نبذة تعريفية عن (الغُنْيَان في تفسير القرآن) ومؤلفه (أبي النعمان التبريزي الزينبي)

إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
211
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
العمر
34
الإقامة
السعودية
نبذة تعريفية عن (الغُنْيَان في تفسير القرآن) ومؤلفه (أبي النعمان التبريزي الزينبي)

أولا
التعريف بالكتاب:
اسمه:
الغُنْيَان في تفسير القرآن, وهو تفسير للقرآن بأكمله.

أجزاؤه:
يبلغ عدد أجزائه 12 جزءًا لا يوجد منه حتى الآن إلا الجزء الرابع الذي قمتُ بتحقيقه, ويحتوي على سورتي المائدة والأنعام كاملتين وعلى أول 53 آية من سورة الأعراف.

المخطوطة:
لا يوجد منه إلا مخطوطة واحدة تقع في جامعة الإمام برقم (8738) عدد أوراقها (251) كتبت بخط المؤلف أو تلميذه القسطلاني, وللمخطوطة صورة في مركز الملك فيصل.

المضمون:
الغنيانُ تفسيرٌ بالمأثور يذكر في الآية أقوال ابن عباس وقتادة ومجاهد والحسن البصري وغيرهم مجردة من الأسانيد.
ويذكر في الآية أيضا أقوال علماء العربية مثل الزجاج والفراء والكسائي وغيرهم.
وهو قليل الترجيح بينها, وربما وردت للمؤلف أقوال قليلة.
وما فيه من تعدد أقوال هو في غالبه من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد, ومن قبيل التفسير بالمثال لا بالحصر.

المنهج:
يفتتح السورة بذكر نزولها أهي مكية أم مدنية؟ ثم الآيات المستثناة من ذلك, ويذكر بعض ما ورد من فضائلها, وعدد آياتها حَسْبَ القُرَّاء, وما فيها من ناسخ أو منسوخ.
يذكر التبريزيُّ جزءًا من الآية ثم يذكر معنى كلماتِها ويشرح غريبَها, وعادةً يسوق أقوال الصحابة وعلماء اللغة وشواهد الشعر, ويذكر بعض ما في الآية من قراءات وتارة ينسبها وتارة لا يفعل, ويذكر ما فيها من سبب نزول إن وجد, ويذكر ما فيها من أحكام فقهية إن وجدت مع عناية بمذهب الشافعي ثم أبي حنيفة وبمذهب مالك أحيانا, ويذكر ما فيها من ناسخ ومنسوخ, وبعد أنْ يستوفي الآية التزم أنْ يذكر مواضع الوقف فيها ومَرْتَبَتَهَا.

مصادر التفسير:
أهم مصادر الغنيان هما تفسير الثعلبي والتفسير البسيط للواحدي, وقد أكثر من هذين المصدرين, وتوجد مصادر أخرى مثل تفسير الماوردي, والكشاف للزمخشري, وزاد المسير لابن الجوزي, ومجاز القرآن لأبي عبيدة, وكتب معاني القرآن للفرَّاء والزجاج والأخفش, وغيرها من المصادر.

أثر التفسير:
  1. شَرَعَ أحدُ تلاميذ المؤلف -وهو شرفُ الدين اللَّمْغَانِيُّ الحنفيُّ شيخُ الحرم النبوي- في اختصار تفسير الغنيان وتلخيصه, ثم أكمل العملَ أحدُ تلاميذ اللَّمْغَاني بإشارة منه -وهو نظام الدين المسعودي أحد أئمة الحرم النبوي- فَأَتَمَّهُ المسعوديُّ مع إضافات يسيرة من كتابين آخرين, وأسماه (التبيان في تفسير القرآن) وهو مخطوط في تركيا وعندي نسخة منه.
  2. استفاد من الغنيان أبو حيان الأندلسي في (البحر المحيط) فصرَّح بالنقل عنه في أكثر من ثمانين موضعا, ولذا فهو يُعَدُّ مِن مصادر (البحر المحيط) وهذا الأمر لم يأخذ حقه من النظر بسبب كون الغنيان مخطوطا لم يطلع عليه محققو (البحر المحيط) على تعدد طبعاته, وقد استفاد من الغنيان أيضا كلُّ مَن نَقَلَ عن (البحر المحيط) مثل السمين الحلبي في (الدر المصون) وعنه ابن عادل الحنبلي في (اللباب من علوم الكتاب) وكذلك استفاد من الغنيان الآلوسي في تفسيره (روح المعاني) بواسطة (البحر المحيط), وقد صنعتُ في آخر الكتاب ملحقا جمعتُ فيه نُقُولاتِ أبي حيان الأندلسي عن الغنيان مع إشارة إلى مَن نقلها عن أبي حيان مِمَّن جاء بعده.
طبعة الكتاب:
هذا الكتاب بِكْرٌ لم يسبقْ طَبْعُهُ ولا تحقيقُه, وقد تأكدتُ مِن هذا الأمر من خلال البحث في الفهارس الورقية والرقمية وسؤال أهل الشأن, وقد استَعْلَمْتُ مِن مركز الملك فيصل ومكتبة الملك فهد إنْ كان أحدٌ سَبَقَ إلى طباعة الكتاب أو تحقيقه, فأخبراني أنه لم يسبق إلى ذلك أحد وأنه ما زال مخطوطا, وأعطياني إفادةً خطيةً في ذلك.
فالحمدلله الذي وفقني اليوم لتحقيقه وإخراجه.


ثانيا
التعريف بالمؤلف:
نسبه:
هو نجم الدين أبو النعمان بشير بن حامد بن سليمان بن يوسف التبريزي الزينبي الجعفري الشافعي, من ذرية جعفر الطيار -رضي الله عنهرضي الله عنه- كما ذكر المؤرخون.

ميلاده ونشأته:
ولد التبريزي سنة 570هـ في أَرْدَبِيلَ ثم انتقل إلى تِبْرِيزَ فنشأ فيها, والمدينتان من بلاد أذربيجان في الأصل وهما اليوم تتبعان إيران في أقصى شمالها.

مذهبه وأهم شيوخه:
كان التبريزي أشعري المعتقد شافعي المذهب, أخذ عن والده حامد, وعن أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي الأصبهاني المحدث, وعن ابن فضلان, وعن ابن كليب الحنبلي, وعن الإمام ابن الجوزي, وعن أبي جعفر الصيدلاني الأصبهاني المحدث, وعن القاضي أبي الفتح المندائي, وعن ابن سكينة المحدث, وعن ابن طبرزذ, وعن أبي الخير الطالقاني القزويني المحدث, وعن بهاء الدين القاسم ولد الإمام ابن عساكر وغيرهم من العلماء.

رحلاته:
رحل التبريزيُّ في طلب العلم وفي بَثِّهِ إلى عدة بلدان مثل بغداد والموصل وأصبهان ودمشق ومصر ثم مكة المكرمة التي كانت آخر رحلاته واستوطن بها حتى توفي فيها.

مناصبه وأعماله:
تولى التبريزي الإعادة في المدرسة النظامية في بغداد, وكان محل ثقة الخلفاء العباسيين الذين عَمِلَ لهم مثل الناصر لدين الله, ومثل الظاهر بأمر الله الذي بعثه في وَفْدِ سِفَارة, ومثل المستنصر بالله الذي ولاه مشيخة الحرم المكي والنظر في عمارته وهو منصب يقارب رئاسة شؤون الحرمين في هذا العصر, فمكث في منصبه قرابة عشر سنوات أو أكثر, ما بين (630-640هـ) تقريبا.

أهم طلابه:
تتلمذ على التبريزي وأخذ عنه جَمْعٌ من العلماء, مِن أهمهم: قطب الدين القسطلاني الإمام المحدث وهو أجلُّ تلاميذ التبريزي, وهو الذي سمع منه التفسير كاملا ونقله القسطلاني لتلميذه أبي حيان الأندلسي صاحب (البحر المحيط) فأفاد منه, ومن طلاب التبريزي أيضا شرف الدين الدمياطي المحدث, ومحب الدين الطبري, ورَضِيُّ الدين الطبري, وابن العمادية, وضياء الدين السَّبْتي, وجمال الدين ابن الظاهري الحلبي, وفخر الدين ابن البخاري وغيرهم.

آثاره:
  1. الغنيان في تفسير القرآن: في اثني عشر جزءا, وهو كتابنا هذا, ولا يوجد منه حتى الآن إلا الجزء الرابع الذي بين أيدينا من مخطوطة وحيدة, يسَّرَ الله الكشف عن بقية أجزائه.
  2. كتاب الأحاديث الأربعين في أمور الدين: أربعينية على طريقة الأربعين النووية, وهو مفقود اليوم.
  3. مروياته من الأحاديث المسلسلة: دوَّنَ التبريزيُّ بخطِّه الأحاديثَ المسلسلة المسندة التي رواها عن شيوخه وحدَّثَ بها طلابه, وأصلها مفقود اليوم لكن روى بعضها ابن رشيد الفهري السبتي في كتابه ملء العيبة 5/305 والسيوطي في جياد المسلسلات 266 والسخاوي في الجواهر المكللة 161 والفاداني في العجالة 82.
  4. التَّتِمَّة: في الفقه, وهو مفقود اليوم.
  5. الشهاب القَبَس من كتاب المقتبس: وهو في أخبار النحويين وأهل اللغة والأدب, اختصره التبريزي من كتاب المقتبس للمرزباني, وهما مفقودان اليوم, لكن الحافظ اليغموري اختصر كتاب التبريزي وأسماه (نور القبس) وهو مطبوع.
  6. أحاسن الكلام ومحاسن الكرام: وهو في الأدب والأخبار, وتوجد منه مخطوطة وحيدة في مكتبة باريس أو برلين, ولم يطبع.
  7. شعر ونظم: لم يصلنا من شعره إلا نُتَفٌ يسيرة.
وفاته:
مرض التبريزي في آخر عمره وضعف بصره حتى عَمِيَ, وتوفاه الله في مكة المكرمة عام 646هـ ودفن في مقبرة المعلاة عن 76 عاما رحمه الله رحمة واسعة.

أهم مصادر ترجمته:
ذيل تاريخ مدينة السلام لابن الدبيثي 3/23, مختصر تاريخ ابن الدبيثي للذهبي 1/263, صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني 1/190-191, سير أعلام النبلاء للذهبي 23/255-256, تاريخ الإسلام للذهبي 47/309, الوافي بالوفيات للصفدي 10/161, ذيل طبقات الفقهاء الشافعيين للمطري العبادي 70-72, طبقات الشافعية للسبكي 8/133, العقد المذهب لابن الملقن 443, العقد الثمين للفاسي 3/371-375, ذيل التقييد للفاسي 2/311, التحفة اللطيفة للسخاوي 1/372-373, طبقات المفسرين للسيوطي 39, طبقات المفسرين للداودي 1/115, طبقات المفسرين للأدنهوي 235, كشف الظنون لحاجي خليفة 1/460, هدية العارفين للبغدادي 1/232, الأعلام للزركلي 2/56, معجم المؤلفين لعمر كحالة 1/428.


ثالثا
عملي في تحقيق الكتاب:
  1. نسخت نص الكتاب كاملا مع ضبطه بالشكل.
  2. تصويب ما في المخطوطة من أخطاء والإشارة إلى ذلك.
  3. تخريج ما جاء في الكتاب من قراءات متواترة, وأحاديث نبوية مع ذكر راويها والحكم عليها, وأبيات شعرية مع نسبتها إلى قائلها, وتصويب ما وقع في نصوصها من أغلاط إن وجدت.
  4. التعليق على بعض المسائل الواردة في الكتاب.
  5. شرح بعض الكلمات الغريبة.
  6. كتابة مقدمة واسعة مفصلة تناولت الكتاب والمؤلف.
  7. صناعة عدة فهارس علمية في آخر الكتاب؛ لتيسير الوصول إلى المعلومة وإبراز أهم مسائل الكتاب وفوائده, مثل: فهرس القراءات, وفهرس الأحاديث, وفهرس الأشعار, وفهرس البلدان, وفهرس المصادر والمراجع, وفهرس المسائل العقدية, وفهرس الفوائد الشرعية, وفهرس الفوائد اللغوية, وفهرس مسائل الرسم العثماني وغيرها.
  8. صناعة ملحق في آخر الكتاب جمعتُ فيه النصوص المنسوبة لتفسير الغنيان في كتب التفسير الأخرى, وأهمها كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي, وهذه النصوص بعضها من هذا الجزء وبعضها من الأجزاء المفقودة, وقد بلغت أكثر من 80 نصًّا.
  9. استغرق عملي في تحقيق الكتاب أكثر من سنتين ونصف, تخللها فترات انقطاع, وحسبي أني بذلتُ قصارى وُسْعِي في إتمامه, وراجعتُ مئات الكتب للتخريج والتصحيح والتثبت والبحث, كما هو مثبت في فهرس المصادر والمراجع.
  10. التحقيق كان تطوعًا مني, وليس مرتبطا برسالة ماجستير ولا دكتوراه ولا غير ذلك, بل كان الهدفُ نَشْرَ العلم, والاستفادةَ الشخصية من التفسير, والحفاظَ على التراث الإسلامي بإخراجه مِن غَيَابةِ المخطوطات إلى نور المطبوعات قبل أنْ تصيبه الجوائح كما أصابت غيره من نفائس المخطوطات.
أسأل الله أن يكون عملي خالصا لوجهه الكريم, وأنْ يجعلَه لسانَ صِدْقٍ في الآخرين.



وقد سبق الإعلان عن صدور الكتاب في هذا الرابط مع صورة له ومع منافذ البيع لمن يريد اقتناءه:
https://mtafsir.net/forum/القسم-الع...لتبريزي-الشافعي-ت646هـ-محققا-ومطبوعا-لأول-مرة
 
بشرى

بفضل الله ومنته وتوفيقه صدر كتاب:​
(الغُنْيَان في تفسير القرآن)
تأليف نجم الدين أبي النعمان بشير بن حامد التبريزي الجعفري الزينبي الشافعي (توفي ٦٤٦هـ) في مكة.

وقد قمتُ بتحقيقه على مخطوطة وحيدة تحتوي على الجزء الرابع منه
وقد تمت طباعة الكتاب الذي يزيد على 800 صفحة في (مركز تفسير للدراسات القرآنية) وهو الإصدار السادس والثمانون للمركز
أسأل الله أن ينفعنا به جميعا
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
المحقق: يوسف بن محمد بن بدوي آل سند الكثيري



إعلان (مركز تفسير) عن صدور الكتاب عبر موقعهم
https://tafsir.net/news-story/8141/printable

إعلان (مركز تفسير) عن صدور الكتاب عبر تويتر https://twitter.com/tafsircenter/sta...796677120?s=20

صفحة الكتاب في (متجر تفسير) https://tafsirstore.net/ar/%D8%A7%D9...86/p1109681676

صفحة الكتاب في (متجر التدمرية)
https://altadmoria.com/gZBYNwb?source=search

صفحة الكتاب في (متجر دار المحدث) https://almohadith.com/ar/%D8%A7%D9%...86/p2117087683

رابط (قناة يوسف بن محمد الكثيري): https://www.youtube.com/channel/UCFa...8J5KT-4jfVC3bQ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وآله الطيبين ورضي الله تعالى عن صحابته أجمعين .
جزاكم الله تعالى خيراً الاستاذ الفاضل يوسف الكثيري لقد ذكرتم : (
كان التبريزي أشعري المعتقد شافعي المذهب )
هل دافع عن عقيدة الأشاعرة ، وهل تعصب للمذهب الشافعي أم تسامح وأخذ بالدليل وفقنا الله تعالى واياكم .
 
وإياك حفظك الله

لم يكن متعصبا لمذهبه الشافعي بل يذكر أيضا أقوال مالك وأبي حنيفة وفقهاء التابعين.

أما العقيدة الأشعرية فلا تظهر إلا عند آيات الأسماء والصفات فكان يؤولها، وربما عَرَضَ في تفسيره أقوال السلف المثبتين وأقوال المعتزلة النفاة ثم يرجح قول الأشاعرة في التأويل مثل صفات اليد والنفس والكلام لله سبحانه وتعالى.

لكن نَفَسَه اللغوي والفقهي في التفسير أظهر من نفسه العَقَدَي.
 
عودة
أعلى