ضيف الحلقة (177) يوم الأحد 24 رمضان 1433هـ

إنضم
25 سبتمبر 2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (177) يوم الأحد 24 رمضان 1433هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن علي الحسن، الأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .

وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة الغاشية والفجر .

روابط التحميل للحلقة

جودة عالية فيديو

http://archive.org/download/thexinxyway_358/TAFSIR24.AVI

جودة متوسطة فيديو

http://archive.org/download/thexinxyway_358/TAFSIR24.WMV

جودة صوت

http://archive.org/download/thexinxyway_358/TAFSIR24_MP3_.mp3

مشاهدة مباشرة من موقع الملتقي علي اليويتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=3jPhrRcwdkQ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت إضافة روابط التحميل الي المشاركة الاولي
بارك الله فيكم
 
[FONT=&quot]الحلقة 177[/FONT]
[FONT=&quot]ضيف البرنامج في حلقته رقم (177) يوم الأحد 24 رمضان 1433هـ هو فضيلة الشيخ [/FONT][FONT=&quot]الدكتور إبراهيم بن علي الحسن، الأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وموضوع الحلقة هو[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]علوم سورة الغاشية والفجر[/FONT]
[FONT=&quot]**************************[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. حيّاكم الله أيها الإخوة المشاهدون الكرام في برنامجكم اليومي التفسير المباشر الذي يأتيكم على الهواء مباشرة من استديوهات قناة دليل الفضائية بمدينة الرياض. اليوم بإذن الله تعالى سوف نتحدث عن سورتي الغاشية وسورة الفجر. ويسرني باسمكم جميعاً أيها الإخوة المشاهدون الكرام أرحب بضيفي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن علي الحسن، أستاذ الدراسات القرآنية المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حياكم الله دكتور ابراهيم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: حيّاكم الله وحيّا الإخوة المشاهدين.[/FONT]
[FONT=&quot]سورة الغاشية[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: نبدأ الحلقة ولعلنا نقسمها قسمين قسم لسورة الغاشية وقسم لسورة الفجر ونراعي إن شاء الله الوقت حتى لا يُدركنا. نبدأ بسورة الغاشية كما تعودنا، مسمى سورة الغاشية، هل هو اسم توقيفي؟ هل هناك أسماء أخرى لهذه السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد. سورة الغاشية من السور التي لها منزلتها ومكانتها وكل القرآن كذلك لكن هناك خصوصية لسورة الغاشية كما سيأتينا في فضلها ونبدأ بتمهيد كاسم السورة ونزولها وما يتعلق بها ليكون مفتاحاً للإنطلاق بإذن الله تعالى. أما اسم السورة فهو في المصاحف وفي كتب التفسير سورة الغاشية وهذا اجتهاد لم يرد شيء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما الوارد في السنن التي في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة بسبِّح وهل أتاك حديث الغاشية، في صلاة الجمعة فأتى في السنن اسمها "هل أتاك حديث الغاشية" اصطُلح على أن تسمى الغاشية اختصاراً. وقبل أن نتجاوز الاسم قد يقول قائل لماذا التسمية؟ هذا الاسم لماذا اختير؟ والحقيقة أنه أفضل اسم وأبرز اسم يناسب هذه السورة لأنها في أوائلها تتحدث عن أهوال يوم القيامة والغاشية هي القيامة فهي غاشية من عدة وجوه أولاً تغشى الناس بأهوالها، ثانياً تغشى الناس بالعذاب بالنسبة لأهل العذاب، ثالثاً أنها تغشى العقول (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج) ثم إنها تأتي فجأة فلا يستطيعون ردّها فمجموع هذا سميت القيامة الغاشية.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ما ترتيبها في النزول؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: ترتيبها في النزول هي السابعة والستون من حيث النزول فهي نزلت بعد الكهف.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: في مكة إذن؟ في مرحلة متقدمة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: نعم في مكة، نوعاً ما السور المكية ثمانون سورة فهي من السور المتأخرة وليست المتقدمة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ما موضوعها الأساسي؟ وهل يمكن أن نتحدث عن محاور لهذه السورة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: الموضوع الرئيس لهذه السورة "أهوال القيامة" هذا ما جاءت السورة ابتداء من أجله لابراز أهوال القيامة لكن نستطيع أن نجعل في السورة محاور وهي هذا المحور الرئيس وهو أهوال يوم القيامة، ثم التذكير بدلائل قدرة الله سبحانه وتعالى (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) ثم التأكيد على مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه مبلِّغ (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ) ثم التذكير بيوم المآب والحساب (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26))[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: دعنا نأخذ السورة من أولها في قوله (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ﴿١﴾ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ﴿٢﴾ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ﴿٣﴾) البعض في قوله (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ) لا يفهم هي المقصود بها عاملة ناصبة في الدنيا؟ هل المقصود بها الكفار دون غيرهم؟ ليتنا نوضح هذه الفكرة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: أولاً قول الله تعالى (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ﴿١﴾ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ﴿٢﴾ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ﴿٣﴾) معنى خاشعة ذليلة مهانة، معنى عاملة تدأب في العمل تعمل، ناصبة تتعب تعباً شديداً من النَصَب. وأما خاشعة فهذا بالاتفاق على أنه يوم القيامة (يَوْمَئِذٍ) يعني يوم القيامة لكن اختُلف في الوصفين الآخرين (عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ) هل هذا في الدنيا أم في الآخرة؟ ابن جرير رحمه الله لم يذكر إلا قولاً وهو أنها في الآخرة، ابن كثير رحمه الله لم يذكر إلا قولاً واحداً وهو أنها في الدنيا، اختلف المفسرون والسعدي رحمه الله بيّن أن كلمة (يَوْمَئِذٍ) مقصود بها الصفات الثلاث فهي يوم القيامة خاشعة ذليلة مهانة، عاملة يعني تعمل عملاً شاقاً في جهنم من سحب السلاسل نعوذ بالله من النار والحديث المرعب المرهب يقال للرجل أين أمانتك فيبحث عنها ولم يجدها فيقال انظر هاهي أمانتك، فتهوي في النار فيتبعها ويتبعها حتى يصل إلى القعر فيمسكها ثم يخرج ويخرج ويريد الخروج حتى إذا وصل إلى الباب زلّت منه الأمانة وهوت وهكذا هذا عمل وهذا نَصَب وهذا تعب. الخلاصة أن الأرجح أن هذه الصفات في الآخرة لكن القول الثاني محتمل وهو أنهم يعملون عملاً مبتدعاً وينصَبون ويتعبون في سبيل باطلهم وفي سبيل بِدَعِهم وانظر مثلاً إلى دعاة الرافضة وعُبّادهم يتعبون تعباً شديداً ويجتهدون في نشر ملّتهم ومع ذلك لا ثمرة ولا فائدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: هل هناك من حكمة تظهر في اختيار هذه الألفاظ في قوله (خاشعة، عاملة ناصبة) في وصف أهل النار؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: نعم، ينبغي أن نتنبه لهذا "الجزاء من جنس العمل" هؤلاء الكفرة والفجرة والظلمة هؤلاء أبَوا أن يخشعوا لله فكان الجزاء خشوع مذلّة في الآخرة، أبَوا أن يعملوا بأمر الله فكان الجزاء عمل وتعب في جهنم، أبَوا أن ينصبوا وأن يتعبوا في الدنيا لله رب العالمين فكان الجزاء نَصَب، فكان الجزاء من جنس العمل، نسأل الله الهدى والتقى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: في قوله سبحانه وتعالى في أولها في وصف عذاب أهل النار وفي وصفه لنعيم أهل الجنة، نلاحظ هذه المقابلة في هذه السورة وفي السور المكية ظهرت معنا كثيراً قضية المقابلة، يذكر عذاب أهل النار ويذكر أيضاً نعيم أهل الجنة، يذكر أهل النار ويذكر أهل الجنة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: هذا أسلوب تربوي رائع لأنه إذا ذُكِر العذاب وحده قد يصل الإنسان لليأس من رحمة الله وقد يظنّ بالله ظنّ السَوْء وأنه ما عنده إلا عذاب، وأيضاً لو ذُكِر الثواب فقط لمال الإنسان إلى الأمن والدَعة والثقة بموعود الله سبحانه وتعالى فجمع الله جل جلاله بين النوعين الترغيب والترهيب، الوعد والوعيد بحيث يتوازن هذا الإنسان أولاً في معرفته بالله وهو كما أنه شديد العقاب فهو غفور رحيم، وثانياً عدم اليأس من رحمة الله وعدم الأمن من مكر الله وهذا الأمر ينبغي أن نربي عليه أولادنا وطلابنا في المدارس فلا يكون الأمر في جانب الترهيب والتخويف والتهديد وأيضاً لا ينبغي أن تكون المكافآت والتحبيبات هي الطاغية الغالبة إنما يُجمع بين الأسلوبين فالنفس البشرية لا تستقيم إلا بهذين الأمرين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ذكرت أن المقطع الثاني في بيان قدرة الله في قوله (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) ليتنا نوضح هذه الفكرة، ثم لماذا الإبل؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: أولاً لما ذكر الله سبحانه وتعالى القيامة وأهوالها ونعيمها الله جلّ جلاله يعلم أن أكثر الناس لا يصدّقون بيوم المعاد (أئذا كنا ترابا ) (أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) النمل) (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (35) المؤمنون) فالمقصود أن كثيراً من الناس لا يكاد يصدق أنه بعد أن يتحول إلى تراب سيعود مرة ثانية! فالله سبحانه وتعالى ذكر دلائل قدرته: تقولون أن الله غير قادر على إعادتنا بعد أن نكون تراباً! انظروا إلى ما بين أيديكم، انظروا إلى الإبل، انظروا إلى الجبال، انظروا إلى السماء، انظروا إلى الأرض، حددوا موقفكم ومعرفتكم بالله، وقولوا أنه قادر أم غير قادر؟ إن قلتم أنه قادر على الابتداء وعلى خلق الأشياء من عدم وقادر على هذا التصميم الرائع البديع من خلق الإبل ومن نصب الجبال ومن رفع السماء بغير عمد ومن بسط الأرض وكونها ممهدة هذه دلائل قدرة عظيمة لا شك أن من يتدبر في دلائل الكون وملكوت السموات والأرض تأخذه الدهشة وربّي، تأخذه الدهشة من قدرة الله سبحانه وتعالى! وينبغي للعاقل أن يقف وقفة صدق ولا يكتفي أنا ولدت مسلماً، أنا عندي العلم وصحة الإيمان، نقول يا أخي الكريم معرفة الله درجات ينبغي أن تنمو وأن تزيد ودعائم معرفة الله سبحانه وتعالى بحيث أنك تعبد الله كأنك تراه مبنية على ثلاثة أمور: الأمر الأول معرفة أسماء الله وصفاته وأفعاله وماذا يحب وماذا يكره من خلال كتاب الله وسنة رسول الله، الآن عرفنا الله عن طريق النقل. الأمر الثاني تدبر ملكوت السموات والأرض وفي خلقكم وفي البرّ والبحر وكل ما بين يديك فهي تدل على قدرة هائلة وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، تدل على حكمة رائعة وأنه يضع الأشياء في مواقعها بتناسق ودقة وحكمة تدل على علم، تدل على رحمة الله بهذا الإنسان حيث سخّر له ما في السموات وما في الأرض وكل شيء وُضع بقَدَر وبإحكام وباتقان وبمصلحة حتى أن بعض الأمور تتأخر ولا نكتشفها إلا بعد أعوام لأن الأولون لا يستفيدون والآخرون يستفيدون مثل البترول فالله جل جلاله جعل ما بين أيدينا آيات تدل على قدرته، تدل على حكمته، على علمه، على رحمته. هذا التي بين أيدينا الآن دلائل وهي أبرز الموجود في الإنسان لو قلنا له تدبر في دقائق العلم وفي أشياء لا يعرفها إلا المتخصصون في فن من الفنون ما كان هذا متاحاً للعامة، لكن هذه الأمور متاحة للجميع. نبدأ بالإبل (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) الإبل خلقها عجيب، صُنعها دقيق، نحن نقول تدل على قدرة وعلى علم وعلى حكمة وعلى رحمة. انظر إلى الإبل وكيف تتوفر فيها هذه الأشياء. انظر إلى خِلْقة الإبل تجد أنها أعظم مخلوق يعرفه ساكن الصحراء وقت نزول القرآن لا يعرف مخلوقاً أعظم من هذا المخلوق. ثم انظر إلى خلقتها طول قدميها، طول رقبتها، قدرتها على تحمل الظمأ تمكث في الصيف عشرة أيام ما تشرب ماء وفي الشتاء تزيد على أربعين يوماً ما تشرب ماء والصحراء تحتاج إلى مثل هذا الحيوان. ثم القدرة على التحمل فتحمل عليها أثقالاً ومع ذلك جُعل الظهر كالقبة ليحمل أضعاف أضعاف ما يحمله الظهر المسطّح، لو أردت أن تحمل على بقرة ما تستطيع لأن ظهرها مسطح، الحمار والخيل لا تحمل كثيراً أما هذا البعير ذو القبة فتجد أنه يتحمل أحمالاً عظيمة. ثم انظر هي أعظم حيوان من حيث كثرة الحليب، أعظم حيوان من حيث كثرة اللحم، من حيث تحمل المشاق والتعب يظل أياماً وساعات لا يتعب ولا يكلّ فالله سبحانه وتعالى ذكر هذا الحيوان أولاً لدقة خلقته وعجيب صنعه، ثانياً لرحمة العربي والصحراوي بهذا الحيوان وإيجاده فينبغي أن يشكر الله سبحانه وتعالى. ثم أيضاً نصب الجبال وهذه علامة ودلالة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: وهم يرون الجبال حولهم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهم يرون الجبال حولهم. ثم لو جعلت الأرض كلها جبال ما استفاد الإنسان ولو لم يُجعل في الأرض الجبال لماتت الأرض وكانت سرعة الرياح هائلة تحطّم فجعل الله الجبال هذه مصدّات ونوع من المكابح للرياح. ثم انظر إلى امتداد الجبال في جميع مشارق الأرض ومغاربها في كل مكان تجد أنها من الجنوب إلى الشمال لأن الرياح العاتية تأتي من الغرب والرياح الطيبة تأتي من الجنوب بالنسبة لبلادنا مثلاً أو من الشمال فلا تصدّها فوضع الجبال محكم وخلق الجبال مُحكَم. ثم انظر إلى السماء كيف رفعت وهذا أمر لو فكر فيه الإنسان يُدهش. لا نقول انظر إلى السماء الدنيا فقط انظر إلى الشمس كيف عُلّقت في السماء وكيف دقة جريانها، انظر إلى القمر وبدقته المتناهية في الزيادة والنقص، انظر إلى النجوم، إلى السحاب، كله يسمى سماء، كل ما فوقك يسمى سماء. من فكر في هذه الأمور لا شك ولا ريب سيعلم يقيناً – لا نقول بالدليل النقلي الكتاب والسنة- لكن بالدليل المشاهَد الملموس المحسوس الذي يستطيع أن يستفيد منه المؤمن والكافر، الصغير والكبير، المتعلم وغير المتعلم، لا شك أنه ستأخذه الرهبة من جلال الله ويعلم يقيناً أنه على كل شيء قدير وأنه بكل شيء عليم فيؤمن به. يؤمن بأن البعث يسير، رفع الشمس وجريانها بدقة أصعب أو خلق إنسان أعظم؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: لعلي أستأذنك نأخذ فاصلاً ثم نكمل حوارنا في سورة الغاشية. فاصل قصير أيها الإخوة المشاهدون ثم نعود إلى اكمال حوارنا مع الدكتور ابراهيم الحسن.[/FONT]
[FONT=&quot]----------------[/FONT]
[FONT=&quot]فاصل – سؤال المسابقة[/FONT]
[FONT=&quot]قوله تعالى (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ (6)) ما هو تفسير كلمة (ضَرِيعٍ)؟[/FONT]
1. [FONT=&quot]شوك نبات يسمى الشبرق[/FONT]
2. [FONT=&quot]حصاة[/FONT]
3. [FONT=&quot]تراب[/FONT]
[FONT=&quot]----------------[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون مرة أخرى، ما زال حديثنا متصلاً مع ضيفنا فضيلة الدكتور ابراهيم بن علي الحسن أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وحديثنا ما زال متصلاً عن سورة الغاشية. كنا وقفنا عند هذه الدلائل العظيمة التي جعلها الله للإنسان للاستدلال على قدرته وعلى عظمته وعلى البعث بعد الموت، لعلنا في دقائق قليلة نختم سورة الغاشية (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ) هل هذا له علاقة بقرآءة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه السورة كل جمعة ويكررها دائماً؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: بسم الله. أولاً تخصيص الجمعة بهذه السورة مع سورة الجمعة وسورة الأعلى أولاً لموضوع السورة فهو حديث عن القيامة والساعة ستكون يوم الجمعة فهناك ارتباط بين موضوع السورة وبين وقت قيام الساعة. الأمر الثاني هذه الجملة (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ) وهي أيضاً موجودة في سورة الأعلى (سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى (10)) هذا هو الارتباط. أما عن فوائد هذه الآية أو ماذا يستفاد من كلمة (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22))؟ يستفاد من هذا فوائد عظيمة وينبغي أن يعيها كل من يشتغل بالدعوة، كل من يشتغل بالدعوة ينبغي أن يقف وقفات عند هذه الآية وأخصّ المبتدئين بالدعوة لأن بعض الشباب يتحمس ويظن أنه قد صار له سلطان على الناس صار له دولة، صار قاضياً وينبغي أن يفرّق بين الداعية، بين المذكّر بين الواعظ وبين القاضي وبين الدولة التي تملك التنفيذ فالدعاة في هذه الآية ليس لهم إلا التذكير وهذه أعظم فائدة وهي معرفة مهمة الداعية أنه التذكير (فَذَكِّرْ). الأمر الثاني أن هذا أمر يقتضي أن تذكّر مهما كانت الظروف، لا تنظر إلى العقبات تقول والله أنا لا أُذكّر إلا إذا كان الأمر مهيأ لي، لا، إنما ذكّر. لا تنظر إلى النتائج لا تقل أنا لا أذكر ولا أعظ ولا أعلّم إلا إذا كان الناس يستجيبون، هذا خطأ، إنما ذكّر والأمر لله من قبل ومن بعد. ثم أمر في غاية الأهمية عدم حمل همّ الاستجابة، هذا ليس إليك، لا تحمل همّ الإجابة لأن الداعية الذي يحمل همّ الإجابة سينقطع، استجابة الناس في كل زمان في كل مكان بطيئة وقد تبذل في ابنك بذور التربية اليوم ولا تظهر إلا بعد خمس وعشرين سنة! فلو أن الإنسان قال أنا لا أُذكّر إلا إذا رأيت استجابة لتعطلت مصالح عظيمة، انظر إلى الأنبياء وإلى الدعاة وإلى المصلحين تجد أنه في البداية الأمر شاق والاستجابة قليلة والرجل بعد الرجل لكن بعد أن تتخمر الفكرة في الأذهان وتصحو العقول وتزداد الأدلة تجد أنهم يستجيبون بعد ثلاث، بعد عشر، أهل مكة استجابوا بعد احدى وعشرين سنة ودخل أهل مكة في دين الله أفواجاً. فينبغي للداعية أن لا يحمل همّ الاستجابة. ثم قف وقفة صدق وتدبر عند قول الله (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) فلا ينبغي للداعية أن يشعر أن له سلطان على الناس أو أن له حق الإكراه، إذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم قيل له (أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (99) يونس) هذا سيدك وسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له هل أنت تكره الناس؟ ليس لك هذا الأمر (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (56) القصص)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: نختم في آخر السورة كلمة عجيبة (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ﴿٢٥﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ﴿٢٦﴾)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: هذا تذكير بيوم المعاد وأن فيه حساب، إياب وحساب، رجوع لا شك فيه ولا ريب كما أنك حملت بك أمك من غير استشارتك، وُلِدت وخرجت إلى الدنيا من غير استشارة، ستموت من غير أن تستشار وربي ستُبعث من غير استشارة لا أحد يستشيرك وسيزج بالمجرم إلى جهنم وما له سلطان فينبغي أن يتذكر الإنسان ويتذكر العاقل يوم المآب (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ) سنرجع شئنا أمم أبينا علمنا أو جهلنا، الرجوع كائن لا محالة ثم (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) الأمر ليست دنيا فحسب نخرج إلى هذه الدنيا نملك ما نملك نتمتع بما نتمتع نتناسل نرحل! الأمر لا وربي، إن هناك حساب ويحكم الحساب ثواب وعقاب.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: الله أكبر! لعل فيما ذُكر كفاية يا دكتور في سورة الغاشية. ننتقل إلى سورة الفجر نتحدث عن اسم سورة الفجر نزولها هل هي مكية كسابقتها؟[/FONT]
[FONT=&quot]سورة الفجر[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: أولاً سورة الفجر أيضاً من السور العجيبة كما هو شأن جزء عمّ، جزء يقلقل يفزّع، متفجرات، قنابل، الطامة، الصاخة، كلا، جزء عمّ يهزّ ضمائر كادت أن تموت مثل ضمائر أهل مكة ومثل كثير ممن ران على قلوبهم الذنوب والمعاصي فغفلوا عن يوم المعاد وغفلوا عن ربهم الذي خلقهم. فسورة الفجر أولاً اسمها الفجر سورة الفجر وجاءت تسميتها في سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها معاذ أن يقرأ بالفجر (هكذا سماها الفجر) في قصة "أفتّانٌ أنت يا معاذ؟!ّ والقصة معروفة نختصر للوقت. والفجر نزولها متقدمة جداً فهي العاشرة من حيث ترتيب النزول ونزلت بعد الليل، الليل هي رقم تسع والفجر رقم عشرة والضحى جاءت بعدها رقم 11، هذا من حيث النزول[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: هل ورد فيها فضل خاص؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: كما قلت بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاذاً أن يقرأها ضمن مجموعة من السور فسمّاها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ما موضوع سورة الفجر؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: موضوع سورة الفجر هي لها محاور وإن كان نجعل المحور الرئيس "هلاك الطغاة" ما أقسمت عليه السورة. السورة أقسمت على هلاك الطغاة في كل زمان وفي كل مكان الطاغية له يوم موعود. ولكن لها محاور، محاورها: نماذج من الطغاة الذين أُهلِكوا، عاد وثمود وفرعون [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿١١﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿١٢﴾)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: هذا المحور الأول والمحور الثاني وهو مهم -ولعل الوقت يسعفنا لنقف وقفة لأنهم يهم كل مسلم- هو اختلال موازين تقدير الإنسان لنفسه ولغيره يظن أن الميزان هو المال فإن أُعطي مالاً فهو كريم وإن لم يُعطى المال فهو مهين وسوف نتحدث عن هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: هل هناك دلالة للقسم بالفجر في قوله (وَالْفَجْرِ)؟ (وَلَيَالٍ عَشْرٍ) هل هي هذه الليالي العشر التي نعيشها هذه الأيام الأواخر من رمضان؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: الأظهر والأشهر أن العشر هي عشر ذي الحجة لكن هناك قول للمفسرين مشهور أنها ليال عشر هي العشر من رمضان.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: لماذا خصّ الله بالذكر هؤلاء الطغاة في هذه السورة ما دام أنها عن هلاك الطغاة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: هناك لمحة بسيطة ذكرها بعض المعاصرين وإن كانت مناسبة لا دليل عليها اجتهادية ظنية لماذا افتتحت السورة بالفجر والحديث عن الطغاة؟ لماذا (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ)؟ فيقول بعض المفسرين المعاصرين أن الفجر إشارة إلى أن حكم هؤلاء الطغاة والمجرمون له فجر وأن الليل يسري يمضي وسينتهي إذا أيام هؤلاء الطغاة ستسري وتمضي وتمشي لحظات معدودة فهناك ارتباط والله أعلم، هذا ارتباط بين الفجر وبين الليل إذا يسر وبين حكم الطغاة وموضوع السورة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: نأتي لسبب اختيار هؤلاء الطغاة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: الله سبحانه وتعالى ذكر عاد وثمود وفرعون. عاد قوم هود وثمود قوم صالح وفرعون صاحب موسى ذُكِر هؤلاء أولاً لأنهم أعظم الطغاة على وجه الأرض، لا يُعرف مرّ على الزمان (في غير زماننا هذا والله أعلم) في التاريخ الماضي لكن قد يكون في زماننا من هو أعتى، لكن في الزمان الماضي وقت نزول الآيات هؤلاء هم أعظم الطغاة. الأمر الثاني أن هؤلاء نماذج: عاد سبب طغيانهم القوة، ثمود النعمة والتمدّن كانوا يبنون قصوراً وينحتون من الجيال بيوتاً وعندهم ثراء وعندهم جنّات كما في سورة الشعراء فاغترّوا بغناهم وتمدّنهم وتحضّرهم وتقدّمهم، فرعون اغترّ بجنده وهكذا الطغاة على مدار الزمان إما يكون سبب الطغيان القوة أو الجند دولة وصولة أو ثراء هذا والله أعلم سبب ذكرهم. ثم هناك سبب آخر وهو معرفة المعاصرين لنزول القرآن لهؤلاء الأقوام وهم قريبون منهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: هذه النقطة التي أشرت إليها قبل قليل مهمة [/FONT][FONT=&quot]جداً (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴿١٥﴾ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴿١٦﴾) اختلال الموازين[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: هذا أمر ينبغي أن يتفطّن له كل من يقرأ كتاب الله وكل من يؤمن بهذا القرآن. الله سبحانه وتعالى قال في نهاية الآيتين (كَلَّا) يعني الأمر ليس كذلك فبعض البشر – وهذا ضاغط فطري ينبغي أن يتخلص منه الإنسان – وهو أنه يشعر أن الكرامة بالمال، العزّة بالمال، الجاه بالمال، القيمة الحقيقية للإنسان، للنفس والآخرين المال، فيقول إذا أنعم الله عليّ ربي أكرمن يظن أن هذه كرامة والآخر الذي قُدِر عليه رزقه وضُيِّق عليه رزقه يقول ربي أهانن فيظن أن الكرامة بالمال والإهانة بالفقر. الله سبحانه وتعالى يقول كلا، ليس الأمر كذلك إنما الأمر اختبار، ابتلاء، امتحان، هذه ورقة اختبار تقدّم لك الغنى الجاه المنصب السلطان هي ورقة اختبار هل تصبر؟ هل تقوم بشكر هذه النعمة؟ هل تثبت؟ والفقر والمرض والمصائب امتحان آخر، هل تثبت؟ هل تصبر؟ هل تؤدي حق الله في هذه المحنة؟ وأمر آخر هل يستطيع الإنسان أن يؤدي حق الله سبحانه وتعالى مهما كانت الظروف مهما كانت العوائق؟ لأن الغنى عائق عن طاعة الله، الغنى والسلطان والجاه والوظيفة عوائق عن طاعة الله. والفقر والجري خلف لقمة العيش أيضاً عائق فالله سبحانه وتعالى أراد أن يبتلي الإنسان بهذا وبهذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: لعلنا نكمل حديثنا بعد هذا الفاصل الأخير. فاصل أيها الإخوة المشاهدون ثم نعود لنكمل حديثنا مع د. ابراهيم الحسن عن سورة الفجر.[/FONT]
[FONT=&quot]--------------------[/FONT]
[FONT=&quot]تعريف مركز تفسير للدراسات القرآنية– لقاءات مركز تفسير الشهرية[/FONT]
[FONT=&quot]--------------------[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون مرة أخرى. ما زال حديثنا مع ضيفنا الدكتور ابراهيم الحسن متصلاً عن سورة الفجر. وقبل أن نواصل حديثنا لعلنا نشاهد الفائز في سؤال الأمس [/FONT]
[FONT=&quot]الفائز في مسابقة الأمس:[/FONT][FONT=&quot] باسل سعيد آل عبد السلام من عُمان[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: نعود يا دكتور ابراهيم إلى قوله تعالى (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴿١٥﴾ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴿١٦﴾) هل هناك ترابط بين هذه الآية وبين قوله (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴿٢٠﴾)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: إي والله، وينبغي لكل مسلم أن يعي هذا الترابط لما اختلت الموازين وصارت الكرامة مبنية على المال وصارت الإهانة مبنية على الفقر، الإنسان يريد أن يكون كريماً عند نفسه وعند الآخرين ويهرب من المهانة والذلّة عند نفسه واحتقاره لنفسه أعظم من احتقار الآخرين له، إذن ما هو الحل؟ التكالب على المال، الجري خلف المال، جمع المال من كل طريق لأنه وسيلة الكرامة، ليس عند هذا الإنسان الذي اختلت موازين التقييم عنده ليس عنده وسيلة للكرامة إلا المال وليس عنده تخلّص من المهانة إلا بالتخلص من الفقر ولذا يحبّ المال حبّاً جمّاً ولا يصل الأمر إلى هذا الأمر فقط بل يجور على حقّ المسكين ويجور على حقّ الأضعف وهو اليتيم فتجد أنه لا يرعوي عن ظُلم المسكين وأخذ حق اليتيم لأنه وقر في قلبه وفي قرارة نفسه أن الثراء طريق الكرامة طريق العزّ طريق المجد، فيجب البحث عنه والجمع بأي طريقة والجمع بشتى الوسائل وهذا أقول قولة ينبغي أن يحفظها كل غني وثري: أولاً نحن الآن نرى أن الابتلاء بالغنى أعظم من الابتلاء بالفقر، نجد أن كثيراً من الفقراء مع انشغاله بلقمة العيش يجري خلف لقمة عيشه له ولولده ومع ذلك كثير منهم يطيع الله[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: والمساجد مليئة منهم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: والمساجد مملوءة منهم وهم أكثر الناس دخولاً للجنة والغني لا نجده لا في باب جهاد لا في باب قرآءة قرآن لا في باب صدقة إلا من رحم الله وقليل منهم حتى المساجد كادت تخلو منهم والسبب أن الابتلاء بالغنى أعظم وأشدّ وأخطر من الابتلاء بالفقر. هذه الوقفة ينبغي أن يؤكد عليها وأن يتذكرها كل إنسان وهو أن من وقر في قلبه حب المال وأنه طريق الكرامة سيقتحم حدود الحلال والحرام,[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: لا إله إلا الله! قبل أن ينتهي الوقت يا دكتور في قوله سبحانه وتعالى (فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ) وبين ذكر الطغاة في أول السورة ما العلاقة بينها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: نعم، العلاقة واضحة الطغاة يوثِقون بالسلاسل والحديد والسجون ويعذّبون فالله سبحانه وتعالى يذكّرهم بأن هناك جزاء من جنس عملهم فيا من توثقون الناس وتعذبونهم سوف يأتيكم يوم أنتم تعذبون عذاباً لا يُعذّب عذابه أحد ولا يوثق مثله فينغي أن يتفطن العاقل لنفسه قبل أن يرحل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: في قوله (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ﴿٢١﴾ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴿٢٢﴾) هل من وقفة عند هذا المقطع؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: نعم، هذا علاج للأمرين التذير بيوم المعاد ودكّ الأرض ورجوع الناس إلى رب العالمين ومجيء الرب والملائكة ثم مجيء جهنم التي الآن الإنسان يهرب الآن من الحر، اخرج إلى الشارع تهرب، إلى سيارة مكيفة، درجة الحرارة 45 درجة فكيف بجهنم؟! هذا التذكير علاج للبليّتين: الطغيان وحب المال حبّاً جماً واعتباره هو كل شيء فمن تذكر يوم المعاد لا يمكن أن يكون من الطغاة ومن تذكر يوم المعاد ومجيئه في هذا اليوم على هذه الصفة سيتخلى عن تحطيم الحواجز والحدود من أجل المال[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ويراعي الله في الحلال والحرام[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: ويراعي الله سبحانه وتعالى ويعطي حق المسكين وحق اليتيم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: سبحان الله! في ختام السورة في قوله (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾) فيها روحانية ليتنا نتوقف عندها[/FONT]
[FONT=&quot]د. الحسن[/FONT][FONT=&quot]: قبل هذا ينبغي أن نقف وقفة يسيرة عند (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ﴿٢٣﴾ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴿٢٤﴾) إذن الحياة التي كان يحوطها إن كان طاغية بجند وجيش وعتاد وغيره أو الحياة التي كان يظنها صاحب المال أنها هي كل شيء ليست هي الحياة، الحياة هناك في الآخرة فيقول (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) فمن أعطي جاهاً وسلطاناً وربي يستطيع أن يعبد الله سبحانه وتعالى عبادة لا يستطيعها عامة الناس والذي أعطي مالاً وثراء يستطيع أن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بأنواع القُرَب التي لا يستطيعها الفقير، فيقول يا ليتني استفدت من جاهي منصبي منزلتي مكانتي ومن مالي للاستعداد لهذا اليوم!. أما ما سألت عنه فاسمعوا قول الله تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾) أولاً تدبروا وتأملوا الكلمات (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) نحن الآن لماذا نبحث عن المال؟ للطمأنينة والسعادة، لماذا نبحث عن السلطان؟ للطمأنينة والسعادة، هؤلاء اطمأنوا بعبادة الله فهم مطمئنون في دنياهم (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً (97) النحل) (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد) فهم لا يجزعون إذا جزع الناس ولا يهلعون ولا يقلقون ويتكالبون على الدنيا بما يرهقهم إنما دائماً في طمأنينة، الغنى مكتوب، الفقر مكتوب، الأجل مكتوب، المصائب مكتوبة، إذن هو في طمأنينة، في حِرز، حصن لا يُملَك بالمال ولا بالسلطان. ثم هم في طمأنينة في الآخرة (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103) الأنبياء) ثم هم في الطمأنينة الكبرى عند مليك مقتدر. إذن كلمة مطمئنة تشملهم في الدور الثلاثة في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة. (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾) وهذا هو الفوز الأكبر فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياك يا دكتور ابراهيم والإخوة المشاهدين من الفائزين في الدنيا والآخرة. ايها الإخوة المشاهدون انتهى وقت هذه الحلقة والحديث ذو شجون مع شيخنا الدكتور ابراهيم بن علي الحسن باسمكم جميعاً أشكره شكراً جزيلاً على ما تفضل به وأرجو أن يكون ما قاله وما لخّصه في هذه الحلقة حافزاً لنا أيها الإخوة للمزيد من العمل. نسأل الله أن ينجينا وإياكم من كربات يوم القيامة وأن يجعلنا فيه من الآمنين وألقاكم غداً إن شاء الله وأنتم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
عودة
أعلى