ما رأيكم بهذا الرد على تلك الشبهة ؟

عبدالرحيم

New member
إنضم
1 أبريل 2004
المشاركات
185
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإخوة الأفاضل...

عندما قرأت كلام الأخ المكرم أبي مجاهد العبيدي ناقلاً عن الشهيد الحي سيد قطب قوله: " أما القاعدون من المسلمين الباحثين والمفسرين الذين لا يتحركون حركة علمية بالقرآن فهم لا يفهمون القرآن، ولا يحسنون تفسيره، ولا يدركون منهجه. إن هذا القرآن لا يتذوقه إلا من يخوض مثل هذه المعركة ويواجه مثل تلك المواقف التي تنزل فيها ليواجهها ويوجهها، والذين يتلمسون معاني القرآن ودلالته وهم قاعدون يدرسونه دراسة بيانية أو فنية لا يملكون أن يجدوا من حقيقته شيئاً في هذه القعدة الباردة الساكنة، بعيداً عن المعركة، وبعيداً عن الحركة ".


تذكرت شبهة كانت تؤرقني ـ منذ أكثر من سنة ـ ليل نهار... دون أن أجد لها جواباً شافياً...

ونص الشبهة كما يلي: " ويظهر ان محمداً كان يغير الايات أو يضيف اليها اذا اشتكى بعض الناس أو سألوه سؤالاً، فمثلاً، كما يقول البخاري، لما نزلت الاية 95 من سورة النساء: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم..." اشتكى رجل اعمي ( ابن أم مكتوم) للنبي قائلاً: اني اعمى ولن استطيع الجهاد ولذلك سيفضل الله المجاهدين عليّ. فأضُيفت الى الاية " غير أولي الضرر" واصبحت: " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون ..".
رواه البخاري

توضيح الشبهة: لو لم يكن ابن أم مكتوم رضي الله عنه في المجلس.. هل كان النص القرآني سيتغير بإضافة: " غير أولي الضرر " أم سيبقى دون أضافتها ؟!
ظاهر الرواية يبين أن ابن أم مكتوم رضي الله عنه كان (( سبباً )) في تعديل " النص " القرآني.

--------------------------------

وعندما رجعت إلى كتب شروح الحديث والتفسير وجدت جميع المفسرين الأقدمين، وأكثر المحدثين يذكرون تلك الرواية دون تعقيب ودون أن تثير في أنفسهم تساؤل المنصرين.

وهم معذورون في هذا ، فنحن " بالمطلق " نأخذ تلك الروايات على التسليم دون تدبر الحكمة (( ما وراء الأخبار ))

هذه هي المشكلة... نحن ننظر إلى القرآن الكريم وتفسيره بمنظارنا نحن المسلمين... بأنانية عجيبة... متناسين غافلين عن (( حق )) الآخرين من غير المسلمين أن يتبينوا الحق.

ولما كان لابد لي من رد على تلك الشبهة، ( فقد عاهدت نفسي أن لا أدع شبهة قرأتها ضد القرآن الكريم إلا أذكرها في أطروحتي مع نقدها...) راسلت عدداً كبيراً من أكابر المشايخ والدعاة فكان الجواب الدائم ـ إن حصل ـ

[align=center] " يا أخي دعهم إنهم حمقى " ؟؟؟!!!!
" يا أخي لا تشغل بالك بالرد على كل الشبهات "
" الكلاب تنبح والقافلة تسير "
" لا يضر السحاب نباح الكلاب " [/align]
....... الخ
عجيب أمر علمائنا ... لو كان الأمر يتعلق بأحكام المياه أو زيارة القبور ... أو ... أو .... لوجدت السيل الجرار من الردود... ( على أهمية تلك المواضيع طبعاً).
لكن عندما يتعلق الأمر بكلام الله تعالى والدفاع عنه تجدنا ننقلب زهاداً زهداً مذموماً سنسأل عنه سؤالاً عسيراً يوم القيامة


استعنت بالله تعالى ورجعت مرة أخرى إلى كتب المفسرين المعاصرين من شتى الفرق.. بلا ثمرة.

طبعاً: محمد رشيد رضا ـ رحمه الله تعالى ـ له موقف معروف في أحاديث كهذه، وعندما عدت إلى تفسيره ، تأكد لي ذلك ولكنه للأسف أجَّل مناقشتها وحال أجل الله تعالى بينه وما أراد !!!

أخيراً وجدت الشعراوي رحمه الله ذكر الرواية ... وبيّن ما فتح الله تعالى عليه من توجيه لها وهو بتصرف واختصار كما يلي:
أن الحق جل جلاله أراد أن ينبه كل مؤمن أنه حين يتلقى كلمة من الله تعالى يتدبر ويتبين موقعه من هذه الكلمة. كما أن فيه دلالة على دقة كتبة الوحي ووعيهم، ومقدار حرصهم على إثبات القرآن الكريم وحتى معرفة مكان كل كلمة.
إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن ينبه المؤمنين إلى أنهم حين يتلقون كلام الله عز وجل يجب أن يتلقوه بيقظة إيمانية، بحيث لا تسمع آذانهم إلا ما يمر على عقولهم أولاً، ليفهم كل مؤمن موقفه منها. وتمر الآية على قلوبهم ثانيةً، لتستقر في قلوبهم عقيدةً..
انظر: تفسير الشعراوي 4/2568.


=================================

قلت: ـ إضافة إلى ما ذكر الشعراوي رحمه الله ـ

الله جل جلاله علم بعلمه الأزلي المطلق أن ابن أم مكتوم رضي الله عنه، سيقول ذاك..
كما أن المكتوب في اللوح المحفوظ أزلاً فيه عبارة: " غير أولي الضر ".

وفي الحديث فائدة عظيمة جداً...

فهذا الحديث نص قاطع على أن عناية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بتقييد القرآن الكريم كتابة كانت على الفور مباشرة بعد نزول الآيات الكريمة دون إبطاء.. وسبحان من يجعل أدلة الخصوم على تحريف القرآن الكريم، أدلة قاطعة ضدهم.

فهل بعد هذا يقول قائل إن القرآن الكريم لم يُكتَب في زمن النبوة ؟

ما هي إلا لحظات حتى نزل القرآن الكريم وكتب زيد ـ رضي الله عنه ـ الآية، ثم نزل النص التالي.. فما هي إلا لحظات حتى كتبها..


ومن شدة ضبط وعناية زيد ـ رضي الله عنه ـ بما يكتب حفظ مكان الآية الكريمة على الكتف التي كتبها عليه..

ففي رواية أبي داود رضي الله عنه: " قَالَ زَيْدٌ: فَأَنْزَلَهَا اللَّهُ وَحْدَهَا فَأَلْحَقْتُهَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُلْحَقِهَا عِنْدَ صَدْعٍ فِي كَتِفٍ ".

سبحانك يا الله ... كيف تجعل من إعجاز كتابك الكريم، أن من يطير فرحاً بما يحسبه ثغرة ضده، ينقلب حجة عليه !!

وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد

إخوتي الأفاضل...

إن فتح الله تعالى عليكم بشيء في توجيه هذه الشبهة، أو تصويب التوجيه فلا تبخلوا به

مع محبتي
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

أخي الكريم عبد الرحيم ، أظن هذه الشبهة فرع من الشبهة الكبرى حول أسباب النزول : فقد عمد أعداء الدين من نصارى و ملاحدة إلى الآيات التي نزلت في مناسبة معينة ، واعتبروا أن ذلك دليلاً على أن القرآن ليس من عند الله ، ولكنه ينزل " حسب الطلب " ، على حد تعبيرهم ( العلمي طبعاً ! ) .. ثم صنفوا هذه الآيات : فجعلوا منها آيات أنزلت " تحقيقاً لرغبة " النبي عليه الصلاة والسلام .. ثم جعلوا منها آيات أنزلت " تحقيقاً " لرغبات الصحابة .. و جعلوا منها آيات أنزلت موافقة لما صرح به بعض الصحابة لفظاً أو معنى .. و جعلوا منها آيات أنزلت إيضاحاً لمشكل أو استدراكاً أو استثناء .

انظر تناول الأخ متعلم ( و هو من تلامذة الدكتور إبراهيم عوض ) لهذه الشبهة العامة حول أسباب النزول بالنقض في رده القصير على كتاب النص المؤسس .. و قد أرفقت كلام الأخ متعلم بأكمله في الملف المرفق بهذه المشاركة .

و الله الموفق .
 
أخي الداعية الكبير د. هشام نفع الله بك ...
كان ردي على شبهة كون الصحابة الكرام رضوان الله عليهم مصدر القرآن الكريم كما يلي:
=========================================
أما شبهة أخذه عن الصحابة الكرام ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فهي شبهة واهية، لعدة أسباب:
1. ما نزل من قرآن كريم مؤيداً لمواقف بعض الصحابة، له حكم أسباب النزول تماماً. والله جل جلاله بعلمه السابق الأزلي علم أن فلاناً من الصحابة سيقول كذا وكذا، وسينزل من القرآن الكريم بُعيدها ما يقارب لفظ الصحابي.
ولا يعني ذلك أن الآية القرآنية الكريمة، كان سيتغير لفظها لو غير الصحابي لفظه.
مثال: آيات الظهار في أول سورة المجادلة، لا يمكن القول أنها لم تكن لتنزل لو أن هلال بن أمية لم يظاهر زوجته ـ رضي الله عنها.
بل الحق إن الله تعالى علِمَ بعلمه السابق أنها ستأتي إلى رسول الله وتشتكي إليه، ومن ثم سيتنزل من القرآن الكريم المعجز في ذلك الوقت الإجابة عن سؤالها.
وكذا الحال بالنسبة لما نزل من القرآن الكريم، موافقاً ـ كما يزعمون ـ لبعض الصحابة.
2. ما تنزل من القرآن الكريم في ذلك قليل جداً لا يكاد يذكر، (ذكر ابن حجر في فتح الباري 1\505، شرح باب: ما جاء في القبلة: إنها لا تزيد عن خمسة عشرة مرة. ) ولا يصح أن ينبني عليه تعميم.
3. الإعجاز في النظم بين الآيات التي لها سبب نزول، أو التي حصل اتفاق بينها وقول صحابي لهو دليل كونها من مصدر إلهي واحد. فلا يعقل أن تجتمع أساليب عدد من الصحابة في دفتي مصحف واحد بهذا التنسيق البديع المحكم دون خلل.
4. في ذلك تكريم للصحابة رضوان الله عليهم.
5. لما ترسخت مبادئ الإسلام العامة في عقول الصحابة، وتركز الإيمان في قلوبهم؛ أنطقهم الله تعالى بما يوافق سنته في الكون والحياة. وكم من مسلم يستطيع الحكم على أي قضية من قضايا الحياة المعاصرة دون أن يحفظ ما يؤيد ما ذهب إليه من الكتاب والسنة، ولكنه لما عرف مبادئ الإسلام العامة، وتدخل الإيمان العميق قلبه، وتحركت كل جوارحه بمختلف العمل الصالح.. سدَّد الله تعالى طريقه وهداه صراطه المستقيم. قال تعالى في سورة البقرة: " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) ".
6. كان في نزول تلك الآيات من القرآن الكريم فتنة وامتحاناً لقوة إيمان الصحابة.
7. لو كان أمر تأليف القرآن الكريم بتلك السهولة، فما الذي منع ابن أبي سرح من زعم النبوة، وكان عندها سيجد دعماً غير محدود من مختلف أعداء الإسلام.
8. ما الذي دعا ابن أبي سرح أن يعود إلى الإسلام من جديد؟! ولماذا لم يلتحق بمجموعة المتنبئين، أو يحشد له أتباعاً كما جمعوا ؟
9. توفر همة المشركين واليهود والمنافقين لمعارضة القرآن الكريم، ولو كان تأليف مثله سهلاً ميسراً لوضوعو الأموال والملذات بين يدي ابن أبي سرح كي يؤلف سورة واحدة على الأقل. ولكن التاريخ لم يثبت أي محاولة ـ على الأقل محاولة ـ للقيام بتلك المعارضة.
فهل كان عبد الله بن أبي بن سلول سيدع تلك الفرصة تفلت من بين يديه، لو كانت بتلك السهولة؟
10. هذا دليل عدم تصرف سيدنا محمد بما يتنزل عليه من وحي، فلو كان الأمر متروكاً للنبي ، لكان هواه يقتضي مخالفة قول كل صحابي؛ حتى لا يدع أي مجال للشك فيه. ولتبقى له الزعامة المطلقة بلا شريك، كما هو هوى كل نفس بشرية، ولكنها النبوة.
إن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ الذين لم يتزعزع إيمانهم قيد أنملة بسبب ذلك، لهم الأحرى بالشك من أولئك الذين يزعمون اتباع المنهج العلمي الموضوعي.
وسبحان الله العظيم، لا إله إلا هو ! إن ما يعده منتقدوا القرآن الكريم، شبهة دامغة ضده. ينقلب دائماً حجة قوية، ودليلاً إضافياً على إلهية مصدره !!
كما أن ما سبق مثال واضح على تخبط المواقع التنصيرية على غير هدى في تحديد المصدر البشري المزعوم، الذي أخذ منه سيدنا محمد القرآن الكريم.
========================

ولكن سؤالي محدد هنا أكثر في شبهة آية النساء: " لا يستوي القاعدون... "
 
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..




أخي .. و الله أعلم .. فإن اجتهادي في الرد على تلك الشبهه هو ما يلي ..


يعلم جميع من درس تاريخ الغزوات في عهد الرسول عليه الصلاةو السلام .. كيف أن الأمر كان صعبًا على نفوس الصحابة لما كانوا هم فيه من هوان و ضعف .. هذا في عهد فجر الإسلام .

و كذلك فإن الإسلام قد عانى بعد أن قويت شوكته أيضًا من أمرآخر .. ألا و هو المنافقين ..

هؤلاء القوم الذين كانوا يصدون المؤمنين عن القتال , ويحبون أن يزينوا لهم القعود عن القتال في سبيل الله سبحانه و تعالى .


مما سبق نفهم أن الإسلام كان يعاني من كلا الأمرين ..


-1 الرهبه في نفوس الصحابه رضوان الله عليهم , مثل ما فيقوله تعالى " وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ "


و أيضًا في قوله سبحانه و تعالى " إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَتَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " ..


و كذلك في قوله عزّ و جلّ " إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ "


و يدل كل هذا أن الشيطان كان يوسوس في صدور المؤمنين ليثنيهم عن الجهاد .



-2 المنافقين .. في قوله تعالى " إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "


و كذلك قوله سبحانه و تعالى " وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا "


و كذلك أيضًا في قوله سبحانه و تعالى ..


" فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ * وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ "

و هذه الآيات تبين تمامًا كيف كان هؤلاء القوم يصدون عن سبيل الله و يفتنون المؤمنين عن الصدقات والجهاد في سبيل الله ..


و قد يقول قائل بإذن الله سبحانه و تعالى ..



بالله عليك ما علاقة هذا بالشبهه ؟؟؟!!


أقول بحمد الله هي علاقة وثيقة ..


فكما تكرم أخي الحبيب و استاذي " عبد الرحيم " و نظيرة " د.هشام عزمي " - أكرمهم الله سبحانه و تعالى و رفع قدرهم - و كما هو متفقٌ بين أهلالإسلام إن الآية الكريمة " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون..". كانت مكتوبه هكذا في علم الله الأزلي و في اللوح المحفوظ .


فقد جعل الله سبحانه و تعالى الآية الكريمة تنزل بجزء منها أولًا بهذا الشكل " لا يستوي القاعدون من المؤمنين .. " ..


و قدر الله سبحانه و تعالى أن يكون " ابن مكتوم " الأعمى موجودًا ليقول كلامه عن أنه أعمى و لا يقدر على الجهاد .. ليعرف كل شخص من هم المقصودين " بأولي الضرر " ..

فلو كانت الآية الكريمة نزلت هكذا " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدو..".في أول أمرها ..


لكان الذين في قلوبهم مرض و المنافقين أتكلوا على لفظ " أولي الضرر " و جعلوا أي مرض بسيط عارض غير مؤثر سببًا في عدم خروجهم للجهاد إتكالًا على هذا اللفظ ..
و لكانوا أثروا على المؤمنين الذين يريدون الجهاد .. و استشهدوا بتلك الآية الكريمة لتثبيط الهمم التي ألمها مرض بسيط .. لا يؤثر على على الجهاد في شئ .. و حتى لا يتأثر المجاهدين المؤمنين بذلك القول بإعتبار أنة رخصة ..


فكان يجب بيان معنى لفظ " أولى الضرر " و أنة لا يعني أي ضرر عارض يمر بالمؤمن و إنما هو أمر جوهري في بنية المؤمن كمثل أن يكون أعمى " كأبن مكتوم " أو غيرها من الأمور المؤثرة ..


فعندها لو جاء منافق أو نزغ الشيطان في قلوب المؤمنين بإيهامهم في حال مرض عارض بأن ذلك المرض يرخص له عدم الجهاد في سبيل إعتمادًا على الآية الكريمة " غير أولي الضرر " ..

عندها ينهر المؤمن شيطانه و يوبخ المحرض المنافق بأن الله سبحانه و تعالى قد بيّن من هم أولي الضرر حقًا .. و أن ذلك لا يكون إلا في الأمور القصوى التي يمتنع معها تمامًا الجهاد في سبيله .. مثل الأعمى " ابن مكتوم " رضي الله عنه .


و قد يقول قائل ..


و لماذا لا يبين الرسول الكريم صلى الله علية و سلم معنى تلك الآية و تلك اللفظة " غير أولي الضرر " وقت نزولها بدلًا من أن يتم ذلك .. ؟؟


ذلك لأن الحق تبارك و تعالى أراد أن يعلمنا أن ذلك الأمر هام جدًا حتى أنه أنزل به قرآنًا .. و أنه تشريع من لدن العزيز الحميد .


و ذلك أيضًا لأن الأمر – القتال - يتعلق بأمر من الأمور الحساسة جدًا في نفس كل انسان .. فكان يجب أن يكون البيان في تلك النقطة بالذات من الحق عزّ و جلّ الذي إليه تخضع القلوب أكثر من أي شئ ..


و قد يوسوس الشيطان في نفوس المؤمنين وقتها بأنه صلى الله علية و سلم يريد أن يشق عليهم .. فأحسب أنه عزّ و جلّ قدر أن يكون ذلك الحكم من لدنة وحدة حتى لا يكون للشيطان في نفوس المؤمنين حظ .. فقد كانوا يسئلونه صلى الله علية و سلم عن أقواله إن كانت أمرًا إلهيًا أم اجتهادًا بشريًا .. فقدر الحق تبارك و تعالى أن يبين هو ذلك بالذكر الحكيم أمام أعين الصحابه ليبين أن الأمر إلهيًا ..


و أنه إذا ما رفض الرسول صلى الله علية و سلم أن يقعد أحدهم بسبب مرض بسيط و قال أن ذلك المرض لا ينطبق عليه قوله سبحانه و تعالى " أولي الضرر " لعرف الصحابه أن الرسول صلى الله علية و سلم لا يشقُ عليهم .. و إنما هو أمرٌ إلهي بحت .. لا إجتهادي من لدن الرسول صلى الله علية و سلم .


و سأضرب مثلًا على ذلك بإذن الله سبحانه و تعالى ..


فلو كانت الآية قد نزلت كما هي في أول الأمر و لم يحدث الحوار الخاص ب" إبن متكتوم " رضي الله سبحانه و تعالى عنة .. و حدث أن اعتمد بعض الصحابة الذين ألمهم مرض عارض على تلك الآية كرخصة لعدم جهادهم تأثرًا بنزغ الشيطان و تحريض المنافقين ..

ثم جاء المصطفى صلى الله عليه و سلم و سأله " ما لك تقعد و لا تجاهد ؟ " .. فيقول الرجل " سمعت قول الحق تبارك و تعالى " غير أولي الضرر " .. و أنا متعب (( مثلًا )) لأجل مرض ما ..

فيقول المصطفى صلى الله علية و سلم " لا مرضك هذا لا يجعلك من أولي الضرر و إنما أولي الضرر هم كذا و كذا .. " ..

فعندها سيطيعة الصحابي بإذن الله سبحانه و تعالى .. و لكن ربما يأتي الشيطان فينزغ في صدر المؤمن و يأتي المنافق فيقول " مال رسول الله صلى الله علية و سلم يشق عليك و الله سبحانه و تعالى قد أعطاك رخصة في القعود و قد ساواك – سبحانه و تعالى - بالمجاهدين في سبيله في حال قعودك " ..

....


فالخلاصة ..


أنه كان ذلك الأمر ليبين الله سبحانه و تعالى المعنيين من قوله سبحانه و تعالى .. " غير أولي الضرر " .. فلا يظن المؤمنين أن كل من قعد لأجل ضررٍ بسيط أصابه هو من نفس درجة المجاهدين .. فتثبط الهمم عن الجهاد .. و يلبس الشيطان على المؤمنين دينهم .. و يحرض المنافقون المؤمنين على القعود .. فيكون القاعد المتساوي مع المجاهد هو من نفس عين الضرر الذي أصاب " ابن مكتوم " رضي الله سبحانه و تعالى عنه ..


و عدم تبيان الرسول صلى الله علية و سلم ذلك بدلًا من أن يأتي الأمر على هذا النحو .. لكي لا يشعر المؤمنين بأنه صلى الله علية و سلم يشق عليهم .. و لكي يبين الله سبحانه و تعالى للمؤمنين أن هذا الأمر من الأهمية الكبيرة حتى أنه أنزل به قرآنًا كريمًا .


و أقول قولي هذا و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت , أستغفرك و أتوب إليك .


إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان .. و أن أصبت فمن الرحمن .


أرجوا من شيوخي أن يصوبوني و أن يرفقوا بي و يعذروني لقلة علمي إن أخطأت ..


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..


 
أخي الفاضل..
أسأل الله العلي القدير أن يرفعك درجات بكل حرف تكتبه في شتى المنتديات..
وأما اعتذارك بما تزعم أنه قلة علمك، فما فائدة حفظ المتون وأقوال السادة العلماء دون الاستنباط منها للدفاع عن دستور الأمة وشرفها ( القرآن الكريم) ؟

والتّبر كالتّرب ملقى في أماكنه ### والعود في أرضه نوع من الحطب

بالحركة في الدفاع عن الإسلام يظهر العلم، لا على رفوف المكتبات.

المهم: أوافقك أخي العزيز في أكثر ما ذهبتَ إليه، وأخالفك في قضية يسيرة وهي أن الآية الكريمة تبين حكماً شرعياً دنيوياً ( إدارياً) في عذر أصحاب الأعذار.

بل يوافق ما ذهبت إليه قوله تعالى: " ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج..". النور 24/ 61.

فآية النساء تتحدث عن الأجر الأخروي في الجنة ( التفاضل بين المسلمين) بينما آية النور تتحدث عن الحكم الدنيوي.

وإن كان منها يدل على تبكيت غير أصحاب الأعذار كما في سورة التوبة (( الفاضحة )) : " رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ (87) ".

يبقى هنا التساؤل: هل يطمح المخاطَبون بما تفضلت به أخي حسام إلى الدرجات العليا في الجنة، والتنافس مع الأوائل الرياديين (السابقون السابقون) ؟
ظاهر الأمر أنهم أقل الناس قياماً لليل وصياماً وصدقة وقراءة للقرآن...
فآخر همهم هو أن يكونوا أعلى درجة من السابقين الأولين من المهاجرين.........
والباقي عندك..

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
مع محبتي
 
بل هذه الاية ومثيلاتها دليل علي مصدر القران وانه من لدن حكيم خبير وستظل اسباب النزول شاهدة علي هذا لانه لايمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم ولالغيره من البشر ان يوفق بين كلامه والاحداث الكونية والبشرية التي ليست من صنعه وهذة الاية مثل قوله تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) لو لم تحدث واقعة الخلاف بين هذه المراة وزوجها ما كان لهذه الاية موضع علما بانه لاصلة للرسول بهذا الخلاف اصلا ولا هو الذي صنعه فدل هذا على ان المتحكم في الاحداث البشرية والكونية ومنزل هذا القران واحد وهو الله عز وجل
 
عودة
أعلى