قوله تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ

إنضم
22 مايو 2006
المشاركات
2,550
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
58
الإقامة
الرياض
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد فهذه بعض الفوائد واللطائف في الموعظة الحسنة

قوله تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) [سورة النحل : 125: 128]

يقول الإمام ابن كثير رحمه الله يقول تعالى آمرًا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يدعو الخلق إلى الله [ بِالْحِكْمَةِ ] قال ابن جرير: وهو ما أنزله عليه (3) من الكتاب والسنة [ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ] أي: بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس ذكرهم (4) بها، ليحذروا بأس الله تعالى. وقوله: [ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ] أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال: [ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ] [العنكبوت : 46] فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون، عليهما السلام، حين بعثهما إلى فرعون فقال: [ فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ] [طه : 44] .

وقوله: [ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ] أي: قدم علم الشقي منهم والسعيد، وكتب ذلك عنده وفرغ منه، فادعهم إلى الله، ولا تذهب نفسك على من ضل منهم (5) حسرات، فإنه ليس عليك هداهم إنما أنت نذير، عليك البلاغ، وعلينا الحساب، [ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ] [القصص : 56]، (6) و [ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ] [البقرة : 272] .
تفسير ابن كثير : 4/612

وقال الإمام البغوي رحمه الله : [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) ]
[ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ] بالقرآن، [ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ] يعني مواعظ القرآن.
وقيل: الموعظة الحسنة هي الدعاء إلى الله بالترغيب والترهيب.
وقيل: هو القول اللين الرقيق من غير غلظة ولا تعنيف ا هـ .
[تفسير البغوي : 5/52]

وقال العلامة السعدي : في قوله تعالى : [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ] .أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح [ بِالْحِكْمَةِ ] أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده.

ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.
إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به.
وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل، فإن كان [المدعو] يرى أن ما هو عليه حق. أو كان داعيه إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا.
ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها.

وقوله: [ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ] علم السبب الذي أداه إلى الضلال، وعلم أعماله المترتبة على ضلالته وسيجازيه عليها.
[ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ] علم أنهم يصلحون للهداية فهداهم ثم منَّ عليهم فاجتباهم. اهـ تفسير السعدي :[ 1/ 453]
 
وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : [ادع إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ] [سورة المائدة :16/125].

فإن كانت دعوته إلى الله بقسوة وعنف وخرق، فإنها تضر أكثر مما تنفع، فلا ينبغي أن يسند الأمر بالمعروف إسناداً مطلقاً، إلا لمن جمع بين العلم والحكمة والصبر على أذى الناس، لأن الأمر بالمعروف وظيفة الرسل، وأتباعهم وهو مستلزم للأذى من الناس، لأنهم مجبولون بالطبع على معاداة من يتعرض لهم في أهوائهم الفاسدة، وأغراضهم الباطلة، ولذا قال العبد الصالح لقمان الحكيم لولده، فيما قص الله عنه:

قوله تعالى : [وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ] الآية [31/17]، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لورقة بن نوفل "أو مخرجي هم؟" يعني قريشاً أخبره ورقة أن هذا الدين الذي جاء به لم يأت به أحد إلا عودي، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ما ترك الحق لعمر صديقاً، واعلم أنه لا يحكم على الأمر بأنه منكر، إلا إذا قام على ذلك دليل من كتاب الله تعالى، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أو إجماع المسلمين.

وأما إن كان من مسائل الاجتهاد، فيما لا نص فيه فلا يحكم على أحد المجتهدين المختلفين بأنه مرتكب منكراً، فالمصيب منهم مأجور بإصابته، والمخطىء منهم معذور كما هو معروف في محله الآية [57/25] أضواء البيان في إيضاح القرآن 6/241.
 
يتابع بإذن الله

وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : [فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى].أمر الله جل وعلا نبيه موسى وهارون عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام: أن يقولا لفرعون في حال تبليغ رسالة الله إليه [قَوْلاً لَيِّناً], أي: كلاماً لطيفاً سهلاً رقيقاً، ليس فيه ما يغضب وينفر. وقد بيّن جل وعلا المراد بالقول اللين في هذه الآية بقوله: [اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى], وهذا والله غاية لين الكلام ولطافته, ورقته, كما ترى. وما أمر به موسى وهارون في هذه الآية الكريمة أشار له تعالى في غير هذا الموضع، كقوله [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ].

مسألة : يؤخذ من هذه الآية الكريمة: أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالرِّفق واللِّين. لا بالقسوة والشدة والعنف. كما بيناه في سورة "المائدة" في الكلام على قوله تعالى: [عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ]. وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: "قال يزيد الرقاشي عند قوله [فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً]: يا من يتحبب إلى من يعاديه، فكيف بمن يتولاه ويناديه؟" ا.هـ 21/ 27

وقال رحمه الله : تفسير قوله تعال : [ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ] [سورة الحج ] واعلم أنه يفهم من دليل خطاب هذه الآية الكريمة، أعني مفهوم مخالفتها: أنه من يجادل بعلم على ضوء هدى كتاب منير، كهذا القرآن العظيم، ليحق الحق، ويبطل الباطل بتلك المجادلة الحسنة أن ذلك سائغ محمود لأن مفهوم قوله [بِغَيْرِ عِلْمٍ] أنه إن كان بعلم، فالأمر بخلاف ذلك، وليس في ذلك اتباع للشيطان، ويدل لهذا المفهوم المذكور قوله تعالى [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ] وقوله تعالى [وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ].

وقال الفخر الرازي في تفسيره: هذه الآية بمفهومها تدل على جواز المجادلة الحقة، لأن تخصيص المجادلة مع عدم العلم بالدلائل، يدل على أن المجادلة مع العلم جائزة، فالمجادلة الباطلة: هي المراد من قوله [مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً] والمجادلة الحقة هي المراد من قوله [وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ] ا هـ. منه.
أضواء البيان في إيضاح القرآن 23/19.
 
يتابع بإذن الله :

جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ / إبراهيم عبد القادر حفظه الله ، ونفع الله به أمة الإسلام وأهل القرآن .

في تفسير البحر المحيط ، 5/ 530 قوله تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [سورة النحل : 125] : أمر الله تعالى رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ) أن يدعو إلى دين الله وشرعه بتلطف ، وهو أن يسمع المدعو حكمة ، وهو الكلام الصواب القريب الواقع من النفس أجمل موقع . وعن ابن عباس : أنّ الحكمة القرآن ، وعنه : الفقه . وقيل : النبوّة . وقيل : ما يمنع من الفساد من آيات ربك المرغبة والمرهبة . والموعظة الحسنة مواعظ القرآن عن ابن عباس ، وعنه أيضاً : الأدب الجميل الذي يعرفونه .
وقال ابن جرير : هي العبر المعدودة في هذه السورة . وقال ابن عيسى : الحكمة المعروفة بمراتب الأفعال والموعظة الحسنة أن تختلط الرغبة بالرهبة ، والإنذار بالبشارة .
وقال الزمخشري : إلى سبيل ربك الإسلام ، بالحكمة بالمقالة المحكمة الصحيحة ، وهي الدليل الموضح للحق المزيل للشبهة ، والموعظة الحسنة وهي التي لا تخفى عليهم إنك تناصحهم بها وتقصد ما ينفعهم فيها ، ويجوز أن يريد القرآن أي : ادعهم بالكتاب الذي هو حكمة وموعظة حسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن طرق المجادلة من الرفق واللين من غير فظاظة ولا تعنيف .

وقال ابن عطية : الموعظة الحسنة التخويف والترجئة والتلطف بالإنسان بأن تجله وتنشطه ، وتجعله بصورة من قبل الفضائل ونحو هذا . وقالت فرقة : هذه الآية منسوخة بآية القتال ، وقالت فرقة : هي محكمة .
انظر : تفسير البحر المحيط ، 5/ 530
 
جاء في كتاب : الدعوة السلفية للشيخ / محمود عبد الحميد العسقلاني ص : 63/

لابد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من استعمال الرفق فيما يأمر وينهى، فإن الله -تعالى- يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف، وقال -تعالى-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل: من الآية125)، فمن كانت دعوته إلى الله بقسوة وعنف، فإنها تضر أكثر مما تنفع، وينبغي أيضًا البعد عن الغرور والكبر، فربما يغتر الداعية بنفسه فينظر إلى نفسه أنه أفضل من الآخرين، فيتعالى على الناس، ويحتقر الناس والمفروض أن ينظر إلى الناس نظرة إشفاق لا نظرة احتقار قال المسيح -عليهِ السلام-: (لا تنظروا في ما في ذنوب الناس كأنكم أرباب، ولكن انظروا فيها كأنكم عبيد فإن الناس رجلان مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية).
فالداعية ينبغي أن يكون رفيقًا في دعوته، قال -صلىّ الله عليه وسلم-: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه)، فينبغي على الداعية أن لا يشق على الناس، ولا ينفرهم من الدين بالغلظة والعنف المؤذي الضار، بل عليه أن يكون لين الكلام طيب الكلام حتى تؤثر دعوته في قلوب الناس وحتى تأنس القلوب إليه وتلين، أما العنف فإنه منفر لا مقرب، ومفرق لا جامع.
وقد صح عن النبي -صلىّ الله عليه وسلم- أنه قال: (إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه مالا يعين على العنف).
وصح عن النبي -صلىّ الله عليه وسلم- أنه قال: (عليك بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه).
وقال -صلىّ الله عليه وسلم- : (من يحرم الرفق يحرم الخير كله).
وقال -صلىّ الله عليه وسلم-: (إن لله آنية من أهل الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها).

نسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل ويرزقنا التوفيق والسداد في القول والعمل .
 
يقول الشيخ / محمد بن عبد الله بن سليمان السلمان في كتابه : دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي

حينما يأمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أتباعه بالتمسك بنظام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوجههم الوجهة الإسلامية في هذا الصدد القائمة على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة لقوله تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } [ النحل : 125 ] .

ولهذا يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في إحدى رسائله : " . . . أهل العلم يقولون : الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحتاج إلى ثلاث : أن يعرف ما يأمر به وينهى عنه , ويكون رفيقا فيما يأمر به وينهى عنه , صابرا على ما جاءه من الأذى "

ويحرص الشيخ محمد بن عبد الوهاب على توجيه أتباعه نحو آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيذكر أنه إذا صدر منكر من مسلم أمير أو غيره ينصح برفق خفية , فإن وافق وإلا أرسل إليه من ينصحه , فإن لم يفلح أنكر عليه ظاهرا إلا إذا كان صاحب المنكر أمير , فيرفع الأمر إلى ولي الأمر الأكبر خفية , وكان هذا التوجيه من الشيخ حرصا منه على إجماع الأمة وعدم الفرقة ولذلك يقول الشيخ : " يذكر العلماء أن إنكار المنكر إذا صار يحصل بسبب افتراق لم يجز إنكاره , فالله الله العمل بما ذكرت لكم , فإنكم إن لم تفعلوا صار إنكاركم مضرة على الدين , والمسلم ما يسعى إلا في إصلاح دينه ودنياه " (1)

دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي ص/ 106
(1) حسين بن غنام : تاريخ نجد , تحقيق : ناصر الدين الأسد ص 411

نسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل
 
يتابع بإذن الله :

ويقول سماحة العلامة ابن باز رحمه الله تعالى : قال تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ على من يعود الضمير في قوله تعالى: وَجَادِلْهُمْ ؟.
ج: يعود على المدعوين، والمعنى: ادع الناس إلى سبيل ربك، فالضمير في جادلهم يعني: المدعوين سواء كانوا مسلمين أو كفارا، ومثلها قوله تعالى: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وأهل الكتاب: هم الكفرة من اليهود والنصارى، فلا يجوز جدالهم إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، فالظالم يعامل بما يستحقه.
ينظر فتاوى ابن باز / المجلد الأول

أسأل الله أن يبصرنا بما يحبه ويرضاه
 
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) }
يقول تعالى آمرًا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يدعو الخلق إلى الله { بِالْحِكْمَةِ } قال ابن جرير: وهو ما أنزله عليه (3) من الكتاب والسنة { وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } أي: بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس ذكرهم (4) بها، ليحذروا بأس الله تعالى.

وقوله: { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال: { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } [العنكبوت : 46] فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون، عليهما السلام، حين بعثهما إلى فرعون فقال: { فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } [طه : 44] .، ابن كثير / 4/ 612

ويقول العلامة عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي : وقوله سبحانه ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة هذه الآية نزلت بمكة أمر عليه السلام أن يدعو إلى دين الله وشرعه بتلطف وهكذا ينبغي أن يوعظ المسلمون إلى يوم القيامة ، تفسير الثعالبي / 2/ 327

أسأل الله أن يلهمنا طريق الرشاد
 
قال العلامة ابن القيم رحمه الله : قَالَ تَعَالَى : { ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق فالمتسجيب القابل الذكي الذي لا يعاندالحق ولا يأباه يدعى بطريق الحكمة والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة وهي الامر والنهي المقرون بالرغبة والرهبة والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي احسن هذا هو الصحيح في معنى هذه الاية هـ مفتاح دار السعادة.
 
من صور أدب الأنبياء في الخطاب حسن الاستماع فلا يقاطع كلام الطرف الآخر ، ولا يستأثر بالكلام، فمن ذلك أدب الأنبياء مع معارضيهم حيث كانوا يصغون لمحاوريهم ويتفضلون فيمنحونهم الفرصة الأولى للإدلاء بحججهم وأرائهم . مثال ذلك عندما قال السحرة لموسى عليه السلام : { وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى }{ قَالَ بَلْ أَلْقُوا } فأعطاهم الفرصة الأولى للإدلاء بحججهم
 
وقد حذر الشرع من الخصومة بالباطل واالتعصب لترويج المذاهب الفاسدة
قَالَ صلى الله عليه وسلم - ( مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ ) ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَذِهِ الْآيَةَ : ماضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون [ الزخرف: 58 ] رواه أحمد وانظر صحيح الجامع / 5633
أي : ما ضل قوم مهديون كائنين على حال من الأحوال إلا أوتوا الجدل يعني من ترك سبيل الهدى وركب سنن الضلالة والمراد لم يمش حاله إلا بالجدل أي الخصومة بالباطل ، كالتعصب لترويج المذاهب الكاسدة والعقائد الزائفة لا المناظرة لإظهار الحق واستكشاف الحال واستعلام ما ليس معلوما عنده أو تعليم غيره.
وقد عند الجدال المفضي إلى الخصومة والشقاق والشحناء والهجران.
ومن ذلك قول رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا ،وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا ،وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ ) صحيح أبي داود.
 
ليس هناك أفضل من كتاب ربنا ليكون دليلا ونبراسا لكل محاوروحجة دامغة لكشف الشبهات والرد على الأباطيل قال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } [الأنعام:55 ] . أي : ومثل هذا البيان الذي بيَّنَّاه لك -أيها الرسول- نبيِّن الحجج الواضحة على كل حق ينكره أهل الباطل; ليتبين الحق, وليظهر طريق أهل الباطل المخالفين للرسل. وقال تعالى : وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً{33} أي : ولا يأتيك - أيها الرسول - المشركون بحجة أو شبهة إلا جئناك بالجواب الحق وبأحسن بيان له. {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }الأنعام149 أي : الحجة القاطعة التي يقطع بها ظنونكم, فلو شاء لوفَّقكم جميعًا إلى طريق الاستقامة.
 
من أهداف الحوار
1 - إقامة الحجة
قال تعالى {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }الأنعام149
أي: الحجة القاطعة التي يقطع بها ظنكم وشككم,
2 - الدعوة بالحكمة
قال تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ]
3 - تقريب وجهات النظر
4 - كشف الشبهات والرد على الأباطيل
قال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } [الأنعام:55 ] .
أي ليتبين الحق, وليظهر طريق أهل الباطل المخالفين للرسل.
وقال تعالى : وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً{33}
أي: ولا يأتيك المشركون بحجة أو شبهة إلا جئناك بالجواب الحق وأحسن بيان له
 
أداب الحوار :
1- إخلاص النية

قال تعالى : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لقَاءَ رَبِّهِ فَلْيعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } (الكهف : 110) والعمل لا يكون صالحا إلا بتحقيق الإخلاص والمتابعة للنبي محمد صلى اللّه عليه وسلم لا من أجل أن تتناقل الألسنة أن فلاناً محاورا جيدا أحرج المخالفين وأفحمهم
والإخلاص يعني التجرد لطلب الحق سواءً ظهر الحق على لسانه أو لسان محاوره،وكما قال الشافعي : "ما ناظرت أحدًا إلا تمنيت لو أن الله أظهر الحق على لسانه"
وينبغي أن لا يتصدى للحوار إلا من تأهل له بالاستقامة على المنهج فضلا عن الإخلاص والتجرد والصدق.
ومن ثمرات الصدق والإخلاص قبول الحق وأن يدفع بنفسه عن حب الظهور والتعالي على النظراء.
ومن صور ذلك تمني عودة المخالف إلى الحق كما قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: « فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم » متفق عليه.

مراجع يستفاد منها :

  • آداب الحوار وقواعد الاختلاف أ/ عمر بن عبد الله كامل
  • أدب الاختلاف في الاسلام : طه جابر فياض العلواني
  • أصول الحوار وآدابه في الإسلام الشيخ صالح بن حميد
  • الحوار هو الحل أ/ حمدى شفيق
  • الحوار الديني ودوره في مواجهة التطرف / محمد خليفة حسن
  • الحوار مع أصحاب الأديان أ/ أحمد تركستاني
  • الحوار القرآني في ضوء سورة الأنعام أ/ أحمد محمد الشرقاوي
  • الحوار في القرآن الكريم .. آدابه وفضائله أ/ خليل إبراهيم فرج
  • رؤية شرعية في الجدال والحوار مع أهل الكتاب ، الشريف محمد الصمداني
  • الخلاف أسبابه وآدابه عائض القرني
  • الاختلاف في أصول الدين أسبابه وأحكامه د. إبراهيم بن محمد البريكان
  • فقه الخلاف،د. يوسف بن عبد الله الشبيلي
  • استخراج الجدال من القرآن الكريم لـ أبو الفرج عبد الرحمن بن نجم الحنبلي
  • الاجتهاد والخلاف للشيخ محمد بن عبد الوهاب
  • الاختلاف في العمل الإسلامي الأسباب والآثار د. ناصر بن سليمان العمر
  • الحوار الفعال من القرآن والسنة ، جمال القرش دار العالمية
 
من صور التباين بين الناس:
الخلاف سنة كونية اقتضته الحكمة الإلهية قال تعالى : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } [هود : 118] فيستفاد من ذلك في الحوار وتوظيف المعلومة على الوجه اللائق بمن يخاطب ، فمن ذلك
1- فروق في الجنس: فخصائص الذكور تختلف عن خصائص الإناث، قال تعالى: +وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى " [آل عمران: 36 ].
2- فروق جسمية: كاختلاف اللون والجسد، قال تعالى: +وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ " [فاطر: 28].
وقال تعالى: +إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [البقرة247] (1).
وقَالَ رسُولُ اللهِ r: (( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فيهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ )) متفق عليه: رواه البخاري/ 703 ومسلم.
3- فروق عقلية: قال تعالى: + يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " [البقرة:269].
وعَنْ ابنَ مَسْعُودٍ t قَالَ: (( مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً )) رواه مسلم.

ينظر : الحوار الفعال من القرآن والسنة / جمال القرش
 
من احسن ما قرات في معنى الاية كلام د القرضاوي حفظه الله
من ان الحكمة يراد بها مخاطبة العقول بالادلة العلمية المقنعة وبالبراهين العقلية الساطعة التي ترد على الشبهات بالحجج والبينات وترد المتشابهات الى المحكمات والظنيات الى القطعيات والجزئيات الى الكليات.
وانه اذا كانت الدعوة بالحكمة تخاطب العقول فتقنعها، فان الدعوة بالموعظة الحسنة تخاطب القلوب والمشاعر فتثيرها وتحركها، فالانسان ليس عقلا مجردا انه عقل وقلب معا انه عقل يدرك ويفكر وقلب يحس ويشعر.
وقيدت الموعظة بالحسنة والجدال بالتي هي احسن لان الموعظة تكون مع الموافقين اما الجدال فيكون مع المخالفين؛ فيطالب بالتي هي احسن لكي يؤنسهم ويسالفهم ولكيلا يوغر صدورهم او يثير عصبيتهم.
وجاءت خاتمة الاية ببيان ان الله هو الاعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين، تنبيها انه لاحاجة للججاج في الجدل وانما هو الدعوة والامر لله من قبل ومن بعد.
 
صدر حديثا

attachment.php
 
من أدب الحوا : الرحمة واللين في الخطاب

قال تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران : 159 ] .
ومن صور استخدام القول اللين في مخاطبة الآخرين وصية موسى وهارون عليهما السلام : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } .
فإن كان هذا مع الكافر فالأولى أن يكون مع المؤمنين
قَالَ رسُولُ اللهِ r:(( وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا)) رواه مسلم/54.
قال تعالى : ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ) البقرة 83
أي قولوا للناس أطيب الكلام وأحسنة
قال تعالى : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}الإسراء53
أي : وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام.
قال صلى الله عليه وسلم: (..والكلمة الطيبة صدقة ) متفق عليه.
فمن ذلك قول: يا فلان ، وصلنا عنكم كذا ولم نصدق، ونحن نعرف منهجكم ، وفضلكم في سبيل الخير
قالوا لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم: إنك لمجنونٌ.
رد عليهم بقوله : وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ)، أي: جنونٌ من غير أن يقابلهم على ذلك بقولٍ خشنٍ مع النخوة العربية والعزة الهاشمية.
قالوا لنوح عليه السلام: إنْ هُوَ إلا رَجُلٌ بهِ جِنَّةٌ ...
رد عليهم بقوله : قالَ رَبِّ انصُرْني بما كذَّبُون)،
وقالوا له: )إنَّا لنراكَ في ضَلاَلٍ مُبينٍ قالَ يا قومِ ليسَ بي ضَلالةٌ ولكنِّي رسولٌ مِنْ رَبِّ العالمين).
قالوا لصالح: إنْ هُوَ إلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى على اللهِ كذباً...
رد عليهم بقوله قالَ رَبِّ انصُرْني بما كذَّبون)،
قالوا لهودٍ: إنَّا لنراكَ في سَفَاهةٍ وإنَا لنظُنُّكَ مِنَ الكَاذِبينَ.
رد عليهم بقوله : قالَ يا قومِ ليس بي سَفَاهَةٌ ولكنِّي رُسولٌ مِنْ رَبِّ العالمينَ)
فلو قابلهم الأنبياءُ بغلظةٍ لنفرت طباعهم وانصرفت عقولهم عن التسديد لما قالوا والتدبر لما جاؤوا به من البينات، فلم تتضح لهم المحجة، ولم تقم عليهم الحجة (1) الجدال في القرآن لابن الحنبلي.
ومن صور من رد الأنبياء على قومهم
وقد نَّهْيُ عن الفُحش وبذاءةِ اللسان
عَنْ عَبْدِ اللهِ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ،وَلا الْبَذِيء )) رواه الترمذي .صحيح الترمذي 1977
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ : الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ )) رواه مسلم . 67
عَنْ أَنَسٍ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلا شَانَهُ، وَمَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ )) رواه الترمذي .صحيح الترمذي 1974.
الأمرُ بحفظِ اللسان
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ t قال : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا النَّجَاةُ ؟ قال : (( أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ)) رواه الترمذي . صحيح الترغيب والترهيب : 3231
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ t قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ؟ ! قَالَ : (( لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ )) ثُمَّ قَالَ :
(( أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، قَالَ : ثُمَّ تَلا : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ، حَتَّى بَلَغَ يَعْمَلُونَ ثُمَّ قَالَ :
(( أَلا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟)) قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : (( رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ !)) ثُمَّ قَالَ : (( أَلا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ : (( كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا )) فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : (( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ -، إِلاحَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟ )) صحيح الترمذي : 2616

المصدر/ كتاب الحوار الفعال من القرآن والسنة لـ جمال اقرش
 
رسائل جامعية مقترحة :
وفي المجال الدعوي:
الموعظة الحسنة في القرآن الكريم
أساليب القرآن في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة
أساليب الترغيب في الدعوة إلى الله تعالى في القرآن الكريم
التدرج الدعوي في القرآن الكريم
أساليب القرآن في الدعوة من خلال القصص القرآني
أساليب الترغيب في القرآن الكريم
أساليب جذب السامعين في القرآن الكريم
أساليب لفت الانتباه في القرآن الكريم
أدب الحوار عند الأنبياء أو في قصة كذا
http://vb.tafsir.net/forum21/thread13647-7.html
 
[FONT=&quot]من ثمار حسن الظن بالمسلمين [/FONT][FONT=&quot]:

[/FONT]
[FONT=&quot]1. [/FONT][FONT=&quot]فيه زكاة للنفس وظهارة لها [/FONT]
[FONT=&quot]2. [/FONT][FONT=&quot]فيه إغلاق [/FONT][FONT=&quot]لباب الغيبة[/FONT][FONT=&quot] والنميمة.[/FONT]
[FONT=&quot]3. [/FONT][FONT=&quot]من دلائل [/FONT][FONT=&quot]الحس الإيماني[/FONT][FONT=&quot] لدى المسلم [/FONT]
[FONT=&quot]4. [/FONT][FONT=&quot]فيه [/FONT][FONT=&quot]إغلاق لباب الفتنة[/FONT][FONT=&quot] والشَّر على الشَّيطان [/FONT]
[FONT=&quot]5. [/FONT][FONT=&quot]من أساليب [/FONT][FONT=&quot]زيادة الألفة[/FONT][FONT=&quot] والمحبَّة بين المسلمين[/FONT]
[FONT=&quot]6. [/FONT][FONT=&quot]حصن منيع[/FONT][FONT=&quot] يحمي المجتمع من إشاعة الفاحشــة [/FONT]
[FONT=&quot]7. [/FONT][FONT=&quot]به [/FONT][FONT=&quot]يسلم المجتمع[/FONT][FONT=&quot] من انتِّهاك حقوق النَّاس وأعراضهم [/FONT]
[FONT=&quot]8. من دلائل[/FONT][FONT=&quot]سلامة القلب[/FONT][FONT=&quot]، وزكاء الرُّوح، ومجاهدة للنفس[/FONT]
[FONT=&quot]قال الله تعالى[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [/FONT][FONT=&quot]اجْتَنِبُوا[/FONT][FONT=&quot] كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ[/FONT]
[FONT=&quot]إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][[/FONT][FONT=&quot]الحجرات: 12[/FONT][FONT=&quot]][/FONT]
[FONT=&quot]وقال تعالى:{[/FONT][FONT=&quot] لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ [/FONT][FONT=&quot]ظَنَّ[/FONT][FONT=&quot] الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ[/FONT]
[FONT=&quot]خَيْرًا[/FONT][FONT=&quot] وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][[/FONT][FONT=&quot]النور: 12[/FONT][FONT=&quot]][/FONT][FONT=&quot].
[/FONT]
http://vb.tafsir.net/tafsir49246/#.V_NAoNQrLeE
 
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وَعُلِمَ بِذَلِكَ أَنَّ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ مُجَادَلَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا، مُحْكَمٌ لَمْ يَنْسَخْهُ شَيْءٌ، وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ تَعَالَى مِنْ مُجَادَلَةِ الْخَلْقِ مُطْلَقًا بِقَوْلِهِ: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] .
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (1/ 217)
 
[FONT=&quot]مشروع رسائل علمية مقترحة بيان عظمة النبي محمد [/FONT]صلى الله عليه وسلم[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]من الرسائل المقترحة[/FONT]

  1. بركات النبي صلى الله عليه وسلم
  2. رأفة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته
  3. دلائل الإعجاز للنبي صلى الله عليه وسلم
  4. رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوان
  5. أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته
  6. حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته
  7. رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في عزواته
  8. حلم النبي صلى الله عليه وسلم وجوده وكرمه
  9. كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وعدله وإنصافه
  10. صدقه وأمانته ورجحان عقله صلى الله عليه وسلم
  11. فنون القيادة عند النبي صلى الله عليه وسلم والتفويض
  12. دفاع النبي صلى الله عليه وسلم عن حقوق الإنسان
  13. التهديد والوعيد لمن أذى النبي صلى الله عليه وسلم
  14. أساليب تخفيف النبي صلى الله عليه وسلم عن أمته
  15. فطنة النبي صلى الله عليه وسلم وفراسته ووفورعقله
  16. عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في عشرته مع أهله
  17. عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في تربية الصحابة
  18. وصف النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب السماوية
  19. عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في التيسير على أمته
  20. عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أعدائه
  21. أساليب القرآن في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم
  22. وسائل إكرام الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
  23. أثر أساليب الالتفات في تكريم النبي صلى الله عليه وسلم
  24. عظمة النبي صلى لله عليه وسلم في حواره مع المخالف
  25. دفاع الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
  26. رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته بالأطفال والنساء
  27. عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في حب الخير للآخرين
  28. عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الموهوبين
  29. شجاعته صلى الله عليه وسلم وحزمه في غير ظلم أو بغي
  30. رحمة النبي صلى الله عليه وسلم للعالمين والإنس والجان
  31. تواضعه وحلمه ورفقه عليه الصلاة والسلام مع الآخرين
  32. التقديم والتأخير وأثره في تكريم النبي صلى الله عليه وسلم
  33. شهادة الكفار في شيم النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته
  34. شرف النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته في القرآن الكريم
  35. عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في خطابه وحديثه وإنصاته
  36. دلائل حب الله تعالى وإكرامه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
  37. أساليب القرآن في استئناس النبي صلى الله عليه وسلم وتسليته
  38. تلطف الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
  39. علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته وذكره
  40. ما أقسم الله به على شرف النبي وقدره وعلاقة القسم بالمقسم به
  41. ما اختص الله به النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء
  42. أقوال المستشرقين في بيان عظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
https://vb.tafsir.net/tafsir55925/#.W5GmASTXKzc
 
من الرسائل المقترحة في الجوانب التربوية وربطها بالجانب القرآني والتي لها علاقة بالحوار الفعال حسن الظن من أبرز أساليب نجاح الحوار
والمقترح :
إحسان الظن بالمسلم وأثره في حياة الفرد والمجمتع شواهد وقصصص وعبر
 
ومن الرسائل المقترحة في الجوانب التربوية وربطها بالجانب القرآني والتي لها علاقة بالحوار الفعال من أبرز أساليب نجاح الحوار

أثر اللين من القول على نشر الإسلام والدعوة شواهد وقصص من القرآن والسنة والتاريخ
 
أسباب التوافق وجمع الكلمة :
التأدب عند الخلاف
[url]https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=10223134366007310&id=1226 774898[/URL]
النقد البناء
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10224015238908582&id=12267748 98[/URL]
الحوار الهادئ
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10222118741137323&id=12267748 98[/URL]
التوافق والتراحم
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10224031249148828&id=12267748 98[/URL]
التوازن والاعتدال
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10224013914155464&id=12267748 98[/URL]

أسباب الاختلاف :
الغلو
رقم 1
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10220937527087710&id=12267748 98[/URL]
رقم 2
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10224013914155464&id=12267748 98[/URL]
رقم 3
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223975755681526&id=12267748 98[/URL]
رقم 4
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223614646374019&id=12267748 98[/URL]
رقم 5
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10222762526911565&id=12267748 98[/URL]
الإفراط في الحكم
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223884979292173&id=12267748 98[/URL]
التكلف
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223799593677586&id=12267748 98[/URL]
الأخذ بظاهر النصوص
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223645327261022&id=12267748 98[/URL]
أثر الاختلاف
[url]https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10221819147847678&id=12267748 98[/URL]
 
من المشاريع المقترحة في هذا الباب

عمل دراسة استقصائية عن أثر الموعظة الحسنة على الفرد والمجتمع
على الفرد
على المجتمع
على الدعوة
على نشر الإسلام
على تغيير الانحرافات السلوكية
على تغيير الانحرافات الفكرية
على تغير القناعات
إلخ
 
عودة
أعلى