فوائد قرآنية (3)

إنضم
25 أبريل 2003
المشاركات
264
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
السعودية
عند تأمل ما ذكره الله تعالى في كتابه من قصص الأمم الغابرة المكذبة للرسل عليهم السلام ، مثل : قوم نوح ، وهود ، وصالح .... ، نلاحظ تجلي عظمة الله تعالى وكبريائه في تلك القصص ، ليظهر في المقابل حقارة هؤلاء المكذبين وهوان أمرهم على الله تعالى لما كذبوا رسله ، وتلك التجليات تظهر في الآتي – وذلك في أغلب قصص تلك الأمم المكذبة :
1- الاستطراد في ذكر مجادلة الأنبياء لقومهم ، وشرح السبل التي اتبعوها في دعوتهم ، وذكر ما رد به قومهم عليهم ، وفي ختام القصة يذكر الله تعالى حلول عذابه بشكل مختصر وبتصوير رهيب يأخذ بالقلوب ، مبيناً حقارة هؤلاء المكذبين وهوان أمرهم على الله تعالى ، فهلاكهم ليس بشيء بجانب قدرة الله تعالى وعظمته وكبريائه ، آية واحدة تصور نزول العذاب ، ثم ينتقل السياق لقصة ومشهد آخر ، هذا العذاب الذي نزل هو لحظة واحدة { وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر } وهو تعالى لا يطيل في وصف مصرع القوم تهويناً لشأنهم وتصغيراً لقدرهم ، وتأمل هذه الآية التي تصور ذلك كله بأبلغ عبارة حيث قال سبحانه في قصة أصحاب القرية في سورة يس : { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ(28)إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } [ الآيات : 28-29 ] .
2- استخدام نون العظمة عند ذكره تعالى لمصرع القوم وحلول عذابه فيهم ، كقوله تعالى : { وأغرقنا ، وقطعنا ، فانتقمنا ، .... } ويمكن الرجوع إلى الآيات التالية لملاحظة ذلك : الأعراف : الآية : 64 ، 72 ، ،73 ، 136 ، يونس : 73 ، هود : 40 ، 58 ، 66 ، 82 ، 94 ، الحجر : 74 ، الأنبياء : 11 ، 15 ، الشعراء : 66 ، 120 ، 139 ، 172 ، وغيرها .
 


كتب اللهُ لك بكلِّ حرفٍ حسنة ..

 
عودة
أعلى