ضيف الحلقة (125) يوم الإثنين 1 رمضان 1432هـ

إنضم
25 سبتمبر 2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (125) يوم الإثنين 1 رمضان 1432هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم، الخبير بمركز تفسير للدراسات القرآنية ، وأستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الشارقة وجامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً .

وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة لقمان .
- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول تفسير القرآن الكريم .
نستقبل أسئلتكم عن طريق الرد على هذه المشاركة وعلى صفحة البرنامج في الفيسبوك والتويتر
نسأل الله التوفيق والسداد ،،


روابط التحيمل للحلقة

1804alsh3er.gif


رابط جودة عالية
http://www.archive.org/download/thexinxyway_167/tafsir010811.AVI

رابط جودة متوسطة
http://www.archive.org/download/thexinxyway_167/tafsir010811.rmvb

رابط صوت
http://www.archive.org/download/thexinxyway_167/tafsir010811.mp3

الحلقة من موقع الملتقي علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=a-eSq-mFIIg

بارك الله فيكم
من مؤلفات ضيفنا الحلقة وفقه الله :
1- مباحث في التفسير الموضوعي .

64aa043272e8a6.jpg

2- مباحث في إعجاز القرآن .
64aa0432047649.jpg


3- المعجزة والرسول من خلال سورة الفرقان .
64aa0499db7fb7.jpg

4- تربية الأسرة المسلمة في ضوء سورة التحريم .
64aa0499c8dfb4.jpg

5- معالم قرآنية في الصراع مع اليهود أصدرته دار القلم أيضاً .


6- مناهج المفسرين :التفسير في عصر الصحابة ط. دار المسلم بالرياض .


7- تحقيق تفسير عبدالرزاق الصنعاني في أربعة مجلدات ..
64aa09fc796ea3.jpg

8- مباحث في علم المواريث .

64aa047b256aa7.jpg








 
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
اود ان اسال الشيخ بارك الله فيكم عن
وردت في سورة لقمان اية تشابهت مع اية سورة العنكبوت وسورة الاحقاف فهل من دلالات معينة ونكتة لطيفة لاختلاف اية سورة لقمان
الايات في سورة لقمان (ووصينا الانسان بوالدية حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك الي المصير) دون ذكر كلمة حسنا او احسانا
واية سورة الأحقاف (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) فما السبب في ذكر الكره في سورة الاحقاف والوهن في سورة لقمان وما السبب في اختلاف العدد في الحمل والفصال فهل في هذا دلالة اختلاف بسبب القائل _باعتبار قول على لسان لقمان والثاني باعتبار قول الله
س 2/ في اية 27 (ولو انما في الأرض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله) واية 109 من سورة الكهف (قل لو كان البحر مداد لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) فهل كلمات الله هي نفسها من خلال الايتين وهل وقف احد من اهل العلم على تحديدها؟؟
وجزاكم الله خيرا
 
حلقة أكثر من رائعة بارك الله فيكم وبداية موفقة من الله تعالى لهذا العام، نفعنا الله بما سمعناه وزادكم علماً وأطال الله عمر الدكتور مصطفى ومشرفنا الفاضل في خدمة كتاب الله تعالى.
باشرت التفريغ خلال استماعي للحلقة بضع ساعات وتكون بين أيديكم بإذن الله تعالى
تقبل الله منا ومنكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بفضل الله إضافة روابط التحميل للمشاركة الاولي

بارك الله فيكم
 
الحمد لله رب العالمين .
أشكر إخواني وأخواتي الذين ساعدوني ويساعدونني في إنجاح البرنامج وأسأل الله أن يجزل لهم المثوبة والعطاء والأجر في هذا الشهر المبارك .
 
هذا تفريغ حلقة اليوم انتهيت للتو منها بفضل الله تعالى

[FONT=&quot]برنامج التفسير المباشر للعام 1432 هـ[/FONT]
[FONT=&quot]إعداد وتقديم الدكتور عبد الرحمن الشهري[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الحلقة 125[/FONT]
[FONT=&quot]1 رمضان 1432 هـ[/FONT]
[FONT=&quot]ضيف البرنامج في حلقته رقم (125) يوم الإثنين 1 رمضان 1432هـ هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم، الخبير بمركز تفسير للدراسات القرآنية، وأستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الشارقة وجامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً .[/FONT]

[FONT=&quot]وموضوع الحلقة هو : [/FONT]
[FONT=&quot]- علوم سورة لقمان .[/FONT]
[FONT=&quot]- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول تفسير القرآن الكريم .[/FONT]
[FONT=&quot]من مؤلفات ضيفنا الحلقة وفقه الله :[/FONT]
1-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مباحث في التفسير الموضوعي .[/FONT]
2-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] مباحث في إعجاز القرآن . [/FONT]
3-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] المعجزة والرسول من خلال سورة الفرقان .[/FONT]
4-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تربية الأسرة المسلمة في ضوء سورة التحريم .[/FONT]
5-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] معالم قرآنية في الصراع مع اليهود أصدرته دار القلم أيضاً .[/FONT]
6-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مناهج المفسرين :التفسير في عصر الصحابة ط. دار المسلم بالرياض .[/FONT]
7-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تحقيق تفسير عبدالرزاق الصنعاني في أربعة مجلدات ..[/FONT]
8-[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] مباحث في علم المواريث .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً. أيها الإخوة المشاهدون في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله لكم في شهر القرآن يا أهل القرآن وهذه هي أول أيامه وهذه هي الحلقة الأولى من برنامجكم التفسير المباشر في عامه الرابع وهو يأتيكم على الهواء مباشرة من استديوهات قناة دليل في الرياض. سوف نواصل ما بدأناه معكم في رمضان الماضي وسوف نكمل الحديث عن سور القرآن الكريم على المنهج الذي سرنا عليه في العام الماضي سوف نتوقف مع اسم السورة ومع موضوعها ومع مقصدها ومع الموضوعات الأساسية التي تحدثت عنها السورة القرآنية. وكنا وقفنا في رمضان الماضي عند سورة الروم وسوف نبدأ بإذن الله تعالى في هذا الشهر مع سورة لقمان. باسمكم جميعاً أيها الإخوة المشاهدون الكرام في هذا اللقاء أرحب بضيفنا في هذا اللقاء فضيلة الشيخ الدكتور مصطفى مسلم الخبير في مركز تفسير للدراسات القرآنية أستاذ بجامعة الشارقة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فحياكم الله يا دكتور مصطفى وأهلاً وسهلاً بك وحياكم الله أيها الإخوة المشاهدون في هذا البرنامج [/FONT]
[FONT=&quot]اليوم بإذن الله سوف نتحدث عن سورة لقمان على المنهج الذي سرنا عليه في العام الماضي. وقبل أن نبدأ الحديث عن سورة لقمان وباعتبارك أول ضيف في هذا الشهر المبارك لو تعطينا توجيهاً حول العناية بالقرآن الكريم وتدبر القرآن حتى يكون تمهيداً لهذا اللقاء.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. أولاً أهنئ مشاهدي قناة دليل بهذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك الذي هو موسم من مواسم الطاعات له خصوصياته بل رمضان مدرسة عظيمة في التربية، رمضان يمكن أن أقول فيه خمس مزايا خاصة برمضان: أولاً شهر الصيام والأمر الثاني شهر القيام، شهر قراءة القرآن، شهر إطعام الطعام، شهر صلة الأرحام. ولذلك ينبغي أن نهيئ أنفسنا ونوطد عزائمنا على استغلال هذا الموسم العظيم بحيث لا يتحقق فينا دعوة رسول الله بترغيم الأنوف "رغم أنف من أدرك رمضان ولم يغفر له"، إذا فوتنا رمضان هذا الموسم العظيم فهي خسارة كبيرة جداً ولذلك أحث الإخوة المشاهدين على استغلال هذا الموسم العظيم خاصة في قضية قراءة القرآن كان السلف الصالح إذا جاء شهر رمضن ألغوا كل ارتابطاتهم حتى الحلقات العلمية علقوها إلى ما بعد رمضان ليتفرغوا للعبادة في هذا الشهر. هذا الشهر له خصوصية عظيمة جداً، هذه النقطة الأولى. النقطة الثانية شهر رمضان شهر الانتصارات الاسلامية الحقيقة المعارك الكبرى التي حدثت في الإسلام في عهد رسول الله وما بعده كانت تكون في رمضان والآن نحن نعيش في العالم الاسلامي أجواء تغييرات كثيرة فنرجو الله سبحانه وتعالى أن ينصر الاسلام المسلمين في بقاع الأرض وأن يكون التمكين والنصر حليفهم في هذا الشهر الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot]والنقطة الثالثة أريد أن أوجه تحية إكبار وإعجاب لشباب سوريا الذين يواجهون الرصاص بصدورهم العارية في هذا الشهر الفضيل أوضي نفسي وأوصي إخواني والمشاهدين جميعاً بأن يدعوا لهم بالنصر والتمكين والخروج من هذه الأزمات التي يواجهونها.[/FONT]
[FONT=&quot]نعود إلى موضوع السورة سورة لقمان لها خصوصية.[/FONT]
[FONT=&quot]التعريف بالسورة: [/FONT]
[FONT=&quot]سورة لقمان سورة مكية نزلت في مكة والغالب والله أعلم نزلت في مرحلة المجادلة وتوجيه المشركين الأسئلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مرت الدعوة في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام في بداية الأمر كانت قضية الاهمال واللامبالاة (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) الطور) يتربصون كما هلك الشعراء من قبله سيهلك وينتهي الأمر، هذه مرحلة اللامبالاة. المرحلة الثانية مرحلة اهتمام ولكن ليس الاهتمام الكافي للمجابهة وإنما مرحلة المساومة (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) القلم) أُتركنا نعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة وذرونا في حال المسالمة وعدم التعرّض لبعضنا ومرحلة المساومة تطورت إلى عرض قضايا المال والجاه والزواج والنساء على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عتبة بن ربيعة. ثم انتقلت إلى مرحلة عندما وجدوا أن الاسلام ينتشر و كثير من أبناء زعماء قريش أسلموا صاروا يعيدوا النظر في أفكارهم لماذا لا نسأله؟! صاروا يسألون ليس أسئلة استفهام وإنما أسئلة تعجيزية. فمن ضمن هذه الأسئلة التي هي في هذه المرحلة أن يسألوا عن اشياء، سألوا عن اصحاب الكهف ومن جملة ما سألوا قالوا أخبرنا عن لقمان الحكيم ما شأنه؟ كيف كان؟ كانوا يسمعون من أهل الكتاب في أسفارهم أنه كان هنالك حكمة وحكماء ومن جملتهم لقمان فسألوا الرسول عن لقمان الحكيم فنزلت السورة . أضف إلى ذلك أن بعض فقرات السورة (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (6) لقمان) نزلت هذه الاية في النضر بن الحارث كان يقول محمد يحدثكم عن عاد وثمود وقصص السابقين وأنا أحدثكم عن قصص أخرى كان قد أتى معه بكتب من فارس فيها قصص الفرس وكسرى وغير ذلك لكي يضل عن سبيل الله ويصرف الناس وبعض العلماء قال اشترى بعض القينات وصار يدعو الناس لسماع الغناء من القينات يترك حديث رسول الله ويترك الاستماع للقرآن الكريم فهاتين الحادثتين هما سبب نزول سورة لقمان.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نقول إذن هي في المرحلة الثالثة من مراحل العهد المكي.[/FONT]
[FONT=&quot]الموضوع الأساسي للسورة:[/FONT]
[FONT=&quot]هنالك موضوعات جملة موضوعات ذكرت في هذه السورة وهنالك محور لها. الموضوعات التي ذكرت في السورة هي كل موضوعات المرحلة المكية. المرحلة المكية ركزت على أربع موضوعات: الدعوة إلى توحيد الله، الدعوة إلى الإيمان باليوم الآخر البعث بعد الموت، الإيمان بالنبوات، الدعوة إلى أمهات الأخلاق وأصول الشرائع. التشريعات التفصيلية لم تنزل في هذه المرحلة وإنما قضايا عامة في الصلاة والزكاة بشكل عام ليست تحديد وتفصيلات تفريعية. فهذه السورة اشتملت على كل الأمور الأربعة: توحيد الله سبحانه وتعالى، البعث بعد الموت، النبوات، أصول الأخلاق وأصول الشرائع. ولكن كل هذه القضايا وكل هذه التفصيلات وظِّفت ليكون محورها الذي يصب فيها كلها هو الدعوة لتوحيد الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الأشياء من خلال الحكمة من خلال النظر إلى الكون، من خلال ذكر نعم الله سبحانه وتعالى فالمحور الأساس في هذه السورة الدعوة لتوحيد الله بذكر النعم والحِكَم والأمر بأشياء من أمهات الأخلاق كلها سخرت ووجهت لتصب في الدعوة لتوحيد الله سبحانه وتعالى[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال من الأخ نايف العتيبي:[/FONT][FONT=&quot] ما مناسبة ذكر إسم لقمان لمقصد السورة؟ ولقمان هل هو نبي من الأنبياء أو ولي من الأولياء؟ من هو بالضبط؟[/FONT]
[FONT=&quot]تمهيد قصير: الراجح من أقوال المفسرين أنه كان حكيماً من الحكماء وعاش في عهد بني إسرائيل ويقول المؤرخون أنه كان من النوبة في مصر وأنه كان أسود اللون قصير القامة دميماً ولكن أوتي الحكمة فالحكمة التي نطق بها رفعت اسمه وكان في زمن داوود عليه السلام جاء في الحديث الصحيح أنه دخل على داوود عليه السلام - هذه من جملة حكم لقمان - وداوود يصنع درعاً وداوود عليه السلام هو أول من زرد الدرع وسابقاً كانت الدروع صفائح حديدية أما أول من زرده يعني جعله مثل النسيج هو داوود عليه السلام الله ألان له الحديد بحيث يعمل الحديد مثل الخيوط ثم يزردها فلم يعلم لقمان ما هذا يصنع شيئاً لكن لا يعلم ما هذا؟ فجلس صامتاً ولم يسأل حتى انتهى داوود من صنع الدرع فلبسه وقال نعم الدرع للعرب فقال لقمان حكمته في ذاك المقام: الصمت حكمة وقليلٌ فاعله، لأنه لو سأل وتعجل لكن هو صمت وجاءه الجواب من غير سؤال والسؤال فيه نوع من الحطّ من قدر الإنسان ولو كان: من أين الطريق؟ بمجرد ما سألت ولذلك عندما تصمت وياتيك الجواب من دون سؤال ما عرضت نفسك لهذه القضية.[/FONT]
[FONT=&quot]الجواب على سؤال الأخ نايف الأساليب القرآنية في الدعوة إلى الله في قضية التوحيد والعقائد وغير ذلك يأتي بأساليب مختلفة أحيايناً تأتي الأساليب أحياناً صراحة مباشرة (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (19) محمد) وأحياناً يأتي بالنهي عن ضده وفي هذا الموطن من الحكمة عندما يأتي الدعوة إلى التوحيد وعدم الشرك عندما يأتي على لسان حكيم من الحكماء ينصح ابنه، عندما تأتي النصيحة من أي شخص قد يكون له غرض قد يكون له شيء هل هو صحيح كلامه م لا، ولكن أنصح النصح وأقومها وأخلصها ما يوجهه الأب لابنه لأنه في الطبيعة البشرية أن الأب يريد الخير لابنه بل لا يريد كثير من الناس وهذه طبيعة بشرية أن لا يكون أحد في العالم أفضل منه إلا ابنه لأنه يرى في ابنه استمرار لحياته ونباهة الابن وعلم الابن يكون كله في صفحته ويرى أنه امتداد له ولذلك عندما يأتي تمحيص التوحيد، الدعوة إلى التوحيد (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)) لقمان يعظ ابنه بهذا الشيء لا يوجد أخلص وأقوى وأعظم من هذه الموعظة عندما يوجهها الأب لابنه فجاء على لسان لقمان وهو حكيم وهو يسوق الموعظة لابنه ولذلك في صلب موضوع محور السورة الدعوة إلى توحيد الله والنهي عن الشرك[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] من اللطائف أيضاً أن هذه الاية (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) قد استعملها النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الآية التي في سورة الأنعام وهي قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) الأنعام). إذن هذا موضوعها الأساسي وسبب نزولها. [/FONT]
[FONT=&quot]إسم السورة:[/FONT]
[FONT=&quot]لا يوجد لهذه السورة إسماً غير سورة لقمان[/FONT]
[FONT=&quot]أبرز موضوعات السورة:[/FONT][FONT=&quot] الموضوعات الأربعة هي صلب هذه الموضوعات قُدّم لها بمقدمة. قبل أن أدخل في الموضوعات التفصيلية أريد أن أقف وقفة عند ابتدائها بالأحرف المقطعة (ألم)، أقوال كثيرة للعلماء لكن القول الذي رجحه كثير من العلماء وأنا أميل إلى هذا القول أن في هذه الحروف المقطعة إعجاز للقرآن الكريم من ناحيتين الناحية الأولى هذه الحروف المقطعة كأن الله سبحانه وتعالى يقول للناس للعالم إن زعمتم أن هذا القرآن من تأليف البشر من تأليف محمد فهو مكون من هذه الحروف فاتوا بمثل هذا القرآن وهذه الحروف متاحة أمامكم ولذلك وردت هذه الحروف في 29 سورة أغلب هذه السور جاء ذكر القرآن بعدها (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه) (ألم تلك آيات الكتاب الحكيم ) (يس والقرآن الحكيم) أغلب السور كأنها إشارة أن القرآن الكريم مكون من هذه الحروف فاتوا بمثله وهذا ما ذكره الزمخشري والبيضاوي وغيرهم جاءت هذه الحروف المقطعة باشكال معينة بنية الكلمة العربية تأتي الكلمة العربية على حرف واحد أو حرفين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة كل هذه الأشكال جاءت في الحروف المقطعة (ق، يس، طه، ألم، ألمر، كهعيص)، على شاكلة الكلمة العربية. وجاءت هذه الحروف في صفات الحروف الهجائية أنصافها جاءت في افتتاحيات هذه السور، يعني الهمس، الجهر، المستفلة المستعلية المطبقة المنفتحة كلها جاء نصفها في هذه، هل اختيارات هذه بهذا الدقة وبهذا الشكل لفت نظر إلى ما ورد عليه القرآن الكريم، هذا جانب من اعجاز القرآن من هذه الناحية. والجانب الثاني الرسول كان أمياً والأمي لا يعرف أسماء الحروف لو قلت لإنسان اسمه حسن ما هي حروف اسمك؟لا يعرفها، الأمي لا يعرف هذا الشيء فعندما ياتي الرسول يقول ألف ميم هذا دليل أنه تلقاه وليس من عنده فمن ناحيتين هذه الحروف المقطعة دليل على اعجاز القرآن الكريم من ناحية تأليف القرآن من هذه الحروف ومن ناحية تلفظ النبي الأمي بألفاظ هذه الحروف[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بالرغم من هذه الأحرف المقطعة قيل فيها أقوال كثيرة كما تعلم إلا أن هذا القول الذي ذكرته يعتبر أكثرها وجاهة وأدلته إلى حد ما موجودة بكثرة وباقي الأقوال تخمينات[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] كلها أمور اجتهادية ولكن هذه والله أعلم أقربها لتقبل العقل[/FONT]
[FONT=&quot]الموضوعات الرئيسية للسورة: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]اشتملت على التوحيد وذكر اليوم الآخر والبعث والحديث عن النبوات وذكر أمهات الأخلاق. [/FONT]
[FONT=&quot]وصايا لقمان لابنه فيها تسعة أوامر وثلاثة نواهي ما الحكمة في هذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] يطول الوقت في سرد هذه الأمور فيها تسعة أوامر جاءت في هذه الوصية وثلاثة نواهٍ وسبع علل أو أسباب. دائماً العلة عندما تأمر بشيء وتبيّن العلة يكون أوقع في النفس وأدعى للعمل بها. أترك هذه الأمور للتفصيل إذا بقي عندنا وقت. ولكن أريد أن أقف نقطة ما يسميه الطاهر بن عاشور عادات القرآن نلاحظ هنا أن الدعوة إلى توحيد الله (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)) جاءت على لسان لقمان عليه السلام لابنه مباشرة بينما (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ (14)) الله هو المتحدث فما الحكمة؟ في مواطن يأتي (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (36) النساء) كلها من الله سبحانه وتعالى أما في هذا الموطن بالذات الدعوة للتوحيد على لسان لقمان والوصية ببر الوالدين على لسان الله سبجانه وتعالى مباشرة، ما الحكمة في ذلك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الحكمة من هذا الأسلوب القرآني: لماذا جاء النهي عن الشرك على لسان لقمان وجاء الأمر بالبر بالوالدين مباشرة من الله سبحانه وتعالى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هذه يسميها الطاهر بن عاشور عادات القرآن، من عادات القرآن الجميع بين الترهيب والترغيب، من عادات القرآن الكريم في المواطن التي يكون الأمر مكان شبهة أو مكان مؤاخذة من أحد يتولى الله سبحانه وتعالى البيان. أضرب أمثلة ثم نعود لقضية لقمان: الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً ما تدخل القرآن في الدفاع عنه ولكن إذا استعرضنا مواطن الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دافع عنه نفى عنه الجنون (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) التكوير) لأن أي شخص لو قلت له أنت مجنون سيقول ما أنا بمجنون ما يقبل كلامه أما إذا جاء الدفاع من الله سبحانه وتعالى يكون أقوى. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ (53) الأحزاب) الواحد لا يقدر أن يقول لا تأتي إلى بيتي ولكن هناك حرج لرسول الله عندما يأتي أحدهم بلا موعد ولا دعوة يشاركه الطعام قد يكون الإنسان غير مهيأ نفسياً لاستقباله أو ما عنده طعام الكافي، لكن هل يمكن للواحد أن يقول لا تأتي وقت الغداء إلا إذا دعوتك؟ غير مناسبة، كأنه خدش في المروءة إذا قال ذلك فالله تولى الدفاع عنه. من الطبيعي أن يدافع الإنسان عن عرضه في حادثة الإفك الله تولى الدفاع لأن أي إنسان إذا قال هذا عصرة وهي بريئة ما يقبل منه أما إذا تولى الله تعالى الدفاع لذا السيدة عائشة عندما تقول كنت أحقّر في نفسي أن ينزل في شأني قرآن كنت أتوقع أن يرى رسول الله رؤيا فيدافع عني ويراني بريئة لكن أن تنزل 10 آيات في القرآن الكريم تتلى إلى يوم القيامة في براءة السيدة عائشة؟! الحقيقة القضية ليست قضية دفاع عن عرض فقط وإنما دفاع عن النبوة والرسالة لأن ثقة المؤمنين إذا تزعزعت عن رسول الله ولو جزئياً من مليون جزء ما صح إيمانه ينبغي أن تكون الثقة برسول الله كاملة مائة بالمائة حاشاه لو ما كان هذا الدفاع عنه لو وقع في روع أحدهم بأن رسول الله سكت على انحراف في أهله ذهب دين المسلمين! فالقضية قضية إيمان فتدخل القرآن الكريم للدفاع عن عرض رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنه من ناحية لا يقبل منه لو أنه دافع عن نفسه وعرضه ومن ناحية أخرى قضية إيمان المؤمنين ولذلك نجد أن عادة القرآن التدخل في الدفاع عن رسول الله في كل موطن إما لا يقبل منه أو يكون مكان شك، تتمة سورة الأحزاب (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ (53) الأحزاب) (وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً قال فيها (إنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) هذه حكمة رائعة وواضحة[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هنا الأمر (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ (14)) الله سبحانه وتعالى هو الذي وصّى لأن لقمان هنا هو الذي ينصح ابنه فإذا قال يا بني برّني لا تكون جيدة أو قد تكون ثقيلة على الابن أن أباه يدعوه أن يبره. هذه تقع بين الأزواج كثيراً الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن حق الأزواج على الزوجة وأنها مهما قدمت له لا يقوم بحق الزوج كذا تقول الزوجات تقولون هذا الكلام لصالحكم لا يصدقون من الزوج أما لما يأتي الرسول يبين حق الزوج أو القرآن الكريم يبين يكون أوقع، فلو جاءت قضية بر الوالدين على لسان لقمان ما تجد هذا الأمر في نفس ابنه ولذلك الله سبحانه وتعالى تولى هذا الأمر. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه حكمة رائعة وهي ظاهرة في أسلوب القرآن (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ) ثم يأتي إلتفات (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ) ثم يكمل على لسان لقمان (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ) تستمر على لسان لقمان.[/FONT]
[FONT=&quot]الوصية الأولة نبذ الشرك والتوحيد[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] هناك قول جميل لسفيان بن عيينة في قصية بر الوالدين يقول من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله تعالى (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) شكر الله سبحانه وتعالى إذا أدى الصلوات الخمس بشروطها وواجباتها وأركانها في جماعة فقد أدى شكر الله سبحانه تعالى ومن دعا لوالديه في أدبار الصلاة فقد شكرهما، دبر كل صلاة يدعو لوالديه إذا دعا لوالديه كأنه شكر الله وشكر لوالديه هذا الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وكأنه أدنى الكمال أن تشكر لربك بأداء الفرائض وتبرّ والديك. [/FONT]
[FONT=&quot]في هذه الوصايا التي أوصى بها لقمان ابنه هل يمكن أن نستخلص رابطاً من هذه الوصايا بالذات من لقمان لابنه؟ لماذا لو يوصي بالنهي عن الغيبة؟ لماذا هذه الوصايا بالذات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] ركز على الأساسيات، قضية التوحيد هي أساس كل شيء، أساس التقوى وأساس حسن الخلق وأساس العبادات كلها توحيد الله سبحانه وتعالى مبني عليه. بر الوالدين في كثير من المواطن جاء مقروناً بالدعوة لتوحيد الله معه (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (23) الإسراء) إذا كان الإنسان عاقاً لوالديه لا يرجى منه خير لغيره من البشر إن كان لا يبر من كان سبباً في وجوده وتعبت (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ) يعني التعب في الحمل وفي الرضاعة وفي الفطاك ثم لا يبرهما فكيف يرجى منه خير أن يبر بعامة الناس أو إذا تولى أمر المسلمين أن يبر بضعفائهم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سورة لقمان تحدثت عن الدعوة إلى الله بذكر النعم واشتملت على التوحيد هل يمكن أن نتلمس دلائل التوحيد من خلال السورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] دلائل التوحيد هنا عندنا أربع أدلة واضحة جداً كلها سيقت في السورة لتوحيد الله سبحانه وتعالى. [/FONT]
[FONT=&quot]- الأدلة العقلية البدهية (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) قضية الخلق (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) الإنسان من البدهيات عنده أنه ليس الذي خلق نفسه ولا خلق غيره (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) الطور) من البدهيات عند أي إنسان عاقل ولذلك ما أحد زعم أنه خلق السموات والأرض حتى الذين ادعوا الربوبية النمرود قال أنا أحيي وأميت ما قال أنا خلقت السموات والأرض ولذلك أفحمه ابراهيم عليه السلام عندما قال (فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ (258) البقرة) إله يتصرف في الكون يقول للشيء كن فيكون. أدلة الخلق أدلة بدهية ولذلك هم يرون أنهم ليس هم الذي رفعوا السموات بغير عمد ولا هم الذين خلقوا السموات والأرض ولذلك أدلة الخلق أدلة عقلية بدهية عند الإنسان.[/FONT]
[FONT=&quot]- الدليل الثاني دليل العناية نسخير الشمس والقمر (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ) هذه أدلة تنظيم الكون الذي يسير على نظام واحد مسخر لمصلحة الانسان ومصالح البشرية من الذي أوجد هذا النظام في الكون؟ هذا دليل العناية يركز عليه العلماء، بعض الجهلة الذين يقولون وجد الكون صدفة العقل لا يقبل قضية الصدفة، ولذلك قال أحد الغربيين ضرب مثالاً قال الذين يقولون أن الكون خلق صدفة يضرب مثالاً يقول قالوا لو قال إنسان أن انفجاراً وقع في مطبعة في لندن وتناثرت الحروف ثم نزلت الحروف هكذا وتشكلت قصيدة لشكسبير يقول هل يعقل هذا. إن القول بالصدفة أبعد من هذا الكلام. ولهذا هذا الكون بدقائقه بنسبه المحددة هذا كله يبين أن لهذا الكون خالق دبر وهيأ هذا ليستكر في أداء وظيفته حتى يحقق للناس مصالحهم، هذا يسمى دليل العناية.[/FONT]
[FONT=&quot]- الدليل الثالث هو دليل الفطرة. الله سبحانه وتعالى ركز في فطرة الإنسان لا يمكن مهما غطيت هذه الفطرة بغشاوات من الشبهات والشهوات لكن تأتي حالات لا تجد الفطرة إلا إبراز التوحيد الله سبحانه وتعالى ولذلك ضرب المثل في هذه السورة (وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) كافر مؤمن، إذا جاء وقت انقطع أمله من أن ينجده أو يسعى لخلاصه أحد من البشر ما عنده إلا الفطرة تقوم هنا وتدعو الله سبحانه وتعالى تلتجئ إلى الله سبحانه وتعالى ومن سنة الله أن الإنسان إذا وصل إلى هذا المقام إلى هذه الدرجة أن يستجيب دعاءه دعاء المضطر (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ (62) النمل) ولذلك الفطرة مهما كانت في حالات الرخاء أما في حالات الشدة تلجأ إلى الله سبحانه وتعالى (وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (32) لقمان)[/FONT]
[FONT=&quot]- الدليل الرابع إثبات صفات كمال الله سبحنه وتعالى وتنزيهه عن صفات النقص. ذكر في هذه السورة جملة من ذلك وختمت السورة أن الله اختص بمفاتيح الغيب الخمس، فالعلم الكامل عند الله سبحانه وتعالى والقدرة الكاملة لله سبحانه وتعالى وهو المتصرف (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (عنده) تفيد الحصر يعني عنده لا عند غيره، الكمال المطلق في العلم في الاحاطة في القدرة لله سبحانه وتعالى. لا يوجد بشر يتصف بمثل هذه الصفات ولذلك إثبات صفات الكمال وتنزيهه عن صفات النقص دليل من أدلة توحيد الله سبحانه وتعالى. ولذلك الأدلة الأربعة التي ذكرت هنا أدلة الخلق والابداع وهي تنفي قدم المخلوقات، أدلة العناية تنفي الصدفة ليس هناك صدفة وكله بتقدير الله تعالى، أدلة الفطرة مهما حاول الانسان أن ينحرف في فطرته لكن هناك حالات غصباً عنه وليس بإرادته يرجع للفطرة والاعتراف بصفات الكمال الإنسان عاجز أن يغير شكله أو يطيل نفسه فصفات الكمال كما يقول للشيء كن فيكون لله سبحانه وتعالى لذلك جاءت أدلة التوحيد في هذه السورة بشكل مركز [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ذكرني حديثك عن الفطرة بعالم التربية اليهودي المشهور ابراهام ماسيللو صاحب سلم الحاجات كان يتحدث ويقول لا بد للتربية من الدين ولا يمكن أن تربي الناس بمعزل عن الدين وتحدث عن صفات الدين الذي يريده وقال ليس الدين الذي أقصده الدين الذي تدعو الكنائس أو المعابد المحرفة وتحدث عن دين ومواصفات لهذا الدين لم يذكر أنه الاسلام لكنها لا تنطبق إلا على الاسلام وتذكرت أن هذه الفكرة فكرة الطبائع البشرية عل الفطرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أن ينصرانه أو يمجسانه فالتأكيد على أدلة التوحيد في السورة من ابرز المسائل. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] في مناسبات مراراً قلت للإخوة المبتعثين للخارج أنتم تذهبون للدول الغربية لتعلم بعض الأشياء التي يحتاجها العالم الاسلامي وأنتم تنبهرون بحضارتهم بتقدمهم التقني وتنسون أنفسكم بأنكم عندكم كنز هم بحاجة إليه لماذا لا تعلمونهم؟! ولكن تعليمه لا يكون بالأمور الشفهية وإنما بالأمور التطبيقية وإنما إذا الزمتم بالاسلام ووجدوا كثير من الناس عندما يجدون هذا الشاب المسلمملتزم بدينه بفرائضه ينبهروا بالاسلام ويسألوا عن الاسلام فعندما يعرض عليه فسرعان ما يتجاوب معه ولذلك جرم هؤلاء الذي يذهوبن وينحرفون عن اسلامهم فيكونون سبباً في ضياع والحيلولة بين هؤلاء والاسلام نحن لو عرضا الاسلام بحقيقته من خلال تطبيقنا له في سلوكياتنا مع العالم عندنا شيء هم بحاجة إليه ونحن بكل اسف وعندهم نفسية انهزامية أن الغربيون أفضل منا ومتقدمين أكثر منا! هذا خطأ ينبغي أن تعتز بإسلامك وتعرضه في كل مجال من خلال تطبيقه تطبيقاً عملياً[/FONT]
[FONT=&quot]إتصال من الأخ نايف:[/FONT][FONT=&quot] مطلع السورة يتشابه كثيراً مع سورة البقرة باختلاف وصف المحسنين هنا والمتقين في البقرة. سورة الأنعام فسر النبي صلى الله عليه وسلم آيتين من الأنعام بآيتين من لقمان، الآية الأولى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82)) فسرها النبي بآية (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) والآية الأخرى (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ (59)) وفسرها النبي بالآية الأخيرة من سورة لقمان (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)؟ [/FONT]
[FONT=&quot]ما مناسبة تسمية السورة بلقمان بمقصد السورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] السور المبدوءة بالحروف المقطعة في الغالب يذكر القرآن الكريم بعدها وتأتي وظيفة القرآن الكريم (هدى للمتقين) (هدى للمحسنين) مترتبة على ذكر القرآن الكريم الذي يأتي ذكره بعد الحروف المقطعة فهناك تشابه بين هذه الأمور.[/FONT]
[FONT=&quot]بالنسبة لتسمية السورة بسورة لقمان كما قلنا عندما جاءت الدعوة على لسان إنسان حكيم معروف بالحكمة ليس عند المسلمين ولكنه حتى عند أهل الكتاب، وهو مشهور عند أهل الكتاب حتى بعض العرب كانوا سمعوا به ولذلك سألوا الرسول وقالوا حدثنا عن لقمان. فعندما تأتي الدعوة التوحيد على لسان حكيم معترف بحكمته وله مكانته في الحكمة ويأمر بتوحيد الله سبحانه وتعالى يكون أدعى للقبول عندما أقول فلان الفلاني صاحب الوجاهة يعترف بكذا عندما تقول مثلاً في مركز تفسير من المستشارين لأهل الشورى فضيلة الشيخ الدكتور صالح حميد يؤيد مركز التفسير كم يكون مكانة لهذا المركز ودعم اجتماعي وشعبي له؟![/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تعليق أن يقال أن الحكمة التي أوتيها لقمان من أعظم النعم كما قال في سورة البقرة (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا (269) البقرة) فهذا مقصد واضح من تسميتها بلقمان ووصفه بالحكمة وكونه جاء النهي عن الشرك على لسانه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] قبل أن نترك حكم لقمان عليه السلام، جاء في جملة الوصايا (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) ما جاء إلا في هذه السورة فقط التعبير بالتصعير، أصل صعر هو داء يصيب الإبل فتنحرف أعناقها ولا تستطيع أن تقيمها فلا تمشي إلا وهي منحرفة العنق، جاء في آيات أخرى (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ (51) فصلت) هنا إشارة لطيفة على أن أصل الكبر مثل الصعر داء يصيب النفس الإنسانية الذي يتكبر ويعرض عن الناس ويحقرهم ولا يلتفت إليهم هذا نوع من المرض النفسي عنده ليس طبيعياً هناك اشياء طارئة المرح البطر الأشر هذه أمور ربما هذه لكثرة النعمة أو الظفر بشيء كان يسعى إليه، تحقيق غاية، هذه أمور طارئة أما الكبر مرض في النفس (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) تصعير الخد، تحقيرهم وازدراؤهم وعدم الالتفات لهم وتصعير الخد عنهم هذا مرض في النفس [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مما يدل على صحة كلامك أنه قال (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) معناه أن الكبر في نفسه على كل أحد وليس الفقراء فقط.[/FONT]
[FONT=&quot]النهي عن الشرك ما وجه الحكمة فيه؟ الناس تعودوا أن تكون الحكمة مثل عبارات "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" لكن (لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) هل يمكن أن نسمي هذه حكمة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] أعظم الحكم ما يتعلق بالعقائد، ما يتعلق بالعبادات، ما يتعلق بأمهات الأخلاق، هذه كلها حكم. الحكم العادية عند الناس قد تكون لتحقيق غرض واحد أما عندما تكون في اساسيات الأمر التوحيد ينبني عليه كل مكرمة وكل استقامة وكل سلامة في الحياة والشرك ينبني عليه كل مفسدة. ولذلك الله سبحانه وتعالى عندما يكرر هذه القضايا حتى تصبح مثل البدهيات إذا أصبحت من البدهيات الإنسان ينساق إليه من غير تكلف ولذلكبعض الأشياء القرآن الكريم أقام عليها الوعيد والويل والثبور بينما هي كلمة تقال يعني في آخر سورة مريم (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) مريم) كلمة تقال! الكلمة إذا صارت بدهية وصارت متقبلة من النفوس بدون حرج انهدت كل أركان السموات والأرض ولذلك التوحيد بناء كل السموات واستقامة السموات والأرض عليه، أصل كل فضيلة وأصل كل استقامة التوحيد أما دعوة الشرك إذا صارت بدهية عند الناس انهدم كل شيء ولذلك الله تعالى يقيم الوعيد (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) مريم) لا تأتوا به على ألسنتكم. نحن من كثرة ترداد هذه الأمور قد لا نستشعر أهميتها في نفوسنا لكن هذا واقعها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله سبحانه وتعالى في دليل الفطرة (وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) هنا صفة الختار والكفور ما معناها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] الختار المخادع لنفسه لو ربطناه بأقرب أدلة دليل الفطرة، من ينكر دليل الفطرة؟ غاشٌ لنفسه كفور لنعم الله سبحانه وتعالى لهذه الفطرة، أصل الكفر التغطية، غطى هذه الفطرة وخدع نفسه فصار يقول لله شريك أو غير ذلك ولا يلتجئ إلى الله وليس هو بحاجة لله تعالى بعض الملاحدة والعياذ بالله يقولون لماذا نحتاج للاعتقاد بوجود الله؟ هؤلاء الجاهليون المتخلفون عندما كانوا يخافون من الشيء كانوا يعظمونه فيعبدونه حتى يتلافوا أذيته عبدوا الشمس لمنافعها وعبدوا الرياح لدرئها والنار ليدرأوا شر النار. نحن علمنا أسباب هذه والعلم تقدم فلسنا بحاجة إلى الاعتقاد بالله، هذا يخون نفسه، هذا يكفر بهذه الفطرة فلا يجحد بآيات الله سبحانه وتعالى بأدلة التوحيد ومنها الفطرة إلا مخادع لنفسه ويكفر هذه الفطرة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) البقرة)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نتوقف مع الأوامر والنواهي والعلل في وصية لقمان عليه السلام[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] اشتملت وصية لقمان على تسعة أوامر كما يقول المفسرون ونلاحظ أن كل هذه الأوامر التي جاء الأمر بها كلها أساسيات: الأمر ببر الوالدين، الشكر لله وللوالدين، الأمر بمصاحبة الوالدين في الدنيا بالمعروف حتى لو أمرا بشرك الإنسان (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) المصاحبة في الدنيا معروفا بتقديم المال لهم، أنا وجدت قولاً لبعض المفسرين في غاية الغرابة يقول: لو كان أبوه نصرانياً وهو يشرب الخمر باعتبار عند النصارة شرب الخمر ليس فيها شيء فعلى الولد المسلم أن يبر بوالده وشراء الخمر له قد يكون القول غريباً لكن يبين قضية (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) هو يأمره بالشرك وينهاه عن اسلام ومع ذلك يقدم له المعروف ويقدم له ماله. إتباع سبيل الأنبياء والصالحين من جملة الأوامر (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)، إقامة الصلاة (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ) الأمر بالمعروف (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ)، النهي عن المنكر (وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ) (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ)، الاعتدال في المشي (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)، خفض الصوت (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ)، كلها أمهات أخلاق سواء على مستوى الفرد أو على المستوى الاجتماعي وكلها جاء الأمر بها لذلك فهي تسعة أوامر [/FONT]
[FONT=&quot]أما النواهي: النهي عن الشرك (لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ)، النهي عن تصعير الخد (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ)، النهي عن المشي مرحاً (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا) جاءت بصيغة النهي الأمر والنهي من أشد الأمور الملزمة للإنسان.[/FONT]
[FONT=&quot]جاءت سبع علل للأحكام السابقة ودائماً الأمر المجرد عن ذكر التعليل قد لا يجد الصدى لكن إذا بينت العلة تكون قناعة واندفاعة لتطبيق الأمر (ومن يشكر إنما يشكر لنفسه، إن الله غني حميد، لظلم عظيم، إلي المصير، إلي مرجعكم فأنبئكم، إن الله لطيف خبير، الله سبحانه وتعالى بيده جبروت كل شيء مع ذلك يعامل مخلوقاته باللطف، إن ذلك من عزم الأمور، الصبر على المكاره الإنسان معرض عندما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يسمع كلاماً وقد يعتدى عليه باليد وغير ذلك فالصبر على ذلك (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)، لا يحب كل مختال فخور كما في آية الإسراء (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37)) ما هي حقيقتك؟ يجب أن تعرف قدرك ومقامك، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير، ما تجد أناس في مجلس إذا رأيت كما يقول السلف إذا رأيت أعلاهم صوتاً فاعلم أنه أقلهم علماً وأحمقهم، الإنسان يسمع صاجحبع بصوت فما الفائدة من رفع الصوت العالي؟.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في سورة الحجرات ذكرنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ (2)) فهو أدب خاص بالنبي وأدب عام للناس كلهم أن لا يرفع الإنسان صوته بشكل بشع[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] لأن رفع الصوت أمام المتحدث والمخاطب في ناحية استهتار بقيمة المخاطب ومن ناحية أن الشخص لا يسمع لا يفهم وهذا ليس من الأدب وخاصة في حضرة رسول الله وفي حضرة من ينبغي احترامه كالأب أو الاستاذ أو صاحب الوجاه، صاحب المقام تسمعه بصوت يؤدي الغرض لكن لا ترفع صوتك بهذا الشكل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في قضية التعليل ذكرتني بقصة ابراهيم عليه السلام عندما قال (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) عندما تعلل لابنك أو لمن تأمره بأمر هذا الأمر فإنك تدخل السكينة على قلبه فيستجيب وهو مطمئن للعلة التي يعمل من أجلها فهنا عندما يعلل الله الأحكام والأوامر والنواهي يسكن الطمأنينة في نفوس المؤمنين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] ذكرتني بفائدة غفل عنها كثير من المفسرين عندما طلب ابراهيم من ربه (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي (260) البقرة) كثير من المفسرين ذهبوا حسب الظاهر أنه طلب أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه بالإيمان أن الله قادر على إحياء الموتى لكن الدقيق وهذا ذكره أحد السلف قال ليست القضية هكذا الرسول يقول نحن أولى بالشك من ابراهيم نحن لم نشك إذن ابراهيم لم يشك، الاطمئنان ليس على قدرة الله عل إحياء الموتى وإنما لو أن النمرود وجه له السؤال بالعكس قال هذا فهمي للخلق الإحياء والإماتة أرني كيف ربك يحيي ويميت، لو قال له النمرود في المجلس هذا الشيء يا رب إذا أنا أحرجت بهذا الإحراج ودعوتك أن تريني وتري النمرود كيفية الإحياء والإماتة هل ستسجيب لي؟ أولم تؤمن بأني سأستجيب لك؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي أرني كيف تحيي الموتى لأنني أهل للاستجابة لهذا الأمر، ليست قضية أنه شك في قدرة الله على إحياء الموتى وإنما هل هو أهل أن يستجيب دعاءه في الإحياء والإماتة؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا تصحيح لمفهوم هذه الآية[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] لذلك الرسول عليه الصلاة والسلام بيّن يعطينا الثمرة، نحن أولى بالشك من ابراهيم، نحن لم نشك وابراهيم ما شك في قدرة الله. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] شكر الله لك يا دكتور مصطفى وأحسن الله إليك كما أحسنت إلينا في هذه الحلقة. الحديث يتشعب بنا من سورة لقمان إلى سورة البقرة كنا أشرنا في أول حديثنا إلى الآيتين في سورة الأنعام وفسرت بآيتين في سورة لقمان وذكرت الآية الأولى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ (83)) والآية التي فسرتها (لا تشرك بالله) والآية الأخرى قوله تعالى(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ (59)) يفسرها في سورة لقمان (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) هذه تسمى مفاتيح الغيب الخمس فهناك في سورة الأنعام (مفاتح الغيب) وهنا فسرت ولذلك كما قال العلماء القرآن يفسر بعضه بعضاً وهذا من التفسير الموضوعي الذي نسعى لتركيز أساسيات التفسير الموضوعي أن نجمع الايات التي تتعلق بموضوع معين ثم نفسرها تفسيراً متكاملاً بهذا الشكل[/FONT]
[FONT=&quot]سؤال:[/FONT][FONT=&quot] ما الفرق بين الكبرين في قوله (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) وقوله (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم:[/FONT][FONT=&quot] التصعير يدل على داء في النفس لذلك يحقر الناس ويتكبر عليهم، لكن واحد أصاب تجارة رابحة، حصل على وظيفة فصار يمشي في الأرض وهو ينط من الفرح مرحاً فهذا أمر طارئ هذا أمر أخف [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك قدمه (ولا تصعر) لفتة رائعة نختم هذا اللقاء شاكرين لك ما تفضلت به[/FONT]
[FONT=&quot]د. مسلم[/FONT][FONT=&quot] وأنا أشكركم وأتمنى لمركز التفسير النقدم المضطرد وإن شاء الله تعالى يقوم بخدمة القرآن الكريم على أحسن وجه إن شاء الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأنتم أيها الإخوة الكرام باسمكم نشكر الدكتور مصطفى مسلم على ما تفضل به في هذه الحلقة وأضاء لنا جوانب سورة لقمان وأرجو أن تكون دافعاً لكم لقراءة هذه لسورة بوجه آخر وحتى ألقاكم غداً وأنتم على خيرأستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]سؤال الحلقة: [/FONT]
[FONT=&quot]المنافق ذو وجهين وقد بيّن الله ذلك في الجزء الأول من القرآن الكريم، ما الآية التي تدل على ذلك؟[/FONT]
 
. الشهري:[FONT=&quot] ذكرني حديثك عن الفطرة بعالم التربية اليهودي المشهور ابراهام ماسيللو صاحب سلم الحاجات كان يتحدث ويقول لا بد للتربية من الدين ولا يمكن أن تربي الناس بمعزل عن الدين وتحدث عن صفات الدين الذي يريده وقال ليس الدين الذي أقصده الدين الذي تدعو الكنائس أو المعابد المحرفة وتحدث عن دين ومواصفات لهذا الدين لم يذكر أنه الاسلام لكنها لا تنطبق إلا على الاسلام وتذكرت أن هذه الفكرة فكرة الطبائع البشرية عل الفطرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أن ينصرانه أو يمجسانه فالتأكيد على أدلة التوحيد في السورة من ابرز المسائل. ( كلام الدكتور/ عبدالرحمن[/FONT]
لذا اضع بين ايديكم سلم الحاجات لابراهام ماسلوا


1- الحاجات الفسيولوجية Physiological needs مثل الجوع.. والعطش.. وتجنب الألم.. والجنس.. إلى آخره من الحاجات التي تخدم البقاء البيولوجي بشكل مباشر.
2- حاجات الأمان Safety needs وتشمل مجموعة من الحاجات المتصلة بالحفاظ على الحالة الراهنة.. وضمان نوع من النظام والأمان المادي والمعنوي مثل الحاجة إلى الإحساس بالأمن.. والثبات.. والنظام.. والحماية.. والاعتماد على مصدر مشبع للحاجات. وضغط مثل هذه الحاجات يمكن أن يتبدى في شكل مخاوف مثل الخوف من المجهول.. من الغموض… من الفوضى واختلاط الأمور أو الخوف من فقدان التحكم في الظروف المحيطة.
وماسلو يرى أن هناك ميلا عاما إلى المبالغة في تقدير هذه الحاجات.. وأن النسبة الغالبة من الناس يبدو أنهم غير قادرين على تجاوز هذا المستوى من الحاجات والدوافع.
3- حاجات الحب والانتماء Love & Belonging needs وتشمل مجموعة من الحاجات ذات التوجه الاجتماعي مثل الحاجة إلى علاقة حميمة مع شخص آخر الحاجة إلى أن يكون الإنسان عضوا في جماعة منظمة.. الحاجة إلى بيئة أو إطار اجتماعي يحس فيه الإنسان بالألفة مثل العائلة أو الحي أو الأشكال المختلفة من الأنظمة والنشاطات الاجتماعية.
4 – حاجات التقدير Esteem needs هذا النوع من الحاجات كما يراه ماسلو له جانبان:
وماسلو يرى أنه بتطور السن والنضج الشخصي يصبح الجانب الأول أكثر قيمة وأهمية للإنسان من الجانب الثاني.
5- حاجات تحقيق الذات Self-actualization والحاجات العليا Metaneeds تحت عنوان تحقيق الذات يصف ماسلو مجموعة من الحاجات أو الدوافع العليا التي لا يصل إليها الإنسان إلا بعد تحقيق إشباع كاف لما يسبقها من الحاجات الأدنى. وتحقيق الذات هنا يشير إلى حاجة الإنسان إلى استخدام كل قدراته ومواهبه وتحقيق كل إمكاناته الكامنة وتنميتها إلى أقصى مدى يمكن أن تصل إليه. وهذا التحقيق للذات لا يجب أن يفهم في حدود الحاجة إلى تحقيق أقصى قدرة أو مهارة أو نجاح بالمعنى الشخصي المحدود.. وإنما هو يشمل تحقيق حاجة الذات إلى السعي نحو قيم وغايات عليا مثل الكشف عن الحقيقة.. وخلق الجمال.. وتحقيق النظام.. وتأكيد العدل.. الخ. مثل هذه القيم والغايات تمثل في رأي ماسلو حاجات أو دوافع أصيلة وكامنة في الإنسان بشكل طبيعي مثلها في ذلك مثل الحاجات الأدنى إلى الطعام.. والأمان.. والحب.. والتقدير. هي جزء لا يتجزأ من الإمكانات الكامنة في الشخصية الإنسانية والتي تلح من أجل أن تتحقق لكي يصل الإنسان إلى مرتبة تحقيق ذاته والوفاء بكل دوافعها أو حاجاتها.
 
لا حرمك ربي الاجر اختي الفاضلة وجعل جهودك وعملك خالصا لوجهه
لكن اود ان اسال د عبد الرحمن لم لم يوجه سؤالي للدكتور مصطفى ؟؟؟
اذا كانت صياغته غير جيدة فلكم ان تصيغوه بما يحلو لكم
وجزاكم الله خيرا
 
شكراً جزيلاً للأختين الكريمتين أم الحارث وسمر الأرناؤوط على هذه المتابعة اليومية وأسأل الله أن يضاعف أجورهما ويجزل ثوابهما إنه جواد كريم .
 
عودة
أعلى