هل لي بإحدى آيات المتشابه ؟

إنضم
10 مايو 2012
المشاركات
1,349
مستوى التفاعل
35
النقاط
48
الإقامة
جدة
الموقع الالكتروني
tafaser.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطالع في كثير من الملتقيات ووسائل التواصل الاجتماعي من يأتي بالآية ، بل بعشرات الآيات فيقول هذه من المتشابه ، وهذه محكمة ، واسألكم حفظكم الله ان تأتوني بحديث واحد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر فيها آية ويصنفها من المتشابه ؟ او يقول هذه من المحكمات؟
النبي بلا شك هو صاحب الوحي وهو الاعلم بمحكمه ومتشابهه ، ولا بد أنه بين للصحابة الكرام ولو آية واحدة من المتشابه ، والله اسأل ان يرينا واياكم الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
 
وعيكم السلام ورحمة الله وبركاته



لا زلت على عهدك الذي ربما أخذته على نفسك وهو زرع البلبلة في النفوس والتشكيك في الثابت، لكن هيهات هيهات فلن تتمكن من تحقيق رغبتك ولا نيل مرادك...تكلمت وأكثر الكلام في إبطال النسخ ضاربا بعرض الحائط إجماع الأمة عليه...وها أنت رأيت الكلام في أمر آخر للتشكيك في وجوده ألا هو المتشابه، مع أنه في هذه المرة ليس الأمر يتعلق بمجرد إجماع بل بكلام الله جل في علاه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

وسأكتفي بذكر آية من كلام ربنا في إثبات ما تريد (على ما يظهر) نفيه، وبحديث ثابت عن الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.



يقول الله تعالى:" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)" –آل عمران-.

و عن عائشة رضي الله عنها قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ) إلى ( أولو الألباب ) قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم .-صحيح سنن أبي داود-.



يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:" وأما الإحكام والتشابه المذكور في هذه الآية فإن القرآن كما ذكره الله { منه آيات محكمات } أي: واضحات الدلالة، ليس فيها شبهة ولا إشكال { هن أم الكتاب } أي: أصله الذي يرجع إليه كل متشابه، وهي معظمه وأكثره، { و } منه آيات { أخر متشابهات } أي: يلتبس معناها على كثير من الأذهان: لكون دلالتها مجملة، أو يتبادر إلى بعض الأفهام غير المراد منها، فالحاصل أن منها آيات بينة واضحة لكل أحد، وهي الأكثر التي يرجع إليها، ومنه آيات تشكل على بعض الناس، فالواجب في هذا أن يرد المتشابه إلى المحكم والخفي إلى الجلي، فبهذه الطريق يصدق بعضه بعضا ولا يحصل فيه مناقضة ولا معارضة، ولكن الناس انقسموا إلى فرقتين { فأما الذين في قلوبهم زيغ } أي: ميل عن الاستقامة بأن فسدت مقاصدهم، وصار قصدهم الغي والضلال وانحرفت قلوبهم عن طريق الهدى والرشاد { فيتبعون ما تشابه منه } أي: يتركون المحكم الواضح ويذهبون إلى المتشابه، ويعكسون الأمر فيحملون المحكم على المتشابه { ابتغاء الفتنة } لمن يدعونهم لقولهم، فإن المتشابه تحصل به الفتنة بسبب الاشتباه الواقع فيه، وإلا فالمحكم الصريح ليس محلا للفتنة، لوضوح الحق فيه لمن قصده اتباعه" –تيسير الرحمن:122-.



وأما سؤالك عن حديث ثبت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يصف فيه أن آية كذا من المتشابه فمرده إلى أنك لا تقم لأهل العلم وزنا كعادتك في النسخ...

sdseڹ�D0�
 
كالعادة ، لا تجيب على السؤال ، لف ودوران واتهامات فارغة ، لكن جواب ؟؟؟
لا يوجد
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ عدنان الغامدي أنت ولا شك تعلم أنه لا يوجد أي حديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم يبين فيه آية واحدة أو أكثر من المحكم أو المتشابه من آيات القرآن الكريم ، لهذا فإن هذا السؤال مبطن بإجابة أنت إخترتها لنفسك وهي أن ماورد إلينا من الصحابة رضوان الله عليهم عن المحكم والمتشابه لابد من أنه ليس من عند أنفسهم بل تم تلقيه عن النبي ولو لم ينسبه الصحابة إلى تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ، وبذلك أنت تحدد المحكم والمتشابه فقط بناءاً على كلام الصحابة والذي لابد وأنه -حسب إعتقادك- أنه منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ولكن ينفي هذا الإعتقاد إختلاف الصحابة أنفسهم في تبيان كثير من آيات المحكم والمتشابه ، بل الصحابة مختلفين في تفسير الآية 7 من سورة آل عمران نفسها ووقع الخلاف في إمكانية معرفة تفسير المتشابه من عدمه ، ومنشأ هذا الاختلاف اختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} هل هو مبتدأ خبره {يقولن} والواو للاستئناف، والوقف على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه} ؟ , أو هو معطوف و {يَقُولُونَ} حال، والوقف على قوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} . فكيف تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم لابد أنه بين لهم المحكم من المتشابه والصحابة مختلفين فيه ؟
فلو كان أحد من الصحابة يعلم من النبي صلى الله عليه وسلم عن المحكم والمتشابه لإحتج بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ولما خالفه في ذلك أحد .
والله أعلم
 
اذا كان الأمر كما قرره الاخ الكريم احمد طاهري فمن أين أتى القائلون بأن هذه محكمة وتلك متشابهة .؟؟
 
حسب تعريف المحكم الذي هو معروف المراد منه فالأمر راجع لمبلغ العلم لدى قارئ القرآن الكريم ، كما هو واضح في الآية الكريمة ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) وأيضاً إلى مافتح به الله على عبده من رجاحة العقل والحكمة كما هو واضح أيضاً في الآية الكريمة نفسها ( وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ) ، فكلما زاد علم العالم بالقرآن الكريم وباللغة العربية وبسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وبالعلوم المرتبطة بموضوع الآية الكريمة زاد فهمه للمراد من هذه الآية ، وإذا علم العالم يقيناً بالمراد من الآية الكريمة أصبحت محكمة بالنسبة إليه فتصبح مرجعاً له ليقيس عليها الآيات التي تشابهت عليه ولم يتيقن من المراد بها ، وآيات القرآن الكريم درجات في الوضوح وكل شخص له حظه من الفهم حسب ما يستطيع عقله أن يفقه .
ومن آيات القرآن الكريم ماهو شديد الغموض لدرجة أنه لاخلاف في أنها من المتشابه مثال على ذلك الحروف المقطعة مثل (الم) فرغم كثرة المحاولات لتفسيرها وفهم المراد منها ، إلا أنه لا يوجد عالم واحد إستعملها ليفسر بها آية أخرى لهذا فهي متشابهة ، ومن آيات القرآن الكريم ماهو واضح شديد الوضوح لدرجة أنه لا خلاف في أنها من المحكم بل لا يشك في إحكامها إلا من يريد الطعن في القرآن الكريم نفسه ، مثال على ذلك الآية 2 من سورة آل عمران ( اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) ، قد يختلف العلماء في تفسير القيوم لكنها تبقى آية محكمة محورها الأساسي التوحيد المطلق لله عز وجل .
فإذا وقع عامة الناس في لبس حول معنى أية وتشابهت المعاني فيها يصبح من واجب العالم أن يبين لهم المراد والمقصود منها خاصة الآيات التي هي أم الكتاب والتي تتعلق بأساس الدين من توحيد لله عز وجل وتنزيهه ، ولهذا السبب فالمتشابه بالنسبة للعامة أكثر من المحكم والعكس بالنسبة للعالم الراسخ في العلم يمسي لديه المحكم أكثر من المتشابه .
والله أعلم
 
أحسن الله إليك ، فيكون بذلك تحديد المتشابهات مسألة نسبية تعود لقارئ القرآن ومتدبره ، وليست مسألة توقيفية فما يكون عند هذا متشابه فهو عند سواه محكم ، وقد يكون حتى من يرى في الآية أنها من المتشابهات قد لا يكون مصيباً في إطلاق هذه الصفة على الآية إلا فيما يتعلق به هو وليس لعموم المسلمين.
جميل ، فتكون الآية التي يلتبس فهمها متشابه ، ولكن ماهي العلاقة بين صفة (التشابه) وصعوبة فهم الآية ؟؟
المتشابه مع ماذا ؟؟ فالقول بالتشابه يقتضي وجود مشبه ومشبه به !
 
المتشابهات لديها وجهان ، الاول هو خطأ التعرف والثاني هو عدم التعرف ، فالوجه الأول هو أن يخطئ الشيئ بشيئ آخر يشبهه ويشترك معه في وصف معين مثال على ذلك قول بني إسرائيل لموسى عليه السلام في الآية 70 من سورة البقرة (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ) ، فالمقصود موجود وسط مجموعة من الإحتمالات الممكنة المتشابهة ، والوجه الثاني هو عدم التعرف بالمطلق أي أن تجد شيئ لا يشبه في وصفه ما هو مفهوم ومعروف لدى الناظر إليه وليس لديك عنه مجموعة من الإحتمالات مثل الوجه الأول مثال على ذلك قول نوح لقومه في الآية 28 من سورة هود ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ) ، فقوم نوح عليه السلام عميت عليهم رحمة الله ولم يتعرفو عليها مع أنها بينة لنوح والمؤمنين معه ، وبعض آيات القرآن تختلف في تشابهها من شخص لآخر فالبعض لا يعلم مالمراد منها والبعض يظن أنه يعلم المراد من الآية ولكنه يشتبه في أنه قد لايكون المعنى المقصود والبعض قد تتشابه لديه مجموعة من الأوجه والتأويلات ويحتار بينها ، فمن فتح الله له بصيرته رآى من القرآن الكريم الكثير من المعاني التي قد تعمى عن عامة الناس ، ومن أعمى الله بصيرته لن يرى من القرآن الكريم أي شيئ حتى المعاني الواضحة لعامة الناس ،
 
شعرت أنني لم أعبر بشكل مناسب عن الجواب لهذا راجعت تعريفات المتشابهات لدى العلماء لكن للأسف وجدتهم يعتنون فقط بسبب تسمية المتشابه اللفظي في القرآن الكريم ، أما المتشابه الذي يقابله المحكم فتعددت التعريفات ولكن لم أجد من يتطرق إلى سبب التسمية .
 
أظن والله أعلم أن سبب تسمية المتشابهات بهذا الإسم لتشابه المعنى وعدم اليقين به ، وبذلك فإن الذين يتبعون المتشابهات يتبعون فقط الظن بدون علم به وبدون يقين أنه المقصود ، ومصداقاً لذلك الآية 157 من سورة النساء (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) .
والله أعلم
 
المتشابه اللفظي شيء ، والمتشابه المقابل للمحكم شيء آخر ، ولعلك توصلت لما اريد ان القي عليه الضوء ، وهو أن تصنيف المتشابهات مسألة خضعت للاجتهاد من مرتكزات مختلفة ومناظير متعددة ، ففي الوقت الذي نقر بوجود محكم ومتشابه طبقا لمنطوق الآية الكريمة فإن ما ينسب للتشابه والاحكام اليوم هو مجازفة وتقريرات ظنية نسبية ، والحق ان القرآن كله محكم لا متشابه فيه واحكامه منصوص عليه في كتاب الله ولكن مرد الالتباس هو فهم المراد من مفردة "الكتاب" في الآية فمن فهم انه القرآن فلا شك انه سيصل لهذا الشتات الذي نحن فيه اليوم ، ولكن ان فهم معناه على الوجه المؤيد بالسياق القرآني لاتضحت المسألة.
والله تعالى أعلم
 
إن اتهمتني باللف والدوران لأنني لا أوافق هواك...فأنا بدوري أحذر أعضاء هذا الملتقى مما تنفثه من السم بيننا، بل أعظم من السم، لأن السم غايته أن يقضي على الجسد أما ما تبثه بين الفينة والأخرى فيشكك في العقائد بل في كلام الله تعالى لمن يكن له رسوخ...ما أجرأك على الله تعالى.
الله يقول: ( وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ )، كلام ظاهر واضح بل نص في أن في القرآن ما هو متشابه، وهذا كلام من تكلم به سبحانه.
ثم أنت يا عالم زمانه ونحرير عصره تأتي لتقول بكل وقاحة: ( والحق ان القرآن كله محكم لا متشابه فيه ).
يقول تعالى:{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }.
ويقول جل في علاه: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا }.
ويقول عز شأنه وتعالى ذكره: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ }.
فهي ثلاث صفات: إحكام كلي وتشابه كلي وإحكام وتشابه.
فكونه محكم أي بلغ الغاية في ألفاظه ومعانيه وأسلوبه وإعجازه وأحكامه وأخباره...(صدق في الأخبار عدل لافي الأحكام)...لا يمكن أن يتطرق له خلل ولا نقص البتة.
وكونه متشابه أي يشبه بعضه بعضا في ما ذكر.
وأما كونه محكم ومتشابه: أي أ بعض الآيات تكون متشابهة قد يلتبس المراد منها على كثير من الفهوم فيجب ردها إلى المحكم ليتضح المراد منها، مثال ذلك: قوله تعالى:
( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)) -النساء- وقوله تعالى: ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)) -الجن-، هذا من المتشابه الذي وجب رده إلى المحكم من قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) )-النساء-.
وهذا الرد سبيل الراسخين كما أخبر رب العالمين بخلاف الزائغين فإنهم يتمسكون بالمتشابه لزرع الفتنة كحال الخوارج بالنسبة للمثال الذي ذكرت آنفا.
وكذا نفاة الرؤية والغالون في إثبات القدر وفي الإرجاء وغيرهم سبيلهم غض الطرف عن المحكم والتمسك بالمتشابه.
وهذا التشابه الذي ذكرت تشابه نسبي لأنه كما قال تعالى ( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)) -يوسف-، فما كان متشابها عند زيد من الناس فهو محكم عند عمر، لكن لا بد أن يكون فيه ما هو متشابه عند فئام من الناس لأن هذا خبر الله تعالى فلا يمكن أن رده.
وأما ما يسمى بالمتشابه المطلق فهذا الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ككنه صفاته وأمور غيبه مما اختص به وغيره.
هدفك من منشورك واضح ظاهر لكل ذي لب وهو نفي ما يسمى بالمتشابه، فلا داعي للف والدوران وصرح بها، بل لقد صرحت بها بقولك (والحق ان القرآن كله محكم لا متشابه).
وأما قولك:"ولكن مرد الالتباس هو فهم المراد من مفردة "الكتاب" في الآية فمن فهم انه القرآن فلا شك انه سيصل لهذا الشتات الذي نحن فيه اليوم"، فإن لم يكن المراد بلفظ الكتاب القرآن الكريم فما المراد يا هذا؟
( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ )، أليس اللفظ الأول هو عين الثاني، والكتاب الذي أنزل هو القرآن؟
أما ( الشتات) فأنت الواقع فيه بسبب تنطعك وتعالمك وإلا فلو كنت مقدرا لأهل العلم لكنت على خير...
 
إلى الأخ الطاهري:
أخي أرجو أن تتكلم بعلم، قلت: ( ومن آيات القرآن الكريم ماهو شديد الغموض لدرجة أنه لاخلاف في أنها من المتشابه مثال على ذلك الحروف المقطعة مثل (الم) فرغم كثرة المحاولات لتفسيرها وفهم المراد منها ، إلا أنه لا يوجد عالم واحد إستعملها ليفسر بها آية أخرى لهذا فهي متشابهة) اهــــــــ.

من قال لك أنه لا خلاف في أن الحروف المقطعة من المشابه، هلا استقرأت أقوال أهل العلم استقراء تاما حتى تخرج بهذه النتيجة أم أنه مجر ظن وتخمين؟؟؟

بل هناك خلاف ظويل عريض بين العلماء في هذه الحروف، والحق أنها ليست من المتشابه بل هي حروف كباقي حروف القرآن الكريم، استفتح الله تعالى بها بعض سور كتابه (29 سورة) من باب التحدي والإعجاز، كما هو واضح فيما يتلو هذه الحروف في معظم تلك السور حيث يأتي ذكر القرآن الكريم، فكأن الله تعالى يقول:" هذا القرآن إنما هو مؤلف من هذه الحروف التي تتكلمون بها فهلا أتيتم بمثله؟".

فالمرجو التثبت قبل الجزم غفر الله لنا ولك.
 
من قال لك أنه لا خلاف في أن الحروف المقطعة من المشابه، هلا استقرأت أقوال أهل العلم استقراء تاما حتى تخرج بهذه النتيجة أم أنه مجر ظن وتخمين؟؟؟
بل هناك خلاف ظويل عريض بين العلماء في هذه الحروف،
الأخ ناصر تعريفات المتشابه والمحكم كثيرة ، وأنا قد تحدثت من منطلق أن المحكم هو المعروف المراد منه والباقي يكون من المتشابه ، وكما قلت أنت أنه هناك خلاف طويل عريض بين العلماء في هذه الحروف ،
يبدو أن مفهوم المحكم والمتشابه لديك غير واضح وغير مبني على قاعدة بينة ، وحسب ما فهمت من كلامك فأنت تظن أن كل مايمكن تفسيره ليس من المتشابه وهذه قاعدة خاطئة ، بل القاعدة الصحيحة هي أن كل ما هو واضح المعنى يقيني الدلالة يكون من المحكم ، أي أن القاعدة تتعلق بتحديد المحكم والرجوع إليه في باقي المتشابه وليس العكس .
 
إن اتهمتني باللف والدوران لأنني لا أوافق هواك.
غير صحيح ، انت تلف وتدور لأن السؤال مباشر والجواب ملتوي لم أعهدك تجيب على السؤال بشكل مباشر ، بل تلجأ للبكائيات والتهويل والتشكيك والطعن ثم تقفز قفزة كنغرية الى موضوع آخر ، وهذا الموضوع خير مثال ، فلم تأتِ ببينة واحدة قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها متشابهة وليست محكمة.
ولو كنت أميناً نزيها في النقل لقلت إن مفهوم المحكم والمتشابه فيه خلاف بين العلماء وفصلت قدر ما تستطيع ولكنك حصت حيصة نعرفها منك.
الله يقول: ( وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ )، كلام ظاهر واضح بل نص في أن في القرآن ما هو متشابه، وهذا كلام من تكلم به سبحانه.
ثم أنت يا عالم زمانه ونحرير عصره تأتي لتقول بكل وقاحة: ( والحق ان القرآن كله محكم لا متشابه فيه ).
يقول تعالى:{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }.
العجمة التي تعاني منها اعاقت فهمك للفرق بين الكتاب والقرآن ولا الومك على ذلك ، ولكن كان الأولى عوضاً عن الخروج من الموضوع أن تأتيني بما طلبته منك -إن استطعت- أو تقول بصريح الإفادة بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين لنا اي الآيات متشابهات وأيها محكمات ، وأن كل ما قيل في هذا الباب اجتهادات يخالف بعضها بعضاً ، وأن تحديد المحكم من المتشابهة ظنيّ لا يمكن الجزم به.

أما بقية كلامك فليس ذا قيمة عندي ولا عند أهل العلم لأنك لست ممن يؤخذ منه في الاساس وهذا لا يعيبك أبداً فأنت بكل تأكيد ستتواضع وتدرك هذه الحقيقة بكل تجرد وصدق ولا يتكبر على الحق إلا إبليس وذريته وحاشا أن تكون منهم.
إن الانصاف والموضوعية والحكمة في جانب ، والحمق وقلة الأدب والاساءة في جانب آخر فليختر الواحد منا في اي جانب يرتع.
والسلام
 
عودة
أعلى