مناقشة أطروحة دكتوراه لمحمد محمود كالو

محمد كالو

New member
إنضم
30 مارس 2004
المشاركات
295
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
تركيا
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
[align=center]القراءات المعاصرة للقرآن الكريم
في ضوء ضوابط التفسير
[/align]

أطروحة أعدت لنيل درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن

إعداد
الطالب : محمد محمود كالو
المولود في تل حاصل التابعة لمدينة حلب الشهباء ـ سورية ـ عام 1967م.
تخرج في دار نهضة العلوم الشرعية بحلب (المدرسة النبهانية في جامع الكلتاوية ) عام 1985م.
ثم أكمل دراسته في معهد الدعوة الجامعي في بيروت.
وكلية الدعوة الليبية ( فرع بيروت ) فحصل على الإجازة العالية ( الليسانس ) في الدراسات الإسلامية والعربية.
ثم حصل من جامعة الجنان في طرابلس / لبنان على شهادة التخصص ( الماجستير ) في التفسير وعلوم القرآن عام 2001م وكان موضوع الرسالة:
(ترجمة القرآن الكريم بين الحظر والإباحة)
والمشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور : مصطفى ديب البغا .
وهذه أطروحة الدكتوراه وموضوعها :
( القراءات المعاصرة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير)
بإشراف الأستاذ الدكتور : عبد المنعم بشناتي.
* ـ عضو ( عامل ) في رابطة الأدب الإسلامي العالمية.

• الكتب المطبوعة:
• قضايا إسلامية ساخنة ( الجزء الأول من سلسلة دراسات إسلامية معاصرة).
• مسيرة التفسير بين الانحراف والاختلاف.
• لا تجزع ( كل ما يتعلق بالموت وأحكام الميت).

• وتحت الطبع:
• حوار الأفكار ( أدب إسلامي).
• رحيق الهدى ( أبحاث إسلامية هادفة ) ( الجزء الثاني من سلسلة دراسات إسلامية معاصرة).


حجم الرسالة : 363 صفحة ، لم تطبع بعد.

محضر مناقشة الأطروحة :
نظمت كلية الدراسات العليا في جامعة الجنان مناقشة أطروحة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن المقدمة من الباحث
محمد محمود كالو
بعنوان:
"القراءات المعاصرة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير"
وذلك يوم السبت الواقع في 24/11/2007 الموافق 14 ذو القعدة 1428هـ في تمام الساعة الثانية عشر في مبنى جامعة الجنان.

لجنة المناقشة تألفت من:
الأستاذ الدكتور علي لاغا رئيساً
الأستاذ الدكتور عبد المنعم بشناتي مشرفاً
الأستاذ المساعد الدكتور أحمد اللدن مناقشاً
الأستاذ الدكتور عبد العزيز حاجي مناقشاً
الأستاذ الدكتور محمود عبود هرموش مناقشاً

ولقد نال الباحث الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن بتقدير "جيد" على المناقشة .

سبب اختيار البحث :
كنت أتساءل كثيراً : لماذا هذه الهجمة المبرمجة على القرآن الكريم ، ونبي الإسلام والوحي واللغة والتفسير والتأويل وكل ما له علاقة بالإسلام ؟!
هجمة شرسة ، وحرب شعواء ، قاد أرتالها ( سلمان رشدي ) و( أبو موسى الحريري ) و( الطاهر الحداد ) ثم تسللت وحداتها المقنعة تحت غطاء تمويه كثيف إلى ما وراء الثغور ، حيث صال وجال كل من ( محمد شحرور )و( نصر حامد أبو زيد ) و( محمد أركون ) و( حسن حنفي ) و( عبد المجيد الشرفي ) وغيرهم كثير.
قد نجد عذراً للحريري عقائدياً باعتباره من غير أتباع سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم ، ولكننا لا نجد عذراً للكتاب المسلمين غير المتخصصين بالدراسات الإسلامية، والذين لم يتعرفوا على مناهج العلوم الإسلامية ، بل انبهروا بالمناهج الغربية الغريبة ، والعلوم المادية والحضارة المعاصرة، أصحاب القراءات المعاصرة الذين كتبوا لتجديد الفكر الإسلامي ، دون امتلاك لأدواته ،من رصيد معرفي بالتراث والتاريخ والمصادر الإسلامية ، وكيفية التعامل معها.
وظنوا أنهم بمجرد إلقاء التهم للتراث ولعلماء المسلمين ، وبمجرد عرض أفكارهم الجديدة البراقة والملتفة بدعاوى المنهجية العلمية ، والحرية الفكرية، ستتبعهم الأمة، وتنصرف عن أهل العلم المتخصصين ، ورجاله المخلصين، وقد نسي هؤلاء أن دون ذلك خرط القتاد، فكم حاول مَن قبلهم فلم يفلحوا ؟
فهناك عدة أسباب لاختيار هذا البحث :
أولاً : القراءات المعاصرة للقرآن الكريم ، هي كتابات تمشي في اتجاه التحلل من كل الالتزامات والقيم والمبادئ والشرائع ، وتحلل للناس ما حرَّم الله عز وجل ، وتقول في كتاب الله بغير علم.
فأردت من خلال هذا البحث، أن أفند دعاوى هؤلاء الكتاب والمؤولة الجدد ، الذين خرجوا إلينا بأفكار وسموم ، أثَّرَت سلبياً في عقول بعض المسلمين .
ثانياً : دهشت حينما رأيت الآيات ( تلوى ) أعناقها ، وتختـزل بل تعتصر ، لكي يستخرج منها بعض ما يلتقي مع هذه الوافدات الفكرية الجديدة ، حيث وقع كثير من الناس في حيرة وضياع بين مؤيد ومعارض.
ثالثاً : حينما استفحل الخطر في تبني بعض الجامعات منهج هذه القراءات، ونشر مقولاتها بمختلف وسائل التبليغ ، وشجعت على تناول موضوعاتها في رسائل جامعية ، رأيت من الواجب على كل مسلم أن يُفوِّتَ الفرصة عليهم بشتى الوسائل، ومنها الأبحاث الجامعية المفندة لآرائهم الباطلة.
رابعاً : اختلاف الرأي حق مشروع في ديننا، ومن حقنا أن نرد عليهم، ونفند ما يقولون، وقد كانت هناك عشرات الفرق التي عاشت في المجتمع الإسلامي، وكتاب الملل والنحل للشهرستاني سجل مليء بآراء تلك الفرق ، لم يضق المسلمون ذرعاً بتلك الفرق ، ولكنهم بينوا أخطاءها، وكشفوا زيوفها ، ولا تعدو مجمل الآراء والأفكار التي يطرحها أصحاب القراءات المعاصرة اليوم إلا أن تكون ظلالاً لآراء تلك الفرق ، ومنها أصداء لأفكار بعض المستشرقين والملحدين، ونحن لا نضيق ذرعاً بالاختلاف ، وإنما نريد أن نبين الحق ناصعاً.
خامساً : أعتقد أن هذا البحث من الأهمية بمكان ، ويلبي جزءاً من الحاجة إليه في المكتبة الإسلامية ،بل يحتاج إلى أكثر من معالجة، وأن يتناوله العلماء والمفكرون المسلمون من جوانبه المختلفة.
سادساً : لما كان كل مسلم جندياً على ثغر من ثغور الإسلام ، وينبغي أن لا يُؤْتَى من قِبَله، أحببتُ أن أدلي بدلوي في هذا المضمار، لأني لا أحب أن تتسرب هذه الأفكار العفنة ، والآراء النتنة ، إلى جحور عقول المسلمين، وبناء على ما ذكرت ، فقد وقع اختياري على موضوع :
( القراءات المعاصرة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير ).
وأرجو من الله تعالى أن يكون هذا البحث لبنة مباركة طيبة، يسد ثغرة في الصرح العظيم، الذي لا تؤثر فيه شبهات أعداء الإسلام.
والحمد لله أولاً وآخراً.
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ) سورة الكهف : 10.

منهجي في هذا البحث :
أما عن منهجي في هذا البحث :
فقد جمعت المادة المطلوبة من مظانها ، الكتب والمقالات والأبحاث والمحاضرات والمؤتمرات والدوريات ، واعتمدت على النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وعرضت البحث عرضاً مفصلاً واضحاً بقدر الجهد والسعة، والتزمت في خطة هذا البحث بضوابط معينة ، أذكر منها :
1 ـ عزو الآيات إلى مواطنها في كتاب الله عز وجل .
2ـ تخريج الأحاديث النبوية من مراجعها الأصيلة، معتمداً بالدرجة الأولى على صحيحي البخاري ومسلم أو أحدهما ، فإن لم يكن الحديث فيهما، أو في أحدهما ، رجعت إلى كتب السنة الأخرى.
3 ـ فسرت ما غمض من الألفاظ بشرح وبيان.
4 ـ قمت بترجمة الأعلام الذين ورد ذكرهم في متن البحث ، ممن غلب على ظني عدم شهرتهم.
5ـ عند التوثيق : أشير أولاً إلى اسم المؤلف ثم المصدر أو المرجع ، وهكذا وفق المنهج العلمي لذلك.
6ـ قمت باستقصاء أبرز أفكار أصحاب القراءة المعاصرة ، وناقشت أفكارهم واقتراحاتهم والرد عليهم، ودعمت كل رأي بدليله من الكتاب والسنة.
7ـ جمعت في عرض البحث بين الأصالة والمعاصرة ، مما يضفي على البحث التفاعل مع مجتمعنا الإسلامي وقضاياه المعاصرة.
8 ـ كما قمت بترتيب المصادر والمراجع على حسب الحروف الهجائية.

خطة البحث :
قسمت هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة، وتحدثت في المقدمة عن أهمية البحث وأسباب اختياره وخطة البحث ومنهجه.
أما الباب الأول : فيشتمل على ثلاثة فصول :
الفصل الأول : القراءات المعاصرة واتجاهاتها ، ويشتمل على مبحثين :
المبحث الأول :الهرمنوطيقيا ومصطلحات القراءة المعاصرة.
المبحث الثاني : اتجاهات القراءات المعاصرة .
الفصل الثاني : طرق التأويل ، ويشتمل على أربعة مباحث :
المبحث الأول : التأويل الزمني .
المبحث الثاني : التأويل اللغوي .
المبحث الثالث : التأويل المقاصدي .
المبحث الرابع : التأويل العلمي.
الفصل الثالث : نتائج التأويل في القراءات المعاصرة، ويشتمل على ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : نـزعة الثقة والموضوعية بمصدر الدين.
المبحث الثاني : إلغاء الفهم السائد والتشريع لدين جديد.
المبحث الثالث : إلغاء الأحكام والحدود.
الباب الثاني : ويشتمل على ثلاثة فصول :
الفصل الأول : ضوابط التفسير
الفصل الثاني : خصائص النص الديني.
الفصل الثالث : خصائص ظاهرة القراءة المعاصرة.
الباب الثالث : ويشتمل على فصلين :
الفصل الأول : القراءات المعاصرة في الميزان ، ويشتمل على أربعة مباحث :
المبحث الأول : طبيعة النص الديني وقراءته.
المبحث الثاني : موثوقية النص الديني .
المبحث الثالث : موضوعية النص الديني .
المبحث الرابع : حاكمية النص على الواقع .
الفصل الثاني : الحوافز والدوافع للقراءات المعاصرة.
الخاتمة ، وتشتمل على :
نتائج البحث وتوصياته ، وقائمة المصادر والمراجع ، وفهرس الآيات القرآنية الواردة في البحث، وفهرس الأحاديث الواردة في البحث أيضاً ، وفهرس عام لموضوعات البحث.

أهم النتائج والتوصيات :
1 ـ القراءة الجديدة المعاصرة للنص الديني مصطلح جديد ، يمكن اعتباره سلاحاً ذو حدين، فقد يراد به الإساءة إلى القرآن الكريم والدين باسم التجديد والتقدم ، من باب قلب الحقائق وتشويهها، وقد يراد به بعث الهمم واستنهاض العزائم ، للخروج من الواقع المرير الذي تعيشه أمة الإسلام هذه الأيام ، فليعلم المسلم أنه ليس كل جديد يؤخذ ، ولا كل قديم ينبذ.
2 ـ إن تشويه صورة الإسلام أصبح هدفاً مهماً من أهداف أعدائه من المستشرقين والعلمانيين ، ومن لفَّ لفهم من الملحدين والمنافقين.
3 ـ إن الكذب وتحريف الحقائق غدا سمة الإعلام لدى أعداء الإسلام ، تماماً مثلما يجعل الكذب وسيلة من وسائل الثراء الفاحش.
4 ـ لقد أدرك أعداء الإسلام أن سرَّ انتصار المسلمين يكمن في قوة تمسكهم بكتاب ربهم ، وفهمه في ضوء فهم أسلافهم ، فتضافرت جهودهم في بلبلة أفكار المسلمين بفهم جديد معاصر ، يقوم على نسف ما بناه أسلافهم إبان عصورهم الزاهرة ، ليكون الإسلام بعد ذلك في نفوس المسلمين كالنصرانية اليوم في نفوس النصارى، التي خرجت من الدين الإلهي إلى الدين الطبيعي.
5ـ إن رجال العلم والفكر والدعوة في الأمة مدعوون للوقوف بحزم بوجه هذه الحملة الشرسة الجديدة ، وكشف زيفها وفضح دسائسها، وتبصير المسلمين بعظيم خطرها ، ونذكِّرهم هنا بالوقفة المشرِّفة التي وقفها أسلافهم بوجه حملات دس الخرافات من الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات الباطلة ، فحموا هذا الدين وحفظوه ، ونفوا عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين.
6ـ أكثر نتائج القراءة الجديدة المتحررة من الضوابط ، الخارجة على الثوابت والمسلمات ، لا ترقى إلى مستوى تذكر ، أو تعرض على مائدة البحث والمناقشة والنقد، وذلك لتهافتها ووضوح بطلانها ، بل وإفراز الكفر الصريح من بين سطورها، وقد اضطررنا إلى ذكر نماذج منها ، لعلها أقل شراً وأخف ضلالاً من غيرها .
7ـ إن التمسك بمنهج سلف هذه الأمة قولاً وعملاً ، هو السبيل للنهوض بها واسترجاع ريادتها وقيادتها ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، وأعداء الإسلام ينـزعجون من مثل الدعوة إلى إحياء منهج السلف في الأمة، بينما يباركون دعوات التجديد التي تقوم على نسف منهج السلف ، وإلغاء دوره التوجيهي في الحياة .
8 ـ تفويت الفرصة معرفياً على أمثال أصحاب القراءات المعاصرة، من أن في الفكر الإسلامي وعلم الأصول ما يغني ثقافة الأمة ويثريها ، ويحررها من المناهج الحديثة للفكر الغربي، وإن كان من الضروري الاستفادة من فكر الآخر ، وعرضه على مناهج الفكر الإسلامي المعرفية والأصولية، حتى تتم عملية الغربلة والتنقية من المضامين المباينة للطابع التوحيدي.
9 ـ المنهج السليم في فهم الدين يقوم على الإتباع وليس الابتداع، قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين ) سورة الأنفال : 64 ، ووردت أحاديث تحض على الإتباع ونبذ الابتداع، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ) متفق عليه.
10ـ إن القراءة المعاصرة الجديدة ، إذا كانت وفق الضوابط والقواعد المقررة ، تكون نافعة ومفيدة ، بل لا بدَّ منها ، وهي حاصلة في هذه الأمة بحمد الله تعالى ، ولم تـزل الدراسات القرآنية والحديثية والمجامع الفقهية، ودور البحث العلمي ، والمؤتمرات الدولية في مختلف أصقاع العالم الإسلامي الكبير تبلي بلاء حسناً في هذا المضمار، وإن كان الأمر يتطلب مزيداً من الجد والجهد والاجتهاد.

وفي الختام أقول :
إن الحوافز والدوافع التي دعت هؤلاء المؤولة إلى هذه القراءة الجديدة المعاصرة للنص الديني مختلفة :
1ـ منهم المؤمن فاقد المعرفة الشرعية ، لا يقرأ إلا لأصحاب هذا الاتجاه، فيتأثر بهم ويجاريهم.
2 ـ ومنهم المرتد الذي يجد ضالته في تلك القراءات ويتبنى مقولاتها.
3 ـ وهناك المبهور ببريق آرائهم الخلاب ، وبنـزعة التطور والتقدم.
4 ـ وهناك المتألم من واقعه المتخلف فيرى في هذه القراءة حبل النجاة .
5ـ وهناك المتأثر بشبهات المستشرقين التي ما لبثوا يبثونها، فأصبحوا أتباعاً مخلصين لهم.
6ـ وهناك من تستهويهم الشهرة، فيركبون هذه الموجة الجديدة يتبنون مقولاتها ثم يسهمون في إذاعتها دراسة وتأليفاً وخطابة.
7 ـ وهناك من يعتنق آراء مسبقة فيروم أن يؤول النصوص ويلوي عنقها لتسعفه بالدليل الداعم لآرائه.
8 ـ وهناك من له موقف مناوئ من التراث عموماً ، ووجد في قراءته متنفساً وانسجاماً مع موقفه وإخلاصاً له.
9 ـ وهناك من ينهزه أكثر من داع من الدواعي المشار إليها.
10 ـ وهناك من يطلب رضا السلطة السياسية المنحرفة ، لتحصيل مركز نفوذ ، أو رفع مستوى مادي.
11 ـ دعوى تقديس العقل ، بل إخضاع الدين للعقل ، وجعل العقل أساساً للتشريع.
12ـ عدم كفاءة من يتصدى لتفسير القرآن الكريم ، إما لضعف التحصيل العلمي ، وإما عدم اعتماد المراجع والمصادر الأصلية ، فلا يعتمدون على القرآن والسنة ، بل يأخذون علمهم من كتب التاريخ والأدب مثلاً.
فهذه النماذج تؤكد أن كثيراً من الضلالات ، نشأ عن الجهل والبعد عن الثقافة اللغوية والشرعية، والجهل أصل كل داء ، وسبب كل انحراف وخطأ.
وسوء القصد هو الطاغي لدى كثير ممن يناوئون ويتعصبون ، تارة مع إخفاء العداء ، وتارة مع الجرأة على إعلانه ، ولا يجدي ما يرفعونه من شعار الإخلاص والموضوعية ، إذ العبرة بالحقائق والنتائج.

ولولا ضرورة البحث لما كان لذكر هذه النماذج من القراءة الجديدة معنى، إذ لا يستسيغها عقل سليم ، فتركها أولى من ذكرها ، وبطلانها بيّن، وعوارها مكشوف ، ولقد صدق عبد الرحمن حبنكة إذ يقول وهو يتابع مثل هذه الضلالات :
" إنني لأخجل من القارئ ومن نفسي حينما أضع مثل هذا المجون الفكري ، أو الجنون الكفري، موضع التحليل والنقد والتفنيد ، إذ لا يستحق لدى العقلاء ، بل لدى ذوي الفكر العادي أكثر من النبذ إلى الحريق، أو إلى مجمع القمامات ، وعذري في كشف أباطيله وزيوفه وتعرية مقاصده وغاياته، أننا في مجتمعات بشرية يوجد فيها من يقتاتون على أرجاس القمامات الفكرية، لما لهم فيها من أهواء وشهوات ، وهذا الأمر يجعلنا مضطرين إلى تحذيرهم من أضرارها وأخطارها ، وكشف أرجاسها، وتوعيتهم بما فيه صحة لهم ، وبما فيه داء وبيل لأفكارهم ونفوسهم وقلوبهم " .اهـ

وليس كل ما كتب في هذا المجال دفاعاً عن الإسلام ، فهو أعلى من أن يحتاج إلى دفاع، ولكنه بيان لزيف عملة رائجة عند كثير من الناس ، كان ينبغي أن تكون كاسدة لديهم لأنها عملة نبهرجة ، ولكن حين يلتبس الحق بالباطل ، والعملة الصحيحة بالعملة المزيفة ، وحين تضيع الموازين ، وتنعدم المقاييس ، يحتاج إلى البيان ، والبيان يرفع الغطاء عن العيون ، والبرقع عن الوجوه ، فإذا البصر عندئذ حديد ، ولَلباطل أهون عند الله من أن يرد عليه المهتدون من العقلاء ، ولكن الله سبحانه وتعالى سنَّ لنا في كتابه وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم الردَّ فاقتدينا.
 
أحسنت بارك الله فيكم يا دكتور محمد وجزاكم خيراً. كتاب قيم ودراسة جادة .

ما الجديد في هذا المجال يا دكتور محمد والبحوث الجديدة والرسائل العلمية التي مرت بكم ؟
 
عودة
أعلى