قرآن النبي وقراءات الرواة... حول ظاهرة اختلاف ألفاظ النص القرآني، عرض ومقتطفات من الكتاب

إنضم
23 أكتوبر 2021
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
36
الإقامة
الكويت
الإخوة الأعزاء

أسعد بعرضي لكم كتابي "قرآن النبي وقراءات الرواة" تناول تاريخ نص القرآن الكريم بإيجاز من الألف إلى الياء

بدأ اهتمامه بالمؤثرات الجاهلية التي تسببت بظهور القراءات القرآنية

وهي نظرية ذكرها الشاطبي صاحب الموافقات بأن ثقافة الجاهلية هي المسؤولة عن ظهور قراءات القرآن، أصل لها بإيجاز أن الشعر الجاهلي والإسلامي المبكر كان يعرف ظاهرة القراءات أيضا، توسعت في نظريته فوجدتها جديرة بالتصنيف فمنها انطلق الكتاب

تناول كيف تشكلت القراءات عبر التاريخ وكيف ظهرت القراءات السبعة بالتهديد والتعسف وكيف ظهر مشروع ابن الجزري، وكيف تغيرت أركان القراءات منذ عهد الصحابة إلى المتأخرين

كانت أركان القراءة الصحيحة متشددة تأخذ بالأقوى والأفصح والأشهر والأقوم بالمعنى ولا تلتزم بالرسم العثماني، ثم تخلت تدريجيا عن قواها حتى صارت في صور أركان ابن الجزري التي تعد متساهلة جدا مقارنة بمعايير المتقدمين

كان نقد القراءات والقراء حيا مزدهرا تلاشى تدريجيا مع هيمنة ثقافة القراءات العشر

للأسف وجدت كثيرا من المصنفات في مجال قراءات القرآن تنقصها المقارنة المنهجية بين كافة المذاهب الإسلامية، لذا عرضت موقف المذاهب التسعة من القراءات عن طريق النظر في مواقف مؤسسي المذاهب الفقهية منها

للعلم: لا يتفق فهمنا المعاصر لقراءات القرآن مع فهمهم لها!
مثلا:
أبو حنيفة: تجوز تلاوة ترجمة القرآن على أنها قرآن
مالك: التزم بكتابة القرآن وفقا لرسم مصحف عثمان لكن لك الحرية في مخالفته لفظا
الشافعي: تجوز القراءة بالمعنى المرادف في القرآن
أحمد بن حنبل: تكره قراءة حمزة وقراءة الكسائي، كان يشتهي أن تختفي قراءة حمزة من الأرض
محمد بن علي: نزل القرآن واحدا بلفظ واحد لكن الرواة هم من تسبب بخلاف قراءاته

وغير ذلك كثير

أهم نتائج الكتاب:

- سبب ظهور قراءات القرآن هو أخطاء واختلاف الرواة في نقله على الراجح، فليس النبي صلى الله عليه وسلم مسؤولا عنها وليست هي وحيا منزلا
يشهد لهذا موقف الصحابة من القراءات إذ يغلب عليهم رفض تعدديتها، وكذلك غياب ظاهرة القراءات عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم المنقولة إذ لم ينقل عنه أنه قرأ لفظا واحدا بأكثر من وجه

قضايا الكتاب كثيرة متشعبة، يسعدني اطلاعكم عليه وإثراؤكم له بكريم ملاحظاتكم وإضافاتكم

أترككم مع بعض المقتطفات:

- من المقدمة:
[FONT=(AH) Manal Black]ما عيب التعامل المعاصر الشائع مع إشكالي التحريف والاختلاف في نص القرآن؟[/FONT]
[FONT=(AH) Manal Black]أما مع إشكال اختلاف القراءات لنص القرآن:[/FONT]
لا يزال التعامل الحالي مع القراءات أسيرَ تأصيل ابن الجزري (ت833ه) إذ هيمنت ثقافته على كثير من المشتغلين بالدراسات القرآنية بعده، من أبرز مآخذه التي ينبغي تجاوزها:
  1. ثقافة ابن الجزري في فهم القراءات هي الأضيق من حيث مصادر القراءات والأدوات المعرفية للتعامل معها مقارنة بثقافة المتقدمين، لدينا اختلاف شديد بين فهم المتقدمين والمتأخرين للقراءات يشير إلى وجود خلل يجب تقويمه.
  2. ليست كل القراءات من نوع مثال "الله يوفقك"، تعترفُ قراءاتُ ابن الجزري المروَّضةُ وحدها بقراءات ذات معان متغايرة لها نتائج مختلفة ومتعارضة في فهم القرآن، يُصرُّ الفهمُ المُحدَث على جعل ما ارتضاه ابن الجزري من قراءات تنزلا إلهيا نطق به النبي محمد ﷺ، فائدتُه التيسير وتعدد معانيه رحمة وعلينا التسليم!
  3. لم يُبن الفهمُ الجزري للقراءات على دراسة مقارنة لكافة المذاهب الإسلامية والتيارات المتقدمة في فهم قضايا النص القرآني ولا مسائله التأصيلية، وتأثر بقصوره المعاصرون:
وجدت أن تيار السنة أسيرٌ للفهم الجزري، ولا يزال يتجاهل خلاف الشيعة العلمي في القراءات، إذ رفض الشيعةُ علاقةَ حديث الأحرف السبعة بالقراءات أساسا، كما صرّحوا بأن قراءات القرآن مصدرها الرواة لا النبي ﷺ منذ القدم.
والغريب أن موقف الشيعة من القراءات تداوله أعلام التيار السني الأوائل من صحابة وتابعين وعلماء، فكيف تم تجاهله؟!
والغريب أيضا عدم وجود مشروع شيعي يطرح فكرة مقاربة نص القرآن بعيدا عن الفهم السني للقراءات، إذ الرضى بقراءة عاصم الكوفي موقف عامة الشيعة لكونه من تلامذة آل بيت النبي ﷺ، رغم وجود قراءات شهيرة لآل بيت النبي ﷺ تحتمل القرآنية وتخالف عاصما.
[FONT=(AH) Manal Black]وأما مع إشكال تحريف القرآن:[/FONT]
تضمن تراثُ التيارين السني والشيعي عدةَ روايات تفيدُ تحريفَ القرآن، وللأسف؛ انشغل التياران بإلحاق هذه التهمة بالآخر دونه، وتجرأ قليلٌ من أتباع المذهبين على نقد روايات مذهبه التي هي المصدر التاريخي الوحيد لإثبات تحريف القرآن.
تتطلب كثافة مرويات تحريف القرآن في التراث نقاشا علميا على فرض صحتها، وهو ما لم أجده وافيا فحاولت سد هذه الثغرة.


- مقتطف من التمهيد:
[FONT=(AH) Manal Black]تاريخ القراءات باعتبار نشأتها[/FONT]

لو أعدنا النظر في تاريخ القراءات باعتبار نشأتها وتوالدها فهي مرحلتان:
[FONT=(AH) Manal Black]مرحلة التوالد:[/FONT]
وهي مرحلة ظهور القراءات من العدم، بدأت زمن النبي ﷺ، واستمرت متكاثرة بعادات عرب جيله، حتى حدَّ منها مصحف عثمان الذي بدوره أنتج قراءات يحتملها رسمه، فلم يُوقف ظهور القراءات وإنما تغير بعده نوع القراءات المُتَوَلَّدَةِ بصورة أخف مما قبلها.
فيمكن حصر زمن توالد القراءات المحتملة للقرآنية في القرن الأول الهجري، ويُستدل عليها بإحصاء مصنفات زمن التدوين، فالقراءات المتأخرة عن زمن التدوين سهلة التمييز وبعضها واضح الاختلاق.
[FONT=(AH) Manal Black]مرحلة الانتقاء والاختيار من القراءات الموجودة:[/FONT]
بدأت فعليا مع انتشار المصاحف العثمانية واشتهار قراءات الصحابة الكبار وبدأت بالتلاشي مع هيمنةِ الرواية الشخصيةِ على ضبطِ قراءات المصاحف وانحسار النقد، ولا ظهورَ فيها لأي قراءات جديدة بل بدأت بالاستقرار والتشكل في قوالب مُحدَّدة، كلما تأخر الزمن الهجري قلَّ الاختيارُ وزادت القوالب حتى نَدَرَ زمن ابن الجزري وكاد أن يندثر بعده.
كانت مرحلة الانتقاء والاختيار هي العصرَ الذهبي القديم في محاولة مقاربة نص القرآن، ففكرة الاختيار والانتقاء تشبه فكرة الاجتهاد عند الفقهاء، وكلٌّ من اختيار القراء واجتهاد الفقهاء مؤشر على نضجٍ معرفي ازدَهرَ قديما وانحسر مع الزمن، فكَثر الاكتفاءُ بالرواية عند القراءِ كما كثر التقليد عند الفقهاءِ في عصور الخمول.
مع التنبه بأن مراجعةَ مخطوطات المصاحف وكتبِ التراث المُورِدَةِ لنصوص القرآن -كالتفاسير- بابٌ يفتح احتماليةَ ظهور قراءات جديدةُ الاكتشاف قديمةُ التدوين.
وإن قُبِلَت الأطروحات الحديثة في علم القراءات فلن أستبعد ظهور مصاحف جديدة تعيد منهجية الانتقاء أو الاختيار، وفقا للأصوب في نظرها والأقرب لمنهجها دون تقيد بقراءة شخص بعينه.

- عرض الناشر للكتاب:

هذا الكتابُ هو قراءةٌ تاريخيّة شجاعة للنصّ القرآني ومسائلِ قراءاته المتعدّدة، ونظرٌ في أثر الثقافة الجاهلية عليه زمنَ النبوة، مروراً بتاريخِ المصاحف وجمعِها، وموقفِ الصحابة والتابعين ومؤسسي المذاهب الإسلامية من هذا التعدد، وصولاً إلى الرسم العثماني وحجيته، وظهورِ القراءات السبع وعلمِ القراءات الجزري، ومدى ارتباط ذلك كله بالإيمان بالكتب، ومسألةِ الحفظ الإلهي للقرآن، وإشكالاتِ المدونة الحديثيّة.
إنّها رحلة فكرية في عالم تحيط به القداسة التي خشى الكثير من خوضها أو الاقتراب منها، رحلةٌ في قلب أهم النصوص في عالم اليوم على الإطلاق.

- ملخص مبحث: ظهور القراءات في زمن النبوة وحكاية حديث الأحرف السبعة
[FONT=(AH) Manal Black]موجزُ المبحث:[/FONT]
  • يقتضي الإيمانُ إلهيةَ معاني القرآن، أما مصدره ألفاظه ففيه خلاف بين المسلمين: إما إلهية أو محمدية أو ملائكية.
  • يأتي كل وحيٍ تبعا لثقافة القوم المخاطِبِ لهم، وتتأثر وسائل تدوينه وحفظه بما هو شائعٌ عندهم، وتأثرُ القرآن بثقافة العرب هو أهمُّ منتجٍ لقراءاته.
  • الاقتصار على لغز الأحرف السبعة لفهم القراءات القرآنية مضيعة للوقت والجهد، وفهم قضية القراءات لا يتوقف عليه أساسا.
  • قراءات القرآن ليست تيسيرًا إلا إن كانت مرنة وفق لسان الأميين وطبعهم دون إجبار لهم على وجوه متعددة يُلزمون بحفظها دون خروج عنها.
  • يؤكد إحصاءُ الآيات المتفق عليها بلا خلاف في القراءة أن القراءات في السور المدنية أكثر من المكية، فكلما كانت سور القرآن قديمة النزول قلت قراءاتها، مما يشير أن لها علاقة بالتكرار والذاكرة.
  • النبي ﷺ هو أول من عُرف بنقد القراءات ورفضها، واشتُهر بقراءة خاصة لا تَعرف في نطق كلمات القرآن إلا وجها واحدا، ونقلت الروايات أنه كان له منهجان للتعامل مع القراءات في زمنه: الإقرار أو الرفض.
  • تفتقر دعوى قرآنية القراءات إلى أدلة محكمة، ودلائلُ بشريتها أَظهر.
- لمطالعة فهرس الكتاب ومواضيعه:
https://twitter.com/MohammadFodery/s...12536520769536

الكتاب متوفر للتوصيل للكل الدول عبر:

مكتبة تكوين
https://takweenkw.com/book/39470/single

مكتب صوفيا
واتساب 0096552224643
 
حياكم الله وأهلاً وسهلاً بكم أخي محمد في ملتقى أهل التفسير، وقد حاولت الحصول على الكتاب من المتجر لكن لم أنجح في وضع تفاصيل العنوان الخاص بي في الرياض لا يظهر إلا أحياء ومناطق الكويت في المتجر.

ولعلي بعد مطالعة الكتاب أكتب رأيي فيه إن شاء الله.
 
الكتاب يظهر من عنوانه، أنه لبنة من لبنات " الطاعنين" في القراءات المتواترة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا أدري هل مؤلفه عقد فصلاً في بدايته ليناقش مخالفيه من السنة في قولهم بأن " القراءات المتواترةكلها هي قراءات النبي صلى الله عليه وسلم، لا علاقة للرواة فيها، فهم نقلة فقط، وليس لهم إلا كما للشيعة في نقلهم مذهبهم العقدي والفقهي، أما في القراءات فحسب اطلاعي القاصر فهم - الشيعة - لا " مجهود " لهم في ذلك يذكر؛ إذ القراءات ليست فنهم لا دراية ولا رواية!
وأما تصوير أن القراءات هي للإمام ابن الجزري رحمه الله؛ فهذا قولٌ فيه ما فيه، لمن حقق وعرف ما هو صنيع الإمام عليه سحائب الرحمات في هذه الليلات المباركات.
هذا على عجل، حتى يتيسر الاطلاع على الكتاب.
 
حياكم الله وأهلاً وسهلاً بكم أخي محمد في ملتقى أهل التفسير، وقد حاولت الحصول على الكتاب من المتجر لكن لم أنجح في وضع تفاصيل العنوان الخاص بي في الرياض لا يظهر إلا أحياء ومناطق الكويت في المتجر.

ولعلي بعد مطالعة الكتاب أكتب رأيي فيه إن شاء الله.

نسعد ونتشرف بمروركم واطلاعكم وإثرائكم شيخنا وأستاذنا الفاضل والحبيب د عبد الرحمن الشهري وآمل أن يضيف إلى جليل علمكم شيئا.

أولا: لا يشكر الله من لا يشكر الناس، أتقدم لكم بجزيل الشكر والامتنان على تقديم هذا الملتقى و"مركز تفسير" فكم استفدت من نقاشاتهما وأثرتني بحوثهما، جعل الله خيرهما في ميزان أعمالكم الصالحة وأنتم والإخوة القائمون عليهما.

ثانيا: بالنسبة لتوصيل الكتاب لكل الدول فهو متاح عبر التواصل مع دار صوفيا أو تكوين من خلال الواتساب:

واتساب دار صوفيا
0096552224643

واتساب مكتبة تكوين
0096598810440
 
الكتاب يظهر من عنوانه، أنه لبنة من لبنات " الطاعنين" في القراءات المتواترة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا أدري هل مؤلفه عقد فصلاً في بدايته ليناقش مخالفيه من السنة في قولهم بأن " القراءات المتواترةكلها هي قراءات النبي صلى الله عليه وسلم، لا علاقة للرواة فيها، فهم نقلة فقط، وليس لهم إلا كما للشيعة في نقلهم مذهبهم العقدي والفقهي، أما في القراءات فحسب اطلاعي القاصر فهم - الشيعة - لا " مجهود " لهم في ذلك يذكر؛ إذ القراءات ليست فنهم لا دراية ولا رواية!
وأما تصوير أن القراءات هي للإمام ابن الجزري رحمه الله؛ فهذا قولٌ فيه ما فيه، لمن حقق وعرف ما هو صنيع الإمام عليه سحائب الرحمات في هذه الليلات المباركات.
هذا على عجل، حتى يتيسر الاطلاع على الكتاب.

حياكم الله أ.د السالم الجكني الموقر ويسعدني اطلاعكم وإضافتكم ونقدكم للكتاب بكل صدر رحب

بداية أفضل الحكمة القائلة: لا تحكم على الكتاب من عنوانه

ثانيا: حساسية موضوع نقد القراءات:
كشخص بدأ اطلاعه وفهمه للقراءات من خلال منظور ابن الجزري نفسه وحلقات تعليم القراءات السبع والعشر الشائعة أدرك تمام حساسية موضوع نقد القراءات.

كما أدرك أن نقد القراءات يستفز في نفوس البعض -ونفسي سابقا- مشاعر الخوف والغضب، وجدت أن لمؤسس علم النفس التحليلي كارل يونغ انتباه لظاهرة رهاب "فوبيا" نقد الكتب الدينية، وهي تنطبق على أتباع عامة الأديان ذات النصوص المقدسة، سببها: عدم التفرقة بين الله والنص المقدس، فالبعض لا يعرف الله إلا نصّا إن فقده فُقِد إيمانه، وأي نقد لنصه سيراه نقدا لذات الإله الذي لا تنفد كلماته.
تطرقت لهذه الظاهرة بإيجاز مع الأمثلة في الكتاب.

لذا ففتح باب نقد القراءات بجرأة علمية يتطلب قبلها قدرة الإنسان على بناء إيمان لا يضره نقد النصوص أو دراستها بجدية.

خصصت مبحثا كاملا لنقد القراءات في الكتاب من عدة جوانب كالأشخاص والكتب والمناهج...
الطعن والنقد والرفض للقراءات منهج منقول عن المتقدمين أولهم نبينا صلى الله عليه وسلم ثم صحابته من بعده كعمر وعلي وعائشة وعثمان وابن عباس وابن مسعود وغيرهم، وهو ثابت عن أعلام القراء أيضا إذ لحّنوا قراءات ضمن العشر التي نزعم تواترها: كأبي عمرو والكسائي وابن مجاهد ومكي ابن أبي طالب وغيرهم من أعلام مختلفي الفنون.

كلما اقتربنا من عصر النبوة نجد نقد القراءات حيا مزدهرا، وكلما انتشر القول بقرآنية القراءات خفت هذا النقد وانحسر!

ثالثا: مؤلف الكتاب فرق بين المصطلحات التالية لضرورات يفرضها منهج علمي:

القرآن: هو الوحي المنزلي على نبينا محمد ص المتعبد بتلاوته.
القراءات: أوجه مختلفة في قراءة النبي ص، ليس هو مصدرها على الراجح.
المصحف: كتاب خاص لتدوين القرآن ولو شمل ما استبدل به من قراءات.
وافتتح المؤلف تمهيده باقتباس لمحمد الزركشي:
"واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان"

رابعا: "الحكمة ضالة المؤمن"
ليس المؤلف شيعيا ولا متبحرا بتفاصيل جهودهم في خدمة نص القرآن، إنما بحث موقفهم من اختلافات نص القرآن ودعوى تحريفه.

لكن الأكيد أن القراءات السبع لم تظهر أساسا إلا بتعاون سني وشيعي، بمعلومات ابن مجاهد السني وسطوة الوزير ابن مقلة الشيعي، ولولا ابن مقلة ما استطاع ابن مجاهد أن يفرض قراءاته السبعة بالتهديد والتعذيب وإقصاء مخالفيه السنة!

والأكيد أنه وجد خلال بحثه أسباب عزوف أسلافنا أهل السنة عن تلقي القراءات والروايات عن ذرية نبينا ص، فكانت الأسباب سياسية لا معرفية.

خامسا: غير صحيح أن رواة القراءات كانوا مجرد نقلة لها فقط، بل كان لهم اجتهادهم وقياساتهم في سد نقص تفاصيلها
هذا مكي بن أبي طالب أحد أعمدة المشروع الجزري يصرح بأخذه بإثبات القراءات بالقياس إذ لم يجد في بعض المواضع رواية ولا نصا.

القراءات السبع أو العشر لم تسد تفاصيلها الفنية من فرش وأصول إلا مع الزمن، ذكرت مبحثا كاملا لكيفية تشكل القراءات العشر من البذرة حتى الشجرة وأشرت لهذه التحويرات والتطويرات البشرية الاجتهادية في القراءات.

أخيرا: هدف الكتاب الفهمُ الموضوعي لواقع نص القرآن الكريم بعيدا عن تحيزات المذاهب، فمعاذ الله أن يكون لبنة هدم، والأكيد أن مستجدات هذا المجال وآراء تراثنا الإسلامي المنسية يشهدان بقوة ضد فكرة "قرآنية القراءات وأنها وحي منزل" مهمتنا اليوم تمييز قرآن النبي عن قراءات الرواة ما استطعنا، ونحتاج في ذلك إلى تضافر الجهود والتعاون ولكن قبلها أن نقر بإشكالات النص القرآني دون خوف مواجهتها.

ودمتم بخير
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
 
السلام عليكم
حياك الله أستاذي الكريم:
مع الاحترام والتقدير لوقتكم الثمين الذي صرفتموه للرد على ما كتبه العبد الفقير، فإني أقول:
تعليقكم الكريم هو لمن يفهم هذا العلم ودقائقه لا ينبغي أن يصرف فيه الوقت، أما من كان ليس من أهله فأرى أنه مقال مبني على " الاجتهاد " و" الخطأ عن عمد أو عن غير عمد في تأويل بعض الحوادث التاريخية المصاحبة لنشأة القراءات.
وحقيقة كثير من النقاط المذكورة لا تمت للحقيقة - حسب رأي العبد الفقير - للموضوع بصلة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
القراءات لم تظهر إلا بمعاونة سنية شيعية!! وأنه لولا ابن مقلة لما استطاع ابن مجاهد أن يفرض قراءاته ....
أما مخالفك فيقول :
وهل ابن مقلة إلا جاسوس ووزير خائن شيعي كان مشروعه - كما أخبر هو نفسه - إسقاط الدولة العباسية السنية وإعادة ملك سخصومهم! ومثله في زمننا هذا كثير من الخونة!
وأما ابن مجاهد رحمه الله ورضي عنه، فمثله مثل غيره من العلماء " الصالحين " وهو في النهاية بشر رأيه في القراءات لا يمنعها من التواتر ولا يدخلها فيه، والعبد الضعيف كتب قبل ربع قرن - تبعاً للإمام أبي شامة رحمه الله- أن تصرف ابن مجاهد رحمه الله لا يليق به ولا بابن شنبوذ رحمه الله، الذي هو أكثر رواية ودراية من ابن مجاهد رحمه الله.
والعجب: أن الطرق المتواترة في القراءات العشر التي وصلتنا من طريق أكبر شنبوذ أكثر مرات ومرات من طرق ابن مجاهد التي لا تصل إلى عدد أصابع اليدين دون الرجلين! ولعل هذه بسبب شنيعة التعاون مع ابن ملقة، والله أعلم، خاصة وأن الله تعالى قد استجاب دعوة ابن شنبوذ عليه، فمات - ابن مقلة - أشنع ميتة والعياذ بالله تعالى، ولا شماتة، ونسأل الله حسن الخاتمة يارب.
وأكرر: نتمنى الحصول على معلومة أو خبر أو جهد علمي كتبه الشيعة وعلماؤهم في " القراءات القرآنية"! حسب علمي أنهم لا يؤمنون بالقراءات أصلاً إلا برواية حفص لأنها توافق ما يحبون، وهذا أقوله ليس انتقاداً لمنهجهم، فلا علاقة لي بالمذاهب، وإنما لتقرير مسألة علمية تاريخية في تخصصي.
وبعيداً عن السفسطة الكلامية، خاصة في هذه العشر المباركة أستسمحكم بطرح السؤال التالي:
ما هي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالضبط؟
وياليتكم تكرموننا بفرشها فقط دون أصولها؟
وكيف وصلت لنا؟
وهل هي من طريق غير طريق " الرواة " ؟
ومن هم هؤلاء الرواة ؟
أفيدونا بهم حتى نعرفهم ونعرف مكانتهم في العلم، هل هم ممن يؤخذ عنهم العلم أم لا؟
ولا يخفى على جنابكم أن " القرآن وقراءاته " لا تؤخذ من الكتب، بل لابد من التلقي والمشافهة، إلا إذا كان هذا الشرط أيضاً فيه نظر عندكم!
وأختم المداخلة بأن الذي سميتموه " قراءة النبي " فهي لن تعدو:
1- قراءة أحد الرواة المعروفين؛ وحينئذ يقال: ما الذي ميزها عن غيرها؟
2- قراءة مغايرة للقراءات المعروفة اليوم، وحينئذ يقال: أين سندها المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ملحوظة مهمة :
تواتر القراءات لا علاقة له بالأسانيد المكتوبة الآن؛ بل التواتر مبني على " الأداء " ومن جهل هذا القدر من " خصوصيات القراءات " فلا يحق له طرح الشبهات على العامة ونشرها وتشكيكهم في كتاب ربهم المنقول نقلاً متواتراً بالتلقي والمشافهة - قبل النقل الكتابي - تحت ضوابط صارمة وقوية في من هو أهل لأن ينقل عنه ويؤخذ منه.
وتقبلوا كل تحية وتقدير
وعيد مبارك علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين يارب.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذنا الدكتور الفاضل حفظكم الله ونسعد بتعليقكم، وعليه أقول:

- وددت لو أن التعليق لم يتضمن الاحتكام للسلطة أو التخصص أو المرجعية واكتفى بنقاش الأفكار فقط.

- ذكرت بوضوح أن "القراءات السبع لم تظهر أساسا إلا بتعاون سني وشيعي" فإنما عنيت مشروع التسبيع تحديدا الذي لم تعرفه الأمة طيلة ثلاثة قرون وما أن ظهر حتى تورطنا بهذا الاجتهاد ولم نستطع تجاوزه وحد كثيرا من تنوعات الماضي.

- أتفق معكم في قبح صنيع ابن مقلة وابن مجاهد، وأن ابن مجاهد متعاون مع هذه الشخصية التي ذكرتم صفاتها.
ما يهمني أن هذا الاستبداد في فرض التسبيع يؤكد أنها ليست وليدة فكر ومعرفة حرة، إنما ولادة العصا والترهيب.
بسببها حجبت المشاريع العلمية في مجال القراءات لمخالفي ابن مجاهد
كابن شنبوذ– الأكثر رواية ودراية- كان يعترف بأربعة عشر قراءة على الأقل ويقر عدم وجوب الالتزام بالرسم العثماني
وابن مقسم العطار الذي كان يدافع عن حرية الاجتهاد العلمي في القراءات

لذا نحتاج مراجعة ما مدى جودة هذا التسبيع وهل هو مستحق معرفيا وناضج علميا؟ وهل كان استبعاد مخالفيه مستحق أساسا؟
نتيجة بحثي خلاف ذلك للأسف، سواء في التقيد بالتسبيع نفسه أو منهجيته أو في أشخاص بعض السبعة أو رواتهم -فمنهم متهمون بأشياء لا تليق بحفظة لكتاب الله- أو في بعض فرشهم وأصولهم.

- ذكرت بوضوح بأنني سني. أحترم كافة إخواني المسلمين من شتى المذاهب وأتفهم أسباب الخلاف الديني والتاريخي بيننا دون أن يمنعني ذلك من الاستفادة من الخير الذي عندهم وترك ما لا أتفق معه فالحكمة ضالة المؤمن وإنما العبرة في مسائل العلم بالدلائل والأفكار لا الأشخاص أو التيارات، وتقول الحكمة: من لا يقارن لا يعرف.
وأكرر بأن جهود التشيع في خدمة القرآن خارج نطاق بحثي وإنما بحث موقفهم من تعددية نص القرآن.
واستشكلت في مذهبهم ما تفضلتم به من الاعتراف بقراءة حفص عن عاصم، علما أنها لا توافق ما يحبون بتعبيركم، فلآل بيت النبي ص قراءات "قوية" تحتمل القرآنية، يوجد رضا شيعي عن قراء لهم صلات مع الآل كعاصم وحمزة والكسائي وأبي عمرو، أما حفص فنقل عنه تتلمذه عن جعفر بن محمد، وأما عاصم فتلميذ أبي عبد الرحمن السلمي تلميذ علي بن أبي طالب.

أثناء بحثي في موقف الإباضية من القراءات وجدت أن شهرة القراءات هي التي تفرض نفسها على المذاهب لا العكس خاصة عند المتأخرين، وهذا توجيهي الأقرب لسبب رضا التيارات الشيعية عن مذهب حفص تحديدا إضافة لعلاقة التتلمذ.
أما قديما فكانت سطوة المذاهب أو الأعلام أو السلطات هي المؤثرة في شهرة القراءة لا العكس.
ومما استشكلته في مذهبهم أيضا:
- وجود قلة قليلة منهم تعترف بالقراءات السبع، وأعرف من معاصريهم من شاركنا في حلقات القراءات العشر والسند.
- استشكلت اختلاف منهج زيد بن علي عن أبيه وأخيه محمد وابن أخيه جعفر.
هو الوحيد الذي كان يذكر الخلاف في قراءة نص القرآن مع توجيهه، وله قراءة خاصة لا تخرج في عمومها عن قراءة أسرته.

هذا موجز ما أعرفه عنهم والتفاصيل في الكتاب، أما لمعرفة جهدهم العلمي فراجعهم تكرما إن كنتم مصرين إذ لا شأن لي هنا.
 
تكملة الحوار:

- ما هو قرآن أو قراءة النبي ص بالضبط؟

إنما كتبت الكتاب إجابة عن هذا السؤال
بإيجاز شديد وزبدة الزبدة والتفاصيل في الكتاب ولا أظنها ستفهم دون مراجعة مقدماتها وممهداتها:
الأصول: لا نعرف بيقين، الأكيد:
- لهجة النبي ص هي المعيار الأقرب، لكن لا ندري أكان لسانه قرشيا أم هوازنيا أم تفصيلا آخر.
- أننا نفتقر لنصوص تأصيلية صريحة هنا بعيدا عن دعوى (الرواة نقلة لم يضيفوا شيئا من عندهم!) وبعيدا عن دعوى الشاطبي رحمه الله: وما لقياس في القراءات مدخل! التي لم أجدها سوى مواقف شخصية للبعض لا كل المختصين والقراء عبر بحثي في تاريخ وتطور القراءات
الهمز مثلا في القراءات طارئ وكان يُحارب، نقل أن أحد القراء السبعة ضربه أهل المدينة لقراءته بالهمز في مسجد رسول الله ص! هذا ينافي تواتر الهمز وينافي الاعتبار بالقارئ المضروب الذي تكن سمعته حسنة أساسا!
ولم أتوسع في خلافات الأصول في الكتاب، فمثلكم أعلم أنها خلافات صوتية أو فنية لا تمس معنى النص القرآني.
خلافات الفرش "القوية" – إما مسندة بالعرف المعاصر أو مدونة في التراث- هي مقصود الكتاب:
بحمد الله عامة القرآن لا يعاني من إشكال الخلاف الجاد أو القوي في عامة كلماته، مشكلة الفرش هي كلمات قليلة ذات أثر لن نعترف بها بجدية دون مواجهة شجاعة لمواقف أسلافنا في القرون الثلاثة الأولى من القراءات قبل هيمنة السبع.
ما لم تختلف الأمة الإسلامية ومخطوطات المصاحف في لفظه ولا كتابته هو الأظهر في كونه قرآن النبي ص
أما مشكلة القراءات ذات الخلاف القوي- هي قليلة بشهادة الأبحاث المعاصرة الإسلامية وغير الإسلامية أيضا في هذا المجال لكن تحتاج تعاملا معرفيا جادا يتطلب التعاون والجهد الأكاديمي الجماعي- وأجد حلا (إيمانيا) في مواقف بعض السلف في التخيير بين دلالات القراءات المتغايرة التي يصعب الجزم بالصواب فيها كموقف الحسن البصري وغيره بالقول بالتخيير والتوقف في آية الوضوء (وأرجلكم).
تتبعت في آخر الكتاب هذه القراءات القوية أو ذات الخلاف الجاد المحتمل للقرآنية
وللأسف لأخطاء منهجية وقعت في تحقيق التراث سنحتاج وقتا لحسم الجدل في الفرش مثل الخطأ في التحقيقات المعاصرة لمخطوطات أمهات التفاسير كتفسير الطبري وغيره، حيث استبدل المحققون -بحسن نية- نص القرآن المكتوب في تفاسيرهم برواية حفص برسم المصحف المعاصر، بينما كانت لهم قراءات أخرى في المخطوطات كان الأولى والأثرى والأصدق معرفيا إثباتها كما هي بدلا من حذف كيفية إثباتها لنص القرآن الثمينة!
المعالجة السليمة لخلافات النص القرآني تتطلب استقراء وتتبعا جادا لن يبدأ إلا حين نستكمل دراسة التراث المتعلق به دون تشويه أو تحريف له.

قلتم حفظكم الله:
"تواتر القراءات لا علاقة له بالأسانيد المكتوبة الآن؛ بل التواتر مبني على " الأداء " ومن جهل هذا القدر من " خصوصيات القراءات " فلا يحق له طرح الشبهات على العامة ونشرها وتشكيكهم في كتاب ربهم المنقول نقلاً متواتراً بالتلقي والمشافهة - قبل النقل الكتابي - تحت ضوابط صارمة وقوية في من هو أهل لأن ينقل عنه ويؤخذ منه."

- صارت الشبهات لفظا يطلق على الإشكالات والأسئلة التي نخاف منها، هذه الإشكالات والأسئلة المحرمة اجتماعيا هي ما ينضج العلم والأفكار بتجاوزها ومواجهتها لا الصمت عنها إذ يضخمها، وانفجارها مسألة وقت لمن تابع المستجدات.
- أذكر بحسب دراسة للأعظمي بمنهج أسماه منهج الإثبات البصري لتأكيد تواتر القرآن اعتمادا على المخطوطات ، فإن دقة النقل الكتابي لنص القرآن تصل لنسبة 92% تقريبا، لا 100%
عدم الانضباط اليسير هذا هو ما يتطلب الاعتراف به والمواجهة والمعالجة، وهو لا ينسجم مع أفكارنا المسبقة عن واقع النص القرآني وتاريخه.
- من الجميل الاعتراف بأن تواتر القراءات الرسمية أو الجزرية لا علاقة له بالأسانيد المكتوبة فإثبات تواترها -إسناديا- معركة خاسرة.
ومثلها في نظري: دعوى اشتراط السند التي هي محل جدل في التراث فمن أعلامنا وأسلافنا من أجاز إنشاء القراءات أساسا -القائلون بأن القراءات رخصة أو أن القرآن هو المعنى دون اللفظ- ومنهم أجاز القراءة بما نقل عن الصحابة أو في التراث ولو خالف المصحف بلا إسناد شخصي مكتفيا بمنقولات ومدونات التراث، هذا تَنوعٌ أصيل له مستنداته الفكرية التي هي خارج إطار علم القراءات التقليدي بحثا ونقاشا منذ القدم لأسباب طائفية.
أما تواتر الأداء فإشكاله أنه يعاني من الإثبات الكتابي الجاد فضلا عن مصادمته لواقع أراء تراثنا المنسية عنه وعن تفاصيله!
لا أدري ما هذا التواتر الأدائي الذي لم ينقل عن المتقدمين، لا صحابة ولا تابعين ولا محدثين ولا مفسرين ولا فقهاء ولا نحاة ولا قراء وإنما عرفه المتأخرون فقط!
- صدق أحمد بن حنبل حين قال: حدثنا قوم من حفظهم وقوم من كتبهم، فكان الذين حدثونا من حفظهم أتقن.
شخصيا: لو كنت مدافعا عن قوة وتواتر و"دقة" القراءات العشر لفعلت ذلك بالتعويل على المصادر المكتوبة خاصة في القرون المبكرة وتجنب التعويل على الذاكرة وثقافة الشفاه، فالدراسات المعاصرة لطبيعة جهاز الذاكرة أو الروايات الشفوية والدراسات التراثية لحال "ذاكرة العرب الشعرية" و"أخطاء القراء" تشهد بقوة ضد جودة التواتر الشفوي أو تواتر الأداء هذا، كل رواية عرضة للتغيير ما لم تدون.

والمعذرة على الإيجاز فالمقدمات والمسائل كثيرة خاصة في مثل هذه القضية الحساسة

والعيد علينا وعليكم يتبارك، وعساكم من عواده وأنتم
 
أخي الكريم:
أولاً: الشخص المذكور مع ابن مجاهد رحمه اللهرحمه الله، هو: ابن مقلة الشيعي الجاسوس الخائن، وكان الأولى التصريح به مع ابن مجاهد رحمه الله.
ثانياً: لا علاقة لي بمذهبك أخي الكريم، سواء كنت سنياً أو شيعياً، وقبل فترة في هذا الملتقى المبارك تباحثت مع باحث آخر سني سلفي، ولا أهمني مذهبه أو اعتقاده، فهذا شيء يخص كل واحد منكما؛ لكن " تشكيك " المسلمين وخاصة أهل القراءات في تواتر القراءات، واجب على من عنده القدرة العلمية على الدفاع عنه أن يفعل، بغض النزر عن خصمه.
والمباحثة معكم ومع كتابكم هي في مسألة " تواتر القراءات " أنتم تنكرون عزوها للرواة- وقصدي بهم العشرة ورواتهم فيما تواتر عنهم لا في كل ما نسب إليهم - وتنسبونها للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا علاقة للمذهب العقدي في هذا، لولا بيان عبارة وردت عندي وعندكم عرضاً.
المهم:
كلامكم طويل جداً وفي ضمنه كثير من المسائل الخطيرة جداً جداً جداً - حسب فهمي القاصر - كلها تصب في أن " القراءات العشر التي نقرأ بها الآن ليست متواترة وليست من النبي صلى الله عليه وسلم !".
والعجب أنكم أجبتم على سؤالي: ما هي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في رأيكم الذي سطرتموه في كتابكم؟ فكان جوابكم:
"الأصول: لا نعرف بيقين، الأكيد:
- لهجة النبي ص هي المعيار الأقرب، لكن لا ندري أكان لسانه قرشيا أم هوازنيا أم تفصيلا آخر"اهـ
إذا كنتم لا تعرفون وغير متأكدين فكيف تنكرون على الأمة من عدة قرون ما نقلته عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلاً شفهياً شفوياً ثم كتابة؟ أنسيتم : من حفظ حجة على من لم يحفظّ.
وقلتم:
"خلافات الفرش "القوية" – إما مسندة بالعرف المعاصر أو مدونة في التراث- هي مقصود الكتاب..."اهـ
مع أني لم أفهم عبارة " العرف المعاصر" لكني أعرف أن الفرش لم يصلنا إلا منقولاً بالمشافهة والتلقي قبل التدوين وبعده.
وقلتم:
" من الجميل الاعتراف بأن تواتر القراءات الرسمية أو الجزرية لا علاقة له بالأسانيد المكتوبة فإثبات تواترها -إسناديا- معركة خاسرة" اهـ
لعل عبارتي لم تكن واضحة فأقول:
هذه الأسانيد المكتوبة ليست هي الدليل على " تواتر القراءات"؛ لأنها في النهاية هي ترجع إلى شخص واحد وهو نافع أو حمزة مثلاً:
لكنها متواترة لأنها قراءة أهل البلد فقراءة نافع هي قراءة أهل المدينة وقراءة ابن كثير قراءة أهل مكة ، وهذا يشهد له الواقع الآن فقراءة الدول الاسلامية في الشرق هي رواية حفص، بينما في الغرب هي قراءة نافع، فمن أنكر من المشارقة قراءة نافع، أو من المغاربة رواية حفص، فإنكاره كعدمه ويضرب به عرض الحائط ولا يتعداه؛لأنه جاهل بالحكم، وكأنه لا يعلم إلا ما يقرأ به أهل بلده.
ولو عددنا القراء الذين لهم " أسانيد " مكتوبة لما كانوا بنسبة 1في المائة من حفظة القرآن في المسلمين.
فظهر أن الأسانيد ليست هي ( دليل ) التواتر للقراءات ) ومن غفل عن هذا غفل عن جوهر وأساس في المسألة.
وأخيراً:
سعدت بالمداخلة معكم، ويظهر أني معكم على طرفي نقيض في المسألة،والوقت أشرف وأغلى من البحث في دائرة مغلقة - على الأقل حسب إمكانياتي- مع إيماني واعتقادي أن من يحاول - مجرد محاولة- " تشكيك " الأمة في " تواتر القراءات " فإنما هو كصاحب صخرة الأعشى!
فتقبلوا مني كل تحية وتقدير.
 
في سنة 1957م وفد الى القاهرة رجل يدعى محمود أبو رية تـ 1970م،ولما كان من طلاب الشهرة جمع أسمال عدد من المنتسبين لنحلة الرفض وانتخب منها مطاعنهم في أمهات كتب السنة كالموطإ والبخاري ورجال أسانيدهم... وخرج من ذلك بمنشور سماه [أضواء على السنة المحمدية] وكان غرضه اثارة زوبعة تجعله يشتهر بين الوراقين.
ظاهرة أبي رية ــــ آنذاك ــــ لم تكن جديدة كما أنها لن تكون الأخيرة... ففي كل عصر هناك نسخ منها وفي كثير من الحالات تكون نسخا مكررة يمجها الذوق قبل العقل والعلم...
أذكر أن هناك من المعاصرين ــــــ كالجابري الذي لقي ربه قبل 12 سنة ـــ من انتحل كلام حشوية الرافضة بشأن الزيادة والنقصان في المصحف... ثم خلف آخرون من المنتحلين ممن لم يجدوا سبيلا لطلب الشهرة سوى التخرص على كتاب الله تعالى... ولن يكونوا بأفضل ممن سبقهم من نحل الافتراء...والله غالب على أمره.
 
في سنة 1957م وفد الى القاهرة رجل يدعى محمود أبو رية تـ 1970م،ولما كان من طلاب الشهرة جمع أسمال عدد من المنتسبين لنحلة الرفض وانتخب منها مطاعنهم في أمهات كتب السنة كالموطإ والبخاري ورجال أسانيدهم... وخرج من ذلك بمنشور سماه [أضواء على السنة المحمدية] وكان غرضه اثارة زوبعة تجعله يشتهر بين الوراقين.
ظاهرة أبي رية ــــ آنذاك ــــ لم تكن جديدة كما أنها لن تكون الأخيرة... ففي كل عصر هناك نسخ منها وفي كثير من الحالات تكون نسخا مكررة يمجها الذوق قبل العقل والعلم...
أذكر أن هناك من المعاصرين ــــــ كالجابري الذي لقي ربه قبل 12 سنة ـــ من انتحل كلام حشوية الرافضة بشأن الزيادة والنقصان في المصحف... ثم خلف آخرون من المنتحلين ممن لم يجدوا سبيلا لطلب الشهرة سوى التخرص على كتاب الله تعالى... ولن يكونوا بأفضل ممن سبقهم من نحل الافتراء...والله غالب على أمره.

قال أبو حامد الغزالي في كتابه النفيس "المنقذ من الضلال":

وأقل درجات العالم: أن يتميز عن العامي الغُمر ، فلا يعاف العسل ، وإن وجده في محجمة الحجَّام ، ويتحقق أن المحجمة لا تغير ذات العسل ، فإن نفرة الطبع عنه مبنية على جهل عامي منشؤه أن المحجمة ، إنما صنعت للدم المستقذَر ، فيظن أن الدم مستقذر لكونه في المحجمة ، ولا يدري أنه مستقذر لصفة في ذاته ؛ فإذا عدمت ( هذه ) الصفة في العسل فكونـه في ظرفه لا يكسبه تلك الصفة ، فلا ينبغي أن يوجب له الاستقذار ، وهذا وهم باطل ، وهو غالب على أكثر الخلق. فإذا نسبت الكلام وأسندته إلى قائل حسن فيه اعتقادهم ، قبلوه وإن كان باطلاً ؛ وإن أسندته إلى من ساء فيه اعتقادهم ردوه وإن كان حقاً. فأبداً يعرفون الحق بالرجال ولا يعرفون الرجال بالحق ، وهو غاية الضلال!

من الاقتباسات التي جاءت في كتاب قرآن النبي وقراءات الرواة:
ما كتبه الحسن بن الهيثم العالم التجريبي:
وما عصم الله العلماء من الزلل، ولا حمى علمهم من التقصير والخلل. ولو كان ذلك كذلك لما اختلف العلماء في شيء من العلوم، ولا تفرقت آراؤهم في شيء من حقائق الأمور، والوجود بخلاف ذلك، فطالب الحق ليس هو الناظر في كتب المتقدمين، المسترسل مع طبعه في حسن الظن بهم، بل طالب الحق هو المتهم لظنه فيهم، المتوقف فيما يفهمه عنهم، المتبع الحجة والبرهان، لا قول القائل الذي هو إنسان، المخصوص في جبلته بضروب الخلل والنقصان، والواجب على الناظر في كتب العلوم، إذا كان غرضه معرفة الحقائق، أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه، ويجيل فكره في متنه وفي جميع حواشيه، ويخصمه من جميع جهاته ونواحيه، ويتهم أيضا نفسه عند خصامه فلا يتحامل عليه ولا يتسمح فيه. فإنه إذا سلك هذه الطريقة انكشفت له الحقائق، وظهر ما عساه وقع في كلام من تقدمه من التقصير والشبه.

ما نقل عن الخليل بن أحمد الفراهيدي:
"لا يعرف الرجل خطأ معلمه حتى يجالس غيره"

ومن الأدعية المنقولة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أرنا الأشياء كما هي"

فعين الرضا عن كل عيب كليلة، وكم منعتنا عين الرضا من إدراك قصور في النفس والمحيط والانتماء!
 
استنوق الكتاب فأنتج طعناً في القراءات المتواترة وطعناً في الصحابة الكرام:
وصلتني نسخة من هذا " السخف الورقي" المعنون بـ " قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وقراءات الرواة " فقرأته قراءة المتجرد الفاحص، لعلي أجد فيه بياناً واضحاً لقراءات النبيصلى الله عليه وسلم!
وإذا بالكتاب الذي تبلغ صفحاته ( 425 صفحة) كله في سرد ما كتبه الطاعنون من أعداء الإسلام في روايات مبثوثة في بعض كتب الحديث والأدب والتفسير، يعرف كاتبوها أنفسهم أنها ليست دليلاً على القرآن ولا على القراءات، وهو ما لم يدركه المستشرقون وأذنابهم ممن وضعوا السم في العسل للضحك على عوام المسلمين غير المتخصصين في القراءات، عليهم من الله ما يستحقون!
وجدت في هذا السخف الطعن في أبي هريرة ، وأبي موسى ، ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين، ولم أجد فيه اللمز والغمز في أحد من الصحابة ممن كان متفقاً مع سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه، وإنما كان الكلام عن ذلك هو من باب العموم والتعمية!
والأهم من كل ذلك وأخطر:
عنوان السخف:" قراءات النبي " :
فكيف يعقل أكاديمياً أو تأليفياً أن تكتب كتاب ( 425) صفحة تحت عنوان وليس فيه ما ينطبق على عنوانه غير ( 44) صفحة، وهو ما جعله مؤلفه : العنوان الأخير ( يبدأ من ص 381 وينتهي ص 425) !
الشيء المضحك أنه:
بنى هذه القراءات كما قال من مصدرين:
1- موسوعة المصحف الشريف.
2- معجم القراءات.
ولنا أن نعيد السؤال الأول:
إذا كانت هذه القراءات ليست هي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟
فأين هي قراءته عليه الصلاة والسلام المنقولة بالتلقي إليه صلوات ربي وسلامه عليه؟
وأخيراً:
أي كتاب يبنيه مؤلفه على مسألة نفرت منها نفسه في بداية حياته، ثم جاء بعد زمن ليؤكد هذا النفور فاتهمه في " حياديته " و " تجرده العلمي"!
وأي كتاب متعلق بعلوم القرآن تجعل ديباجة عناوين فصوله مبدوءة بأقوال الفلاسفة والعقلانيين فاتهم ما تحت تلك الفلسفة والعقلانية، واعلم أنها " سخف" حقيقة لا مجازاً.
والله أعلم.
 
حصلت على الكتاب أمس وقرأت فيه مقدماته وظهر لي أنه كتاب لم ينضج، ولم يكتب بأسلوب أهل العلم بالقراءات، والمؤلف الكريم لم يوفق في تأليفه، ولعله أراد به خيراً فأساء لنفسه، وعلم القراءات علمٌ متين، وأهله ينضجون على مر السنوات بالاجتهاد والمواظبة والملازمة للعلماء المتقنين، والحفظ للمتون الرصينة، والتدقيق في الأصول والفرش والمصنفات الرائدة، ولا ينالُ الحظوة منهم إلا القليل بعد كل ذلك، فلا يليق أن يَكتُبَ في نقد هذا العلم إلا العلماء الراسخون المدركون لخفايا هذا العلم ودقائقه، حتى يكون للنقد قيمة، وللنقاش ثمرة.
وأما ما كتبه الأخ محمد جاسم الفودري في كتابه هذا فهو خالٍ من العلم، مملوءٌ بالتعالم، ضعيفُ اللغة، هزيلُ الأسلوب، سلك فيه طريق أهل الطعن في القرآن والقراءات، ودخل ميدان أهل القراءات بحججٍ ضعيفةٍ، ونُقولٍ مشبوهة، واستدلالات سقيمة، وعرض عقله وفهمه على أهل العلم، وقديماً قيل : مَن أَلَّفَ فقد استَهدَفَ، فليصبر لما سيناله من التقويم، وليسمع من أهل القراءات ما يجعله يعرف مكانه ومكانته، ويدرك خطورة ما أقدم عليه. وإني لأدعو العلماء بالقراءات والباحثين فيه من أمثال الأستاذ الدكتور السالم الجكني الشنقيطي وها هو الكتاب بين يديه، وبقية أهل العلم المتخصصين أن يقرأوا هذا الكتاب قراءة نقدية يستفيد منها المؤلف أولاً، ويستفيد منها الباحثون في الدراسات القرآنية وغيرها.

لا حول ولا قوة إلا بالله فقد استسهل بعض شبابنا أمر التأليف بشكل غريب، وأقدموا على التأليف قبل أن يتأهلوا له، وصار النشرُ أسهل ما يكون، دون أن يكون هناك إحكام لما يكتبون فيه.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأصلح أحوال المسلمين.
 
[/FONT قال:
الجكني;n513939]استنوق الكتاب فأنتج طعناً في القراءات المتواترة وطعناً في الصحابة الكرام:
[/FONT قال:
وصلتني نسخة من هذا " السخف الورقي" المعنون بـ " قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وقراءات الرواة " فقرأته قراءة المتجرد الفاحص، لعلي أجد فيه بياناً واضحاً لقراءات النبيصلى الله عليه وسلم!
وإذا بالكتاب الذي تبلغ صفحاته ( 425 صفحة) كله في سرد ما كتبه الطاعنون من أعداء الإسلام في روايات مبثوثة في بعض كتب الحديث والأدب والتفسير، يعرف كاتبوها أنفسهم أنها ليست دليلاً على القرآن ولا على القراءات، وهو ما لم يدركه المستشرقون وأذنابهم ممن وضعوا السم في العسل للضحك على عوام المسلمين غير المتخصصين في القراءات، عليهم من الله ما يستحقون!
وجدت في هذا السخف الطعن في أبي هريرة ، وأبي موسى ، ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين، ولم أجد فيه اللمز والغمز في أحد من الصحابة ممن كان متفقاً مع سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه، وإنما كان الكلام عن ذلك هو من باب العموم والتعمية!
والأهم من كل ذلك وأخطر:
عنوان السخف:" قراءات النبي " :
فكيف يعقل أكاديمياً أو تأليفياً أن تكتب كتاب ( 425) صفحة تحت عنوان وليس فيه ما ينطبق على عنوانه غير ( 44) صفحة، وهو ما جعله مؤلفه : العنوان الأخير ( يبدأ من ص 381 وينتهي ص 425) !
الشيء المضحك أنه:
بنى هذه القراءات كما قال من مصدرين:
1- موسوعة المصحف الشريف.
2- معجم القراءات.
ولنا أن نعيد السؤال الأول:
إذا كانت هذه القراءات ليست هي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟
فأين هي قراءته عليه الصلاة والسلام المنقولة بالتلقي إليه صلوات ربي وسلامه عليه؟
وأخيراً:
أي كتاب يبنيه مؤلفه على مسألة نفرت منها نفسه في بداية حياته، ثم جاء بعد زمن ليؤكد هذا النفور فاتهمه في " حياديته " و " تجرده العلمي"!
وأي كتاب متعلق بعلوم القرآن تجعل ديباجة عناوين فصوله مبدوءة بأقوال الفلاسفة والعقلانيين فاتهم ما تحت تلك الفلسفة والعقلانية، واعلم أنها " سخف" حقيقة لا مجازاً.
والله أعلم.


أهلا بكم مجددا شيخنا الدكتور الكريم وأقدر لكم وقتكم الثمين، وكنت سأقدره أكثر لو أحسنتم قراءته فخرجتم منه بنقد واع أو وفاق يفيدني! للأسف لا أجد وصف القراءة المتفحصة المتجردة منطبقا على ما كتبتم.

أولا: قلتم وفقكم الله:
وصلتني نسخة من هذا " السخف الورقي" المعنون بـ " قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وقراءات الرواة " فقرأته قراءة المتجرد الفاحص، لعلي أجد فيه بياناً واضحاً لقراءات النبيصلى الله عليه وسلم!

فأقول:
عنوان الكتاب مكتوب بخط كبير""قرآن" النبي وقراءات الرواة، حول ظاهرة اختلاف ألفاظ النص القرآني"، وإن كنتم لم تجدوا فيه من الحديث عن قراءة النبي ص إلا 44 صفحة فهذا يعني أنكم لم تقرؤوه أو لعلكم قرأتم كتابا آخر، من باب حسن الظن بكم.

ثانيا: قلت وفقكم الله:
وإذا بالكتاب الذي تبلغ صفحاته ( 425 صفحة) كله في سرد ما كتبه الطاعنون من أعداء الإسلام في روايات مبثوثة في بعض كتب الحديث والأدب والتفسير، يعرف كاتبوها أنفسهم أنها ليست دليلاً على القرآن ولا على القراءات، وهو ما لم يدركه المستشرقون وأذنابهم ممن وضعوا السم في العسل للضحك على عوام المسلمين غير المتخصصين في القراءات، عليهم من الله ما يستحقون!

فأقول: يبدو أنكم قرأتم كتابا مختلفا -إحسانا للظن بكم- راجعت مصادري فإذا هي واضحة وبتصفح سريع ستجدون الأسماء التالية: البخاري ومسلم وبو داود والترمذي والطبري والقرطبي والزمخشري والداني وابن الجزري وابن حزم وابن تيمية وابن القيم والماوردي وأبو شامة والشاطبي وابن عساكر والثعلبي والجاحظ والغزالي ووووووووو إلخ

وجود حساسية مذهبية ضد بعض الأسماء الواردة في الكتاب لا تجعله "كله في سرد ما كتبه الطاعنون من أعداء الإسلام...."
(ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)

ثالثا: قلتم حفظكم الله: وجدت في هذا السخف الطعن في أبي هريرة ، وأبي موسى ، ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين، ولم أجد فيه اللمز والغمز في أحد من الصحابة ممن كان متفقاً مع سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه، وإنما كان الكلام عن ذلك هو من باب العموم والتعمية!

فأقول: ناقشت بإيجاز ووضوح الموقف من عدالة الصحابة "التقديس تحديدا- وهو موقف سني يخالفنا فيه إخوتنا الإباضية والشيعة لنصوص دينية عندهم كقوله تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون)
وما نقل عن النبي ص: "في أصحابي اثنا عشر رجلاً منافقا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط..." رواه مسلم
وما نقل عنه ص: في حديث الحوض في حق من نسميهم بالصحابة:" إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي" رواه البخاري
وغيرها
الكتاب عندكم وستجدون فيه أن هذه النصوص قرآنية ونقول نبوية، ليس مصدرها أعداء الدين، فلا أدري ما هذا المنهج العلمي في فهم الدين الذي يرفض بناء نفسه وفقا لنصوصه!

أما تفصيل الكتاب في حق أبي هريرة وأبي موسى ومعاوية، فواضح!
لم يغمز الكتاب إلا من وجده منقولا عنه ذلك فلم يأت بشيء من عنده، وكل ما أسميتموه بالغمزات هي آراء ستجدها عند بعض أعلامنا السنة قبل الشيعة.

ثم كيف سنفهم مثلا سبب رفض أبي الموسى الأشعري لتوحيد مصحفه مع مصحف عثمان دون دراسة تاريخه وفهمه؟

هل سنصر على دعوى اتفاق الصحابة على "كل" مصحف عثمان متجاهلين خلاف ابن مسعود والأشعري وانتقادات الصحابة الكبار له؟
لنحترم تراثنا دون مكابرة ودون حجب لحقائقه.

أما أنكم لم تجدوا فيه الغمز واللمز في من وافق علي بن أبي طالب! فلا أقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل
لم يجدوا في الورد عيبا فقالوا يا أحمر الخدين!
روى "مسلم" في صحيحه عن علي بن أبي طالب :والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق
نقلت في الكتاب عن عامر الشعبي قوله: ماذا لقينا من علي؟ إن أحببناه ذهبت دنيانا، وإن أبغضناه ذهب ديننا.
ولعلي الآن أتذوق تجربته!
 
تابع لحوار الدكتور الجكني حفظه:

قلتم حفظكم الله: بنى هذه القراءات كما قال من مصدرين:
1- موسوعة المصحف الشريف.
2- معجم القراءات.
ولنا أن نعيد السؤال الأول:
إذا كانت هذه القراءات ليست هي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟
فأين هي قراءته عليه الصلاة والسلام المنقولة بالتلقي إليه صلوات ربي وسلامه عليه؟

فأقول:
أولا: لو أنكم قرأتم الكتاب "قراءة متجردة فاحصة" فعلا لوجدتم الإجابة بوضوح ولوجدتها أيضا خلال ردي عليكم في هذا الملتقى أيضا!

وأقول هنا لمتابعي الحوار ممن ينشد الإفادة:
- ما لم نستوف دراسة التراث وإعادة تحقيق المخطوطات القديمة الموردة لنصوص قرآنية (المصاحف التفاسير والأحاديث وغيرها) بحيث ننبته لصياغة نص القرآن فيها، ونستوف الروايات المنقولة عن القراء لمعرفة أيها الأشهر وأيها الأندر، وأيها السليم وأيها المنتقد وأيها المتقدم وأيها فكل مشاريعنا ستبقى تتبعا ناقصا للقراءات ينقصه المقارنة العلمية السليمة.
- أفضل المعايير لمعرفة قرآن النبي أو زيادة قوة احتمالية قرآنية قراءة مختلف فيه:
- ما اتفق المسلمون ومصاحفهم عليه باختلاف مذاهبهم هي المعيار الأقوى.
أما انفرادات القراء فهي محل رفض ونظر، ما انتقدت فصاحته أو عورض معناه دينيا بقوة محل نظر، القراءات المنفرد في نقلها المتأخرون أو كتب متأخرة أو مدن معينة دون غيرها محل رفض ونظر.
في حال خلاف القراءات فإن مظنة قرآن النبي ص ستكون في الأشهر نقلا والأفصح لغة والأقوم معنى دون شرط موافقة رسم مصحف عثمان التي لم أجد نقلا واحدا عن الصحابة يرتضيها.

قلتم حفظكم الله:
أي كتاب يبنيه مؤلفه على مسألة نفرت منها نفسه في بداية حياته، ثم جاء بعد زمن ليؤكد هذا النفور فاتهمه في " حياديته " و " تجرده العلمي"!

فأقول:
أنقل النص الذي لم يعجبكم بتمامه للقارئ:
لم أعرف فكرة وجود القراءات لنص القرآن إلا في مراهقتي، ونفرت منها فورا؛ فكيف يمكن للنص المقدَّس أن تتعدد ألفاظه وتختلف معانيه؟!
رضيت بهذه الحقيقة بعدما سألتُ من حولي عن القراءات فصوَّروا لي واقعَ خلافاتها شكليًا لا أثر له، يُشْبه قولَك باللهجات العامية العربية "الله يوفِّقُك" أو "الله يوفْجِك" أو "الله يوفكِكِ" أو "الله يوفَّأَك" أو "الله يوفآك"... كان هذا المثال الشعبي الشهير اختزالا لخلاف القراءات الشرس وتاريخه -الذي يختلف أوله عن آخره ووسطه عن طرفيه- في مثال أليف ناسبني حينها.
لم أرغب دخول عالم القراءات، ولكن رُشحت لدورة في مبادئ "الشاطبية" تحول بعدها النفور شغفًا، فأنهيت تعلم مبادئه وشرعت بطلب الإجازة بالقراءات العشر، وفي أثناء ذلك وبعده حكايات أخر.اهـ

أما قولكم وفقكم الله:
وأي كتاب متعلق بعلوم القرآن تجعل ديباجة عناوين فصوله مبدوءة بأقوال الفلاسفة والعقلانيين فاتهم ما تحت تلك الفلسفة والعقلانية، واعلم أنها " سخف" حقيقة لا مجازاً.

فأقول: الاقتباسات التمهيدية في كتابي كالتالي، وللقارئ التفكر بهذا (السخف) وإحصاء الفلاسفة والعقلانيين الأشرار من بينهم ومضمونها المشبوه:

المقدمة: "اللهم أرنا الأشياءَ كما هي" النبي محمد ﷺ

التمهيد: "واعلم أن القرآنَ والقراءات حقيقتان متغايرتان" محمد الزركشي

"القرآنُ أصدقُ مرآةٍ للحياة الجاهلية" طه حسين

"ومِن شجرةِ نَفسِه جنى ثمرةَ غرسِه"
- ابن عربي الأندلسي

"من كَتَبَ عنّي شيئًا غيرَ القرآنِ فَلْيَمحُه"
- النبي محمد ﷺ

"فإني أحكمُ بما في التوراة"
- النبي محمد ﷺ

"إنّما ضَلَّت بنو إسرائيل بِكُتِبٍ وَرِثوها عن آبائهم"
- محمد بن سيرين

"إنّ الاعتقادَ بوجود الكذب والدسّ بين الأحاديث ضرورةٌ من ضرورات دين الإسلام، من غير فرق بين مذهب ومذهب، حيث اتّفقت على ذلك كلمةُ جميع المذاهب الإسلامية"
- محمد جواد مُغْنِيَّة

- "فنحن نَقطعُ بأن كثيرًا من الصحابة كانوا يقرؤون بما خالف رَسمَ المصحف العثماني قبل الإجماع عليه"
- محمد بن الجزري

- "إنّ القراءات المشهورةَ اليومَ عن السبعة والعشرة والثلاثة عشرة بالنسبة إلى ما كان مشهورًا في الأعصارِ الأُول، قِلٌّ من كُثرٍ ونَزْرٌ مِن بَحرٍ"
- محمد بن الجزري

""لا يَعرِفُ الرجلُ خطأَ مُعَلِّمِه حتّى يُجاِلسَ غَيْرَهُ"
- الخليل بن أحمد الفراهيدي

"ولا يجوز أن يُحمل كتابُ الله على الشذوذ"
- أبو جعفر النَّحّاس

"قد ذَكَرَ الناسُ من الأئمة في كتبهم أكثرَ من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجلُّ قدرًا من هؤلاء السبعة"
- مكي بن أبي طالب القيسي

"وسببُ اختلافِهم: اختلافُهم في القراءة"
- ابن رشد الأندلسي

في النهاية، لا يسعني إلا شكركم على كريم وقتكم وعناء محاولة القراءة.
 
أخي الكريم:
شكراً على حسن ظنكم، وأخبركم أنه ليس في محله لأني عنيت ما قلت، وما قرأت إلا كتابكم الذي عليه اسمكم، وتصحيفي أو غلطي في كلمة من كلمات عنوانه لا يقال عنها ما قلتم.
وأزيدكم :
وهل ما كتبه جولدتسهير وأمثاله وأذنابه من المستشرقين والمستغربين والمستعربين من الطاعنين في القراءات إلا وهو مأخوذ من كتب التفسير والحديث واللغة!
العجب أن الطاعنين لم يرجعوا إلى كتب علم القراءات المعتمدة، وتلك طامة كبرى!
الأئمة :
ابن مهران، والأهوازي، والهذلي، والخزاعي، والداني، ومكي،( وطعنه في القراءات من جهة الوجه النحوي لا الوجه الأدائي وكونها ليست من كلام الله، بدليل تأليفه كتاباً خاصاً بالرواية، وكذا أمثاله من العلماء) وابن شريح،والشهرزوري، والهمداني، وابن سوار، وسبط الخياط، وابن فارس، والمالكي، والجعبري، وابن الجزري:
هؤلاء كلهم وأمثالهم ممن لم يذكر:
هم من يؤخذ عنهم هذا العلم، وهم القدوة فيه والقول قولهم، ولا شك أنهم فيه هم أقوى من الأئمة:
مالك وأبي حنيفة وابن حنبل والشافعي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وأبي داود، وأبي حاتم، وابن معين، وابن حجر وغيرهم من أمثالهم!
فإذا كان المذكورون أولاً مقدمين على المذكورين ثانياً فمن باب أولى يقدمون على سيبويه والنحاس والأخفش والمبرد والزمخشري وأمثالهم.
أعود وأقول:
ياليت من يقول:" قراءة النبي " يبين لنا ما هي هذه القراءة كلمة كلمة، حتى نتعبد الله بها، ونختم القرآن من أوله إلى آخره بها، ونترحم على الأمة كلها التي كانت تتعبد الله بقراءة " قرآن " لم ينزله الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنما كانت تتعبد بكلام جاء به نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وغيرهم من أهل القراءات!
التشويش على الناس بأن القراءات هي بشرية وليست وحياً، مع عدم بيان القراءات الوحيية " هي " خيانة " و " طعن " في دين الله، يجب على من عرف ذلك أن يبينه للناس وإلا دخل في زمرة " وإن الشايطين ليوحون إلى أوليائهم" !
ولا أرى من الصعوبة عليكم أن تقولوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الفاتحة كذا وكذا، وفي البقرة كذا وكذا، وهكذا إلى آخر القرآن الكريم.
وإذا كان ما كتبتموه في المبحث الأخير هو " قرآن النبي" فأخبروا الأمة - وأنتم أولهم -:
هل أخذتم هذه القراءات عن طريق التلقي؟
أم شيء أخذتموه من الكتب؟
هب أن هذه الكتب لم يطلع عليها " جميع الأمة" - وذلك كذلك- فكيف حالهم طيلة هذه القرون؟
وكيف حال من يأتي بعدكم ممن لم يطلع على كتابكم؟
وهل يقال: إن الله ترك الأمة تتعبد بكلام غير كلامه؟ وعلى أحسن حال أنها لم تتعبد بكلامه الذي أنزله على رسوله؛ لأنه غير معروف أوله من آخره؟!
ورحم الله الفرزدق عندما قال:
أعد نظراً يا عبد قيس لعلما *** أضاءت لك النار الحمار المقيّدا
ودمتم بخير.
 
حصلت على الكتاب أمس وقرأت فيه مقدماته وظهر لي أنه كتاب لم ينضج، ولم يكتب بأسلوب أهل العلم بالقراءات، والمؤلف الكريم لم يوفق في تأليفه، ولعله أراد به خيراً فأساء لنفسه، وعلم القراءات علمٌ متين، وأهله ينضجون على مر السنوات بالاجتهاد والمواظبة والملازمة للعلماء المتقنين، والحفظ للمتون الرصينة، والتدقيق في الأصول والفرش والمصنفات الرائدة، ولا ينالُ الحظوة منهم إلا القليل بعد كل ذلك، فلا يليق أن يَكتُبَ في نقد هذا العلم إلا العلماء الراسخون المدركون لخفايا هذا العلم ودقائقه، حتى يكون للنقد قيمة، وللنقاش ثمرة.
وأما ما كتبه الأخ محمد جاسم الفودري في كتابه هذا فهو خالٍ من العلم، مملوءٌ بالتعالم، ضعيفُ اللغة، هزيلُ الأسلوب، سلك فيه طريق أهل الطعن في القرآن والقراءات، ودخل ميدان أهل القراءات بحججٍ ضعيفةٍ، ونُقولٍ مشبوهة، واستدلالات سقيمة، وعرض عقله وفهمه على أهل العلم، وقديماً قيل : مَن أَلَّفَ فقد استَهدَفَ، فليصبر لما سيناله من التقويم، وليسمع من أهل القراءات ما يجعله يعرف مكانه ومكانته، ويدرك خطورة ما أقدم عليه. وإني لأدعو العلماء بالقراءات والباحثين فيه من أمثال الأستاذ الدكتور السالم الجكني الشنقيطي وها هو الكتاب بين يديه، وبقية أهل العلم المتخصصين أن يقرأوا هذا الكتاب قراءة نقدية يستفيد منها المؤلف أولاً، ويستفيد منها الباحثون في الدراسات القرآنية وغيرها.

لا حول ولا قوة إلا بالله فقد استسهل بعض شبابنا أمر التأليف بشكل غريب، وأقدموا على التأليف قبل أن يتأهلوا له، وصار النشرُ أسهل ما يكون، دون أن يكون هناك إحكام لما يكتبون فيه.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأصلح أحوال المسلمين.

حياكم الله شيخنا الفاضل والحبيب د عبد الرحمن حفظكم الله من مكروه ووفقكم لكل خير:

أما بعد:

المختصون والأبراج العاجية!


النظرية التي بني عليها كتاب "قرآن النبي وقراءات الرواة" نظرية سنية تراثية بحتة غير استشراقية ذكرها الأصولي أبو إسحاق الشاطبي مؤسس علم المقاصد، ووجد العبد الفقير مقويات لها من خلال تراث القرون الأول والدراسات المعاصرة للتراث.

ولأن العبد الفقير صاحب الكتاب الخالي من العلم والمليء بالنقول المشبوهة كان يدرك حساسية هذه النظرية وقيمتها أيضا في حال لو كان واقع القراءات مخالفا لما يتم تلقينه في التعليم الأكاديمي -بالأدق المذهبي الذي يرفض الاعتراف بمسلمين سواه- فإن هذا المتعالم -الذي صرح في مقدمته وكرر بأنه يرحب بكل نقد وإضافة- كان يراجع المختصين ويبحث عن العلماء الراسخين في هذا الميدان.

كان يسأل أسألته ويعرض أدلته في المجالس الخاصة العلمية والجامعات فلا يجد إلا صمتا أو وعظا وربما غضبا، وفي أحيان قليلة اعترافا خجلا بحرج التأصيل المعاصر لعلم القراءات وتعارضه مع التراث.

كان يراجع المؤتمرات العلمية في هذا الميدان فيجدها منعزلة عن متابعة مستجدات القراءات -المصحف الألماني، المصحف وقراءاته الخ- ومنعزلة عن إجابة إشكالها بجدية، وصادف أن تمكن من حضور أحدها.

لا أزال أتذكر ذلك المحتار الذي طرح موضوع اختلاف قراءات الصحابة المنقولة في الصحاح عن القراءات الجزرية ولم يجبه أحد من الراسخين والعلماء الأكاديميين المتوافرين

لا أزال أتذكر ذلك العالم الذي طرح جدية إشكال نقد الطبري شيخ المفسرين للقراءات فعارضه عالم آخر بمقولة: ومن هو الطبري ليعارض شيخ القراء ابن الجزري!

لا أزال أتذكر أنه في مؤتمر المختصين ذاك لم يكن يسمح للمشاركة والحوار إلا لأصدقاء المؤتمر وحجب الاستماع لصوت الأسئلة الحائرة التي إن تكلمت أساءت لنفسها وإن صمتت أن تغرق في حيرتها أو يقتل شغفها العلمي

لا أزال أتذكر تسمية أكثر محاضري المؤتمر لحديث الأحرف السبعة بلغز الألغاز، وأنهم يقرون بعجزهم عن حل مقنع له، ومنهم من لا يزال متوقفا في حديث الأحرف السبعة -ولا عيب في التوقف- لكنه يعيب على من يريد بناء تأصيل أوثق منه وأبعد عن حرجه لظاهرة اختلافات نص القرآن وأكثر احتراما لواقع تراثنا القديم المنسي-أو المهمل عن عمد-.


لا أزال أتذكر مختصا -جليل القدر في عيني- واعدني بعد صلاة الظهر في المؤتمر لأعرض له فكرة كتابي الحالية فما أن حان اللقاء ووقف أمامه إلا انصرف عنه بطريقة لا تليق به ولا بوعده.

لا أزل أتذكر أنني راسلته على الإيميل رسالة خاصة فيها مضمون الكتاب وأسئلة يريد جوابها فلم يأته رد.

واليوم حين ينشر آراءه -التي لم ينفرد بها وأتى بها من التراث القديم الموجود قبل المستشرقين وأعداء الدين - هذا الضال المسكين المجازف عديم الأسلوب يصبح مذنبا ومجرما وجاهلا!

لا أعرف ما علم القراءات المتين هذا فهو فقير في تدعيم أهم أصل يقوم عليه (قرآنية أوجه القراءات المختلفة) بنقول قوية محكمة النقل والمعنى عن نبينا ص أو صحابته أو التابعين أو قدامى النحاة والفقهاء والمحدثين والمفسرين والقراء

تعلمنا كليات الشريعة التقليدية اتباع السلف في كل شيء إلا في موضوع القراءات فإنها تصر على فهم الخلف!

ولا أعرف هؤلاء المختصين الراسخين في علم القراءات الذين يؤمنون بمقولة النبي ص "الحكمة ضالة المؤمن" قولا وفعلا ويستعدون لمناقشة الحجج والبراهين بطريقة أكاديمية بلا شخصنة أو عزلة مذهبية، لا زلت أبحث عنهم لهذا جئت هنا ولهذا نشرت الكتاب، لأجد رد الدليل بالدليل، ونقد النقل بالنقل، ونقد المنهج بالمنهج، كنت آمل حوارا علميا أفضل من هذا!
أتيت لمباحثة الأفكار مع استعداد صريح ومكرر للتراجع عن الخطأ وتقبل التقويم بصدر رحب.

حكمة التراث تقول: من كتب فقد عرض عقله على الناس. وهذا يشمل المؤلفين ونقادهم، فمسؤولية الناقد لا تقل عن المؤلف.

على كل حال ما أنا إلا عابر سبيل هنا والمكان مكانكم، فشكرا لكم على هذه الاستضافة وسعة الصدر في تقبل عرض كتاب يخالف توجهاتكم وبارك الله في جهودكم

وأعيد قول الشاطبي:
وإن كان خرق فادركه بفضلة :: من الحلم وليصلحه من جاد مقولا
 
عودة
أعلى