ملف القراءات العشر، تخريج وعزو ورسم، نسخة جديدة منقحة ومزيدة

إنضم
19 أبريل 2012
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الولايات المتحد
الموقع الالكتروني
www.youtube.com
ملف القراءات العشر برسمها وعزوها، نسخة جديدة منقحة ومزيدة:
فقد عانيتُ كثيراً -أثناء إعدادي لرسالتي للماجستير في علم القراءات القرآنية- من كتابة وتحرير القراءات القرآنية بسبب الاضطرار إلى توصيف كل قراءة بحروفها وحركاتها، نظرا لعدم توفر تقنيةٍ تُتيح تعديل الحروف أو الحركات في الكلمات القرآنية في المصاحف الالكترونية المتوفرة في تلك الفترة.
ولما مَنَّ الله عليَّ وأقبلتُ على العمل في رسالة الدكتوراه والتي كانت شاملةً لجميع القراءات الفرشية –تقريباً- من أول القرآن إلى آخره؛ كان التعامل مع القراءات القرآنية كتابةً وتوصيفاً وتحريراً عائقاً ومُؤرِّقاً لي، وكان من فضل الله وتوفيقه أن صدر لأول مرة مصحفُ المدينة المنورة برواية حفصٍ على صيغة «الوورد»، مما يُتيح التعديل والتحرير فيه، وبدَأَتْ علاقتي بهذا المصحف من خلال بعض المحاولات والتجارب فقط.
وحينها جال في خاطري أن أقوم بكتابة ورسم وضبط الكلمات القرآنية وفق قراءتها -بدلاً من توصيفها بالحروف والحركات- مستخدماً هذا المصحف الجديد، لكن سرعان ما حدَّثتْني نفسي بصعوبة هذا العمل الكبير وما يحتاجه من وقت وجهد، كما أنَّه لم يكن من متطلبات بحثي للدكتوراه -بشكل مباشر- والذي كان موضوعه توجيه القراءات، وليس رسمها وضبطها.
إلا إنه مع مرور الوقت بدا لي أنه لا مفرَّ من اقتحام هذه المفازة، فاستعنتُ بالله تعالى وبدأت في إعداد ملفٍ مستقلٍ( ) تتبَّعتُ فيه الكلمات القرآنية كلمةً كلمةً من أول القرآن إلى آخره بعزوها لأصحابها ثم نسبتها لمصادرها ثم رسمها وضبطها، مُنفقاً في إعدادِه جلَّ وقتي، إلى أن انتهيتُ منه في قرابة ثلاثة أشهر، مُحرِّراً 1166 كلمة قرآنية.
وفي خلال هذه الفترة واجهتُ بعض الإشكالات العلمية والفنية، أما العلمية: فأعني بها كيفيةَ رسم وضبط بعض القراءات التي يحتاج رسمُها وضبطُها إلى تدقيقٍ وتحقيقٍ ونظر، أو تلك التي لم أجد في شأنها نصاً واضحاً في كتب الرسم، وأما الفنية: فأعني بها صعوبةَ استخدام بعض الرموز أو نقلها في برنامج الوورد، كعلامات الإمالة والتقليل والإشمام ونحوها، مما جعل بعض القراءات تستغرق مني ساعاتٍ أو أياماً لرسمها بالشكل الصحيح علمياً وفنياً.
ثم احتجتُ بعد ذلك في بحثي للدكتوراه إلى توجيه هذه القراءات، فلخَّصتُ كتاب الكشف لمكي بن أبي طالب كاملاً مع وضع توجيه كل قراءة أمامها في الملف( )، وقد استغرق ذلك ثلاثة أشهر أخرى، لتكون المدة الإجمالية للإعداد المبدئي للملف ستة أشهر( ).
ثم أمسكتُ الملف عندي فترةً من الزمن بخلاً به، وخشيةَ وجود أخطاء وملاحظات، إلى أن حدَّثني بعضُ زملائي عن معاناتهم مع نفس الأمر، وضياعِ كثيرٍ من وقتِهم وجهدِهم في رسم وضبط القراءات القرآنية في أبحاثِهم، فرأيتُ أنه لا مناص من نشر هذا الجهد؛ لينتفع به الباحثون وليختصر عليهم الوقت والجهد، وقد تلقيتُ العديد من الرسائل من الزملاء والباحثين شاكرة وممتنة لإعداد هذا الملف ونشره نظرا لما يسَّره ووفَّره لهم من وقت وجهد.
ثم إني طفقتُ عاكفا على هذا الملف مُصححًا ومُعدلا كل ما وقفتُ أو أُوقِفتُ عليه من خطأ أو تقصير حتى حان وقت إخراجه في نسخة مزيدة وحلة قشيبة، فلما هممتُ بإخراجه تشبَّثتْ بيدي وساوسُ الكمال وأوهام المثالية قائلة: "على رسلك، لا تنشره حتى تزيد كذا وتُعدِّل كذا" وهكذا حتى تمضي الأعمار بلا فائدة، حتى أعان الله فنشرته مع ما يزال في الجعبة من أفكار وتحسينات يمكن إلحاقها بهذا الملف ليزداد حسنا، ولكن هذا ليس بمانع من نشره حاليا على ما هو عليه، مع سؤال الله أن يعين على مزيد من الإتقان والإحسان فيما يُستقبل من الزمان.
أسأل اللهَ أن يتقبَّله، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يجعله في ميزاني يوم لا ينفع مال ولا بنون.
ولا أنسى في هذا المقام أن أشكر الأحبةَ في الله، والأصدقاءَ في خدمة القرآن، وزملاءَ الدراسة، الذين كانت لهم مساعداتٌ مشكورةٌ في إعداد هذا الملف ومراجعته، وعلى رأسهم فضيلة الدكتور/ مدثر بن خيري الأمين وفقه الله، الذي ما بخل عليَّ بمشورةٍ أو معلومةٍ رغم كثرة إزعاجي له بالاتصالات والرسائل؛ نظراً لمعرفتي بتخصصه العميق واطلاعه الواسع في علم رسم المصحف وضبطه، والأخوين الفاضلين: الدكتور/ أمير الديب والدكتور/ محمد إبراهيم عناني، جزاهم الله خيراً جميعاً على ما بذلوه من أوقاتهم وجهدهم دون أن يبتغوا من وراء ذلك نفعاً مادياً أو دنيوياً.

هذا وصلَّى الله على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتبه
د. محمد سعيد نجيب
كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية.
https://www.mediafire.com/folder/3e3ul4miufkgd/ملف+القراءات+العشر
 
عودة
أعلى