وقيل خفيا ..
ثم قال : واليسير الفعيل ممن اليسر وهو السهل الهين في كلام العرب . فمعنى الكلام إذ كان ذلك كذلك يتوجه لما روي عن ابن عباس ومجاهد لأن سهولة قبض ذلك قد تكون بسرعة وخفاء . وقيل : إنما قيل : (( ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) لأن الظل بعد غروب الشمس لا يذهب كله دفعة ولا يقبل الظلام كله جملة , وإنما يقبض ذلك الظل قبضا خفيا شيئا بعد شيء ويعقب كل جزء منه يقبضه جزء من الظلام .ا.ه
توضيح لما ذكره ابن جرير في ثنايا كلامه عما روي عن ابن عبسا ومجاهد :قول ابن عباس : سريعا , قول مجاهد : خفيا
 
((وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3))
لعل تقديم الضر على النفع في هذه الآية الكريمة ؛ ليناسب ما تقدّمها من ذكر النذارة . ((تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً)) .
 
عودة
أعلى