للنقاش , هل الله يضل بالقرآن ؟

إنضم
1 فبراير 2016
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المغرب
بسم1
و الصلاة و السلام على إمام المرسلين و على آله و صحبه أجمعين
أما بعد
فقد قال الله سبحانه و تعالى في كتابه العظيم :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ . البقرة 26
فعلى ماذا يعود الضمير في "يضل به" هل هو القرآن , و هل الله سبحانه يضل بالقرآن ؟ أم أن الضمير يعود على المثل , و المثل من القرآن , أي أن في القرآن ما يضل الله به.
و يقول سبحانه و تعالى في نفس السورة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ
هل هذا يعني أن القرآن هو هداية فقط للمتقين , و أن غير المتقين لا يهتدون به؟

أرجو من أهل هذا الملتقى الكرام أن يساهموا في النقاش و لا يبخلوا بمشاركاتهم النافعة إن شاء الله .
و أن يتمحور النقاش حول النقاط التالية :
1 هل الله يضل بالقرآن
2 من هم الذين يضلهم الله بالقرآن
3 ما نوع الضلالة
4 هل الآيات المتشابهة مما يضل الله به
5 من هم الذين يهتدون بالقرآن
6 ما نوع الهداية

و الله المستعان
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أما بعد.. الاستاذ الفاضل أحمد
أرى والله تعالى أعلم ان من الأفضل ان تذكر آراء أهل التفسير في الاسئلة التي ذكرتها...ثم تطلب ان نشاركك في النقاش...كما أدعوك أخي العزيز الى توقير اسم الخالق سبحانه بأن تقول بعده (تعالى-سبحانه-جل جلاله)...وفقنا الله تعالى واياكم.
 
الكافرون هم الذين قالوا أن المثل الذي ذكره القرآن الحكيم يضل به كثيرا، فردّ القرآن الحكيم عليهم إنه كان يُضل فلن يُضل به إلا الفاسقين فهذا من باب المشاكلة اللفظية وهي أبلغ في التبكيت عليهم.


والله تعالى أعلم
 
الطبري:

قال أبو جعفر: يعني بقوله جل وعز:"يضلّ به كثيرًا"، يضلّ الله به كثيرًا من خلقه. والهاء في"به" من ذكر
المثل. وهذا خبر من الله جل ثناؤه مبتدَأٌ، ومعنى الكلام: أن الله يُضلّ بالمثل الذي يضربه كثيرًا من أهل النفاق والكفرقال السدي في تفسيره، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس -وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة: { يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا } يعني: المنافقين، { وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا } يعني المؤمنين، فيزيد هؤلاء ضلالة إلى ضلالهم (1) لتكذيبهم بما قد علموه حقًا يقينًا، من المثل الذي ضربه الله بما ضربه لهم (2) وأنه لما ضربه له موافق، فذلك (3) إضلال الله إياهم به { وَيَهْدِي بِهِ } يعني بالمثل كثيرًا من أهل الإيمان والتصديق، فيزيدهم هدى إلى هداهم وإيمانًا إلى إيمانهم، لتصديقهم بما قد علموه حقًا يقينًا أنه موافق ما (4) ضربه الله له مثلا وإقرارهم به، وذلك هداية من الله لهم به { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ } قال: هم المنافقون (5) .
وقال أبو العالية: { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ } قال: هم أهل النفاق. وكذا قال الربيع بن أنس.
وقال ابن جريج عن مجاهد، عن ابن عباس: { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ } يقول: يعرفه الكافرون فيكفرون به.

وقال قتادة: { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ } فسقوا، فأضلهم الله على فسقهم.
وقال ابن أبي حاتم: حُدّثتُ عن إسحاق بن سليمان، عن أبي سِنان، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد، عن سعد { يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا } يعني الخوارج.
 
الرازي :


{ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا } ونريد أن نتكلم ههنا في الهداية والإضلال ليكون هذا الموضع كالأصل الذي يرجع إليه في كل ما يجيء في هذا المعنى من الآيات فنتكلم أولاً في الإضلال فنقول : إن الهمزة تارة تجيء لنقل الفعل من غير المتعدي إلى التعدي كقولك خرج فإنه غير متعدٍ ، فإذا قلت أخرج فقد جعلته معتدياً وقد تجيء لنقل الفعل من المتعدي إلى غير المتعدي كقولك كببته فأكب ، وقد تجيء لمجرد الوجدان . حكي عن عمرو بن معد يكرب أنه قال لبني سليم : قاتلناكم فما أجبناكم ، وهاجيناكم فما أفحمناكم ، وسألناكم فما أبخلناكم . أي فما وجدناكم جبناء ولا مفحمين ولا بخلاء . ويقال أتيت أرض فلان فأعمرتها أي وجدتها عامرة
قال المخبل :
فتمنى حصين أن يسود خزاعة ... فأمسى حصين قد أذل وأقهرا
أي وجد ذليلاً مقهوراً ، ولقائل أن يقول لم لا يجوز أن يقال الهمزة لا تفيد إلا نقل الفعل من غير المتعدي إلى المتعدي فأما قوله : كببته فأكب ، فلعل المراد كببته فأكب نفسه على وجهه فيكون قد ذكر الفعل مع حذف المفعولين وهذا ليس بعزيز . وأما قوله . قاتلناكم فما أجبناكم ، فالمراد ما أثر قتالنا في صيرورتكم جبناء . وما أثر هجاؤنا لكم في صيرورتكم مفحمين ، وكذا القول في البواقي ، وهذا القول الذي قلناه أولى دفعاً للاشتراك . إذا ثبت هذا فنقول قولنا : أضله الله لا يمكن حمله إلا على وجهين : أحدهما : أنه صيره ضالاً ، والثاني : أنه وحده ضالاً أما التقدير الأول وهو أنه صيره ضالاً فليس في اللفظ دلالة على أنه تعالى صيره ضالاً عما ذا وفيه وجهان : أحدهما : أنه صيره ضالاً عن الدين . والثاني : أنه صيره ضالاً عن الجنة ، أما الأول وهو أنه تعالى صيره ضالاً عن الدين فاعلم أن معنى الإضلال عن الدين في اللغة هو الدعاء إلى ترك الدين وتقبيحه في عينه وهذا هو الإضلال الذي أضافه الله تعالى إلى إبليس.
 
ابن عاشور:


{ وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله } وهذه صفة اليهود ، ولأن اليهود قد شاع بينهم التشاؤم والغلو في الحذر من مدلولات الألفاظ حتى اشتهروا باستعمال الكلام الموجه بالشتم والذم

الجلالين:


{ إِنَّ الله لاَ يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ } يجعل { مَثَلاً } مفعول أوّل { مَا } نكرة موصوفة بما بعدها مفعول ثان أيَّ : مثل كان أو زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني { بَعُوضَةً } مفرد ( البعوض ) وهو صغار البق { فَمَا فَوْقَهَا } أي أكبر منها أي لا يترك بيانه لما فيه من الحكم { فَأَمَّا الذين ءامَنُواْ فَيَعْلمُونَ أَنَّهُ } أي المثل { الحق } الثابت الواقع موقعه { مِن رَّبّهِمْ وَأَمَّا الذين كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً } تمييز : أي بهذا المثل و ( ما ) استفهام إنكار مبتدأ ، وذا بمعنى : الذي بصلته خبره أي : أيَّ فائدة فيه؟ قالالله تعالى في جوابهم { يُضِلُّ بِهِ } أي : بهذا المثل { كَثِيراً } عن الحق لكفرهم به { وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا } من المؤمنين لتصديقهم به { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفاسقين } الخارجين عن طاعته .
 
ابن عطية:

واختلف المتأولون في قوله تعالى : { يضل به كثير ويهدي به كثيراً } فقيل هو من قول الكافرين ، أي ما مراد الله بهذا المثل الذي يفرق به الناس إلى ضلالة وإلى هدى؟ وقيل بل هو خبر من الله تعالى أنه يضل بالمثل الكفار الذين يعمون به ، ويهدي به المؤمنين الذين يعلمون أنه الحق . وفي هذا رد على المعتزلة في قولهم : « إن الله لا يخلق الضلال » ولا خلاف أن قوله تعالى : { وما يضل به إلا الفاسقين }
 
السعدي:


{ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ } أي: الخارجين عن طاعة الله; المعاندين لرسل الله; الذين صار الفسق وصفهم; فلا يبغون به بدلا فاقتضت حكمته تعالى إضلالهم لعدم صلاحيتهم للهدى، كما اقتضت حكمته وفضله هداية من اتصف بالإيمان وتحلى بالأعمال الصالحة.
والفسق نوعان: نوع مخرج من الدين، وهو الفسق المقتضي للخروج من الإيمان; كالمذكور في هذه الآية ونحوها، ونوع غير مخرج من الإيمان كما في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا }
[الآية].
 
الميسر:

إن الله تعالى لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئًا ما، قلَّ أو كثر، ولو كان تمثيلا بأصغر شيء، كالبعوضة والذباب ونحو ذلك، مما ضربه الله مثلا لِعَجْز كل ما يُعْبَد من دون الله. فأما المؤمنون فيعلمون حكمة الله في التمثيل بالصغير والكبير من خلقه، وأما الكفار فَيَسْخرون ويقولون: ما مراد الله مِن ضَرْب المثل بهذه الحشرات الحقيرة؟ ويجيبهم الله بأن المراد هو الاختبار، وتمييز المؤمن من الكافر; لذلك يصرف الله بهذا المثل ناسًا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه، ويوفق به غيرهم إلى مزيد من الإيمان والهداية. والله تعالى لا يظلم أحدًا; لأنه لا يَصْرِف عن الحق إلا الخارجين عن طاعته.
 
بسم1​
أولا : القاعدة الاساسية أن الله لا يضل أحداً إلا من ابتدر نفسه الضلال فإن الله ينزل ما إذا نظر إليه المؤمن ازداد إيمانا وما إذا نظر إليه الضال زاده ضلالاً وهذا مصداق مثل "البعوضة"
ثانياً : لا شك أن قدرة الله مطلقة ومشيئته متحققة فلو شاء لهدى الناس أجمعين ولا راد لمشيئته ولو شاء لاضلهم وأحطمهم في جهنم اجمعين ولا راد لقدرته ولكنه تعالى برحمته الواسعة ولطفه بخلقه فقد قدم الهداية لخلقه وقد تكون تلك الهداية سبيل غواية ولكن لمن ؟؟ لفئات محددة ابتدرت الضلال فيقول تعالى :
{ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا } [النساء:88]​
إذاً فالمنافقين هم من يضلهم الله ولكن لم يبتدرهم بالإضلال بل هم من فسق وبادر الله بالنفاق فانحدر بنفسه في منزلق الضلالة


{ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا } [النساء:143]​
وهم المنافقين أيضاً مرتابين في ربهم فصار ما يبحثون فيما يصلهم من التنزيل إلى ما يحقق رضاهم عن نفاقهم وقناعتهم بفسقهم فيزداد ضلالهم فيكون ما انزله الله باب ضلال ليس لأنه مضل في اصله بل لأن من تلقاه يبحث فيه عما يعزز مسلكه المنحرف.


{ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الأنعام:39]

فابتدروا الله بالتكذيب فوقع عليهم الاضلال ولم يبدأ الله بإضلالهم

{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } [الرعد:27]

فهو جل شأنه يضل من يشاء الضلاله ويهدي من ينيب إليه ويشاء الهداية للحق

الإضلال والاستدراج

{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) }القلم
ويقول جل شانه:


{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) } الأعراف

لقد عرفنا الكيد في مقال سابق بأنه : كل تَدْبِيرٍ لِفِعْلٍ خَفِيِّ أو ظَاهر يريدُ مِنهُ الكاَئِد دَفعُ المكيدِ أنْ يرتكبَ عملا ًسيئا ًأو جرماً وذنباً بإرادتهِ بدونِ جَبرٍ او إرغام.
والإضلال صورة من صور الكيد والاستدراج ذلك ان الله تعالى عندما يقابل المكذب بآياته بسعة الرزق وزيادة القوة واقبال الدنيا يظن المكذب ان ذلك دليلا على صحة منهجه وأن الله لو كان موجوداً على وجه الحقيقة وهذه آياته الحقة لعاقبه على تكذيبه فيزداد ضلالا على ضلاله غير مدرك أن الله يعطي من الدنيا للكافر والمؤمن على حد سواء بل قد يغدق النعم على الكافر ويحرم المؤمن ضمن سنن الله الكونية ولا علاقة لذلك بكفر وإيمان .
من يضلهم الله
بنص القرآن الكريم فإن من يضلهم الله هم : المنافقون و الفاسقون والمكذبون و الظالمون والكافرون
وهذه الفئات يشتركون في صفة الابتدار بالتكذيب والنكوص عن الحق وتتبع مواطن الزلل فينزل الله إليهم ما يظنون أنه يدعم رأيهم ويسند فسقهم وضلالهم فيزدادون كفراً وعتواً فيكون الله بذلك كمن اضلهم ولكنهم في الحقيقة قد غرقوا في وحل الضلال من قبل والله أعلم
 
تختلف إجابة الأسئلة التي طرحت باختلاف معنى الهداية المقصودة ، فالهداية ربما يقصد بها هداية البيان والدلالة والدعوة إلى الحق .
وعلى هذا المعنى تكون إجابة الأسئلة كالتالي:

1 هل الله يضل بالقرآن؟
لا يُضل بل يهدى به إلى الحق وإلى طريق مستقيم

2 من هم الذين يضلهم الله بالقرآن؟
القرآن هدى لجميع الناس {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ} بينما الذي يضل هو الشيطان لأنه يدعو إلى الباطل

3 ما نوع الضلالة؟
الهداية هداية البيان والدلالة والدعوة إلى الحق والإضلال هو الدعوة إلى الباطل وهو عمل الشياطين

4 هل الآيات المتشابهة مما يضل الله به
لا ، القرآن - من هذا الوجه - كله محكم {كتاب أحكمت آياته} أي جعلت محكمة كلها لا خلل فيها ولا باطل (قتادة)

5 من هم الذين يهتدون بالقرآن؟
تقدم

6 ما نوع الهداية؟
تقدم

هل هذا يعني أن القرآن هو هداية فقط للمتقين , و أن غير المتقين لا يهتدون به؟
على اعتبار أن الهداية المقصودة في قوله تعالى :{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} هي هداية البيان والدلالة والدعوه إلى الحق . كان من المفترض أن تكون الهداية عامة لجميع الناس كما في قوله تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ}إلا إنها حصرت في المتقين لعلة بيانها كالتالي:

هناك فرق بين المراد بلفظتي القرآن والكتاب أنظرhttp://vb.tafsir.net/tafsir46599
فالقرآن إنما يراد به ما نزل على النبي من حيث كونه معجزة تدعوا إلى الإيمان بالأمور العقدية فإن آمن الناس بالقرآن فصاروا متقين (أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وآمنوا بالغيب) طلبنا منهم طلبا آخر وهو أن يتبعوا المنهج الذي هو الكتاب فيحرموا حرامه ويحلوا حلاله وهذا من قبيل ترتيب الأولوليات فلا يعقل أن إنسانا لا يؤمن بالله ولا الانبياء ولا البعث ثم نبدأ معه بأن ندعوه إلى تحريم شرب الخمروأكل الخنزير ! فالمعجزة تقدم لجميع الناس فمن آمن قدمنا له المنهج لذلك فإن القرآن هدى للناس والكتاب (المنهج) هدى للمتقين (المستفيدين من هداية القرآن).

وبقي أن يجاب على الأسئلة السابقة على اعتبار أن الهداية هي هداية التوفيق إلى اتباع الحق.
والله أعلم



 
أشكر الإخوة الأفاضل على مشاركاتهم القيمة ولكن يبدو أنه نظرا لصعوبة الموضوع لم يلق التفاعل الكافي و الحقيقة أن المسألة ما زالت في حاجة إلى المزيد من البحث
 
بسم الله الرحمن الرحيم... الاخ الفاضل أمين..ان هناك مسألة في غاية الأهمية لم يذكرها أحد ويعطيها حقها وهي الغواية والتضليل الذي تعهد به عدو البشر الاول بقوله(فبعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين) فإن من يصد عن الهدى يتلقفه إبليس ويدله على المهالك...نسأل الله تعالى لنا ولكافة أعضاء الملتقى ان يهدينا الى صراط مستقيم.
 
الخلاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن أن نخلص مما سبق و الله تعالى أعلم إلى ما يلي :
القرآن كتاب هداية للعالمين.
يحتوي القرآن الكريم على نوعين من الهداية، هداية إرشاد إلى الحق، وهداية توفيق لاتباع الحق.
الذين تصلهم رسالة القرآن و يعرفون الحق و يؤمنون به يرزقهم الله هداية التوفيق لاتباع الحق.
الذين تصلهم رسالة القرآن و يعرفون الحق ثم يكفرون به لاتباع أهوائهم يحرمهم الله من هداية التوفيق.
الشيطان هو الذي يضل الناس و إذا أراد الله سبحانه أن يضل من يكفر بآياته سلط عليه الشيطان.
الشيطان يضل الفاسقين بأن يفتح عليهم باب الشبهات و التأويلات الفاسدة.
هذا و الله تعالى أعلم
ونسأل الله سبحانه أن نكون ممن يعرفون الحق فيتبعونه.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عودة
أعلى